Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات مجتمع

تورية الشرقي: فنانة تشكيلية مغربية ترسم بالجمال سُبل الروح

تورية الشرقي: فنانة تشكيلية مغربية ترسم بالجمال سُبل الروح

 

✍️ هند بومديان

من بين أزقة مدينة صفرو الهادئة، تنبثق ريح فنية ناعمة اسمها تورية الشرقي، فنانة تشكيلية تشق دربها بثبات بين ألوان الزيت والضوء والرمز، في رحلة بدأت منذ الطفولة وتعمّقت في بلاد الطواحين، هولندا، حيث صقلت موهبتها بالدراسة الأكاديمية، دون أن تفقد دفء انتمائها المغربي وارتباطها العميق بالطبيعة والجمال الروحي.

ولدت موهبة تورية وهي لا تزال طفلة في السابعة، ترسم أحاسيسها البكر فوق الورق، وتحاكي بجمال خطها أولى نبضات الحلم. لم يكن الرسم لها مجرد هواية، بل نداءً داخليًا تحوّل لاحقًا إلى رسالة فنية متجذرة. تقول: “اللحظة التي شعرت فيها أنني أنتمي لهذا العالم كانت حين أنجزت لوحة شعرت أنها تترجم جزءًا من روحي.”

تأثرت في بداياتها بالمدرستين الانطباعية والتعبيرية، وجعلت من الطبيعة ملهمًا ثابتًا، فكان اللون والضوء والرمز هم لغة خطابها التشكيلي. أعمالها تتميز بألوان دافئة وبتقنيات تعتمد على الطبقات اللونية، كما تختار الزيت على القماش لما يمنحه لها من حرية تعبير وانسجام عميق.

رغم بساطة بداياتها، إلا أن الشرقي استطاعت أن تتطور نحو مقاربات فنية أكثر عمقًا، فتوسعت رؤيتها نحو مفاهيم روحية ووجودية، وانفتحت على التجريب في أسلوبها وتقنياتها، لتصبح كل لوحة تعبيرًا صادقًا عن داخلها. تقول عن لحظة الإبداع: “أنفصل عن العالم وأتحد مع اللوحة، وأحيانًا أغمرني سعادة تدفعني للرقص بعد انتهائي من العمل.”

في سجلها عدة معارض محلية ووطنية، منها مشاركات بمراكش والدار البيضاء، لكن أول معرض لها في صفرو يبقى الأقرب إلى قلبها. ورغم عدم حصولها على دعم مؤسساتي، إلا أن تفاعل الجمهور المحلي والدولي كان دافعًا كبيرًا لها، حيث شاركت في معارض افتراضية، وتابعتها فئة من المهتمين من أمريكا وأوروبا، بل تلقت عروضًا لبيع أعمالها بالعملات الرقمية.

وتضيف تورية أن تجربتها بهولندا كان لها الأثر الكبير في تطوير رؤيتها الفنية، حيث تعرّفت على آفاق جديدة في التعبير والمدارس التشكيلية. أما داخل المغرب، فتُلهِمها مدينتا طنجة وإفران بما تحمله من سحر طبيعي وروحي.

تكشف الفنانة عن طموح لم يتحقق بعد: إنشاء ورشات فنية جامعية متكاملة تجمع بين التعليم والإبداع، كما تحلم بإصدار كتاب يوثق رحلتها. أما عن علاقتها بالتكنولوجيا، فهي ترى فيها فرصة، وقد بدأت فعليًا خطوات نحو عرض وبيع أعمالها رقميًا.

أما عن لوحاتها الأقرب إلى قلبها، فهي تلك التي تنبثق من خيالها الحر، كلوحة الطبيعة الكاملة المرسومة بالسكين، ولوحة باخرة القراصنة، ولوحات الورود والأميرات، وتقول عنها: “لوحاتي كأبنائي، لا أُهديها إلا لمن هو قريب من روحي.”

في زمن التحديات، ترى تورية الشرقي أن الفن التشكيلي يمكن أن يكون أداة تغيير حقيقية إذا مُنح الفنان حرية التعبير والدعم الكافي. وتختم برسالة للفنانين الشباب: “اصبروا، آمنوا بأنفسكم، واصنعوا طريقكم دون انتظار اعتراف من أحد.”

