Categories
أعمدة الرآي

شخصية السنة/الدجاجلة: بين جغرافيا الجسد وسيكولوجيا السلطة

بقلم : عبد القادر العفسي

هذا المقال يُقدَّم لأغراض التثقيف والنقاش، وأي أحداث أو شخصيات مذكورة فيه هي خيالية أو تمثيلية ولا تعكس بالضرورة الواقع ! يُرجى مراعاة أن أي تشابه مع أشخاص أو أحداث حقيقية هو محض صدفة غير مقصودة! الهدف الأساسي هو إثراء النقاش وإضفاء نظرة تحليلية على الموضوع، دون التطرق إلى أي اتهامات أو استنتاجات قانونية، نوصي بقراءة المقال بروح منفتحة وتفسيره كوجهة نظر شخصية قابلة للنقاش !

بُحكى أنّ الدجاجلة مصدر البلاء و الابتلاء و أصل الداء للأمم : ففي التاريخ الطويل للإنسانية، يندر أن نجد أشكالاً بشرية تتفوق في تأثيرها السلبي ليس فقط بسبب ظروفها الاجتماعية أو السياسية، بل لأن بنيتها النفسية العميقة كانت مغلّفة بكمّ هائل من المشاعر العدائية، الناتجة عن شعورها العميق بالنقص، هذه الشخصيات غالبًا ما تستخدم السلطة كأداة لردم فجوة ذاتية، لتحويل كل عقدها الفردية إلى مآسي عامة .

الرئيس المُعين القزم/الدُجال الذي نتحدث عنه ليس مجرد نتاج مظهر فيزيقي غير مألوف، بل هو نتاج بيئة وثقافة مشوّهة ساهمت في صياغة كينونة مريضة، في مجتمع تُصنَّف فيه القوة والهيبة وفق معايير ظاهرية، تتحول هشاشة الشكل إلى بؤرة لتعقيدات نفسية عميقة؟ هذا الرئيس، الذي حمل على عاتقه شعورًا لا يُطاق بالدونية، وجد في السلطة الوسيلة الوحيدة لتدمير كل ما يذكره بعجزه، لكنه لم يكتفِ بتدمير المدينة كمكان مادي، بل استهدف أيضًا روحها، ثقافتها، طبيعتها، وحتى إنسانيتها .

يمكن أن يكون المظهر الفيزيقي محددًا قويًا للكيفية التي يختبر بها الفرد ذاته في سياق المجتمع، الرئيس المُعين هدا الذي ينتمي إلى أصناف الدجاجلة في قامته و مكنونه ، قد حمل على عاتقه شعورًا عميقًا بالاحتقار الذاتي، تراكَم نتيجة تعامل البيئة معه، في مجتمع تهيمن عليه صور القوة الفيزيائية والمظاهر المثالية، يصبح القصر الجسدي علامة يستغلها الآخرون للتقليل من قيمة الفرد، فيستجيب هذا الفرد بتحويل ضعفه إلى عدوانية، وبؤسه الداخلي إلى مشاريع انتقام .

هنا يظهر التقاطع بين علم النفس السياسي والفلسفة الاجتماعية، الإنسان الذي يشعر بالإقصاء بسبب شكله، يسعى أحيانًا إلى الانتقام من “المكان” التي جعلته يشعر بأنه غريب عنها، لا يعود هذا السلوك مجرد استجابة نفسية بسيطة، بل يتحوّل إلى مشروع سياسي مدمر .

فإذا أردنا فهم هذا الرئيس القزم المُعين من منظور تاريخي، فلا مفر من استدعاء شخصيات مثل “نابليون” و”هتلر”… اللذان تحولت عقد النقص لديهما إلى مشاريع هيمنة، كلاهما كان مدفوعًا بشعور عميق بالتهميش الشخصي، مما جعلهما يسعيان إلى التعويض عبر فرض السيطرة على الآخر، “نابليون”: الذي لم يتجاوز طوله المتوسط، عبّر عن عقدته بمحاولة فرض قوانين تطال كل أوروبا، “هتلر” : الذي عاش حياة مليئة بالحرمان والإذلال في شبابه، أراد أن يبني “إمبراطورية آريّة” تعوّض عن نقصه الجسدي والوجودي .

هنا يمكننا رؤية النمط المتكرر: الأفراد الذين يشعرون بالدونية يحوّلون إحساسهم بالعجز إلى رغبة في التدمير، رئيس البلدية هدا الدُجال ليس استثناءً، بدلاً من أن يحتضن مدينته ويرى فيها فرصة لإثبات قيمته، يراها مرآة لضعفه، فيسعى إلى تشويهها بدلًا من بنائها ، الشخصية القزمة في هذا السياق غالبًا ما تكون مزيجًا من النرجسية المرضية والحقد المترسّخ :

النرجسية: يعوّض الرئيس المُعين عن شعوره بالنقص عبر تضخيم أهمية نفسه ومشاريعه الوهمية و التي تتقعد على الفساد و النهب …يعتبر أن أي انتقاد له هو تهديد لوجوده ذاته، فيرد عليه بالقمع أو الاستبداد أو الاختباء وراء حاضنته .

الحقد: تتجلى هذه السمة في الطريقة التي يدير بها شؤون المدينة، يختزل المدينة في ذاته، ويُسقط عيوبه الشخصية على محيطه، كل إنجاز يمكن أن يرفع من شأن الآخرين يُقابل بالعرقلة،لأن نجاح المدينة يعني هزيمته هو شخصيًا .

هذه الطبيعة المدمّرة لا تنبع فقط من ذاته المعذَّبة، بل من منظومة متكاملة تحيط به،بطانته ليست سوى انعكاس آخر لمرضه…هؤلاء الأشخاص، الذين ينتمون إلى نفس المنشأ الاجتماعي والنفسي، يشتركون معه في الحقد العميق على كل ما هو جميل وخلاق، نشأوا في بيئات تسودها القسوة، حيث القيم تتشوه، وحيث لا يوجد مكان للتعاطف أو البناء، مثل هذا النشوء يولّد كائنات تنتمي إلى عالم الظلام، ترى في النجاح تهديدًا وفي الطبيعة عدواً، وتسعى لتعميم القبح كحالة وجودية .

هؤلاء ليسوا مجرّد مستشارين أو مكتب التسيير، بل هم شركاء في الجريمة، إنهم يشكلون دائرة مغلقة من الحقد، يعزز كل منهم الآخر في سلوكياته العدائية، ما يفعله الرئيس المُعين ، يباركه هؤلاء ويبررونه، ومن خلال منظومتهم المشتركة، يتحول التدمير إلى إستراتيجية منهجية ، لكن الأمر لا يقف عند حدود السياسات أو المشاريع الفاشلة.. التدمير هنا يصبح شاملًا، يمسّ كل شيء، المدينة تفقد بريقها، أشجارها تُقتلع، نهارها يلوَّث، تاريخها يُنسى، وأهلها يُسحقون نفسيًا واجتماعيًا.. الرئيس القزم، في مرضه النفسي العميق، يرى الطبيعة عدوًا لأنها تعكس عجزه عن خلق شيء جميل، يرى في الإنسان خطرًا لأنه قادر على تحديه بوجوده الإنساني فقط .

نفسية هذا الرئيس المُعين مزدوجة منحطة: فهو مستبدّ مع الضعفاء، مستعبد أمام الأقوياء، هذا التناقض هو جوهره: يقسو على مدينته لأنه عاجز عن مواجهة قواه الداخلية الممزقة، ويخضع بخنوع لكل من يمنحه شعورًا زائفًا بالأمان، هذه العلاقة العبودية تُبقيه أسيرًا لمخاوفه، لكنها أيضًا تدفعه إلى أن يمارس أقصى درجات القمع على من هم تحت سلطته، وكأنه يحاول إفراغ كل طاقته السلبية فيهم ، لكن الرئيس المُعين القزم /الدُجال لا يمكن فهمه منفصلًا عن منظومته، بطانته: الفاسدة، قلية الأذب ، المتخلفة ملحوسة العقل ، خارجين عن القانون، مستهلكي شتى المخدرات ، المذمومة أخلاقهم و مسلكياتهم … ليست مجرد مجموعة أشخاص يشاركونه رؤاه، بل هم امتداد لنفسيته المريضة، البيئة التي نشأوا فيها مليئة بالحقد والإقصاء، وكل واحد منهم يحمل في داخله تاريخًا من الإحباطات الشخصية والاجتماعية، هذا التاريخ المشترك هو ما يوحّدهم، ويحوّلهم إلى أدوات للتدمير الجماعي .

