Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة

الرقمنة والذكاء الاصطناعي: عصر السيطرة الرقمية

هند بومديان 

في عالمٍ يتحرك بسرعة الضوء نحو الأتمتة والبيانات، لم تعد الرقمنة رفاهية، بل صارت جوهر الحياة الحديثة. الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرّد أداة، بل أصبح عقلاً إلكترونيًا يوجّه قرارات البشر، يختصر المسافات، ويعيد تشكيل الحدود بين الممكن والمستحيل.

الرقمنة ليست مجرّد تحويل الورق إلى بيانات، بل هي ثورة فكرية واقتصادية قلبت الموازين. إنها الانتقال من الملموس إلى اللامرئي، حيث تحكم الخوارزميات سلوكنا، وتقرر الأسواق توجهاتها، وتتحكم في الإعلام والمعلومات. أصبح الذكاء الاصطناعي العصب المحرّك لكل شيء، من الصناعات إلى التعليم، مرورًا بالصحة والأمن، وصولًا إلى أدق تفاصيل حياتنا اليومية.

لكن هذه الطفرة الرقمية تطرح تساؤلات كبرى عن استقلالية الإنسان. هل لا يزال القرار بيد البشر، أم أننا بتنا خاضعين لخوارزميات تتعلم من سلوكنا أكثر مما نعرف عن أنفسنا؟ هل نشهد عصرًا جديدًا من السيطرة الرقمية حيث تتحول الإنسانية إلى بيانات مُعالجة في أنظمة ذكية؟

إننا أمام معادلة معقدة، حيث يحمل الذكاء الاصطناعي وعودًا بالراحة والتقدم، لكنه في الوقت ذاته يهدد الخصوصية، ويعيد تعريف العمل، ويثير مخاوف من سيطرة الآلة على العقل البشري. في هذا السباق المحموم بين الإنسان والآلة، يبقى السؤال الأهم:

– من يتحكم في من؟

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة

مْسِيحْ المْوس: حين يصبح الضحك على الذقون سياسة رسمية

بقلم : عبدالقادر العفسي

في إحدى حكايات الزمن الغابر – أو ربما في نشرة أخبار هذا المساء – يُحكى أن جزارًا حين يذبح خروفه، يجد دائمًا من يمسح فيه السكين، ليس في يديه، لا !

فهذه ستكون جريمة ! وليس على الأرض، فهذا سيكشف الدم ويثير الشبهات ! بل بكل بساطة، يمسحها في صوف الضحية ذاتها (الهيدورة) وكأنها مذنبة بكونها مذبوحة أو كأن دم الضحية يكفي لتبرئة الجلاد.

 

هذا المبدأ العجيب، الذي يصلح لمناهج الطغاة عبر التاريخ، يبدو أنه أصبح فنًّا معتمدًا لدى بعض الجهات الإقليمية، حيث تحولت سياسة “مسح السكين” إلى هواية يومية بل عقيدة راسخة ، ووسيلة مثالية لتجنب الاعتراف بالفشل المُعلب بالفساد ، ودرء التهم عن أصحاب القرار والتملص من المسؤولية حين يشتد الخناق يخرجون علينا باجتماعات – بكل رقة وأناقة – للتغطية على تورطهم أو إهمالهم في التفاعل مع القضايا إبان إثارتها وإلقائها على : الزمن، والطقس، و”الجهات المعادية”، وربما حتى على الكائنات الفضائية … ! .

 

 

عندما يصرخ النشطاء منبهين إلى كارثة تلوح في الأفق، عندما تكتب الصحف، عندما يتحدث المواطن العادي متذمرًا، فإن الرد الرسمي دائمًا واحد: الصمت! لا تحرك ساكنًا، لا تفتح تحقيقًا، لا تعلق على الأمر… إلى أن تقع الفأس في الرأس و يتم التوزيع بشكل عادل بين البطانة وحينها، يأتي التدخل الرسمي السريع… ولكن ليس لمنع الكارثة، بل لعقد اجتماع عاجل يناقشها بجدية مصطنعة ! .

