Categories
أعمدة الرآي متفرقات

جرافة القانون تنطلق بسطات لتحرير الملك العمومي: حملة واسعة لتبييض وجه المدينة

عماد وحيدال

في ليلة مظلمة من ليالي سطات، وتحت إشراف مباشر من السيد باشا المدينة، انطلقت حملة واسعة لتحرير الملك العمومي، شهدت مشاركة فعّالة لمختلف الفاعلين، من قيادات الملحقات الإدارية وأعوان السلطة والقوات المساعدة، إلى جانب الصحافة المحلية وعمال النظافة. كانت الجرافة القانونية هذه المرة أقوى من أي وقت مضى، حيث سحقت في طريقها الأخضر واليابس من أجل إعادة هيبة الشوارع والساحات للمدينة.

الحملة، التي تستمر ليلاً ونهاراً، جاءت استجابةً لنداءات الساكنة والتجار وأصحاب المحلات، الذين ضاقوا ذرعاً بالاحتلال العشوائي للملك العمومي. أصبحت الأرصفة مكتظة بالعربات المجرورة، والتريبورتات، والباعة الجائلين، مما عرقل حركة السير وشوّه المظهر العام للمدينة.

باشا المدينة، وفي كلمة واضحة، أكد أن الحملة لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها، مشدداً على أن الإجراءات تتم في إطار احترام القانون ومنح إنذارات مسبقة. وأشار إلى أن الهدف الأساسي ليس التضييق على أحد، بل تحقيق التوازن بين المصلحة العامة واحترام حقوق الأفراد.

إن حملة تحرير الملك العمومي بسطات ليست مجرد إجراء وقتي، بل هي معركة مستمرة لاستعادة رونق المدينة وجعلها نموذجاً للنظام والنظافة. وكما قال السيد باشا المدينة: “ولاتراجع في معركة تبيض وجه المدينة. اللهم اشهد، لا نظلم أحداً”. هذه الحملة تمثل رسالة واضحة لكل من يشغل الملك العمومي بطريقة عشوائية، بأن القانون فوق الجميع، وأن المصلحة العامة هي الغاية الكبرى. 

سطات تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أفضل، حيث الشوارع ملك للجميع، والأمل في غدٍ أنظف وأجمل.

Categories
أعمدة الرآي

نداء إلى السيد عامل إقليم النواصر: ضرورة تسريع وتيرة إنجاز مشروع الإنارة العمومية في أحياء مدينة بوسكورة

بقلم: فيصل باغا

تعاني العديد من أحياء مدينة بوسكورة من غياب الإنارة العمومية، وهو ما أصبح يشكل مصدر قلق كبير لدى المواطنين. فمع حلول الليل، تتحول شوارع هذه الأحياء إلى مناطق مظلمة، مما يهدد سلامة المواطنين ويزيد من خطر حوادث السير.

إن غياب الإنارة العمومية في المدينة يؤدي إلى زيادة في الحوادث المرورية، خاصة على الطرق التي تشهد حركة مرور كثيفة، حيث يواجه السائقون صعوبة في تحديد المعالم بدقة، مما يعرضهم لخطر الاصطدام بالعوائق أو حتى بالمشاة. ولعل الحوادث التي سجلت في الآونة الأخيرة بسبب هذا الظلام الحالك، خير دليل على الضرر الذي يعاني منه سكان المدينة.

لهذا، نتوجه بهذا النداء إلى السيد عامل إقليم النواصر، من أجل تسريع وتيرة تنفيذ مشروع الإنارة العمومية في أحياء مدينة بوسكورة. هذه الخطوة ستكون بمثابة تدبير وقائي يهدف إلى حماية أرواح المواطنين والحد من الحوادث المرورية التي تزداد خطورتها في ظل غياب الإضاءة. كما أن تحسين الإنارة سيعزز شعور المواطنين بالأمان، ويشجع على ممارسة الأنشطة الليلية في المدينة.

إن إتمام مشروع الإنارة العمومية ليس مجرد ضرورة تقنية، بل هو مطلب مجتمعي ملح، يعكس حرص المدينة على تطوير بنيتها التحتية وضمان رفاهية ساكنيها. ولذا، فإننا نأمل أن يحظى هذا الملف باهتمام خاص وسريع من قبل السلطات المحلية، من أجل إضاءة شوارع وأحياء مدينة بوسكورة في أقرب وقت ممكن.

