Categories
أخبار 24 ساعة القضية الفلسطينية سياسة

التصريحات بشأن احتلال قطاع غزة وترحيل الفلسطينيين منه خطيرة ومرفوضة ويجب التعامل معها بحزم وبالصرامة الضرورية (ناصر بوريطة)

مع الحدث// الرباط 

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الخميس بالرباط، أن المغرب يعتبر التصريحات بشأن احتلال قطاع غزة وترحيل الفلسطينيين منه “خطيرة ومرفوضة ويجب التعامل معها بحزم وبالصرامة الضرورية”، مبرزا أن “خطورتها تمس المدنيين في غزة وتمس أيضا استقرار البلدان المجاورة، وكذلك استقرار المنطقة”.

وشدد السيد بوريطة، في تصريح للصحافة عقب “خلوة رفيعة المستوى حول مستقبل العلاقات الأورو-متوسطية”، على أن “موقف المملكة المغربية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، واضح وهو التنديد بشكل قوي والرفض المطلق لهذه التصريحات المستفزة”، معتبرا أن الأمر لا يتعلق فقط بخرق للقانون الدولي أو القانون الدولي الإنساني، بل يمس أسس الاستقرار وبالتأكيد يمس استقرار الدول المجاورة.

وأوضح أن المغرب يعتبر، أيضا، أن هذه التصريحات “يجب أن تقاس خطورتها بالنظر إلى ما تمثله بالنسبة لمجهود عقود في إطار حل الدولتين، واليوم الهدف هو القضاء على هذا الأفق بشكل كبير”، محذرا من أن الممارسات التي تتم في القدس والتهديدات والاقتحامات ستزيد من تحويل مشكل سياسي إلى مشكل ديني، “لأن للقدس رمزيتها باعتبارها مكانا للتعايش، ولأن المس بها اليوم هو مس أو دفع نحو عناصر الكراهية والتطرف التي لا يمكن لأحد أن يتنبأ بعواقبها”.

وبخصوص الاعتداءات التي طالت كلا من سوريا وقطر، أكد الوزير أن المغرب، بتعليمات من جلالة الملك، أصدر بيانا للتنديد بهذه الاعتداءات والتعبير عن التضامن مع قطر في ما يمس سيادتها وطمأنينة شعبها، مشيرا إلى أن المغرب أيد عقد قمة عربية استثنائية بعد هذه الاعتداءات غير المقبولة.

ولفت السيد بوريطة إلى أن المغرب، بقيادة جلالة الملك رئيس لجنة القدس، يؤكد في جميع اللقاءات أن هذه الأمور غير مقبولة ويجب إيقافها واستعمال كل الأدوات التي يملكها المجتمع الدولي للتعامل مع هذا الخرق للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، معتبرا أن عملية التجويع واستهداف الصحفيين والأبرياء والمدنيين العزل تسائل الضمير الإنساني قبل أن تسائل القانون الدولي.

وشدد على أن المملكة “مع التنديد والرفض التام والتعبئة، سواء في إطار الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي أو في إطار المنظمات الدولية الإقليمية”، مؤكدا أن السلام يجب أن يبقى خيارا استراتيجيا، وبأن حل الدولتين يبقى هو الأفق الوحيد الممكن لحل القضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة فلسطينية على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وتابع، في هذا الصدد، أنه “بدون دولة فلسطينية لا يمكن أن يتحقق الاستقرار في المنطقة، وكل الإجراءات والتدابير التي تصب عكس هذا الاتجاه لا تزيد إلا في خلق التوتر والكراهية والتطرف”، مشددا على أن المغرب يعتقد أن السلام هو الخيار الاستراتيجي، وأن المفاوضات هي الإطار، وأن حل الدولتين هو الأفق، وأن الدولة الفلسطينية هي الشرط الأساسي لإقامة سلام دائم في الشرق الأوسط.

وخلص إلى أن الوضع في غزة بلغ مستوى يسائل ليس فقط القانون الدولي أو القانون الدولي الإنساني، بل الضمير الإنساني، والمؤسسات الدولية والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.

 

Categories
خارج الحدود

مظاهرات صاخبة في عواصم أوروبية دعما لفلسطين ومطالبة بمعاقبة الاحتلال

شهدت عدة عواصم ومدن أوروبية -أمس السبت- مظاهرات دعما لفلسطين وتنديدا باستمرار إسرائيل في الإبادة الجماعية في غزة، وطالب المتظاهرون حكومات بلادهم باتخاذ إجراءات قوية لمعاقبة دولة الاحتلال الإسرائيلي.

أيرلندا
فقد نظمت القوى الشعبية والسياسية في أيرلندا مظاهرات في عدة مدن، تنديدا باستمرار “إسرائيل” في الإبادة الجماعية في غزة.

وفي العاصمة دبلن، انطلقت مسيرة حاشدة من أمام مقر السفارة الأميركية باتجاه وزارة الخارجية الأيرلندية، حيث طالبت الحكومة باتخاذ إجراءات قوية لمعاقبة إسرائيل، ودعا المتظاهرون إلى عدم الاكتفاء فقط باعتراف رمزي بدولة فلسطين.

