دوار دار الواد بإقليم وزان… ساكنة مهمشة بين خطورة الطرق ووعود المسؤولين

مع الحدث/ وزان

المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر 

 

في قلب جبال إقليم وزان، وتحديدًا بدوار دار الواد التابع لجماعة مقريصات، والواقعة تحت نفوذ قيادة مقريصات بجهة طنجة تطوان الحسيمة، تعيش الساكنة أوضاعًا تنموية صعبة في ظل تجاهل مستمر من الجهات المسؤولة، وغياب أبسط مقومات البنية التحتية، وفي مقدمتها الطرق المعبدة، التي تظل العائق الأكبر أمام تنقل السكان وقضاء حاجياتهم اليومية.

تبلغ المسافة الفاصلة بين الدوار والطريق الرئيسية حوالي 5 كيلومترات، بينما تبعد الجماعة الأم 10 كيلومترات، وهي المسافة التي تضم المؤسسات التعليمية الإعدادية والثانوية، ما يزيد من معاناة التلاميذ، خصوصًا في فصل الشتاء، حيث تتحول المسالك الترابية إلى طين ومستنقعات، تتسبب في تأخرهم أو انقطاعهم عن الدراسة، وسط ضعف وسائل النقل المدرسي وغياب أي حلول بديلة.

 

إلى جانب ذلك، يشكّل الواد المجاور للدوار خطرًا حقيقياً، خصوصاً في مواسم الفيضانات، حيث لم تعد القنطرة القديمة، التي يعود تاريخ بنائها إلى أكثر من ثمانين سنة، قادرة على تحمّل تدفق المياه أو تأمين عبور آمن للسكان. ورغم المراسلات العديدة والشكاوى الموجهة إلى الجهات المختصة، لا يزال الصمت هو الجواب الوحيد.

 

ورغم هذه الظروف الصعبة، يتوفر الدوار على وحدة مدرسية فرعية تابعة لمجموعة مدرسية تبعد عنها بنحو ستة كيلومترات، كما يحتضن ناديًا نسويًا يُعنى بتنمية المرأة القروية. إلا أن غياب البنيات التحتية اللازمة والربط الطرقي يحدّ من فعالية هذه المبادرات، ويُضعف أثرها المجتمعي.

 

يعتمد اقتصاد المنطقة على الزراعة المعاشية وتربية الماشية، خاصة المعز، بحكم طبيعة التضاريس الجبلية الوعرة. ومع ذلك، تبقى الظروف المعيشية هشّة، حيث تُقدر عدد الأسر القاطنة بالدوار بحوالي خمسين أسرة، أغلبها يعيش في فقر مدقع، دون دخل قار، باستثناء بعض الإعانات والمساعدات الموسمية.

 

في غياب تدخل حقيقي من السلطات، تظل المبادرات الذاتية والتضامن المحلي هي السند الوحيد للساكنة، حيث تُنجز بعض الإصلاحات المحدودة بفضل جهود المحسنين وأبناء الدوار.

 

وفي هذا الإطار، يوجه سكان دوار دار الواد نداءً مفتوحًا إلى المسؤولين الإقليميين والجهويين، من أجل تدخل فعلي وعاجل لرفع العزلة عن المنطقة، وربطها بمسار التنمية الترابية المستدامة التي تسعى إليها المملكة. فهل من مجيب؟

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)