Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات

طانطان.. بعد ليلة من تمشيط الصحراء لساعات، القائد الجديد للدرك الملكي بالوطية يفك لغز سرقات خطيرة بينها فيلا رجل أعمال

الوطية – طانطان

 

كشفت الأبحاث والتحقيقات المتواصلة التي تباشرها عناصر الدرك الملكي بالوطية، عن معطيات جديدة وصادمة في قضية تفكيك الشبكة الإجرامية المتخصصة في سرقة الدراجات النارية والاعتداءات بالسلاح الأبيض، والتي تم توقيف أفرادها نهاية ليلة امس بعد تمشيط الصحراء بين مدينة طانطان والوطية وسلسلة من العمليات الأمنية الدقيقة.

 

فبحسب مصادر مطلعة، أظهرت التحريات أن أحد الموقوفين الرئيسيين في هذه القضية متورط في عملية سرقة فيلا تعود لرجل أعمال معروف بمدينة الوطية، وهي الجريمة التي هزّت الرأي العام المحلي أواخر فصل الصيف الماضي.

 

وجاء هذا الاكتشاف بعد تعميق البحث مع المشتبه فيهم، إذ تم التعرف على معالم الجريمة السابقة من خلال تطابق أساليب التنفيذ والمعدات المستعملة، إضافة إلى اعترافات جزئية قدمها أحد الموقوفين أثناء التحقيق.

 

ولا تزال عناصر الدرك الملكي تواصل أبحاثها بتنسيق مع النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد باقي المتورطين المحتملين في هذه الشبكة، التي يرجح أن تكون امتداداً لمجموعة منظمة تنشط بين مدينتي الوطية وطانطان.

 

وقد أشاد حقوقيون باليقظة الأمنية والحس المهني العالي الذي أبانت عنه مصالح الدرك الملكي، سواء في سرعة التدخل أو في دقة التحريات التي مكنت من فك لغز جريمة سابقة كانت موضوع بحث منذ أشهر.

 

وأكدت مصادر أن الأبحاث لا تزال جارية من أجل تحديد ما إذا كانت للشبكة صلات بعمليات أخرى شهدتها المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، في انتظار استكمال التحقيقات وعرض المتورطين أمام انظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بكلميم .

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة خارج الحدود

ترامب والأمير تميم: هل كان اللقاء على الطائرة مناورة دبلوماسية أم ترتيب عملي؟

 

 

أثار لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالأمير تميم بن حمد في قطر تساؤلات حول سبب عقد اللقاء على متن الطائرة الرئاسية الأمريكية بدل النزول إلى أرض المطار. هل كان هذا الإجراء رسالة دبلوماسية متعمدة، أم مجرد ترتيب عملي يتوافق مع جدول السفر؟

 

يشير بعض المراقبين إلى أن الاستعدادات على الأرض كانت مكتملة، من سجادة حمراء وحرس شرف وفرقة موسيقية، وحضور الأمير والشخصيات القطرية في انتظار استقبال رسمي. في هذا السياق، قد يُفسر تحويل اللقاء إلى الطائرة على أنه خرق بروتوكولي محتمل، حيث يمكن اعتباره تقليلاً من شأن المضيف، أو رمزاً للهيمنة من جانب ترامب، مع التأكيد على أن اللقاء يتم وفق شروطه وعلى “أرضه الرمزية”. وقد يُرى أيضاً كرسالة للجمهور الأمريكي، تعكس صورة الرئيس القوي الذي لا ينتقل إلى الآخرين بل يستقبلهم.

