لا شك أن إعادة انتخاب إدريس لشكر لولاية رابعة على رأس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد شكّلت صدمة لدى جزء كبير من المتتبعين للشأن السياسي، وحتى داخل قواعد الحزب نفسه.
فبدل أن تكون محطة المؤتمر لحظة تجديد وإحياء للفكر الاتحادي العريق، تحولت إلى رسالة استمرارية لقيادة أرهقها الزمن السياسي وتجاوزتها مطالب المرحلة.
إنّ التشبث بالمقعد الحزبي لا يمكن اعتباره انتصارًا للتجربة أو الحكمة بقدر ما يعكس غياب ثقافة التداول على المسؤولية، وهي المعضلة التي تعاني منها معظم الأحزاب المغربية. فحين يصبح المنصب غاية في حد ذاته، تضيع الرسالة، وتُجهض فرص الشباب في المساهمة في صناعة القرار.
لقد عبّر العديد من الاتحاديين عن خيبة أملهم من هذا المسار، معتبرين أن الحزب الذي كان يومًا مدرسة للنضال والتجديد الفكري، أصبح أسير حسابات ضيقة ووجوه متكررة. بينما يطمح جيل جديد من الشباب إلى رؤية سياسية مختلفة تنسجم مع تحولات المغرب ومطالبه المستقبلية.
ورغم أن البعض يرى في استمرار لشكر نوعًا من الاستقرار التنظيمي، إلا أن الواقع يفرض علينا الاعتراف بأن التجديد هو أساس الاستمرارية الحقيقية، وأن أي مشروع سياسي يفقد القدرة على التجدد، يفقد مع الوقت بريقه وتأثيره في الساحة الوطنية.
إن ما يحتاجه الاتحاد الاشتراكي اليوم ليس استمرار الأشخاص، بل استمرار الفكرة الاتحادية نفسها بروح جديدة، تؤمن بالتناوب، بالاختلاف، وبقدرة الأجيال الصاعدة على البناء والعطاء.
فالتاريخ لا يرحم الأحزاب التي تتقوقع حول ذاتها، بل يحتفي فقط بتلك التي تجدد دماءها وتفتح أبوابها للغد.
تعليقات ( 0 )