Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

نورية فاتحي.. ريشة الروح التي غزلت الحلم على جدار الزمن

نور جاد (نورية فاتحي).. ريشة الروح التي غزلت الحلم على جدار الزمن

 

✍️هند بومديان

 

في مدينة تطوان، حيث تتداخل الأزقة القديمة برائحة البحر، ولدت نورية فاتحي، التي اختارت لاحقًا أن تُعرف في عوالم الفن باسمٍ يشبه الضوء والصدق: نور جاد. أستاذة متقاعدة، لم يكن الفن عندها يومًا استراحة من الحياة، بل هو الحياة نفسها، رفيقٌ صامتٌ رافقها منذ نعومة أظافرها، وتحوّل إلى صوت داخلي يناديها كلما صمتت الأصوات من حولها.

بدأت رحلتها مع الرسم في لحظة عادية من تفاصيل اليوم المدرسي، حين كانت تخطّ خطوطها على دفاتر التلاميذ بطفولة آسرة. لكن الشرارة الحقيقية لم تشتعل إلا سنة 2008، حين ساهمت في إنجاز جداريات تربوية داخل المؤسسة التعليمية التي كانت تُدرّس بها. هناك، بحضور فنانين محترفين، تلمست لأول مرة أن الفن ليس فقط مهارة، بل مصير جميل ينتظر منها الإصغاء.

رغم أنها لم تتلقّ تكوينًا أكاديميًا، إلا أن مسارها الفني صقلته التجربة، وارتوى من نبع الشغف، وتفتّح كزهرة برّية بين التأمل والتجريب. فنانة عصامية، بنت لنفسها أسلوبًا خاصًا مزجت فيه الألوان بالحياة، واختارت أن يكون كل عمل لها تعبيرًا عن لحظة داخلية، لا تكرر نفسها ولا تستنسخ غيرها.

تأثرت نور جاد بأساتذة مرّوا في حياتها الفنية مرور الكرام، لكنهم تركوا أثرًا خالدًا، مثل الأستاذ حسان أبو حفص من سطات والطاهر الناظر من آسفي، إلى جانب تتلمذها الروحي في المركز السوسيوثقافي “إكليل الجبل” بتطوان، حيث ارتوت من فن الأكواريل وانفتحت على عوالم جديدة في التعبير البصري.

ريشتها لا تنتمي إلى مدرسة فنية محددة، بل هي انعكاس لطبيعتها المتجددة. تفضل القماش والجلد الصناعي، وتجرب الخشب أحيانًا، فالمادة بالنسبة لها مجرد وسيط، أما الجوهر فهو الإحساس والصدق. لوحاتها مستوحاة من الطبيعة، لا بوصفها مشهدًا مرئيًا فقط، بل ككائن حيّ يحمل رسائل صامتة عن التوازن والجمال.

اللحظة الإبداعية عندها تشبه صلاة خفية، تمارسها غالبًا بعد منتصف الليل، حيث تسكن المدينة، ويتكلم الداخل. كل لوحة ترسمها هي امتداد لذاتها، بوح صامت يحمل في طياته غموضها، صمتها، وحنينها لأشياء لا تُقال.

ورغم قلّة مشاركاتها في المعارض، إلا أن الحلم لا يزال حاضرًا في وجدانها. تحلم بمعرض فردي يُترجم كل ما راكمته من جمال داخلي، وتتمنى أن تصل أعمالها إلى جدران قاعات العرض في إيطاليا وسويسرا، حيث تجد روحها صدىً في فضاءات تليق بالفن.

نور جاد تنتمي إلى ذلك النوع من الفنانين الذين يرون في الفن رسالة روحية واجتماعية. لا ترسم فقط لتبيع، بل تهب أعمالها أحيانًا، لأن العطاء عندها جزء من الفن نفسه. وتؤمن بأن الفن قادر على إحداث فرق، على ترميم الأرواح، وتجميل الأمكنة، وخلق وعي جمالي في المجتمعات.

تتعامل مع النقد برحابة صدر، وتراه وسيلة للنضج والتطوير، وتُقدّر تفاعل الناس مع أعمالها، خاصة حين ترى تلك النظرة العميقة في أعين من يشاهد لوحاتها وكأنهم يقرؤون جزءًا من ذاكرتهم فيها.

اليوم، رغم غياب التكريم الرسمي، ترى في كل نظرة إعجاب تكريمًا معنويًا، وفي كل لوحة تُولد من يديها شهادة جديدة على أن الجمال لا يحتاج دائمًا إلى تصريح للعبور.

فنانة خجولة من الأضواء، لكنها مشعّة في الظل. لا تبحث عن شهرة، بل عن لحظة صدق بين اللون والروح.
هذه هي نور جاد، الريشة التي اختارت أن ترسم الحياة كما تحبها: صادقة، عميقة، ومتجددة.