 

كما تظهر إحدى الصور الملتقطة أمام الصحافة شاشة تلفاز كبيرة تعرض مباراة مصارعة يظهر فيها شخص فوق آخر، يمكن تفسيرها بعدة طبقات من الرمزية. مشهد المصارعة قد يرمز إلى الصراع والغلبة، ويتماشى مع رسالة رفض النزول من الطائرة وإظهار القوة. كما أن تشغيل التلفاز بمحتوى ترفيهي أثناء لقاء رسمي قد يقلل من جدية اللقاء مقارنة بعادات الضيافة العربية التي تركز على الاحترام الكامل للضيف، مما يضيف بعداً نفسياً بصرياً للحدث. يمكن قراءة الثلاثية الرمزية للقاء: رفض النزول كرسالة “لن أتعب نفسي للمجيء إليكم”، وإجبار الأمير على الصعود إلى الطائرة كرسالة “أنتم من يأتي إلى أراضيي الرمزية”، والمصارعة على الشاشة كرمز أن “السياسة صراع ونحن الأقوى فيه”.

 

من ناحية أخرى، يشير التقرير إلى أن اللقاء جاء خلال توقف فني لطائرة ترامب في قاعدة العديد الجوية لتزويدها بالوقود أثناء جولة آسيوية. في هذا السياق، يمكن اعتبار عقد اللقاء على متن الطائرة إجراء عملي يهدف إلى تسهيل جدول السفر، كما أن استضافة الأمير على متن إير فورس وان غالباً ما يُنظر إليها كنوع من التكريم والثقة وليس كإهانة، وقد وصف ترامب قطر بأنها “حليف عظيم”، ما يعكس تقديراً للعلاقة الثنائية.

 

العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر شهدت تحولات، من توتر خلال أزمة الخليج في 2017 إلى شراكة استراتيجية قوية تشمل التعاون الدفاعي والدبلوماسي. اللقاء على متن الطائرة قد يعكس هذا المستوى المتقدم من العلاقة، ويتيح لقاءً شخصياً بين الأمير والرئيس في مكان يرمز إلى السلطة الأمريكية.

يبقى السؤال مفتوحاً، فمن الصعب التأكد بشكل قاطع إن كان عدم نزول ترامب رسالة متعمدة لإظهار الهيمنة، أم كان اختياراً عملياً لوجستياً. كما أن مشاهدة مشهد المصارعة على الشاشة، فهي تضيف بعداً بصرياً ونفسياً للقاء، لكنها لا تؤكد النية بشكل قاطع، ويبقى تفسير الحدث مفتوحاً بين الرمز العملي والرسالة السياسية.

Categories
أخبار 24 ساعة الثقافة وفن الواجهة جهات رياضة

مهرجان أسا الدولي للألعاب الشعبية يحتفي بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء بحضور دولة ايطاليا

تستعد مدينة أسا، حاضرة إقليم أاسا الزاك، في الفترة الممتدة من 5 إلى 9 نونبر 2025، لاحتضان فعاليات الدورة الثانية من مهرجان أسا الدولي للألعاب الشعبية، وهي تظاهرة كبرى تنظمها جمعية أسا للثقافة والتنمية الاجتماعية والرياضة والتواصل، بشراكة مع عمالة إقليم أسا الزاك وبدعم من مجلس جهة كلميم وادنون، وبتنسيق مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلى جانب فعاليات المجتمع المدني والهيئات الوطنية المهتمة بالتراث اللامادي.

ويأتي تنظيم هذه النسخة في إطار الاحتفالات الوطنية المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، تحت شعار: الألعاب الشعبية.. تواصل وإبداع وتعريف بالقضية الوطنية”، وهو شعار يعكس عمق البعد الثقافي والوطني للتظاهرة التي تسعى إلى إبراز الدور الذي تلعبه الألعاب الشعبية في صون الهوية المغربية والتعريف بعدالة القضية الوطنية لدى الأجيال الصاعدة، وتشبث سكان هذا الإقليم بأهداب العرش العلوي المجيد، والتجديد الدائم والمسترسل لايات وفروض البيعة والطاعة والولاء، لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وسيتميز المهرجان هذا العام بحضور دولة إيطاليا كضيف شرف، حيث ستتم استضافة ممثلين عن بلديتي “توانو – Toano” و”كاستلنوفو ني مونتي – Castelnovo ne’ Monti”، في إطار تعزيز جسور التعاون الثقافي والرياضي بين المغرب وإيطاليا. وتبادل الزيارات في اطار برتكول الصداقة والتعاون بين الطرفين. كان قد تم توقيعه منتصف السنة الجارية.

