Categories
أخبار 24 ساعة متفرقات

افتتاح مميز لمهرجان إفران الدولي في نسخته السابعة بحضور شخصيات بارزة

إفران ادريس المجدوب

شهدت مدينة إفران مساء أمس انطلاقة فعاليات النسخة السابعة من مهرجان إفران الدولي، الذي يُعد من أبرز التظاهرات الفنية والثقافية في جهة فاس مكناس، وذلك بحضور وازن لشخصيات سياسية وثقافية ورياضية، أبرزهم عامل إقليم إفران، والقيادي الحزبي محمد أوزين، إلى جانب العداء المغربي العالمي سفيان البقالي.

وجاء حفل الافتتاح غنيًا بالألوان والإيقاعات، حيث استُهل بعرض فني متميز بسمفونية أحيدوس، قدمته فرق شعبية تمثل التراث الأمازيغي الأصيل، في لوحة فنية تمزج بين الإبداع الموسيقي والرقص الجماعي التقليدي.

كما شهد الحفل حضورًا لافتًا لنجوم الأغنية الشعبية المغربية، في مقدمتهم الفنانة يامنة العمراوي و الدودية التي ألهبت حماس الجمهور، إلى جانب الفنان المتألق عبد العزيز أحوزار، الذي قدم باقة من أشهر أغانيه وسط تفاعل كبير من الحاضرين.

وينتظر أن تعرف هذه الدورة، التي تستمر لعدة أيام، برنامجًا حافلًا بالعروض الفنية والأنشطة الثقافية والرياضية والبيئية، تروم تعزيز الإشعاع السياحي والثقافي لإقليم إفران، وإبراز غناه الطبيعي وتراثه الحضاري المتنوع.

وقد أكد المنظمون أن الدورة السابعة من المهرجان تأتي في سياق خاص يتميز بالرغبة في النهوض بالثقافة الجبلية ودعم الفنانين المحليين، مع الانفتاح على تجارب فنية عالمية، مما يجعل من المهرجان فضاءً للقاء والحوار بين الثقافات.

Categories
ثقافة و أراء رياضة

اختتام فعاليات مهرجان التراث والفلكلور في دورته الثانية بلقاءات علمية ووصلات فنية لفرق اسبانية وبرتغالية

مديونة محمد الحساني

اختتمت امس، فعاليات النسخة الثانية لمهرجان التراث والفلكلور المنظم تحت إشراف عمالة إقليم مديونة، و جمعية أصدقاء الرياضة والثقافة مديونة، وبشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال والرياضة، قطاع الرياضة، والذي نظم بساحة القصبة الاسماعيلية ، فضلا على المركب الثقافي لمديونة خلال الفترة ما بين 14 و 20 يوليوزالجاري.

حيث استضافت هذه التظاهرة كل من دولتي اسبانيا والبرتغال كضيفي شرف الدورة، من خلال مشاركتهما في معرض المنتجات المجالية المنظم بنفس الساحة وذلك بعرض المنتجات المحلية لذات الدولتين الضيفتين، حيث عرف هذا الرواق توافد المئات من الزوار الراغبين في التعرف على الثقافة الأوروبية من خلال منتوجاتهم التقليدية.

كما شهد برنامج هذه السنة عدة عروض فنية وموسيقية من ذات الدولتين ، استمتع بها وتجاوب معها الحاضرون، الى جانب عقد ندوات فكرية وعلمية.

– ندوة ” كأس العالم، الرهانات الاقتصادية ومؤشرات التنمية “،

وهو لقاء علمي وتواصلي سلّط الضوء على رهانات كأس العالم 2030، نظم يوم الثلاثاء 15 يوليوز 2025، اشرف على تسييره الصحفي المقتدر يوسف الساكت، و يهدف إلى إثارة النقاش حول الأبعاد المتعددة لتنظيم المغرب المشترك لكأس العالم 2030 رفقة كل من إسبانيا والبرتغال، تحت شعار:

“Yalla Vamos 2030”.

حيث ناقش المتدخلون كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والرياضية، والاعلامية.

وفي هذا السياق، قدم محمد الشقير “مؤلف وباحث” مقاربة تحليلية حول الخلفيات التاريخية والتنموية لهذا الحدث العالمي، حيث قالفي هذا الصدد، قال ، إن “تنظيم تظاهرات كأس العالم أصبح مجالا للتنافس بين الدول، لما لذلك من انعكاس على صورتها الخارجية، وكذا مكانتها السياسية في المنتظم الدولي”.

