Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية متفرقات

المغرب يُجهِض مخططاً إرهابياً جديداً ويعتقل خلية موالية لـ”داعش” بين تطوان وشفشاون

مع الحدث الرباط 

في عملية أمنية دقيقة نُفّذت فجر اليوم الأربعاء، تمكّن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم “داعش”، تنشط بين مدينتي تطوان وشفشاون شمال المغرب، وتتكون من أربعة متطرفين تتراوح أعمارهم بين 20 و27 سنة.

وأسفرت عمليات التفتيش عن ضبط مخطوط يتضمن نص “البيعة” التي أعلنها أعضاء الخلية للأمير المزعوم للتنظيم الإرهابي، إضافة إلى تسجيل يوثق هذه البيعة، وراية للتنظيم، وملابس ومجسمات أسلحة بينها بندقية مزودة بمنظار ومسدسان.

وأكد بيان للمكتب أن التحقيقات كشفت عن نوايا إرهابية خطيرة لأفراد الخلية، حيث شرعوا فعلياً في التحضير لتنفيذ عمليات إرهابية، من خلال إجراء تجارب ميدانية لصناعة عبوات ناسفة بإحدى المناطق الجبلية نواحي تطوان، في تناغم تام مع أجندة “داعش” التخريبية الرامية إلى زعزعة أمن واستقرار المملكة.

كما أظهرت التحريات أن أفراد الخلية عمدوا إلى توثيق “البيعة” بالصوت والصورة، في مسعى للحصول على تزكية من قيادة التنظيم الإرهابي لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية على التراب الوطني.

وتأتي هذه العملية بعد أيام قليلة فقط من توقيف شابة تبلغ من العمر 21 سنة، موالية للتنظيم ذاته، كانت تتابع دراستها بمعهد تقني، للاشتباه في انخراطها في مشروع إرهابي بالغ الخطورة.

وتؤكد هذه التدخلات الاستباقية مجدداً جاهزية الأجهزة الأمنية المغربية ويقظتها في مواجهة التهديدات الإرهابية، حماية لأمن الوطن والمواطنين.

 

 

 

Categories
أعمدة الرآي جهات

شفشاون النُّوَّارَة، بين النِّعَم والنِّقَم

بقلم: عبد الإله شفيشو

قالوا ناس زمان زجل مغربي وبكلام موزون: (المْزَوَّقْ منْ برَّا آش خَبَارَكْ منْ دَاخِلٌ) وهذه ليست بمزايدة في حق سادس أجمل مدينة في العالم الشّاون القِدِّيسَة بل هي حقيقة لا بد من الإقرار بها في ظل متابعتي لكل مستجداتها رغم بعدي عنها فهي مسقط رأسي ونشأتي ومشوار حياتي، وفي هذا الصدد يقول “ليون تروتسكي” المفكر والفيلسوف الماركسي: (إن الحقيقة دائما جارحة لكنها ضرورية كوسيلة للإصلاح، أما الكذب فيستخدم لإنقاذ ماء الوجه لكن ليس لتربية الأجيال).

يتميز إقليم شفشاون/الشّاون بخصائص عدة غطاء غابوي كثيف، تساقطات مطرية غزيرة، زراعة القنب الهندي/الكيف وسياحة نشطة وهذه الخصائص تتفاعل فيما بينها لتنتج وضعين متناقضين، 1) فمن جهة وضع سلبي بالنسبة لأبناء الإقليم بحيث أن كل مواطن متهم حتى تثبت براءته، 2) ومن جهة وضع إيجابي بالنسبة للمسؤولين الذين يتقاطرون ويتسابقون على الإقليم من عسكريين ومدنيين فهذين الوضعين كان لهما انعكاس وتأثير كبير على الحالة العامة بالإقليم والمتمثلة في:

