Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة مجتمع

المحمدية … جمعية شباب المواطنة المغربية يدشن موسمه التخييمي بمخيم دامج

المحمدية: جواد حاضي

جمعية شباب المواطنة المغربية وفي اطار الشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم ووزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الشباب-، استقبل مركز التخييم العاليا بالمحمدية خلال المرحلة الثانية لهذه السنة أطفال فروع “الكارة، ابن احمد، سيدي موسى المجدوب، مراكش، الحوز، والحي الحسني). بمشاركة أطفال مصابين بالتوحد وضعاف البصر، تنزيلا للمشروع البيداغوجي للجمعية الأم.

المرحلة التي انطلقت يوم الاثنين 14 يوليوز الجاري، تعرف مشاركة 180 طفل وطفلة تؤطره مجموعة من الأطر التربوية والإدارية مشرفة على تنزيل البرنامج القار والعام، واستراتيجية المكتب المركزي في ادماج الأطفال ذوي الهمم وجعل المخيمات فضاء دامج.

المخيم في اليوم الأول عرف استقبال الأطفال من طرف أعضاء المكتب المركزي، الى جانب الأطر الإدارية التابعة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب- يتقدمهم جواد حمضي المدير الإقليمي للوزارة بالمحمدية.

يعرف البرنامج حسب الجمعية تنوعا في مواده بين السباحة بالمسبح والشاطئ إضافة الى ورشات، والسهرات الترفيهية المتنوعة، وخرجات استكشافية للمدينة، بالإضافة الى ورشات تؤطرها القطاعات الشريكة.

المرحلة المنظمة تحت شعار “المخيمات التربوية فضاء للتميز وبناء الأجيال” تمتد الى غاية 25 من الشهر الجاري. حسب الجمعية المنظمة فإنها تعد مرحلة الى التنزيل السليم للمشروع البيداغوجي والتربوي للجمعية، إضافة الى تفعيل الوساطة التربوية داخل المخيم، زيادة على تكوين اطر مختصة في ادماج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وادماجهم في المخيم والحياة العادية.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية الواجهة

توقيف فرنسي مبحوث عنه دوليًا بالدار البيضاء.. تهم ثقيلة تتعلق بالضرب وتبييض الأموال

مع الحدث

تمكنت عناصر الشرطة التابعة لولاية أمن الدار البيضاء، يوم الثلاثاء 15 يوليوز الجاري، من إلقاء القبض على مواطن فرنسي يبلغ من العمر 42 سنة، كان موضوع مذكرة بحث وطنية ودولية صادرة عن السلطات القضائية المغربية والفرنسية.

وأفاد بلاغ أمني بأن الموقوف كان مبحوثًا عنه على الصعيد الوطني من قبل الشرطة القضائية بمدينة طنجة، للاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بالضرب والجرح. وقد تم توقيفه بأحد أحياء مدينة الدار البيضاء، بعد عملية مراقبة دقيقة وتنقيط أمني أكد تطابق هويته.

ولم تقف التهم عند هذا الحد، إذ كشفت مراجعة قاعدة بيانات المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “أنتربول” أن المعني بالأمر يشكل كذلك موضوع نشرة حمراء صادرة عن السلطات الفرنسية، بغرض تنفيذ حكم قضائي صادر في حقه، على خلفية تورطه في قضايا جنائية تتعلق بتبييض الأموال والانتماء لشبكة دولية متخصصة في تهريب المخدرات.

وأوضحت المعلومات الأولية للبحث أن المواطن الفرنسي المعني بالأمر كان محط متابعة من طرف القضاء الفرنسي، بسبب أنشطة إجرامية ذات طابع دولي، وهو ما استدعى إصدار أمر دولي بإلقاء القبض عليه وتعميمه عبر قنوات التعاون الأمني الدولية.

وقد تم وضع المشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن ملابسات القضية، وتحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة إليه، في أفق اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة في إطار التعاون القضائي الدولي.

وتأتي هذه العملية لتُبرز مرة أخرى نجاعة التنسيق الأمني المغربي مع الأجهزة الدولية، وسرعة تجاوب السلطات الوطنية مع الإشعارات الجنائية العابرة للحدود، في سياق مواجهة الجريمة المنظمة بجميع أشكالها.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة بلاغ

اللجنة المؤقتة لتسيير المجلس الوطني للصحافة ترسم ملامح إصلاح شامل للمهنة وتكشف هشاشة البنية الاقتصادية للمقاولات الإعلامية

حسيك يوسف

في سياق متسارع لإعادة ترتيب أوراق قطاع الصحافة والنشر، عقدت اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون المجلس الوطني للصحافة جمعيتها العامة يوم الاثنين 15 يوليوز 2025، حيث ناقشت في جلسة مسؤولة ومفتوحة مشروع القانون رقم 26.25 المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، إلى جانب مشروع القانون رقم 27.25 الرامي إلى تعديل وتتميم القانون 89.13 المرتبط بالنظام الأساسي للصحافيين المهنيين.

