Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء سياسة

الجزء الرابع ضمن سلسلة مقالات تتناول موضوع: *”مداخل تنزيل مبادرة الحكم الذاتي المغربية بالصحراء”*. للكاتب د. مولاي بوبكر حمداني، رئيس مركز التفكير الإستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية

 

مع الحدث

الكاتب:  د. مولاي بوبكر حمداني

 

الحكم الذاتي ما بين مداخل الثقافة، حقوق الإنسان والمصالحة الوطنية

استكمالا لنشر الورقة المرجعية التي أعدها الدكتور مولاي بوبكر حمداني، المتخصص في العلاقات الدولية ورئيس مركز التفكير الإستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية، على أجزاء، وتحت عنوان: “مداخل تنزيل مبادرة الحكم الذاتي المغربية بالصحراء”.

حيث تناول في الأجزاء السابقة المداخل: الأممي، الدبلوماسي والسياسي، القانوني والتنموي.

نضع بين يدي القراء الجزء الرابع الذي يتناول مداخل الثقافة، حقوق الإنسان والمصالحة.

المدخل الثقافي: تثمين الهوية الحسانية كرافد أساسي للهوية الوطنية المتعددة

من المسلم به أن المدخل الثقافي بعداً جوهرياً وحساساً في أي مقاربة تهدف إلى تنزيل الحكم الذاتي بالصحراء، نظراً للعمق التاريخي والخصوصية المتميزة للمجتمع الصحراوي وثقافته الحسانية العريقة، التي تشكل بوتقة انصهرت فيها روافد عربية وأمازيغية وإفريقية، وتجلت في لغة (اللهجة الحسانية) وأدب (الشعر الحساني “لغن”) وموسيقى وفنون ونمط عيش وعادات وتقاليد ونظام اجتماعي متفرد.
الأمر الذي لا يدع مجالاً للشك إن أي حل سياسي، لكي يحظى بالقبول والشرعية، يجب أن يعترف بهذه الخصوصية الثقافية، وأن يضمن حمايتها وتثمينها وتعزيزها، ليس ككيان منفصل أو منغلق، بل كجزء لا يتجزأ ومكون أساسي من الهوية الوطنية الغنية بتعدد روافدها وتنوع مكوناتها، كما أكدت على ذلك بوضوح ديباجة دستور 2011 التي تحتفي بالرافد الصحراوي الحساني إلى جانب الروافد الأخرى (العربية الإسلامية، الأمازيغية، الإفريقية، الأندلسية، العبرية، المتوسطية) التي شكلت الهوية الموحدة.
وإذا كانت مبادرة الحكم الذاتي في جوهرها تهدف إلى تمكين سكان المنطقة من تدبير شؤونهم بأنفسهم في إطار السيادة المغربية، فإن هذا يشمل بالضرورة، وبشكل أساسي، الشأن الثقافي والهوياتي لذلك يجب أن ينص نظام الحكم الذاتي والقانون التنظيمي المطبق له، على صلاحيات واضحة ومحددة للهيئات الجهوية المنتخبة (البرلمان والحكومة الجهويين) في مجال الثقافة، بحيث تشمل هذه الصلاحيات، على سبيل المثال لا الحصر:
الحفاظ على التراث المادي واللامادي الحساني وحمايته وتوثيقه وتثمينه (المواقع الأثرية، الخيام التقليدية، الحرف اليدوية، الشعر الشفهي، الموسيقى، الرقصات، الأمثال، الحكايات الشعبية، المخطوطات)؛ دعم وتشجيع الإبداع الفني والأدبي باللهجة الحسانية في مختلف المجالات (الشعر، الرواية، المسرح، السينما، الفنون التشكيلية)؛
العمل على إدماج الثقافة والتاريخ المحليين للمنطقة في المناهج التعليمية على المستوى الجهوي، بما يعزز معرفة الأجيال الجديدة بتراثها؛ دعم وسائل الإعلام المحلية، المكتوبة والمسموعة والمرئية والرقمية، الناطقة باللهجة الحسانية أو المهتمة بالشأن الثقافي الحساني؛
تنظيم المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية التي تحتفي بالموروث الحساني الغني وتعرف به على الصعيدين الوطني والدولي؛ وإنشاء وإدارة المؤسسات الثقافية الجهوية (متاحف، مكتبات، مراكز ثقافية، معاهد موسيقية وفنية).
من الأهمية بمكان التنويه الى أن الدولة قد اتخذت بالفعل خطوات مهمة في هذا الاتجاه، مثل إحداث قناة العيون الجهوية التي تبث برامج متنوعة باللهجة الحسانية، ودعم العديد من المهرجانات الثقافية الكبرى (مهرجان طانطان المصنف تراثاً عالمياً لامادياً من قبل اليونسكو، مهرجان السمارة، وغيرها)، ودعم الجمعيات المدنية النشطة في المجال الثقافي الحساني، والاهتمام الرسمي المتزايد بالتراث الشفهي الحساني وتوثيقه، بالإضافة إلى الترسيم الدستوري للغة الأمازيغية إلى جانب العربية، مما يعكس التزام الدولة بالتنوع الثقافي واللغوي كمصدر غنى وقوة للمغرب.
وموجز القول هو إنه اذا كان تنزيل الحكم الذاتي سيوفر لاحقا الإطار المؤسسي والقانوني الأمثل لتعميق هذه الجهود وجعلها أكثر منهجية وفعالية، بحيث تصبح الهيئات الجهوية هي الفاعل الرئيسي في رسم وتنفيذ السياسات الثقافية المحلية، بالتشاور والتكامل مع السياسات الوطنية، فإنه لا يجب أن يُنظر إلى الثقافة الحسانية ليس فقط كإرث تاريخي يجب الحفاظ عليه من الاندثار، بل أيضاً كرافعة للتنمية المحلية (من خلال السياحة الثقافية والصناعات الثقافية والإبداعية) وعامل أساسي لتعزيز التماسك الاجتماعي والحوار الثقافي وبناء جسور التفاهم بين مختلف مكونات المجتمع في الجهة، وتقوية الشعور بالانتماء الوطني المبني على الاعتراف المتبادل والاحترام العميق للتنوع ضمن الوحدة.