في هذا السياق، تتحول جغرافية هذه المدينة إلى ضحية مزدوجة: ضحية لرئيس مُعين موبوء بروحه ونفسيته، وضحية لمنظومة كاملة تدعم هذا التدمير، كل مشروع يُلغى، كل شجرة تُقطع، كل إنسان يُهمَّش، هو جزء من هذا المخطط غير المعلن لتحويل المدينة إلى مرآة للقبح الداخلي الذي يعيشونه ، بل أًصبحت المدينة الضحية الأولى لعقدة هذا الكائن الفريد : المشاريع تتوقف، الخدمات العامة تنهار، والأولويات السياسية تتحول من خدمة المواطنين إلى تعزيز سلطة الفرد، المدينة تتحول من مساحة عامة إلى ساحة لصراعاته الشخصية مع نفسه بل حتى الشوارع أضحت انعكاس للتشوه الذي ينطبق على جوهره !

إن هذا التدمير ليس مجرد فعل سياسي، بل هو موقف فلسفي عميق تجاه الحياة، هؤلاء الأشخاص يرون في الجمال تهديدًا وجوديًا، لأنهم غير قادرين على فهمه أو خلقه، يرون في الطبيعة عدوًا لأنها تمثل النظام والتوازن، وهما أمران يفتقرون إليهما، يرون في الإنسان خطرًا لأنه قادر على التحدي، على الإبداع، على الحياة بشكل مستقل عن عقدهم المرضية .

ما تحتاجه المدينة ليس مجرد تغيير سياسي، بل ثورة على هذه العقلية، القزم الحقيقي ليس من يعاني من نقص جسدي، بل من يفتقر إلى الروح الكبيرة، إلى القدرة على البناء بدل التدمير، إلى رؤية الجمال بدل تشويه كل ما هو جميل، هؤلاء القادة ومنظوماتهم ليسوا سوى أمثلة تحذيرية على كيف يمكن للنقص أن يتحول إلى قوة مدمّرة إذا أُعطي السلطة !

لكن المسؤولية لا تقع عليهم وحدهم، المدينة التي تقبل أن تُحكم بمثل هذه العقلية تتحمل جزءًا من اللوم. الثورة ليست فقط ضد الرئيس المُعين وبطانته، بل ضد الخنوع، ضد القبول بالقبح كحالة دائمة، الإنسان قادر على التغيير، والطبيعة قادرة على الشفاء، والمدينة قادرة على أن تنهض من جديد، لكن هذا لا يتحقق إلا إذا واجه الجميع هذه المنظومة بحزم، إذا قالوا لا للقبح، لا للحقد، لا للدمار…

Categories
أعمدة الرآي

*موسم عزل المنتخبين المخالفين للقوانين*

مع الحدث/ الأستاذ عبد اللطيف أيت بوجبير محام بهيئة المحامين بالدار البيضاء.

إنه موسم العزل، دون هزل، فلا شك أن عزل منتخب عن ممارسة مهامه التمثيلية يُعد جزاءً خطيرًا واستثنائيًا، إذ ينهي مهام عضو منتخب بإرادة شعبية، نال ثقة المواطنات والمواطنين في انتخابات حرة ونزيهة. ومن المفروض أن تُستخدم سلطة الإحالة الصلاحية المخولة لها قانونًا بشكل معقول ونزيه، ولهدف المصلحة العامة للمرفق العمومي والجماعة الترابية.

فلا يجوز أن تُستعمل هذه السلطة لغرض غير مشروع أو لأغراض غير إدارية، مع العلم أن القضاء الإداري مستقر على أن الغلو في تقدير طبيعة المخالفة في حد ذاته يُعد تعسفًا في استعمال السلطة.

إن عقوبة العزل تُعد بمثابة العقوبة القصوى، التي تشكل خطرًا حقيقيًا على الديمقراطية التمثيلية، وعلى الإرادة الشعبية، وعلى مصداقية وجدوى العملية الانتخابية، كما تهدد المشاركة في الحياة السياسية. وقد تساهم في تغول سلطة الوصاية باعتبارها سلطة الإحالة.

وتكثر في هذه الفترة (منتصف الولاية) ملتمسات إعمال مقتضيات المادة 64 من الظهير الشريف رقم 1.15.85 الصادر بتاريخ 07 يوليو 2015 بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 14-113 المتعلق بالجماعات المحلية، من قبل السادة عمال وولاة الجهات والأقاليم والعمالات، خاصة في خضم الحديث عن ضرورة تخليق الحياة السياسية وحماية المال العام، ومحاربة كل مظاهر التسيب في تدبير الشأن المحلي.

فما هي الإجراءات القانونية القبلية الواجب اتباعها من أجل مباشرة مسطرة عزل منتخب؟ وهل للقضاء الإداري دور في ممارسة رقابة على سلطة العزل؟

I. الإجراءات القانونية القبلية الواجب اتباعها لمباشرة مسطرة عزل المنتخبين.

إن سلطة الوصاية الموكول لها صلاحية عزل المنتخب ملزمة بالتقيد بمجموعة من الإجراءات الشكلية والمسطرية المنصوص عليها قانونًا عند إحالة طلبات عزل المنتخبين على المحكمة الإدارية المختصة. وخرق هذه الإجراءات يُعد أمرًا يترتب عليه عدم قبول الطلبات أو رفضها حسب الحالة.

وزارة الداخلية من جهتها سبق أن شددت من خلال دورية السيد وزير الداخلية رقم 50 D.17 بتاريخ 12 يناير 2022، بشأن مسطرة عزل منتخبي مجالس الجماعات الترابية من انتدابهم، على أنه “بالرجوع إلى مقتضيات مواد القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية سالفة الذكر، يتبين أنها حددت الإجراءات القانونية الواجب اتباعها من أجل مباشرة مسطرة عزل المنتخبين، مبنية على مجموعة من الإجراءات اللاحقة”.

ومن بين الإجراءات المتعلقة بعزل رئيس المجلس على سبيل المثال فإنه: “يتعين ‏مراسلته قصد تقديم إيضاحات كتابية حول الأفعال المنسوبة إليه والتي بجب على هذا الأخير‏ تقديم الجواب بشأنها، مع إرفاقه بالوثائق الإثباتية إن اقتضى الحال، وذلك داخل أجل عشرة (10) أيام من تاريخ توصله بطلب الإيضاحات المذكور”.

وتطبق نفس المسطرة مع الحرص على توجيه طلب الإيضاحات الكتابية إلى العضو المعني عن طريق رئيس المجلس وليس مباشرة.

وفي حالة عدم التوصل بجواب الرئيس أو النائب أو العضو المعني عن طلب الإيضاحات الكتابية بعد انصرام الأجل المذكور، فإنه يمكن إحالة ملف المعني بالأمر على المحكمة الإدارية قصد طلب عزل الرئيس أو النائب من عضوية المكتب أو المجلس أو عزل العضو من انتدابه بالمجلس.

1. أسباب وأسس الإحالة على القضاء الإداري.

إن المؤاخذات والمخالفات يجب أن تتسم بالخطورة الكافية التي تبرر طلب العزل، وأن تكون محددة وتشكل خرقًا لنصوص قانونية بعينها. كما يجب ألا تعتمد سلطة الإحالة على أسلوب التعميم والتعويم، لأن ذلك لا يتناسب مع طلب تفعيل عقوبة شديدة كالعزل.