الوضع الاقتصادي والاجتماعي: إن هذا الوضع في إقليم شفشاون/الشّاون يظل مفتوحا على كل الإحتمالات خاصة مع سياسة التهميش و الإقصاء التي لازال يعيشها الإقليم و لازال يؤدي ثمنها شباب المدينة في ظل ما كان يعرف بالمغرب النافع و غير النافع فالمشاريع التنموية الكبرى يتم اختيارها بشكل عشوائي بحيث لا يراعى فيها متطلبات الإقليم السوسيو اقتصادية و هذا ينعكس حتما على الحياة الاجتماعية فرغم بعض المشاريع التنموية الترقيعية التزويقية التي تظهر للوجود من حين لآخر تبقى الوضعية كارثية، فحدث و لا حرج إن أغلب الطبقات الاجتماعية تعيش وضعية لا تحسد عليها مع استثناء لبعض المستفيدين من الفساد فلا و جود بالإقليم لشيء إسمه المنافسة لسبب بسيط هو غياب مبدأ المراقبة لدى المسؤولين من سلطة و منتخبين بل أبعد من ذلك تواطؤهم مع لوبي محلي محتكر لكافة المجالات و متحكم في أرزاق العباد من الخضر، السمك، اللحوم، العقار … كما أن الصناعة التقليدية المحلية التي كانت المورد الأساسي لشريحة اجتماعية واسعة من جلابة، بلغة، شاشية، كرزية … تم غزوها بمتوجات غريبة عن طبيعة الإقليم الجبلية الذي يصنف ضمن المناطق السياحية.

الوضع الثقافي والرياضي: تاريخيا وقبل أن ينفجر بركان الحشيش(وليس الكيف) بالإقليم ويتم تدويله كانت المنطقة تعرف حركة ثقافية هادفة ومتواصلة من ملتقيات شعرية وندوات فكرية ومهرجانات موسيقية … مما فتح لأبنائه أبواب التواصل والوقوف على القضايا المطروحة للنقاش وطنيا ودوليا فقد كانت شفشاون/الشّاون القدّيسة بمفردها تُصدّر من مفكرين وشعراء وكتاب وحقوقيين وصحفيين … ما يملؤُ أبناء الإقليم زهوا وفخرا فكم منهم ترك و لازال بصماته في الساحة المحلية والوطنية كل من موقعه أما في الوقت الراهن أصبح البؤس الثقافي ظاهرة جماعية و أصبحت التفاهة الإعلامية هي السائدة في ظل العزوف عن كل ما هو هادف حتى في أوساط المثقفين وهته الوضعية لم تأتي اعتباطية بل كانت نتيجة لسياسة التهميش و القمع للدولة المغربية في المرحلة المعروفة بسنوات الجمر و الرصاص التي تعرض لها الإقليم لأسباب يعلمها الجميع، وهذا ينطبق كذلك على الوضع الرياضي بالإقليم الذي عرف تراجعا خطيرا في السنوات الأخيرة من جهة بسبب إستغلال وضعيته سواء من طرف لوبي المخدرات أو الإنتخابات كل حسب مصالحه و من جهة أخرى طمس للمرافق الرياضة التي كان يتوفر عليها الإقليم فرغم قلتها سيتم السطو عليها لتحويلها إلى مشاريع مربحة من طرف لوبي العقار صاحب الكلمة الأولى و الأخيرة مما نتج عنه سقوط فئة عريضة من شباب الإقليم في براثين المخدرات و الفكر الظلامي.