الاجتماع، الذي يندرج ضمن المهام الاستراتيجية المسندة للجنة المؤقتة بموجب القانون رقم 15.23، لم يكن لقاءً شكلياً، بل محطة حقيقية لتقييم الوضع الراهن للصحافة المغربية، واستشراف مداخل إصلاح واقعي وفعّال يعيد الاعتبار للمهنة ولمؤسساتها، ويعزز استقلاليتها التنظيمية والمهنية.

وفي حصيلة أولية لعملها، كشفت اللجنة عن تشخيص شامل ودقيق لواقع المقاولة الصحافية الوطنية، حيث تبين أن الغالبية الساحقة من هذه المقاولات، خصوصاً في مجال الصحافة الرقمية، تعاني من هشاشة مالية وبنيوية عميقة، تؤثر سلبًا على استقلالية خطها التحريري وعلى قدرتها على التطور.

وأكدت اللجنة، في بلاغها، أن أي إصلاح حقيقي للقطاع لا يمكن أن يتم دون تمكين المقاولات الصحافية من بيئة اقتصادية واستثمارية مستقرة، وتوفير ضمانات كافية تتيح لها الاشتغال باحترافية، وتحصينها ضد التبعية، سواء الاقتصادية أو السياسية، التي تُقوّض مبدأ حرية الصحافة وتُفرغ ميثاق الأخلاقيات من مضمونه.

وأشارت اللجنة إلى أن ضعف الموارد البشرية المؤهلة، وتراجع الإمكانيات التكوينية، وغياب آليات الحكامة المالية داخل عدد كبير من المقاولات، تشكل عوائق حقيقية أمام تحقيق الجودة والاستمرارية في الإنتاج الصحافي، داعيةً إلى مراجعة شاملة لبنية الدعم العمومي وطرق توزيعه، ليصبح أكثر إنصافاً وارتباطاً بمعايير الجدية والمهنية.

وشددت اللجنة على أن مشروع القانون 26.25، في صيغته الحالية، يمثل فرصة تاريخية لإرساء أسس تنظيمية جديدة للمجلس الوطني للصحافة، بما يضمن تعزيز استقلاليته وفعاليته، ويُمكّنه من لعب أدواره الأساسية في تنظيم المهنة، وضبط ممارساتها، والحد من الفوضى التي تعرفها المنصات الرقمية، وتسلل الدخلاء إلى الحقل الصحافي.

كما رحبت اللجنة المؤقتة بالتعديلات المقترحة في مشروع القانون 27.25 الخاص بالصحافيين المهنيين، معتبرةً إياه خطوة إيجابية نحو ملاءمة القانون مع الواقع المتغير لمهنة الصحافة، ومع المتطلبات المهنية والأخلاقية للجيل الجديد من المشتغلين بالمجال.

وفي ختام بلاغها، أكدت اللجنة المؤقتة للمجلس الوطني للصحافة أنها ستواصل مهامها بكل مسؤولية وتجرد، من أجل إنضاج شروط الإصلاح الشامل للقطاع، والدفاع عن كرامة الصحافي، ومهنية المقاولة الصحافية، وحق المواطن في إعلام حر وموثوق.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة رياضة

عصبة الدار البيضاء-سطات للملاكمة تستنكر ما نشر في صفحة “البوابة المغربية للملاكمة”

ابراهيم الزوين

أصدرت عصبة الدار البيضاء-سطات للملاكمة بلاغا استنكاريا شديد اللهجة، ردا على ما وصفته بالحملات المغرضة والتصريحات التحريضية التي نشرت عبر صفحة “البوابة المغربية للملاكمة” على موقع فيسبوك.

وأكدت العصبة في بلاغها أن صاحب الصفحة لا تربطه أية صلة قانونية أو تنظيمية بالمؤسسات الرسمية للملاكمة الوطنية، مشيرة إلى أن كل ما يروج له عبر تلك الصفحة لا يعبر عن رأي أي جهة رياضية معتمدة.

واستنكرت العصبة ما اعتبرته “تشهيرًا متعمدًا” يطال الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، ورئيسها عبد الجواد بلحاج، إلى جانب الطاقم الإداري والتقني، معتبرة أن هذه التصرفات تسيء للعمل الجاد الذي تبذله الجامعة وعصبها الجهوية، والجمعيات المنضوية تحت لوائها.