علاوة على ذلك، يجب أن يتسم تقرير السلطة المحلية بالحياد، وألا يتضمن تجنيًا أو تهويلًا. فتقرير السلطة الذي يُستند إليه في طلب الإحالة على القضاء من أجل العزل يجب أن يكون محايدًا ودقيقًا في تقديم المعلومات والمفاهيم.

ولعل أهم الحالات الموجبة لتفعيل مسطرة العزل تتمثل في:

– التداول بشكل متعمد في كل نقطة مدرجة في جدول الأعمال والتي كانت موضوعًا لعرض تم تبليغه إلى رئيس المجلس، وتم إحالتها على القضاء الاستعجالي بالمحكمة الإدارية دون أن يتم البت فيها بعد.

– ارتكاب رئيس المجلس أفعالًا مخالفة للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل.

– ارتكاب عضو بمجلس الجماعة الترابية (غير الرئيس) أفعالًا مخالفة للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل، تضر بأخلاقيات المرفق العمومي ومصالح الجماعة الترابية، أو في حالة ربط عضو بالمجلس لمصالح خاصة مع الجماعة الترابية التي ينتمي إليها أو هيئاتها، أو أن يُمارس بصفة عامة كل نشاط قد يؤدي إلى تنازع المصالح.

– ممارسة عضو بالمجلس، باستثناء أعضاء المكتب، خارج دوره التداولي، المهام الإدارية للجماعة الترابية التي ينتمي إليها، أو توقيع الوثائق الإدارية، أو إدارة أو التدخل في تدبير مصالح الجماعة الترابية التي هو عضو بمجلسها.

– امتناع نائب رئيس مجلس الجماعة الترابية، دون عذر مقبول، عن القيام بإحدى المهام المنوطة به أو المفوضة له وفق المقتضيات المنصوص عليها في القوانين التنظيمية السالفة الذكر؛ أو رفض رئيس مجلس الجماعة تقديم استقالته استجابة لمطلب ثلثي أعضاء المجلس المزاولين لمهامهم، واتخاذ المجلس قرارًا بأغلبية (4/3) الأعضاء المزاولين مهامهم يقضي بتقديم طلب إلى عامل العمالة أو الإقليم من أجل إحالة الأمر على المحكمة الإدارية المختصة قصد طلب عزل الرئيس. غير أن هذه الحالة يُشترط في تفعيلها مرور ثلاث سنوات من مدة انتداب المجلس، وذلك بناءً على دورية السيد وزير الداخلية رقم 17830 بتاريخ 04 أكتوبر 2018.

2. الأجل الكافي واحترام حقوق الدفاع.

من المستقر عليها قانونا، وفقها، وقضاء، أن حقوق الدفاع، التي باتت مكرسة دستوريا، هي ضمانة جوهرية يجب احترامها وإلا اعتبرت أية قرارات أو إجراءات خارقة لها عديمة المشروعية، وهذا يشمل أولا إعلام المنتخب المعني بالأمر بالمنسوب إليه، ضمن وقائع محددة من حيث الزمان والمكان والتوصيف، وثانيا تمكينه من الاطلاع على الوثائق والملفات دون قيد أو شرط وثالثا تمكينه من أجل كاف للجواب وتقديم أوجه دفاعه.

وفي جميع الحالات لا يجوز اللجوء إلى المحكمة الإدارية إلا بعد إعطاء المعني بالأمر حق الرد، من خلال مراسلته لتقديم إيضاحات كتابية حول الأفعال المنسوبة إليه وأن تكون إجابته غير مقنعة ولا تستند على أي أساس قانوني أو واقعي، كما أن طلب العزل يجب أن يقتصر على الأفعال التي وردت في طلب الإيضاحات الكتابية الموجه إلى المعني بالأمر.

كما أن العمل القضائي داخل المحاكم الإدارية استقر على ضرورة تمكين المنتخب المهدد بعقوبات أو جزاءات من أجل معقول لإعداد دفاعه وعدم كفاية الأجل ينزل منزلة انعدامه، كما يحق للمنتخب المعني بطلب العزل الاطلاع على الوثائق التي تستند إليها سلطة الإحالة حتى قبل إحالة الملف على المحكمة، لأن المرحلة القبلية ليست مجرد إجراءات شكلية، وأجل عشرة أيام للاطلاع والجواب لا يمكن تنزيله منزلة العدم.

II. دور القضاء الإداري في ممارسة رقابة على سلطة العزل

يمارس القضاء الإداري رقابة على سلطة الإحالة من حيث صحة الوقائع، والتكييف القانوني لها، ومدى ملاءمتها مع الجزاء المطلوب. ويتأكد من صحة الوقائع وتكييفها القانوني، وكذلك من التناسب بين الوقائع والجزاء المطلوب، مع التأكد من وجود خرق خطير للقوانين، ثابت بما فيه الكفاية، ويضر بمصالح الجماعة ضررًا محققًا.

1. رقابة القضاء الإداري على سلطة الإحالة من حيث صحة الوقائع، والتكييف القانوني لها، ومدى ملاءمتها مع الجزاء المطلوب.

لقد كان المشرع حكيمًا عندما جعل سلطة العزل خاضعة لرقابة القضاء، حتى يتمكن من مراقبة الوسائل والأسباب المستند إليها، وتمحيصها وتقييمها، وكذلك مراقبة مدى ثبوتها. كما أن القضاء يراقب مدى التناسب بين الوقائع والجزاء المطلوب. وذلك لأن سلطة العزل ليست سلطة مطلقة، وإلا تحولت إلى مفسدة مطلقة.

لذلك، فإن إحالة منتخب على المحكمة الإدارية تكون خاضعة لرقابة هذه المحكمة، سواء من حيث صحة الوقائع التي تستند إليها سلطة الإحالة، أو من حيث التكييف القانوني الذي أصبغت به، أو من حيث مدى التناسب بين الوقائع والجزاء المطلوب، وهو العزل.

إن المشرع كان حكيما عندما جعل سلطة العزل تحت رقابة القضاء، حتى يتمكن من مراقبة الوسائل والأسباب المستند إليها وتمحيصها وتقييمها، ومراقبة مدى ثبوتها، وكذا تقييم مدى التناسب بينها وبين الجزاء المطلوب، لأنها ليست سلطة مطلقة، وإلا تحولت إلى مفسدة مطلقة.

لذلك فإحالة منتخب على المحكمة الإدارية خاضع لرقابة هذه المحكمة، سواء من حيث صحة الوقائع التي تستند إليها سلطة الإحالة أو من حيث التكييف القانوني الذي أصبغت به أو من حيث مدى التناسب بين الوقائع وبين الجزاء المطلوب هو العزل.

2. ممارسة القضاء الإداري لسلطته في التأكد من صحة الوقائع وتكييفها القانوني.

إن طلب العزل لا يجب أن يكون مرتكزا على شكايات كيدية، أو متسمة بالتدليس، أو تنسب للعارض أفعال هو بريء منها، غايتها ردعه عن القيام بواجبه، وإزاحته من المجلس.

ولذلك فإن اختيار سلطة الإحالة اللجوء إلى تكييف شكايات كيدية مفتقرة للإثبات والمصداقية، في إطار المادة 64 هو انحراف في ممارسة السلطة على مستوى التكييف، وتحريف واضح للقانون، ورغبة في الانتقام من المنتخب موضوع طلب العزل وردعه، عن القيام بواجبه على أكمل وجه، وهو المحق.

3. التناسب بين الوقائع وبين الجزاء المطلوب:

إن السلطة التقديرية المخولة للإدارة في الإحالة، سواء كانت في عدم الإحالة أو في الإحالة العادية أو الاستعجالية، أو بناءً على الفصل 64 أو الفصل 274، قد تؤدي إلى غلو يتهدد حقوق المنتخبين في غياب رقابة قضائية. وهذه الرقابة القضائية مهمتها هي إعادة هذا الغلو إلى رشده وإلزامه بجادة الصواب.