مضيفا ” ان إدراك المغرب المبكر للأهمية السياسية لتنظيم هذه الكأس العالمية، واعتباره أن ذلك يدخل ضمن القوة الناعمة للدول، هو ما دفع جلالة الملك الراحل الحسن الثاني إلى الترشح لتنظيم كأس العالم منذ أكثر من عقدين”.

وتابع المتحدث: “وعلى الرغم من عدم النجاح في هذه الترشيحات، فإن ذلك لم يثن المغرب عن مواصلة الترشح، إلى أن نجح في إحراز شرف تنظيم كأس العالم لسنة 2030، بمشاركة كل من إسبانيا والبرتغال” ، مشرا الى ان هذه المشاركة ستعزز التعريف بالمغرب كبلد عريق وقوة إقليمية في شمال إفريقيا ومنطقة المتوسط، مذكرة بتاريخه الحضاري ضمن هذه المنطقة. كما ستكشف عن قدراته اللوجستية في الاستضافة، مما سيكرس دوره الإقليمي وإشعاعه السياسي كقوة مستقرة في منطقة إفريقية تعاني من مظاهر عدم الاستقرار السياسي والأمني,

ومن جانب آخر، يرى شقير أن المشاركة في هذا التنظيم ستكسب المغرب ورقة سياسية للدفع بضرورة الطي النهائي لنزاع الصحراء”، موضحا أن تنظيم هذا الحدث يتطلب نزع فتيل أي مشاكل قد تؤثر على أمن تظاهرة ستجلب ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم.

من جانبه تناول عبد الفتاح مؤمن رئيس تحرير ميداني بقناة 2M، البعد الإعلامي ودور الصحافة في مواكبة مثل هذه التظاهرات الكبرى، من خلال الصحافة الرياضية سواء المرئية او المكتوبة او الإلكترونية، مؤكدا ان الحديث عن الرهانات الرياضية ليس شعارات فضفاضة ، وإنما هي مقاربة تروم بناء ملاعب رياضية، او بنيات تحتية، وبنيات طرقية، وعلاوة على تحسين المناخ الاستثماري، لخلق فرص العمل، مع التفكير في خلق عدالة اجتماعية للمدن التي لا تحتضن فعاليات كأس العالم، باستفادتها من عائدات هذه التظاهرة العالمية، ناهيك عن الصناع التقليدين الذين كما شاهدتهم يتسائلون عن موقعهم وعن كيفية الترويج لمنتجاتهم المحلية، مثمنا مثل هذه النداوت التي تشكل ارضية مفيدة وفرصة لبعث توصيات لبعض المسؤولين، من جعل هذه التظاهرة العالمية مشروع مجتمعي وليس،فقط مشروع حكومي، الكل يساهم والكل يستفيد.

عصام اسمر مدير مهرجان التراث والفلكلور

أوضح في ذات السياق، ان المغرب اليوم في قلب الحدث العالمي، مبرزا ان هذا المهرجان يأتي في سياق الاستعدادات المكثفة التي يشهدها المغرب من أجل استضافة ناجحة وفعّالة لنهائيات كأس العالم 2030، بما يعكس مكانته الإقليمية والدولية وقدرته على تنظيم تظاهرات كبرى وفق المعايير العالمية.

كما يروم يستطرد مدير المهرجان توعية الرأي العام بأهمية الحدث الكروي وما يحمله من فرص اقتصادية واستثمارية، وخلق جسور التواصل بين المختصين في الإعلام والرياضة والاقتصاد.

– ندوة حول التراث الأثري بالمغرب.

– وهو لقاء عقد يومه الاربعاء 15 يوليوز الجاري ، خصص لتسليط الضوء على دور الثقافة والفن في دعم الرؤية المستقبلية للمغرب. على اعتبار أن هذاالمهرجان ليس،فقط للتبضع او الاستمتاع بالموسيقى، بل محطة لنقاش، وفضاء فكري يربط بين الثقافة والرياضة والتنمية، كما يعكس رؤية مستقبلية تجعل من كأس العالم منصة للنهوض بعدة قطاعات موازية.

الدكتور مجيدي عبد الخالق استاذ باحث في علوم ما قبل التاريخ بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، نفض في عرضه الغبار عن الفن الصخري الذي يزخر به التراب الوطني، مكسرا العقيدة التي رسخها باحثون فرنسيون في عهد الاستعمار من كون الفن الصخري لصيق بالمجال الترابي الممتد بين توبقال وطنجة، والحال ان تراب المملكة ككل عرف مجتمعات محلية تركت بصماتها عبر النقوش الصخرية بدليل ان المغرب اليوم يتوفر على 800 موقع للنقوش الصخرية بعد ان كانت إبان الاستعمار لا تتجاوز 250 موقعا بحسب قوله، وذلك راجع الى مساهمة كليات الآداب بعدة مدن مغربية في تكوين باحثين من عيار كبير وإحداث المعهد الوطني لعلوم الآثار.