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

نورية فاتحي.. ريشة الروح التي غزلت الحلم على جدار الزمن

نور جاد (نورية فاتحي).. ريشة الروح التي غزلت الحلم على جدار الزمن

 

✍️هند بومديان

 

في مدينة تطوان، حيث تتداخل الأزقة القديمة برائحة البحر، ولدت نورية فاتحي، التي اختارت لاحقًا أن تُعرف في عوالم الفن باسمٍ يشبه الضوء والصدق: نور جاد. أستاذة متقاعدة، لم يكن الفن عندها يومًا استراحة من الحياة، بل هو الحياة نفسها، رفيقٌ صامتٌ رافقها منذ نعومة أظافرها، وتحوّل إلى صوت داخلي يناديها كلما صمتت الأصوات من حولها.

بدأت رحلتها مع الرسم في لحظة عادية من تفاصيل اليوم المدرسي، حين كانت تخطّ خطوطها على دفاتر التلاميذ بطفولة آسرة. لكن الشرارة الحقيقية لم تشتعل إلا سنة 2008، حين ساهمت في إنجاز جداريات تربوية داخل المؤسسة التعليمية التي كانت تُدرّس بها. هناك، بحضور فنانين محترفين، تلمست لأول مرة أن الفن ليس فقط مهارة، بل مصير جميل ينتظر منها الإصغاء.

رغم أنها لم تتلقّ تكوينًا أكاديميًا، إلا أن مسارها الفني صقلته التجربة، وارتوى من نبع الشغف، وتفتّح كزهرة برّية بين التأمل والتجريب. فنانة عصامية، بنت لنفسها أسلوبًا خاصًا مزجت فيه الألوان بالحياة، واختارت أن يكون كل عمل لها تعبيرًا عن لحظة داخلية، لا تكرر نفسها ولا تستنسخ غيرها.

تأثرت نور جاد بأساتذة مرّوا في حياتها الفنية مرور الكرام، لكنهم تركوا أثرًا خالدًا، مثل الأستاذ حسان أبو حفص من سطات والطاهر الناظر من آسفي، إلى جانب تتلمذها الروحي في المركز السوسيوثقافي “إكليل الجبل” بتطوان، حيث ارتوت من فن الأكواريل وانفتحت على عوالم جديدة في التعبير البصري.

ريشتها لا تنتمي إلى مدرسة فنية محددة، بل هي انعكاس لطبيعتها المتجددة. تفضل القماش والجلد الصناعي، وتجرب الخشب أحيانًا، فالمادة بالنسبة لها مجرد وسيط، أما الجوهر فهو الإحساس والصدق. لوحاتها مستوحاة من الطبيعة، لا بوصفها مشهدًا مرئيًا فقط، بل ككائن حيّ يحمل رسائل صامتة عن التوازن والجمال.

اللحظة الإبداعية عندها تشبه صلاة خفية، تمارسها غالبًا بعد منتصف الليل، حيث تسكن المدينة، ويتكلم الداخل. كل لوحة ترسمها هي امتداد لذاتها، بوح صامت يحمل في طياته غموضها، صمتها، وحنينها لأشياء لا تُقال.

ورغم قلّة مشاركاتها في المعارض، إلا أن الحلم لا يزال حاضرًا في وجدانها. تحلم بمعرض فردي يُترجم كل ما راكمته من جمال داخلي، وتتمنى أن تصل أعمالها إلى جدران قاعات العرض في إيطاليا وسويسرا، حيث تجد روحها صدىً في فضاءات تليق بالفن.

نور جاد تنتمي إلى ذلك النوع من الفنانين الذين يرون في الفن رسالة روحية واجتماعية. لا ترسم فقط لتبيع، بل تهب أعمالها أحيانًا، لأن العطاء عندها جزء من الفن نفسه. وتؤمن بأن الفن قادر على إحداث فرق، على ترميم الأرواح، وتجميل الأمكنة، وخلق وعي جمالي في المجتمعات.