الوضع السياسي: إن هذا الوضع بإقليم شفشاون/الشّاون لا يختلف في شيء عن باقي ربوع الوطن فالتمثيلية الحزبية من كل الأطياف من يمين ووسط ويسار لكن مجرد مقرات ولافتات لا غير والخطير في الأمر هي أن الأحزاب السياسية التي تتحمل مسؤولية التدبير بالإقليم لا حول ولا قوة لها في إتخاذ القرارات فالآمر الناهي والقابض بزمام الأمور هي السلطة الإقليمية أما المنتخبون فأغلبيتهم وحتى معارضتهم- إن وجدت – فلم يبلغوا سن الرشد بعد فحسب منظور السلطة الإقليمية ليس عليهم من حرج و لا تجوز شرعا ولا قانونا محاسبتهم ما داموا تحت وصايتها وتكون دائما تلك مبرراتهم أثناء مساءلتهم عن الفشل في تدبير الشأن المحلي بالإقليم، فلقد تعودت ساكنة الإقليم على دخول المجالس المنتخبة في غيبوبة و كل مرت كانت تتدخل السلطات الإقليمية و المحلية لإنعاشها لكن يبدو اليوم أن الجميع سلطات و مجالس قد أصيبوا بنفس الحالة و بالتالي ترك المواطنين لمصيرهم مع مشاكلهم بعد أن خلقوا لهم أهدافا ثانوية لا علاقة لها بقضاياهم الأساسية كما خلقوا لشبابها إنتصارات فردية وهمية بعد أن حولوهم إلى أمة من النمل تبحث عن قوتها اليومي لا غير حيث صار شباب القدّيسة يعيشون مغلفون وسط الثّالوث المقدس (الحشيش، الإنتحار، الهجرة).

هذه حقيقة ثابتة لا هروب منها في إقليم شفشاون/الشّاون وإن كانت تنم عن نظرة تشاؤمية للواقع لكن مع وجود تفاؤل قوي للإصلاح لدى أبناء الإقليم الشيء الذي بدأ يتجلى من خلال نشر ثقافة التمسك بالحياة و طرح البدائل في شتى المجالات لوضع حد لحرب الإستنزاف المفروضة عل الإقليم من تهميش و نهب و إحتكار و شطط في إستعمال السلطة، و هذا هو التحدي الحقيقي المفروض مرحليا على كافة الطبقات الإجتماعية خاصة المجتمع المدني الذي عليه تحمل مسؤولية استرجاع للقدّيسة مكانتها كقلعة من قلع التحدي وذلك بالتصدي لتزييف الحقائق عبر تشويه لتاريخها والتطبيل لسياحة بدون بوصلة تخدم مصالح فئة معينة و الكف عن التسابق على المقاعد والمناصب والألقاب المشكوك في مصداقيتها والإسترزاق بآلام ساكنتها وأخص بالذكر شبابها وهو موضوع مقالاتنا القادمة عن تفشي ظاهرة الإنتحار والهجرة وتقنين القنب الهندي(الكيف)بإقليم شفشاون/الشّاون.

Categories
متفرقات

إقليم شفشاون 》السيطرة على حريق غابة “أكمسان” بجماعة باب برد

شفشاونمع الحدث :

 

تمت السيطرة اليوم الثلاثاء على الحريق الذي اندلع بغابة “أكمسان” بجماعة باب برد، بإقليم شفشاون، بفضل الجهود المتواصلة لفرق مكافحة الحرائق.

وأوضح المدير الاقليمي لوكالة المياه والغابات، أحمد حكم، في تصريح للصحافة، أن الجهود المتواصلة لفرق مكافحة الحرائق على مدى الأيام الأربعة الماضية، والمدعومة جوا بطائرات “كانادير” التي نفذت أكثر من 100 طلعة، مكنت من السيطرة على النيران.

وأضاف أن الحصيلة الأولية المسجلة تفيد بتضرر نحو 295 هكتارا من الغطاء الغابوي، المكون أساسا من البلوط الفليني والأصناف النباتية الثانوية، مؤكدا أن “فرق التدخل مازالت متواجدة بعين المكان من أجل إخماد بؤر الجمر والسيطرة على الحريق بشكل نهائي”.

وسجل المدير الاقليمي أن الحريق، الذي اندلع مساء الخميس الماضي، تزامن مع ظروف مناخية غير ملائمة، من بينها هبوب رياح بسرعة تجاوزت 70 كلم في الساعة، لاسيما خلال الأيام الثلاثة الأولى، “مما ساهم في تعقيد مهمة فرق مكافحة الحرائق وأدى لانتشار رقعة النيران”، مبرزا أن “الحريق لم يخلف أية إصابات أو ضحايا أو تضرر الممتلكات الخاصة”.

