Categories
أعمدة الرآي

سيدي معروف أولاد حدو: وعود انتخابية حبر على ورق

بقلم: فيصل باغا

مع مرور نصف فترة الولاية الانتخابية، يبدي سكان سيدي معروف أولاد حدو استياءً كبيرًا من عدم تحقيق الوعود الانتخابية التي أطلقها المرشحون. ورغم التطلعات الكبيرة لتحسين الأوضاع المعيشية، فإن الواقع أثبت أن هذه الوعود كانت مجرد كلمات لا تسمن ولا تغني من جوع.

منذ وصول المنتخبين إلى المناصب، تلاشت الكثير من المشاريع المروّج لها، ولم يُسجل أي تقدم ملحوظ في مجالات البنية التحتية أو الخدمات الأساسية. يشعر المواطنون أنهم تعرضوا للاستغلال، حيث تحولت وعودهم إلى “حبر على ورق”.

هذا الإحباط والغلاء يطرح تساؤلات حول مصير الديمقراطية المحلية، ويكشف عن ضعف الرقابة والمساءلة من قبل المنتخبين. يُطالب السكان اليوم بمحاسبة هؤلاء المنتخبين لتحقيق مصلحة العامة وتعزيز الثقة بين المواطنين والسلطات المحلية.

Categories
أعمدة الرآي

مدينة بوسكورة تعاني من مشكل العربات المجرورة: تأثيرات سلبية على السير والبيئة

بقلم: فيصل باغا

تعاني مدينة بوسكورة من انتشار ظاهرة العربات المجرورة، التي أصبحت تشكل تهديدًا حقيقيًا لحركة السير وللبيئة. تُستخدم هذه العربات، التي تجرها الخيول أو الدواب، لنقل السلع، لكنها تعيق حركة المرور وتساهم في تلوث الشوارع بالفضلات الحيوانية، مما يؤثر سلبًا على صحة المواطنين ونظافة المدينة.

تتسبب العربات المجرورة في اختناق مروري، خاصة في أوقات الذروة، مما يؤدي إلى تأخير المواطنين وزيادة حوادث المرور. كما أن عدم الالتزام بقواعد السلامة يعرض الأرواح للخطر.

نداءٌ من ساكنة بوسكورة للسلطات المحلية يتعالى بضرورة التدخل العاجل لتنظيم استخدام العربات المجرورة، مع وضع حلول بديلة لمالكيها. من المقترحات إنشاء مناطق مخصصة لهذه العربات بعيدًا عن الشوارع الرئيسية.

إن معالجة مشكل العربات المجرورة تتطلب خطة شاملة لضمان سلامة المواطنين وتحسين جودة الحياة في المدينة.

Categories
أعمدة الرآي متفرقات

إهمال مركز دار الشباب أولاد مالك ببوسكورة: تأثيرات سلبية على الأنشطة الجمعوية

بقلم: فيصل باغا

يشهد مركز دار الشباب أولاد مالك ببوسكورة حالة من الإهمال الذي يؤثر بشكل كبير على الأنشطة الموجهة للشباب والمجتمع المدني. يعاني المركز من نقص حاد في المرافق والبنيات الأساسية، مما يعيق الجمعيات المحلية عن تنظيم الفعاليات التي تخدم الفئات المستهدفة.

تعتبر دار الشباب أولاد مالك من المراكز الحيوية التي تساهم في تنمية المجتمع المحلي، حيث توفر فضاءات للممارسة الثقافية والترفيهية. لكن، الوضع الحالي يعكس صورة من الإهمال، حيث تفتقر المرافق إلى صيانة جيدة وإضاءة كافية، كما أن قلة الموارد البشرية المتخصصة تجعل من الصعب تنظيم الأنشطة.

هذا النقص يؤثر سلبًا على الجمعيات التي كانت تعتمد على المركز لتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية، مما يعوق طموحات الشباب في المشاركة الفعالة في تطوير مجتمعهم. إضافة إلى ذلك، تعاني هذه الجمعيات من غياب التوجيه والمتابعة من الجهات المعنية، مما يزيد من تعقيد الأمور.

