Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات مجتمع

تُخلّد الذكرى العشرين للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية: مشاريع نوعية ورؤية تنموية طموحة

مع الحدث

المتابعة ✍️:ذ لحبيب مسكر

خنيفرة – 19 ماي 2025
وسط أجواء احتفالية تعكس حجم التحولات التي شهدها الإقليم خلال عقدين من العمل التنموي، احتضنت مدينة خنيفرة، اليوم الإثنين، لقاءً رسمياً تخليداً للذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحت شعار: “20 سنة في خدمة التنمية البشرية.”
وشهد اللقاء، الذي انعقد بقاعة الاجتماعات بعمالة الإقليم، حضور الكاتب العام للعمالة، ورؤساء الجماعات الترابية، وممثلي المصالح الخارجية، إلى جانب فعاليات المجتمع المدني وشخصيات محلية بارزة.
أرقام تعكس دينامية تنموية متصاعدة
في كلمته بالمناسبة، قدّم عامل إقليم خنيفرة حصيلة شاملة للمشاريع المنجزة في إطار المبادرة منذ انطلاقتها سنة 2005، مبرزاً أن مجموع المشاريع بلغ 1788 مشروعاً، باستثمارات قاربت 758 مليون درهم، شملت مختلف الجماعات والمناطق بالإقليم.
ثلاث مراحل… مسار تحوّل تنموي
المبادرة عرفت تطوراً نوعياً عبر ثلاث مراحل متميزة:
المرحلة الأولى (2005-2010): انطلقت بتركيز على تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية، من خلال 273 مشروعاً بكلفة إجمالية بلغت 117.5 مليون درهم.
المرحلة الثانية (2011-2018): توسّعت التدخلات لتشمل التمكين الاقتصادي والاجتماعي، بتنفيذ 851 مشروعاً بميزانية فاقت 290 مليون درهم.
المرحلة الثالثة (2019-2025): ركّزت على تنمية الرأسمال البشري ومحاربة الفوارق الاجتماعية، عبر 664 مشروعاً بكلفة إجمالية ناهزت 350.6 مليون درهم.
منجزات على الأرض… وأثر إيجابي مباشر
هذه الدينامية مكّنت من تسجيل تقدّم واضح في مؤشرات التنمية البشرية بالإقليم، خصوصاً على مستوى تقليص الفوارق المجالية، وتحسين ظروف عيش الساكنة، ودعم الفئات الهشة، فضلاً عن تقوية البنية التحتية الاجتماعية وتحفيز الاقتصاد المحلي.
احتفال وتكريم… وتواصل مع المواطن
اللقاء تخلله عرض تفصيلي حول حصيلة البرامج المنجزة، كما عرف توزيع سيارات إسعاف مجهزة لفائدة عدد من الجماعات الترابية، وتكريم فعاليات محلية ساهمت في إنجاح مختلف محطات الورش التنموي. كما تم تنظيم معرض يُبرز نماذج من المشاريع الناجحة التي غيّرت وجه عدد من المناطق القروية والجبلية.
أسبوع من الأنشطة المواكبة
الاحتفالات ستتواصل طيلة الأسبوع الجاري، حيث برمج المنظمون ندوات علمية وورشات تقييمية وزيارات ميدانية ولقاءات تواصلية مع الساكنة، بهدف إبراز مكتسبات المرحلة واستشراف آفاق جديدة للعمل التنموي المحلي.
المغرب ضمن نادي الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة
ويأتي هذا الحدث في سياق يُصادف إعلان المغرب رسميًا ضمن فئة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة، بعدما بلغ مؤشر التنمية البشرية 0.710 نقطة سنة 2025، في تطور يعكس نجاعة الرؤية الملكية التي جعلت من المواطن محور السياسات العمومية، والتنمية البشرية ركيزة للنموذج التنموي الجديد.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات مجتمع

جماعة بوشبل (إقليم خنيفرة) : تجار يحتجون على رسوم إصلاح الواجهات رغم تمويل المشروع من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

مع الحدث

المتابعة ✍️ : ذ لحبيب مسكر

 