تتعامل مع النقد برحابة صدر، وتراه وسيلة للنضج والتطوير، وتُقدّر تفاعل الناس مع أعمالها، خاصة حين ترى تلك النظرة العميقة في أعين من يشاهد لوحاتها وكأنهم يقرؤون جزءًا من ذاكرتهم فيها.

اليوم، رغم غياب التكريم الرسمي، ترى في كل نظرة إعجاب تكريمًا معنويًا، وفي كل لوحة تُولد من يديها شهادة جديدة على أن الجمال لا يحتاج دائمًا إلى تصريح للعبور.

فنانة خجولة من الأضواء، لكنها مشعّة في الظل. لا تبحث عن شهرة، بل عن لحظة صدق بين اللون والروح.
هذه هي نور جاد، الريشة التي اختارت أن ترسم الحياة كما تحبها: صادقة، عميقة، ومتجددة.

Categories
أخبار 24 ساعة مجتمع

وجدة: ارتفاع صاروخي في أسعار “الدوارة” مع اقتراب عيد الأضحى.

متابعة: محمد رابحي

تشهد أسواق مدينة وجدة هذه الأيام ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار “الدوارة” (أحشاء الخروف)، بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى، حيث تزايد الإقبال على لحوم الأضاحي ومشتقاتها، مما ساهم في ارتفاع أسعارها بشكل لافت.

كانت أسعار “الدوارة” تتراوح في السابق ما بين 200 و250 درهماً، إلا أنها شهدت هذا الأسبوع قفزة صاروخية لتصل إلى ما بين 400 و450 درهماً، ما خلف موجة استياء واسعة في صفوف المستهلكين.

يرجع هذا الارتفاع الحاد، حسب عدد من المتتبعين، إلى ممارسات احتكارية يقوم بها بعض التجار، حيث يعمدون إلى تخزين كميات كبيرة من “الدوارة” في انتظار ارتفاع الأسعار، ليقوموا بطرحها في السوق بأسعار مضاعفة.

هذا الارتفاع لا ينعكس فقط على جيوب المواطنين، بل يترك تأثيرات اقتصادية واضحة، إذ يثقل كاهل الأسر ويزيد من العبء المالي عليها، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
أما على المستوى الاجتماعي، فيؤدي إلى تقليص استهلاك “الدوارة” لدى بعض الأسر، ما قد يؤثر على العادات الغذائية المرتبطة بعيد الأضحى، ويهدد جزءاً من التراث الثقافي المحلي.

الحل في تضافر الجهود أمام هذا الوضع، تبقى الحاجة ملحة لتدخل منسق بين المستهلكين والمنتجين والسلطات المحلية، من أجل وضع حد لهذه الممارسات وضمان استقرار الأسعار.

التعاون المشترك هو السبيل لضمان توفر هذه المنتجات بأسعار معقولة تلبي تطلعات الجميع دون الإضرار بمصالح الفلاحين والجزارين.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

الساحة الفنية المغربية ، تفتقد الفنان و الشاعر، العصامي عبد الرحمان بورحيم اوتفنوت

اكادير: إبراهيم فاضل

ببالغ الحزن والأسى تلقيت قبل قليل نبأ وفاة صديقنا المرحوم باذن الله الفنان عبد الرحمان بورحيم، “بورحيم اوتفنوت” الذي وافته المنية بمنزله بدواره “تنغرمت” اقليم تارودانت عن عمر ناهز 87 عاما.

الفنان بورحيم اوتفنوت ابن دوار تنغرمت بإكيدي قيادة أوزيوة ” اسكاون سابقا” .

ازداد المرحوم سنة 1938, و اشتهر بتعدد مواهبه في الكتابة حيث كان شاعرا وسيناريست وممثلا في نفس الوقت، ابدع المرحوم في التمثيل و كتابة اشهر الافلام الامازيغية التي ستبقى خالدة..

بدأ المرحوم مشواره الفني سنة 1961 من الحلقة بدرب غلف والقريعة والحي المحمدي بالدار البيضاء قبل أن يدخل سنة 1975 تجربة انتاج أشرطة الأناشيد الدينية بالأمازيغية ووصل انتاجه أكثر من 50 شريطا.