كما دعت العصبة إلى فتح المساطر القانونية ضد صاحب الصفحة، دفاعا عن كرامة الجامعة وتاريخها المشرف، والذي توج بإنجازات كبرى قاريا وعالميا بفضل أبطال مثل محمد ربيعي، خديجة المرضي، الطاهر التمسماني، عبد الحق عشيق، محمد عشيق ووداد برطال، وهي إنجازات نالت إعجاب وتقدير جلالة الملك محمد السادس نصره الله.

وطالبت العصبة في ختام بلاغها السلطات المعنية بتحمل مسؤوليتها القانونية تجاه مثل هذه السلوكيات، مؤكدة أن أي بلاغ أو محتوى صادر عن ما يُسمى بـ”البوابة المغربية للملاكمة” لا يمثلها لا من قريب ولا من بعيد.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة رياضة

تشيلسي يُتوج بطلاً لكأس العالم للأندية بعد سحقه لباريس بثلاثية نظيفة

حسيك يوسف

في ليلة كروية استثنائية، توج نادي تشيلسي الإنجليزي بلقب كأس العالم للأندية 2025 في نسخته الجديدة التي ضمّت 32 فريقًا، بعد فوزه الكبير على باريس سان جيرمان الفرنسي بثلاثة أهداف دون رد، في المباراة النهائية التي جرت بحضور شخصيات بارزة، من بينها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس “فيفا” جياني إنفانتينو.

تألق النجم كول بالمر بتسجيله هدفين في الدقيقتين 22 و30، فيما أضاف جواو بيدرو الهدف الثالث في الدقيقة 43، ليحسم “البلوز” اللقاء من شوطه الأول.

قاد الفريق الإنجليزي المدرب الشاب ماوريسيو بوتشيتينو، الذي أعاد تشيلسي إلى منصات التتويج العالمية، بينما أشرف على باريس المدرب الإسباني لويس إنريكي، الذي فشل في فك شيفرة التنظيم الدفاعي والضغط العالي لتشيلسي.

بهذا الفوز، كتب تشيلسي اسمه كأول بطل للبطولة العالمية بنظامها الجديد، مؤكداً عودته القوية إلى ساحة الكبار.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء طالع فن

“نوستالجيا 2025”.. حين يستعيد المسرح ذاكرة الروح بروح فنية جديدة

بقلم ذ.حسيك يوسف
عندما يلتقي الحنين الصادق بفن مسرحي ناضج، تكون النتيجة لحظة مسرحية نادرة من حجم “نوستالجيا 2025″، عمل استثنائي استطاع أن يُوقظ الذاكرة، ويمنح المسرح المغربي دفقة جديدة من الحياة، ويدعو الجمهور إلى التأمل في الذات، والعودة إلى تلك اللحظات التأسيسية التي شكّلت وعينا الجمعي وهويتنا الثقافية والاجتماعية.


جاء العرض في إطار استثنائي وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهو ما أضفى عليه هالة من الاهتمام الوطني، وزخماً ثقافياً يليق بتاريخه ومضمونه.


ما ميّز هذا العمل المسرحي ليس فقط موضوعه الأخّاذ الذي استدعى الماضي بروح معاصرة، بل أيضًا طريقة تقديمه المتقنة، التي جمعت بين البساطة الجمالية والعمق الرمزي. لقد كان “نوستالجيا” دعوة مفتوحة إلى السفر عبر الزمن، لا بغرض الحنين العاطفي فقط، بل كمحاولة لفهم الذات وتفكيك الأسئلة القديمة والجديدة التي يسكننا صداها.


الرؤية الإخراجية حملت توقيع المبدع أمين ناسور، الذي أكّد مرة أخرى أنه لا يصنع الفرجة لمجرد الفرجة، بل يعتبر المسرح أداة فكرية وإنسانية عميقة. عبر نسجه لعرض بصري وشعري، أبان ناسور عن وعي مسرحي حداثي، يمزج بين الرمزية والواقعية، وبين الحكمة الفنية والجرأة الإبداعية.


وفي قلب هذا العمل، تألقت الفنانة فاطمة الزهراء أحرار، فراشة المسرح المغربي، في دور “تيفيوين”، الشخصية الأمازيغية التي جسدتها بحضور آسر، يفيض شعراً وصدقاً. لم تكن أحرار تؤدي دوراً عادياً، بل كانت تعيش الشخصية وتسكب فيها من قلبها الفني وروحها المسرحية، ما جعلها تتجاوز حدود الأداء إلى مرتبة التعبير الصادق. حضورها لم يكن مجرد تمثيل، بل تجلٍّ حقيقي لأنوثة راسخة، وهوية مقاومة، وذاكرة تتكلّم.
الطاقم التمثيلي بدوره لم يكن أقل تألقًا، فقد قدم كل فنان أداءً منسجماً مفعماً بالصدق والالتزام، بأسلوب جماعي متناغم يشي بمستوى عالٍ من التدريب والحس المسرحي. كل شخصية حملت عمقها الخاص، وتفاعلت مع العرض بروح فنية عالية.