 

خذوا مثلًا المنطقة الصناعية طريق طنجة بالعرائش ( المنطقة الخدماتية سابقا حكاية أخرى )، التي كانت محل زيارات لجان مرموقة (يرأسها المسؤول الإقليمي) ، واجتماعات هامة، وبيانات نارية توحي لنا أن الأمور تحت السيطرة بل ظننا، لوهلة ساذجة، أن التدبير الجاد قد بدأ أخيرًا ولكن، يا لخيبة الأمل ! المشروع الذي زارته اللجنة وأمطرتنا بتوجيهاتها و اعتراضات و ملاحظات بشأنه، كان قد حصل على شهادة التسليم المؤقت في 11 نوفمبر 2024، أي قبل الزيارة بأشهر !.

 

فماذا كانت زيارة اللجنة؟ هل كانت لتقييم الوضع؟ أم كانت مجرد نزهة بروتوكولية لتزكية أمرٍ قد حُسم أصلًا؟ أم أنها كانت نوعًا من أنواع التنويم المغناطيسي لتبليد الرأي العام، حتى يظن أن شيئًا يتغير، بينما الحقيقة أن كل شيء يسير كما هو، وفقًا لسيناريو محكم الإخراج؟

 

 

و من عجائب هذه السلطة الإقليمية أنها عندما تقرر إيقاف مشروع ما، فهي تفعل ذلك بشراسة تجعلنا نظن أن القانون مقدس لا يُمسّ، خذوا مثلا قصة إحدى التجزيئات السكنية بالعرائش التي توقفت فجأة عن البناء، بذرائع شتى بل وصل الأمر إلى منع ربطها بالماء والكهرباء و توجيهات صارمة الى المحافظ لمنع التوثيق أو التحفيظ..! هنا ظهرت السلطة بكل صرامتها ففعلت القانون و الدستور (رئاسة المجالس للمؤسسات الشبة عمومية ) ، وكأنها تُنزل عقوبة نازلة من السماء ! لكن، فجأة، وبدون سابق إنذار، تعود الأمور إلى مجاريها، لا بيانات، لا تبريرات، لا قرارات جديدة، فقط، فجأة، كأن شيئًا لم يكن! فهل تم حل الإشكالات القانونية السحرية؟ أو كان المنع مجرد استراحة محارب أم وسيلة لإعادة ترتيب أوراق المصالح؟هل انفتح باب السماء ونزل الفرج؟ أم أن بعض الهواتف قد رنّت، وبعض “الترتيبات” قد أُجريت، فتحولت السلطة الغاضبة إلى سلطة متسامحة في لمح البصر؟ .

 

وأما الحديث عن الهجمة الشرسة على الغابات من قرصنة منظمة ، فهو فصل آخر من هذا المسلسل الكوميدي السوداوي، تقارير، صور، فضائح، صفحات تنشر، مواطنون يستغيثون… لكن لا أحد يسمع شيئًا، وكأن الأمر يحدث في كوكب آخر ! ، وبعد أن يتم تقطيع الأشجار، وبعد أن تصبح الغابة مجرد ذكرى في صور قديمة، وبعد أن تنتهي “المقاولات السرية” من قضاء مآربها، يُعقد اجتماع رسمي عاجل ! يدعوا لها المسؤول الإقليمي و موظفيه المنتخبين ، وتبدأ الكلمات الرنانة : “يجب التصدي بحزم !”،” لن نسمح بتكرار هذا العبث !”،” المسؤولية كبيرة! ” … والحقيقة أن كل هذه العبارات ليست سوى النسخة السياسية لعبارة ” اللهم إني صائم ” !.

 

أما عندما يتعلق الأمر بالبسطاء تتحول السلطة إلى تنين يراقب تحركاته ، فالقوانين تسري بسرعة الضوء! تجد السلطة الإقليمية في العرائش تحب التدخل الحاسم في القضايا البسيطة جدًا: مواطن فتح نافذة دون ترخيص؟ أو طاولة إسمنتية وُضعت في مكان غير قانوني؟ إنها كارثة تستدعي تدخل القياد والمقدمين! إنه استنفار غير مسبوق ! لكن حين تكون الفضيحة كبيرة، وحين تكون المسألة خطيرة، فإن السلطات تتحول إلى فيلسوفٍ هادئ، لا يحب العجلة، ويفضل “التأني”، حتى تصبح المشكلة قديمة، ويصبح الحل مجرد تغطية إعلامية لما حدث بمسرحية هزلية !

