Tag: المجتمع الدولي
بقلم: جواد حاضي
تعتبر قضية الصحراء المغربية واحدة من أكثر القضايا الوطنية حساسية وأهمية بالنسبة للشعب المغربي. في هذا السياق، تبرز حركة مغرب الغد كأحد الفاعلين الرئيسيين في مجال الدبلوماسية الموازية، حيث تسعى إلى تعزيز الموقف المغربي وتوعية المجتمع الدولي بخصوص هذه القضية.
مؤخراً، احتفلت الحركة بإصدار كتابين للكاتب السويسري المعروف “جون ماري هيدت”، وهما “محمد السادس، رؤية ملك: الأعمال والطموحات” و”الصحراء المغربية: أرض الأضواء والمستقبل”. هذه الإصدارات تأتي في وقت حاسم، حيث يعمل المغرب على تعزيز مكانته الدولية ودعم موقفه في ملف الصحراء.
خلال حفل الاستقبال الذي أقيم في بيت رئيس الحركة، الدكتور مصطفى عزيز، أشار هيدت إلى أهمية التعاون مع حركة مغرب الغد، التي تضم كوكبة من المثقفين والمناضلين المغاربة في المهجر. وقد أبدى اعتزازه بالعمل يداً بيد مع هذه الحركة، التي تسعى لتوحيد الأصوات المغربية من أجل الدفاع عن القضايا الوطنية.
الكتاب الأول يتناول إنجازات الملك محمد السادس على مدار 25 عاماً، حيث سلط الضوء على التحولات التي شهدها المغرب في مختلف المجالات، مما جعله نموذجاً يحتذى به على الصعيدين الإفريقي والعربي. أما الكتاب الثاني، فهو دراسة أكاديمية تتناول تاريخ ومستقبل الصحراء المغربية، وتفند المزاعم التي يروجها خصوم الوحدة الترابية.
إن توجيه رسالة واضحة للعالم بشأن الوضع في الصحراء المغربية يعد أمراً بالغ الأهمية. من خلال هذه الأنشطة، تؤكد حركة مغرب الغد على ضرورة تضافر الجهود الوطنية والدولية لدعم الموقف المغربي، وتوجيه رسائل قوية حول عدالة القضية المغربية.
في ختام اللقاء، أكد هيدت استعداده لمواكبة حركة مغرب الغد في تحركاتها الدبلوماسية حول العالم، مما يعكس التزامه بقضية الشعب المغربي. إن هذه المبادرات ليست مجرد نشاط ثقافي، بل هي جزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الوعي الدولي حول قضية الصحراء المغربية، وضمان أن تظل هذه القضية حية في الأذهان.
إن التحديات لا تزال قائمة، ولكن مع تكاتف الجهود وتوحيد الصفوف، يمكن للمغرب أن يحقق أهدافه في الدفاع عن وحدته الترابية ويعزز مكانته في الساحة الدولية.
● الرباط – مع الحدث :
قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم الخميس، إن المغرب لطالما لفت انتباه المجتمع الدولي بشكل عام والتحالف العالمي ضد تنظيم “داعش”، بشكل خاص، إلى ضرورة مواجهة التهديد “المتنامي” للجماعات الإرهابية في إفريقيا.
وأشار الوزير، في كلمة خلال اجتماع التحالف الدولي ضد داعش من أجل إطلاق مجموعته للتفكير حول إفريقيا، إلى أن المغرب استضاف في يونيو 2018 في الصخيرات الاجتماع الإقليمي للمدراء السياسيين للتحالف العالمي ضد “داعش”، معتبرا أن إطلاق هذا المركز البحثي، يشكل”جهدا إضافيا”، “أكثر راهنية من أي وقت مضى” في مواجهة التطور المستمر للوضع بالقارة.
وأوضح أن هزيمة “داعش” في سوريا والعراق أحدثت تغييرا في استراتيجيتها، القائمة على توحيد الفروع الإقليمية والمتسمة بتدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب المرحلون والعائدون، مشيرا إلى أن 27 كيانا إرهابيا متمركزا في إفريقيا مدرج حاليا في قائمة عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بصفتها جماعات إرهابية، مسؤولة عن مقتل 12.500 شخص في عام 2020.
وقال الوزير، في هذا الصدد، إننا ” لاحظنا زيادة مطردة في استخدام طائرات بدون طيار لأغراض الاستطلاع والهجوم، وكذا تكنولوجيات حديثة للقيام بعملياتها وضمان تمويلها من خلال العملات المشفرة”، موضحا أن غرب إفريقيا ومنطقة الساحل هي أكثر المناطق تأثرا في إفريقيا، حيث تم تسجيل 7.108 هجمات إرهابية في عام 2020، مع نزوح أكثر من 1.4 مليون شخص جراء المواجهات الدائرة حاليا.
وأضاف أن التطورات في وسط وشرق إفريقيا تبعث أيضا على القلق حيث تحاول الجماعات الإرهابية تحدي الدول وتعريض وحدتها الترابية واستقرارها للخطر، مضيفا أن التأثير الاقتصادي للإرهاب على القارة على مدى العقد الماضي بلغ 171 مليار دولار، وهو ما كان له انعكاسات مباشرة على الاستقرار السياسي والاجتماعي للدول الإفريقية.
من جهة أخرى، أكد السيد بوريطة أنه من أجل الإسهام في جهود مكافحة الإرهاب في القارة الأفريقية، التزم المغرب إلى جانب العديد من البلدان وفي مختلف المحافل، ولا سيما في إطار الأمم المتحدة، لاسيما المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب والتحالف الدولي ضد داعش.
وقال إنه بناء على هذه التجربة وهذا الالتزام، تطوعت المملكة للمشاركة في رئاسة مجموعة التفكير هاته حول إفريقيا مع إيطاليا والنيجر والولايات المتحدة.
وأوضح أن أهداف هذه المجموعة تتماشى تماما مع متطلبات الانخراط الفعال في مكافحة الإرهاب في إفريقيا ويتعلق الأمر بالاعتراف ودعم الجهود الأفريقية في مجال مكافحة هذه الظاهرة على المستوى الإقليمي، ودعم توفر إفريقيا على سياسات لمكافحة الإرهاب وتبسيط جهود بناء القدرات في القارة، وبلورة مقاربة شاملة تعزز الأمن والتنمية.
وفي هذا السياق، قال السيد بوريطة “نعلق آمالا كبيرة على عمل مجموعة التفكير حول إفريقيا كمنصة لتبادل الآراء ومناقشة الآفاق المستقبلية للتوصل إلى فهم مشترك للتهديدات والاستراتيجيات الخاصة المتعلقة بداعش في القارة و من أجل تزويد البلدان الإفريقية بوسائل مكافحة الهجمات الإرهابية من خلال تطوير وتعزيز القدرات الوطنية بطريقة عقلانية ومنسقة.
ولفت إلى أن بعض المجالات الرئيسية، من قبيل إدارة أمن الحدود والتعاون الاستراتيجي والتشغيلي وتعزيز القدرات، يجب أن تُعتبر كأولويات، مضيفا بالقول “يجب أن نرتكز على الآليات والاستراتيجيات المتوفرة على المستوى الإقليمي، مثل العمل الذي قامت به المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو).
وبعد أن أكد استضافة المملكة، الربيع المقبل، للاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، خلص السيد بوريطة إلى أن “المغرب يجدد التأكيد على التزامه بالعمل في تعاون وثيق مع الرؤساء المشاركين وأعضاء التحالف وشركائنا من أجل تحقيق أهداف مجموعة التفكير حول إفريقيا والوفاء بالتزاماتها”.