أما الجانب التقني، فقد اشتغل في صمت لكنه أضاء العرض بكل ما في الكلمة من معنى. من الإضاءة إلى الملابس (بتصميم أنور الزهراوي ورفاقه)، إلى المؤثرات البصرية والصوتية، إلى السينوغرافيا… كان كل تفصيل مرسوماً بعناية، يخدم النص والحدث والرسالة.
ولا يمكن إغفال البصمة الإبداعية التي قدمها المنتج والمخرج نورالدين دوڭنة، الذي دعم العمل من خلف الستار، فكان جزءًا أصيلًا من هذه التجربة، إلى جانب الأسماء اللامعة الأخرى مثل فريد الرگراگي وعشيق، وغيرهم من العناصر الإدارية والتقنية التي اشتغلت بتفانٍ وانضباط.


“نوستالجيا 2025” ليست مجرد مسرحية ناجحة، بل هي علامة مسرحية فارقة تستحق أن تُدرس وتُشاهد أكثر من مرة. لقد أعادت الاعتبار للمسرح بوصفه فعلاً حياتياً، لا يتقاطع فقط مع الذكرى، بل يتصل بوجدان الأمة.
ما عشناه خلال هذا العرض كان لحظة صفاء فني وامتنان صادق للفن والمسرح، ولتلك الأسماء التي لا تزال تؤمن بأن المسرح رسالة، وأن الخشبة ليست أرضاً للعرض فقط، بل فضاء للبوح، وللتأمل، وللثورة أيضاً.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة مجتمع

في رحاب السكون: دعوة إلى الصمت وخفض الصوت

عبد الله بن أهنية

In the Realm of Stillness: A Call to Silence and Lowering the Voice

في زمن طغت فيه الضوضاء على تفاصيل حياتنا، وأصبحت الأصوات العالية جزءًا من المشهد اليومي المزعج، تبدو الحاجة ملحّة لأن نعيد لأنفسنا لحظة هدوء وتأمل، لحظة نخلع فيها صخب العالم من حولنا وننصت لما بداخلنا. جرّب أن تبتعد قليلًا عن صخب المدينة وضجيجها، أن تختار مكانًا هادئًا وتجلس فيه مع نفسك، تسمع أنفاسك، وتراقب دقات قلبك. حينها فقط ستفهم أو تدرك معنى نعمة الصمت والسكينة، تلك النعمة التي أوصى الله بها عباده.

يقول الله تعالى:

}الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب] {الرعد: 28. [

ولذلك، فإننا كمسلمين ندرك تماماً بأن القرآن الكريم هو ملاذ الطمأنينة، ومصدر الراحة للقلب والروح. وقد فسر العلماء الطمأنينة بأنها سكون القلب الممزوج بالأمان، بينما السكينة هي ثبات النفس في وجه المخاوف، وهدوء يُطفئ قلقًا قد يثور في لحظة من لحظات الحياة. إنها هبة من الله يهبها لمن لجأ إليه وذكره بصدق ويقين.

ومن أسرار السكينة التي يدعو إليها الإسلام، خفض الصوت؛ فهو من الأخلاق الحميدة التي تعكس الرقي والاحترام. وقد أكّد القرآن الكريم على ذلك في وصايا لقمان لابنه، حين قال:

.[لقمان: 19] {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}

إنها دعوة لأن يتحلى الإنسان بالهدوء في قوله ومشيته، وأن يتجنّب رفع صوته في غير موضع الحاجة، لأن رفع الصوت دون سبب لا يضيف احترامًا، بل ينقص من قيمة المتحدث. وقد جاء في تفسير هذه الآية أن صوت الحمار هو أقبح الأصوات، ومن يصرخ ويعلو صوته بلا مبرر يُشبهه في ذلك، وهو سلوك مذموم يبغضه الله.

وللإشارة فإن خفض الصوت لا يعني الضعف أو التقليل من قيمة الفرد، بل هو دليل رقيّ وتربية، يبعث على الاحترام ويشيع الطمأنينة بين الناس. وقد تلمس هذا الخُلق في بعض المجتمعات مثل ماليزيا وإندونيسيا، حيث يخاطب الناس بعضهم بعضًا بأصوات منخفضة، في هدوءٍ جميل يبعث الراحة في النفس. على النقيض، نجد في مجتمعات أخرى الأصوات المرتفعة في كل مكان، من الأسواق إلى البيوت، وحتى أمام المساجد وبيوت الله وخاصة من طرف الباعة المتجولين، وكأن الضجيج أصبح لغة الحوار الوحيدة. فبمجرد أن يسلم الإمام يوم الجمعة، فإن لا صوت يعلو صوت الباعة، حيث يعم الضجيج أرجاء المساجد وساحاتها، وكأن رفع الصوت جزأ لا يتجزأ من عملية البيع!