من جهته قال موسى مسرور باحث في كلية العلوم قسم الجيولوجيا بجامعة ابن زهير خلال عرضه حول دور المتاحف في التنشيط الثقافي المحلي: حالة متحف الجيولوجيا بآنزا، إن هذه المعلمة العلمية تحافظ على التراث الطبيعي وعلى المواقع الجيولوجية للمدينة وضواحيها، كما تعمل على تبسيط المعرفة العلمية بهذا المجال لجميع المغاربة، مبرزا ان اكتشاف موقع اثار اقدام الديناصورات في منطقة انزا سنة 2017، ساهم في انشاء متحف للتاريخ الطبيعي لاكادير، كمعلمة علمية اضحى اليوم عالميا، كما سيشكل فضاء بيداغوجيا للتعرف على جيولوجيا الأطلس الكبير الغربي ، بفضل شراكة تجمع شبابي من المغرب وتونس وفرنسا في اطار منظمة شباب الضفتين للتبادل الثقافي تحت إشراف الجمعية المغربية للتوجيه والبحث العلمي التي قامت بتنفيذ الجوانب الإدارية

يشار أن هذا المتحف يتضمن آثار متنوعة للديناصورات ومستحاثات عمرها اكثر من 500 مليون سنة ، واخرى عمرها 120 مليون سنة كما تم تزويد المتحف بمجموعة من المستحاثات التي لا توجد بالمغرب.

– عرض لفرقة موسيقى الفادو البرتغالية

موسيقى الفادو.. روح البرتغال القديمة

في اطار فعاليات المهرجان، احتضن المركب الثقافي لمديونة حفلا موسيقيا لموسيقى الفادو، وهي موسيقى تكشف عن العاطفة الهادرة والإيمان بالقدر في عمق العقل الجمعي البرتغالي.

بالعودة إلى التاريخ القديم، نجد أن موسيقى الفادو رمز موسيقي للثقافة والتقاليد البرتغالية، ويكشف هذا النوع الكئيب من الموسيقى عن العاطفة الهادرة والإيمان بالقدر في عمق العقل الجمعي البرتغالي.

و معنى الفادو في اللغة اللاتينية “القدر”، وهي موسيقى برتغالية قديمة بدأت في لشبونة، ثم انتشرت في أماكن مختلفة من البرتغال بأشكال متعددة، وظهرت الفادو في أوائل القرن 19 خلال لقاءات ثقافية متنوعة، لذلك هناك العديد من الإسقاطات المختلفة حول ظهورها.

– دعم الطاقات الغنائية الشابة

الهدف الأسمى من هذه التجربة الفنية ليس تحقيق الشهرة الشخصية كمغن، بل هو دعم الطاقات والمواهب المغربية الشابة ومنحها فرصة للظهور. كما صرح مدير الدورة“هدفي هو دعم شباب آخرين ومنحهم دفعة ليفجروا طاقاتهم.

واضاف عصام اسمر مدير مهرجان التراث والفلكلور” لدينا مواهب كثيرة في المغرب تحتاج فقط لمن يدفع بها إلى الأمام لتصنع بدورها حفلاتها الخاصة وتساهم في دفع تراثنا”، مضيفا أن

“التجربة تطورت وأصبح فيها تنوع أكبر. هدفنا أن يعيش من يحضر حفلاتنا شيئاً استثنائياً، لذا نفكر دائماً في الجديد وفي الإبداع، والإبداع لا حدود له”.

الى ذلك، تم تخصيص فضاء خاص بالصناعة التقليدية والتعاونيات بشراكة مع اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ضم عارضين من المغرب والدول المستضيفة.

كما عرف برنامج الدورة الثانية، عروضا للأزياء المغربية والاسبانية، علاوة على معرض تشكيلي لعدد من الفنانين.

وقد شكل هذا المهرجان، قبلة لساكنة مديونة والأحياء المجاورة لها، على غرار السنة الماضية، حيث عرف هذا الاخير اقبالا كبيرا.

Categories
أخبار 24 ساعة متفرقات

ميلاد جمعية “بركان للسينما والفنون”

وجدة متابعة ايوب ديدي 

احتضن فضاء الشرق مقر جمعية الشرق للتنمية والتواصل مؤخرا، الجمع العام التأسيسي لجمعية “بركان للسينما والفنون”، بحضور أعضاء اللجنة التحضيرية وبعض المهتمين بمجال السينما، إلى جانب ممثل السلطة.