وتتضمن برمجة المهرجان مجموعة من العروض الفنية والرياضية والتراثية، إلى جانب ندوات فكرية وورشات للأطفال والشباب، وأنشطة تراثية تعرف بمختلف الألعاب الشعبية المغربية والأجنبية، إضافة الى سباق المسيرة الخضراء، الذي سينظم على الطريق في نسخته الأولى، في سعي إلى جعل أسا منصة للتبادل الثقافي بين الشعوب من خلال الرياضة والرياضات التقليدية والألعاب الشعبية.

ويرتقب أن يشكل هذا الموعد الدولي مناسبة للاحتفاء بالتنوع الثقافي المغربي، وتعزيز حضور التراث اللامادي في المشهد الثقافي الوطني، وترسيخ قيم التواصل والإبداع والانتماء للوطن لدى مختلف فئات المجتمع.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية الواجهة بلاغ جهات

تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني

أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني، زوال يومه السبت 25 أكتوبر الجاري، عن مجموعة من التعيينات الجديدة في مناصب المسؤولية بالمصالح اللامركزية بمدن تازة وأزرو وابن جرير وسطات وورزازات، وذلك في إطار دينامية داخلية تهدف لضخ دماء جديدة والاستعانة بكفاءات أمنية شابة ومتمرسة قادرة على المشاركة الفعالة في تحقيق أمن المواطن وسلامة ممتلكاته.

وقد شملت هذه التعيينات الجديدة التي أشَّر عليها المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف حموشي ستة مناصب جديدة للمسؤولية، من بينها تعيين نائب لرئيس المنطقة الأمنية بسطات ورئيس للمصلحة الجهوية للشرطة القضائية بورزازات، فضلا عن تعيين رئيس للملحقة الإدارية الشرطية بمدينة ابن جرير.

كما همت هذه التعيينات أيضا وضع أطر أمنية على رأس مصالح لا ممركزة للأمن العمومي، تضمنت تعيين رئيسي دائرتين للشرطة بمدينة تازة، علاوة على وضع إطار أمني على رأس فرقة السير الطرقي بمدينة أزرو.

وقد تم الحرص في التعيين لشغل هذه المناصب الأمنية على اختيار كفاءات من الجيل الجديد للمسؤولين الأمنيين ممن تتوافر فيهم المهنية العالية، والنزاهة والتجربة الوظيفية، وذلك ليتسنى لهم التنزيل الأمثل للإستراتيجية الأمنية الجديدة التي تروم خدمة أمن المواطن، عبر تدعيم الإحساس بالأمن، وتجويد الخدمات الشرطية، وتوطيد المقاربة التواصلية وتعزيز الانفتاح المرفقي لمصالح الأمن.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة خارج الحدود رياضة

أسبوع من ذهب.. اللاعبون المغاربة يتألقون في أوروبا

 

لا يمر أسبوع كروي في أوروبا دون أن يترك اللاعبون المغاربة بصمتهم، تألقًا وأهدافًا وحضورًا لافتًا في مختلف البطولات القارية.

 

يوم الثلاثاء، مع تصفيات دوري الأبطال، واصل أيوب الكعبي تألقه بتسجيل هدف جميل في شباك برشلونة رغم خسارة فريقه، فيما سجل إسماعيل الصيباري هدفًا رائعًا أظهر من خلاله مستوى تصاعدي وبصمة هجومية واضحة.