بريطانيا
وللمرة الـ30 منذ بدء الحرب على غزة، تظاهر عشرات الآلاف في العاصمة البريطانية لندن، احتجاجا على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

كما تظاهر أكثر من ألف شخص في مظاهرة دعما لحركة “العمل من أجل فلسطين” (فلسطين أكشن) التي حظرتها الحكومة وصنفتها “منظمة إرهابية”، في واحدة من أكبر تحركات العصيان المدني الجماعي في تاريخ بريطانيا.

واعتقلت الشرطة أكثر من 420 شخصا في المظاهرة الداعمة للحراك من أجل فلسطين بتهم تتعلق بدعم الإرهاب، حسب الشرطة البريطانية.

السويد
وفي السويد، شهدت العاصمة ستوكهولم مظاهرة حاشدة، طالب المشاركون فيها بوقف الإبادة الجماعية في غزة.

وردد المتظاهرون شعارات تدعو الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عقابية ملموسة ضد “إسرائيل”.

ورفع المتظاهرون لافتات كُتبت عليها عبارات من قبيل “الأطفال يقتلون في غزة، والمدارس والمستشفيات تقصف”، مستنكرين صمت الحكومة السويدية تجاه توسيع “إسرائيل” حرب الإبادة في قطاع غزة.

كما ردد المتظاهرون هتافات من قبيل “الحرية لفلسطين”، و”القاتل نتنياهو” تنديدا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، و”أوقفوا خطة الاحتلال الإسرائيلية”، ثم ساروا إلى أمام وزارة الخارجية السويدية.

ألمانيا

في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية هناك، شهدت العاصمة الألمانية برلين تظاهرة تضامنية، مناصرة للشعب الفلسطيني، وللمطالبة بوقف الدعم الألماني لإسرائيل، وإنهاء الحصار على غزة، والسماح الفوري بوصول المساعدات.

ونظّم المتظاهرون في برلين الوقفة تحت شعار “أوقفوا الإبادة الجماعية في قطاع غزة”.

فرنسا
في العاصمة الفرنسية باريس، طالب آلاف المتظاهرين المناصرين لفلسطين بوقف الإبادة الجماعية والتجويع في غزة فورا.

ودعا المشاركون -في واحدة من كبرى المظاهرات التي تشهدها فرنسا– الرئيس إيمانويل ماكرون إلى استخلاص الدروس من حملة تضامن الفرنسيين مع غزة.

وطالب المتظاهرون الحكومة الفرنسية بفرض عقوبات على حكومة تل أبيب، ودعوا إلى مقاطعة العلامات التجارية العالمية الداعمة “لإسرائيل”.

وفي المظاهرة التي حظيت بمشاركة عائلات مع أطفالها، حمل بعض المتظاهرين أكياسا رمزية من الدقيق على أكتافهم، سعيا منهم لتسليط الضوء على المجاعة التي يواجهها سكان غزة.

تركيا
وفي مدينة إسطنبول التركية، تظاهر الآلاف في ميدان أوسكودار في الجزء الآسيوي من المدينة، دعما لأسطول الصمود المتجه لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

وجاب المتظاهرون شوارع المدينة مرددين شعارات تندد بما وصفوها بالجرائم الإسرائيلية وبتجويع المدنيين في غزة، ورافعين لافتات تطالب بوقف الحرب ومحاكمة قادة إسرائيل.

وبدعم أميركي، ترتكب دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت 64 ألفا و368 شهيدا، و162 ألفا و367 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 382 فلسطينيا، بينهم 135 طفلا.

Categories
أخبار 24 ساعة أنشطة ملكية الواجهة جهات

بتعليمات ملكية.. المغرب يرسل دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى غزة

حسيك يوسف

أعلن المغرب، الاثنين، عن إرسال دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى سكان قطاع غزة، وذلك بتعليمات مباشرة من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.

وتشمل هذه المبادرة الملكية حوالي 100 طن من المواد الغذائية الأساسية والأدوية، مع تركيز خاص على احتياجات الأطفال والرضع، في ظل الأوضاع الإنسانية الحرجة التي يعيشها القطاع.

وحسب بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فقد حرص الملك محمد السادس على أن يتم نقل هذه المساعدات جوًا، لضمان وصولها بشكل عاجل ومباشر إلى المستفيدين، بعيدًا عن أي عراقيل لوجستية.

وتأتي هذه الخطوة لتعزيز المبادرات الإنسانية السابقة، حيث كان المغرب قد أرسل نهاية يوليوز الماضي مساعدات تجاوزت 180 طنًا من الأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية ووسائل الإيواء.

وتجسد هذه الالتفاتات الملكية المتواصلة التزام المغرب الثابت بدعم الشعب الفلسطيني، وترجمة مواقفه السياسية إلى دعم عملي يخفف من معاناة المدنيين ويعزز صمودهم في وجه التحديات اليومية.