 

 

العرائش ليست بحاجة إلى “اجتماعات للضحك على الذقون”، لنكن واضحين ما يحدث في المدينة ليس مجرد سوء تدبير، بل هو أقرب إلى مسلسل سريالي، حيث المنطق مقلوب، والحقائق تُدار بعقلية لا يفهمها إلا أهل “مسلسل المداح” شخص قادر على فك هذه الطلاسم، الذي يجيد التعامل مع شياطين الفساد، وعفاريت المحاباة و المصالح و المنافع ،الذي تحتاج إلى أكثر من ربطة عنق واجتماع منمّق ! أما الجن، فلهم ربهم يتكفل بهم .

فقط هذه نماذج بسيطة لكي لا تشيب الولدان و تهتز الأبدان ، و بالمناسبة قبل أن نُنهي نهمس في أذن المسؤولين الإقليمين أن يلتقطوا الإشارات الواضحة من حوار الشباب على صفحات و لقاءات ( العرائش إلى أين ) و غيرها الكثير من التدوينات و الغضب … ولا تستهينوا بصوت المواطنين ،لأننا لا نقول إلى أين ؟ بل إنها في انحدار سريع بدون فرامل نتائجه آنية و مستقبلية .

Categories
أخبار 24 ساعة إقتصاد الواجهة نازل

رايان إير تلغي رحلة جديدة إلى المغرب بسبب الضرائب الفرنسية

هشام بانور

أعلنت شركة الطيران الأيرلندية رايان إير عن إلغاء رحلتين من مطار فاتري الفرنسي، أحداهما إلى مراكش، إبتدأ من 29 مارس.

وعزت الشركة قرارها إلى الزيادة في الضريبة التضامنية على تذاكر الطيران في فرنسا.

والتي كانت أدرجت في ميزانية 2025.

في رسالة بتاريخ 21 فبراير، كانت الشركة قد نبهت إدارة المطار أنها ستضطر لإعادة النظر في سعتها الإستيعابية في فرنسا بسبب غلاء التكاليف.

وكما أعادت قسما من عملياتها الى دول أخرى في الشبكة تكون أغلب تكاليفها أدنى.

الضريبة الجديدة والتي دخلت حيز التنفيذ في 1 مارس، اشتملت على زيادة من 2.63 يور إلى 7.4 يور للسفرات الداخلية والأوروبية، وهذا لرأي شركة رايان يعد قرار غير ملائم.

يذكر أن الخطين الملغيين، لعدالة بورتو ومراكش. يليان شكلان 85 % من حركة مطار فاتري حيث كان له 86 ألف مسافر سنوي زار المطار 2023 منهم 74 ألف عبر هذين الخطين.

وقد ابانت ادارة اللجنة عن قلق عميق حول التأثير السلبي للقرار على المنطقة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء

سعاد إزعيتراوي: مسيرة إخبارية من الصفر إلى القمة

بقلم حسيك يوسف 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات

بوسكورة: بين الوعود والواقع.. متى يتحقق التغيير؟

✍ بقلم فيصل باغا

تشهد منطقة بوسكورة في ولاية الدار البيضاء نموًا سكانيًا متسارعًا، لكن هذا النمو لا يوازيه تطوير في البنية التحتية والخدمات الأساسية، ما يجعل السكان يعيشون وسط العديد من التحديات اليومية. فرغم وعود المجلس الجماعي المتكررة، لا تزال مجموعة من المشاريع الضرورية تراوح مكانها دون تنفيذ فعلي.

بنية تحتية ضعيفة ومعاناة مستمرة

تعاني المنطقة من نقص حاد في المرافق التعليمية، حيث تزداد الحاجة إلى مدارس جديدة لاستيعاب العدد المتزايد من التلاميذ، إلى جانب غياب دور الشباب التي يفترض أن تكون متنفسًا لطاقات الشباب ومجالًا لتنمية مهاراتهم. أما الوضع الصحي، فهو لا يقل سوءًا، إذ تفتقر بوسكورة إلى مراكز طبية مجهزة تلبي احتياجات السكان، مما يضطرهم إلى التنقل لمسافات طويلة بحثًا عن الرعاية الصحية.