يوم الخميس، تألق حمزة إيغامان بتسجيله هدفين لفريقه في مواجهة قوية انتهت بالهزيمة، لكنه ظل نجم اللقاء بفضل أدائه الفني وحضوره الهجومي المميز.

 

يوم الجمعة، واصل المخضرم يوسف العربي التألق بتسجيل هدف رائع لفريقه باريس إف سي، مؤكداً خبرته الكبيرة وقدرته على الحسم في المباريات المهمة.

يوم السبت، شهدت البطولات الأوروبية عروضًا قوية لعدد من النجوم المغاربة:

أشرف حكيمي قاد باريس سان جيرمان إلى فوز مهم على بريست بعد تسجيله ثنائية رائعة، ويُتوّج رجل المباراة مؤكداً مكانته كأحد أفضل الأظهرة في العالم.

عز الدين أوناحي قدم أداءً استثنائيًا مع جيرونا أمام ريال أوفييدو، مساهماً في ثلاثة أهداف منها هدف التعادل، لينتهي اللقاء بالتعادل (3–3) ويُتوّج رجل المباراة.

عِمران لوزا أحرز الهدف الوحيد لفريقه واتفورد رغم الخسارة (3–1).

 

شمس الدين الطالبي سجل هدف الفوز لفريقه ساندرلاند أمام تشيلسي.

ومع ترقب مباريات مساء السبت ويوم الأحد لاستكمال الجولة الأوروبية، يواصل الجمهور المغربي متابعة نجومه في مختلف الملاعب، بعدما أصبح التألق المغربي عادة أسبوعية تعكس قوة المواهب الوطنية وتواجدها المتميز في القارة الأوروبية.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية الواجهة بلاغ جهات

توقيف شخص بسلا الجديدة بعد اعتدائه على شرطي وقيادته سيارة بدون ترخيص

تمكنت المصالح الأمنية بمنطقة سلا الجديدة، صباح اليوم السبت 25 أكتوبر الجاري، من وضع حد لتصرفات شخص يبلغ من العمر 38 سنة، بعد تورطه في واقعة إهانة موظف عمومي أثناء مزاولة مهامه، وعدم الامتثال، وإيذاء رجل أمن عمداً، إضافة إلى نقل ركاب بدون رخصة قانونية.

وحسب مصادر أمنية، فإن تفاصيل الحادث تعود إلى دخول المشتبه فيه في خلاف مع مواطن أجنبي كان يقله على متن سيارته الخاصة دون التوفر على ترخيص للنقل، الأمر الذي استدعى تدخل أحد عناصر الشرطة لفض النزاع بين الطرفين. غير أن السائق رفض الامتثال للأوامر القانونية وواصل السير بمركبته، مما تسبب في إصابة الشرطي بجروح، وهي الواقعة التي وثقها مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي.

وقد مكنت التحريات الدقيقة التي باشرتها المصالح الأمنية من تحديد هوية المشتبه فيه في وقت وجيز، قبل أن يتم توقيفه خلال عملية نوعية بسلا الجديدة، وحجز السيارة المستعملة في ارتكاب هذه الأفعال.

وبأمر من النيابة العامة المختصة، جرى إخضاع الموقوف للبحث القضائي قصد الكشف عن جميع ظروف وملابسات الحادث، وكذا تحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة إليه.

وتؤكد هذه العملية مرة أخرى سرعة ونجاعة تدخل المصالح الأمنية في التعامل مع القضايا التي تمس النظام العام وسلامة موظفي إنفاذ القانون، والتصدي بحزم لكل أشكال الفوضى أو التعدي على رجال الأمن أثناء أداء واجبهم المهني.