لذلك، فإن الرقابة القضائية لا تقتصر على التأكد من صحة الوقائع أو صحة التكييف القانوني لهذه الوقائع، بل تمتد أيضًا إلى التحقق من مدى التناسب بين الوقائع المدعى بها والجزاء المطلوب، وذلك لمواجهة إسراف سلطات الإحالة، ممثلة في بعض الولاة والعمال، في ممارسة هذه السلطة بشكل متعسف أو عبر سوء تقدير الجزاءات المناسبة.

فمن غير المعقول ولا المقبول أن يعمد والٍ أو عامل إلى عزل منتخب فقط استنادًا إلى وجود شكايات، أو بالأحرى وشايات من جهات لا صفة لها، ولا وجود لها، وأخرى كيدية.

وفي هذا السياق قضت المحكمة الإدارية في مصر في قرارها بتاريخ 11 نونبر 1961: “لئن كانت للسلطة التأديبية ومن بينها المحاكم التأديبية سلطة تقدير خطورة الدنب الإداري وما يناسبه من إجراء إلا أن مناط مشروعية هذه السلطة شأنها شأن أية سلطة تقديرية أخرى -ألا يشوب استعمالها غلو- ومن الغلو عدم الملاءمة الظاهرة بين درجة خطورة الدنب الإداري وبين الجزاء ومقداره…”.

4. شرط وجود خرق خطير للقوانين، ثابت بما فيه الكفاية، ومضر بمصالح الجماعة ضررًا محققًا.

لعل شرط وجود خرق خطير للقوانين، ثابت ثبوتا كافيا، ومضر بمصالح الجماعة ضررا محققا كشرط طالما استحضره العمل القضائي، وعلى سبيل المثال لا الحصر، بتاريخ 02 مارس 2010، قضية عمدة جماعة HENINBEAMONT، السيد DALONGEVILLE، التي بت فيها مجلس الدولة الفرنسي معتبرا:

أن “العمدة مس بشكل خطير بمصالح الجماعة بسبب إصراره على عدم الاستجابة لسنوات متوالية لتوصيات المجلس الجهوي للحسابات فيما يتعلق بتسيير الأملاك الجماعية وتدبير الميزانية ولوالي الجهة فقد اكتشف المجلس الجهوي للحسابات عقب تدقيق مالي عجزا حادا في حسابات الجماعة وأوصى بمخطط للتسوية لم يطبقه العمدة مما أدى إلى تدهور الوضعية المالية للجماعة إلى حد عجزها عن ضمان أداء نفقاتها الأساسية وتسديد ديونها، واعتبر مجلس الدولة ذلك خطأ جسيما ماسا بمصالح الجماعة ومبررا لقرار العزل”.

وفي قرار أخر لمجلس الدولة الفرنسي مؤرخ في 12 يونيو 1987 قضية CHALVET، “الوقائع الخارجة عن الوظيفة التي تبرر جزاء العزل يجب أن تكون من الخطورة بما كان كما هو الحال بالنسبة لغدان عمدة من أجل هتك عرض بمقتضى قرار قضائي نهائي”.

وفي قرار آخر لمجلس الدولة الفرنسي مؤرخ في 22 يونيو 1978، المتعلق بعمدة جماعة Saint Martin Guadaloupe رفض من خلاله مجلس الدولة الفرنسي إلغاء قرار عزل عمدة بالنظر إلى “خطورة الأفعال المرتكبة من طرفه والتي من بينها تزوير سجل مداولات المجلس البلدي”.

أما قرار مجلس الدولة الفرنسي الصادر بتاريخ 12 مارس 1969 والمتعلق بعمدة جماعة GASTINS، والذي طلب فيه والي “سين إميرون” عزل العمدة بدعوى ارتكابه تقصيرا واختلالات عند تطبيق التشريع المتعلق برخص البناء فقد اعتبر مجلس الدولة أن: “ملف القضية خال مما يثبت الاختلالات المنسوبة للطالب، وأنه ليس من شأنها العزل، الذي لا يمكن أن يكون مؤسسا إلا بعد إثبات جميع الاختلالات المنسوبة للطاعن إثباتا كافيا ويقينيا”.

وبالتالي يكون غياب الإثبات للوقائع وللضرر، وغياب وقائع تكتسي خطورة استثنائية، مبررا كافيا لتقول المحكمة الإدارية برفض الطلب.

5. إمكانية تفنيد ودحض مؤاخذات سلطة الإحالة بوسائل قانونية مقبولة ومعتمدة:

إن المحكمة الإدارية، التي يعرض أمامها طلب العزل، ملزمة بالتحقق من المبررات والأسباب التي استند إليها هذا الطلب.

فإذا كانت الدوافع سياسوية ضيقة الهدف منها النيل من شخص المنتخب وكرامته، والتأثير عليه لثنيه عن أداء واجبه ومهامه في ممارسة الشأن العام المحلي، مثل مؤاخذته على حضور أشغال بعض اللجان دون صفة، في حين أن القانون لا يمنعه من ذلك، فإن ذلك يُعد مبررًا كافيًا لرفض طلب العزل.

فمقتضيات النظام الداخلي غالبا ما تنص على الإمكانية والحق “لكل عضو بالمجلس الجماعي في حضور جلسات اللجان وإن لم يكن عضوا بها، وله أن يبدي آراءه بصفة استشارية بعد استئذان رئيس اللجنة ودون أن يكون له الحق في التصويت”.

نعتقد أن المشكلة قد لا تكون بالضرورة مرتبطة بسوء النية أو بالفساد الذي يتوجب محاربته، بقدر ما قد تكون متعلقة بسوء التدبير الناتج عن ضعف التكوين. فالأحزاب السياسية والمشرع يتحملان مسؤولية كبيرة في هذا الأمر، حيث أن معظمها عارض بشدة اشتراط حد أدنى من التكوين للترشح في الانتخابات.

فمن غير المعقول أن نشترط حدًا أدنى من التكوين في جميع المهن والوظائف، باستثناء تمثيل المواطنين وتسيير الجماعات المحلية، التي تبقى متاحة لأي كان بغض النظر عن مستواه الدراسي. فلا يعقل تمكين مواطنين دون مستوى دراسي من تسيير جماعة محلية، بما في ذلك ماليتها ومواردها البشرية وعقودها وغيرها من الالتزامات التي تقع على عاتق المنتخب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Categories
أعمدة الرآي مجتمع

الْيَوْم الْعَالَمِي لحُقُوق الْإِنْسَان 10 دجنبر فِلَسْطِين…هُنا تَنْتَهِي الْإِنْسانِيَّة وتَسْقُط كُلّ الْحُقُوق

عبد الإله شفيشو/فاس

صدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كأول وثيقة حقوقية دولية تمثل فهما مشتركا للبشرية حول شكل العالم المأمول بعد الحرب العالمية الثانية حيث يقول الإعلان المؤلف من 30 مادة في مادته الأولى:(يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق وهم قد وُهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء)، ويحتفي العالم باليوم بالذكرى 76 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي إعتمدته الجمعية العامة للأمم سنة 1948 وهي نفس السنة التي سقطت فيها حقوق الشعب الفلسطيني رسميا لحساب إعلان عن قيام دولة كيان غير شرعي في قلب الوطن العربي.

10 دجنبر 2024 يسقط فيه عن أبسط حقوق الإنسان أمام ما يشهده العالم اليوم من جرائم بشعة ومجازر مروعة وحرب إبادة جماعية يتعرض لها الفلسطينيون في غزة الجريحة ويوم يستحي فيه أحرار العالم والشرفاء من ذكر الحقوق والإنسانية أمام إدعاءات الغرب على مدى القرنين الماضيين وإفتخارهم بالديمقراطية والإنسانية ديمقراطيات غربية تساوي بين الجلاد والضحية وتبرر لمغتصبي الأرض والإنسانية التقتيل والتنكيل والتهجير، ديمقراطيات تعتبر المقاومة إرهابا وتستخدم حق النقض (الفيتوvéto ) لوقف عدوان أعمى ومحرقة وهولوكوست Holocauste لا يفرق بين رضيع وصبي أو إمرأة أو مسن أو طواقم طبية ولا يفرق بين مأوى أو مستشفى أو مدرسة ويعتبرهم أهدافا شرعية لقنابله وصواريخه دون أدنى إهتمام لقرارات أممية أو محكمة الجنايات الدولية أو رأيٍ عالميٍ غاضب خرج بالملايين عبر كبرى العواصم للتنديد بالإبادة الجماعية لسكان غزة.