افتتح الجمع العام وفق النقط المسطرة في جدول الأعمال كالتالي:

• كلمة ترحيبية؛

• اختيار اسم للجمعية؛

• مناقشة مشروع القانون الأساسي للجمعية؛

• تسطير برنامج سنوي؛

• دراسة مشروع تنظيم مهرجان سينمائي؛

• انتخاب المكتب المسير للجمعية؛

• مختلفات.

هذا وقد صادق الحضور على مشروع القانون الأساسي بعد مناقشة مستفيضة لمختلف بنوده وفصوله، قبل تقديم جرد مفصل لبرنامج أنشطة الجمعية السنوي، حيث تم التركيز فيها على نشر الثقافة السينمائية لدى الأطفال والشباب من خلال المساهمة في خلق نوادي سينمائية بالمؤسسات التعليمية، وعرض أفلام هادفة بدور الشباب والمراكز الاجتماعية، وتنظيم ورشات تكوينية في مجال المسرح لفائدة منشطي الأندية التربوية…

كما ركز الجمع العام على نقطة مهمة في البرنامج السنوي، وتتعلق بمشروع تنظيم الجمعية للدورة الأولى لمهرجان بركان للسينما تحت شعار: “السينما و المجتمع”، ما بين 13 و 16 نونبر 2025، بمدينة بركان.

وتوجت فعاليات هذا الجمع العام بانتخاب أعضاء مكتب الجمعية المذكورة، والذي جاءت تشكيلته على النحو التالي:

– الرئيس: بلال طويل

– الكاتبة العامة: سكينة السكاك

– أمين المال: يحي بنفارس

– المستشاران: حياة حساني – عبد القادر بوراص.

Categories
ثقافة و أراء

نوستالجيا حين يستنطق التاريخ: منصف الادريسي الخمليشي 

مع الحدث ثقافة وفن.

بين أسوار شالة العتيقة، حيث تتكلم الحجارة بعبق الماضي، انبعثت أرواح عظماء صنعوا مجد هذا المكان: يوبا الثاني، بطليموس بن يوبا، لوكيوس كايوس ألبينوس، ماركوس فاليريوس فيرون، شخصيات خلدت في ذاكرة المغرب الكبير، تعود إلينا اليوم في عرض مسرحي يحمل عنوان “نوستالجيا – عاطفة الأمس، روح شالة”، تحت إشراف المخرج المسرحي أمين ناسور.

اعتمد العرض على توظيف جمالي لفنون الفرجة ومهن المسرح، جامعا بين السيرك، والسينوغرافيا (الديكور، الموسيقى، الأزياء)، بروح بريشتية تنهل من أسلوب التغريب، لتصوغ رحلة فنية تسافر بنا بين الأزمنة. من العصر الروماني ننتقل بسلاسة إلى العصر المريني، حيث نكتشف وجوها من التاريخ المغربي المشرق: السلطان الأسود أبو الحسن علي المريني، ابنه أبو عنان فارس، العالم لسان الدين بن الخطيب، المؤرخ ابن خلدون، وشمس الضحى زوجة السلطان.

الفرجة المغربية كانت وستظل غنية، بتاريخ يؤهلنا للريادة الثقافية والفنية. وهذا ما تسعى وزارة الشباب والثقافة والتواصل إلى تجسيده ميدانيا من خلال مشاريع كبرى كـ”نوستالجيا”، الذي يعتمد مقاربة تشخيصية هادئة، تتجلى في إشارات ركحية تجعل من الحركة قصة، ومن القصة فعلا، ومن الفعل سلوكا.

لا يمكننا إغفال الجهد الكبير الذي بذل لإنجاز هذا المشروع، الذي يمثل خطوة رائدة في استثمار التراث الثقافي، وإعادة استنطاق الذاكرة الجماعية، وتوريثها للأجيال الجديدة.

إنني، وأنا أكتب هذه الكلمات، أشعر أنني واحدا من تلك الأرواح التي عاشت زمن شالة. وما مسرحة المواقع الأثرية سوى دليل على أن المغرب يحمل تاريخا زاخرا لا يقل أهمية عن أي حضارة أخرى. إن كان لهم الإسكندر الأكبر، فلنا مولاي إدريس، وأبو الحسن المريني، ويوسف بن تاشفين…

ماذا لو استثمرت الثقافة المحلية و التاريخ في خدمة الفن سواء المسرح أو السينما؟

المسرح والسينما قادران على إحياء شخصيات مثل محمد بن عبد الكريم الخطابي، الزرقطوني، وغيرهم من رموز المقاومة الذين مارسوا طقوس التأمل، وانغمسوا في عوالم التصوف ليبلغوا ذروة النشوة والتحرر. أولئك الأبطال، إذا ما جسدت سيرهم في عروض فنية، ستشكل اعترافا صريحا بسلف بنى ركائز الدولة، و ضمانا لاستمراريتها، دفعا لحركية ثقافية واقتصادية حقيقية.

