اعمدة الراي

حكومة أخنوش تشعل الجدل: تفويت “CNOPS” إلى “CNSS” خطوة إصلاحية أم تهديد للمكتسبات؟

بقلم: حسيك يوسف

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت حكومة عزيز أخنوش عن مشروع تفويت الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (CNOPS) إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS). هذا القرار الذي يندرج ضمن سلسلة الإصلاحات المرتبطة بمنظومة الحماية الاجتماعية، لاقى ترحيباً من طرف بعض الفاعلين الحكوميين، لكنه في الوقت ذاته أثار ردود فعل متباينة وقلقاً عميقاً لدى عدد من النقابات والفعاليات المجتمعية.

توحيد الخدمات الاجتماعية: هدف الإصلاح

تأتي هذه الخطوة، وفق بلاغ الحكومة، في إطار تحسين وتوحيد الخدمات الاجتماعية للمواطنين المغاربة. فمن خلال دمج “CNOPS” مع “CNSS”، تأمل الحكومة في تعزيز نجاعة النظام الصحي والاجتماعي، وتسريع وتسهيل الإجراءات الإدارية التي تعيق حالياً تقديم خدمات سريعة وفعالة للمواطنين.

الحكومة أكدت أن هذا التفويت لن يمس حقوق المستفيدين، بل سيساهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة. الهدف الأسمى، كما تشير الحكومة، هو تمكين جميع المغاربة من الولوج إلى نظام موحد يقدم تغطية اجتماعية وصحية شاملة، تنسجم مع تطلعات المملكة نحو تحقيق عدالة اجتماعية أوسع.

ردود فعل متباينة

في المقابل، عبرت عدد من النقابات عن قلقها من هذه الخطوة، معتبرة أنها قد تؤدي إلى تدهور الخدمات الصحية التي يقدمها “CNOPS” حالياً. النقابات تخشى أن تؤدي هذه العملية إلى إضعاف مكتسبات المنخرطين، خاصة وأن “CNOPS” يوفر حالياً تغطية صحية لفئات مهمة، بما في ذلك موظفي القطاع العام.

أحد التحديات الرئيسية التي تثير مخاوف هذه النقابات هو احتمال زيادة الأعباء على “CNSS”، الذي يعاني بدوره من إكراهات مرتبطة بتمويل الخدمات الاجتماعية. وتساءلت بعض الجهات حول مدى قدرة “CNSS” على تحمل مسؤولية جديدة دون أن يؤثر ذلك سلباً على جودة الخدمات.

حوار مفتوح مطلوب

في ظل هذه المخاوف، دعا العديد من الفاعلين إلى فتح نقاش واسع حول هذا القرار، مشددين على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الموظفين والمستفيدين من خدمات “CNOPS”. كما طالبوا بتقديم ضمانات واضحة حول استمرارية الخدمات الحالية، بل وتحسينها بما يضمن حقوق المواطنين ولا يمس بمكتسباتهم.

في النهاية، لا شك أن إصلاح منظومة الحماية الاجتماعية أمر ملح وضروري لتحقيق العدالة الاجتماعية التي تسعى إليها المملكة. لكن يبقى السؤال الكبير: هل سيكون هذا الإصلاح في صالح الجميع، أم أن بعض الفئات قد تدفع ثمنه؟

مطالب باستقالة الحكومة المغربية: هل تنتظر البلاد الانفجار بسبب الفشل المتواصل؟

بقلم: حسيك يوسف

15 شتنبر 2024 كان يوماً سيبقى محفوراً في ذاكرة المغاربة، حيث قرر مئات من شباب الوطن الفرار من بلدهم عبر بوابة سبتة، في مشهد يعكس عمق الأزمة التي يعيشها المغرب اليوم. هذه الهجرة الجماعية لم تكن مجرد صدفة، بل كانت تعبيراً عن الإحباط واليأس الذي يشعر به جيل كامل، تخلت عنه حكومة عاجزة عن تقديم الحلول. أمام هذا الواقع الكارثي، تتزايد الأصوات المطالبة باستقالة الحكومة قبل فوات الأوان، وقبل أن يتحول غضب الشارع إلى انفجار لا يمكن السيطرة عليه.