نؤكد أن تسريع هذا المشروع سيكون له تأثير إيجابي كبير على حياة المواطنين وسلامتهم، ويعكس التزام السلطات بتوفير بيئة آمنة ومستدامة لجميع ساكنة المدينة.

Categories
أعمدة الرآي متفرقات

مداهمة الباعة الجائلين وأصحاب المقاهي في بوسكورة: توازن بين التنمية وحقوق المواطنين

بقلم: سليمان قديري

في إطار التحضيرات لاستضافة المغرب لكأس العالم 2030، تم اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة المخالفات القانونية، بما في ذلك ظاهرة البناء العشوائي ووجود العربات المجرورة في منطقة بوسكورة. هذه الحملة تستهدف أيضًا تحرير الملك العمومي، مما أثر سلبًا على الكثير من المواطنين الذين يعتمدون على التجارة في الأماكن العمومية.

أصحاب المقاهي المتنقلة وبائعي الوجبات الغذائية، الذين يمارسون نشاطهم أمام الوحدات الصناعية، وجدوا أنفسهم في موقف صعب بعد هذه المداهمات. معظم هؤلاء الأفراد ينتمون إلى الطبقات الفقيرة ولا يستطيعون كراء محلات تجارية، مما يجعلهم في حاجة ماسة إلى بدائل تضمن لهم الاستمرارية في العمل.

ورغم أهمية هذه الإجراءات في تهيئة المنطقة للحدث الرياضي الكبير، يبقى من الضروري تحقيق توازن بين الأهداف التنموية وحقوق الأفراد. يجب على السلطات المعنية العمل على إيجاد حلول منصفة تضمن استمرار livelihoods للباعة الجائلين، في إطار التنمية المستدامة.

Categories
أعمدة الرآي

حكم قضائي جديد: تأييد الحبس سنة نافذة في حق 3 حراس سيارات

مع الحدث ابراهيم فاضل

أفاد المحامي ذ. عبد الرحمان الباقوري بأن محكمة الاستئناف بفاس قضت مؤخرا  بتأييد الحكم الصادر في حق 3 أشخاص بالحبس سنة نافذة بسبب الابتزاز وانتحال صفة حراس سيارات وتزوير تذاكر واستعمالها والنصب.

وقال الأستاذ الباقوري، في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي بموقع ” linkedin” يجب أن يعلم الجميع أننا في دولة آمنة، لا نحتاج إلى من يحرس سياراتنا في الشوارع العامة، فضلا عن أن الشوارع العامة تعتبر ملكا عموميا لا يقبل لا الكراء ولا البيع ولا أي تصرف من التصرفات التي ترد على الملكية العقارية وفوق ذلك فكل مالك سيارة يؤدي ضريبة سنوية، وهذه الضريبة هي مقابل السير والجولان والركن (الباركينك).

وأضاف المحامي الباقوري ذاته أنه إذا تعرض المواطن لمحاولة النصب أو الابتزاز فما عليه سوى الاتصال بالرقم 19 الخاص بالأمن الوطني إذا كان داخل المدينة أو بالرقم 177 الخاص بالدرك الملكي إذا كان خارج المدينة والشرطي أو الدركي ملزم بالانتقال إلى مكان ارتكاب الجريمة وتلقي الشكاية مع وجوب التشبث بالشكاية وعدم التنازل وسيتم الاستماع للأطراف وتحرير محضر في الموضوع.

وأشار المتحدث إلى أنه بالموازاة مع ما ذُكر سيتم التنسيق مع النيابة العامة المختصة، التي كانت دائما عند حسن الظن وفي المستوى المطلوب في مثل هذه الحالات.

Categories
أعمدة الرآي

مبادرة رائدة بمجلس مقاطعة أنفا وهي الأولى من نوعها على صعيد المملكة

المتابعة: مجيدة الحيمودي

في إطار تفعيل الخطاب الملكي السامي الذي يدعو إلى الاهتمام بالشباب، أطلق مجلس مقاطعة أنفا مبادرة رائدة تُعتبر الأولى من نوعها على مستوى المملكة. ويبرز دور رئيس المجلس، السيد الحاج محمد الشباك، في فتح المجال أمام الطاقات الشابة للتعبير عن أفكارها من خلال استراتيجيات حديثة تواكب العصر.

وقد تجسدت هذه المبادرة من خلال الشابة أميمة الإدريسي، النائبة الأولى لرئيس المجلس، التي قامت بخلق شراكة مثمرة بين مجلس المقاطعة وشركة FUTURATE. اليوم، عُقد الاجتماع الأول بين المسؤولين المنتخبين وأعضاء الشركة، حيث تم مناقشة الجوانب القانونية والمعنوية والبيداغوجية للشراكة.