المدخل الحقوقي: ضمان الكرامة، تعزيز الحريات، وترسيخ سيادة القانون

لاعتبارات متعددة تتقاطع فيها الأبعاد القانونية والأخلاقية والسياسية يكتسي المدخل الحقوقي أهمية محورية في عملية تنزيل مبادرة الحكم الذاتي من هنا بات ضمان وحماية حقوق الإنسان لجميع سكان الصحراء دون أي تمييز التزاماً قانونياً دولياً ووطنياً راسخاً للمغرب.
هذا الالتزام نبع من المقتضيات المتقدمة لدستور 2011، الذي كرس باباً كاملاً (الباب الثاني) للحريات والحقوق الأساسية، وأكد على سمو الاتفاقيات الدولية المصادق عليها على التشريعات الوطنية، وكذا عضوية المملكة في منظومة الأمم المتحدة، ومصادقتها على جل الاتفاقيات الدولية الرئيسية لحقوق الإنسان (مثل العهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية وبالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واتفاقية مناهضة التعذيب، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وغيرها).
ومن جهة أخرى شكل تعزيز وحماية حقوق الإنسان على أرض الواقع في الأقاليم الجنوبية عنصراً جوهرياً لبناء جسور الثقة مع الساكنة المحلية، بما في ذلك أولئك الذين قد يحملون آراءً مختلفة، ومع المجتمع الدولي وهيئاته الحقوقية.
ومما لا شك فيه ان سجلا حقوقيا إيجابيا وموثوقا سيساهم بشكل كبير في تعزيز مصداقية المبادرة المغربية ويفند الادعاءات والمغالطات التي تسعى بعض الجهات لترويجها واستغلال ملف حقوق الإنسان لخدمة أجندات سياسية معادية تسعى لتعطيل هذا المقترح.
ومن ناحية ثالثة يجب أن يكون نظام الحكم الذاتي المقترح بحد ذاته إطاراً مؤسساتياً وقانونياً ضامناً ومُعززاً لحقوق الإنسان داخل الجهة، بحيث تتمتع هيئاته (التشريعية والتنفيذية والقضائية المحلية) بالصلاحيات والآليات اللازمة لضمان احترام الحقوق والحريات الأساسية لجميع المواطنين الخاضعين لولايتها.
لا يخفى على أحد أن المغرب قد قطع أشواطاً معتبرة في هذا المجال خلال العقدين الأخيرين، من خلال سياسة إصلاحية متدرجة شملت تعزيز الإطار القانوني والمؤسساتي لحماية حقوق الإنسان، وإنشاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان كمؤسسة وطنية مستقلة تتمتع بالاعتماد الدولي (وضع “أ”)، وتفعيل لجانه الجهوية في العيون والداخلة التي تلعب دوراً هاماً في الرصد والتوعية ومعالجة الشكايات، ومن الثابت أيضا تفاعل المغرب الإيجابي والبناء مع آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان (زيارات المقررين الخاصين) والاستعراض الدوري الشامل، والرد على المراسلات وتقديم التقارير الدورية.
وعطفا على ما سلف تجدر الإشارة الى ان الأقاليم الجنوبية بدورها شهدت دينامية ملحوظة في مجال ممارسة الحريات العامة، حيث ينشط عدد كبير من الجمعيات المدنية، وتُنظم وقفات احتجاجية وتجمعات للتعبير عن مختلف المطالب، حتى تلك التي تتبنى مواقف معارضة للموقف الرسمي المغربي، وهو ما عكسه بدرجات متفاوتة تقارير المنظمات الدولية وبعض الدول.
مما تقدم يظهر أن تنزيل الحكم الذاتي يتطلب مواصلة هذه الجهود وتعميقها، من خلال:
ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان لدى جميع الفاعلين، وخاصة الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون والقضاة؛ ضمان استقلالية وحيادية القضاء المحلي الذي سيتم إنشاؤه في إطار الحكم الذاتي وتعزيز ضمانات المحاكمة العادلة؛
توفير آليات رقابة وتظلم فعالة ومستقلة ومتاحة للجميع داخل الجهة؛ ضمان الحماية الكاملة للحقوق الثقافية واللغوية للمكون الحساني كمجموعة ذات خصوصية؛
ومواصلة معالجة الإرث المتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي قد تكون وقعت في الماضي من كلا الطرفين، في إطار مقاربة شاملة للعدالة الانتقالية تجمع بين كشف الحقيقة وجبر الضرر الفردي والجماعي والمساءلة (مع مراعاة مقتضيات المصالحة) وضمانات عدم التكرار، استلهاماً للمبادئ التي أرستها تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة.
ومجمل القول إن بناء ثقافة وممارسة راسخة لسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية ليس فقط واجباً قانونياً وأخلاقياً، بل هو اختيار واستثمار في بناء مجتمع ديمقراطي ومستقر، قادر على احتضان مشروع الحكم الذاتي وضمان نجاحه.