في هذا السياق، تطالب الجمعيات المحلية والفاعلون المدنيون الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل لتوفير المعدات اللازمة، وإعادة تأهيل المرافق المتضررة، وتوفير الكوادر المؤهلة لتأطير الأنشطة. كما ينادي المواطنون بضرورة تخصيص ميزانية كافية لتحسين هذا الفضاء الحيوي.

يبقى الأمل معقودًا على السلطات المحلية لتدارك الوضع، من خلال توفير الدعم اللازم لدار الشباب أولاد مالك، بهدف خلق بيئة ملائمة للنشاط الاجتماعي والثقافي في بوسكورة، ودعم جهود المجتمع المدني في تمكين الشباب من الأدوات اللازمة لتحقيق طموحاتهم.

Categories
أعمدة الرآي

الإنارة العمومية في بوسكورة: مشكلة تؤرق سكان المدينة

بقلم: فيصل باغا

تعيش مدينة بوسكورة، التي تشهد تطوراً عمرانياً ملحوظاً، أزمة مستمرة تتعلق بنقص الإنارة العمومية في بعض أحيائها، مما ينعكس سلباً على حياة سكانها. ظلام الليل يعم العديد من المناطق، مما يثير مخاوف المواطنين ويزيد من شعورهم بعدم الأمان.

تعتبر الإنارة العمومية عاملاً أساسياً لتعزيز الأمان، حيث تسهم في تسهيل التنقل والسير في الشوارع بشكل آمن. ومع غياب الإنارة، يجد السكان أنفسهم في مواقف حرجة، خاصة الأطفال وكبار السن الذين يعانون من صعوبة التنقل ليلاً.

أعرب العديد من سكان بوسكورة عن استيائهم من هذه الوضعية، مطالبين السلطات المحلية بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتوسيع شبكة الإنارة وصيانة الأنوار الموجودة. إن توفير إنارة كافية في جميع الأحياء يعد أمراً حيوياً لضمان سلامة المواطنين وتعزيز راحتهم اليومية.

الأمل معقود على السلطات المحلية لإيجاد حلول سريعة وفعالة، من أجل تحسين جودة الحياة في بوسكورة.

Categories
أعمدة الرآي

بوسكورة: الحاجة إلى مرافق عمومية تواكب التطور الاقتصادي

بقلم: فيصل باغا

شهدت مدينة بوسكورة في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في المشاريع الاقتصادية والاجتماعية، مما ساهم في تحسين بنيتها التحتية وخلق فرص عمل جديدة. ومع ذلك، تبقى المشكلة الكبرى التي تواجه المدينة هي غياب المرافق العمومية الأساسية، مما يطرح تساؤلات حول المسؤولية عن هذه الفجوة.

رغم إطلاق العديد من المشاريع الكبرى، تفتقر بوسكورة إلى خطة استراتيجية لضمان بناء مرافق عامة تتماشى مع هذا النمو. لا توجد مراكز صحية كافية، مدارس، ولا مساحات خضراء تساهم في تحسين جودة حياة السكان. هذه الفجوة تؤثر سلبًا على حياة المواطنين، وتجعل المدينة تعاني من نقص حاد في الخدمات الضرورية.

يتساءل السكان: من المسؤول عن هذا الوضع؟ هل هو تقصير من السلطات المحلية في متابعة مشاريع البناء، أم غياب المتابعة الدقيقة في مراحل الترخيص؟ إن الحل يتطلب تعاونًا بين جميع الأطراف المعنية، بدءًا من السلطات المحلية والمستثمرين.

على الرغم من الجهود الحكومية في تحسين البنية التحتية، فإن بوسكورة بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في آلية منح التراخيص. يجب أن تكون هذه التراخيص مشروطة بتقديم ضمانات لبناء المرافق العامة اللازمة.

إن بوسكورة تستحق أن تكون مدينة متكاملة، وعلى المسؤولين أن يتحملوا مسؤولياتهم في التخطيط والتنمية لتلبية احتياجات المواطنين.