تهدف هذه الشراكة إلى افتتاح مركز تدريب وتأطير في مجال الذكاء الاصطناعي لفائدة الأطفال والشباب في تراب أنفا، مما سيسهم في خلق فرص عمل للطاقات الشابة ذات المستوى التعليمي العالي، ويعزز من جودة التعليم والتسيير في الحضانة النهارية التابعة لبلدية بدر.

إن هذه المبادرة تُعتبر بصمة خالدة في تاريخ تراب أنفا، وهنيئًا لمجلس المقاطعة على هذا الإنجاز التعليمي الذي سيعود بالنفع على الجميع.

Categories
أعمدة الرآي متفرقات

نداء عاجل لتهيئة طريق بوليكوما أولاد بنعمر دحامنة

بقلم: فيصل باغا

تعاني منطقة بوليكوما أولاد بنعمر دحامنة من تدهور خطير في حالة الطريق الذي يربطها بالمناطق المجاورة، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا على حياة المواطنين. أصبح هذا الطريق ضيقًا للغاية ويعاني من تآكل وتشققات، مما يعوق حركة التنقل للمواطنين وللمركبات، وخاصة سيارات الإسعاف في حالات الطوارئ.

السكان المحليون يعبرون عن قلقهم المتزايد حيال هذه المشكلة، حيث أصبح التنقل اليومي مهمة صعبة، مما يؤثر سلبًا على حياتهم. يواجه المواطنون صعوبات في الوصول إلى الخدمات الضرورية، مما يستدعي تدخلًا عاجلاً من الجهات المعنية.

في هذا السياق، يطالب سكان المنطقة بتدخل فوري لتحسين حالة الطريق، لضمان سلامتهم وتسهيل تنقلاتهم. إن الوضع الحالي يتطلب استجابة سريعة وفعّالة، حيث يأمل السكان أن تُؤخذ مناشداتهم بعين الاعتبار وأن تُعالج هذه المشكلة التي تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية.

Categories
أعمدة الرآي

بوسكورة: وعود السلطات المحلية تُخلف المواطنين في معاناة مستمرة

بقلم: فيصل باغا

تشهد دواوير الصفيح في بوسكورة حالة من التوتر والاحتقان، بعد الإفراغات التي طالت العديد من الأسر. ورغم الوعود التي قدمتها السلطات المحلية بتحسين الظروف المعيشية وتوفير سكن لائق، إلا أن الواقع لا يزال مغايراً، حيث يعاني المواطنون من التهميش وعدم الاستجابة لمطالبهم.

الكثير من العائلات التي تم إفراغها تجد نفسها في وضعيات حرجة، حيث اضطر بعضهم للانتقال إلى إيجارات مرتفعة، بينما لا يزال آخرون في حالة تشرد. هذه الأوضاع تثير تساؤلات حول سبب تأخر تنفيذ الوعود المتعلقة بتوفير مساكن بديلة.

من جهة أخرى، أولئك الذين تمكنوا من العثور على سكن بديل يواجهون زيادة غير مبررة في أسعار الكراء، مما يزيد من معاناتهم المالية. هذا الوضع يفرض على المواطنين المطالبة بتدخل عاجل من الجهات المسؤولة لوضع حد لهذه الأزمات.

يتعين على السلطات المعنية اتخاذ إجراءات فعالة لضمان حقوق المواطنين وتوفير ظروف سكنية كريمة، وضمان العدالة الاجتماعية. إن الوفاء بالوعود وتحقيق الاستقرار للمواطنين أصبح ضرورة ملحة تفرض نفسها في ظل هذه المعاناة المستمرة.

Categories
أعمدة الرآي مجتمع

فلسفة الصغر: السيكودراما الكبرى لرئيس بلدية من الطراز الفاسد

بقلم : عبد القادر العفسي

هذا المقال ساخر، ندعوكم إلى رحلة عبر زوايا غريبة للعقل البشري ، حيث يمتزج العبث بالمنطق و الهزل بالواقع في محاولة لاكتشاف الحقيقة الهاربة بين السطور ، لا يسعى هذا النص لأن يكون مرآة لأي شخص أو حدث ، بل هو مجرد انعكاس عشوائي لخيالات عابرة و هواجس ليلية ! و أي تطابق مع الواقع ليس إلا صدفة عبثية تُعبر عن عبثية الوجود نفسه  .