قناطر متهالكة وطرق محفوفة بالمخاطر

رغم الوعود المتكررة بإصلاح البنية التحتية، لا تزال بعض القناطر تشكل خطرًا حقيقيًا على حياة المواطنين. فـ”قنطرة الموت” و”القنطرة العجيبة” لا تزالان في وضع كارثي، ورغم أن المجلس الجماعي تعهد بإصلاحهما، إلا أن التنفيذ يبقى مجرد وعود مؤجلة.

أما ملاعب القرب التي تعتبر متنفسًا ضروريًا للشباب، فلا تزال غائبة عن العديد من الأحياء، مما يدفعهم إلى البحث عن أماكن أخرى لممارسة أنشطتهم الرياضية. كما أن النقل المدرسي غير المتوفر في بعض المناطق يزيد من معاناة الأسر التي تجد صعوبة في إيصال أبنائها إلى المؤسسات التعليمية.

الطرق غير المعبدة.. معاناة يومية

تظل الطرق غير المعبدة من أبرز المشاكل التي تواجه سكان بوسكورة، حيث تتحول الشوارع إلى مستنقعات في فصل الشتاء، مما يجعل التنقل صعبًا ويزيد من الأعباء اليومية للسكان. ومع استمرار التأخير في تنفيذ المشاريع الموعودة، يتساءل المواطنون: هل ستظل هذه المشاكل قائمة لسنوات أخرى، أم أن هناك نية حقيقية للتغيير؟

في ظل هذا الوضع، يطالب سكان بوسكورة المجلس الجماعي بتحمل مسؤوليته واتخاذ إجراءات ملموسة لتحسين الظروف المعيشية، بدلًا من الاكتفاء بوعود تتكرر مع كل موسم انتخابي دون أي إنجاز حقيقي على أرض الواقع.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

من رحم “المنطقة السوداء” إلى بريق الإبداع: شهادة حية على نور الثقافة والفن

✍ حسيك يوسف – أحد أبناء المنطقة، وصنيعة دار الشباب مولاي رشيد

في قلب الدار البيضاء، هناك أحياء لطالما حُمّلت بأوصاف قاسية، مناطق وُصفت بالسواد، بالفقر، بالتهميش، لكنها في الحقيقة لم تكن سوى مهدٍ لمواهب حقيقية، لنقاء فكري، لروح أدبية تشع من بين الجدران، وتجد لها منفذًا نحو النور.

المسيرة 2، مولاي رشيد 04 “حمارة”، تلك “المنطقة السوداء” كما أُطلق عليها، لم تكن يومًا مظلمة لمن عرف عمقها الحقيقي. ففي ظل ما قد يراه البعض ظلامًا، وُجدت مؤسسات صنعت جيلاً واعيًا، مثقفًا، قادرًا على الإبداع والتميز. كانت دار الشباب مولاي رشيد نموذجًا حيًا لهذا التحول، حيث لم تكن مجرد فضاء للترفيه، بل مدرسة حقيقية للتكوين الفكري، منصة للالتقاء بالأدب والفن والصحافة والسينما، وفضاء لصناعة الوعي والقدرة على النقد والتحليل.

كيف يمكن لحي شعبي أن يُنجب أجيالًا من المثقفين؟ الجواب كان في الأيدي التي امتدت، في العقول التي آمنت بأن لكل طفل وشاب في هذه المنطقة نصيبًا من النور. هؤلاء الأساتذة والمثقفون، الأدباء والدكاترة، لم يكونوا مجرد مؤطرين، بل كانوا بُناة، غرسوا فينا قيمة الإنصات والتفكير، علمونا أن الاحترام هو أساس كل علاقة إنسانية، وأن الثقافة ليست ترفًا، بل هي حياة يجب أن تُعاش بكل تفاصيلها.