Categories
متفرقات

الأمازيغية وسؤال التمثيل السياسي: بين الحاجة إلى التأطير والخوف من التقزيم

الأمازيغية وسؤال التمثيل السياسي: بين الحاجة إلى التأطير والخوف من التقزيم

 

✍️ هند بومديان

 

في قلب الحراك السياسي والفكري الذي يشهده المغرب، يتصاعد الجدل حول فكرة تأسيس حزب سياسي بمرجعية أمازيغية، وهي فكرة لا تُطرح بمعزل عن السياق الدستوري الجديد الذي اعترف بالأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب العربية. لكن، وعلى الرغم من هذا الاعتراف الرمزي، ما زال حضور الأمازيغية في المؤسسات والمجال السياسي محدودًا، ما يطرح تساؤلات مشروعة حول جدوى هذا الاعتراف إذا لم يُترجم إلى قوة فاعلة على الأرض.

 

النقاش حول هذا المشروع ينقسم إلى رؤيتين متناقضتين: الأولى تعتبر أن تأسيس حزب أمازيغي هو ضرورة سياسية راهنة، خطوة حاسمة لنقل النضال الأمازيغي من الهامش الثقافي إلى مركز القرار، والثانية ترى أن تحويل الأمازيغية إلى مرجعية حزبية يُشكل تقزيماً لها، وتحجيمًا لكونها مكونًا وطنيًا جامعًا لا يخص فئة بعينها.

 

من يدافعون عن فكرة الحزب يرون أن باقي الأحزاب لم تأخذ القضية الأمازيغية على محمل الجد، بل اكتفت بتوظيفها موسمياً كلما اقتربت الاستحقاقات الانتخابية، دون أن تُبلور رؤية سياسية واضحة تنبني على العدالة اللغوية والإنصاف الثقافي. بينما يرى معارضو المشروع أن الحل يكمن في “تمزيغ” الأحزاب من الداخل، وتوسيع دائرة التمثيل الأمازيغي عبر المؤسسات القائمة، دون اللجوء إلى التقوقع داخل إطار حزبي قد يُفهم على أنه محاولة لخلق كيان عرقي أو هوياتي ضيق.

 

لكن السؤال الأعمق من كل هذا هو: هل نحتاج إلى حزب أمازيغي أم إلى مشروع أمازيغي؟ الحزب أداة، قد تُحقق تمثيلاً سياسياً محدودًا، لكنها لن تصنع تحولًا عميقًا ما لم تكن جزءًا من مشروع حضاري شامل يعيد صياغة العلاقة بين الهوية والسياسة. المشروع هو ما نحتاجه: رؤية تنموية شاملة تستحضر الأمازيغية لا كمجرد لغة، بل كمنظومة ثقافية وأخلاقية، كرافعة للتحرر المعرفي والتنوع السياسي، لا كعنصر تمثيل انتخابي.

 

الأمازيغية لا يجب أن تُختزل في مقاعد برلمانية، ولا أن تتحول إلى بطاقة تستعمل في مفاوضات التحالفات الحزبية. إنها قضية أعمق من السياسة، وأكثر تجذرًا من أن تُحاصر داخل برامج انتخابية. إن ما نحتاجه هو وعي جمعي يعتبر الأمازيغية ملكًا لكل المغاربة، مشروعًا وطنيًا بامتياز، لا مجالًا للصراع الهوياتي أو للمزايدة السياسوية.

 

تأسيس حزب بمرجعية أمازيغية لن يكون له معنى إلا إذا كان قادراً على تجاوز ثنائية التمثيل والمعارضة، ليتحول إلى منصة فكرية تُعيد صياغة الأسئلة الكبرى: كيف نُعيد الاعتبار للثقافة كأداة للنهضة؟ كيف نجعل من التنوع رافعة للوحدة، لا عائقًا أمامها؟ كيف نصوغ مغربًا جديدًا، لا يقوم على الإنكار أو الإقصاء، بل على الاعتراف والتكامل والعدالة؟

 

في نهاية المطاف، تظل الأمازيغية أكبر من أن تكون شعاراً سياسياً، وأعمق من أن تُختصر في حزب. إنها روح تسكن الأرض، وتكتب التاريخ، وتنتظر من يحمل مشروعها لا من يتكلم باسمها. فالقضية ليست في تأسيس حزب، بل في تأسيس وعي جديد.

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء سياسة مجتمع

عندما يشغلونك بالخبز … و يبيعون الوطن

“عندما يُشغلونك بالخبز… ويبيعون الوطن”

 

✍️هند بومديان

 

في زحمة الحياة اليومية، وأمام تسارع الأزمات وغياب الأجوبة، يجد المواطن نفسه في مطاردة دائمة خلف لقمة العيش. تُرفع الأسعار دون سابق إنذار، يُثقل كاهل الأسرة بكلفة الخبز، والزيت، والدقيق، واللحم. كل شيء صار نادراً، كل شيء صار باهظاً، وكل شيء أصبح ذريعة للصمت والخضوع.