10 دجنبر 2024 تناقلت فيه مئات الحسابات على مواقع التواصل منشور الأكاديمي اللبناني الأستاذ القانون الدولي بالجامعة اللبنانية البروفسور “كميل حبيب” الذي عكس خيبة أمل كبيرة في إمكانية تطبيق آليات العدالة الدولية بفلسطين في ظل الإنحياز الدولي الغربي الكبير لصالح الإحتلال الإسرائيلي، وكان قد نشر على حسابه بمنصة إكس بدايات هذه الحرب على غزة إعتذارا موجها لطلابه حول ما وصفه بالتشدد في تدريسهم مقررات القانون الدولي قائلا: (أعتذر من طلابي لأنني كنت متشددا في تدريس مقررات القانون الدولي القانون الدولي الإنساني، منظمة الأمم المتحدة، فبعد الجرائم الصهيونية لم يعد هناك حاجة لتدريس هذه المقررات، فحق القوة سيد العالم) ، فالحرب الصهيونية على غزة قد أفرغت مصادر العدالة الدولية من مضمونها وفي قدرة المنظمات الدولية الراعية للقانون الدولي على الإنتصار للحق الفلسطيني وأن القانون الدولي يتم تجييره لصالح القوى الكبرى بعد مرور 76 عاما على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

10 دجنبر 2024 ينعقد إحتفال بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد فشل لمجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قرار للمطالبة بوقف إطلاق النار بسبب حق النقض(الفيتو véto) الذي مارسته الولايات المتحدة حيث تسبب التدخل الأميركي المعتاد لصالح الإحتلال عبر عقود طويلة في إفلات إسرائيل من العقاب وإفشال تطبيق مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وما نتج عنه من آليات قانونية دولية لمنع إنتهاكات حقوق الإنسان، ف(الفيتو véto) الأميركي مثّل على الدوام تراجعا لتطبيقات القانون الدولي ويطرح القوة كبديل لآليات العدالة الدولية والقانون الدولي الإنساني يخضع لإزدواجية المعايير وفلسطين مثال صارخ على ذلك في ظل وجود فجوة بين الشعار والتطبيق، ويأتي هذا في وقتٍ تُمارس فيه واحدة من أفظع عمليات الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على يد جيش الإحتلال الإسرائيلي في ظل غطاء دولي وإنتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني.

Categories
أعمدة الرآي

سيدي معروف: تحديات العشوائية والحاجة إلى مكافحة الرشوة

بقلم فيصل باغا

تُعاني منطقة سيدي معروف في مقاطعة عين الشق بالدار البيضاء من تناقضات سكانية واجتماعية واضحة، حيث يشهد النمو السكاني المستمر وجود أنواع متعددة من السكن، تتراوح بين المنازل الراقية والأحياء العشوائية. ورغم المشاريع الكبرى التي تُعزز من هذا النمو، إلا أن مظاهر العشوائية لا تزال تسيطر على المشهد، مع انتشار أحياء الصفيح والعربات المجرورة بالدواب في شوارع المنطقة.

ورغم الأوامر الملكية الرامية إلى ضبط هذا الانتشار العشوائي، فإن هناك حاجة ملحة للتصدي للفساد الذي يعرقل جهود التنمية. إن التغاضي عن هذه الظواهر يعيق تنفيذ السياسات التي تهدف إلى تحسين الوضع المعيشي للسكان.

يتطلب الأمر تدخلاً عاجلاً من الجهات المسؤولة لإيجاد حلول فعّالة تضمن تطوير سيدي معروف بشكل يتماشى مع احتياجات سكانها، ويعزز من صورتها كمقاطعة حضرية متكاملة. يجب أن تكون مكافحة الرشوة جزءاً أساسياً من هذه الجهود لضمان تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.

Categories
أعمدة الرآي متفرقات

نادية بزندفة تدعو لتمثيلية النساء في هيئات المحامين

بقلم ابراهيم افندي

في خطوة تعكس التزامها بحقوق النساء، طالبت نادية بزندفة، عضو الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة، خلال سؤال شفوي موجه لوزير العدل، بإقرار تمثيلية فعالة للنساء داخل مجالس ومكاتب هيئات المحامين بالمغرب.

وأشارت بزندفة إلى أن البلاد تسعى لتحقيق مبدأ المناصفة، كما نص عليه دستور المملكة والفصل 19 منه، بالإضافة إلى التزامات المغرب الدولية. ورغم ذلك، لا تزال تمثيلية النساء في بعض الهيئات محتشمة أو معدومة، مما يتناقض مع الجهود المبذولة لتحقيق المساواة.

تأتي هذه المطالب في وقت يتطلع فيه المغرب إلى تعزيز مشاركة النساء في مختلف المجالات، بما في ذلك قطاع المحاماة، لضمان تمثيلهم الفعال في الدفاع عن حقوق وحريات المواطنين.

Categories
أعمدة الرآي

حاتم حبيبي: وجه شاب يشق طريقه بثبات نحو النجومية بين الإنتاجات المغربية والعالمية

بقلم: عبد المجيد مقبول

في عالم الفن السينمائي والتلفزيوني، يبرز اسم حاتم حبيبي، الشاب المغربي الذي وُلد في مدينة الدار البيضاء، كواحد من أبرز الوجوه الجديدة التي تسعى نحو النجومية. في سن الثالثة والثلاثين، يحمل حاتم في جعبته خبرة واسعة كمساعد كاستينغ، حيث ساهم في العديد من الإعلانات والأفلام الأجنبية والمسلسلات المغربية.

يعمل حالياً على تجهيز عدد من الأعمال الدرامية التي تجمع بين الأصالة المغربية والتوجهات العالمية، مما يعكس إيمانه بأهمية دمج الثقافات في الفنون. إن شغفه الكبير وإصراره على النجاح يجعلان منه شخصية ملهمة للعديد من الشباب الطموحين في المغرب وخارجه.

حاتم حبيبي ليس مجرد مساعد كاستينغ، بل هو رمز للتفاني والعمل الجاد في مجال الإنتاج الفني. مع كل مشروع جديد، يضع بصمته الخاصة، مما يجعله أحد الأسماء التي ينتظرها الجمهور بشغف في المستقبل القريب.

Categories
أعمدة الرآي

مركز التخييم بوزنيقة : يوميات مديرة المركز السيدة كريمة”

مع الحدث حكيم السعودي

 

في رحاب مركز التخييم ببوزنيقة، تبدو الأشياء معقدة للبعض، لكنها بسيطة في إدراك السيدة كريمة، المديرة الحكيمة لهذا المكان. عينها الثاقبة تلحظ كل المؤثرات المحيطة بها، وتحليلها العميق يجعلها تتعامل مع الأمور بشفافية وروح طيبة. ما يجعلها قادرة على استشعار الفروق الدقيقة التي تحكم إدراك الناس وقراراتهم، دون أن تبتعد عن المسار الطبيعي لعملية التفكير قد تسبب اختلافات إدراك الأشياء بين الناس اختلافات في آراءهم ووجهات نظرهم. هذا الاختلاف طبيعي، فالإنسان دائمًا يدور حول حدود إدراكه، وأينما دار، ولكن في طريق العلم، يجب أن يكون الإنسان أكثر احترازًا تجاه المؤثرات الزائفة التي يمكن أن تضلل هذا الإدراك. و في رحاب المركز، تتجلى صفات السيدة كريمة بوضوح. برفقة الجمعية، هي شمس مشرقة نهارًا، تسعى لتوفير كل احتياجاتها بأسلوبها البسيط والمباشر، رغم كاميرات المراقبة التي تلاحق خطواتها. تقوم بالجولات الاستطلاعية، مبتسمة دائمًا، دون أن تضع ستارًا أو تتخفى خلف قناع. إنها شمس تسعى لإضاءة المكان في كل زمان، بنورها الذي ينعكس في صفاء أخلاقها وتواضعها العميق.تلك المرأة المخلوقة من مزيج نادر من الفلسفة والعلم والحكمة، تجمع بين فلسفات هابرماس وهايدجر وروسو، وكتابات جبران خليل جبران، وفكر كوتلر وماكيافيلي. إنها تطبق كل هذه المدارس بذكاء في إدارة المركز، وتوظف علم الاجتماع والنفي بشكل رائع في التعامل مع الجمعيات، مما يجعلها قدوة حسنة للجميع.