مشاهد الشباب المغربي وهم يحاولون الهروب عبر الحدود لم تكن إلا نتيجة طبيعية لأزمات مستمرة: انهيار قطاعي الصحة والتعليم، ارتفاع الأسعار، البطالة المتزايدة، والمحسوبية التي أصبحت تتحكم في كل مفاصل الدولة. هذا الواقع جعل من المستحيل على الشباب أن يجدوا مكاناً لهم في وطنهم، فتدافعوا نحو باب الهروب، حيث لم تعد الأحلام تتحقق إلا خارج الحدود.

ما يزيد من تعقيد الوضع أن القوات الأمنية والقوات المساعدة التي كانت تقف على الحدود لم تلجأ إلى القوة أو الاعتقال كما كان متوقعاً، بل اضطرت للتحاور مع هؤلاء الشباب اليائسين، محاولة إقناعهم بالعودة. هذا التحول في التعامل يعكس إدراكاً ضمنياً بأن الحلول الأمنية وحدها لن تفلح في مواجهة أزمة بهذا الحجم. المشكلة الحقيقية ليست في هؤلاء الشباب، بل في السياسات الفاشلة التي دفعتهم إلى اتخاذ هذا القرار القاسي.

أمام هذه الأحداث المؤلمة، يخرج علينا المسؤولون الحكوميون بحديث عن إنجازات لا يلمسها أحد، ويقدمون أرقامًا خيالية لا تعكس الواقع المعاش. بينما يعاني المواطنون من غلاء الأسعار وتدهور الخدمات، تصر الحكومة على التباهي بإنجازات وهمية، في مشهد يزيد من غضب الشارع ويعمق الأزمة.

لقد وصلت البلاد إلى مرحلة حرجة، ولم يعد هناك مجال للمماطلة أو تقديم الوعود الفارغة. الحل الوحيد الذي يمكن أن يجنب البلاد الانفجار هو استقالة الحكومة فوراً. فشلت هذه الحكومة في تلبية أبسط احتياجات المواطنين، وعجزت عن خلق فرص العمل، وإصلاح قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة. الاستمرار في السلطة دون تقديم أي حلول عملية يعني زيادة الاحتقان، ودفع البلاد نحو كارثة اجتماعية واقتصادية قد تكون غير مسبوقة.

الشباب المغربي، الذي لم يجد في وطنه سوى الفشل والإحباط، أصبح يرى في الهجرة الحل الوحيد، وهذا مؤشر خطير على انهيار الثقة بين الحكومة والشعب. لا يمكن أن تستمر الحكومة في تجاهل هذه الأصوات، ولا يمكنها الاعتماد على القوة لاحتواء الوضع. الاستقالة الآن قد تكون الفرصة الأخيرة لتجنب اشتعال الشارع وتحويل البلاد إلى فوضى.

على الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها كاملة وتترك المجال لقيادة جديدة، قادرة على استعادة ثقة الشعب وإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل أن يكون الأوان قد فات.

الغلوسي يفضح إزدواجية اتخاذ القرارات داخل حزب البام.

مع الحدث/ أعمدة الرأي

 

فضح رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام؛ محمد الغلوسي، ازدواجية اتخاذ القرارات التأديبية داخل حزب الأصالة والمعاصرة الذي أصدر قرارا يقضي بتجميد عضوية أحد أعضاء القيادة الثلاثية للحزب صلاح الدين أبو الغالي، بمجرد توصل الحزب بشكايات من طرف أشخاص حول قضايا تجارية.

 

في هذا الإطار، يقول الغلوسي إن “بعض المنتخبين الذين ينتمون إلى أحزاب سياسية متهمون بتبديد واختلاس المال العام والرشوة والتزوير واستغلال النفوذ، وهي تهم مشينة وتمس بأخلاقيات العمل السياسي، منهم من بلغ ملفه آخر مراحل التقاضي (محكمة النقض)، وحين تصاعدت المطالب بعزلهم من المسؤوليات العمومية أو على الأقل تجميد عضويتهم من طرف قيادة الحزب، كانت هذه الأخيرة تصم آذانها عن تلك المطالب وكأن الأمر يتعلق بأشخاص في جزيرة أخرى وفي أحسن الأحوال فإنهم يرددون أسطوانة مشروخة، إننا نحترم قرينة البراءة ولا يمكن أن نتخذ اي قرار قبل أن يصير الحكم القضائي نهائيا لأننا نحترم القضاء وأحكامه”.