 

لكن خلف هذا المشهد المكرر، المتعمد، يكمن سؤال جوهري لا يُطرح بما يكفي:

من المستفيد من هذا الانشغال الجماعي بلقمة العيش؟

من يدفعنا لتصغير أحلامنا حدَّ الرغيف، والقبول بالمذلة اليومية مقابل سلّة غذاء نصف فارغة؟

 

سَيُشغلونكَ ببائع الخبز، وبائع اللحم، وبائع الدقيق، وبائع الزيت…

لا لأن هؤلاء هم أصل الداء، بل لأنهم أقنعة مؤقتة على وجه منظومة أكبر،

منظومة لا تسعى فقط لإفقارك مادياً، بل تسعى لتجريدك من أي قدرة على الفهم، على التحليل، على المقاومة.

 

إنهم يراهنون على أن يُنهكك الغلاء، ويشتتك الطابور، ويُربكك الفقد،

حتى لا تنتبه إلى أن الوطن نفسه يُباع على مراحل، بصمت، خلف الكواليس.

ففي الوقت الذي تُحصي فيه أثمنة الطماطم والبصل،

هناك من يُفرّط في خيرات البحر، وفي الأراضي الزراعية، وفي القرارات السيادية.

هناك من يوقّع اتفاقيات لا يقرأها الشعب، ولا يستفيد منها الشعب، ولا يُستشار فيها الشعب.

 

وهنا يكمن الخطر الأكبر:

أن تصبح يومياتنا المعيشية هي المعركة الوحيدة التي نخوضها،

فننسى أن معركة الكرامة لا تبدأ فقط من السوق، بل من السؤال:

من يُدير هذا السوق؟

من جعل المواطن عبداً لجشع لا يُحاسب؟

ومن يُفرّط في سيادة القرار من أجل رضا قوى لا تراعي سوى مصالحها؟

 

نحن اليوم أمام مجتمع يُعاد تشكيله وفق حاجيات السلطة لا حاجيات الناس.

الفقر يُستعمل كأداة سياسية.

الغلاء لم يعد نتيجة عرض وطلب، بل سلاح يُشهر في وجه الوعي.

يُراد للمواطن أن ينشغل بالبقاء، فينسى المطالبة بالحياة.

 

فكم من شاب غادر الوطن هربًا من ضيق الخبز، لا من ضيق الحلم؟

وكم من أم تسهر الليل لا خوفاً من المرض، بل من الغد؟

وكم من صوت خافت، لأن الصراخ في وجه الجوع يُفهم خطأ، ويُحاكم كجريمة؟

 

الوطن لا يُباع دفعة واحدة، بل يُقَضَّى عليه بتدرج.

والمجتمعات لا تنهار فجأة، بل تنهار حين تصير المعيشة ضباباً يحجب الرؤية.

ولذلك، فالسؤال الحقيقي ليس “كم ثمن الزيت؟”

بل “كم تبقّى من الوطن؟”

 

في النهاية، لا بد من التذكير بأن الخبز مهم، لكن الكرامة أهم.

وأننا إذا خُدعنا بالفتات، سُرقت الأوطان كاملة.

فلننتبه…

فقد يبيعون الوطن ونحن نقف في طابور الخبز.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات سياسة مجتمع

التوجيه الملكي بين النُبل والتجاهل… الأضاحي تعود إلى الواجهة رغم نداء التضحية من أجل الوطن

✍️ هند بومديان

 

التوجيه الملكي بين النُبل والتجاهل… الأضاحي تعود إلى الواجهة رغم نداء التضحية من أجل الوطن


 

رغم التوجيه الملكي السامي الذي دعا إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي هذا العام، تضامناً مع الظروف الاقتصادية الراهنة، وحفاظاً على الثروة الحيوانية الوطنية، عادت مشاهد الإقبال على اقتناء الأضاحي إلى الواجهة في عدد من الأسواق المغربية، وكأن النداء النبيل مرَّ مرور الكرام لدى فئة من المواطنين.

 

التوجيه الذي جاء في سياق استثنائي، لم يكن قراراً ملزماً، بل نداءً إنسانياً ووطنياً يعكس عمق المسؤولية التي يحملها عاهل البلاد تجاه شعبه وموارده، ورغبة صادقة في ترسيخ قيم التضامن والتنازل المشترك في سبيل المصلحة العامة. غير أن مظاهر التسوق وشراء الأضاحي في مختلف المناطق، تعكس انفصاماً واضحاً بين التوجيه الملكي وبين بعض السلوكيات الفردية التي لا تزال محكومة بالعادة والمظهر الاجتماعي.