وتكونت فرق التدخل من العناصر التابعة للمياه والغابات والوقاية المدنية والسلطات المحلية والإقليمية والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والإنعاش الوطني.

Categories
متفرقات

《مع الحدث》رسالة شكر

مع الحدث :

باسم طاقم جريدة مع الحدث نثني على المجهودات الجبارة التي تم القيام بها من أجل إنقاد حياة الفقيد ريان أورام تحت التعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، و نخص بالشكر رجال الدرك الملكي، القوات المساعدة، رجال الوقاية المدنية، عامل المنطقة و والي الجهة، الصحافة الوطنية، المسؤولين بجماعة تمروت، سائقي الجرافات، كافة المتطوعين الذين حاولوا إنقاذ الفقيد و على رأسهم السيد علي الصحراوي، و لا ننسى ساكنة دوار ايمغرن و خصوصا منهم النساء اللواتي شمرن على سواعدهن لتزويد الأطقم بالأكل و الشراب و لكل من ساهم من قريب أو بعيد في عملية إنقاذ الفقيد ريان.

كما يتقدم فريق جريدة مع الحدث و المتابعين، بأحر التعازي و أسمى عبارات المواساة لوالدي الفقيد ريان، السيد خالد أورام و السيدة وسيمة خرشيش، راجين من العلي القدير أن يلهمهم الصبر و السلوان في مصابهم الجلل و يشمل الفقيد بالمغفرة و الرضوان و يسكنه فسيح الجنان.

Categories
متفرقات

تعزية “مع الحدث” في وفاة الطفل “ريان”

مع الحدث

على إثر المصاب الجلل، و الرزء الفادح في وفاة ابننا و ابن الشعب المغربي “ريان”، بعد ملحمة دامت لخمسة أيام في محاولة لإنقاده من غياهب الجب حيا، إلا أنه كان للقدر الكلمة الأخيرة، و التحق الراحل بالرفيق الأعلى متأثرا بإصاباته، طاقم جريدة “مع الحدث″، صحافيون وتقنيون وإداريون، يتقدمون بأحر التعازي وخالص المواساة إلى أسرة الطفل ريان وإلى كافة الشعب المغربي.

 

كما يرفعون أكف الضراعة إلى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، و يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء و حسن أولئك رفيقا، و يلهم أهله جميل الصبر و السلوان و كافة الشعب المغربي و الوطن العربي.

 

“و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون”، فإنا لله وإنا إليه راجعون و إنا على فراقك يا “ريان” لمحزونون.

Categories
متفرقات

عملية إنقاذ الطفل ريان بلغت مراحل جد متقدمة (سلطات محلية)

تمروت (إقليم شفشاون) – مع الحدث :

بلغت عملية إنقاذ الطفل ريان، العالق في بئر مائي على عمق 32 مترا، مراحل جد متقدمة.

وأكد مصدر من السلطات المحلية بشفشاون، لوكالة المغرب العربي للانباء، ان جهود الانقاذ المتواصلة بلغت مرحلة جد متقدمة، مبرزا انه من الصعب تحديد حيز زمني لنهاية العملية بسبب طبيعة ارض الجزء المتبقي المعين حفره في الفجوة الافقية الرابطة بين البئر والحفر الموازية.

وابرز انه تمت تعبئة مروحية طبية تابعة للدرك الملكي وطاقم طبي وتمريضي متخصص في الإنعاش من اجل التكفل بالطفل ريان بعد إخراجه.

وذكر بان فرق التدخل والانقاذ بقيت مرابطة بعين المكان منذ وقوع الحادث واجهت صعوبات عدة، لاسيما انهيار التربة ووجود كتل صخرية في بعض الطبقات.