Categories
أعمدة الرآي

محمد غياث: رائد التنمية بإقليم سطات

بقلم: عماد وحيدال

يعتبر محمد غياث، النائب البرلماني عن دائرة سطات وعضو حزب التجمع الوطني للأحرار، نموذجًا مشرفًا في العمل البرلماني، حيث يواصل جهوده الدؤوبة في خدمة الساكنة. على مدى سنوات، كان غياث صوتًا قويًا للدفاع عن قضايا المواطنين وتحقيق تطلعاتهم.

أحد أبرز إنجازاته هو الحصول على موافقة الحكومة لبناء مستشفى إقليمي جديد، بعد نضال استمر لأكثر من سبع سنوات. هذا المشروع، الذي سيتم إنشاؤه على مساحة 12 هكتارًا، يعكس التزام الحكومة بتحسين الخدمات الصحية في المنطقة.

يعتمد غياث على رؤية استراتيجية لتحديد الأولويات، مما يساعده في تلبية احتياجات مختلف الفئات الاجتماعية. إن شراكته الفعالة مع القطاعات الحكومية تعزز من فرص التنمية المستدامة بالإقليم.

بفضل هذه الجهود، يظل محمد غياث مثالًا يحتذى به في العمل البرلماني، ويشكل دورًا مهمًا في تحسين جودة الحياة بالمنطقة.

Categories
أعمدة الرآي

إقليم مديونة: انتشار البناء العشوائي وغياب المرافق العامة

فيصل باغا

يشهد إقليم مديونة في الآونة الأخيرة تفشي ظاهرة البناء العشوائي بشكل غير مسبوق حيث تنتشر الأحياء السكنية

الغير المخططة التي تفتقر إلى أسس السلامة والتخطيط العمراني السليم. هذا التوسع العشوائي يعكس غياب الرقابة والمراقبة من قبل السلطات المعنية ويزيد من تعقيد الوضع العمراني في المنطقة.

إلى جانب البناء العشوائي، يعاني الإقليم من نقص حاد في المرافق العامة الأساسية مثل المدارس والمراكز الصحية

مما يضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة للحصول على الخدمات الأساسية. كما يعاني المواطنون من ضعف البنية التحتية، ما يفاقم من معاناتهم اليومية.

ويشكو السكان من غياب المسؤولين المحليين عن التدخل في معالجة هذه المشكلات، حيث يطالبون بتعزيز الرقابة وتحسين الخدمات لتوفير حياة كريمة للمواطنين.

Categories
أعمدة الرآي

نداء إلى وزارة الصحة:مستشفى القرب بوسكورة يفتقر إلى الأجهزة الطبية و الفرق الطبية

فيصل باغا

تعيش ساكنة مدينة بوسكورة حالة من الاستياء الشديد جراء نقص كبير في التجهيزات الطبية وغياب الأطقم الطبية المتخصصة في مستشفى القرب المحلي. هذا الوضع الذي يفاقم معاناة المواطنين، ويجعلهم مضطرين للانتقال إلى مستشفيات خارج المدينة للحصول على الرعاية الصحية الأساسية، مما يزيد من الضغط على هذه المستشفيات ويعطل حياتهم اليومية. في هذا السياق، توجهت الساكنة بنداء عاجل إلى وزارة الصحة وعلى رأسها وزير الصحة من أجل التدخل لتوفير الحاجيات الضرورية التي يحتاجها المستشفى من معدات طبية وأطقم طبية مؤهلة.

يعد مستشفى القرب في بوسكورة من المنشآت الصحية المهمة التي تخدم سكان المدينة والمناطق المجاورة ومع ذلك يعاني المستشفى من نقص حاد في الأجهزة الطبية الحديثة والمعدات الضرورية لتشخيص وعلاج المرضى،العديد من المواطنين الذين يحتاجون إلى فحوصات طبية متخصصة أو إلى أجهزة طبية معينة لا يجدونها في المستشفى، مما يضطرهم للسفر إلى مستشفيات بعيدة ما يشكل عبئًا إضافيًا عليهم وعلى عائلاتهم.

تتراوح النواقص بين أجهزة الأشعة، معدات مختبرات التحاليل الطبية وأجهزة مراقبة المرضى إلى جانب عدم توفر المعدات الضرورية للعمليات الجراحية الطارئة. هذا النقص في التجهيزات يهدد فعالية الرعاية الصحية التي يقدمها المستشفى ويجعل الوصول إلى العلاج الفعال أمرًا صعبًا على العديد من المرضى.