إن إدماج هذا الوعي في تكوين خريجي المدارس والمعاهد الفنية سيخلق جيلا مثقفا، مبدعا، مرتبطا بجذوره، سواء في المسرح أو السينما أو الفنون التشكيلية.

في ختام هذه الرحلة، لا يسعني إلا أن أوجه شكري العميق لكل من ساهم في إنجاح هذا العمل الفني المتكامل.

الشكر للمخرج الأستاذ أمين ناسور، مهندس هذا المشروع، الذي جمع تفاصيله بدقة كالفسيفساء.

الشكر للفنان عبد الفتاح عشيق، وفريد الركراكي، وعثمان السلامي المشرف على إحدى قطع هذا العمل الضخم، والذي كان لي الشرف أن أكون جزءًا منه.

كما أحيي الفنان أنوار الزهراوي وطاقمه الذي أبدع في تصميم الأزياء وإلباس الطاقم الضخم، فكان عنصرًا بصريا مكمّلًا لروح العرض.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء طالع فن

“نوستالجيا 2025”.. حين يستعيد المسرح ذاكرة الروح بروح فنية جديدة

بقلم ذ.حسيك يوسف
عندما يلتقي الحنين الصادق بفن مسرحي ناضج، تكون النتيجة لحظة مسرحية نادرة من حجم “نوستالجيا 2025″، عمل استثنائي استطاع أن يُوقظ الذاكرة، ويمنح المسرح المغربي دفقة جديدة من الحياة، ويدعو الجمهور إلى التأمل في الذات، والعودة إلى تلك اللحظات التأسيسية التي شكّلت وعينا الجمعي وهويتنا الثقافية والاجتماعية.


جاء العرض في إطار استثنائي وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهو ما أضفى عليه هالة من الاهتمام الوطني، وزخماً ثقافياً يليق بتاريخه ومضمونه.


ما ميّز هذا العمل المسرحي ليس فقط موضوعه الأخّاذ الذي استدعى الماضي بروح معاصرة، بل أيضًا طريقة تقديمه المتقنة، التي جمعت بين البساطة الجمالية والعمق الرمزي. لقد كان “نوستالجيا” دعوة مفتوحة إلى السفر عبر الزمن، لا بغرض الحنين العاطفي فقط، بل كمحاولة لفهم الذات وتفكيك الأسئلة القديمة والجديدة التي يسكننا صداها.


الرؤية الإخراجية حملت توقيع المبدع أمين ناسور، الذي أكّد مرة أخرى أنه لا يصنع الفرجة لمجرد الفرجة، بل يعتبر المسرح أداة فكرية وإنسانية عميقة. عبر نسجه لعرض بصري وشعري، أبان ناسور عن وعي مسرحي حداثي، يمزج بين الرمزية والواقعية، وبين الحكمة الفنية والجرأة الإبداعية.


وفي قلب هذا العمل، تألقت الفنانة فاطمة الزهراء أحرار، فراشة المسرح المغربي، في دور “تيفيوين”، الشخصية الأمازيغية التي جسدتها بحضور آسر، يفيض شعراً وصدقاً. لم تكن أحرار تؤدي دوراً عادياً، بل كانت تعيش الشخصية وتسكب فيها من قلبها الفني وروحها المسرحية، ما جعلها تتجاوز حدود الأداء إلى مرتبة التعبير الصادق. حضورها لم يكن مجرد تمثيل، بل تجلٍّ حقيقي لأنوثة راسخة، وهوية مقاومة، وذاكرة تتكلّم.
الطاقم التمثيلي بدوره لم يكن أقل تألقًا، فقد قدم كل فنان أداءً منسجماً مفعماً بالصدق والالتزام، بأسلوب جماعي متناغم يشي بمستوى عالٍ من التدريب والحس المسرحي. كل شخصية حملت عمقها الخاص، وتفاعلت مع العرض بروح فنية عالية.


أما الجانب التقني، فقد اشتغل في صمت لكنه أضاء العرض بكل ما في الكلمة من معنى. من الإضاءة إلى الملابس (بتصميم أنور الزهراوي ورفاقه)، إلى المؤثرات البصرية والصوتية، إلى السينوغرافيا… كان كل تفصيل مرسوماً بعناية، يخدم النص والحدث والرسالة.
ولا يمكن إغفال البصمة الإبداعية التي قدمها المنتج والمخرج نورالدين دوڭنة، الذي دعم العمل من خلف الستار، فكان جزءًا أصيلًا من هذه التجربة، إلى جانب الأسماء اللامعة الأخرى مثل فريد الرگراگي وعشيق، وغيرهم من العناصر الإدارية والتقنية التي اشتغلت بتفانٍ وانضباط.