أعرب عدد من أصحاب المحلات التجارية الواقعة على الشارع الرئيسي بجماعة بوشبل عن استيائهم من “الارتباك وعدم الوضوح” الذي يحيط بمشروع إصلاح واجهات المتاجر، رغم كونه مموّلاً بالكامل من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

 

وجاء المشروع، الذي أُطلق تحت شعار “تحسين جمالية المدينة وتعزيز الهوية المعمارية المحلية”، بهدف دعم التجار من خلال توحيد الواجهات باستخدام غطاء خشبي تقليدي. إلا أن ما أثار حفيظة العديد منهم هو طلب مساهمات مالية متفاوتة، تراوحت بين 100 و200 درهم للمتر الواحد، دون سابق إعلام.

 

وأكد تجار متضررون أن هذه المطالبات المالية لم تُذكر عند الإعلان عن المشروع، الذي كان من المفترض أن يُنفذ بدعم كامل من المبادرة، مما أثار شكوكاً حول شفافية التسيير وعدالة توزيع التكاليف. كما أعربوا عن استغرابهم من التباين في المعاملة مقارنة بمدن أخرى مثل خنيفرة، حيث نُفذ مشروع مماثل دون أي تكاليف على التجار، مع الإشارة إلى أن الشركة المنفذة فازت بالصفقة عبر إجراءات قانونية واضحة.

 

وفي ظل غياب توضيحات رسمية، يطالب أصحاب المحلات بمراجعة هذه الاجراءات، مؤكدين أنهم ليسوا ضد تحسين واجهات متاجرهم، لكنهم يرفضون تحمّل أعباء مالية غير مبررة في مشروع يُفترض أن يكون داعماً لهم وليس عبئاً إضافياً.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء سياسة مجتمع

ماستر بثمن… التعليم في قبضة السماسرة

 

ماستر بثمن… التعليم في قبضة السماسرة

 

✍️ هند بومديان

في صمتٍ مريب، يتآكل ما تبقى من ثقة المواطن في المنظومة التعليمية، بعدما أصبحت شواهد الماستر تُمنح لا بناءً على الكفاءة، بل بناءً على القدرة على الدفع. لم تعد النُخبة تُصنع في قاعات المحاضرات، بل في دهاليز مظلمة يتقاطع فيها المال مع النفوذ، والطموح مع الابتزاز.

 

سماسرة الشهادات باتوا معروفين بالاسم في بعض الجامعات. يتحدث الطلبة عنهم كما يُتحدث عن وسطاء العقار أو تجار السيارات. لهم تسعيرة، و”قائمة زبائن”، وعلاقات ممتدة داخل الإدارة. كل شيء يُدار بلغة المال: من استمارة التسجيل إلى المقابلة الشفوية، وحتى النجاح النهائي.

 

من يقف وراء هذه المهزلة؟

 

الماجستير الأكاديمي، الذي من المفروض أن يكون تتويجًا لمسار علمي رصين، صار أداةً للاستثمار غير المشروع. بعض الأساتذة فقدوا ضميرهم، وتحولوا من مربين إلى متواطئين، يُشرّعون لهذه التجارة الصامتة إما بالصمت أو بالتواطؤ.

 

وفي غياب الرقابة الحقيقية، صارت مباريات الولوج للماستر مشهداً عبثيًا، تتكرر فيه نفس السيناريوهات: طلبة يتحدثون عن “لوائح معدّة سلفًا”، ومقابلات تُجرى على عجل، بل أحيانًا لا تُجرى أصلًا، فيما نتائج النجاح تكشف عن أسماء لم تُعرف يومًا بتميزها الأكاديمي.

 

الضحية: الطالب، والمجتمع

 

في نهاية هذه السلسلة الفاسدة، هناك طالب مجتهد أُقصي، وحلم مشروع دُفن، ومستقبل وطن يُهدد بالانهيار. فحين يُقصى الكفء ويُكافأ المُتواطئ، فإننا نكرّس الرداءة ونزرع في نفوس شبابنا قناعة أن النجاح لا يُصنع بالجد، بل بالواسطة.

 

أما المجتمع، فيدفع الثمن لاحقًا: أطر غير مؤهلة، مؤسسات تسيرها كفاءات مزيفة، ومواطن يشعر أن بلده لم يعد ينصفه حتى في حقه في التعلّم النزيه.