 

وأوضح رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، أن “قيادة الأصالة والمعاصرة تتخذ قرارا ضد أبو الغالي المنتمي إلى القيادة الجماعية للحزب، فقط لأن هناك شكايات ضده وجزء منها يكتسي صبغة جنائية!”، متسائلا “هل قيادة البام شكلت محكمة وانتهت إلى كون تلك الشكايات التي تكتسي صبغة جنائية لا محالة سيصدر فيها حكم بإدانة أبو الغالي بحكم حائز لقوة الشيء المقضي به؟ ولماذا لم تحترم قيادة البام قرينة البراءة التي تبقى هي الأصل والتي تتذرع بها في حالات أخرى تهم منتسبين إلى الحزب، واصطفت مع ذلك إلى جانب طرف ضد آخر، خاصة وأن الأمر يتعلق بمجرد شكاية لا غير كما ورد في بلاغ الحزب! هل لها معلومات خطيرة وجسيمة ضد أبو الغالي ولم ترد الكشف عنها؟ أم ماذا حدث بالضبط؟”.

 

 

وأشار المتحدث إلى أن الحزب لم يرد عن رواية أبو الغالي التي سردها ضمن بيانه وضمنها عدة معطيات ووقائع بالشكل الكافي ويرفع أي لبس أو غموض”، مبرزا أنه بدل ذلك “اعتمد لغة الهجوم والإستنفار بدلا من لغة المحاججة والإقناع”.

 

وكشف الغلوسي أنه “إذا كانت الحيثيات التي ذكرها بلاغ حزب الأصالة والمعاصرة وتصريحات قيادييه هي التي تحكمت في اتخاذ القرار، فإن بعض الأعضاء داخل الحزب تنطبق عليهم تلك الحيثيات التي عجلت بانتفاض قيادة الحزب”، متسائلا “هل تستطيع القيادة اتخاذ قرارات مماثلة ضد أعضاء من الحزب تواجههم شكايات؟”

 

وحذر الغلوسي في تدوينة له من تغليط الرأي العام، مشددا على ضرورة احترام حق المغاربة في المعلومة، خاصة أن هذه القضية تهم حزبا سياسيا يقول إنه “حزب ديمقراطي حداثي ويدبر الشأن العام”.

السرقة في بوسكورة: نداء للتصدي بحزم

مول الحكمة

في ظل تصاعد موجة السرقة في بوسكورة، باتت المدينة تواجه أزمة حقيقية تهدد أمن وسلامة المواطنين. الأيام الأخيرة شهدت تزايداً ملحوظاً في حوادث السرقة التي طالت المنازل والمحلات التجارية، مما أثار مخاوف كبيرة بين سكان المدينة.

هذه الظاهرة الإجرامية تضع ضغطاً على السلطات المحلية لتكثيف الجهود لمكافحة الجريمة. من الضروري تعزيز الدوريات الأمنية، وتحسين إجراءات المراقبة في المناطق الأكثر تضرراً. كما يجب تشديد العقوبات على الجناة لضمان ردعهم ووقف تكرار هذه الجرائم.

الاستجابة الفورية والحازمة من قبل المسؤولين ضرورية لعودة الأمان والاستقرار إلى بوسكورة، ولضمان حماية ممتلكات وسلامة السكان.

وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ، يعتقد أنه يستغفلنا

مع الحدث/ أعمدة الرأي 

 

إلى السيد وزير التربية الوطنية،المرجو أن تزور الثانوية الاعدادية / التأهيلية ابن خلدون .

 

بمديرية مراكش التي لم يلتحق حوالي 1800 تلميذ وتلميذة بالدراسة لان البنية ولو بالخيام ليست متوفرة نظرا لان 26 خيمة التي نصبت بمجهودات خارج مساهمات الدولة السنة الفارطة تلاشت.IMG 20240906 WA0090

 

ونظيف لكم السيد الوزير أن الخيام لازالت قائمة وما بني ليس سوى بناء مفكك قصديري درجة الحرارة فيه لا تطاق وقاتلة.