إن تربية الأجيال على هذه القيم لا يجب أن تقتصر على الأسرة فقط، بل يجب أن تمتد إلى المدرسة، والمجتمع بأكمله. فالصوت الهادئ لا يعني فقط حسن الخُلق، بل هو دعامة أساسية لبناء مجتمع متوازن، يعيش أفراده في طمأنينة واحترام متبادل ويعرفون آداب الحوار والتواصل.

ولعل الكثير منا، وخاصة ممن عايش أيام الزمن الجميل، أصبح يحن إلى ذلك الصمت المطبق وهدوء وسكون ليالي الصيف المقمرة وليالي الشتاء الباردة التي لا يمزق سكونها سوى أصوات الرعد المدوية بين الجبال والتلال أو زمهرير الرياح المسترسلة الي تلامس أسلاك الكهرباء في المدن وأغصان الأشجار في القرى والبوادي. لا يعانق أصوات الرياح تلك سوى عويل الذئاب في أعالي الجبال، ونباح الكلاب الجائعة في الكهوف وعلى أبواب كوم التبن الدافئة، وزفرات التعساء والفقراء الباحثين عن الدفء تحت اللحاف والبطانيات الثقيلة.

كم أصبحنا نشتاق إلى ذلك الصمت بعد سكوت قطرات الماء وإيقاعاتها الموسيقية الجميلة بعد صخب الأمطار الغزيرة. كان لسكون الليل دورا فعالا في نسج أفكار عويصة كانت تدور في بالنا وتنسجها مخيلتنا خلال النهار لنجد لها حلولا وآفاقا للتطبيق ونحن نتقلب في المضاجع، على أمل أن تداعب أنامل النعاس أجفاننا كي نسلّم أرواحنا لبارئها ونخلُد إلى نوم ثقيل وطويل، على أمل بزوغ نور فجر جديد وأشعة شمس دافئة تلامس آمال ميلاد يوم جديد. لم تكن المدن ولا حتى القرى والبوادي تعرف صخب الأصوات وحدّتها كما هو الحال اليوم، بل كنا ونحن صغارا نلعب ونلهو تحت نور القمر وبين الفينة والأخرى تباغتنا البوم بحدّة صوتها الذي تردده سفوح الهضاب والجبال، وبمجرد عودتنا إلى بيوتنا، لا نسمع إلا أصوات البهائم في مراقدها وهي تجتر، بعيون مغمضة، ما أكلته طيلة يومها، أو نباح الكلاب وكأنها ترد على بعضها البعض في جنح الظلام أو تحت أنوار القمر.

كيف تُلحق الأصوات الحضرية عالية النبرة الضرر بالهدوء والصحة:

وبالرجوع إلى أيامنا الآن وكلما ابتعدنا عن تلك الأيام الخالدة، نجد أنفسنا أمام ظاهرة الصخب والضوضاء مما ساعد على انتشار الأمراض النفسية والقلق بين بني البشر سواء في المدن أو القرى والبوادي. وقد أكد علماء الدين والأطباء وعلماء النفس على الآثار السلبية لصخب الأصوات على الصحة الجسدية والنفسية. ومما لا شك فيه أيضاً أن الضجيج المستمر يقلل القدرة على سماع أصوات الطبيعة والتمتع بكل أطيافها. وعلى الرغم من أن الصوت العالي قد يكون أحياناً كلون من التعبير عن الغضب أو محاولة للدفاع عن النفس، إلا أنه، وبحسب الخبراء في هذا الميدان، يسبب العديد من الأمراض ويدفع بالإنسان إلى التوتر المقلق أو يُشعر من هم حول ذلك الشخص المزعج بنوع من الإحساس بالذعر. كما أن الأصوات المزعجة الآتية من الشارع غالباً ما تكون سبباً للقلق والانزعاج خاصة عند الاستيقاظ، بل تتسبب في ازعاج الموظفين في مكاتبهم وعدم قدرتهم على التركيز في العمل، ومعاناتهم من الانفعال المستمر بسبب هذه الضوضاء المُزعجة. وعكس البوادي ففي المدن الكبيرة قد يتفاقم الوضع بسبب ضعف تطبيق لوائح حجب الضوضاء في العديد من مكاتب العمل أو الشقق الخاصة بالسكن. وكانت الدراسات قد أظهرت أن للضجيج أضرارا كبيرة تشمل صحة السمع وصحة القلب، وقد تزيد مخاطر الوفاة في بعض الحالات.