 

من يوقف النزيف؟

 

إن الوضع لا يحتمل مزيدًا من التساهل. نحن أمام ظاهرة تهدد أمن التعليم، وتنسف مبدأ تكافؤ الفرص. الحلول تبدأ من:

 

فرض شفافية صارمة في مباريات الولوج، عبر التوثيق الكامل بالصوت والصورة.

 

تتبع مسارات الطلبة المقبولين والتحقيق في مدى شرعية قبولهم.

 

محاسبة كل مسؤول تورط في تسريب لوائح أو تسهيل البيع.

 

إحداث منصة وطنية للتبليغ عن الفساد الجامعي، بحماية قانونية للمُبلّغين.

 

 

خاتمة: كفى من اللعب بالنار

 

التعليم ليس سلعة، والماستر ليس لقبًا يُشترى. ما يحدث اليوم هو تخريب صامت لمستقبل أجيال كاملة، وتفريغ للعلم من قيمته. وإذا لم نتحرك اليوم، فإننا سنصحو غدًا على مؤسسات يقودها الجهل بأوراق رسمية.

 

فلنُوقف هذا العبث قبل أن يصبح إصلاحه مستحيلاً.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة مجتمع

تأسيس مكتب اتحاد ملاكي سوق القادسية بوجدة وانتخاب بودغيه البشير رئيسًا بالإجماع

وجدة متابعة أيوب ديدي 

في إطار تنظيم الملكية المشتركة وحرصًا على إعادة هيكلة الفضاءات التجارية وفق رؤية تنموية حديثة، شهد سوق القادسية بوجدة يوم *الخميس 16 ماي 2025* حدثًا بارزًا تمثّل في *تأسيس مكتب اتحاد ملاكي سوق القادسية*، بحضور مكثف للملاكين المعنيين، وبمشاركة ممثلين عن السلطات المحلية، وممثلي غرفة الصناعة والتجارة والخدمات لجهة الشرق.

وخلال هذا الاجتماع التأسيسي، تم *انتخاب السيد بودغيه البشير رئيسًا للمكتب بإجماع الحاضرين*، نظرًا لخبرته الطويلة في مجال التسيير الجمعوي، وانخراطه النشيط في القضايا المتعلقة بتنمية الفضاءات التجارية وتنظيمها.

وقد قدم الرئيس المنتخب برنامجًا طموحًا يهدف إلى:

– *إعادة هيكلة سوق القادسية* وفق معايير حديثة تتماشى مع التوجهات الوطنية في تنظيم الفضاءات الاقتصادية.

– استثمار *الموقع الاستراتيجي* لسوق القادسية لجعله من *أكبر وأهم الأسواق التجارية بجهة الشرق*.

– *خلق انسجام وتكامل* بين الفضاء التجاري لسوق القادسية ومشروع إعادة بناء مقر غرفة الصناعة والتجارة والخدمات.

– تعزيز دور الاتحاد في تأطير الملاكين وتنظيم العلاقات داخل السوق، بما يحفظ الحقوق ويضمن الشفافية.

وقد لقيت هذه المبادرة ترحيبًا واسعًا من مختلف الحاضرين الذين عبروا عن دعمهم الكامل للمكتب الجديد، مع التأكيد على أهمية التعاون الوثيق بين الملاكين والسلطات والغرفة المهنية من أجل إنجاح هذه التجربة وتحقيق التنمية المنشودة.

ويُنتظر أن يباشر المكتب الجديد عمله بشكل فوري، من خلال بلورة برنامج عمل مفصل يهم أولويات الإصلاح والتنظيم وإعادة الاعتبار لهذا المرفق الحيوي الذي يشكل رافعة اقتصادية واعدة للمنطقة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

كلمة الفنانة التشكيلية ماريا رشيد حول ظلال الذات وألوان الرؤية”..