كانت سنة 1995 أهم نقطة تحول في مسار المرحوم “ادا بورحيم اوتنغرمت” من خلال ولوج عالم الأفلام الأمازيغية بمشاركته في فيلم “غاسا الدونيت اسكا ليخرت” ليشارك بعد ذلك كممثل وسيناريست ومنتج ومخرج لعدة أفلام ارتبط نجاحها باسم تفنوت.

المرحوم نال شهرة كبيرة بأعماله الخالدة وحاز على عدة شهادات تقدير وتكريمات في مجموعة من المهرجانات والملتقيات.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

اللهم ارحمه واغفر له واجعل قبره روضة من رياض الجنة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة طالع مجتمع

بوسكورة تحت رحمة المقاهي العشوائية… تدخين المخدرات على مرأى الجميع وسلطات في سبات عميق

مول الحكمة

في مشهد يبعث على القلق، تتحول مدينة بوسكورة بإقليم النواصر تدريجياً إلى مرتع للفوضى والانفلات الأخلاقي، بسبب الانتشار اللافت للمقاهي غير المرخصة، التي تُفتح وتُشغل خارج أي إطار قانوني، دون أدنى رقابة من الجهات الوصية، وفي ظل تواطؤٍ غير مبرر أو تغافلٍ يثير الريبة.

هذه “المقاهي”، التي تتكاثر كالفطر في الأزقة والأحياء، لم تكتفِ بتجاوز القانون، بل أصبحت فضاءات مشبوهة تُمارَس فيها سلوكات منحرفة، وعلى رأسها تدخين المخدرات بشكل علني، أمام أعين المارة، وفي محيط سكني يحتضن عائلات وأطفالاً ومراهقين باتوا اليوم في قلب الخطر.

فمن المسؤول عن هذا التسيب؟ وكيف يُسمح لمثل هذه الفضاءات أن تشتغل دون رخص؟ وأين هي لجان المراقبة التي من المفترض أن تضع حداً لهذا العبث المتنامي؟ الأسئلة كثيرة، والإجابات تغيب وسط صمت رسمي مريب، في وقت يكتوي فيه السكان بنار الانحراف والإدمان الذي يتربص بأبنائهم.

فعاليات مدنية وحقوقية كثيرة دقت ناقوس الخطر، ووجّهت نداءً صريحاً إلى السيد عامل إقليم النواصر للتدخل الفوري، قبل أن تتحول بوسكورة إلى بؤرة سوداء يتعذر إصلاحها.

فالمطلوب ليس فقط إغلاق المقاهي العشوائية، بل مساءلة من يغضّ الطرف عنها، وتفعيل أدوات الرقابة والمحاسبة، وتحرير الفضاء العام من قبضة الانحلال.

بوسكورة اليوم لا تحتاج إلى خطب ووعود، بل إلى قرارات حازمة تُعيد الاعتبار لسلطة القانون، وتصون كرامة المواطن، وتحمي النشء من السقوط في مستنقع المخدرات والإجرام.

فهل يتحرك المسؤولون قبل فوات الأوان؟

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات مجتمع نازل

فاجعة بوسكورة: غرق قاصر في منشأة غير مؤمنة يفتح النقاش حول إهمال أوراش التهيئة

فيصل باغا

في حادث مأساوي جديد، شهدت جماعة بوسكورة بإقليم النواصر، يوم الخميس 22 ماي، وفاة طفل يبلغ من العمر 16 سنة غرقًا داخل بحيرة مائية مؤقتة، ناتجة عن ورش إصلاح وتهيئة وادي بوسكورة. البحيرة، التي يفترض أنها مؤمنة كجزء من منشأة في طور الإنجاز، تحولت إلى مصيدة مميتة في غياب تام لأي وسائل حماية أو إشارات تحذيرية.