“نوستالجيا 2025” ليست مجرد مسرحية ناجحة، بل هي علامة مسرحية فارقة تستحق أن تُدرس وتُشاهد أكثر من مرة. لقد أعادت الاعتبار للمسرح بوصفه فعلاً حياتياً، لا يتقاطع فقط مع الذكرى، بل يتصل بوجدان الأمة.
ما عشناه خلال هذا العرض كان لحظة صفاء فني وامتنان صادق للفن والمسرح، ولتلك الأسماء التي لا تزال تؤمن بأن المسرح رسالة، وأن الخشبة ليست أرضاً للعرض فقط، بل فضاء للبوح، وللتأمل، وللثورة أيضاً.

Categories
أخبار 24 ساعة ثقافة و أراء

تزنيت تستعد للاحتفاء بصياغتها الفضية من خلال مهرجان تيميزار في دورته الـ13

مع الحدث محمد العزاوي 

شهدت قاعة الندوات بفندق “إيدو تزنيت”، مساء الخميس 10 يوليوز 2025، تنظيم ندوة صحفية خصصتها جمعية تيميزار للإعلان عن انطلاق النسخة الثالثة عشرة من مهرجان تيميزار للفضة، الحدث الثقافي السنوي الذي تحتضنه المدينة.

وحضر اللقاء عدد من الشخصيات المحلية، من بينها رئيس جماعة تزنيت الحاج عبد الله غازي، ورئيس المجلس الإقليمي محمد الشيخ بلا، إلى جانب المدير العام والمدير الفني للمهرجان، وثلة من الإعلاميين وممثلي الصحافة الوطنية والجهوية.

وخُصصت هذه الندوة لتقديم الخطوط العريضة لبرنامج هذه الدورة، التي تسعى إلى إبراز غنى التراث الحرفي المحلي، وخاصة فنون صياغة الفضة، التي تشكل ركيزة من ركائز الهوية الثقافية لمدينة تزنيت.

وفي كلمتهما بالمناسبة، أكد كل من رئيس الجماعة ورئيس المجلس الإقليمي على أهمية التعاون بين مختلف المتدخلين لإنجاح هذه التظاهرة، مشددَين على أن مهرجان تيميزار أصبح يشكل محطة سنوية بارزة تساهم في تنشيط الحياة الثقافية ودعم السياحة والاقتصاد المحلي.

من جهته، أشار رئيس جمعية تيميزار إلى أن دورة هذه السنة ستعرف برمجة فنية وثقافية متنوعة، تشمل معارض للصياغة التقليدية، وعروضًا فنية وسهرات موسيقية، بالإضافة إلى ورشات مفتوحة للعموم، تهدف إلى تقريب الزوار من أسرار حرفة الفضة وتقنيات ممارستها.

واختتمت الندوة بتفاعل إيجابي بين المنظمين والصحافيين، حيث تمت الإجابة عن مختلف التساؤلات التي طُرحت، في جو من التفاؤل بنجاح هذه الدورة الجديدة، التي تُمثل مزيجًا بين المحافظة على التراث والانفتاح على الابتكار.

ويُعد مهرجان تيميزار أحد أبرز التظاهرات الثقافية التي تُعرف بها مدينة تزنيت، حيث يسهم في تعزيز مكانتها وطنياً ودولياً كعاصمة للفضة.

Categories
الواجهة جهات طلقها تسرح متفرقات

في حادثة غريبة.. شخص ينسى زوجته في استراحة على طريق سفره نحو المغرب

ذ.عبد الجبار الحرشي

في حوالي الساعة الرابعة صباحًا من يوم السبت 5 يوليو الجاري ، توقفت الأسرة القادمة من المنطقة الباريسية في محطة “بامبرو” (Pamproux) الواقعة على الطريق السريع A10 بمنطقة “دو-سيفر”، من أجل التزود بالوقود وأخذ قسط من الراحة. الزوجة خرجت من السيارة لبعض الوقت، بينما انشغل زوجها بملء الخزان، قبل أن يستأنف الطريق من جديد، ظنًا أن الجميع في السيارة.

الغريب أن لا الزوج ولا ابنتهما التي تبلغ 22 عامًا لاحظا غياب الأم، إلى أن وصلا إلى منطقة“لاند”(Landes)جنوب غرب فرنسا. بعد أكثر من 300 كيلومتر من القيادة.