 

ففي الوقت الذي اختارت فيه شريحة واسعة من المواطنين الانصياع لروح النداء الملكي، والتضامن بصمت مع الوطن في ظرفية دقيقة، لا تزال فئة أخرى تصرّ على التمسك بالشكل، ولو على حساب الجوهر، وعلى الإبقاء على الطقس، ولو على حساب المبدأ.

 

المسألة اليوم لم تعد مرتبطة بعيدٍ أو طقسٍ ديني فقط، بل هي امتحان لمدى قدرة المواطن المغربي على وضع المصلحة الجماعية فوق الاعتبارات الفردية، ومدى استعداده لتقديم تضحيات حقيقية من أجل إنقاذ الوطن من أزمات مركبة ومتداخلة.

 

الرسالة الملكية كانت واضحة: التضحية اليوم ليست بذبح أضحية، بل بالامتناع عنها. ليست في سفك الدم، بل في حفظ ما تبقّى من القدرة الشرائية، من الثروة الحيوانية، من كرامة العيش. لكن للأسف، لا تزال بعض العقليات أسيرة مظاهر اجتماعية زائفة، غير مدركة أن الوطنية تُقاس في مثل هذه اللحظات الفارقة.

 

إن التحديات التي يواجهها المغرب اليوم تفرض وعياً جماعياً يرتقي فوق العادة، ويستوعب أن التضحية من أجل الوطن لا تُطلب من الدولة وحدها، بل من كل فرد في هذا الوطن، دون استثناء.

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء سياسة مجتمع

ماستر بثمن… التعليم في قبضة السماسرة

 

ماستر بثمن… التعليم في قبضة السماسرة

 

✍️ هند بومديان

في صمتٍ مريب، يتآكل ما تبقى من ثقة المواطن في المنظومة التعليمية، بعدما أصبحت شواهد الماستر تُمنح لا بناءً على الكفاءة، بل بناءً على القدرة على الدفع. لم تعد النُخبة تُصنع في قاعات المحاضرات، بل في دهاليز مظلمة يتقاطع فيها المال مع النفوذ، والطموح مع الابتزاز.

 

سماسرة الشهادات باتوا معروفين بالاسم في بعض الجامعات. يتحدث الطلبة عنهم كما يُتحدث عن وسطاء العقار أو تجار السيارات. لهم تسعيرة، و”قائمة زبائن”، وعلاقات ممتدة داخل الإدارة. كل شيء يُدار بلغة المال: من استمارة التسجيل إلى المقابلة الشفوية، وحتى النجاح النهائي.

 

من يقف وراء هذه المهزلة؟

 

الماجستير الأكاديمي، الذي من المفروض أن يكون تتويجًا لمسار علمي رصين، صار أداةً للاستثمار غير المشروع. بعض الأساتذة فقدوا ضميرهم، وتحولوا من مربين إلى متواطئين، يُشرّعون لهذه التجارة الصامتة إما بالصمت أو بالتواطؤ.

 

وفي غياب الرقابة الحقيقية، صارت مباريات الولوج للماستر مشهداً عبثيًا، تتكرر فيه نفس السيناريوهات: طلبة يتحدثون عن “لوائح معدّة سلفًا”، ومقابلات تُجرى على عجل، بل أحيانًا لا تُجرى أصلًا، فيما نتائج النجاح تكشف عن أسماء لم تُعرف يومًا بتميزها الأكاديمي.

 

الضحية: الطالب، والمجتمع

 

في نهاية هذه السلسلة الفاسدة، هناك طالب مجتهد أُقصي، وحلم مشروع دُفن، ومستقبل وطن يُهدد بالانهيار. فحين يُقصى الكفء ويُكافأ المُتواطئ، فإننا نكرّس الرداءة ونزرع في نفوس شبابنا قناعة أن النجاح لا يُصنع بالجد، بل بالواسطة.

 

أما المجتمع، فيدفع الثمن لاحقًا: أطر غير مؤهلة، مؤسسات تسيرها كفاءات مزيفة، ومواطن يشعر أن بلده لم يعد ينصفه حتى في حقه في التعلّم النزيه.

 

من يوقف النزيف؟

 

إن الوضع لا يحتمل مزيدًا من التساهل. نحن أمام ظاهرة تهدد أمن التعليم، وتنسف مبدأ تكافؤ الفرص. الحلول تبدأ من:

 

فرض شفافية صارمة في مباريات الولوج، عبر التوثيق الكامل بالصوت والصورة.

 

تتبع مسارات الطلبة المقبولين والتحقيق في مدى شرعية قبولهم.

 

محاسبة كل مسؤول تورط في تسريب لوائح أو تسهيل البيع.

 

إحداث منصة وطنية للتبليغ عن الفساد الجامعي، بحماية قانونية للمُبلّغين.