المدخل المرتبط بالمصالحة:
تجاوز إرث الماضي، بناء الثقة، وتأسيس العيش المشترك

لا ريب في أي حل سياسي أو تسوية قانونية، مهما كانت متقدمة ومتقنة، أن لا يمكن أن تحقق سلاماً حقيقيا ما لم تترافق وتتأسس على عملية مصالحة وطنية ومجتمعية شاملة، تهدف إلى تضميد جراح الماضي الأليم، وتجاوز الانقسامات والصراعات التي خلفها النزاع، وإعادة بناء جسور الثقة المفقودة، وتأسيس مستقبل مشترك قائم على الاعتراف المتبادل والاحترام والتسامح والعيش المشترك بين جميع مكونات المجتمع في الصحراء، وبينهم وبين باقي مكونات الأمة المغربية.
ومن المسلم به ان نزاع الصحراء الذي امتد لعقود قد خلف آثاراً إنسانية واجتماعية ونفسية وسياسية عميقة على النسيج المجتمعي، سواء داخل الأقاليم الجنوبية أو بشكل خاص ومأساوي في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، وترك إرثاً من المعاناة والضغائن والمظالم المتبادلة يتطلب معالجة شجاعة وحكيمة ومتأنية.
ويتوقع من مدخل المصالحة خلق الظروف الملائمة والمناخ النفسي والاجتماعي المواتي لطي صفحة الماضي بكل تعقيداته، والتوجه نحو المستقبل بروح من التفاؤل والأمل المشترك بحيث تتضمن عملية المصالحة هذه أبعاداً متعددة ومتشابكة:
أولاً، معالجة قضية المحتجزين في مخيمات تندوف، من خلال تسهيل عودتهم الطوعية والآمنة والكريمة إلى وطنهم الأم المغرب، وضمان إعادة اندماجهم السلس والكامل في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتوفير الدعم اللازم لهم للتغلب على الصعوبات التي قد تواجههم.
ثانياً، معالجة الإرث المتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي قد تكون ارتكبت في الماضي من قبل مختلف الأطراف المتورطة في النزاع (بما في ذلك الاختفاء القسري، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، والإعدامات خارج نطاق القضاء، وغيرها)، ويتطلب ذلك تفعيل آليات العدالة الانتقالية (Transitional Justice) التي تجمع بين الحق في معرفة الحقيقة (Truth)، والحق في جبر الضرر للضحايا وعائلاتهم (Reparation)، والحق في المساءلة والمحاسبة (Accountability) للمسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة (مع مراعاة ضرورات السلم الاجتماعي ومتطلبات عدم الإفلات من العقاب في الجرائم الدولية)، والحق في الإصلاحات المؤسسية لضمان عدم تكرار الانتهاكات في المستقبل (Guarantees of Non-recurrence) .
انطلاقاً من الاعتبارات السابقة راكم المغرب تجربة رائدة ومشهوداً لها دولياً في مجال العدالة الانتقالية من خلال عمل هيئة الإنصاف والمصالحة بين عامي 2004 و2005، التي تناولت ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المغرب بين عامي 1956 و1999، ويمكن الاستلهام بشكل كبير من منهجية هذه الهيئة وآلياتها وتوصياتها في بلورة مقاربة للمصالحة خاصة بسياق نزاع الصحراء، تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات هذا النزاع وتحدياته.
ثالثاً، حفظ الذاكرة الجماعية (Collective Memory) بكل تناقضاتها وتعدد رواياتها، ليس بهدف إثارة النعرات، بل بهدف استخلاص العبر والدروس من الماضي وتكريم الضحايا ومنع النسيان، من خلال إنشاء متاحف أو نصب تذكارية أو أرشيفات تاريخية، وتشجيع البحث العلمي والتاريخي النزيه حول فترة النزاع.
رابعاً، تعزيز الحوار المجتمعي وبناء الثقة على المستوى المحلي، من خلال تنظيم لقاءات حوار بين مختلف مكونات المجتمع الصحراوي، بما في ذلك العائدون من تندوف، وتشجيع المبادرات المحلية للمصالحة والتسامح التي يقودها المجتمع المدني والزعمات التقليدية من شيوخ القبائل، والشخصيات الدينية، والنسائية، والشبابية.
خامساً، يجب أن تشمل المصالحة أيضاً البعد النفسي والاجتماعي، من خلال توفير برامج الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا وعائلاتهم، ومساعدتهم على تجاوز الصدمات النفسية المرتبطة بالنزاع والعنف، إن تحقيق المصالحة ليس عملية سهلة أو سريعة، ولا يمكن فرضها من فوق، بل هي مسار طويل وشاق ومعقد، يتطلب إرادة سياسية قوية وصادقة من أعلى المستويات، ومشاركة واسعة من جميع فئات المجتمع، وصبراً ومثابرة والتزاماً من الجميع، ولكنه يبقى شرطاً ضرورياً وأساسياً لتحويل اتفاق الحكم الذاتي من مجرد تسوية سياسية أو قانونية فوقية إلى عقد اجتماعي جديد ومتين، يرتكز على قناعة ورضى وقبول جميع مكونات المجتمع، ويطوي صفحة الماضي الأليم بكل مآسيه، ويفتح آفاقاً واعدة لمستقبل يسوده السلام والعدل والتعايش والتنمية المشتركة لجميع أبناء الصحراء في ظل مغرب موحد، قوي، ديمقراطي، ومتصالح مع ذاته ومع تاريخه..

