مع الحدث/ بيروت
تحرير ✍️: مجيدة الحيمودي
في لحظة من الحزن العميق والوجع الإنساني الصامت، ودّعت أيقونة الغناء العربي السيدة فيروز، ابنها الوحيد، الفنان والمبدع الاستثنائي زياد الرحباني، الذي أسلم الروح بعد مسيرة فنية طويلة ومتفردة بصم خلالها المسرح والموسيقى والفكر العربي المعاصر.

زياد المولود عام 1956 كان حالة فنية متفرّدة، خالف السائد والمألوف، وواجه بشجاعة الأنظمة والأنماط، وخلق صوتاً مسرحياً وموسيقياً لا يُشبه إلا ذاته. تعاونه مع والدته فيروز شكّل علامة فارقة، فأنتج معها أعمالاً ستظل محفورة في وجدان أجيال، منها “كيفك إنت؟”، “مش كاين هيك تكون”، و”البوسطة”.
الوسط الفني اللبناني والعربي عبّر عن حزنه العميق، وانهالت التعازي من كبار الفنانين والمثقفين الذين أجمعوا على أن الرحباني الابن لم يكن مجرد فنان، بل ظاهرة ثقافية نادرة، امتلك أدوات النقد والتمرد والخلق الفني، وسخرها لطرح قضايا الناس، من السياسة إلى الحب، من الواقع اللبناني إلى الهمّ العربي العام.
يُذكر أن الراحل كان قد عانى في السنوات الأخيرة من وضع صحي حرج، لكنه ظل حاضراً في الذاكرة الجماعية من خلال أرشيف فني غني، ما زالت أصداؤه تتردد في البيوت والمقاهي والقلوب.

تعليقات ( 0 )