Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات

جمعية البرج العربي للثقافات و الفنون و التعليم الأولي تنظم نشاطا سنويا فني ثقافي

مع الحدث/ الصخيرات 

نظّمت جمعية البرج العربي للثقافات والفنون والتعليم الأولي، برئاسة السيد جواد الوزاني، يوم السبت 28 يونيو 2025، نشاطاً ثقافياً وفنياً نسوياً بدار الثقافة الصخيرات، عرف حضوراً كبيراً ومميزاً لنساء ورجال من مختلف الفئات، وسط أجواء من التفاعل والاحتفاء بالمرأة والثقافة.

تميّز الحفل بحضور وازن لضيوف الشرف، في مقدمتهم البطلة العالمية في العدو الريفي ابتسام الخواض، والسيدة فتيحة بوهوش، عضوة المجلس الجماعي بسيدي يحيى زعير.

افتُتح الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها أداء النشيد الوطني المغربي، ثم كلمة ترحيبية ألقاها رئيس الجمعية، عبّر فيها عن شكره واعتزازه بالحضور وبدور المرأة في التنمية المجتمعية.

تضمن البرنامج فقرة ندوة مسرحية بعنوان “المرأة والمسرح: التطهير الذاتي”، قدّمتها الأستاذة حنان ستر الله إلى جانب الأستاذ جواد الوزاني، حيث تمّت مناقشة أدوار المسرح في تمكين المرأة وتحرير صوتها.

كما استمتع الحضور بفقرة موسيقية بعنوان “نوستالجيا طربية” أحيَت الذاكرة الفنية الكلاسيكية. وتمت قراءة الفاتحة ترحماً على روح الفنانتين الراحلتين أمينة بركات ونعيمة بوحمالة، تكريماً لمسيرتهما الفنية.

في لحظة مؤثرة تم تكريم السيدة مريم ظافر، رئيسة الوحدة الإقليمية للرياضة بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والسيدة حبيبة بنمسعود، مديرة مركز التكوين المهني التضامن بالصخيرات التابع لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب، منذ سنة 2016.

فقرة عيساوية متميزة من أداء الفنان إسماعيل الإدريسي اختتمت الحفل في جو احتفالي روحاني.

وقد أشرفت على توفير جميع شروط نجاح هذا النشاط *مديرة دار الثقافة السيدة زينب مقداد*، خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي – شعبة السينوغرافيا، من خلال توفير القاعة وتجهيزاتها، مما ساهم في إنجاح هذا الموعد الثقافي والفني الهادف.

 

Categories
أعمدة الرآي مجتمع

تأملات في علاقة الإنسان بالطبيعة

عبد الله بن أهنية

Reflections on man’s relationship with nature

في خضم حديثي مع أحد أصدقائي ونحن ملتفين حول صينية الشاي المغربي الأصيل، نتجاذب الحديث حول التغيرات المهولة التي طرأت على العالم في السنوات الأخيرة في مناحي شتى في حياتنا، لم نجد بُداً من أن نركز على أهمية تقاليدنا العريقة وطقوس الأعياد التي عهدناها والتي تعتبر جزءاً من موروثنا الثقافي والاجتماعي الغني. كما أننا لم نجد بُداً حينها من أن نًعرّج أيضاً على موضوع إعادة النظر في علاقتنا بالطبيعة وضرورة نشر ثقافة إعادة تدوير بعض المواد المستهلكة(Recycling) بدلاً من الاسراف والتبذير فيها، وأن مفهوم ثقافة إعادة التدوير ذلك قد أصبح ضرورة للحفاظ على توازن النظام البيئي. فهل قضية التغيير تلك التي طرأت على مجتمعات كثيرة وأصبحت جلية في نمط العيش لدى البعض، والشغف في اقتناء كل ما هو جديد هي مجرد ميول وتصورات فردية تعكس أساليب الحياة المتلونة والغريبة أحياناً في هذا العصر، أم هي واقع ملحوظ وملموس قد أصبح يُحس به الكل ويلمسه بشكل يومي كلّ من له إحساس أو ذوق سليم. وقد يعزو البعض ذلك إلى التغيير الحاصل في ثقافات البشر وطريقة تعايشهم مع الطبيعة إلى مدى اهتمامنا بثقافتنا ومدى تعلقنا بالحفاظ على موروث أجدادنا واستمراريته عبر الأجيال كي نعيش في سلم وسلام. غير أن مفهوم الثقافة رغم تجدره في عمق تاريخ الشعوب، فقد يطاله التغيير لتصبح مقوماته خاضعة لنظرة وسلوك الأفراد داخل المجتمع وإلى ما يطمح إليه الفرد أو الأسرة، إذ نجد من هو متمسك بتلك الأعراف والطقوس الموروثة، ومن هو مجرد مقلد يحب أن يقتني أو يطارد كل ما هو جديد. وبالنظر إلى مسار الأمور، فإننا نلاحظ بأن هنالك أحياناَ خلط بين مفهوم الثقافة والحضارة: فالثقافة في نظر بعض الباحثين، هي أقدم من الحضارة، أي أن الثقافة بدأت عندما بدأت اللغة، وربما كان ذلك منذ أكثر من مليون سنة، في حين أن الحضارة بدأت عندما بدأت الزراعة، ربما ليس قبل أكثر من عقود طويلة مضت. ومن جهة أخرى، فإن نقيض الثقافة إذن هو الموت و”الفناء”. في حين أن عكس الحضارة هو “البربرية والهمجية”.(مقتبس في لافاييت La Fayette، 1976، ص 22).