الورش الذي يشرف عليه مقاولون يفترض فيهم الالتزام بتأمين محيط المنشأة، ترك مكشوفًا دون أسوار أو مراقبة، رغم القوانين التي تفرض إجراءات احترازية صارمة. وفي مشهد يتكرر في العديد من الأوراش بالمغرب، تحوّلت المياه الراكدة إلى نقطة جذب للأطفال في منطقة آهلة بالسكان، ما يُبرز الخلل الكبير في ثقافة الوقاية والرقابة.

السلطات المحلية وجدت نفسها في مرمى الانتقادات، وسط تساؤلات حادة من السكان حول غياب المراقبة وتقصير الجهات المعنية في حماية أرواح المواطنين، خاصة القاصرين الذين يدفعون ثمن الإهمال غالبًا بأرواحهم.

وتطالب الساكنة بفتح تحقيق جدي وسريع لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين في هذا الإهمال المؤسف، مؤكدين على ضرورة تسييج كل المنشآت المشابهة، وإطلاق حملات توعية استباقية لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث.

حادث بوسكورة ليس الأول، لكنه يجب أن يكون الأخير. فقد آن الأوان لإعادة النظر في معايير السلامة داخل الأوراش المفتوحة، حفاظًا على أرواح الأبرياء، وضمانًا لحق الجميع في فضاءات آمنة ومحروسة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات مجتمع

تدشين المركز الاجتماعي المتعدد الاختصاصات بحي درب الكبير: محطة جديدة في مسار التنمية الاجتماعية بالدار البيضاء

مع الحدث/ الدارالبيضاء 

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي 

في خطوة جديدة تعكس التزام الدولة المغربية بتعزيز البنيات التحتية الاجتماعية والرفع من جودة الخدمات الموجهة للفئات الهشة، أشرف السيد الوالي والمنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، السيد محمد الدردوري، إلى جانب السيد عامل عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، صباح يوم الخميس 22 ماي 2025، على تدشين المركز الاجتماعي المتعدد الاختصاصات بحي درب الكبير، بمدينة الدار البيضاء.

وشهد حفل التدشين حضور شخصيات وازنة من مختلف القطاعات، من بينهم السيد علي الدهبي، المدير الإقليمي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين المحليين، المنتخبين، وممثلي المجتمع المدني، وهو ما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع.

 

ويأتي هذا المركز الاجتماعي كمحطة أساسية ضمن مشاريع المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تضع ضمن أولوياتها تأهيل الفضاءات الاجتماعية وتوفير بيئة ملائمة لإدماج الشباب، النساء، والأشخاص في وضعية هشاشة، عبر تقديم خدمات متعددة تشمل التكوين، التأطير، الدعم النفسي، والمرافقة الاجتماعية.

مواصفات المركز وخدماته:

يمتد المركز على مساحة حديثة ومجهزة بأحدث الوسائل، حيث يضم:

قاعات متعددة الوظائف للتكوين والتأهيل المهني.

فضاءات مخصصة للأنشطة الثقافية والفنية.

مراكز للاستماع والمواكبة النفسية والاجتماعية.

ورشات حرفية لفائدة النساء والشباب.

فضاء خاص بالأطفال وتنمية مهاراتهم.

ويهدف هذا المشروع إلى خلق دينامية اجتماعية وتنموية داخل حي درب الكبير، أحد الأحياء العريقة التي تعرف كثافة سكانية عالية وتحديات اجتماعية متعددة، مما يجعل من هذا المركز رافعة أساسية لتحسين الظروف المعيشية وتعزيز التماسك الاجتماعي.

كلمة السيد الدردوري:

في كلمته بالمناسبة، أبرز السيد محمد الدردوري أهمية المشاريع ذات البعد القريب من المواطن، مؤكداً أن هذا المركز ليس فقط بناية من الإسمنت، بل فضاء للأمل، للتمكين، وللإدماج، حيث سيستفيد منه مئات المستفيدين والمستفيدات من مختلف الأعمار والفئات.