كريمة مديرة مركز التخييم بوزنيقة هي سيدة تعيش بكل ما أوتيت من قوة، بكل سمو الأخلاق وحب الطفولة والشباب. تستقبل الجمعيات بابتسامة دافئة وتودعهم كذلك، وكأنها الشمس التي لا تغيب، المضيئة دائمًا بفضل طاقتها الإنسانية النبيلة وروحها المشرقة. إنها فلسوف عصرها بحق، تعمل في وضوح وشفافية، تقف شامخة مثل قمة جبل لا يتزعزع، تقدم للعالم نموذجًا يحتذى به في الكرم والعطاء والحنان.واليوميات هنا هي محاولة لتوثيق رحلة يومية معها، كيف تضيء المكان في كل صباح، وكيف تمثل رمزًا للأمل والتفاؤل رغم كل الصعاب. هي روح هذا المركز، تسعى لتجعله مكانًا أفضل للجميع، وهذا ما يجعلها حقًا تستحق كل تقدير واحترام.

في كل صباح، تشرق السيدة كريمة كشروق الشمس لتبدأ يومها بحيوية وأمل، حاملة في قلبها رسالة واضحة: خدمة الآخرين وتوفير كل ما يحتاجونه بسخاء وابتسامة. ابتسامتها الدافئة والمشرقة هي شمس هذا المكان، تزرع الأمل وتمنح القوة لجميع من حولها. هي تتعامل مع الجميع بحب واحترام، دون أن تميز بين أحد، تمنح الجميع فرصًا متساوية للوصول إلى ما يريدون، وكأنها تدرك أن لكل شخص قصة واحتياجات خاصة.اما أوقات العمل في المركز تتوزع بين متابعة شؤون الجمعية، والإشراف على أنشطة التخييم، وتنظيم الفعاليات التعليمية والثقافية. ورغم كثافة هذه المهام، فإن كريمة دائمًا ما تبقى هادئة ومتزنة، دون أن تتأثر بمشاكل الأعضاء أو الظروف الصعبة التي قد تواجههم. إنها تعلم أن قلب المركز ينبض عندما يكون الجميع على توافق وانسجام، ولذلك تعمل على خلق بيئة داعمة ومحفزة، تشجع على العمل الجماعي والتعاون.

إحدى الصفات الفريدة في كريمة هي قدرتها على التفكير خارج الصندوق. فهي لا تكتفي بتطبيق الأفكار التقليدية، بل تسعى دائمًا لتطوير وتنويع الأنشطة. تبتكر برامج جديدة تهدف إلى تعزيز الروح الجماعية بين الأطفال والشباب، وإكسابهم مهارات جديدة تساعدهم على مواجهة تحديات الحياة. وهذا يظهر بوضوح في برامجها الفنية، الرياضية، والثقافية التي تنظمها بانتظام، والتي تغرس قيم التعاون والصداقة والاحترام في نفوسهم.و علاقتها بالأعضاء والجمعيات ليست مجرد علاقة إدارية، بل هي علاقة إنسانية بامتياز. تتسم بالدفء والصدق، لا تخفي وراءها أي مصالح شخصية، بل تسعى لتحقيق مصلحة الجميع. في لحظات الضيق، تجدها دائمًا تفتح قلبها للآخرين، تمنحهم نصائحها الحكيمة، وتستمع إليهم بإنصات صادق. في واقع الأمر، هي حائط صد لكل من يلجأ إليها، تقدم العون والمشورة بلا حدود.

كريمة تجمع بين الفلسفة والتجربة الإنسانية في إدارتها للمركز. فهي توازن بين معارفها المستمدة من الفلاسفة العظماء مثل هابرماس وهايدجر وروسو، وبين التجربة الحياتية الثرية التي اكتسبتها على مر السنين. هذا الدمج الفريد يجعل منها مديرة مرموقة تتمتع بقدرة استثنائية على التعامل مع الأزمات واتخاذ القرارات الحكيمة. هي تعرف متى تتحدث ومتى تصمت، كيف تزرع الأمل ومتى تكون صارمة، متسلحة بثقتها وحكمتها التي تجعلها قائدة حقيقية.في يومياتنا، أستمتع بالتأمل في تلك اللحظات النادرة التي أقضيها معها. تلك اللحظات التي أتعلم منها الكثير، كيف يمكن للإنسان أن يكون مصدرًا للنور في حياة الآخرين، وكيف يمكن أن يكون ملهماً دون الحاجة إلى الكلام. هي شمس تحترق لتضيء للآخرين، تُشعل فينا الشغف بالحياة والعمل. كريمة ليست مجرد مديرة، بل هي مرآة تعكس لنا قيمة العطاء، وهي تجسد كل ما نحلم به من إنسانية وحنان.بهذا الشكل، تجعل كريمة حياتنا في المركز أكثر إشراقًا، وتحول الأوقات الصعبة إلى فرص للنمو والتطور. هي رمز للقدوة الحسنة، تمنحنا دروسًا يومية في البساطة والإخلاص، في الخدمة والعطاء، وفي كيفية مواجهة التحديات بتفاؤل وثبات. إنها السيدة التي تضيء المكان وتلمع في حياتنا مثل القمر المضيء، وتبقى دوماً في قلوبنا رمزًا للخير والجمال.

في خضم رحلتنا اليومية في المركز، تبقى كريمة مصدرًا للإلهام المستمر. تعكس بشخصيتها المتوازنة الحكمة التي تكتسبها من فلسفات متعددة، تلتقي فيها التجربة الإنسانية بعمق الفكر الفلسفي. تجيد كريمة المزج بين هذه العناصر لتقديم رؤية جديدة ومبتكرة في كل ما تقوم به. من خلال سعيها لتحقيق التميز، تنجح في استيعاب احتياجات الأفراد والتكيف مع التغيرات المحيطة، دون أن تفقد جوهر فلسفتها التي تقوم على العطاء بدون حدود.ما يجعل كريمة فريدة هي قدرتها على الاستماع بعناية، دون أن تفرض آراءها على الآخرين. تستمتع بالتعلم من كل فرد، تتعلم منهم وتجعلهم جزءًا من تفكيرها المستمر. تعلم أن كل شخص لديه حكمة خاصة، وكل فكرة جديرة بأن تُستمع إليها. في مركزها، تستقبل كل الأصوات بعناية، وتعزز الشعور بالانتماء والاحترام المتبادل. إنها ليست فقط مديرة، بل هي صديقة للجميع، تجعل من المركز بيتًا للجميع، ملجأ يشعر فيه كل شخص بالأمان والتقدير.وفي لحظات التحدي، تتجلى قوة كريمة. إنها لا تهاب المواقف الصعبة، بل تواجهها بشجاعة وثبات. تمتلك الحكمة اللازمة لتجاوز العقبات بحكمة، وتعلم أن الحياة تتطلب المرونة والصبر. حتى في أصعب الأوقات، تجد فيها الأمل، تعلم أن كل مشكلة تحمل في طياتها فرصة للتعلم والنمو. بشجاعتها وحكمتها، تلهم الجميع حولها أن ينظروا إلى المستقبل بعقلية إيجابية، وأن يستثمروا في تجاربهم كفرص للنمو والتطور الشخصي.إن تلك الدروس اليومية التي تقدمها كريمة تجعل من مركز التخييم أكثر من مجرد مكان للتعلم والنمو. إنها مساحة للأمل والإيمان بالقدرات الإنسانية. من خلال فلسفتها الفريدة، تعلمنا كيف يمكن للإنسان أن يكون مصدرًا للإشعاع والدفء في حياة الآخرين. تتجلى قوتها من خلال قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص، ورؤية الخير في كل شيء. هذه الفلسفة تشع من خلال معاملتها اللطيفة، والمشاعر الإيجابية التي تبثها في المكان، مما يجعل من المركز مكانًا مميزًا يفيض بالحياة والطاقة.