 

 

خاتمة: كفى من اللعب بالنار

 

التعليم ليس سلعة، والماستر ليس لقبًا يُشترى. ما يحدث اليوم هو تخريب صامت لمستقبل أجيال كاملة، وتفريغ للعلم من قيمته. وإذا لم نتحرك اليوم، فإننا سنصحو غدًا على مؤسسات يقودها الجهل بأوراق رسمية.

 

فلنُوقف هذا العبث قبل أن يصبح إصلاحه مستحيلاً.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

كلمة الفنانة التشكيلية ماريا رشيد حول ظلال الذات وألوان الرؤية”..

 

✍️ هند بومديان

“ظلال الذات وألوان الرؤية”.. مرآة تشكيلية تعكس نبض الفن المغربي

كلمة الفنانة ماريا رشيد حول مشاركتها في الإصدار الجماعي

 

في تجربة فنية استثنائية تُجسّد روح التعاون والإبداع، شاركت الفنانة التشكيلية ماريا رشيد في الإصدار الجماعي “ظلال الذات وألوان الرؤية”، الذي يضم مجموعة من الفنانين والفنانات من مختلف ربوع المملكة المغربية. الإصدار، الذي أشرفت عليه الكاتبة  هند بومديان، يتضمن السيرة الذاتية لكل فنان، إلى جانب عرض لوحات مختارة، ودراسة نقدية متعمقة تضيء جوانب الجمال، الدلالة، والهوية البصرية لكل عمل فني.

 

وعبّرت ماريا رشيد عن اعتزازها بهذه المشاركة قائلة:

“هذا الإصدار ليس فقط توثيقًا لتجاربنا الفنية، بل هو أيضًا محطة فكرية وبصرية تمنح للفن المغربي مساحة للتأمل والاعتراف. شعرتُ وأنا أشارك فيه بأنني أفتح نافذة لروحي كي تتحاور مع القارئ والمتلقي بلغة اللون والملمس والرؤية.”

 

وأضافت:

“كل الشكر والتقدير للأستاذة هند بومديان، التي بذلت مجهودًا نقديًا وفكريًا راقيًا، منحنا قراءة جديدة لأعمالنا، وعمّق من تجربتنا كفنانين تشكيليين. لقد استطاعت، بقلمها وتحليلها، أن تمنح للوحة حياة جديدة تتجاوز حدود الإطار.”

 

ويعد هذا الإصدار الجماعي خطوة رائدة في مجال التوثيق الفني المغربي، كونه يزاوج بين البعد التشكيلي والتأمل النقدي، مما يجعله مرجعًا بصريًا وثقافيًا يعكس نبض الفن المغربي في تعدده وغناه.

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

أنامل تبدع من صمت اللون و وهج الحياة .

نوال دارغم …. أنامل تبدع من صمت اللون و وهج الحياة …

 

 

✍️ هند بومديان

 

نوال دارغم، فنانة تشكيلية وأستاذة بالتعليم العمومي، تقيم بمدينة الدار البيضاء، تحمل في ريشَتها نبضَ الحياة وانعكاسات التجربة. لم يكن الفن بالنسبة لها مجرد هواية أو تمرين بصري، بل مسارًا وجدانيًا بدأ منذ الطفولة حين كانت تراقب والدها الراحل وهو يرسم. كان المشهد سحريًا، كطقسٍ من طقوس العشق الأولى، فتعلّمت منه كيف تصير الفرشاة امتدادًا للروح.

 

توقفت رحلتها مؤقتًا بسبب الدراسة ومسؤوليات الأمومة، لكنها لم تنطفئ؛ فعادت إلى التشكيل بوعي ناضج وشغف أشد. انطلقت من موهبة فطرية، ثم دعّمتها بتكوينات من تنظيم فنانين تشكيليين، مما ساعدها على صقل أدواتها وخوض مسارات تقنية جديدة. تأثرت بالعديد من المدارس التشكيلية، غير أن المدرسة السريالية الواقعية سكنتها، بما تحمله من رمزية وعمق داخلي.

 

أول أعمالها كانت لحظة تأمل أمام شاطئ تغلفه ألوان الغروب، حملت فيها أولى نبضاتها الداخلية، وشاركت بها في معرض سنة 2018 بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، لتكون انطلاقتها الرسمية نحو عالم المعارض.

 

مع الوقت، تطوّر أسلوبها وتفرّد، وصارت كل لوحة تحمل هويتها الخاصة. أعمالها تتناول موضوعات متعددة كالأمومة، الطفولة، الحرية، والتأمل الوجودي، وتُصاغ ضمن رؤية مفتوحة على التجريب، حيث لا منهج تقني ثابت، بل بحث دائم عن الجديد في الخامات والرؤى.