 

✍️ هند بومديان

“ظلال الذات وألوان الرؤية”.. مرآة تشكيلية تعكس نبض الفن المغربي

كلمة الفنانة ماريا رشيد حول مشاركتها في الإصدار الجماعي

 

في تجربة فنية استثنائية تُجسّد روح التعاون والإبداع، شاركت الفنانة التشكيلية ماريا رشيد في الإصدار الجماعي “ظلال الذات وألوان الرؤية”، الذي يضم مجموعة من الفنانين والفنانات من مختلف ربوع المملكة المغربية. الإصدار، الذي أشرفت عليه الكاتبة  هند بومديان، يتضمن السيرة الذاتية لكل فنان، إلى جانب عرض لوحات مختارة، ودراسة نقدية متعمقة تضيء جوانب الجمال، الدلالة، والهوية البصرية لكل عمل فني.

 

وعبّرت ماريا رشيد عن اعتزازها بهذه المشاركة قائلة:

“هذا الإصدار ليس فقط توثيقًا لتجاربنا الفنية، بل هو أيضًا محطة فكرية وبصرية تمنح للفن المغربي مساحة للتأمل والاعتراف. شعرتُ وأنا أشارك فيه بأنني أفتح نافذة لروحي كي تتحاور مع القارئ والمتلقي بلغة اللون والملمس والرؤية.”

 

وأضافت:

“كل الشكر والتقدير للأستاذة هند بومديان، التي بذلت مجهودًا نقديًا وفكريًا راقيًا، منحنا قراءة جديدة لأعمالنا، وعمّق من تجربتنا كفنانين تشكيليين. لقد استطاعت، بقلمها وتحليلها، أن تمنح للوحة حياة جديدة تتجاوز حدود الإطار.”

 

ويعد هذا الإصدار الجماعي خطوة رائدة في مجال التوثيق الفني المغربي، كونه يزاوج بين البعد التشكيلي والتأمل النقدي، مما يجعله مرجعًا بصريًا وثقافيًا يعكس نبض الفن المغربي في تعدده وغناه.

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة مجتمع

تعزية ومواساة في وفاة عم المصور الصحفي بجريدة مع الحدث بوشعيب مصليح

مع الحدث

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقى الطاقم التقني والإداري لجريدة “مع الحدث” ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة المشمول برحمة الله عبد اللطيف مصليح، عم زميلنا المصور الصحفي بوشعيب مصليح.

وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدّم طاقم الجريدة بأحر التعازي وأصدق عبارات المواساة إلى الزميل بوشعيب وكافة أفراد أسرته الكريمة، سائلين المولى عزّ وجل أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

رحم الله الفقيد، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة مجتمع

في وداع جواد الصابري: رحيل مؤلم ومواساة صادقة من عائلة أمين بن دامو

مع الحدث

في لحظة حزينة خيّمت على الأوساط الاجتماعية، فجعت عائلة الصابري الكريمة بوفاة ابنها الشاب جواد الصابري، إثر حادث سير مأساوي خطف روحه الغالية في ريعان الشباب، وترك ألماً كبيراً في قلوب أسرته وأحبائه وكل من عرفه.

وبقلوب مكلومة، تقدّمت عائلة أمين بن دامو بأصدق عبارات التعزية وأحر مشاعر المواساة إلى عائلة الفقيد، معبّرة عن مشاركتها العميقة في هذا المصاب الأليم الذي ألمّ بالجميع.

وفي لحظة تأمل وخشوع، رفعت الأسرة أكف الضراعة إلى الله عز وجل، سائلة أن يشمل الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.

رحم الله جواد الصابري، وأسكنه فسيح الجنان، وألهم أسرته الصبر والثبات في هذا الظرف العصيب، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة مجتمع

أجساد صغيرة تُغتصب… وأحكام مخففة تُفرج عن الذئاب: من يحمي أطفالنا؟

متابعة سيداتي بيدا

في زوايا منسية من هذا الوطن، تُذبح البراءة في صمت، وتُغتصب الأجساد الصغيرة بلا رحمة، وتُدفن الطفولة حية خلف جدران الخوف والعار… نحن اليوم أمام وباءٍ أخلاقي اسمه “البيدوفيليا”، يتمدد بخبث بين الأسر، ويتستر خلف أقنعة الأبوة والقربى والجيرة، فيما يستمر الصمت، وتستمر معه المعاناة.

ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال، لا سيما القاصرين، آخذة في الانتشار المريع، والأخطر أنها باتت تشمل زنا المحارم، لتتحول الأسرة – التي يفترض أن تكون حضن الأمان – إلى بيئة خطر مميت. أمام هذا الواقع، لم يعد الحديث ترفًا، بل واجبًا أخلاقيًا وقانونيًا وإنسانيًا.

البيدوفيليا ليست فقط شذوذاً جنسياً، بل فيروس نفسي واجتماعي خطير، يتحول مع الوقت إلى سلسلة من الجرائم المتكررة. ولعلّ الكارثة تتفاقم حين يصمت الضحايا، أو تهاجر أسرهم هرباً من الفضيحة، تاركين الذئب البشري طليقًا، يواصل افتراسه في مناطق جديدة. في المقابل، حين تتجرأ أسرة وتلجأ إلى القضاء، تجد نفسها أمام أحكام صادمة: سنة، سنتان، عشر سنوات في أقصى الحالات، ثم يعود المجرم حرًا، يُكمل ما بدأه وكأن شيئًا لم يكن.

فكيف لمجتمع أن يتعافى، وطفلٌ يرى مغتصبه حراً أمامه؟ كيف يُشفى قلب أم حين ترى قاتل روح طفلها يبتسم بعد خروجه من السجن؟ وماذا نقول لشاب اختار الانتحار في فرنسا لأنه لم يحتمل رؤية مغتصبه، الجار الذي دمّره صغيرًا، يعيش أمامه دون عقاب رادع؟

العدالة في هذه القضايا يجب أن تكون استثنائية. لا يكفي أن نحاكم؛ يجب أن نردع. لا يكفي أن ندين؛ يجب أن نحمي. وهنا تبرز ضرورة اعتماد الخبرة الجينية (ADN) لتفادي الدعاوى الكيدية، ولكن حين تثبت الجريمة، لا بد من أحكام صارمة تصل إلى الإعدام، لأن من يغتصب الطفولة، يقتل أمةً كاملة في مهدها.

وإلى جانب التشريع، لا بد من وقاية وتوعية. مدارسنا بحاجة إلى برامج تعليمية تحمي الأطفال وتوعيهم، وأسرُنا بحاجة إلى تكوين لمعرفة المؤشرات الصامتة للانتهاك. كما أن الدعم النفسي المجاني للضحايا وأسرهم يجب أن يُعدّ أولوية وطنية، شأنه شأن أي قضية أمن قومي.

نقترح إنشاء فضاءات للمساعدة الاجتماعية السرية في المدارس، المساجد، والمرافق العمومية، لتكون ملاذًا آمناً للضحايا، بعيدًا عن أعين المتحرشين وعن قسوة الأحكام الاجتماعية.

أيها القضاة، أيها المسؤولون، أيها المشرعون: إن الطفولة أمانة، وإن التهاون في حمايتها خيانة. إن لم تُرعَ اليوم، فغدًا سيكون الضحية جلادًا جديدًا… ولن يُوقف هذا النزيف سوى عدالة صارمة، وتربية مسؤولة، ومجتمع يرفض الصمت.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

أنامل تبدع من صمت اللون و وهج الحياة .

نوال دارغم …. أنامل تبدع من صمت اللون و وهج الحياة …

 

 

✍️ هند بومديان

 

نوال دارغم، فنانة تشكيلية وأستاذة بالتعليم العمومي، تقيم بمدينة الدار البيضاء، تحمل في ريشَتها نبضَ الحياة وانعكاسات التجربة. لم يكن الفن بالنسبة لها مجرد هواية أو تمرين بصري، بل مسارًا وجدانيًا بدأ منذ الطفولة حين كانت تراقب والدها الراحل وهو يرسم. كان المشهد سحريًا، كطقسٍ من طقوس العشق الأولى، فتعلّمت منه كيف تصير الفرشاة امتدادًا للروح.

 

توقفت رحلتها مؤقتًا بسبب الدراسة ومسؤوليات الأمومة، لكنها لم تنطفئ؛ فعادت إلى التشكيل بوعي ناضج وشغف أشد. انطلقت من موهبة فطرية، ثم دعّمتها بتكوينات من تنظيم فنانين تشكيليين، مما ساعدها على صقل أدواتها وخوض مسارات تقنية جديدة. تأثرت بالعديد من المدارس التشكيلية، غير أن المدرسة السريالية الواقعية سكنتها، بما تحمله من رمزية وعمق داخلي.