Categories
أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء سياسة مجتمع

كلام الليل يمحوه النهار.. حين تتحول الوعود السياسية إلى وهم

ليس في القاموس السياسي ما يوجع المواطن أكثر من الوعود الانتخابية، تلك العبارات المنمقة التي تُقال في الحملات، وتتبخر مع أول نهار بعد صناديق الاقتراع. هي كلمات براقة تتكرر في كل موسم انتخابي، تتغير الوجوه والأصوات، لكن مضمونها يبقى نفسه، بينما يظل المواطن ينتظر التغيير الذي لا يأتي، ويعيش أملاً سرعان ما يتحول إلى خيبة.

 

هذا الكلام الذي يُقال ليلاً ويُمحى مع نهار الواقع، ليس مجرد سوء تقدير أو فجوة بين الطموح والتطبيق، بل هو في كثير من الأحيان وعود زائفة تُقدَّم في ثوب البرامج والمشاريع. تكرار هذه الأوهام عمّق الفجوة بين المواطن والسياسة، وأفقد الناس ثقتهم في الخطاب الحزبي، حتى أصبح الصمت في يوم التصويت أبلغ من كل الشعارات.

 

انتخابات 2021 وما قبلها كشفت عن نمط متكرر: خطابات تفيض بالأمل، ووعود بمحاربة الفساد، وتحسين مستوى العيش، وحل أزمات السكن والتعليم والصحة، لكن النتيجة كانت العودة إلى نفس الدائرة، بنفس الآليات والأسماء، فيما يزداد الواقع تعقيداً وصعوبة.

 

الخروج من هذا الوضع يتطلب شجاعة سياسية حقيقية، وخطاباً جديداً يبتعد عن بيع الأحلام ويقترب من قول الحقيقة. خطاب مسؤول يقدّم الوعود في حدود الممكن، ويعترف بالصعوبات بدل إخفائها. خطاب شجاع لا يخشى مصارحة المواطن، ويجعل من الشفافية قاعدة لا استثناء. خطاب واضح المعالم يتحول من الشعارات العامة إلى خطط عملية يمكن قياسها ومتابعة نتائجها.

 

الاستمرار على نفس النهج لم يعد مقبولاً، لأن الثمن هذه المرة ليس فقط عزوفاً عن التصويت، بل فقدان الإيمان بالسياسة نفسها، وانتشار السلبية واليأس بين الأجيال. إن الوطن لا يمكن أن يبنى بأكاذيب الليل، بل بنور الحقيقة والمسؤولية، فالثقة لا تُستعاد بالكلمات، بل بالأفعال التي تترجم الوعود إلى واقع.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الثقافة وفن المبادرة الوطنية الواجهة ثقافة و أراء متفرقات مجتمع

المجتمع المدني… حين يبدأ البناء من القاعدة لا من القمة

 

في زمن تتراجع فيه الثقة بالمؤسسات، يبرز سؤال جوهري: كيف نبني مجتمعًا مدنيًا قويًا وفاعلًا؟ الجواب لا يكمن في القوانين أو الشعارات الكبرى، بل في إعادة الاعتبار إلى البناء من الأسفل، من المواطن البسيط، من المدرسة، ومن الفضاءات الجمعوية والنقابية والحزبية التي تُغرس فيها قيم المواطنة الحقيقية.

المدرسة اليوم، رغم أهميتها، تحوّلت في كثير من الأحيان إلى فضاء لتلقين الدروس وحفظ المقررات، هدفها النهائي هو النجاح في الامتحان لا النجاح في الحياة. أما التربية على المواطنة، على المشاركة، على المسؤولية ونكران الذات، فقد تراجعت لصالح منطق النقط والشواهد.