كريمة توازن بين الجانب الإداري والفكري بمهارة، فهي تمثل الرابط بين الماضي والحاضر، بين النظرية والتطبيق. تعمل على تنفيذ الأفكار الفلسفية بأسلوب عملي ينعكس بشكل مباشر على حياة الأفراد في المركز. بتوجيهها، يتحول المركز إلى مختبر لتجارب الإنسان، مساحة لتعلم الحياة. هي تساهم في بناء جيل قادر على التفكير النقدي والإبداعي، وعلى بناء علاقات إنسانية قائمة على الاحترام والتفاهم. ما يجعل كريمة مرجعًا دائمًا لنا جميعًا، ليس فقط في الجانب الإداري، بل أيضًا في كيفية النظر إلى الحياة بشكل عام. هي تذكرنا بأن القوة الحقيقية ليست في السلطة، بل في العطاء والثقة بالآخرين. من خلال أفعالها اليومية، تعلمنا كيف يمكن للمرء أن يكون مصدرًا للخير، وكيف يمكن للحياة أن تكون رحلة مستمرة للنمو والتطور. في هذا الضوء، تظل كريمة مصدرًا للإلهام لنا جميعًا، تجسد نموذجًا يحتذى به في العطاء والبساطة والحكمة.ان يومياتي مع كريمة ليست مجرد سجلات عن الأحداث اليومية في المركز، بل هي تأملات في فلسفة الحياة والعلاقات الإنسانية. إنها رحلة في عالم من الحكمة والعطاء، تتجلى فيها الجمال والفكر، والصداقة والإخلاص. من خلالها، أتعلم كيف يمكن للمرء أن يكون مصدرًا للإلهام، وكيف يمكن تحويل التحديات إلى فرص للنمو. كريمة ليست مجرد مديرة، بل هي روح المكان، الحاضنة والموجهة، التي تجعل من المركز مكانًا مميزًا يجمع بين العلم والعمل، الفلسفة والحياة.

في هذه الرحلة اليومية مع السيدة كريمة، أجد نفسي مدفوعًا بالامتنان والإلهام. حياتها وحكمتها تجعل من مركز التخييم ليس مجرد مكان للعمل، بل هو ساحة للتعلم، النمو، والتواصل الإنساني. من خلالها، أدرك أهمية العطاء والإخلاص، وكيف يمكن للفكر الفلسفي أن ينغرس في الممارسات اليومية، ليؤسس لبيئة تتسم بالاحترام المتبادل والتفاهم العميق.كريمة هي نموذج يحتذى به في البساطة والإخلاص، تعلمنا أن القوة الحقيقية تأتي من العطاء بلا مقابل، وأن الأثر الحقيقي لا يُقاس بالسلطة، بل بتأثير الشخص على الآخرين. في كل ابتسامة، وكل نصيحة، وكل خطوة تقوم بها، تزرع الأمل والثقة، وتخلق جسورًا بين الأفكار والقيم، لتعزز من قوة المركز كمنارة للعلم والخير.

ستظل كريمة مثالًا حيًا على الإنسان الحقيقي، الذي يجمع بين الفكر والعمل، بين النظرية والتطبيق، وبين العلم والفن. هي الدليل على أن القائد ليس فقط من يمتلك السلطة، بل من لديه القدرة على التأثير وإحداث التغيير، في عالمنا المعاصر. في كل لقاء معها، أتعلم درسًا جديدًا في الحياة، وكيفية بناء مجتمع يتسم بالتعاون، العطاء، والاحترام المتبادل. أؤمن بأن وجود كريمة في حياتنا يجعل من مركز التخييم مكانًا مميزًا، مليئًا بالأمل والإلهام، ويجعل من أوقاتنا فيه مغامرة معرفية وإنسانية لا تُنسى. هي تذكرنا دائمًا بأن العطاء بدون حدود هو الطريق لتحقيق السعادة والنمو، وأن الحكمة تأتي من العيش بإخلاص وانفتاح على الآخرين. في هذا العالم الذي يتسارع، تظل كريمة نجمًا مضيئًا، تواصل إشراقها في حياتنا، وتظل مرجعًا لنا جميعًا في كيفية عيش حياة ملؤها الإلهام والعطاء.

في كل صباح، تبدأ السيدة كريمة يومها في مركز التخييم ببوزنيقة بابتسامة دافئة، وكأنها شمس لا تغيب، تنير الطريق وتبث روح التفاؤل في كل من حولها. تدير المركز بذكاء وحكمة، تجعل من كل تحدٍّ فرصة للتعلم ومن كل عقبة بداية جديدة. هنا، الحياة ليست مجرد جداول زمنية أو مهام إدارية باردة، بل هي مزيج متوازن بين الإنسانية، العلم، والفلسفة التي تعيشها كريمة في كل لحظة.

منذ توليها إدارة المركز، استطاعت كريمة أن تحول المكان إلى نموذج يحتذى به في العمل الجماعي والتنظيم الإداري. فهي ليست مديرة تقليدية تراقب الأداء وتصدر الأوامر فقط، بل هي قائدة بالفطرة، تسعى لفهم احتياجات الجميع من أطفال وشباب وجمعيات. كل خطوة تخطوها تُظهر التزامها الراسخ بتحقيق الأهداف، دون أن تتجاهل العنصر الإنساني الذي يمثل جوهر فلسفتها. تُشرف على الأنشطة بعين ناقدة وروح متحمسة، تخلق بيئة تجمع بين الترفيه والتعليم، حيث يصبح الأطفال والشباب قادرين على اكتساب مهارات جديدة والتعبير عن أنفسهم بحرية.

ما يميز كريمة عن غيرها هو قدرتها الفريدة على التفكير خارج الصندوق، فهي لا تكتفي بتطبيق الأساليب التقليدية في الإدارة، بل تسعى لتطوير رؤية شاملة تتجاوز مجرد الإنجاز المؤقت. تحرص على تنويع الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية، مدركة أن تنمية الروح الجماعية وبناء الشخصية لا يمكن أن يتم من خلال منهج أحادي. برامجها الإبداعية تعكس فهمًا عميقًا لاحتياجات الشباب والمجتمع، وتجسد قدرتها على التوفيق بين النظرية والتطبيق.

لكن نجاح كريمة لم يكن مجرد حظ أو نتيجة عشوائية، بل هو نتاج مزيج نادر من الفلسفة والتجربة الإنسانية. تأثرت بكتابات فلاسفة مثل هابرماس وهايدجر، واستلهمت من أفكارهم كيفية التفكير النقدي وبناء التواصل الإنساني. كما وجدت في كتابات جبران خليل جبران إلهامًا يعزز نظرتها العميقة للحياة. دمجت بين كل هذه الرؤى وبين تجاربها الحياتية، لتقدم نموذجًا متفردًا في القيادة والإدارة. قراراتها تأتي مدروسة بعناية، متزنة، تراعي جميع الأطراف دون أن تفقد حسها الإنساني.