في حلقات النقاش، في قراءة الأفلام وتحليلها، في الكتابة الصحفية والنقدية، في الورشات المسرحية والفنية، تعلمنا كيف نحول أي واقع إلى فرصة، كيف نحفر في الصخر لنخلق لأنفسنا هويات أدبية وفكرية مميزة. من هنا، خرجت أقلام، تشكلت رؤى، وصُنعت أحلام تحققت على أرض الواقع، وسط مجتمعات كانت تجهل أن هذا الحي الشعبي، الذي بدا معزولًا عن الضوء، كان في الحقيقة مصنعًا لمبدعين حملوا اسم منطقتهم بفخر، لا كوصمة، بل كوسام على صدورهم.

اليوم، وأنا أرى هذا الحي بعين أخرى، لا أراه كما أراده الآخرون أن يكون، بل كما هو فعلاً: حيٌ مليء بالبياض الناصع، بالثقافة العميقة، بالإبداع الذي لا ينضب.

حيٌ لم يكن يومًا مظلمًا، بل كان دائمًا مشعًا بأرواح أولئك الذين آمنوا بأن النور يُصنع، حتى في أكثر الأماكن التي تبدو معتمة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء طالع قانون متفرقات

تهنئة من القلب إلى أستاذي وأخي ومؤطري ومنارتي سعيد منتسب على فوزه المستحق بجائزة المغرب للكتاب

حسيك يوسف

كبرنا في حي شعبي، كبرنا بين جدران دار الشباب التي لم تكن مجرد فضاء، بل كانت منبعًا للنور وسط ما كان البعض يراه سوادًا.

كبرنا على حب الكلمة، على عشق الحرف، على شغف السينما والصحافة، وكبرنا على يد أستاذ وأخ، لم يكن مجرد مؤطر ومربي، بل كان صانع حكايات، موجّهًا، ملهمًا، وأبًا روحيًا للكثيرين منا.

اليوم، وأنا أسمع بفوزك، أستاذي وأخي و”ولد الدرب”، بجائزة المغرب للكتاب عن روايتك “حساء بمذاق الورد”، لم يكن الأمر مجرد خبر أدبي عابر، بل كان انتصارًا لكل كلمة زرعتها فينا، لكل فكرة حفّزتنا لنغوص أكثر في عوالم السرد، لكل نقاش أدبي شهدته موائدنا المستديرة ونحن ما زلنا صغارًا نحلم بالكلمات وننسج أحلامًا من الحروف.

“حساء بمذاق الورد”، عنوان يحمل أكثر من مجرد دلالة، هو نكهة الأدب حين يمزج بين الذاكرة والخيال، بين الحكاية والتاريخ، بين التجربة الشخصية والرؤية الفلسفية.

لم يكن غريبًا أن تستأثر الرواية باهتمام النقاد والقراء، فأسلوبك الذي يجمع بين الشعرية والعمق السردي، لطالما كان بصمتك الفريدة التي نعرفها جميعًا.

هنيئًا لك أستاذي، هنيئًا لنا بك، وهنيئًا للأدب المغربي بهذا التتويج المستحق.

سنظل تلاميذك الأوفياء، وسنظل نحمل حب الكلمة الذي غرسته فينا، تمامًا كما تحمل كلماتك عبق الورود في “حساء بمذاق الورد”.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة سياسة

إدانة جديدة بالسجن النافذ ترفع عدد المنتخبين المدانين بمراكش: أزمة ثقة في تدبير الشأن العام

ابراهيم افندي

لا تزال مدينة مراكش ونواحيها تشهد تتابع قضايا الإدانة في صفوف المنتخبين الجماعيين، مما يطرح تساؤلات جدية حول واقع النزاهة في تدبير الشأن المحلي. أحدث هذه الإدانات صدرت عن غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمراكش، حيث قضت بسجن نائب رئيسة جماعة تسلطانت عن حزب الجرار بسنتين نافذتين، بعد إدانته بالانتماء إلى عصابة إجرامية متخصصة في السرقة الموصوفة.

 

هذا الحكم يرفع عدد المنتخبين المدانين في قضايا جنائية خطيرة، وهو ما يعكس أزمة حقيقية في منظومة الحكامة المحلية. فقد شهدت السنوات الأخيرة تورط عدد من المسؤولين الجماعيين في ملفات تتعلق بالفساد، الاختلاس، التزوير، وسوء استغلال السلطة المخذرات الرشوة، ما جعل الرأي العام يفقد الثقة في بعض ممثلي الشعب الذين كان من المفترض أن يكونوا في خدمة المواطنين، لا أن يكونوا متهمين في قضايا إجرامية.