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

وفد برلماني مغربي يُشارك في الدورة الـ19 لاتحاد مجالس دول “التعاون الإسلامي” بجاكارتا

مع الحدث

المتابعة ✍️ : مجيدة الحيمودي

 

يُشارك وفد برلماني مغربي في أشغال الدورة التاسعة عشرة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في العاصمة الإندونيسية جاكارتا ما بين 12 و15 ماي 2025، بمشاركة ممثلي برلمانات الدول الأعضاء وعدد من المنظمات الدولية بصفة مراقب.

 

ويرأس الوفد المغربي المستشار ميلود معصيد، محاسب مجلس المستشارين، ويضم في عضويته كلا من النواب محمد شباك، خالد الشناق، والمستشار خالد السطي.

 

وقد تميزت الدورة بانتخاب المغرب نائبا لرئيس اللجنة التنفيذية عن المجموعة العربية، وتنظيم لقاءات تشاورية ركزت على التحديات الإقليمية، في مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث جدد المستشار خالد السطي، باسم البرلمان المغربي، إدانة الانتهاكات الإسرائيلية، مشيدا بمواقف المملكة بقيادة جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.

 

وتناقش الدورة عدة قضايا سياسية وإنسانية وثقافية، وستُختتم بإصدار بيان ختامي و”إعلان جاكارتا”.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود سياسة

بوتين يصف الدول التي تفرض عقوبات على روسيا بـ”الحمقى”: “يضرون أنفسهم لمحاولة إيذائنا”

مع الحدث

المتابعة ✍️:ذ لحبيب مسكر

في تصريح مثير حمل نبرة تحد وسخرية، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الغربية التي تفرض عقوبات على بلاده بأنها تتصرف بـ”حماقة”، معتبراً أن هذه العقوبات تضر باقتصاداتها أكثر مما تمسّ روسيا، ومشدداً على أن موسكو مستعدة لكل السيناريوهات.

وقال بوتين في حوار بثته قنوات رسمية روسية: “لن يتمكنوا من إخافتنا بالعقوبات، الخوف غير مسموح.. ومن يخاف، يخسر”. وأضاف بنبرة تحذيرية: “علينا أن نكون مستعدين لأي تصرفات مستقبلية قد تصدر عن أعدائنا”.

 

ولم يتردد الرئيس الروسي في توجيه انتقادات حادة للنهج الغربي في التعامل مع الأزمة، قائلاً: “أحياناً نتوقع أنهم لن يفعلوا هذا أو ذاك لأنه سيضرهم، لكن الأغبياء يفعلونها! عذراً على الكلمة”. وأردف بسخرية: “الاقتصادات الرائدة في العالم تتراجع فقط لمحاولة إلحاق الضرر بنا. الأمر يشبه من يشتري تذكرة ولا يسافر فقط لإغضاب قاطع التذاكر!”.