Categories
خارج الحدود سياسة

خريطة “ إسرائيل الكبرى”.. من أوهام الأيديولوجيا إلى وقائع الميدان

مع الحدث 

في مقابلة متلفزة حديثة، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مألوف اللغة الدبلوماسية، ليعلن نفسه صاحب “مهمة تاريخية وروحية” تقود إلى إقامة ما يسميه مشروع “إسرائيل الكبرى”، رؤية توسعية تتجاوز حدود فلسطين التاريخية، لتبتلع الضفة الغربية وقطاع غزة، وتمتد  في الخيال السياسي ذاته إلى أجزاء دول عربية.

هذا التصريح ليس مجرد نزوة انتخابية أو مناورة داخلية، بل هو إعلان صريح عن مشروع استعماري قديم، أعيد إنتاجه في نسخة أكثر تطرفاً، مدججة بالقوة العسكرية وبحماية أمريكية وغربية.

منذ عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، كشفت التحركات الإسرائيلية عن مسار مقلق يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لحكومة بنيامين نتنياهو، التي تبدو وكأنها تُنهك جيشها على جبهات متعددة في غزة ولبنان وسوريا والضفة الغربية، لكن خلف هذه الصورة تبرز حقيقة أكثر خطورة: تجسيد أوهام “إسرائيل الكبرى” التي طالما راودت أجيالاً من قادة الصهيونية.

تصريحات قديمة.. وأحلام متجددة

أعاد ناشطون تداول مقطع قديم لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، يعود إلى عام 2016، تحدث فيه عن ضرورة أن تمتد حدود إسرائيل لتشمل أراضي من ست دول عربية، من مصر والأردن إلى العراق وسوريا ولبنان والسعودية، كما جاهر برغبته في “بناء الهيكل” على أنقاض المسجد الأقصى، داعياً إلى حل السلطة الفلسطينية وضم الضفة الغربية كاملة.

هذه التصريحات، التي بدت آنذاك صادمة، لم تعد مجرد خطاب إعلامي، بل تحوّلت في ظل حكومة نتنياهو الحالية إلى سياسات عملية على الأرض، تعكسها الحرب المستمرة على غزة، وتوسيع الاستيطان في الضفة، والتهديدات المتكررة للبنان وسوريا.

جذور المشروع التوسعي

فكرة “إسرائيل الكبرى” ليست وليدة اليوم. فقد رسّخها ثيودور هرتزل مؤسس الصهيونية السياسية، حين أعلن عام 1904 أن حدود الدولة العبرية تمتد “من النيل إلى الفرات”، كما صاغت خطط لاحقة مثل “خطة ينون” (1982) تصوراً لتقسيم الدول العربية والإسلامية إلى كيانات صغيرة على أسس طائفية وعرقية، لضمان الهيمنة الإسرائيلية المطلقة في المنطقة.

منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، برزت مؤشرات عملية على الأرض تؤكد تبنّي هذا المشروع، فقد وزع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عشرات آلاف البنادق على المستوطنين في الضفة، ما أسهم في تصاعد اعتداءاتهم الدموية، فيما أعلن سموتريتش عن خطة لمضاعفة عدد المستوطنين من نصف مليون إلى مليون.

كما نقلت تقارير دولية عن خطط لإعادة الاستيطان في غزة بعد تدمير أحيائها، بالتوازي مع دعوات لإقامة مستوطنات في جنوب لبنان حال تقدم الجيش الإسرائيلي هناك.

صور جنود الاحتلال وهم يضعون شارات تحمل خريطة “إسرائيل الكبرى” خلال معارك غزة أثارت جدلاً واسعاً، وأكدت أن هذه الرؤية لم تعد مجرد خطاب متطرف، بل جزء من العقيدة السياسية والعسكرية للحكومة الحالية.

ومع القصف المتواصل لسوريا، والتلويح بعمليات عسكرية أوسع، يزداد القلق العربي والدولي من أن حكومة نتنياهو –بضغط وزرائه من “الصهيونية الدينية”– تسعى إلى إحياء سيناريو “خطة ينون” لتفكيك المنطقة وإعادة رسم حدودها بالقوة.

ما كان يُقال همساً أصبح يُنفَّذ جهراً، سياسات نتنياهو وحلفائه تكشف عن نية واضحة لتوسيع رقعة الاحتلال، وتحويل نظرية “إسرائيل الكبرى” إلى أمر واقع. ومع صمت المجتمع الدولي وتواطؤ بعض القوى الكبرى، تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة شديدة الخطورة، قد تشهد انهيار منظومات الأمن الإقليمي، وصعود موجات جديدة من الحروب والتهجير.