 

أول أعمالها كانت لحظة تأمل أمام شاطئ تغلفه ألوان الغروب، حملت فيها أولى نبضاتها الداخلية، وشاركت بها في معرض سنة 2018 بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، لتكون انطلاقتها الرسمية نحو عالم المعارض.

 

مع الوقت، تطوّر أسلوبها وتفرّد، وصارت كل لوحة تحمل هويتها الخاصة. أعمالها تتناول موضوعات متعددة كالأمومة، الطفولة، الحرية، والتأمل الوجودي، وتُصاغ ضمن رؤية مفتوحة على التجريب، حيث لا منهج تقني ثابت، بل بحث دائم عن الجديد في الخامات والرؤى.

 

ترى نوال أن الفن لا يجب أن يُقيد، وأنه رسالة وليس فقط تشكيلًا بصريًا. في كل لوحة رموز ورسائل، تبدأ من فكرة ثم تُصاغ بأمانة من خلال اللون والمادة. لحظة الإبداع عندها هي لحظة تأمل داخلي عميق، تسبقها طقوس ذهنية وتحضيرات متأنية، لأن الفن، في رؤيتها، ليس إنتاجًا بل ولادة.

 

شاركت في عدة معارض محلية ودولية، من بينها فرنسا ومصر، حيث اختبرت تفاعلات ثقافية مختلفة، واكتشفت كيف يُستقبل الفن من جمهور يتنوع في ثقافته ومرجعياته. رغم عدم تلقيها دعمًا مباشرًا من المؤسسات، إلا أن إصرارها وشغفها كانا وقود الطريق.

 

تعتبر نوال أن كل مدينة مغربية تدخلها تُضيف إلى ذاكرتها البصرية، فالسفر بالنسبة لها شكل من أشكال الإبداع، والمغرب بثقافته ومعماره وألوانه يظل نبعًا دائمًا للإلهام. أما عن التحديات، فهي لا تراها عوائق، بل دروسًا وصقلًا ذاتيًا، فالفن عندها ترياق للتوازن الداخلي.

 

تحلم نوال بإقامة معرض يمزج بين الفن التشكيلي والموسيقى والشعر، ليكون تجربة حسّية متكاملة تُعبّر عن الإنسان في أبعاده المختلفة. لا تنكر انبهارها بالفن الرقمي، لكنها ما تزال تفضل اللمسة المادية، وتؤمن أن الفن حوار جسدي مع اللون والملمس.

 

نوال دارغم تنتمي لجيل من الفنانين الذين يرون أن اللوحة ليست منتجًا، بل حالة وجودية، وأن الإبداع ليس ترفًا، بل ضرورة. تحلم بعرض أعمالها في باريس، حيث تُحاور الأرواح الجمال بلغة لا تحتاج إلى ترجمة. وبين الفرشاة والقلب، تبقى لوحاتها صفحات من ذاتها، تُنصت فيها الحياة لصوت الألوان.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات مجتمع

الفيدرالية المغربية لمقاولات التحسين الوراثي  الحيواني ” FEMAGA ” تتبنى مقاربة صارمة في اختيار الحيوانات للتكاثر.

مع الحدث/ اگادير

المتابعة ✍️ : ذ إبراهيم فاضل     

عرفت الفيدرالية الوطنية لمهنيي التلقيح الاصطناعي التي تأسست سنة 2012 ، منعطفًا استراتيجيًا بعد تحويلها رسميًا إلى الفيدرالية المغربية لمقاولات التحسين الوراثي الحيواني.

يعكس هذا التغيير توسيع مجال عمل هذه  الفيدرالية التي يرأسها السيد عبد العزيز أخنشي، ليشمل جميع الفاعلين في سلسلة القيمة، من شركات وتعاونيات ومقاولين ذاتيين ينشطون في إنتاج واستيراد وتوزيع بذور التلقيح الحيواني، وكذلك في تنفيذ عمليات التلقيح الاصطناعي ميدانيًا.