إضافة إلى النقص في المعدات الطبية يعاني مستشفى بوسكورة من ضعف في عدد الأطقم الطبية المؤهلة فبالرغم من الجهود التي تبذلها الإدارة المحلية لتوفير خدمات طبية إلا أن النقص الكبير في الأطباء والممرضين المتخصصين يعوق تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية. ففي أوقات الذروة أو خلال فترات العطلات، يضطر المرضى للانتظار لفترات طويلة قبل أن يتمكنوا من الحصول على استشارة طبية أو علاج، ما يعرض صحتهم للخطر ويزيد من معاناتهم.

الطواقم الطبية الحالية تعمل في ظروف صعبة حيث لا تكفي أعدادهم لمواكبة الطلب المتزايد على الخدمات الصحية في المستشفى. وبالتالي، يضطر العديد من المرضى للانتقال إلى مستشفيات أخرى في الدار البيضاء أو المدن المجاورة، وهو ما يزيد من التكاليف ويؤثر سلبًا على صحة المرضى.

في ضوء هذه الظروف الصعبة، توجهت ساكنة بوسكورة برسالة إلى وزارة الصحة، مطالبة بتدخل عاجل لتلبية احتياجات المستشفى من المعدات الطبية والأطقم الصحية المؤهلة. كما ناشدت الساكنة الوزير الوصي على القطاع بتوفير الموارد البشرية الكافية والمعدات اللازمة لضمان تقديم خدمات صحية ملائمة للمواطنين في مستشفى بوسكورة، الذي يعد نقطة أساسية للرعاية الصحية في المدينة.

كما دعا المواطنون إلى تخصيص ميزانية خاصة لتطوير البنية التحتية للمستشفى وتوفير أجهزة طبية حديثة تواكب التقدم الطبي. واعتبروا أن توفير هذه الخدمات هو من أبسط حقوق المواطنين، خاصة في ظل الضغط المتزايد على المستشفيات الرئيسية في المدن الكبرى، والذي يتسبب في تدهور جودة الخدمات الصحية.

إن مستشفى القرب في بوسكورة يعاني من نقص كبير في الإمكانيات الطبية والطاقم الطبي، مما يفرض على المواطنين تحمل معاناة إضافية للبحث عن العلاج في مستشفيات بعيدة. من خلال هذا النداء، تأمل الساكنة في أن تستجيب وزارة الصحة سريعًا لتوفير المعدات الطبية الضرورية وتوسيع الطواقم الطبية، لضمان تقديم خدمات صحية متميزة تليق بمستوى السكان وتساعدهم في الحصول على العلاج في أقرب وقت ممكن وبأقل تكلفة.

Categories
أعمدة الرآي

غياب المرافق العمومية والبنية التحتية في مدينة بوسكورة: رسالة مباشرة إلى السيد والي جهة الدار البيضاء

مع الحدث أعمدة الرآي فيصل باغا

تعاني مدينة بوسكورة التابعة لإقليم النواصر من العديد من المشاكل التنموية التي تؤثر بشكل مباشر على جودة حياة سكانها. ورغم النمو العمراني والسكاني الذي شهدته المدينة في السنوات الأخيرة، فإن غياب المرافق العمومية الأساسية وتدهور البنية التحتية يشكلان تحديًا كبيرًا في تحقيق تنمية مستدامة وعادلة للمنطقة.

يشتكي سكان بوسكورة من نقص حاد في المرافق العامة التي يحتاجها المواطنون في حياتهم اليومية، مثل الحدائق العامة، والمراكز الثقافية، والمرافق الرياضية، ومراكز الرعاية الصحية. هذه المرافق ضرورية لتحسين مستوى الحياة، وتعزيز الأنشطة الثقافية والترفيهية، وتوفير بيئة صحية وآمنة للأطفال والشباب.