 

السؤال المطروح اليوم: هل تتحرك الدول العربية والإسلامية، ومعها المجتمع الدولي، لوقف هذا المشروع التوسعي قبل فوات الأوان؟ أم تترك المنطقة لمصير مجهول عنوانه الفوضى والاقتتال؟

 

Categories
أخبار 24 ساعة متفرقات

فرنسا تفتح تحقيقًا في تهديد حاخام إسرائيلي للرئيس ماكرون.

مع الحدث باريس

أعلنت النيابة العامة في باريس، الجمعة، عن فتح تحقيق رسمي بخصوص تصريحات مثيرة للجدل أطلقها الحاخام الإسرائيلي دانيال ديفيد كوهين، تضمنت تهديداً مباشراً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك في مقطع فيديو مدته 37 دقيقة نُشر على موقع «يوتيوب».

النيابة أوضحت أن التحقيق يجري تحت تهمة «التهديد بالقتل ضد رئيس الجمهورية»، بعد تلقيها بلاغاً من وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، إلى جانب إخطار من منصة إلكترونية متخصصة في الإبلاغ عن المحتوى التحريضي على العنف والكراهية عبر الإنترنت. وقد أوكلت المهمة لوحدة التحقيقات الجنائية التابعة للشرطة القضائية في باريس.

وفي المقطع، الذي تحدّث فيه كوهين بالفرنسية ويبدو أنه يقيم في إسرائيل، هاجم الرئيس ماكرون بسبب خطته المعلنة للاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر (أيلول) المقبل، معتبراً أن هذه الخطوة تكشف «معاداة عميقة للسامية» وتشكل «إعلان حرب على الرب»، قبل أن يوجه تهديداً صريحاً لماكرون قائلاً إنه «من الأفضل أن يجهز نعشه».

من جانبه، استنكر حاخام فرنسا الأكبر، حاييم كورسيا، بشدة هذه التصريحات التي وصفها بـ«الدنيئة وغير المقبولة»، مؤكداً أن كوهين لا يحمل أي صفة حاخامية رسمية في فرنسا، ولم يتلقَّ تكويناً أو اعتماداً من المدرسة الحاخامية الفرنسية.

Categories
أعمدة الرآي

غزة: حين يُقتل الجائع بصمت العالم…

متابعة سيداتي بيدا 

عضو الاتحاد الدولي الصحافة العربية

في غزة، لا تموت الأجساد بالقذائف فقط، بل تُزهق الأرواح جوعًا، ويُخنق الأطفال عطشًا، وتُكتم أنفاس الأمهات خلف جدران الحصار.

غزة، حيث يتقاطع الجوع مع الذل، والبراءة مع الإهمال، والحق مع التجاهل، ويمتدّ صمت العالم كجدار عازل بين إنسانيتهم وإنسانيتنا.

لسنا هنا أمام مجرّد أزمة إنسانية عابرة، بل أمام وصمة عار ستبقى تلاحق الضمير العالمي إلى ما لا نهاية.

في زمن التكنولوجيا والاتصال الفوري، يعرف الجميع أن غزة تُجَوَّع عمدًا. ومع ذلك، لا أحد يتحرك.

رسول الرحمة، محمد صلى الله عليه وسلم، أخبرنا عن امرأة دخلت النار لأنها حبست هرة، لا أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض.

وفي المقابل، غُفر لامرأة أخرى لأنها سقت كلبًا كان يلهث من العطش.

أليست هذه رسالة إلهية بليغة؟

أليست دليلًا قاطعًا على أن تجويع أي مخلوق هو من أقبح الجرائم في ميزان الله؟

فكيف بتجويع شعب بأكمله؟ كيف بأمهاتٍ يحترقن قهرًا لأنهن لا يملكن ما يسكت جوع أطفالهن؟

حين يصبح القانون عاجزًا عن العدالة

القانون الدولي نفسه، بكل مواثيقه، لا يحتمل التأويل في هذه المسألة:

البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف (1977)، المادة 54:

« يُحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب.»

نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (1998)، المادة 8:

«تجويع المدنيين عمدًا يُعدّ جريمة حرب.»

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948)، المادة 25، والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (1966)، المادة 11:

«لكل إنسان الحق في الغذاء الكافي، وفي مستوى معيشي كريم يضمن الكرامة والصحة.»

لكن يبدو أن هذه المواثيق تُفرّغ من معناها حين يتعلق الأمر بشعب لا يملك حلفاء أقوياء، أو نفوذًا دوليًا.

فجأة، يصبح الجوع أداة “سياسية”، والحصار “وسيلة ضغط مشروعة”، ويُستباح الخبز والماء والدواء باسم “المصالح”.

أين أنتم؟

أين أنتم يا من تتغنون بالحضارة؟

أين أنتم يا من تصدّعون رؤوسنا بخطابات حقوق الإنسان؟

أين أنتم أيها المفكرون، والشعراء، والإعلاميون، والمثقفون؟

أين أنتم يا من تقولون إن العالم قرية صغيرة، ولا ينام الضمير؟!

ها هو الضمير قد نام، والقرية صارت صحراء جافة لا يَنبض فيها قلب.