 

تصريحات بوتين تأتي في سياق استمرار التوتر الجيوسياسي بين روسيا والدول الغربية، لا سيما بعد الحرب في أوكرانيا وسلسلة العقوبات الاقتصادية التي استهدفت قطاعات حيوية في الاقتصاد الروسي. غير أن موسكو ردّت بتحويل بوصلتها التجارية نحو آسيا وإفريقيا، محاولةً الحد من تأثير العزلة الاقتصادية المفروضة عليها.

 

ويرى مراقبون أن بوتين من خلال هذا الخطاب يسعى إلى بث رسائل واضحة للداخل والخارج: روسيا لن تتراجع، والعقوبات لن تكسر إرادتها. في المقابل، يصف خصومه بـ”القصيري النظر”، مشككاً في جدوى الضغط الاقتصادي المستمر.

 

وفي ظل غياب مؤشرات على تهدئة قريبة، يبقى الصراع مفتوحاً بين خيار المواجهة وخيار التفاوض، فيما تُظهر موسكو أن استراتيجيتها تعتمد على الصمود وتحمّل التبعات إلى أقصى مدى.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

مجلس النواب يُصادق على إصلاح جديد لجبايات الجماعات الترابية لتعزيز العدالة الجبائية والحكامة المالية

 مع الحدث/ الرباط 

المتابعة ✍️ : مجيدة الحيمودي

صادق مجلس النواب يوم 13 ماي 2025 على القانون رقم 14.25 القاضي بتغيير وتتميم القانون رقم 47.06 المتعلق بجبايات الجماعات الترابية، وذلك في إطار مواصلة إصلاح المنظومة الجبائية المحلية.

ويهدف هذا التعديل إلى تبسيط المساطر الجبائية وتوسيع الوعاء الضريبي، مع تحسين آليات التحصيل وتعزيز الموارد الذاتية للجماعات الترابية. كما يسعى إلى ترسيخ مبادئ العدالة الجبائية والحكامة المالية، من أجل تمكين الجماعات من أداء أدوارها التنموية بكفاءة وفعالية، خاصة في ما يتعلق بالاستجابة لحاجيات المواطنين وتحقيق التنمية المحلية المستدامة.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية أعمدة الرآي الواجهة سياسة

القوات المسلحة الملكية المغربية تُخلّد الذكرى 69 لتأسيسها: مسيرة ولاء وتحديث في خدمة الوطن

مع الحدث

المتابعة ✍️ : ذ لحبيب مسكر

تُخلّد المملكة المغربية، اليوم الثلاثاء 14 ماي 2025، الذكرى التاسعة والستين لتأسيس القوات المسلحة الملكية، وهي مناسبة وطنية راسخة في وجدان المغاربة، لاستحضار التضحيات الجسام التي قدمها أفراد هذه المؤسسة العريقة في سبيل الدفاع عن وحدة الوطن، وصون أمنه واستقراره.

ويأتي تخليد هذه الذكرى تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الذي ما فتئ يولي عناية خاصة لتحديث وتطوير هذه المؤسسة ذات البعد الاستراتيجي.

جيش التحرير… النواة الأولى للجيش النظامي

تأسست القوات المسلحة الملكية المغربية في 14 ماي 1956، مباشرة بعد الاستقلال، من عناصر جيش التحرير والمجندين المغاربة الذين سبق لهم الخدمة في الجيوش الفرنسية والإسبانية.
وقد شكلت هذه الخطوة بداية بناء جيش وطني احترافي، حيث تم إنشاء أولى الوحدات النظامية وتأسيس البنية القيادية تحت إشراف المغفور له الملك محمد الخامس.

في عهد المغفور له الملك الحسن الثاني، عرفت القوات المسلحة تطوراً نوعياً شمل التكوين، التسليح، وبناء عقيدة عسكرية واضحة. واستمرت هذه الدينامية بشكل متسارع في عهد جلالة الملك محمد السادس، عبر إدخال التكنولوجيا الحديثة، تعزيز القدرات اللوجستية، وإطلاق مشاريع تصنيع عسكري محلي.

مهام متعددة تتجاوز الطابع العسكري

1. حماية السيادة والوحدة الترابية

تأمين الحدود البرية والبحرية والجوية، خاصة في المناطق الجنوبية للمملكة.

المساهمة في دعم الأمن الوطني ومحاربة التهديدات غير التقليدية كالإرهاب والتهريب.

2. المشاركة في مهام حفظ السلام الدولية

تتمتع القوات المسلحة الملكية بسمعة متميزة على الصعيد الدولي، بفضل مشاركاتها في عدة بعثات أممية، من بينها:

بعثة MONUSCO في الكونغو الديمقراطية.

بعثة MINUSCA في إفريقيا الوسطى.

مشاركات سابقة في كوسوفو، الصومال، وهايتي.

3. أدوار إنسانية وتنموية

تدخلات فعالة أثناء الكوارث الطبيعية، مثل زلزال الحوز (2023)، حيث ساهمت وحدات الجيش في الإغاثة، الإنقاذ، وإقامة المستشفيات الميدانية.