في كتاباته عن “إرادة القوة”، لم يتوقع “نيتشه” أن يُلهم رئيس بلدية منسيًا في بقعة نائية ! غير أن هذا الأخير يعاني من أزمة وجودية مزمنة مرتبطة بحجم “ما لا يُذكر”، أثبت أن فلسفة القوة يمكن أن تتحول إلى كوميديا ساخرة حين تُختزل في محاولة تعويضية عبثية لإثبات الذات، ليس في ميادين العظمة، بل في مقالب الفساد ومسرحيات السوء ،رئيس البلدية هذا العزيز الذي يتربع على عرش الفساد بحرفية منقطعة النظير،كائن ليس ككل الكائنات، أو بالأحرى، كائن يعاني من عقدة أبدية لا تراه عينه ولا يتجاوزها عقله ! نعم، نتحدث هنا عن ذاك الموضوع الذي لا يُقال في العلن: “عقدة الصغر”، لكن لا تستعجلوا ! فالعقدة ليست فقط بيولوجية، إنها فلسفية وسيكولوجية وسياسية بامتياز .

في علم النفس التفكيكي (لا أدري إن كان هذا العلم موجوداً، ولكن لا بأس أن ندّعيه لأغراض السخرية)، يُقال إن الإنسان الذي يشعر بالنقص في جانب معين يسعى للتعويض عنه في جوانب أخرى ، وهكذا وُلد رئيس البلدية في تلك البقعة المنسية من حكاياتنا ، مشروع قائد يُخفي خلف ابتسامته البلاستيكية عالماً من القهر الداخلي، كانت أحلامه الكبيرة بصيانة المدينة وصيانة نفسه متقاطعة دائماً مع أزماته النفسية غير المحلولة ، فإذا لم يكن قادراً على تطويل شيء واحد في حياته، قرر أن يطيل من فترة ولايته، بمعنى آخر :لماذا يسعى رفع شعار ترميم الطرقات ؟ لأن الطريق نحو نفسه مليء بالحفر! ولماذا يبني الحدائق السوداء؟ فالزهور في داخله ذابلة أكثر سوادا.

بالتالي ، في قلب كل أزمة سياسية تختبئ أزمة نفسية، ولكن في حالة رئيس البلدية هذا يبدو أن الأزمة أكثر تحديدًا، وأكثر عريًا (معنوياً بالطبع)، “صغر” حجم المنطقة التي لا تطل عليها الشمس ، لم يكن مجرد معلومة بيولوجية بل تحول إلى استعارة فلسفية تحدد كل أفعاله، حيث أصبح هاجسه الأوحد إثبات أنه كبير بما يكفي رغم كل شيء ، ولكن كيف يمكن لكائن يعرف تمام المعرفة حدود حجمه الفيزيائي أن يحيا حياة قائمة على تضخيم ذاته؟ هنا تكمن المأساة الساخرة ! عوضاً عن مواجهة عقدته بشجاعة، اختار طريق السلطة – ذاك المسرح الذي يسمح لأوهام العظمة بأن تحجب عن المرء مرآة الحقيقة .

تنبني المطارحة للفلسفة الوجودية في أنّ الإنسان يُعرّف من خلال أفعاله، لكن ماذا لو كانت كل أفعاله مجرد رد فعل على شعور دائم بالنقص؟ الرئيس هنا قرر أن يعوض عن صغره بأكبر أشكال البذخ السياسي: مشاريع عشوائية بأسماء رنانة، طلبات السند لا تكتمل، وجسور التخادم مع الفساد بتركيبة ممزوجة بالوقاحة و الدناءة ! تأملوا، مثلاً، تلك المنضدة و اللوحة الاشهارية على مكتبه الذي قرر وضع اسمه بشكل كبير بكرسي ضخم ، لماذا ؟ لأنه لا يستطيع منح اسمه لشيء أصغر! كان يعرف أن اللافتة التي تحمل اسمه ستكون شاهدة على وجوده، ولو كان ذلك الوجود محض تضليل .

يبدو أن المشكلة الأساسية لم تكن فقط في سوء الإدارة، بل في شعور دائم بالتهديد، كلما انتقده أحدهم: كان يراه هجوماً شخصياً على “ذكورته السياسية” ولذلك، بدلاً من الرد بعقلانية، كان يطلق مشروعاً وهمياً جديداً ويُحيط نفسه بحاشية من المنافقين بتاريخ زاخر من تراكمات نفسية سوداء عميقة ، فَهم هؤلاء اللعبة سريعاً: امدحه حتى يصبح صوتك موسيقى في أذنيه، ولا تذكر كلمة “صغر” بأي سياق كان  .