علاقة الإنسان بالطبيعة: معايير مزدوجة:

يرى كثير من الباحثين بأنه في علاقتنا دائمة التطور مع العالم الطبيعي، تجد البشرية نفسها عند منعطف حرج؛ فقد أدى الاستخدام العشوائي للسموم وغيرها من المبيدات في ميادين الزراعة بغية القضاء على الحشرات وإزالة الأنواع الرئيسية من موائلها إلى الإخلال بالتوازن الدقيق للنظم البيئية في بقاع شتى في هذا العالم. كما يرى البعض بأن عواقب هذه التصرفات، التي نعتقد بأنها ستوفر لنا سبل الراحة بالقضاء على تلك الكائنات، يتردد صداها إلى ما هو أبعد بكثير مما قد نتصوره في البداية، مما يسلط الضوء على الترابط البديع والمعقد بين جميع الكائنات الحية على كوكبنا. هذا الترابط العجيب بين جميع المخلوقات والكائنات وكيف يخدم بعضها البعض، يبين بشكل جلي عظمة الخالق سبحانه، بحيث لا زالت البشرية برمتها إلى يومنا هذا عاجزة على فهم خيوط ذلك الترابط بأكمله. وكمثال على ذلك، فإن قصة طائر البوم المبهر، وأهمية وجود بعض فصائل الذئاب في الغابات والبراري، على سبيل المثال لا الحصر، وفي النظم البيئية للغابات على وجه الخصوص، وكذلك الأدوار المعقدة التي تلعبها الديدان والحشرات والذباب والنحل والحيوانات البرية والزواحف بأشكالها وأنواعها، تؤكد الحاجة الملحة إلى تحول نموذجي في نهجنا تجاه الطبيعة. فهل نحن نستفيد حقًا من إبادة أمم من الزواحف والحيوانات بشكل مباشر وغير مباشر، أم نحن نسيء إلى أنفسنا بطريقة مباشرة وغير مباشرة في آن واحد؟

طائر البوم: بطل الطبيعة المجهول:

ورد عن المفكر الإسلامي مصطفى محمود بأن طائر البوم، الذي غالبًا ما يتم تجاهله، يقدم خدمة لا تقدر بثمن للمزارعين منذ آلاف السنين من خلال استهلاك آلاف الفئران سنويًا. وهذه الخدمة المجانية لا يقدر أهميتها إلا المزارعون أنفسهم، لما يعرفونه عن الخسائر المادية التي يمكن أن تحصل بسبب وجود كميات هائلة من الفأران في فدادينهم. ولا تفيد هذه الآلية الطبيعية لمكافحة الآفات الإنتاجية الزراعية فحسب، بل تقلل أيضًا من الاعتماد على المبيدات الحشرية الضارة. وبالنظر إلى التكوين الطبيعي لطائر البوم، والخاصيات المهولة التي حباه الله عز وجل بها، فلا يسعنا إلا أن نقول سبحان الخاق. فهذا الطائر العجيب لا يخرج ولا يصطاد إلا بالليل ولا يخرج بالنهار إلا ناذراً، وإن خرج، فإن جميع أشكال العصافير والطيور الأخرى تلوذ بالفرار من حواليه، وقد لاحظت هذا بنفسي عندما كنت أتجول في إحدى المنتجعات في مدينة “كيسيمي” Kissimmee بولاية فلوريدا الأمريكية، حيث لاحظت وجود طيور البوم وهي من البلاستيك تقف قابعة على أعمدة خشبية قديمة في كل زاوية من المنتجع وفي وسطه قرب وادي اصطناعي، فأخبرني أحد المسؤولين هناك بأنهم وضعوها خصيصاً لكي تفر كل الطيور من حواليها وبذلك لن تتسخ ممرات المنتجع بمخلفات العصافير !!!