ويسهر أعضاء الفيدرالية في تقديم خدمات قرب لفائدة المربين المغاربة، خاصة صغار المنتجين في أنظمة الزراعة المختلطة لأكثر من 13 سنة، كما يقدم هؤلاء المهنيون يوميًا المرافقة والتوجيه، ويضعون رهن إشارة المربين جينات بقرية عالية الجودة، سواء في إنتاج الحليب أو اللحوم، لتحسين الأداء التقني والاقتصادي للضيعات.

هذا وتنسجم الفيدرالية المغربية لمقاولات التحسين الوراثي  الحيواني ” FEMAGA ” مع التوجهات الكبرى لوزارة الفلاحة، لاسيما عبر تنزيل استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030″، كما تستجيب للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تسريع إعادة إعمار القطيع الوطني، من خلال تشجيع التناسل العقلاني والمؤطر والمستدام.

و تعتمد الفيدرالية على عدة ركائز الأساسية من بينها ، وضع نظام معلوماتي يمكن من تتبع عمليات التلقيح، واحتساب نسب النجاح، وتحليل فترات الولادة والتلقيحات المخصبة، بالاضافة إلى ضمان التتبع الكامل للبذور المستعملة مع إصدار تقارير تقنية دقيقة تخدم الإدارات الفلاحية والمربين والأطباء البيطريين، كما تعتمد الفيدرالية كذلك على ميثاق أخلاقي قوي، يُلزم كل عضو باحترام المعايير الصحية، ورفاهية الحيوان، والشفافية تجاه المربين، واستعمال بذور مرخصة فقط، مع ضمان تتبع على جميع المستويات.

وللاشارة فإن المكتب التنفيذي الفيدرالية يتكون من مهنيين ملتزمين وذوي خبرة، منخرطين ميدانيًا في أنشطة التناسل الحيواني وخدمة المربين، وتدعم خبراتهم و تموقعهم الترابي شرعية الفيدرالية:

ويتولى السيد عبد العزيز أخنشي رآسة الفيدرالية، فيما ينوب عنه السيد عبد الحق بوتشيشي كنائب أول، والسيد حميد السحيمي كنائب ثاني، كما أسندت مهمة الكاتب العام الى السيد محمد الباردي، فيما تتولى السيدة حنان زايد مهمة أمينة المال.

وبفضل هذا التأطير، تضم الفيدرالية اليوم عددًا كبيرًا من الشركات والتعاونيات والمقاولين الذاتيين عبر مختلف جهات المملكة، مكونة شبكة بشرية وتقنية ذات قيمة عالية في خدمة تربية المواشي بالمغرب.

بفضل مهنيتها و تموقعها الترابي والتزامها التقني، أصبحت الفيدرالية شريكًا استراتيجيًا للدولة والمؤسسات العاملة في القطاع،  وتدافع عن الاعتراف الكامل بدور الفاعلين الخواص في تحسين الجينات الحيوانية الوطنية، كما تضع الفيدرالية، من خلال انسجامها مع احتياجات الميدان، المربي في قلب أولوياتها.

وتتبنى الفيدرالية مقاربة صارمة في اختيار الحيوانات للتكاثر، قائمة على مبادئ التزاوج العقلاني، بهدف تحسين الأداء الإنتاجي في الحليب واللحوم، مع الحفاظ على التنوع الجيني، وتشجع على استخدام معايير موضوعية لتوجيه التزاوج بما يتماشى مع الأهداف التقنية لكل ضيعة.

وفي هذا الإطار، تخطط الفيدرالية على المدى المتوسط لتسهيل الولوج إلى تقنيات متقدمة مثل زرع الأجنة، لما لها من قدرة على تسريع التقدم الوراثي داخل القطعان المغربية، ونشر السلالات المتأقلمة والمنتجة بشكل أسرع، كما تلتزم الفيدرالية بالمساهمة في الحفاظ على السلالات المحلية، لا سيما سلالة أولماس وسلالات أخرى متأقلمة مع الواقع الزراعي والمناخي المغربي، فالتنوع الجيني هو ثروة يجب الحفاظ عليها لضمان صمود الأنظمة التربوية أمام التغيرات المناخية، وكذا تثمين الموارد المحلية في سلاسل إنتاج مستدامة.