دعم المنظومة الصحية خلال جائحة كوفيد-19، بتوفير مراكز التلقيح والمساهمة اللوجستية.

إنجاز مشاريع تنموية في العالم القروي، تشمل بناء الطرق، المستوصفات، والمنشآت التعليمية.

جيش متجدد ومواكب للتحولات

تحديث العتاد وتعزيز التصنيع الدفاعي

تطوير الأسطول الجوي عبر اقتناء طائرات F-16 وتحديثها، وصفقات مستقبلية لطائرات بدون طيار ونُظم رصد ذكية.

تعزيز البحرية الملكية بفرقاطات حديثة، مثل فرقاطة “محمد السادس” من نوع FREMM.

دعم الصناعة الدفاعية المحلية عبر “المديرية العامة للأسلحة” وشركات مغربية بدأت إنتاج مكونات عسكرية.

تكوين عالي المستوى وشراكات دولية

تكوين الضباط في مؤسسات مرموقة مثل الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس ومدرسة القوات الجوية بالقنطرة .

شراكات مع دول كبرى من ضمنها الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، الصين، وبلدان إفريقية.

مشاركة في مناورات مشتركة أبرزها “الأسد الإفريقي”، أحد أكبر التدريبات العسكرية في القارة.

الذكرى 69: تكريم مستحق وتجديد العهد

تشهد مختلف الثكنات والوحدات العسكرية اليوم احتفالات رمزية، تتخللها:

مراسيم رفع العلم الوطني.

منح أوسمة الاستحقاق العسكري لعدد من الضباط وضباط الصف.

إحياء ذكرى الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الوطن.

فتح أبواب بعض المنشآت العسكرية أمام التلاميذ والطلبة والجمهور، لتعزيز الثقافة الوطنية حول دور الجيش.

الخلاصة: القوات المسلحة… درع الوطن وصوت الحكمة

في عيدها التاسع والستين، تواصل القوات المسلحة الملكية المغربية أداءها الاحترافي، وتثبت مجددًا أنها دعامة قوية للدفاع، التنمية، والسلم، سواء داخل الوطن أو خارجه.
تظل هذه المؤسسة مثالًا للانضباط والتفاني، وتجسد القيم العليا التي يقوم عليها المغرب: الولاء للعرش، والإخلاص للوطن، والتضحية من أجل استقراره.

Categories
أخبار 24 ساعة سياسة

كوريا الجنوبية تنظم لمؤيدي الحكم الذاتي بالصحراء المغربية

كوثر لعريفي

في خطوة لافتة، جدّدت سفارة كوريا الجنوبية بالرباط دعم سيول لمقترح الحكم الذاتي المغربي، مؤكدةً أنه يمثل جهدًا جادًا وموثوقًا للمضي قدمًا نحو تسوية نهائية لقضية الصحراء، كما ورد في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وجاء ذلك في ورقة رسمية نشرتها السفارة، استعرضت فيها تطور العلاقات الثنائية بين المغرب وكوريا، وأكدت خلالها أن كوريا تدعم جهود الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سلمي، وتدعو إلى حل عاجل ومقبول للطرفين من خلال الحوار في إطار الأمم المتحدة”.

وأوضحت السفارة أن سيول أُحيطت علمًا بالمقترح المغربي الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة سنة 2007، ورحبت به كآلية واقعية وذات مصداقية لإنهاء النزاع طويل الأمد.

هذا الموقف الكوري يعكس متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، التي تتعزز باستمرار في مختلف المجالات، انطلاقًا من الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة نحو الاستقرار الإقليمي والتعاون الدولي.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود سياسة

المغرب والأردن يدعوان إلى شرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل في مؤتمر عمّان

مع الحدث

المتابعة ✍️:ذ لحبيب مسكر

 

أكد المغرب والأردن التزامهما المشترك بإقامة شرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل، خلال مؤتمر دولي غير مسبوق يُعقد بالعاصمة الأردنية عمّان، تحت الرئاسة المغربية.

 

وفي افتتاح المؤتمر السادس لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، شدد السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، على الدور القيادي لجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وجلالة الملك عبد الله الثاني، في دعم السلام والاستقرار بالمنطقة.

 

ويُعد المؤتمر، المنعقد لأول مرة خارج مقر الأمم المتحدة، ثمرة دعوة أردنية واستضافة ترمز إلى متانة العلاقات المغربية الأردنية، ووحدة رؤيتهما تجاه مستقبل الشرق الأوسط.

 

وأشار السفير هلال إلى أن المؤتمر يُعقد في ظرف دولي دقيق، مع تزايد النزاعات وانتهاكات القانون الدولي، مشدداً على أن نزع السلاح يظل ممكناً عبر الحوار وبناء الثقة.

 

كما دعا إلى تحويل المنطقة من بؤرة صراع إلى فضاء للتعاون والتنمية، منتقداً استمرار سباق التسلح وغياب الإرادة السياسية لدى بعض الأطراف.