إذا تسللنا إلى عوالم الميتافيزيقا وقمنا باستنزال روحاني و استدعينا روح “فرويد” فسنجده يهز رأسه مبتسمًا وهو يكتب: “لقد وجدت عقدة “أوديب” مكانها في السياسة لأنها تخفي الدستور الخفي ! في اللاوعي السياسي! لرئيس البلدية هذا الذي تخضعونه لعملية جراحية ” مدينته التي تم تعينه بها ! كلها انعكاسًا لرغبته الدفينة في التعويض، أراد أن تكون الشوارع الطويلة صورة لإطالة مجازية لما هو قصير، وأن تصبح أعمدة الإنارة الشاهقة رموزًا لما كان يتمناه يومًا ، لكن ككل مسرحية عبثية، فإن المحاولة تفشل دائمًا: الشوارع الطويلة مليئة بالحفر، والأعمدة تنحني تحت ثقل الإهمال، والمباني التي تخالف كل القوانين تُكمل مهمتها في تمثيل المأساة: الفراغ في الداخل و الصمود .

في علم النفس السياسي (علم اخترعناه للتو كما يبدو)، يُقال إن القادة الذين يأتون إلى السلطة مدفوعين بعقد شخصية ينتهون بإلحاق تلك العقد بمجتمعاتهم وهكذا، أصبحت مدينة رئيس البلدية مرآة عاكسة لعالمه الداخلي: فساد ممتد كطرقها المتهالكة، ونقص ينعكس في كل زواياها الضيقة، وعجز يتجلى في وعوده الكاذبة التي لا تنتهي ، والمثير للسخرية أن رئيس البلدية هذا في قرار نفسه، يعلم تماماً أن المشكلة ليست في حجم مدينته أو حجم مشاريعه الوهمية ، بل في حجمه هو! ولذلك، كان شعاره الداخلي غير المعلن: ” إذا لم أستطع أن أكبر، فلأجعل كل شيء حولي يبدو صغيرًا بما يكفي ليشعرني بالعظمة “.

وفي كل مرة يهمس حيث يسميها هو خطاب ، الناس يهمسون في سرهم: “هذا الكائن الذي لا يستطيع إدارة حتى مظلة صغيرة، كيف يدير مدينة بأكملها؟ بالفعل ، مدينة هذا الرئيس العزيز باتت مرآة لعقده النفسية، شوارع ضيقة أكثر ، أبنية قصيرة و أخرى طويلة حسب الدفع المسبق ! وأعمدة إنارة تبدو وكأنها مجرد ديكور لمسرحية كوميدية! حتى الأشجار، تلك الكائنات التي تعكس الطبيعة، بدت وكأنها تئن تحت وطأة الصراخ و البكاء ، لكن إذا كان ثمة شيء يدعو للدهشة، فهو قدرته على البقاء! كيف استطاع كائن بهذا الكم من القصور إدارة مدينة بهذا الكم من المشاكل ؟ ربما لأن النظام السياسي ذاته مبني على عقد نفسية مشابهة .

هناك فكرة قديمة تقول : “إن الإنسان يصنع العالم وفقًا لصورته” وإذا كانت هذه الصورة مشوهة أو مجزأة، فإن العالم الذي يبنيه سيكون انعكاسًا لذلك التشوه، وهكذا صنع رئيس البلدية مدينته : تصورها صغيرة من حجم حاشيته المارقة ،المرتزقة ،متعاطي الممنوعات …على الرغم من أحلامها الكبيرة، وجعلها انعكاسًا حرفيًا لعقدته ، فحتى عندما حاول أن يثبت عكس ذلك، كانت محاولاته أشبه بمحاولة فرد أرجله القصيرة على أريكة طويلة: “الكل يرى الجهد، والكل يضحك على النتيجة “

في نهاية المطاف، يمكننا القول إن رئيس البلدية هذا ليس إلا انعكاساً للمجتمع الذي أنتجه، إنه نتاج نظام سياسي فاسد يسمح للصغار في كل شيء بأن يعتلوا المناصب الكبيرة، بينما يراقب المسك بتلابيب القرار من بعيد وهم يكتفون بالضحك والتهكم ! لكن بدلاً من ذلك، اختار هذا الرئيس أن يجعلنا جميعًا أسرى لعقدة صغيرة بحجمها، كبيرة بآثارها ، ربما لو واجه عقدته بشجاعة لأصبحت المدينة أكثر اتساعاً وأكثر رحابة ! وهكذا، تستمر الدراما الساخرة: رئيس صغير في كل شيء ! في مدينة أصغر، يحاول إثبات عظمة ليست إلا وهماً في ذهنه، ومأساة في الواقع .