 

ترى نوال أن الفن لا يجب أن يُقيد، وأنه رسالة وليس فقط تشكيلًا بصريًا. في كل لوحة رموز ورسائل، تبدأ من فكرة ثم تُصاغ بأمانة من خلال اللون والمادة. لحظة الإبداع عندها هي لحظة تأمل داخلي عميق، تسبقها طقوس ذهنية وتحضيرات متأنية، لأن الفن، في رؤيتها، ليس إنتاجًا بل ولادة.

 

شاركت في عدة معارض محلية ودولية، من بينها فرنسا ومصر، حيث اختبرت تفاعلات ثقافية مختلفة، واكتشفت كيف يُستقبل الفن من جمهور يتنوع في ثقافته ومرجعياته. رغم عدم تلقيها دعمًا مباشرًا من المؤسسات، إلا أن إصرارها وشغفها كانا وقود الطريق.

 

تعتبر نوال أن كل مدينة مغربية تدخلها تُضيف إلى ذاكرتها البصرية، فالسفر بالنسبة لها شكل من أشكال الإبداع، والمغرب بثقافته ومعماره وألوانه يظل نبعًا دائمًا للإلهام. أما عن التحديات، فهي لا تراها عوائق، بل دروسًا وصقلًا ذاتيًا، فالفن عندها ترياق للتوازن الداخلي.

 

تحلم نوال بإقامة معرض يمزج بين الفن التشكيلي والموسيقى والشعر، ليكون تجربة حسّية متكاملة تُعبّر عن الإنسان في أبعاده المختلفة. لا تنكر انبهارها بالفن الرقمي، لكنها ما تزال تفضل اللمسة المادية، وتؤمن أن الفن حوار جسدي مع اللون والملمس.

 

نوال دارغم تنتمي لجيل من الفنانين الذين يرون أن اللوحة ليست منتجًا، بل حالة وجودية، وأن الإبداع ليس ترفًا، بل ضرورة. تحلم بعرض أعمالها في باريس، حيث تُحاور الأرواح الجمال بلغة لا تحتاج إلى ترجمة. وبين الفرشاة والقلب، تبقى لوحاتها صفحات من ذاتها، تُنصت فيها الحياة لصوت الألوان.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

حين تنطق الألوان بما يعجز عنه الكلام

 

محمد أولاد ملوك … حين تنطق الألوان بما يعجز عنه الكلام

✍️ هند بومديان

 

في حيٍّ بسيط من مدينة سلا، وداخل عوالم الألوان المتشابكة والمشاعر الصامتة، وُلدت تجربة الفنان محمد أولاد ملوك. ليس من أولئك الذين قادتهم القاعات الأكاديمية نحو ريشة الرسم، بل من أولئك النادرين الذين أنصتوا لنداء خفيّ يسكن الداخل، ولبّوه بإصرار فنيّ وصدق وجودي. فنان تشكيلي ذاتي التكوين، سلك درب المعرفة وحده، من خلال الملاحظة العميقة، والتأمل الصادق، والتجريب الحرّ، حتى صار الفن جزءًا من كيانه، لا فعلاً فقط بل هوية ومصير.

 

منذ اللحظة الأولى التي جذبته فيها التفاصيل الصغيرة – ظل شجرة، نظرة وجه، امتداد لون على جدار قديم – أدرك أن له عينا ثالثة ترى ما لا يُرى، وتشعر بما لا يُقال. وهكذا، بدأ يرسم ليحاور العالم، وليداوي ذاته، وليُبقي على الضوء حيًا وسط العتمة.

 

لا يضع محمد أولاد ملوك حدودًا بينه وبين ما يخلق. يعتبر أن الفن الحقيقي لا يقبل الأقفاص. إنه فضاءٌ شاسع، لا يعترف إلا بالصدق، ولا يمنح روحه إلا لمن آمن به كخلاص. لوحاته لا تُقرأ فقط بالبصر، بل تُلامس بالقلب. بين ضربة ريشة وأخرى، تختبئ رسائل عن الوطن، عن الإنسان، عن الوجع العابر، وعن الحلم المقاوم.

 

مسيرته لم تكن سهلة. واجه الإقصاء، وغياب الدعم، وصمت المؤسسات. لكنه آمن أنّ ما يُخلق من الداخل، لا يحتاج إلى اعتراف خارجي ليكون حقيقياً. حمل فنه في قلبه، وعرضه في أماكن صغيرة وكبيرة، داخل المغرب وخارجه، وتلقى أصداءً أعمق من الجوائز، كانت تعني له أن رسالته وصلت، وأن صوت الألوان قد سُمع.

