عبد الرحيم أبوصهيب
في كل مرة تقترب فيها الاستحقاقات الانتخابية تقترب معها حركات المد والجزر بين السياسين من مختلف الانتماءات السياسية ، وتبدأ الوجوه التي طالها النسيان في الظهور على صفحات وسائل التواصل الإجتماعي قبل ظهورها على صفحات اللوائح الإنتخابية، لكن دون احترام الترتيب المعمول به عادة ؛ حيث يستوي هنا وكيل اللائحة مع وكيل الرياضة ووكيل المساكين و(واكل مال اليتيم) ، الكل يبحث عن موطئ قدم .
والغريب في الصراع السياسي نحو الكراسي في الأحياء الشعبية أنه مميز وذاكرته أضعف من ذاكرة السمك ، فالماضي يتم مسحه فأرخص أنواع الإسفنج ، والسياسيون وأشباههم يخرجون بكل قوة للدفاع عن المشاريع التي لم ينفذوا منها أي جزء ،بل وأكثر من ذلك ينسبون لأنفسهم نجاحات جهات أخرى كنجاحات مجلس المدينة أو حتى الإنجازات التي تدخل ضمن مخططات الدولة العليا .
ولكن الوجه الأغرب هو ما يتخده المواطن في هاته الأحياء حيث يتحول من مناضل ومدافع عن حقوقه إلى مستمع للاقتراحات والعروض ؛ عارضا بذلك صوته وميولاته للمصلحة الشخصية عوض المنهج الذي كان عليه بعد فشل رهاناته السابقة، والأكيد أن التاريخ يسجل مواقف الجميع مسيرين ومواطنين وحتى سماسرة وأبواق .
والمغرب كما أشار صاحب الجلالة حفظه الله يسير بسرعتين. وبالتالي على المواطن أن يكون حذرا في اختيار الأشخاص القادرين على وضع المواطن على السرعة التي يستحق عوض الانبهار بالشعارات وارتداء أزياء النزاهة والورع ،ونحن بحديثنا لا نحجر على إرادة أحد ولا نعطي دروسا لأحد ؛ لكن قد يحز في النفس أن يلدغ المرء مرات ومرات ومرات .
ولكم واسع النظر
تعليقات ( 0 )