عند إدراك الخطأ، اتصل الزوج مباشرة بالدرك الفرنسي الذين بدأوا عملية بحث شملت محطات الاستراحة المحتملة. قبل أن يستعينوا بتقنيات تحديد المواقع لتعقب هاتف الزوجة. وبعد التحقق، تبين أنها لا تزال في المحطة التي نزلت فيها، تنتظر لساعات دون وسيلة اتصال فعالة.

العودة إلى نقطة البداية

ما إن تأكد الزوج من مكان وجود زوجته، حتى عاد على الفور إلى “بامبرو” ليصطحبها من جديد، واضعًا بذلك حدًا لهذه الحادثة الغريبة التي كادت أن تعكّر أجواء الرحلة العائلية.

القصة تثير الجدل والتعليقات

الواقعة أثارت الكثير من التفاعل على مواقع التواصل، حيث وصفها البعض بالموقف الطريف. في حين رأى آخرون فيها دليلاً على خطورة التشتت وعدم التركيز، خصوصًا أثناء السفر لمسافات طويلة. البعض شبّه ما حدث بلقطة من فيلم كوميدي، فيما استغل آخرون القصة لتذكير السائقين بأهمية التأكد من وجود جميع الركاب قبل التحرك.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات طالع

استمرار في التألق المستمر: لطيفة أحرار، ابنة إموزار مرموشة، تضيء سماء تطوان بلقب “دكتورة”

مع الحدث: ذ. لحبيب مسكر

في أجواء علمية مميزة، شهدت مدينة تطوان، أمس، لحظة مهمة في المسار الأكاديمي والفني للفنانة والمخرجة لطيفة أحرار، مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، حيث ناقشت أطروحتها لنيل شهادة الدكتوراه، وتُوجت بميزة “مشرف جدًا” مع توصية بالنشر.

موضوع الأطروحة جاء تحت عنوان:

“المسرح الوثائقي/ بين المسرح والسينما: هل يُعدّ توظيف الوثائقي شكلاً من أشكال كتابة الواقع بطريقة مغايرة؟”

وهو عمل بحثي جاد أنجزته تحت إشراف الدكتور حميد عيدوني والدكتور خالد أمين، حيث ركزت من خلاله على العلاقة بين المسرح والسينما، وكيف يمكن للوثائقي أن يتحول من أداة توثيق إلى وسيلة فنية لرؤية الواقع بطريقة مختلفة.

 

وقد نالت الأطروحة إعجاب اللجنة العلمية، التي أشادت بجودة المحتوى، وعمق الطرح، وقدرة الباحثة على الجمع بين تجربتها الفنية الغنية والنقاش النظري الأكاديمي، معتبرة أن هذا العمل يشكل إضافة مميزة في مجال الفنون الأدائية والسينمائية.

لطيفة أحرار، الفنانة المغربية الأمازيغية ، أكدت من جديد أن الإبداع لا يعرف حدودًا، وأن الطموح، حين يقترن بالعمل والجدية، قادر على أن يجمع بين النجاح الفني والتألق العلمي. فبعد مسيرة حافلة في التمثيل والإخراج والتأطير، ها هي اليوم تتوج أيضًا كباحثة أكاديمية في أعلى مستويات التحصيل.

ألف مبروك للدكتورة لطيفة أحرار على هذا الإنجاز المستحق، الذي يعكس صورة مشرقة للمرأة المغربية: المثقفة، الطموحة، والمتميزة في كل مجالات الإبداع.

وسنعود لاحقًا، في مقال خاص، لتسليط الضوء على محطات من مسيرتها الفنية المبهرة، من إموزار مرموشة إلى خشبات المسرح وقاعات المعرفة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات

الداودي يشعل منصة سلا في موازين أمام أزيد من 280 ألف متفرج

حسيك يوسف

في واحدة من أقوى سهرات الدورة الحالية لمهرجان موازين – إيقاعات العالم، أبهر الفنان المغربي وعندليب الأغنية الشعبية عبد الله الداودي جمهور منصة سلا، مساء أمس، بحفل استثنائي حضره ما يفوق 280 ألف متفرج.

الداودي، الذي يُعد من الأسماء الأكثر جماهيرية في الساحة الشعبية، قدّم باقة من أشهر أغانيه التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب، مثل: “باغي ننساها” و”مولاي عبد الله” و”مازال صابر على هبالها” و”ياك جاني تلفون”، وسط تفاعل كبير وتصفيق متواصل.