 

ونزيدكم السيد الوزير كيفاش واش مفراسكش أن أغلب البناء المفكك أنجز من طرف منظمات وهيئات مدنية دولية أو مساعدات ،زائد ocp وجمعيات الآباء وجمعيات محلية.IMG 20240906 WA0091

 

وأنه لم نلمح ولو إعلان واحد عن صفقة عمومية لإعادة بناء مؤسسات تعليمية منهارة كليا.

 

غير قول لينا دابا السيد الوزير المحترم هل تلامذة الحوز خاصة بالسكين الإعدادي وأساسا الثانوي التأهيلي سيتابعون دراستهم في مؤسساتهم الأصلية ام سيستمر العمل بالتنقيل إلى مراكش .IMG 20240906 WA0093

 

وما مصير تلامذة ثانوية ابن خلدون بمديرية مراكش ،لان اباءهم وامهاتهم يرفضون تنقلهم إلى سيد الزوين ؟

مغديش نسلولوكم على تقليص البنية إلى درجات لا تطاق ،فهذا موضوع سنتطرق بتفصيل في علاقة بالمساواة، الجودة، تكافؤ الفرص، العدالة المجالية، وشروط عمل نساء ورجال التعليم، والعملية التعليمية والتعلمية عموما .مبروك الفشل الجديدة يا حكومة العقاب الاجتماعي .

 

عمر اربيب فاعل حقوقي.

ردا على السيد وزير التربية حين قال الخيام لم تعد موجودة بمناطق الزلزال.

تحذير للتلاميذ: خطر التسمم الغذائي من أطعمة الشوارع

عماد واحيدال

تشهد العديد من المدن ارتفاعًا في حالات التسمم الغذائي بين التلاميذ، نتيجة الإقبال المتزايد على تناول الأطعمة من الباعة الجائلين في الشوارع. رغم أن هذه الوجبات السريعة تبدو خيارًا مناسبًا من حيث التكلفة والوقت، إلا أن غياب الرقابة الصحية وسوء ظروف التحضير يعرض المستهلكين لمخاطر صحية جسيمة.IMG 20240906 WA0003

العديد من التلاميذ يجدون في أطعمة الشوارع بديلاً سهلًا خلال أوقات الراحة المدرسية، دون إدراك للمخاطر الكامنة وراء هذا الاختيار. التسمم الغذائي الناتج عن تناول الأطعمة الملوثة يؤدي إلى أعراض حادة مثل القيء والإسهال، ما يؤثر سلبًا على التركيز والأداء الدراسي، ويضع أعباء إضافية على النظام الصحي.IMG 20240906 WA0002

من هنا، تبرز الحاجة الملحة لتكثيف جهود التوعية بين التلاميذ والأسر حول مخاطر هذه الأطعمة، وتشجيع العودة إلى العادات الغذائية الآمنة، مثل تناول الوجبات المحضرة في المنزل أو شراء الطعام من مصادر موثوقة. كما يُطالب بتشديد الرقابة على الباعة الجائلين لضمان التزامهم بمعايير النظافة والسلامة، لحماية الصحة العامة والحفاظ على سلامة أبنائنا من مخاطر التسمم الغذائي.IMG 20240906 WA0004

مفهوم البيئة التربوية والتعليمية

عبد الله بن أهنية

The concept of educational environment

غالبا ما نسمع بأن الأفراد يتأثرون بشكل عميق ببيئتهم، وهو مفهوم شائع يدافع عنه العديد من علماء التربية الذين يؤكدون أن سلوك الطفل يتشكل إلى حد كبير من خلال البيئة المحيطة به. على سبيل المثال لا الحصر، أكد جان بياجيه  (Jean Piaget)على أن الأطفال يبنون المعرفة من خلال التفاعل مع بيئتهم، في حين سلط ليف فيجوتسكي  (Lev Vygotsky)الضوء على أهمية السياق الاجتماعي في التطور المعرفي. كما اعترف العلماء العرب والمسلمون مثل ابن خلدون، في كتابه المقدمة، بدور البيئة في تشكيل السلوك البشري، مشيرين إلى أن “الاختلافات في البيئة تشكل نوعًا مختلفًا من المزاج”. بالإضافة إلى ذلك، تؤكد وجهات النظر هذه على الاعتقاد بأن البيئة الخارجية، بما في ذلك التفاعلات الاجتماعية والسياقات الثقافية، تلعب دورًا حاسمًا في عمليات نمو الأطفال. غير أن مفهوم البيئة يظل معقداً وذو أبعاد شتى، ولذلك سوف نعرج قليلا على تلك المفاهيم كي تتضح الصورة وبشكل أفضل. 