الصمت مصدر قوة عظيمة:

قال الباحث الأميركي كورت فرستروب إن ارتفاع مستوى الضجيج والضوضاء بصورة مستمرة في الكثير من المناطق حول العالم، بما في ذلك حتى القرى والبوادي، يؤدي إلى الحد من قدرة الإنسان على إدراك أصوات الطبيعة الجميلة وسماعها والاستمتاع بها في جو من الهدوء والسكينة. وصرح فرستروب خلال مؤتمر الجمعية الأميركية لتقدم العلوم في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة، أن الضجيج في حد ذاته يعد مشكلة حقيقية وآفة هذا الزمن. وأوضح أن سبب ذلك هو أننا نعود أنفسنا على عدم إدراك المعلومات التي تصل إلى آذاننا، وبذلك يؤثر هذا الأمر على إدراك أصوات الطبيعة وسماعها لدى الفرد. وبما أن المدن قد ازدهرت ليس فقط من خلال التجارة والتواصل، بل أيضًا من خلال التوازن بين الصوت والصمت، فخلقت بذلك ملكة الذوق الرفيع لدى الأفراد وأذاقتهم طعم التمتع بالأصوات الجميلة والشجية. أما اليوم، فقد اكتسح الضجيج معظم زوايا المدن وأزقتها وأصبح الهدوء في الحياة الحضرية نادرًا. فشوارع المدن تمتلئ بشكل متزايد بأصوات السيارات والدراجات النارية عالية النبرة المزعجة، وأصوات الباعة المتجولين حتى أمام المساجد وبيوت الله وقرب المستشفيات والأماكن العامة، وكذلك أصوات مكبرات الصوت المضخمة في الأعراس والمناسبات وحتى في تأبين الجنائز. الهدوء الذي كان يُغذي الفكر والراحة والصحة النفسية قد أصبح يتلاشى بسرعة تحت وطأة موجة صوتية مستمرة.

وهكذا فإن سكان المدن، عن علم أو بغير علم، يدفعون الثمن – عاطفيًا وجسديًا ونفسيًا- مقابل اللهث خلف كسب المال والترف، أو بكل بساطة، البحث عن لقمة العيش وتكبد كل تلك المتاعب والخرقات. وبدون شك، لن تكفي هذه المقالة للحديث عن الآثار المتعددة الجوانب لتلوث أجواء المدن وكذلك تلوث الصوت عالي النبرة ومدى تأثيره على صمت المدن ورفاهية الناس. ولذلك أصبح الناس يتمنون لحظات الهدوء ونعمة الصمت التي تبعث في النفس روح الطمأنينة والارتياح. إنها نعمة بحق ومكرمة من الله لخلقه إن هموا عرفوا كيف يحافظون عليها.

تصاعد التلوث الصوتي في المناطق الحضرية:

مع النمو الصناعي والتقدم التكنولوجي الهائل، وكذلك الإنتاج الضخم للمركبات والسيارات بكل أنواعها، شهدت المدن تحولاً سمعياً خطيراً وملفتاً للنظر. فالمشهد الصوتي العادي الذي كنا نسمعه آنفاً بما في ذلك الصوت الإيقاعي لخطوات الأقدام في الشوارع والأزقة والدراجات الهوائية والمحادثات البعيدة، أصبح الآن يهيمن عليه هدير أبواق السيارات وهدير المحركات وهدير الآلات وصوت الباعة المتجولين والشحاتين. واللافت للنطر وعلى وجه الخصوص، تخترق أصوات الدراجات النارية المعدلة والمركبات التوربينية عالية النبرة هواء المدينة، وتمزق هدوء الليل دون أي قيود في كثير من الأحيان في المدن الكبيرة، بل وحتى في المدن الصغيرة والقرى النائية. ففي المدن الكبيرة مثل الدار البيضاء ونيويورك والقاهرة والرياض وجاكرتا ومومباي وغيرها، أصبح ضجيج المدن عالي النبرة هو القاعدة أو السمة السائدة، مما يضيق المجال أمام وجود أماكن غير مزعجة وهادئة كملجأ للتمتع بالهدوء والسكينة بعيداً عن الضوضاء والصخب الصوتي. وحتى في الضواحي بتلك المدن، أصبح صخب الأصوات العالية يُحطم الهدوء مع انبعاث أصوات مفاجئة وحادة تُهزّ النوافذ وتُرهق الأعصاب والنفس وتعكر المزاج.