 

أعماله ليست نسخًا بصرية لواقع متكرر، بل محاولة دائمة لالتقاط ما وراء الواقع: الإحساس، الفكرة، الارتباك، الحنين، وحتى الأسئلة. كثيرًا ما يذوب في لحظة الرسم، يتماهى مع موسيقاه، ويتحول إلى شاهد ومُرتّل في محراب الفن، تاركًا للريشة حرية أن تحكي ما سكت عنه اللسان.

 

محمد لا يرسم للترف، ولا للشهرة، بل ليترك في هذا العالم أثرًا صادقًا، ليقول إنه كان هنا، حاملاً اللون كما يحمل الشاعر قلمه، والناي أنينه. يحلم بمعرض دائم، مفتوح للجمهور، للأطفال والطلبة، لأنّه يرى في الفن قوة تغيير، لا نخبوية، بل مشاركة في بناء الوعي، وتحرير الروح من قيودها.

 

في زمن يُسابق السرعة، يختار محمد الإبطاء. يتأنى، يتأمل، ويعيد للعين دهشتها الأولى. هو ابن البادية، وابن المدينة، وابن التجربة الحرة. فنان لا يضع توقيعه فقط أسفل اللوحة، بل يتركه في ذاكرة كل من يقف أمام عمل له، ويشعر للحظة أنّ الجمال لا يزال ممكنًا، وأن الفن لا يزال صوتًا نقيًا في عالم مكتظ بالضجيج.

 

في النهاية، لا يسأل محمد كثيرًا عمّا قدّمه، بقدر ما يهمه سؤال آخر: هل لامس أحدهم شيئًا من ذاته في لوحته؟ فإن كانت الإجابة “نعم”، فقد اكتملت الرسالة.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

العزلة الاجتماعية في زمن التكنولوجيا: حين يصبح القرب وهماً

 

العزلة الاجتماعية في زمن التكنولوجيا: حين يصبح القرب وهماً

✍️ هند بومديان

لم يعد الإنسان في هذا العصر بحاجة إلى السفر أو انتظار الرسائل ليتواصل مع أحبّائه. بضغطة زر، يمكنه أن يرى من يشاء، ويُحادث من يشاء، في أي لحظة شاء. ومع ذلك، لم يكن الشعور بالوحدة يوماً أقسى مما هو عليه اليوم.

 

في زمنٍ تغوّلت فيه التكنولوجيا على تفاصيل الحياة، تحوّلت العلاقات الإنسانية إلى روابط افتراضية سطحية، مجرّدة من الدفء والصدق. أصبح “الحضور” لا يتجاوز إشعار “متصل الآن”، و”الاهتمام” لا يتعدّى رموزاً باردة تُرسل في ثوانٍ. غابت النظرات، وضاعت الأحضان، واختفت الحوارات العميقة التي كانت تُبنى في جلسات مسائية هادئة، على شاي دافئ أو ركن مقهى شعبي بسيط.

 

العزلة اليوم لم تعد مرتبطة بمكان خالٍ أو غرفة مظلمة، بل صارت حالة نفسية يعيشها الإنسان بين الزحام، وسط “الأصدقاء الرقميين”، و”العائلة المتصلة دائماً”. نتشارك الصور والقصص، لكننا لا نتقاسم الألم. نضحك مع الآخرين على الشاشات، ونبكي وحدنا في صمت مطبق.

 

الأدهى أن التكنولوجيا خدعتنا، فبقدر ما قرّبت المسافات، زادت من المسافات القلبية. صرنا نتحدث كثيراً، لكن لا نتواصل حقاً. نُخبر الناس بما نريدهم أن يعرفوه، لا بما نشعر به فعلاً. نرتدي أقنعة رقمية، نُخفي بها هشاشتنا واحتياجنا لمن يُنصت، لا لمن يُعلّق.

 

جيل بأكمله ينشأ على العزلة المختبئة خلف الشاشات، يفتقد لمهارات التواصل الحيّ، لا يعرف كيف يُصغي، أو يفتح قلبه. جيل لا يُجيد الاعتذار وجهاً لوجه، ولا يعرف كيف يُمسك بيد حزين، أو يواسي أمًّا متعبة، أو يستمع لصديق ينهار.

 

لقد آن الأوان أن نعيد النظر في علاقتنا بهذه التكنولوجيا التي أصبحت تلتهم أرواحنا ببطء. لا عيب في استخدامها، لكن العيب أن نستبدل بها الإنسان. أن نُرضيها على حساب أحاسيسنا، ونُغذّي بها وهم القرب بينما أرواحنا تتباعد.

 

لنعُد إلى أبسط الأشياء: جلسة صادقة، مكالمة طويلة بصوت دافئ، نظرة محبة لا تُترجمها شاشة. لنعُد إلى إنسانيتنا، قبل أن نصبح آلات نتحرك بتقنيات فائقة… لكن بقلوب فارغة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

حين تصير الألوان وطنا و الفن حكاية حياة .