 

مفهوم البيئة الشامل:

يرى بعض الباحثين بأن مفهوم “البيئة” (Environment) بشكل عام يشمل البيئة بمفهومها البسيط المتداول وكذلك المفهوم الشامل، بما في ذلك البيئة الطبيعيّة التي تحيط بالإنسان، سواء الأشياء الحية أو الأشياء المادية الجامدة أو الغير حية التي تتواجد حوله كالجماد والأدوات والوسائل والبنايات والأزقة والشوارع والطرقات، أو كل الكائنات الحية والحيوانات والزواحف والطيور بكل أنواعها وأصنافها، بالإضافة إلى البشر أنفسهم، أي كلّ المخلوقات وأنواع وأصناف الكائنات الحيّة والكائنات غير الحيّة الّتي تتواجد حول الإنسان على سطح هذا الكوكب الذي نعيش فيه، وتساعده وتمهد له سبل وطرق التعايش والبقاء حيا لأجل مُسمى. غير أن مفهوم البيئة لا يقتصر على هذا المعنى أو المجال فحسب، بل يشمل أيضاً معان أخرى منها:

  • البيئة الاجتماعيّة ؛ 
  • البيئة الصناعيّة ؛ 
  • البيئة الزراعيّة ؛
  • البيئة التربوية والتعليمية؛ 
  • البيئة السياسيّة وغير ذلك؛ 

وبهذا يمكن القول بأن مجال العمل أو الأنشطة البشرية تكون في حد ذاتها بيئات مصغرة خاصة وأخرى عامة. وأما إن بحثنا في معنى مصطلح “البيئة” لغوياً، فسنجد أن هذه الأخيرة تفيد معنى الإقامة؛ فهي مأخوذة من الفعل ( تبوّأ)؛ حيث أن البيئة تعني ذلك الموضع الذي ينتمي الإنسان إليه ويتفاعل معه يوميا طيلة فترة وجوده على سطح هذا الكوكب، أو طيلة حياته بين بني البشر. ومما لا شك فيه أن لمفهوم البيئة أبعاد تتعدى الحدود الجغرافية للمجتمعات والدول لتصبح عالمية أحياناً، كما هو الحال في معالجة قضايا المناخ والتغذية ومحاربة الأمراض والأوبئة. وحين نتكلم عن صيغة العالمية، فهنالك تحديات جمة تقف امام تطبيق معايير “البيئة النقية” كما هو الحال عند محاولة تطبيقها محلياَ. فهل سيقف العالم مكتوف الأيادي أمام تلك التحديات، أم أن هنالك نهضة وطفرة فيما يخض مناهضة كل أشكال التلوث والعنف والمخدرات والأوبئة. لكن قبل كل هذا، هل نحن على وعي تام بالمعنى الحقيقي لكلمة “البيئة” وكيف نحافظ عليها؟ 

 

أهم عناصر البيئة:

 ذهب معظم العلماء والباحثين في مجال البيئة إلى أن هذه الأخيرة تنقسم إلى أقسام، ولكل قسم منها عناصر أساسية،  وتضم تلك الأقسام على سبيل المثال لا الحصر:

البيئة الطبيعية (Natural Environment):  وتتكون من أربعة أنظمة مترابطة وهي: الماء، واليابسة، وما يحيط بالكرة الأرضية من غلاف جوي، وكذلك المحيط الطبيعي للأرض والجو  والذي يشمل ويضم المعادن والتربة والهواء والماء. 

البيئة البيولوجيّة ( Biological Environment): وهي تهتم بشكل خاص جدا بالإنسان، إذ تهتم بتكوينه ومراحل نشأته ومتطلباته في فترات نموه الجسمي والعقلي والروحي، ويمكن القول بأن هذه البيئة هي جزء أصيل من البيئة الطبيعيّة الكبيرة المحيطة بالإنسان. 