ولفت الداودي الأنظار، كعادته، بالانضباط الفني لفريقه، حيث ظهر كل أعضاء الفرقة بلباس مغربي تقليدي موحّد، في مشهد أنيق يُبرز احترامه للتراث ولروح المهرجان. وهي مبادرة نالت إعجاب الحضور، ودعا كثيرون إلى الاقتداء بها في باقي الفرق الفنية المغربية.

ويأتي اختيار الداودي لإحياء واحدة من الليالي الختامية لموازين، بالنظر لمكانته الرفيعة في قلوب عشاق الأغنية الشعبية، ولقدرته على جَذب جماهير واسعة من مختلف الأعمار والمناطق، وهو ما جعل الحفل يُوصف بـأنجح سهرات منصة سلا لهذا الموسم.

Categories
أخبار 24 ساعة ثقافة و أراء

بعد بصمه على نجاحات كبيرة : مهرجان إفران الدولي يعود في دورته السابعة تحت شعار “الماء منبع الحياة ورهان التنمية”

مع الحدث إفران ادريس المجدوب 

الجمهور على موعد مع سهرات كبرى وباقة متنوعة وهادفة من الفقرات الفنية والثقافية والبيئية والتوعوية

يعود المهرجان إفران الدولي هذه السنة،في دورته السابعة ليضيء سماء مدينة إفران من جديد،مابين 23 إلى 26 يوليوز 2025،وذلك من تنظيم جمعية منتدى إفران للثقافة والتنمية (AFICED)،وبشراكة مع عمالة إفران، والمجلس الإقليمي لإفران،والجماعة الترابية لإفران،ومجلس جهة فاس-مكناس.

وقد اختار المنظمون لهذه النسخة شعار”الماء منبع الحياة ورهان التنمية”في تأكيد على أهمية الحفاظ على الماء باعتباره مادة حيوية وأساسية،وخاصة في ظل التغيرات المناخية الحالية،وتوالي سنوات الجفاف.

وكعادته في كل دورة،يتميز حفل الافتتاح بعروض فنية متنوعة بساحة”التاج”،في مقدمتها فن أحيدوس،من خلال تنظيم “سنفونية أحيدوس”بمشاركة أكثر من 300 فنان،ضمن عرض جماعي متميز يكرس غنى وتعدد الموروث المغربي.

كما يتضمن البرنامج العم للمهرجان،حفلات موسيقية لكبار الفنانين المغاربة والدوليين،إلى جانب أنشطة ثقافية وبيئية وفنية ورياضية متنوعة،وكرنفالات فنية للأطفال،إلى جانب مسابقة وطنية لفن الطبخ المغربي،تركز على أطباق “سمك التروتة”، تشجيعاً للمنتوج المحلي.

وفي بُعده البيئي والاقتصادي، سيعرف المهرجان تنظيم يوم دراسي حول “الاقتصاد في الماء”، موازاة مع معرض فلاحي مصغر بمشاركة فلاحين ذوي تجربة في ترشيد استعمال الموارد المائية، حيث سيتم عرض معدات وتقنيات فلاحية حديثة تبرز طرق السقي المستدام والابتكار في مواجهة التغيرات المناخية.

ومن جهة أخرى سيكون للثقافة والموروث الأمازيغي الغزير، حضور مميز من خلال أمسية شعرية بالأمازيغية، يشارك فيها شعراء من المنطقة بقصائد حول أهمية ترشيد الماء، والوقاية من حرائق الغابات، والمحافظة على نظافة المواقع السياحية، في رسالة تحسيسية موجهة للساكنة والزوار.

ورغبة من المنظمين في إبراز المواهب والتراث المحلية، فإن الدورة السابعة، على غرار الدورات السابقة،تعرف مشاركة تفوق 90 في المائة لفرق ومواهب من إقليم افران والمنطقة.

وقد خصّصت منصتان رئيسيتان بكل من ساحة التاج،وقاعة المناظرات لاحتضان الفعاليات،وسط مواكبة إعلامية واسعة لمنابر وطنية ودولية.

اما في الشق الرياضي فقد برامج المنظمون طابقا غنيا بالمسابقات والانشطة الموازية في رياضات فردية وجماعية،وفي مقدمتها كرة القدم ،والكرة الطائرة،والرماية.

ويذكر أن المهرجان عرف في دوراته السابقة نجاحات كبيرة،مشاركة وبرمجة وتنظيما،بالإضافة إلى الحضور الجماهري الكبير،بالإضافة إلى التغطية الإعلامية الواسعة التي أشادت نجاح فعاليات المهرجان دورة بعد دورة ،وخاصة على مستوى التنظيم المحكم،وبدور السلطات الإدارية والأمنية ودورها الفعال في إنجاح مثل هذه التظاهرة الفنية والثقافية والرياضية والسياحية.