فاطمة ابراهيمي … حين تصير الألوان وطنا و الفن حكاية حياة .

 

✍️ هند بومديان

 

في المغرب، حيث يلتقي عبق التاريخ بنبض الحاضر، ولدت فاطمة لبراهيمي كفنانة قبل أن تُنادى بهذا الاسم. منذ نعومة أظافرها، كانت الألوان تلون أحلامها، وكانت الأوراق البيضاء مسرحًا لأحلام صامتة تنبض بالحياة. لم تتح لها الظروف أن تطرق أبواب المدارس الفنية، لكنها ارتادت أكاديمية الشغف والتجريب، وقطعت مسارًا فنيًا واثق الخطى، تغذيه الملاحظة، ويصقله الإصرار.

 

طفلة كانت ترسم على ضوء الأمل، تمسك القلم الجاف والألوان المائية في حضرة والدها وإخوتها، وترسم على الورق كما لو كانت تكتب سطور قدرها القادم. إلا أن اللحظة الفاصلة كانت سنة 2017، حين مدت يدها لأول مرة نحو “الكنفاه”، لتبدأ رحلتها الحقيقية، مرسومة بخيوط الأمل ودهشة البدايات. كان لمشاركتها في تزيين المدارس العمومية أثر لا يُنسى، ليس فقط على الجدران، بل على روحها. هناك، حيث التقت ضحكات الأطفال برسوماتها، اكتشفت أن الفن رسالة، وأن البهجة التي يزرعها اللون أقوى من كل الظروف.

 

تجربتها نابعة من ذاتها، من تمرّدها على حدود التكوين الأكاديمي، ومن ولعها بالاكتشاف. لم تكن فاطمة تبحث عن مدرسة، بل عن روح تعبّر عنها، وهو ما وجدته في فن “الفسيفساء” أو “البكسل آرت”، ذاك الفن الذي يجعل من التفاصيل الصغيرة مشهدًا مكتملًا. هكذا أصبحت كل لوحة تنبض بالصبر والدقة، وتحمل في ثناياها مشهدًا حياتيًا يُحكى دون كلمات.

 

لم تكن البداية ضبابية كما يظن البعض، بل مرسومة بخطٍّ أول ابتدائي، حين نالت اعترافًا من أستاذها بموهبتها. كان ذلك التتويج البريء هو الشعلة التي أضاءت مسارًا لم ينطفئ. ومن هناك، تحوّلت الأوراق إلى جداريات، والقلم الجاف إلى ألوان أكريليك، ثم إلى أسلوب بصري خاص، يتنقل بين رمزية الأنمي، وألوان الطيور، وتفاصيل المرأة في علاقتها بالعالم.

 

فاطمة لا ترسم فقط لتملأ الفراغ، بل لتصنع حوارًا خفيًا بين الذات والآخر. أعمالها تنبض بواقعية شفافة، وحنين طفولي، ورسائل نسوية رقيقة. هي تكتب بلوحاتها ما لا يُقال، وتترك للمتلقي حرية التأويل، دون أن تفرض عليه قراءتها الخاصة. تُفضل لحظة العزلة أثناء الرسم، وتأنس لموسيقى الزمن الجميل، التي ترافقها في ولادة كل لوحة.

 

كانت أولى خطواتها العلنية في معرض جماعي بالمسرح الملكي، حيث تنفّست أعمالها هواء العرض الأول، ونالت استحسان الجمهور ودفء الاعتراف. توالت المشاركات بعدها، وكان من أبرزها معرض تضامني لفائدة ضحايا زلزال الحوز، حيث اجتمع الفن بالإنسانية، ليؤسس لحظة صدق توازي جمال الألوان.

 

ورغم الصعوبات، لم تكن تنتظر دعمًا مؤسساتيًا، بل راهنت على الاستقلالية، وعلى أصدقاء الفن الذين مدوا يدهم دون مقابل. إنها ترى في مراكش فضاءً يلهمها دومًا، مدينة تتنفس الفن في كل تفاصيلها، وتُغذي روحها بشغف لا ينضب.

 

فاطمة تؤمن أن الساحة التشكيلية المغربية حبلى بالطاقة، لكنها ما تزال تحتاج لمن يرعاها، ينظمها، ويمنح الشباب فرصًا أكثر. أما عن حلمها، فهو أن تؤسس مدرسة للفن، تكون بيتًا لكل من يريد التعبير، خصوصًا من ذوي الهمم، الذين يستحقون أن يُصغى إلى أرواحهم من خلال الألوان.

 

في لوحاتها، كما في حياتها، تسير فاطمة لبراهيمي بخطى ثابتة، لا تتعجل المجد، لكنها تعرف يقينًا أن الجمال الحق لا يُرى في الوهلة الأولى، بل يُكتشف مع الصبر… تمامًا كما تكتمل فسيفساء الحياة.