رغم الضغط الكبير الذي يرافق عملها، تبقى كريمة رمزًا للهدوء والثبات. في لحظات الأزمات، تتحول إلى صخرة صلبة، تتعامل مع المشكلات بحكمة وصبر، تجعلها مصدر أمان وثقة للجميع. تُنصت إلى الآخرين باهتمام حقيقي، تحلل احتياجاتهم وتقدم لهم الحلول دون أن تفرض رأيها. علاقتها بالجمعيات ليست مجرد علاقة مهنية، بل هي علاقة إنسانية تقوم على الاحترام المتبادل والشفافية. هذا ما يجعلها قريبة من الجميع، حيث يشعرون أنها صديقة ومرشدة قبل أن تكون مديرة.

إن دور كريمة في المركز لا يقتصر على توفير بيئة مريحة للعمل، بل يمتد ليشمل بناء ثقافة تعاونية وشاملة. تؤمن أن النجاح لا يمكن أن يكون فرديًا، بل هو نتاج عمل جماعي متماسك. لذلك، تسعى دائمًا لتعزيز قيم التعاون، الصدق، والمسؤولية بين الأفراد. تُحفّز فريقها على الإبداع، وتفتح لهم أبواب المشاركة الفعّالة، ما يجعل المركز نموذجًا صغيرًا لمجتمع متكامل، حيث يتعلم الجميع كيف يمكن للعمل المشترك أن يحقق المستحيل.

على الرغم من أنها تعمل تحت ضغط الكاميرات والمراقبة المستمرة، إلا أنها لا تتخلى عن طبيعتها البسيطة والمباشرة. لا تختبئ خلف أقنعة، بل تواجه كل شيء بصدق وشجاعة. هذا الصدق ينعكس في كل قرار تتخذه وفي كل تفاعل تقوم به. هي تدرك أن القيادة ليست في فرض السلطة، بل في بناء الثقة وإلهام الآخرين ليكونوا أفضل نسخ من أنفسهم. هذه الفلسفة جعلتها مصدر إلهام للكثيرين، حيث لا ينظرون إليها كمديرة فقط، بل كنموذج إنساني يُحتذى به.

وسط كل هذه الإنجازات، لا تفقد كريمة توازنها الداخلي. فهي تعرف كيف توازن بين العمل والحياة الشخصية، وبين المثالية والواقعية. تدرك أن النجاح الحقيقي يكمن في الاستمرارية والقدرة على التكيف مع التغيرات. لذلك، لا تخشى التحديات، بل تستقبلها كفرص للتعلم والتطور. هذه الروح المتفائلة هي ما يجعلها قادرة على مواجهة الصعاب بابتسامة، وإضاءة المكان بنورها الإنساني.

في كل يوم يقضيه الاطر التربوية في المركز، يتعلمون من كريمة دروسًا جديدة خلال النقاش النستفيض . تعلمهم أن القيادة ليست منصبًا، بل مسؤولية تجاه الآخرين. وأن القوة ليست في السيطرة، بل في العطاء والإلهام. هي مثال حي على كيف يمكن للإنسان أن يكون مصدرًا للخير والنور، وكيف يمكن أن تصبح الحياة أكثر إشراقًا بفضل الإيمان بقيمة العمل الجماعي والإخلاص في كل ما نقوم به. كريمة ليست فقط مديرة مركز، بل هي روح المكان، الرمز الذي يجعل من مركز التخييم ببوزنيقة أكثر من مجرد مساحة عمل، بل عالمًا ينبض بالأمل والتفاؤل.

Categories
أعمدة الرآي جهات

المحكمة تقضي ب 3 سنوات حبس نافذ في حق ” ولد الشينوية “

كوثر لعريفي

قضت المحكمة الابتدائية بعين السبع في الدار البيضاء، بإدانة التيكتوكر المثير للجدل “ولد الشينيوية” بالحبس 3 سنوات نافذة.كما قضت المحكمة بإدانة الطرف الآخر “بنت عباس” بالحبس عامين ونصف، فيما أدنت كل من أم “ولد الشينوية” وثلاث من أخواته بـ 6 أشهرنافدة.

وخلال جلسة اليوم التي امتدت لأكثر من 8 ساعات، مواجهة حادة بين أطراف القضية، حيث تم استعراض التهم الموجهة للمتهمين ومرافعات الدفاع، بينما قدمت النيابة العامة حججها مطالبةً بتطبيق أشد العقوبات الممكنة.

وفي مرافعتها، شددت النيابة العامة على ضرورة فرض عقوبات صارمة بحق المتهمين، معتبرةً ذلك وسيلة لتحقيق الردع الخاص والعام في وجه المتجاوزين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد وكيل الملك أن ظاهرة التشهير والإساءة التي تفشت عبر هذه المنصات تُعد دخيلة على أخلاق المجتمع المغربي، مشيرًا إلى أن هذه السلوكيات تضر بالحياء العام وتُهدد الأمن الأخلاقي للمواطنين.

وأوضح أن التهم المتعلقة بالسب والقذف والتشهير ثابتة بحق المتهمين، مستندًا إلى محاضر الضابطة القضائية والتسجيلات المصورة التي تُوثق الأحداث.

أما فيما يتعلق بالتنازل الذي دفع به دفاع المتهمين، فقد أكد وكيل الملك أنه لا يؤثر قانونيًا على مسار القضية، مُبرزًا أن الجرائم المنسوبة إليهم تتجاوز نطاق الصلح وتتعلق بتهديدات تمس النظام الأخلاقي والاجتماعي

Categories
أعمدة الرآي

أركابي والشريف ورؤساء جماعات من تلوينات سياسية مختلفة في ضيافة الشبشالي واش غايدخلو معاه للحزب ؟

مع الحدث رشيد كداح

لقد حل الفاعل السياسي حسن أركابي ورئيس جماعة صفرو الشريف في لقاء ” الشبشالي ” اللي دار الأبواب المفتوحة حيث عاينت جريدة مع الحدث حضور رئيس جناعة بئر طمطم و رئيس سيدي خيار الإستقلالي العياشي وكذلك البرلماني السابق صمصام .

وفي توزيع حصة المداخلات كانت لأركابي مداخلة تنوه بالعمل الذي يقوم به الشبشالي سياسيا وتنمويا وفي دات السياق طرح رشيد أحمد الشريف مداخلة خص في جزء منها حديثة عن الوضع السياسي و الدكاكين السياسية وبدوره نوه بالندوة العلمية و اللقاء الذي إعتبره ناجحا ومثمرا في الحقل العلمي .

في هذا الصدد وبعد حضور هذه الأسماء والوجوه هل سيكون هناك إنخراط فعلي وإنضمام مبدئي في الحزب لتشهد الأحزاب الأخرى هجرة سياسية بعد بروز مسار الأصالة والمعاصرة بالإقليم ؟

Categories
أعمدة الرآي

حق الرد: توضيحات اتحاد الملاك المشتركين بالمركب التجاري العصري بلبكار

عادل بلبركة نائب وكيل اتحاد الملاك المشتركين بالمركب التجاري العصري بلبكار

في إطار حق الرد المكفول قانونياً، أوضح المتحدث الرسمي باسم اتحاد الملاك المشتركين للمركب التجاري العصري بلبكار أن المعلومات المتداولة مؤخراً بشأن أعمال السانديك هي معلومات مغلوطة ولا تعكس الحقيقة. وأكد أن جميع الأنشطة والإجراءات المتعلقة بالمركب تتماشى مع القوانين المعمول بها وتمر عبر المساطر القانونية الصحيحة.

كما أشار المتحدث إلى أن نظام الملكية المشتركة ينظم كيفية معالجة النزاعات، وأن أي خلاف يجب أن يتم حله عبر الجهات القضائية المختصة وليس من خلال نشر ادعاءات غير دقيقة. وأضاف أن جميع القرارات المتعلقة بالتراخيص والتطوير قد تمت الموافقة عليها من قبل الملاك خلال الاجتماعات العامة.

في ختام التصريح، دعا المتحدث الرأي العام إلى التحقق من المعلومات قبل تداولها، مؤكداً التزام الاتحاد بالحفاظ على سمعة المركب التجاري وضمان مصالح جميع الملاك.

رابط النقال :المقال المقصود