أي حضارة هذه التي ترى الجوع وتُبرّره؟

أي عالَم هذا الذي يرى طفلاً يموت من العطش، ويواصل التوقيع على بيانات “القلق العميق”؟

أي مجتمع دولي هذا الذي لم يعد يملك سوى الصمت؟

غزة ليست قضية سياسية… بل قضية إنسانية

غزة لا تطلب معجزات، ولا تبتز أحدًا، ولا تسعى وراء الفوضى.

غزة فقط تريد أن تأكل.

أن تشرب.

أن تتنفس.

من يريد أن يقرأ ما يحدث هناك كصراع سياسي، فليفعل.

لكننا نراه جريمة تجويع، وعارًا أخلاقيًا، وامتحانًا للإنسانية، لا ينجح فيه إلا أصحاب القلوب الحية.

نختم بكلام الله

قال الله تعالى:

“وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأَبْصَـٰرُ”

وقال عز وجل:

“إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ”

غزة لا تموت فقط… بل يُترَك لها أن تموت، عن سبق إصرار وترصّد.

لكنّ التاريخ لا يرحم، والله لا يغفل، والدموع لا تجفّ.

Categories
أعمدة الرآي مجتمع

الْيَوْم الْعَالَمِي لحُقُوق الْإِنْسَان 10 دجنبر فِلَسْطِين…هُنا تَنْتَهِي الْإِنْسانِيَّة وتَسْقُط كُلّ الْحُقُوق

عبد الإله شفيشو/فاس

صدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كأول وثيقة حقوقية دولية تمثل فهما مشتركا للبشرية حول شكل العالم المأمول بعد الحرب العالمية الثانية حيث يقول الإعلان المؤلف من 30 مادة في مادته الأولى:(يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق وهم قد وُهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء)، ويحتفي العالم باليوم بالذكرى 76 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي إعتمدته الجمعية العامة للأمم سنة 1948 وهي نفس السنة التي سقطت فيها حقوق الشعب الفلسطيني رسميا لحساب إعلان عن قيام دولة كيان غير شرعي في قلب الوطن العربي.

10 دجنبر 2024 يسقط فيه عن أبسط حقوق الإنسان أمام ما يشهده العالم اليوم من جرائم بشعة ومجازر مروعة وحرب إبادة جماعية يتعرض لها الفلسطينيون في غزة الجريحة ويوم يستحي فيه أحرار العالم والشرفاء من ذكر الحقوق والإنسانية أمام إدعاءات الغرب على مدى القرنين الماضيين وإفتخارهم بالديمقراطية والإنسانية ديمقراطيات غربية تساوي بين الجلاد والضحية وتبرر لمغتصبي الأرض والإنسانية التقتيل والتنكيل والتهجير، ديمقراطيات تعتبر المقاومة إرهابا وتستخدم حق النقض (الفيتوvéto ) لوقف عدوان أعمى ومحرقة وهولوكوست Holocauste لا يفرق بين رضيع وصبي أو إمرأة أو مسن أو طواقم طبية ولا يفرق بين مأوى أو مستشفى أو مدرسة ويعتبرهم أهدافا شرعية لقنابله وصواريخه دون أدنى إهتمام لقرارات أممية أو محكمة الجنايات الدولية أو رأيٍ عالميٍ غاضب خرج بالملايين عبر كبرى العواصم للتنديد بالإبادة الجماعية لسكان غزة.

10 دجنبر 2024 تناقلت فيه مئات الحسابات على مواقع التواصل منشور الأكاديمي اللبناني الأستاذ القانون الدولي بالجامعة اللبنانية البروفسور “كميل حبيب” الذي عكس خيبة أمل كبيرة في إمكانية تطبيق آليات العدالة الدولية بفلسطين في ظل الإنحياز الدولي الغربي الكبير لصالح الإحتلال الإسرائيلي، وكان قد نشر على حسابه بمنصة إكس بدايات هذه الحرب على غزة إعتذارا موجها لطلابه حول ما وصفه بالتشدد في تدريسهم مقررات القانون الدولي قائلا: (أعتذر من طلابي لأنني كنت متشددا في تدريس مقررات القانون الدولي القانون الدولي الإنساني، منظمة الأمم المتحدة، فبعد الجرائم الصهيونية لم يعد هناك حاجة لتدريس هذه المقررات، فحق القوة سيد العالم) ، فالحرب الصهيونية على غزة قد أفرغت مصادر العدالة الدولية من مضمونها وفي قدرة المنظمات الدولية الراعية للقانون الدولي على الإنتصار للحق الفلسطيني وأن القانون الدولي يتم تجييره لصالح القوى الكبرى بعد مرور 76 عاما على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

10 دجنبر 2024 ينعقد إحتفال بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد فشل لمجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قرار للمطالبة بوقف إطلاق النار بسبب حق النقض(الفيتو véto) الذي مارسته الولايات المتحدة حيث تسبب التدخل الأميركي المعتاد لصالح الإحتلال عبر عقود طويلة في إفلات إسرائيل من العقاب وإفشال تطبيق مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وما نتج عنه من آليات قانونية دولية لمنع إنتهاكات حقوق الإنسان، ف(الفيتو véto) الأميركي مثّل على الدوام تراجعا لتطبيقات القانون الدولي ويطرح القوة كبديل لآليات العدالة الدولية والقانون الدولي الإنساني يخضع لإزدواجية المعايير وفلسطين مثال صارخ على ذلك في ظل وجود فجوة بين الشعار والتطبيق، ويأتي هذا في وقتٍ تُمارس فيه واحدة من أفظع عمليات الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على يد جيش الإحتلال الإسرائيلي في ظل غطاء دولي وإنتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني.