خلاصة:

يشكل تدشين المركز الاجتماعي المتعدد الاختصاصات بحي درب الكبير دليلاً جديداً على مواصلة الدولة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في تنفيذ مشاريع ذات أثر مباشر على حياة المواطنين، خاصة في الأحياء الشعبية والمجالات التي تستوجب تدخلات تنموية فعالة ومستدامة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء سياسة مجتمع

عندما يشغلونك بالخبز … و يبيعون الوطن

“عندما يُشغلونك بالخبز… ويبيعون الوطن”

 

✍️هند بومديان

 

في زحمة الحياة اليومية، وأمام تسارع الأزمات وغياب الأجوبة، يجد المواطن نفسه في مطاردة دائمة خلف لقمة العيش. تُرفع الأسعار دون سابق إنذار، يُثقل كاهل الأسرة بكلفة الخبز، والزيت، والدقيق، واللحم. كل شيء صار نادراً، كل شيء صار باهظاً، وكل شيء أصبح ذريعة للصمت والخضوع.

 

لكن خلف هذا المشهد المكرر، المتعمد، يكمن سؤال جوهري لا يُطرح بما يكفي:

من المستفيد من هذا الانشغال الجماعي بلقمة العيش؟

من يدفعنا لتصغير أحلامنا حدَّ الرغيف، والقبول بالمذلة اليومية مقابل سلّة غذاء نصف فارغة؟

 

سَيُشغلونكَ ببائع الخبز، وبائع اللحم، وبائع الدقيق، وبائع الزيت…

لا لأن هؤلاء هم أصل الداء، بل لأنهم أقنعة مؤقتة على وجه منظومة أكبر،

منظومة لا تسعى فقط لإفقارك مادياً، بل تسعى لتجريدك من أي قدرة على الفهم، على التحليل، على المقاومة.

 

إنهم يراهنون على أن يُنهكك الغلاء، ويشتتك الطابور، ويُربكك الفقد،

حتى لا تنتبه إلى أن الوطن نفسه يُباع على مراحل، بصمت، خلف الكواليس.

ففي الوقت الذي تُحصي فيه أثمنة الطماطم والبصل،

هناك من يُفرّط في خيرات البحر، وفي الأراضي الزراعية، وفي القرارات السيادية.

هناك من يوقّع اتفاقيات لا يقرأها الشعب، ولا يستفيد منها الشعب، ولا يُستشار فيها الشعب.

 

وهنا يكمن الخطر الأكبر:

أن تصبح يومياتنا المعيشية هي المعركة الوحيدة التي نخوضها،

فننسى أن معركة الكرامة لا تبدأ فقط من السوق، بل من السؤال:

من يُدير هذا السوق؟

من جعل المواطن عبداً لجشع لا يُحاسب؟

ومن يُفرّط في سيادة القرار من أجل رضا قوى لا تراعي سوى مصالحها؟

 

نحن اليوم أمام مجتمع يُعاد تشكيله وفق حاجيات السلطة لا حاجيات الناس.

الفقر يُستعمل كأداة سياسية.

الغلاء لم يعد نتيجة عرض وطلب، بل سلاح يُشهر في وجه الوعي.

يُراد للمواطن أن ينشغل بالبقاء، فينسى المطالبة بالحياة.

 

فكم من شاب غادر الوطن هربًا من ضيق الخبز، لا من ضيق الحلم؟

وكم من أم تسهر الليل لا خوفاً من المرض، بل من الغد؟

وكم من صوت خافت، لأن الصراخ في وجه الجوع يُفهم خطأ، ويُحاكم كجريمة؟

 

الوطن لا يُباع دفعة واحدة، بل يُقَضَّى عليه بتدرج.

والمجتمعات لا تنهار فجأة، بل تنهار حين تصير المعيشة ضباباً يحجب الرؤية.

ولذلك، فالسؤال الحقيقي ليس “كم ثمن الزيت؟”

بل “كم تبقّى من الوطن؟”

 

في النهاية، لا بد من التذكير بأن الخبز مهم، لكن الكرامة أهم.

وأننا إذا خُدعنا بالفتات، سُرقت الأوطان كاملة.