Categories
متفرقات

جهود متواصلة مكنت من تجاوز صخرة تحول دون الوصول الى الطفل ريان

تمروت (إقليم شفشاون) – مع الحدث :

تتواصل دون توقف جهود إنقاذ الطفل ريان الذي سقط على عمق 32 مترا في ثقب مائي بقرية اغران بجماعة تمروت بإقليم شفشاون.

وصرح مصدر من السلطات المحلية ان أشغال الحفر الافقي التي تتم يدويا وبآلات كهربائية صغيرة لاعتبارات متعلقة بسلامة المنقذين اصطدمت بصخرة كبيرة جرى للتو تفتيتها بعدما استغرق الأمر اكثر من 3 ساعات تفاديا لتصدع وتشقق التربة مخافة انهيار الحفرة او البئر.

وتواصلت جهود إنقاذ الطفل ريان طيلة ليلة الجمعة السبت، حيث يجري تثبيت جوانب الفجوة الافقية بانابيب معدنية وخرسانية مع التقدم الحثيث لأشغال الحفر، التي يقوم بها فريق من المختصين.

واضاف المصدر نفسه انه تم نصب أجهزة استشعار وقياس تابعة للوقاية المدنية للحفاظ على خط السير الصحيح لأشغال الحفر في اتجاه مكان الطفل ريان.

وكان ريان، 5 سنوات، قد سقط في بئر جاف، غير مغطى وغير مسيج، في ملكية عائلته، عصر يوم الثلاثاء الماضي.

وبعد اشعار السلطات، تم تشكيل لجنة تتبع وانقاذ التي وضعت عدة سيناريوهات لإنقاذ الطفل، وإيصال الأوكسجين والماء اليه. وبعد فشل محاولات انقاذه من فتحة البئر، اعتمدت السلطات خطة القيام بحفرة موازية بعمق 32 مترا، وإحداث فجوة نحو البئر لاخراج الطفل.

Categories
متفرقات

تغطية عملية إنقاذ الطفل ريان.. المجلس الوطني للصحافة يدعو إلى الالتزام بأخلاقيات المهنة

الرباطمع الحدث :

دعا المجلس الوطني للصحافة، اليوم الجمعة، إلى الالتزام بأخلاقيات مهنة الصحافة في تغطية عملية إنقاذ الطفل ريان.

وذكر المجلس في بلاغ صحفي، أنه “يتابع بأسف شديد بعض الممارسات المشينة، التي صاحبت تغطية محاولات إنقاذ الطفل ريان، الذي سقط في بئر بإقليم الشاون”، مسجلا “العديد من الخروقات المخالفة لميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة، والتي تم ارتكابها من طرف بعض الصحف الإلكترونية، في تجاهل تام للمبادئ الإنسانية التي يتضمنها الميثاق المذكور”.

وشدد على أن المقاولات الصحافية والصحافيون المهنيون، “كان من المفترض أن يلتزموا بهذه المبادئ، خاصة في ظل أزمات وفواجع، لا يمكن أن تتحول، بأي حال من الأحوال، إلى مجال للربح المادي والإثارة الرخيصة لزيادة عدد المشاهدات وغيرها من أساليب المتاجرة في المآسي الإنسانية”.

وفي هذا الصدد، استعرض المجلس بعض نماذج هذه الخروقات، من قبيل تصوير الطفل ريان في قاع البئر بوجهه الدامي، في وضعية إنسانية صعبة، مما يشكل ضررا لمشاعر عائلته، بالإضافة إلى خرق مبدأ الحق في الصورة وكذا تصوير واستجواب أطفال قاصرين وهم في حالة إنسانية غير طبيعية، جراء التأثر بالحادث المتعلق بمصير حياة طفل قاصر، وكذا نشر صور قاصرين عبر أشرطة مصورة بمحيط عملية الإنقاذ، بغرض الإثارة المجانية، دونما الأخذ بعين الاعتبار لوضعيتهم النفسية أو سنهم.