البيئة الاجتماعية (  Social Environment): وهي البيئة التي تهمنا في موضوعنا هذا، إذ هي التي تتضمن كافة العلاقات التي تربط ما بين الأشخاص ضمن إطار المجتمع الواحد وفي إطار البيئة الطبيعية والتي يوليها البعض الكثير من العناية والاهتمام، وهي المفهوم الأكثر والأوسع انتشارا من مفاهيم البيئة كلها، إذ أن هذه البيئة تحتوي على العديد من العناصر الضرورية والأساسية التي تحتاج إليها كافة أنواع الكائنات الحية على اختلاف أنواعها كالهواء والماء والتربة وما إلى ذلك. 

وأما البيئة التربوية والتعليمية Educational Environment) ) فهي بدون شك (كباقي أنواع البيئات) لها مكوناتها وعناصرها التي لا يمكن الاستغناء أو العبث بأي منها، لأن ذلك يؤدي حتما إلى العبث بنتائج منظومة التربية والتعليم  ومردوديتها وأهدافها. وبما أن جميع البيئات تتطلب تناسقاً بديهياً بين جميع عناصرها ومكوناتها، فإن بقاء واستمرارية منظومة التربية والتعليم يتطلب وجود تناغم وترابط وانسجام تام بين جميع عناصر بيئتها، إذ أي خلل أو نقصان بين عناصر ومقومات فضائها ومواردها البشرية سيؤدي لا محالة -وكما قلنا سابقا-إلى تقهقر في إنتاجها وتدهور في مستوى روادها ومنسوبيها من حيث التحصيل المعرفي، أو المستوى الأخلاقي والسلوكي.        

ومن المعلوم أيضاً أن هنالك مناداة وصرخة من طرف المهتمين من أجل الحفاظ على توازن تلك العناصر والمكونات للبيئة بصفة عامة، إذ أن الإخلال بتوازنها يؤدي حتما إلى القضاء على حياة هذه الكائنات من حولنا، وفي حال زاد مستوى الإهمال عن الوضع الطبيعي، فإن ذلك يؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها. أما تلوث البيئة الملموس فقد يضر بالعناصر الأساسية لها والتي تساعد على استقرارها وصيرورتها، وقد يتسبب التلوث في تلفها وإتلاف المواد والعناصر الأساسية التي تتكون منها مما سيضر بصحة كل المخلوقات من حولنا، بما في ذلك الإنسان نفسه. غير أن التلوث البيئي في حد ذاته قد لا يأتي بشكل مفاجئ، إذ منه التلوث الطبيعي الناتج عن تفاعل العوامل الطبيعية نفسها، وكذلك التلوث الناتج عن العوامل البشرية، بما في ذلك العوامل والتفاعلات المتعلقة بالحركة الصناعية والاستهلاكية والتي يكون سببها الإنسان نفسه. ورغم كل شيء، تبقى العوامل البشريّة أشدّ خطورة على البيئة بشكل عام؛ إذ أن الملوّثات التي تُلقى في العناصر البيئيّة (أي في التربة أو الغابات أو أعماق البحار والأنهار) هي ملوثات ضارة وبشكل كبير جدا على هذه العناصر نظرا لما تحدث من اختلالات في عناصرها وبالتالي يؤدي إلى إتلافها أو تدميرها. وتجدر الإشارة إلى أن التلوث البيئي (وخاصة التلوث البشري: أي الذي يكون الإنسان هو السبب المباشر في حدوثه) هو المسبب للعديد من الأمراض المختلفة التي تصيب العديد من الكائنات وعلى رأسها الإنسان.

 وبالإضافة إلى تلك الأنواع من التلوث، هنالك “التلوث الاجتماعي” أو “تلوث البيئة الاجتماعية”، ويمكن اعتبار هذا النوع من التلوث الأخطر على الحياة وعلى الطبيعة والإنسان على الإطلاق لأنه يفتك بالقيم والمبادئ ولأخلاق والهوية والدين والروابط الأسرية مما قد يؤدي إلى اندحار الأمة، ولنا في تاريخ الأمم والحضارات التي اندثرت أمثلة كثيرة. وما العنف في المدارس سواء من طرف التلاميذ أو الطلاب أو المعلمين إلا أحد نتائج هذا النوع من التلوث!!!