وهنا يظهر دور المجتمع المدني بمختلف مكوناته — الجمعيات، النقابات، والأحزاب — كمدرسة ثانية تربي على الالتزام الجماعي، وتعلّم الفرد أن يتجاوز ذاته من أجل الصالح العام. فالجمعية الحقيقية تزرع في الإنسان روح المبادرة والعطاء التطوعي، والنقابة تعلّمه الدفاع عن الحقوق بروح تضامنية لا أنانية، والحزب السياسي الحقيقي يُكوّنه على الممارسة الديمقراطية ومفاهيم المصلحة الوطنية لا المصالح الشخصية.
غير أن التجربة الميدانية أظهرت في العقود الأخيرة محاولات لطمس هذه الأدوار النبيلة. فقد تم إغراق المشهد الجمعوي بجمعيات صورية “صفراء” تُنشأ بتمويلات ضخمة لتلميع واجهات سياسية أو انتخابية، بدل أن تكون صوتًا للمجتمع. وتم تفريخ نقابات عديدة لتشتيت القوة العمالية وإضعاف قدرتها التفاوضية، كما أن إنشاء أحزاب كثيرة تفتت المشهد السياسي وتشوش على الوعي الجماعي، حتى لم يعد المواطن يعرف من يمثل من، ومن يدافع فعلاً عن مصالحه.

إن بناء مجتمع مدني من الأسفل يعني العودة إلى الأصل: إلى الإنسان كمحور للتنمية، إلى المدرسة كمصنع للقيم، إلى الجمعية كفضاء للتطوع، إلى النقابة كصوت للكرامة، وإلى الحزب كأداة للمشاركة والتغيير.

فالمجتمع المدني لا يُبنى بقرارات فوقية، بل بتراكم التجارب الصادقة في الميدان. وكلما انطلقت المبادرات من القاعدة الشعبية، من الحي، من المدرسة، من فضاءات العمل، كلما أصبح البناء أكثر صلابة واستدامة.

لأن المجتمع المدني الحقيقي ليس زينة ديمقراطية، بل قوة اقتراح ومراقبة وبناء. ولن يتحقق ذلك إلا حين نعيد الثقة إلى المواطن، ونمنحه الأدوات ليكون فاعلًا لا متفرجًا.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات مجتمع

حين نطقت الطفولة بالشهادة.. طفل أمريكي يعتنق الإسلام في تمارة

في مشهدٍ سيبقى محفورًا في ذاكرة الإيمان، عاش مسجد من مساجد مدينة تمارة المغربية عصر الجمعة لحظة استثنائية، لحظة سكنت فيها الأنفاس واهتزت لها القلوب.

طفلٌ أمريكي، لم يتجاوز بعد سنوات البراءة، يقف إلى جوار والدته، يرفع بصره نحو الإمام، ويردد خلفه كلماتٍ قليلة في المبنى، عظيمة في المعنى:

 

أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله».

 

 

 

وانفجرت القاعة بتكبيرٍ عفويٍّ، امتزجت فيه الدهشة بدموع الفرح، وكأن المصلين يشهدون ميلادًا جديدًا، لا جسدًا هذه المرة، بل ميلاد روحٍ وجدت طريقها إلى النور.

 

كانت الأم تقف بجانبه، تبتسم وفي عينيها حكاية سفرٍ طويل من البحث عن الطمأنينة، حتى رست بها الأقدار في هذا الركن الهادئ من المغرب، حيث يلتقي دفء الإيمان بنبل الضيافة المغربية.

مشهدٌ صغير في الظاهر، لكنه عظيم في رمزيته، يذكّرنا أن الهداية لا تعرف حدودًا ولا جنسية، وأن الإسلام ما يزال يفتح ذراعيه لكل من يبحث عن السلام الحقيقي.

 

في زمنٍ يضجّ بالضياع والتناقض، تأتي مثل هذه اللحظات لتعيد إلينا الثقة بأن الخير ما زال نابضًا في القلوب، وأن نور الإسلام أقوى من كل ظلام الإعلام.

فما أبهاه من دينٍ يجمع بين سكينة القلب وكرامة الإنسان، بين الرحمة واليقين، بين العقل والنور.

 

تمارة في ذلك اليوم لم تشهد إسلام طفلٍ فحسب، بل شهدت ولادة قصة أمل جديدة، ورسالة خالدة مفادها أن طريق الإيمان لا يُقاس بالعمر، بل بالصدق الذي يسكن القلب.