 

وسجل أن هذه الأفعال تعد منافية للمحور الثاني من ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة الخاص بالمسؤولية إزاء المجتمع ولاسيما البند التاسع منه المتعلق بحماية القاصرين.

كما تخالف هذه الممارسات، بحسب المجلس الوطني للصحافة، المحور الأول من ميثاق أخلاقيات المهنة، ولاسيما البند الأول منه، المتعلق بالبحث عن الحقيقة، مشيرا إلى أنه تم التعامل مع المعلومات والمعطيات المتعلقة بعملية الإنقاذ، بشكل غير مهني، من خلال ترويج أخبار غير صحيحة، وطغيان الهاجس التجاري والتسويقي، دون التأكد من صدق المعلومات.

وأضاف المصدر ذاته، أن بعض الصحف الإلكترونية قامت باستجواب أسرة الطفل، مصرحة، بشكل فاضح أن هذا التصوير سيرفع عدد المشاهدات، بالإضافة إلى توظيف الوضع النفسي للأسرة، بطرح أسئلة لا علاقة لها بقواعد الصحافة، في عمل تجاري بحت، مستغلة الارتباك والحزن الشديدين، والخوف الذي انتاب أفراد عائلة ريان وهم ينتظرون عملية نجاح إنقاذ ابنهم، وذلك في خرق سافر للمحور الثاني من ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة الخاص بالمسؤولية إزاء المجتمع.

وفي هذا السياق، دعا المجلس مختلف وسائل الإعلام إلى الالتزام بأخلاقيات المهنة ومبادئها النبيلة وقواعدها، منبها أن تغطية الفواجع الإنسانية، تعتبر “محكا رئيسيا لمدى احترام الصحافة لمسؤوليتها الاجتماعية وحرصها على ألا تحول الفواجع إلى وسيلة للربح والارتزاق”.

كما نوه المجلس بوسائل الإعلام والصحافة التي التزمت بالعمل الصحفي الرصين، مشيرا إلى أنه بصدد ضبط مختلف الخروقات التي قد تستحق المتابعة التأديبية، لتفعيل ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة، طبقا لما يسمح به القانون المحدث للمجلس ونظامه الداخلي ومسطرة التصدي التلقائي للانتهاكات.

Categories
متفرقات

وسط موجة تضامن عارمة .. جهود حثيثة لإنقاذ الطفل ريان

تمروت (إقليم شفشاون) – مع الحدث :

يتابع المغاربة بتأثر كبير جهود إنقاذ الطفل ريان ، الذي سقط على عمق يصل إلى 32 مترا في بئر بقرية إغران بجماعة تمروت بإقليم شفشاون.

حادث أخرج المنطقة من عزلة فرضتها التضاريس الوعرة لسلسلة جبال الريف ليلقي بها في صدارة اهتمام الرأي العام الوطني. وتعاطف كبير ناله الطفل الذي قضى يومه الثاني في قعر ثقب مائي حفر على حين غرة، وترك مفتوحا دون احتياطات ولا حواجز للسلامة.

بعبارات مؤمنة بالقضاء والقدر، تتحدث والدة الطفل ريان بحرقة كبيرة إلى ميكروفونات وسائل الإعلام القادمة من هنا وهناك، حرقة يطفئ من نارها الأمل في أن ينتشل ابنها حيا ويعاود ملء ردهات المنزل شغبا ولعبا طفوليا.

تقول الأم إنه بعد زوال يوم الثلاثاء، تفقد أفراد الأسرة الطفل ولم يجدو له أثرا، وبالفعل، فقد أنشقت الأرض وابتلعت جسده الغض. بحث أفراد الأسرة هنا وهناك، ليتناهى إلى سمعهم آهات قادمة من أديم الأرض، ربطوا هاتفا بحبل وأنزلوه في غيابات الجب، فرأوه هناك يستجدي الغوث.