Categories
أعمدة الرآي

المطالبة بإنشاء دوائر أمنية في مدينة بوسكورة: رسالة مفتوحة إلى السيد وزير الداخلية والسيد عبد اللطيف الحموشي

فيصل باغا

تعيش مدينة بوسكورة في السنوات الأخيرة نموًا كبيرًا في عدد السكان والتنمية العمرانية، وهو ما يعكس حيوية المنطقة وازدهارها. لكن، في الوقت ذاته، يواجه المواطنون تحديات متزايدة فيما يتعلق بالأمن والسلامة العامة. ومع تزايد الكثافة السكانية والنمو العمراني، أصبح من الضروري التفكير في تعزيز التواجد الأمني في المدينة من خلال إنشاء دوائر أمنية متكاملة.

إن بوسكورة التي كانت في الماضي منطقة هادئة، شهدت تطورًا سريعًا وتغييرًا في طابعها السكاني، مما أدى إلى بروز العديد من المشاكل الأمنية مثل السرقات، وارتفاع عدد حوادث الشغب، وتزايد السلوكيات الإجرامية في بعض المناطق. وهذا الوضع يفرض على المسؤولين المحليين ضرورة اتخاذ خطوات عملية لضمان استقرار المدينة ورفاهية سكانها.

لذلك، نتوجه بهذه الرسالة المفتوحة إلى السيد وزير الداخلية، والسيد عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، مطالبين بإنشاء دوائر أمنية في بوسكورة، وذلك للتعامل مع هذه التحديات بشكل فعال. إن هذه الدوائر الأمنية ستكون خطوة مهمة لتعزيز الأمن في المنطقة، وستساهم في تحسين استجابة الأجهزة الأمنية لحالات الطوارئ، بالإضافة إلى توفير حماية أكبر للسكان والممتلكات.

إن تواجد دوائر أمنية في مدينة بوسكورة سيعني توزيعًا أفضل للموارد الأمنية، وزيادة التفاعل المباشر مع المواطنين، وهو ما سيسهم في الحد من الجرائم ويعزز من شعور المواطنين بالأمان. كما أن هذه الدوائر ستوفر مزيدًا من التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية وستسهم في مكافحة الأنشطة الإجرامية.

نتمنى أن تجد هذه الرسالة صدى لدى معالي الوزير ومدير الأمن الوطني، وأن تتم الاستجابة لهذه المطالب الهامة التي يعبر عنها سكان بوسكورة، من أجل ضمان بيئة آمنة ومريحة للعيش والعمل. إن توفير الأمن ليس فقط مسؤولية الأجهزة الأمنية، بل هو حق أساسي لكل مواطن، ويجب على الجميع العمل معًا من أجل تحقيقه.

Categories
أعمدة الرآي

بوسكورة تحت وطأة المخدرات: نداء للجهات المسؤولة

بقلم: مول الحكمة

تواجه مدينة بوسكورة تحديًا خطيرًا يتمثل في عودة ظاهرة المخدرات، التي كانت قد تراجعت لفترة، ولكنها عادت لتطل برأسها من جديد. انتشار مروجي المخدرات في الأحياء، واستهدافهم للشباب، يهدد مستقبل الأجيال الجديدة ويجعلهم فريسة سهلة لهذه الآفة.

إن التأثيرات السلبية لتعاطي المخدرات ليست محصورة فقط في الأفراد، بل تمتد لتطال المجتمع بأسره، مما يؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة والعنف، ويضر بالاستقرار الاجتماعي. لذا، يتوجب على السلطات المحلية، وخاصة السيد قائد الجهوي للدرك الملكي، اتخاذ خطوات عاجلة لحماية الشباب ومكافحة هذه الظاهرة.

ندعو إلى تكثيف الدوريات الأمنية في المناطق المشبوهة، وتنظيم حملات توعية للشباب حول مخاطر المخدرات. إن التصدي لهذه الآفة يتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية، لضمان مستقبل آمن وصحي لشباب بوسكورة.