خلاصة:

لقد أضحت ظاهرة الأصوات العالية والضجيج ظاهرة مقلقة خاصة ونحن نعيش في عالم يضجّ بالأصوات المتداخلة والضجيج المستمر بشكل يومي، أصبحت معه نعمة الصمت عملة نادرة وسبيلاً ضرورياً لاستعادة التوازن الداخلي والسلام النفسي. ليست دعوة الصمت ضعفاً أو انسحاباً من الحياة، بل هي استجابة عاقلة لحاجة الإنسان إلى التأمل، وإعادة شحن الطاقة، وإعادة التواصل مع ذاته بعيداً عن التشويش والإزعاج. لقد أدرك العلماء والمفكرون منذ زمن بعيد القيمة العظيمة للصمت والهدوء. يقول العالم الفيزيائي الشهير نيكولا تسلا: “الصمت من أعظم مصادر القوّة.” ويقول ألبرت أينشتاين: ” الهدوء وسط الضجيج هو علامة على العقل الكبير.” أما الطبيب وعالم الأعصاب مارك والدمان، فقد أثبتت دراسته أن: “الصمت لمدة يومين فقط يمكن أن يُعزز نمو خلايا دماغية جديدة في منطقة مرتبطة بالتعلّم والذاكرة والانفعال.”

إننا مدعوون جميعاً لإعادة النظر في طريقة تواصلنا وصوتنا في الحياة اليومية، لنمنح أنفسنا والآخرين مساحة من السكينة التي باتت مطلباً صحياً ونفسياً وروحياً. فخفض الصوت ليس فقط سلوكاً حضارياً، بل هو عبادة قلبية تتناغم مع فطرة الإنسان، وتفتح له أبواب الطمأنينة التي وعد الله بها عباده الصالحين حيث قال عز وجل: }ألا بذكر الله تطمئن القلوب{ ]الرعد: 28. [

فلنستمع أو نصغِ إلى أنفسنا في لحظات الصمت، ففيها أحياناً، نسمع ما لا يُقال، ونفهم ما تعجز عنه الكلمات. وبما أننا مقبلين على تنظيم تظاهرات رياضية كبيرة منها كأس العالم لكرة القدم، على سبيل المثال، فلا بد من الحد من أصوات الدراجات النارية والسيارات المزعجة ليلاً ونهاراً، بل وحتى بعد منتصف الليل، وكذلك إعادة النظر في بعض مكونات سلوكنا، كرفع الصوت عند التواصل وفي الأسواق والشوارع وحتى أمام المساجد، والشتم والسب علانية وجهرة، وعدم ادراك بأن لضيوفنا القادمين من شتى بقاع العالم حق الاستمتاع بالهدوء والسكينة كباقي الأمم.

باحث في مجال التربية والتعليم والثقافة

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء حوادث خارج الحدود

رحيل مؤلم للفنان الكوميدي بون هاي مين في باريس

بقلم: ذ. عبد الجبار الحرشي – باريس

في حادث مأساوي هزّ الأوساط الفنية في فرنسا، عُثر صباح الخميس على جثة الفنان الكوميدي بون هاي مين، الملقب بـ”الصيني المضحك”، بعد سقوطه من إحدى العمارات السكنية في الدائرة السابعة عشرة بالعاصمة باريس.

الراحل، الذي عرفه الجمهور منذ بداياته بأسلوبه الساخر المختلف، شارك في عدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية الفرنسية، وكان آخر ظهور له في الفيلم الشهير “أستريكس” من إخراج غيوم كانيه، حيث جسّد دورًا لقي إعجاب النقاد.

منتجه الفني فيليب ديلماس عبّر عن حزنه العميق في بيان مقتضب جاء فيه:

> “ببالغ الحزن والأسى نعلن عن الوفاة المأساوية لصديقنا وفناننا العظيم بون هاي مين.”

وإلى حدود الساعة، لم تصدر السلطات القضائية أي توضيحات حول ظروف الوفاة، واكتفت بفتح تحقيق لمعرفة ما إذا كان الحادث ناتجًا عن سقوط عرضي أم أن هناك شبهة انتحار.

رحيل بون هاي مين يُعد خسارة فنية حقيقية، خاصة وأنه كان يُحضّر لعمل جديد كان من المرتقب تصويره خريف هذا العام.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية الواجهة جهات

فضيحة مدوية: توقيف ضابط في الدرك الملكي متلبسًا بحيازة المخدرات على مدخل مدينة ميدلت

عبد الجبار الحرشي

في ساعة مبكرة من صباح يوم الاربعاء 09 يوليوز 2025، اهتزت الأوساط الأمنية بمدينة ميدلت على وقع حادث خطير وغير مسبوق، تمثل في توقيف أجودان شاف يُدعى ي تمسناوي، من مواليد سنة 1976، وينتمي لجهاز الدرك الملكي، ويشتغل فعليًا بسرية مجموعة التدخل السريع بمطار فاس سايس.