Categories
متفرقات

الرئيس الفلسطيني 》نطالب باستصدار قرار يؤكد على حماية حل الدولتين من خلال منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة

القاهرةمع الحدث :

قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، إنه “أمام التعنت الإسرائيلي، وممارساته التي تخطت كل الخطوط الحمراء، سوف نتوجه إلى الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي لنطالب باستصدار قرار يؤكد على حماية حل الدولتين من خلال منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة”.

 

وأضاف الرئيس الفلسطيني، في كلمة خلال مؤتمر دعم القدس الذي انطلقت أشغاله اليوم الاحد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، “سنطالب أيضا بوقف الأعمال الأحادية، وعلى رأسها الاستيطان الذي يعتبر كله باطلا وغير قانوني، والالتزام بالاتفاقيات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية، والدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام”.

وفي هذا السياق، شدد أبو مازن على أن دولة فلسطين تحتفظ بحقها، بل ستواصل الذهاب إلى المحاكم والمنظمات الدولية حماية لحقوق شعبنا المشروعة.

وشدد الرئيس الفلسطيني أنه “ما زلنا وسنظل متمسكين بثوابتنا الوطنية، مدافعين عن حقوقنا، مهما كانت الظروف، وسوف نتصدى اليوم، وكل يوم، وبكل ما نملك من إرادة وقوة لمخططات الحكومة الإسرائيلية الأكثر عنصرية وتطرفا، التي تستهدف المسجد الأقصى ومقدساتنا كافة”.

وعبر عن ثقته بأن مؤتمرا يخصص لقضية القدس، سوف يكون بمستوى هذه القضية الكبيرة التي يتناولها، وعلى قدر التحديات الجسام التي تواجهها العاصمة الفلسطينية المقدسة، بفعل الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لها ولأرض دولة فلسطين منذ خمس وخمسين سنة، وبفعل المخططات والإجراءات التي ينفذها هذا الاحتلال، والتي تستهدف تاريخ المدينة ومقدساتها وأهلها وهويتها الحضارية الفلسطينية العربية والإسلامية والمسيحية.

و أكد على أحقية الفلسطينيين في فلسطين وفي القدس وفي المسجد الأقصى المبارك، قائلا “نحن أيضا أصحاب الحق الديني والتاريخي والقانوني الحصري في حائط البراق، الذي هو جزء من المسجد الأقصى، ووقف إسلامي صحيح”.

ودعا المؤسسات والصناديق العربية إلى أن تؤدي واجب الدفاع عن القدس وحماية هويتها التاريخية والدينية، من خلال دعم المشاريع التنموية في فلسطين، وفي مدينة القدس بخاصة؛ هذه المشاريع التي تضمنتها القرارات الصادرة عن الجهات المختصة في الجامعة العربية، في القطاعات الحيوية كالتعليم والصحة والإسكان والسياحة والثقافة والشباب والمرأة.

وذكر بأن المعركة المحتدمة في القدس وعليها، وفي كل أرض فلسطين وعليها، لم تبدأ فقط يوم احتلال مدينتنا المقدسة عام 1967، ولكنها بدأت قبل ذلك بعقود عدة، وحتى قبل وعد بلفور الذي تآمرت على إصداره الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا وأميركا، بهدف التخلص من اليهود في أوروبا من جهة، وإقامة ما سمي بالوطن القومي لهم في فلسطين من جهة أخرى، ليكون مخفرا أماميا لتأمين مصالح هذه الدول الاستعمارية.

ويمثل رئيس الحكومة ، عزيز أخنوش صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، رئيس لجنة القدس ، في هذا المؤتمر الذي يشهد حضورا عربيا وإسلاميا وازنا حيث يشارك فيه أيضا الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي ، والفلسطيني محمود عباس أبو مازن ، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط .

كما يعرف مشاركة ممثلين رفيعي المستوى عن منظمات إقليمية وعربية ودولية بما فيها الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الإنحياز والإتحاد الأوروبي والإتحاد الإفريقي ومجلس التعاون الخليجي.

ويناقش المؤتمر التطورات السياسية في فلسطين بالإضافة إلى الأبعاد القانونية والتنموية الإستثمارية .