 

الحمد لله على نعمة الإسلام، نعمة لا يعرف قدرها إلا من ذاق حلاوتها، وهنيئًا لذلك الطفل الصغير الذي سبق الكبار إلى باب النور، وهنيئًا لأمه التي حملت في قلبها بذرة الهداية حتى أينعت في أرضٍ مباركة.

Categories
أخبار 24 ساعة الثقافة وفن الواجهة

زورا تانيرت تخطف الأضواء بساحة صحراء.. وعلي فايق يلهب منصة ولي العهد في اليوم الثاني من تالكيتارت

تتواصل بمدينة أكادير مساء الجمعة 24 أكتوبر 2025 فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للقيتارة “تالكيتارت”، الذي ينظمه منتدى أكادير ميموري بشراكة مع مجلس جهة سوس ماسة والمعهد الفرنسي وعدد من المؤسسات المنتخبة والثقافية، وسط أجواء موسيقية نابضة بالحياة تنبض بالإبداع والتنوع.

وقد شكل اليوم الثاني من المهرجان لوحة فنية متعددة الألوان، حيث شهدت ساحة سينما صحراء بحي تالبرجت حضوراً جماهيرياً غفيراً جاء للاستمتاع بأداء الفنانة زورا تانيرت، التي أبهرت الحاضرين بصوتها الدافئ وأدائها المتقن لأغنيات من ريبرتوار الفنان الراحل عموري مبارك، أحد أبرز رموز التجديد في الأغنية الأمازيغية. وقد تفاعل الجمهور مع كل نغمة، ليعيش لحظات موسيقية تجمع بين الشجن والفرح والحنين.

وشهدت السهرة ذاتها مشاركة مجموعة جمال أوصفي التي أبدعت في تقديم مقاطع موسيقية أمازيغية بطابعها الأصيل، إلى جانب مجموعة شريف سيباستيان القادمة من مالي وفرنسا، والتي أضفت لمسة إفريقية عالمية أبهرت الجمهور بأدائها المميز وإيقاعاتها الحيوية.

وفي الجهة الأخرى من المدينة، تحولت ساحة ولي العهد إلى فضاء مفتوح للطاقة والإبداع، حيث صعد الفنان علي فايق إلى المنصة ليقدم عرضاً موسيقياً متميزاً مزج فيه ببراعة بين الآلات الأمازيغية والإيقاعات السوسية الأصيلة، ما جعل الجمهور يتفاعل معه بشكل كبير في أجواء من الفرح والرقص الجماعي.

كما شاركت في السهرة نفسها فرقة كيا لوم القادمة من السنغال والتي نشرت أجواء إفريقية نابضة بالحياة، ومجموعة هند النعيرة من مدينة الصويرة التي أبدعت في دمج الإيقاعات الكناوية مع الموسيقى العصرية، إضافة إلى فرقة تاروا نتينيري من ورزازات التي زينت ختام الأمسية بأنغام صحراوية أصيلة أضفت دفئاً خاصاً على الليلة.

اليوم الثاني من تالكيتارت جسد بامتياز روح المهرجان القائمة على التلاقي الفني والتنوع الثقافي، حيث امتزجت الألحان الأمازيغية والإفريقية والعالمية في انسجام فريد يعكس غنى الهوية الموسيقية المغربية وانفتاحها على الآخر. وقد نوه الجمهور بالتنظيم الجيد وجودة العروض، مؤكدين أن أكادير باتت وجهة فنية عالمية وفضاءً يحتضن الجمال والإبداع.

ومن المرتقب أن يسدل الستار على الدورة الثالثة مساء غدٍ السبت بعروض موسيقية كبرى تجمع عدداً من الفرق المحلية والدولية، في احتفال جماعي بروح القيتارة وتنوع الإبداع الإنساني.