ولهذا السبب وجب على جميع شرائح المجتمع أن يقفوا وقفة رجل واحد وأن يتحملوا مسؤولية الحد من أخطار تلوث البيئة الاجتماعية من انتشار لجميع أنواع المخدرات والموبقات والعنف اللفظي والجسدي أمام المؤسسات التعليمية، لأنها قد بدأت تفتك بالعديد من أبناء المجتمع وتسببت في ارتفاع نسبة التكرار والهدر المدرسي وتفكيك عدة أسر وكانت ولا تزال سبباً في تدني سلوك الطالب وبعض الأسر أيضاً، وكذلك تدني مستوى التربية والتعليم في جميع المستويات وعلى حد سواء.

 

مخاطر تلوث البيئة الاجتماعية:

من المعلوم أن المجتمع الذي يطمح إلى التقدم والرقي يجب أن يكون مستعدا لذلك الهدف السامي وذلك من خلال إعداد الفرد إعدادا يليق بمكانة ذلك المجتمع بين الأمم. فإعداد الفرد الفخور  بوطنيته، وإعداد المواطن النافع والصالح لا يتم في غياب وجود بيئة طبيعية نقية وأخرى تربوية وتعليمية سليمة وقوية، مع وجود بيئة اجتماعية نظيفة ومحصنة وخالية من ظاهرة الاتكال على الغير وخالية أيضا من كل أنواع الكلام الساقط والأخلاق المنحطة والسلوك المنحرف داخل وخارج البيوت، أي في الشوارع، وخالية من كل أنواع النفاق والفساد والعنف والجريمة والموبقات المغرضة وكل أنواع الفواحش ما ظهر منها وما بطن. 

إن تلوث البيئة الاجتماعية أساسه البعد عن الدين والطريق السوي وكذلك البعد عن الأخلاق الفاضلة واللهث وراء المال والخنوع لما تسعى إليه الامبريالية الرأسمالية. ومن مخاطر تلوث البيئة الاجتماعية كذلك هو خلق مجتمع ينطوي ويعول على بطانة فاسدة تساعد على تفشي معالم الغش في المجتمعات الحرة النزيهة. هذه الأخيرة غالباً ما تسعى إلى تعين ممثلي ونواب أمتها كأفراد  يشهد لهم الجميع على نزاهتهم وغيرتهم على وطنهم، وإن نجحت الأمم والشعوب في تحقيق ذلك، فإنها وبدون شك تغلق بذلك الباب أمام شتى أنواع الفساد والمحسوبية والزبونية التي قد تولي من هم غير مؤهلين لمناصب مفصلية ومسئولة. وفي غياب وجود بيئة اجتماعية نظيفة أيضاً، تكثر الطفيليات والطحالب والفطريات المضرة المتعشعشة والمتجسدة في أنواع المعاملات المتداخلة والمخدرات والسلوك المنحرف بين بعض أبناء المجتمع مما يساهم في ولادة أجيال ممسوخة اتكالية غير نافعة؛ أجيالا لا تحترم كبار السن ولا المعلم ولا التلميذ داخل وخارج حجرات الدرس، ولا تعي قيمة النجاح والتفوق واكتساب المعرفة ومدى أهمية واثقان اللغة الأم واللغات الأخرى، ولا تستوعب معنى التعايش والوسطية في كل مناحي الحياة وفي كل الأشياء وفي الاعتقاد والمعاملة، ولا معنى البر بالوالدين ولا حتى معنى التكافل  وفعل الخير والإحسان. إن تلوث البيئة بكل أشكالها له تأثير مباشر وغير مباشر ببيئة الطفل التربوية والتعليمية، وتبقى المحافظة على نقاء وسلامة تلك البيئة مسؤولية الجميع.

والله ولي التوفيق،،،

 

* باحث في مجال التربية والتعليم والثقافة

أحد مؤسسي منصة    3B Golden Gate لتعليم اللغة الإنجليزية والتدريب عن بعد:

https://3b2gelearning.net/

 

صفرو والانتخابات القادمة: تغييرات مرتقبة وتوقعات بشأن الأحزاب والسياسات

رشيد كداح

أفاد رضا الشريف أن الأوضاع في إقليم صفرو ستبقى على حالها في الانتخابات القادمة، وسط غياب البديل السياسي المؤثر. ويتوقع الشريف استمرار حزب الأحرار في قيادة الحكومة، ولكن مع بعض التعديلات في التشكيلة والأشخاص، ومن أبرز التوقعات:

1. إبعاد عزيز أخنوش عن السياسة، بسبب الانتقادات المتكررة المتعلقة بموقعه في المحروقات والقطاعات الأخرى.