ومن المنتظر أن يُتوج المؤتمر ببيان سياسي يتضمن التزامات سياسية عملية لتعزيز صمود المقدسيين بحيث تكون مخرجات وتوصيات المؤتمر جاهزة قبل انعقاد القمة العربية القادمة في السعودية.

Categories
متفرقات

فريد حفيض الدين (هذي فهامتي ) عدد: 35 07/12/2022 قطر والمونديال والحلم المغربي

فريد حفيض الدين

وحدها كرة القدم من بإمكانها تجييش أحاسيس ومشاعر شعوب العالم باختلاف اجناسها ومعتقدها.
وحدها كرة القدم من بإمكانها أن تؤلف بين قلوب البشر ولو، لساعات معدودات.
وحدها كرة القدم من بإمكانها أن تخرج ملايين البشر، وبنفس الأهداف والغايات.
وحدها كرة القدم من بإمكانها أن تفرح، وتحزن، وتسعد الناس، وتلمهم من دون عنف أو حروب.
وحدها كرة القدم من تغيب فيها الايديولوجيا، ويحضر فيها الكبير و الصغير، الفقير والغني.
إنها ” الجلدة ” المحشوة بالهواء، ولا أحد حتى ولو كان عالم فيزياء أو رياضيات يمكنه، فك شفرة انطلاقها ومسارها، إلى أن تستقر في هذا المرمى أو ذاك.
لهذا هي ساحرة، ومعشوقة الجماهير، وهي الرياضة الشعبية الأولى في العالم بامتياز.
هي عالمية، ولغتها واحدة يتكلمها الإنسان في الشرق والغرب والشمال والجنوب. ويحلل اطوارها العالم والجاهل، والرياضي والإنسان العادي. لكن لا أحد يجزم عند تكهن نتائجها. لأنها كما يقول عشاقها ليست علما حقيقيا. حتى دخول تقنية فيديو مساعدة الحكم، أو ما يعرف بتقنية ” الفار ” لم ينل من
تحديد اخطائها بالدقة المطلوبة.
عبر كرة القدم يمكن لنا دراسة السلوك البشري الفردي والجماعي لأن فيها شيء من علم النفس، وعلم الإجتماع، والتاريخ، وثقافة البلد.
هي متنفس، وعلاج طبيعي لجميع امراضنا، وتصريف لمكبوثاتنا الإجتماعية والنفسية، وللعنف الساكن بدواخلنا..
ولنعد إلى مبارتنا ضد الإسبان بالأمس، من كان غير كرة القدم قادر على إخراج ملايين المغاربة من مختلف مدن المملكة، ومن مواطنينا عبر العالم. بالأمس توحد المغاربة، ورفعوا نفس الشعارات، بعيدا عن كل محتوى حزبي أو عرقي. حين تحضر كرة القدم، تغيب الايديولوجيا.
بالأمس خرج المغاربة من دون أن ترسل لهم دعوات، أو حتى استدعائات من طرف هذه الجهة أو تلك. كان للمغاربة موعد مع الوطن، ولاشي غير الوطن. الكل كان بالأمس وطنيا حتى النخاع، بفقيرهم وغنيهم، رجالا ونساءا كلهم هبوا لمؤازرة وطنهم وبلدهم عبر انتصار منتخبهم. ( ما كان لا برقوق ولا ورقة في الصندوق، ولا زرقلاف )
بالأمس نسي المغاربة غلاء المعيشه، وتدهور، وارتفاع أسعار المحروقات، وكل هموم الدنيا، لأن هناك شيء آخر انساهم ذلك…
وهذا هو أكبر درس في الوطنية، وأن هذا الوطن يتسع لجميع مواطنيه أيا كانت مواقعهم، واتجاهاتهم.
هو درس في حب الوطن، وإشارة قوية من المغاربة على أنهم يستحقون أكثر، وأن على من بيدهم الحل والعقد مراجعة أوراقهم، والتفكير مليا وبواقعية في شأن حالهم، لا بالشعارات والخطب الرنانة، بل بكل الجدية المطلوبة.
خروج المغاربة بالأمس، هو كذلك درس في الوطنية لمن يعيشون معنا، وعقولهم وترواثهم خارج الديار. أما حب الوطن لا أحد بعد البارحة يمكنه أن يزايد على مغربي في وطنيته.
وأكيد سيخرج المغاربة يوم السبت القادم 10 دجنبر، بعد الفوز إن شاء الله على البرتغال، كما فعلنا مع الاسبان، ومعهم مجتمعين في معارك وحروب في الماضي.
وليشهد العالم أن المستحيل ليس مغربيا وعربيا كما قال بالأمس فخامة حاكم دبي محمد بن راشد بن آل مكتوم بعد فوز المغرب على إسبانيا.
عاش المغرب ولا عاش من خانه.
هذي فهامتي!!!!