فلننتبه…

فقد يبيعون الوطن ونحن نقف في طابور الخبز.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات مجتمع

تجار سوق سيدي إدريس يعقدون اجتماعاً لإطلاق دينامية جديدة تواكب التنمية المحلية

مع الحدث/ وجدة

المتابعة ✍️ : ذ أيوب ديدي 

 

عقدت جمعية تجار سوق سيدي إدريس مؤخراً اجتماعاً تنسيقياً حضره السيد بشير بودغيه، وذلك في إطار السعي إلى خلق دينامية جديدة داخل السوق التجاري، تهدف إلى تطويره بما ينسجم مع متطلبات التنمية ويلبي حاجيات ساكنة المنطقة.

 

وقد تم خلال هذا اللقاء تدارس مجموعة من الإكراهات والتحديات التي تواجه السوق، حيث عبّر التجار عن عدد من الصعوبات المرتبطة بالتنظيم، والبنية التحتية، والظروف التجارية العامة. كما أكد السيد بشير بودغيه في كلمته على أهمية التضامن والتعاون بين التجار، داعياً إلى توحيد الجهود من أجل الارتقاء بالسوق وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمرتفقين.

وشدّد المتدخلون على ضرورة تفعيل آليات التنسيق بين مختلف الفاعلين، انسجاماً مع التوجيهات التي دعا إليها السيد الوالي، والرامية إلى تعزيز الإشعاع الاقتصادي للمنطقة وتحقيق تنمية مستدامة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات سياسة مجتمع

التوجيه الملكي بين النُبل والتجاهل… الأضاحي تعود إلى الواجهة رغم نداء التضحية من أجل الوطن

✍️ هند بومديان

 

التوجيه الملكي بين النُبل والتجاهل… الأضاحي تعود إلى الواجهة رغم نداء التضحية من أجل الوطن


 

رغم التوجيه الملكي السامي الذي دعا إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي هذا العام، تضامناً مع الظروف الاقتصادية الراهنة، وحفاظاً على الثروة الحيوانية الوطنية، عادت مشاهد الإقبال على اقتناء الأضاحي إلى الواجهة في عدد من الأسواق المغربية، وكأن النداء النبيل مرَّ مرور الكرام لدى فئة من المواطنين.

 

التوجيه الذي جاء في سياق استثنائي، لم يكن قراراً ملزماً، بل نداءً إنسانياً ووطنياً يعكس عمق المسؤولية التي يحملها عاهل البلاد تجاه شعبه وموارده، ورغبة صادقة في ترسيخ قيم التضامن والتنازل المشترك في سبيل المصلحة العامة. غير أن مظاهر التسوق وشراء الأضاحي في مختلف المناطق، تعكس انفصاماً واضحاً بين التوجيه الملكي وبين بعض السلوكيات الفردية التي لا تزال محكومة بالعادة والمظهر الاجتماعي.

 

ففي الوقت الذي اختارت فيه شريحة واسعة من المواطنين الانصياع لروح النداء الملكي، والتضامن بصمت مع الوطن في ظرفية دقيقة، لا تزال فئة أخرى تصرّ على التمسك بالشكل، ولو على حساب الجوهر، وعلى الإبقاء على الطقس، ولو على حساب المبدأ.

 

المسألة اليوم لم تعد مرتبطة بعيدٍ أو طقسٍ ديني فقط، بل هي امتحان لمدى قدرة المواطن المغربي على وضع المصلحة الجماعية فوق الاعتبارات الفردية، ومدى استعداده لتقديم تضحيات حقيقية من أجل إنقاذ الوطن من أزمات مركبة ومتداخلة.

 

الرسالة الملكية كانت واضحة: التضحية اليوم ليست بذبح أضحية، بل بالامتناع عنها. ليست في سفك الدم، بل في حفظ ما تبقّى من القدرة الشرائية، من الثروة الحيوانية، من كرامة العيش. لكن للأسف، لا تزال بعض العقليات أسيرة مظاهر اجتماعية زائفة، غير مدركة أن الوطنية تُقاس في مثل هذه اللحظات الفارقة.

 

إن التحديات التي يواجهها المغرب اليوم تفرض وعياً جماعياً يرتقي فوق العادة، ويستوعب أن التضحية من أجل الوطن لا تُطلب من الدولة وحدها، بل من كل فرد في هذا الوطن، دون استثناء.