 

اللافت أن هذه الإدانة تأتي في سياق وطني يشهد تزايد الجهود الرامية إلى تعزيز المساءلة القانونية والحد من الإفلات من العقاب في صفوف المسؤولين المحليين، حيث أصبح القضاء أكثر صرامة في التعامل مع قضايا الفساد والجرائم المرتكبة من طرف منتخبين، سواء في مراكش أو في مناطق أخرى.

 

مع تصاعد هذه القضايا تسائل الحقوقي محمد الهروالي في حوار خص به موقعنا حول كون هذه الأحكام القضائية وحدها كافية لضبط المشهد السياسي المحلي، أم أن هناك حاجة لإصلاحات أعمق تشمل آليات الترشح والتدقيق في المسارات المهنية والأخلاقية للمنتخبين؟ وكيف يمكن تعزيز الرقابة المؤسساتية والمجتمعية لضمان تمثيلية نزيهة ومسؤولة مضيفا أن استمرار مثل هذه الفضائح يستدعي إعادة النظر في القوانين المنظمة لانتخاب المسؤولين الجماعيين، وتعزيز آليات الشفافية والمحاسبة، حتى لا يتحول العمل السياسي المحلي إلى غطاء للفساد والانحراف عن خدمة الصالح العام.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات

الفيضانات تعيد المياه إلى مجاريها: خطر محدق بالمباني المشيدة فوق الأودية

اعداد :عماد وحيدال

شهدت الأيام الأخيرة هطول أمطار غزيرة أعادت الحياة إلى الوديان التي جفّت لسنوات، وأثبتت صحة مقولة الأوّلين: “ماء الوادي يرجع ولو بعد سنوات طوال.” إلا أن هذه العودة الطبيعية كشفت عن خطر داهم يهدد العديد من المنازل التي شُيّدت فوق مجاري الأودية، في تحدٍّ صارخ لقوانين الطبيعة وقواعد التعمير.

مع تعاقب سنوات الجفاف، استغل البعض الأراضي الجافة لبناء مساكن ومحلات تجارية، غير مدركين أن الطبيعة لا تنسى حقوقها. واليوم، مع ارتفاع منسوب المياه، أصبحت هذه المباني عرضة للانهيار، مما ينذر بكارثة إنسانية تستدعي التدخل العاجل من الجهات المعنية. فمن الضروري العمل على إجلاء السكان من المنازل المهددة، وإيجاد حلول مستدامة لمنع تكرار هذه الظاهرة مستقبلاً.

ختامًا، لا يسعنا إلا أن ندعو الله بالسلامة للجميع، وأن يجنّبنا الكوارث. فاللهم لطفك بنا، لا علينا.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة

جماعة أولاد صالح: نداء إلى النهوض والتطوير

بقلم فيصل باغى

تظل جماعة أولاد صالح في إقليم النواصر تواجه تحديات كبيرة تؤثر بشكل مباشر على حياة سكانها. يغيب عن المنطقة البنية التحتية الأساسية، وتعاني من نقص في المرافق العامة، بالإضافة إلى عدم توفر فرص عمل كافية، خاصةً للشباب. رغم وجود منطقة صناعية في المنطقة، إلا أن هذا لم يترجم إلى تحسين ملموس للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للسكان.

يُعتبر الوقت قد حان لتحريك العجلة التنموية في المنطقة، حيث يتعين على السلطات المحلية أن تتحمل مسؤولياتها وتعمل بجدية على تحقيق التنمية المستدامة. هناك حاجة ملحة إلى مشاريع تنموية تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وزيادة فرص الشغل للشباب، مما يساهم في الحد من البطالة وتحسين جودة الحياة في المنطقة.

من الضروري أن تُحقق السلطات المحلية الوعود الانتخابية التي أطلقتها، وأن تعمل على تنفيذ مشاريع حقيقية تلامس احتياجات المواطنين. يجب أن تكون جماعة أولاد صالح قدوة في مجال التطوير المجتمعي في إقليم النواصر، وأن تعكس التزامها بتحقيق التنمية المستدامة والشاملة.