كما يعاني المواطنون من تدهور كبير في البنية التحتية، خاصة في ما يتعلق بشبكة الطرق، حيث أن العديد من الشوارع والأزقة غير مجهزة بشكل جيد، وتفتقر إلى التمهيد والصيانة الدورية، مما يجعل التنقل صعبًا ويزيد من حدة الحوادث المرورية. إضافة إلى ذلك، تواجه المدينة تحديات في ما يخص خدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي، حيث يلاحظ السكان أن بعض المناطق لا تتمتع بتغطية كاملة أو متواصلة في هذه الخدمات الأساسية.

إن هذه المشاكل تتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية، وعلى رأسها السيد والي جهة الدار البيضاء الكبرى، الذي يملك القدرة على اتخاذ القرارات اللازمة لتلبية احتياجات المدينة. إن غياب المرافق العامة والبنية التحتية لا يؤثر فقط على راحة المواطنين، بل يحد من إمكانيات المدينة في جذب الاستثمارات وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

إن سكان بوسكورة يناشدون السيد الوالي العمل على تطوير المدينة في كافة المجالات، من خلال توفير المرافق العمومية التي يحتاجها المواطنون، وتحسين وتوسيع شبكة الطرق والبنية التحتية، وتطوير الخدمات الأساسية. كما يجب أن تشمل خطط التنمية توفير مراكز صحية مجهزة، وخلق فضاءات ترفيهية وثقافية، وتعزيز الأنشطة الرياضية، بما يساهم في تحسين جودة الحياة في المدينة.

إن رسالة سكان بوسكورة هي رسالة أمل في تحسين أوضاعهم، وتوفير بيئة ملائمة للعيش والعمل. نثق في أن تدخل السيد والي الجهة سيسهم بشكل كبير في حل هذه المشاكل ويعزز من مكانة المدينة كجزء أساسي من التنمية الحضرية في منطقة الدار البيضاء الكبرى.

Categories
أعمدة الرآي مجتمع

مُدَوَّنَـــــة الأُسْــــــرَة:من مُصَادَرَة الحَقّ في التَّفْكيــر إلى مُحَاوَلَة شَرْعَنَة التَكْفيــر

عبد الإله شفيشو / فاس

إن تدخل مؤسسات رسمية وجمعيات حقوقية وفعاليات نسائية وأصوات فكرية بقوة على خط الجدل القائم في المغرب بشأن موضوع تعديل مدونة الأسرة حيث دعت هته الأطراف مجددا إلى ضرورة تعديل مدونة الأسرة بما يمكن للمرأة نيل حقوقها مثل الرجل، وترى هذه الأطراف أنه يتعين تعديل قانون الأسرة ليتطابق مع الفصل 19 من الدستور المغربي الذي يؤكد مبدأ المساواة بين الرجال والنساء ويؤسس لهيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز، في المقابل يرى الإسلام السياسي بالمغرب أن الدعوة إلى المساواة بين الرجل والمرأة يصطدم مع نصوص قطعية واردة في القرآن و بالتالي فإن مثل هذه الدعوات لا يقبلها المجتمع المغربي الذي يرفض كسر قاعدة (للذكر مثل حظ الأنثيين) المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية، وهذا هو مشروعهم الذي يقدمونه للشعب المغربي بخصوص مدونة الأسرة وهو مشروع حضاري يعبر كما يزعمون عن (الْعُــــــــرْوةِ الـــــــــوُثْقَى)، لكن مشروعهم هذا وإِجتهاداتهم السلفية تلك التي ينشرونها وفي هذه المرحلة المأساوية لواقع الأسرة المغربية لا تفضي إِلى تغيير وطني إِجتماعي يقطع مع معاناة الأسرة المغربية بل يغذي أوهاما ووعيا زائفا لا يؤدي في النهاية إِلا إِلى تكريس المعاناة الراهنة وتبريرها،