 

وتشهد اللجنة الثالثة للمؤتمر مشاركة واسعة من دول المنطقة بما فيها إيران، في حين تواصل إسرائيل مقاطعة أشغاله، رغم الدعوات المتكررة لحضورها. ويشارك في المؤتمر خبراء دوليون وممثلون عن منظمات ومراكز بحثية من عدة قارات.

 

وأكد هلال أن هذا اللقاء يشكل خطوة نحو تعزيز الأمن الجماعي في الشرق الأوسط، في احترام تام للسيادة والقانون الدولي.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

العيون : والي الجهة وعامل بوجدور يستقبلان وفدا من جزر الكناري

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ محمد ونتيف

استقبل والي جهة العيون الساقية الحمراء، عبد السلام بيكرات مرفوقا بعامل إقليم بوجدور “ابراهيم بن ابراهيم” صباح اليوم الثلاثاء 13 ماي عمدة بلدية فوانتيبنتورا التابعة لجزر الكناري، إيساي بلانكو ماريرو.

وتُعد الزيارة الأولى من نوعها لوفد حكومي إسباني إلى إحدى مدن الأقاليم الجنوبية للمملكة بعد اعتراف مدريد بمغربية الصحراء.

وتأتي الزيارة في سياق تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكات بين الجانبين، خاصة على المستويات الاقتصادية والسياحية.

وتباحث والي الجهة وعامل اقليم بوجدور أوجه التعاون الممكنة، وعلى رأسها إعادة إحياء الخط البحري الرابط بين طرفاية وجزر الكناري، حيث تم الوقوف على أبرز الإشكاليات التي تعيق إعادة إطلاق هذا المشروع الاستراتيجي.

إلى ذلك زار الوفد مقر جماعة العيون، حيث التقى نائب رئيس المجلس الجماعي، وتم تقديم عرض مفصل حول أهم المشاريع التنموية والبنيات التحتية التي تشهدها المدينة، خصوصاً تلك المتعلقة بالقطاعات الحيوية كالسياحة والخدمات.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة مجتمع

الملك محمد السادس يتفقد الوضع المائي الوطني ويستعرض إجراءات تعبئة الموارد المائية

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر

 

في إطار المتابعة الشخصية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، لشؤون الوطن والمواطنين، استفسر جلالته خلال المجلس الوزاري الذي ترأسه يومه الاثنين 12 ماي 2025 بالقصر الملكي بالرباط عن الوضعية المائية الحالية بالمملكة، حيث طلب تقريراً مفصلاً من السيد وزير التجهيز والماء حول نسبة ملء السدود.

 

وبحسب المعطيات التي قدمها السيد الوزير، فإن معدل ملء السدود بلغ حالياً 40.3%، مما مكن من تعبئة ستة ملايير وسبعمائة مليون متر مكعب من المياه. وأوضح المسؤول الحكومي أن هذه الكمية تكفي لتغطية استهلاك سنة ونصف من الماء الصالح للشرب على المستوى الوطني.

 

تدابير ملكية لضمان الأمن المائي

في هذا الصدد، أكد جلالة الملك على ضرورة:

– تعزيز سياسة بناء السدود لزيادة القدرة التخزينية

– ترشيد استهلاك المياه في جميع القطاعات

– تسريع وتيرة إنجاز المشاريع المائية الكبرى

– تعميم تقنيات الري الحديث في المجال الفلاحي

 

تحسن ملموس رغم التحديات

رغم الظروف المناخية الصعبة، فإن المؤشرات المائية الحالية تعكس:

– تحسناً ملحوظاً في مخزون المياه مقارنة مع السنوات الماضية

– نجاعة السياسة المائية التي انتهجها المغرب تحت القيادة الملكية

– فعالية التدبير المندمج للموارد المائية

 

رؤية استباقية لمستقبل مائي آمن

هذا اللقاء يؤكد الاهتمام الملكي الدائم بقضايا الماء التي تشكل أولوية وطنية، حيث حرص جلالته على متابعة تفاصيل هذا الملف الحيوي الذي يمس حياة المواطنين واستقرار القطاعات الإنتاجية.

 

وتجدر الإشارة إلى أن المغرب، تحت التوجيهات الملكية السامية، يواصل تعزيز بنيته التحتية المائية، في إطار الرؤية الاستراتيجية التي تهدف إلى ضمان الأمن المائي للأجيال القادمة، وذلك عبر برامج طموحة تشمل بناء السدود وتحلية مياه البحر وإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة.

