ليلى مرودي.. حين تُزهر الحقول لوحات

 

ليلى مرودي.. حين تُزهر الحقول لوحات

✍️ هند بومديان

في مدينة خريبكة، وتحديدًا في قلب جهة بني ملال خنيفرة، وُلدت المبدعة ليلى مرودي، والتي اختارت أن تُوقّع أعمالها الفنية بالاسم الرمزي Laila Art، اسمٌ بات يحمل في طيّاته نضجًا تشكيليًا وتجربة إنسانية رفيعة، جمعت بين الفرشاة والرسالة التربوية، وبين اللون والهوية.

 

أستاذة تعليم وفنانة بالفطرة رغم حصولها على إجازة جامعية وعملها أستاذةً في قطاع التعليم، إلا أن الفن كان دومًا يسكنها، يرافقها كظل صامت حتى انفجر ذات يوم وسط الطبيعة. كانت بداية الرحلة حين التحقت بالعالم القروي، حيث كانت تتنقل بدراجتها النارية بين الحقول. هناك، وسط الألوان الزاهية للطبيعة، شعرت بانتماء عميق لعالم الرسم، وبدأت تتفتح في داخلها زهرة الفن.

 

لم تتلقَّ تكوينًا أكاديميًا صارمًا، بل كانت رحلتها نابعة من الموهبة، تطورت عبر الممارسة اليومية واحتكاكها بالأطفال والجداريات التربوية، وازدادت عمقًا بفضل دورات تكوينية على يد فنانين وأساتذة محترفين، مكنت تجربتها من التبلور ضمن مشروع تربوي فني متكامل.

 

أسلوبها.. حيث التلقائية تلتقي بالرمزية

 

تُعرَف أعمال ليلى مرودي بأسلوبها التلقائي، المستوحى من عالم الطفولة والبيئة القروية. تمزج بين الألوان الزاهية والخامات المتنوعة مثل النحاس، الكولاج، الخيش، والطباشير. هي ابنة المدرسة الفطرية التي تمثلها أيقونة الفن الشعبي المغربي الراحلة الشعيبية طلال، وتستمد من المدرسة الانطباعية والتجريدية بُعدًا تعبيريًا وروحيًا.

 

تعكس لوحاتها حكايات الأنوثة، الأناقة، الأصالة، والطفولة، وتغوص في الهوية المغربية بكل مكوناتها، من التراث إلى الزي، من الدقة المراكشية إلى فرق كناوة، ومن الذاكرة الجماعية إلى الحلم الإنساني.

 

معارض داخلية وعالمية بنَفَس تربوي

 

شاركت الفنانة في عدد من المعارض التربوية والفنية، محليًا في مؤسسات تعليمية وأندية ثقافية، ووطنيًا عبر احتفالات ومبادرات ثقافية متنوعة. لكن حضورها الدولي كان لافتًا من خلال مشاركات في روما، إسبانيا، الأردن، حيث عرضت أعمالها في سياق مبادرات موجهة للأطفال، فجمعت بين الفن والتربية، وبين الجمال والرسالة.

 

تلقت عدة شواهد تقديرية وأدرع تكريمية من مؤسسات عمومية، وهي بالنسبة لها حوافز معنوية تؤكد أن الفن رسالة قبل أن يكون منتجًا استهلاكيًا.

 

الحلم القادم.. فن للأطفال ومن أجلهم

 

تحلم ليلى بتوسيع مشروعها “المدرسة العقلية الإبداعية”، ليصل إلى كل المناطق المهمشة، وتطمح لإنشاء متحف خاص بأعمال الأطفال، يُعترف فيه بعطائهم البصري وطاقاتهم الكامنة. كما تؤمن بأن التكنولوجيا قد تكون جسرًا مهمًا لنقل الفن إلى الشرائح الأكثر تهميشًا.

 

في كلمة واحدة، الفن بالنسبة لها هو: الحياة.

 

 

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)