Categories
متفرقات

إعتراض جزائري مشين على الدعم الدولي لفلسطين في مجلس الأمن الدولي

الأمم المتحدة (نيويورك)مع الحدث

خطأ سياسي فظيع، وقرار مشين، وسلوك مستهجن! لا يجد الدبلوماسيون في نيويورك الكلمات المناسبة لنعت السلوك المشين للوفد الجزائري خلال المناقشة الفصلية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي انعقدت حول الوضع في فلسطين.

 

وبالفعل، ولأول مرة في سجلات مجلس الأمن، لم تصدر المجموعات العربية والمجموعة الإسلامية وحركة عدم الانحياز بيانات دعم وتضامن مع الشعب الفلسطيني. والسبب وجيه: اعتراض الجزائر من القيام بذلك لسبب بسيط هو أن خطاباتهم باسم مجموعاتهم تضمنت إشارات إلى الدور المحوري الذي تضطلع به لجنة القدس ورئيسها، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الدفاع عن المدينة المقدسة والقضية الفلسطينية.

 

وليس ما قامت به الجزائر اليوم أكثر ولا أقل من خيانة لا تغتفر للقضية المقدسة للعالم العربي الإسلامي. كما أن الصمت المشين الذي فرضته الجزائر على المجموعات الإقليمية سيظل منقوشا إلى الأبد في ذاكرة العرب والمسلمين باعتباره اليوم الأسود الذي باعت فيه الجزائر فلسطين وشعبها بسبب كراهيتها المقيتة للمغرب. وهي نكبة دبلوماسية للشعب الفلسطيني ارتكبها النظام الجزائري الذي يتعين أن يتحمل مسؤولياته.

 

ويتساءل العديد من الدبلوماسيين في الأمم المتحدة كيف يمكن للنظام الجزائري أن يبرر إسكات الأصوات المؤيدة لفلسطين، لأكثر من 3 مليارات شخص تمثلهم مجموعة عدم الانحياز و منظمة التعاون الإسلامي، لسبب وحيد هو أن تصريحاتهم ضمت فقرات تثني على فلسطين ولجنة القدس ورئيسها.

 

ومع ذلك، فإن هذه الفقرات ليست جديدة، بل تمت المصادقة عليها واعتمادها لعدة عقود من قبل رؤساء دول وحكومات هذه المجموعات الثلاث. فما الذي تغير بالنسبة للجزائر حتى ترفض ذلك الآن؟ إن ما تغير هو الكراهية المعادية للمغرب من جانب النظام الجزائري، والتي اتخذت أبعادا غير مقبولة، بل بلغت حد التضحية بالقضية الفلسطينية. إن ما تغير هو النظام الجزائري الذي يوظف نظريات المؤامرة السخيفة ضد المغرب والعالم كله لمنع الدعم الدولي للمطالب المشروعة لشعبه من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحياة الكريمة، بما يتماشى مع الموارد الهائلة التي تزخر با البلاد، والتي تم تبديدها واستخدامها لأسباب لا تعود بالمنفعة لمصلحة الشعب الجزائري.

 

ويتساءل الدبلوماسيون العرب، الذين أصيبوا بالصدمة والذهول من الموقف المشين للسفير الجزائري، كيف يمكن للبلد الذي من المفترض أن يترأس القمة العربية في غضون أشهر قليلة، أن يتصرف بقدر من الازدراء والإذلال تجاه القضية الفلسطينية التي يفترض أن يدعمها ويدافع عنها؟

 

ويجد الدبلوماسيين العرب والمسلمين، بمن فيهم أصدقاء الجزائر في أمريكا اللاتينية وآسيا، أنفسهم أمام موقف لا يصدق، لكنهم يدركون أن النظام الجزائري مستعد لفعل أي شيء لمعاكسة المغرب، لتظل فلسطين هي من تدفع الثمن اليوم، وغدا سيكون حتما سبب آخر. فالنظام الجزائري لايملك أخلاق سياسية ولا أعراف دبلوماسية ولا روح التضامن الأخوي. ألم يعرض التكامل المغاربي وتنمية القارة الإفريقية بأكملها للخطر من خلال الاعتداء على الوحدة الترابية للمغرب؟ ألا يخوض النظام الجزائري حربا ضد جاره المغربي وشقيقه منذ ما يقرب من نصف قرن من خلال صنيعته الانفصالية المسلحة “البوليساريو”؟

 

 

إن الدول الأعضاء اعتادت على دناءة الجزائر وعدائها تجاه جارتها المغرب. لكن هذه الدول لم تتخيل قط، حتى في أسوأ كوابيسها، أن يذهب الأمر بالجزائر إلى حد الطعن في القضية الفلسطينية من خلال حرمانها من دعمها التقليدي وعمقها الدبلوماسي الاستراتيجي.

 

من جهتها، ستواصل لجنة القدس، في ظل القيادة الرشيدة والفعالة لرئيسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بهدوء ونكران الذات، عملها الملموس والذي يحظى بالتقدير من أجل الحفاظ على المدينة المقدسة وحمايتها وتعزيز حقوق المقدسيين. وذلك دون إهانة للنظام العسكري الجزائري.