قضى الطفل ليلته الأولى في قعر الجب وهو يقاوم العطش ونقص الأوكسيجين، تؤنسه نداءات الوالدين والأقارب، وتدفئه محبة أسبغها عليه المغاربة قاطبة، بحس من التضامن والتعاطف، قبل أن تصل الجهود الأولى لغوث ريان، من عناصر الوقاية المدنية والسلطات المحلية والدرك، مؤازرين بالعشرات من شباب المنطقة، وبإشراف من السلطات الإقليمية.

صباح اليوم الموالي، الأربعاء، أنشئت لجنة لليقظة لتنسيق جهود الإنقاذ، ووضعت في البدء خطة انتشاله من فتحة الجب، لكن بسبب ضيق قطر البئر، والذي يصل إلى حوالي 30 سنتمترا في بعض مقاطعه، فشلت كل المحاولات الأولى لانتشاله من حيث سقط.

ثم وضعت خطة ثانية تقضي باستعمال آليات ثقيلة للحفر بشكل متوازي ومائل مع الثقب المائي، بحذر واحتياط كبيرين، مخافة أن تتسبب عمليات الجرف في انهيار البئر، تواصلت طيلة الأربعاء عمليات الحفر، لكن المهمة ليست سهلة بالتأكيد، فعمق 32 مترا يعادل علو بناية من 10 طوابق أو يزيد.

بالموازاة مع ذلك، عملت الوقاية المدنية على إنزال كاميرا تستعمل في مهام الغوث للتأكد من الوضع الصحي للطفل ريان وللتواصل معه لإبقائه واعيا، كما تم إنزال أنبوبي ماء وأوكسجين، وتم تزويده بهاذين المادتين الحيويتين لإطالة صموده في انتظار انتشاله حيا.

وجرت محاولتان جديدتان لانتشاله من فتحة البئر بمشاركة متطوعين من جمعية شفشاون لهواة الاستغوار، لكن حال ، لمرة أخرى ، ضيق قطر البئر دون نجاح العملية.

ويقوم السيناريو الذي اعتمدته لجنة القيادة بعين المكان، بعد فشل الانتشال من فتحة البئر، على إحداث حفرة موازية بنفس عمق المكان الذي علق فيه ريان، ثم إحداث فجوة في البئر لانتشاله.

واليوم الخميس، ما زالت جهود الحفر متواصلة، حيث فاق عمق الحفرة الموازية أكثر من 22 مترا، مع الحرص على إحاشة جوانب الحفرة لتفادي أي انهيار محتمل يفاقم الوضع سوءا، كما حلت بعين المكان مروحية طبيعة تابعة للدرك الملكي لنقل الطفل بمجرد انتشاله من البئر إلى أقرب مستشفى لتلقي العناية الطبية اللازمة، وتم وضع سيارة إسعاف بطاقم طبي متخصص في الانعاش على أهبة الانطلاق.

لن تتوقف عملية الإنقاذ إلا بالوصول إلى مكان الطفل، يؤكد مصدر مسؤول من عين المكان لوكالة المغرب العربي للأنباء، مضيفا أن عمليات التدخل تتسارع على أمل تحقيق هذا الهدف في أسرع وقت ممكن.

عمليات الحفر تواجه صعوبات كبيرة لعل أبرزها طبيعة التربة الرملية الهشة في بعض الطبقات والصخرية في طبقات أخرى، كما أن الجرافات تعمل على توسيع قطر الحفر وإحاشة الطبقات العليا مخافة انهيار الأتربة على المنقذين وعلى الطفل نفسه.

وهم يضعون أيديهم على قلوبهم، يتابع المغاربة بكثير من التعاطف عملية الإنقاذ المتواصلة، عبر وسائل الإعلام أو من خلال المواطنين الحاضرين في عين المكان، كما تتقاطر من المغرب ومن خارجه عبارات ودعوات ومبادرات التضامن مع ريان وعائلته، ويردد الكل بصوت واحد “أنقذوا الطفل ريان”.