تستعد جمعية إستطيقا للتنمية الفنية والثقافية بمدينة سلا، للاحتفاء بالفنان المسرحي والتلفزيوني والسينمائي والموسيقي محمد عزام، الشهير لدى الجمهور المغربي باسم “بهلول”، وذلك ضمن فعاليات الحفل الختامي للدورة التكوينية «صايب المسرحي لي فيك» في نسختها الثانية. ويأتي هذا التكريم اعترافًا بما قدمه هذا الفنان من إسهامات قوية في الساحة الفنية، وبما يمثّله من تجربة مُلهِمة للجيل الجديد من الشباب المتطلّع إلى شقّ طريقه في مجال الفنون.
وُلد محمد عزام بمدينة فاس سنة 1980، قبل أن يشق طريقه نحو الفن عبر مجموعة من المراحل البارزة، التي سيتم تسليط الضوء عليها خلال لحظة التكريم عبر «مسرحة مساره الفني» من خلال أربع محطات تشكّل مجتمعة خريطة الرجل الفنان ومسيرته الغنيّة.
المحطة الأولى: بين يدي أحمد الطيب لعلج
تُعتبر فترة تكوينه في مدرسة الفنان الكبير أحمد الطيب لعلج من أهم البدايات التي مهّدت لظهور موهبته في المسرح، اختار الانضمام إلى هذه المدرسة التي كانت آنذاك أحد أهم منابع التكوين المسرحي في المغرب، وهناك اكتشف جوهر الخشبة وتشرّب أبجديات الأداء والتمثيل.
المحطة الثانية: عزام الموسيقي
لم يتوقّف بهلول عند حدود التمثيل فقط، بل وسّع دائرة إبداعه لتشمل الموسيقى، حيث قدّم عروضًا تجمع بين الأداء المسرحي واللمسة الموسيقية الكوميدية، معتمدًا على موهبته في إدخال روح الدعابة إلى الأغنية وإلى الفرجة بصفة عامة، ما منحه هويّة فنية متفرّدة تميّزه عن غيره.
المحطة الثالثة: ميلاد شخصية «بهلول»
مع مرور السنوات وتعدد التجارب، وُلدت شخصية «بهلول» التي أحبها الجمهور المغربي وتفاعل معها، خصوصًا في الأعمال التلفزيونية والمسرحية التي جعلت منه اسمًا حاضرًا بقوة في الذاكرة الفنية الشعبية. فهذه الشخصية لم تكن مجرّد قناع كوميدي، بل أداة للبوح الفني والسخرية الراقية التي تُعالج الكثير من جوانب الحياة المجتمعية.
المحطة الرابعة: الطفل الذي صار نجمًا
وتعود بنا هذه المحطة إلى الطفولة، حيث بدأت الملامح الأولى لشغفه بالفنون داخل دار الشباب وبين أنشطة الهواة، قبل أن ينطلق إلى الشاشة المغربية بأعمال من بينها «الربيب» سنة 2004 وسلسلة «خالي عمارة» سنة 2006، ليواصل بعد ذلك مسارًا تصاعديًا مليئًا بالتجارب المتنوّعة التي رسّخت حضوره.
إن تكريم محمد عزام «بهلول» ليس مجرد لحظة فنية رمزية، بل هو رسالة صريحة من جمعية إستطيقا مفادها أن الاجتهاد والتكوين والموهبة الحقيقية هي مفاتيح النجاح في عالم المسرح والفنون. كما يُشكّل هذا الحدث فرصة للمشاركين في الدورة التكوينية من الشباب للاستفادة من تجربة فنان استطاع أن يبني اسمه خطوة بخطوة، وأن يجعل من الفن مسار حياة.
بهذا التكريم، تؤكد «صايب المسرحي لي فيك» رؤيتها الهادفة إلى الاحتفاء بالمسار والتجربة قبل الشهرة والأضواء، وإلى دعم الفنانين الذين ظلّوا أوفياء للمسرح باعتباره فضاءً للتعبير الحر ورافعة للوعي والإبداع.