2. انتقال حزب الأصالة والمعاصرة إلى المعارضة لإحداث توازن سياسي، مع تحضيره لقيادة الحكومة بحلول 2031، بينما سيشهد الاتحاد الاشتراكي، الحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية انضمامهم للتشكيلة الحكومية.

3. تغييرات في حزب الأحرار بإدخال وجوه جديدة إلى المكتب السياسي.

4. إمكانية ترأس الحكومة المقبلة في 2026 من قبل شخصية ذات خبرة في العمل الحكومي، وذات تجربة في الاقتصاد والصناعة.

أما بالنسبة لإقليم صفرو، فيتوقع الشريف أن يبقى الترتيب مع بعض التعديلات، حيث من المرجح أن يتصدر حزب الأصالة والمعاصرة، يليه الاتحاد الاشتراكي، بينما ستحتدم المنافسة على المركز الثالث بين الاستقلال، الحركة الشعبية، والأحرار، مع ظهور مؤشرات جديدة قبيل الانتخابات بحوالي سنة.

تحية تقدير للإعلامي حميد بنعيسى على تألقه في المهرجانات الصيفية

بقلم: عماد واحيدال

تألق الإعلامي والمقدم المبدع حميد بنعيسى خلال شهر غشت في تنشيط وتقديم مجموعة من المهرجانات التي احتضنتها مدن برشيد وسيدي رحال الشاطئ وسيدي عمر بلحسن. بفضل حضوره القوي وأسلوبه الاحترافي، استطاع بنعيسى أن يلفت انتباه الجماهير ويضفي على هذه الفعاليات الفنية أجواء من الحماس والفرح.

حميد بنعيسى لم يكتفِ بتقديم الفنانين فحسب، بل تفاعل مع الجمهور وشاركهم اللحظات الممتعة، مما جعله يبرز كأحد أفضل مقدمي الفعاليات الفنية في المغرب. كما أظهر قدرة استثنائية على التعامل مع التحديات بحرفية عالية، حيث تعامل مع جميع الفنانين على قدم المساواة، ما أكسبه احترامهم واحترام الجمهور.

نقدم تحية تقدير لحميد بنعيسى على هذا الأداء المتميز، ونتمنى له المزيد من النجاح والتألق في مسيرته الإعلامية والفنية، ليواصل إمتاع جمهوره بتألقه وحضوره القوي في الفعاليات القادمة.

منضور : ختم رسالته بجملة ” النصر يحب السكون ” ولمدا الحسد والحقد والكره

رشيد كداح

جا من ميريكان وبغا يدير شي حاجة فهاد البلاد ونقدرو نقولوا أنه جاء إلى الموطن والأصل بعدما هاجر العديد منه لتعدد الأسباب .

لقد وجه يوسف منضور رسائل عديدة عبر منصة التواصل الإجتماعي كان آخرها تلميحات عن طريقة عمله التي تروم إلى أن عزيمته وإصراره على النجاح ستستمر في تحقيق ” طموح بلادي ” وسعيا إلى التغيير .

حيث تناول في تدوينته مايلي :

” الحياة هي رحلة مليئة بالتحديات والتجارب التي تشكل شخصياتنا وتدفعنا نحو التقدم والازدهار. عندما تجد نفسك محاطًا بالكارهين والحاسدين، تذكر أن هذا في حد ذاته إشارة إلى نجاحك. فبينما أنت مشغول ببناء حياتك، يقضي الآخرون وقتهم في مراقبة خطواتك، وهذا يعكس مدى تأثيرك وقوتك. كلما زاد عدد الكارهين، كلما كان ذلك دليلاً على أنك تسير في الطريق الصحيح.

استمر في التركيز على أهدافك وطموحاتك، واترك الآخرين يراقبون من بعيد. هم يختارون الحديث، وأنت تختار النجاح. في النهاية، النجاح هو أفضل رد على كل الكراهية والحسد. فكما يقولون، “النصر يحب السكون”، وأنت تستمر في الفوز، يوماً بعد يوم “