 

بهذه الرؤية الحكيمة والتدبير المسؤول، يظل المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أيده الله، نموذجاً في التدبير المستدام للموارد المائية، رغم التحديات المناخية المتزايدة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

الملك محمد السادس يرأس مجلساً وزارياً ويصادق على إصلاحات كبرى في القطاعات العسكرية والقضائية والفلاحية

مع الحدث

المتابعة ✍️ : ذ لحسن المرابطي

ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يوم الاثنين 12 ماي 2025، بالقصر الملكي بالرباط، مجلساً وزارياً خُصص للمصادقة على حزمة من المشاريع القانونية والمراسيم التنظيمية، بالإضافة إلى عدد من الاتفاقيات الدولية وتعيينات في مناصب عليا. وشملت القرارات إصلاحات في المجال العسكري والقضائي، وتعزيزاً للقطاع الفلاحي، وتعيينات دبلوماسية وترابية بارزة.

توجيهات ملكية لإنعاش القطاع الفلاحي
في بداية الجلسة، استفسر جلالة الملك عن تأثير التساقطات المطرية الأخيرة على الموسم الفلاحي، وعن وضعية القطيع الوطني، والتدابير المتخذة لتحسين أوضاع مربي الماشية. وأكد وزير الفلاحة أن الأمطار كان لها “أثر إيجابي كبير” على إنتاج الحبوب والزراعات الربيعية والخريفية، وكذلك على الغطاء النباتي والماشية في مختلف مناطق المملكة.

وأصدر الملك توجيهاته لضمان إعادة تكوين القطيع الوطني بشكل مستدام، مع التأكيد على ضرورة إشراف السلطات المحلية على عمليات الدعم الفلاحي لضمان الشفافية والنجاعة. كما استفسر جلالته عن نسبة ملء السدود، حيث أفاد وزير التجهيز والماء بأنها بلغت 40.3%، مما يوفر 6.7 مليار متر مكعب من المياه، أي ما يعادل استهلاك سنة ونصف من الماء الصالح للشرب.

إصلاحات قانونية وعسكرية
صادق المجلس الوزاري على مشروع قانون تنظيمي يهم تعديل النظام الأساسي للقضاة، بهدف تعزيز ضماناتهم الاجتماعية، خاصة فيما يتعلق برخص المرض المتوسطة والطويلة الأمد، وإجازات الأبوة والرضاعة.

كما وافق جلالة الملك على أربعة مراسيم عسكرية تهدف إلى:
1. تنظيم الملاحة الجوية العسكرية.
2. تحسين وضعية الملحقين العسكريين.
3. مراجعة مرتبات العسكريين في القوات المسلحة الملكية.
4. تحديث نظام الأجور والتغذية للعسكريين المتقاضين أجوراً تصاعدية.

وجاءت هذه الإصلاحات في إطار العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك، القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتحسين الظروف المادية والمعنوية للعسكريين ورفع جاهزيتهم.

تعزيز الشراكة الدولية.. اتفاقيات جديدة واعتراف بالسيادة المغربية
صادق المجلس على 11 اتفاقية دولية، منها 8 مع دول إفريقية، واتفاقيتان مع دول آسيوية، واتفاقية واحدة مع دولة أوروبية. ومن اللافت أن 6 من هذه الاتفاقيات وُقعت في العيون والداخلة، في تأكيد واضح على الاعتراف الدولي بالسيادة المغربية على الصحراء.

وتغطي الاتفاقيات مجالات متعددة، منها:
– التعاون القضائي والجمركي.
– الطاقة والنقل واللوجستيك.
– تجنب الازدواج الضريبي.
– احتضان المغرب لمقر الاتحاد الإفريقي للمكفوفين.

موجة تعيينات كبرى في الإدارة الترابية والسلك الدبلوماسي
1. تعيينات في وزارة الداخلية
بناءً على اقتراح رئيس الحكومة ومبادرة وزير الداخلية، عين جلالة الملك 25 والياً وعاملاً، بينهم عدد من النساء في مناصب قيادية، مثل:
– السيدة بشرى برادي (عاملة عمالة عين الشق).
– السيدة حنان الرياحي (عاملة مكلفة بالشؤون الداخلية لجهة مراكش-آسفي).

2. تعيينات دبلوماسية
تم تعيين 10 سفراء جدد، من بينهم:
– السيدة نزهة علوي محمدي (سفيرة لدى رواندا).
– السيدة نادية الحنوط (سفيرة لدى الفلبين).
– السيدة مريم الناجي (سفيرة لدى فيتنام).

3. تعيينات اقتصادية وصحية
– السيدة نزهة حياة مديرة عامة لـصندوق محمد السادس للاستثمار.
– السيد محمد عكوري مديراً عاماً للمجموعة الصحية الترابية لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة.
– السيد أمين المزواغي مديراً عاماً لـوكالة التنمية الرقمية.

خطوات متسارعة نحو التحديث
هذه القرارات الملكية تعكس الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك في تعزيز الحكامة الترابية، وتحديث القطاعات الحيوية، وترسيخ المكانة الدولية للمغرب. كما تؤكد النهج التشاركي بين المؤسسات لتحقيق التنمية المستدامة والاستجابة لتطلعات المواطنين.