ووفقًا لمصادر خاصة بـ”مع الحدث”، فقد تم إيقاف المعني بالأمر حوالي الساعة الخامسة صباحًا، على مستوى حاجز أمني قضائي تم نصبه عند المدخل الغربي لمدينة ميدلت، وذلك من طرف عناصر الشرطة التابعة للمدينة، بعد الاشتباه في المركبة التي كان على متنها.

العملية الأمنية أسفرت، بعد تفتيش دقيق للسيارة من نوع بيجو 301 تحمل ترقيم 9…. – D – 1 والقادمة من اتجاه فاس نحو الرشيدية، عن حجز كميتين كبيرتين من المخدرات، حيث تم العثور على:

11 كيلوغرامًا و700 غرام من مخدر الشيرا كانت مخبأة بإحكام داخل حقيبتين.

40 غرامًا من مادة بيضاء يُرجّح أن تكون الكوكايين.

وعلى إثر هذه الواقعة، تم إشعار النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بميدلت، التي أصدرت تعليماتها بوضع المعني بالأمر تحت تدبير الحراسة النظرية، فيما تم حجز السيارة والمخدرات ووضعها رهن إشارة إدارة الجمارك.

التحقيقات جارية للكشف عن خلفيات هذه العملية، وهل هي تصرف فردي أم أن الأمر يرتبط بشبكة منظمة.

وتأتي هذه الحادثة لتفتح من جديد النقاش حول مراقبة العناصر الأمنية وتحصين المؤسسات من الانحرافات الفردية، التي تمس بصورة الأجهزة وتزرع الشكوك في الثقة العامة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ جهات

الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين: لحظة مفصلية لإصلاح الصحافة المغربية.. ولا مكان للدخلاء والانتهازيين

حسيك يوسف

في خضم النقاش الدائر حول إصلاح المنظومة الصحافية، خرجت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين ببلاغ صريح، أكدت فيه موقفها الداعم لمشروعي القانونين المصادق عليهما في مجلس الحكومة يوم الخميس 3 يوليوز 2025، واللذين يخصان إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة وتعديل النظام الأساسي للصحافيين المهنيين.

وفي قراءة متأنية للمشهد، أوضحت الجمعية أن هذا الورش التشريعي يمثل فرصة تاريخية لضبط القطاع وتحصينه من الفوضى والانتحال، مؤكدة أن التمثيلية داخل المجلس الوطني لا يجب أن تُفهم كإقصاء، بل كمدخل لإصلاح جدي وشامل.

استقلالية المهنة ووقف الفوضى

واعتبرت الجمعية أن مشروع قانون 26.25 المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، يأتي لسد فراغ مؤسساتي طال أمده، كما أنه يسعى إلى تعزيز التنظيم الذاتي وضمان استقلالية المهنة، بعيدًا عن العبث والتطفل الذي يسود عبر منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات “تيك توك” و”يوتيوب”، والتي أصبحت مأوى لدخلاء يسيئون لصورة الصحافي الحقيقي.

كما دعت إلى فهم السياق العميق لهذا الإصلاح، بعيدًا عن التشنج والتهجم المجاني، مبدية أسفها على الحدة التي رافقت النقاش حول تشكيل المجلس الوطني للصحافة، ومتسائلة عن خلفيات “شيطنة المؤسسات الناجحة”، في وقت تحتاج فيه الساحة الإعلامية إلى مقاولات قوية ومستقلة، تكون حاملة لمشاريع إصلاح حقيقية.

لا صحافة قوية بدون مقاولة قوية

أكدت الجمعية، في موقف واضح، أن الصحافي المهني لا يمكن أن يكون إلا داخل مقاولة إعلامية محترفة ومستقلة، وأن دعم هذه المقاولات، سواء الكبرى أو المتوسطة والصغرى، أمر ضروري لهيكلة القطاع وإعادة الاعتبار له، وضمان استدامته في وجه التحديات الرقمية والاقتصادية.

كما شددت على أن الصحافة المهنية، ومن داخلها فقط، يمكننا حماية حقوق الصحافيين الحقيقيين، وتوفير بيئة عمل سليمة، قائمة على الأخلاقيات والمصداقية والاحتراف.

رفض للريع و”الصحافة المقنعة”

وفي ختام البلاغ، جددت الجمعية رفضها التام للصحافة الريعية، ولمن وصفتهم بـ”المناضلين المزيفين” و”المؤثرين السياسيين”، الذين يركبون على قضايا وهمية لتشويه الصحافة الجادة، مشيرة إلى أن الدفاع عن الصحافة الحرة لا يتم بالشعارات، بل بدعم النموذج المقاولاتي والإعلامي المتين.