إن الأساس الذي يبني عليه القول بالمساواة هو تاريخية نصوص الأحكام بمعنى أن فهم التشريعات الإسلامية لا يصح إلا في الإطار التاريخي والسياق الإجتماعي لها فالأحكام الشرعية مرتهنة بالشروط الإجتماعية والتاريخية التي نزلت فيها وبالتالي إذا تغير الزمن يجب أن تتغير تلك الأحكام، فإذا كانت المرأة ترث نصف الرجل فهذا سببه أن القرآن خاطب مجتمعا كانت السيادة فيه للرجل ولم تكن المرأة ترث فيه أصلا وإتسمت حياتهم بالحروب والإعتداءات القبلية وغياب السلطة المنفذة للأمن والأحكام فكان تشريع الإرث بالنصف نوعا من التدرج لأن المجتمع لن يقبل بأكثر من هذا، اليوم مع هذا التطور الذي حدث وصارت المرأة تعمل مثل الرجل فيجب أن ترث مثله ويتم الإستدلال على ذلك بما قام به “عمر بن الخطاب” لما أوقف سهم المؤلفة قلوبهم لتغير الزمن في عصره عن عصر النبي “محمد” الذي أعطى فيه المؤلفة قلوبهم، فالإرث مسألة إجتماعية تخضع في منطق الإسلام لقيم الحياة المجتمعية في إطار مقاصد الشريعة ومبادئها بما يحول المساواة فيه لفرض شرعي يدعو له وليس إعتداء على حكم شرعي صريح ومحاولة لتغريب ثقافي لمجتمع مسلم.

إن كثيرا من الدراسات الفكرية الأولى لنقد العقل العربي الإسلامي قد افتتحت عصر الصدام بين من ظلوا متشبثين بثوابت الفكر الديني المتحصن بمقولات الفقه وثبات الأحكام وبين حركة النقد التي حاولت هزّ عرش الدوغمائية وطرح ما لم يعهد من الأسئلة المحرمة وكانت مجالات المواجهة عديدة، وتواصلت فصول المواجهة بين من آمنوا بحرية الفكر ومن عدّوا أنفسهم حماة المقدس إلى التاريخ المعاصر ولعل الفرق الجوهري بين الفريقين أن للمؤمنين بحرية الفكر جرأة في طرح قضايا جديدة وتقديم تأويلات لها فكانت ضريبة إبداعهم مواجهتهم من طرف أنصار الأرثوذكسيّة السنيّة وكذا مواجهة المحاكم والتعرض لخطر الموت بسبب فتاوى التكفير وإهدار الدم، أما الفريق الثاني فهو يتحصن وراء ترسانة من الأسلحة بعضها مادي تمثله أجهزة الدولة بكل مؤسساتها فيكفي أن يستنفر رجل الدين السلطة كي تستجيب لدعواته وتحاسب (المارقين عن الدين) حفظا لسلطتها لذلك تبرر السلطة قمعها للفكر بحماية المقدسات وتقف أنظمة الإستبداد في وجه كل تجديد لأن تجديد الفكر الديني يعني إعادة بناء الشرعية التي أقامت عليها السلطة بنيانها وهزّ أركان من عدتهم ناطقين رسميين بإسم مقدساتها، ولعل ذلك ما عبر عنه “نصر حامد أبو زيد” وهو الذي ذاق مرارة التكفير وجلد بسياطها بقوله:(من المخجل أن يوصف بالكفر من يحاول ممارسة الفكر، وأن يكون التكفير هو عقاب التفكير هو مخجل في أي مجتمع وفي أية لحظة تاريخية… ).

إن جل محاكمات الفكر يجب أن تقرأ في سياقها التاريخي بيانا لصراع بين فكر خارج عن الشائع المتداول في مرحلة تاريخية ما وفكر محافظ منغلق إزاء إمكان النظر المجدد المختلف ويبلغ الصراع أقصاه إذا ما إتصل الفكر بالمجال الديني الذي يعده البعض ملكا خاصا لا يجوز النظر فيه إلا لبعض من تضبطهم المؤسسة الدينية المهيمنة فالأمر لا يعدو أن يكون صراعا على إمتلاك السلطة الرمزية تعتمد فيه السلطة الفعلية من خلال المحاكمة، وللذاكرة و التاريخ أننا لا نعرف محاكمة في التاريخ منعت فكر صاحبها من الإنتشار بل لعلها كانت من عوامل إنتشار ذاك الفكر وشيوعه فالتفكير يستمر حتى في زمن التكفير وأجنحة الأفكار مهما يكن موقفنا منها لا تحتويها السجون ولا تقضي عليها المشانق وإنما تظل خالدة مساهمة في تراكم صرح النظر الفكري البشري في تنوعه وإختلافه.