ومن الملاحظ أن هذا الطائر العجيب قد حباه الله تعالى بحدة نظر وكمّ هائل من العدسات خارقة للعادة تمكنه من رؤية كل الزواحف في جنح الظلام الشديد ومن مسافة بعيدة. أما فيما يخص أجنحته فهي مكسوة بريش مركب بشكل عجيب وكاتم للصوت بشكل خارق للعادة أيضاً. فيمكن للبوم أن يهوي على فريسته بشكل أفقي دون أن يحدث أي صوت خلال الطيران أو النزول وبسرعة فائقة، فلا يفلت فريسته. ومع كامل الأسف، يمكن أن يؤدي اختفاء طيور البوم بسبب تدمير الموائل أو التدخل البشري بشتى أنواعه إلى عواقب مدمرة على إنتاجية المحاصيل والتوازن البيئي.

ومن خلال إدراك العلاقة التكافلية بين طيور البوم والزراعة، فإننا نعترف بالقيمة المتأصلة في الحفاظ على الأنواع المتنوعة داخل النظم البيئية وما تقدمه تلك الطيور من خدمات جليلة للمزارع، الذي لا يمتلك ثمن المبيدات، في جنح الظلام عندما يخلد هذا الأخير إلى النوم، ويستيقظ البوم مع غروب الشمس ليباشر عملية الصيد الليلية ليكون عامل الليل الوفي الخدوم، فيملأ صدى نعيقه المخيف فضاء البوادي ويخدش صمت وسكون الليل البارد.

الذئاب: حراس النظم البيئية للغابات:

دعنا نأخذ مثالاً آخر لنكتشف بعض الأسرار في علاقة الحيوانات بالطبيعة ومدى دقة أساليب العيش والتعايش بينها وبين الانسان أيضاً. وبما أن الانسان قد سخر له الله تعالى كل ما في هذا الكون، فلا ضرر من أن يأخذ عن بعض هذه الكائنات شيئا من الحكمة ونظام التعامل والسلوك في إطار الجماعة. وفي هذا الصدد، كتبت الباحثة ياسمين عزت مقالاً رائعاً نشر في مجلة “البوابة” بتاريخ26 يوليو 2017 ، حيث تقول:

“تردد في القصص والروايات وعلى لسان أجدادنا، أن الذئب حيوان شرس، وارتبط اسمه بالخوف والذعر لما يتسم به من سمات الغدر والخيانة والخبث التي أوقعت في أنفسنا كراهية له…

لكن هناك معلومات قد لا تعلمها عن الذئب، كلها تشير لوفائه وعزة نفسه وقوته وحسن سلالته تميزه عن باقي الحيوانات، لم تذكرها القصص والروايات بل ركزت على غدره وصفاته الكريهة التي أورثتنا احتقاره والخوف منه، هذا لا يعني أن نتعايش معه، ولكن على الأقل ربما تكون صفات يتعلم منها الإنسان.

يعد الذئب من السباع ومن سلالة الملوك، كما أنه لا يأكل الجيفة.

الذئب يختلف عن باقي الحيوانات فهو لا يقرب زواج المحارم، أي لا يتزوج بأمه أو أخته.

الذئب يتميز بالوفاء مع زوجه “وليفته” ولا يتزوج سوى وليفته، فهو لا يخونها مع أخرى، وفي المقابل فإن أنثي الذئب لا تخون زوجها فهما يتبادلان الحب والوفاء ما داموا على قيد الحياة، والذئاب تعرف أبناءها حيث يولدون من أم واحدة وأب واحد.

تصاب بالتعجب والدهشة عندما تعلم أن الذئاب تقيم حدادًا كبني البشر عند الموت، ففي حالة موت أحد الزوجين من الذئاب، يقام حداد من قبل من تبقي على قيد الحياة، وتكون فترة الحداد لا تقل عن ثلاثة أشهر، وقد تستمر مع البعض لقرابة سنة كاملة، وفي حالات التعلق والوفاء الشديدين يقدم المتبقي من الزوجين “الذئاب” على الانتحار لأنه يفضل الموت على البقاء وحده دون وليفه.

كما يلقب ابن الذئب بالابن البار، لما يتحمله من مشاق تجاه والديه خاصة عندما يصلون لمرحلة عمرية متقدمة “الشيخوخة”، ولم يستطيعوا مجاراة القطيع من الذئاب، ويظلون ماكثين بأوكارهم، فيلجأ لصيد الفرائس بدلا عن أبويه وتوفير الطعام لهما.

عندما يرغب الذئاب من الإناث أو الذكور في الزواج، فإن قانون القطيع يوجب عليهم ترك القطيع والبحث عن قرين من قطيع آخر كما يتم تحديد منطقة أخرى خاصة بالزوجين الجدد لإنشاء عائلة خاصة بهما، حيث يعتبر الأبوان أن زيجة جديدة تعد مزاحمة لهما في قيادة القطيع.

نظام السير في قافلة الذئاب على النحو التالي:

كبار السن أو المرضى وعددهم ثلاثة، وهم يسبقون القطيع لتحديد سرعة السير وبينهم وبين باقي القطيع مسافة، ويعد تقدمهم على البقية تضحية بالنفس في حين الخطر. وفي المؤخرة تأتي بقية أفراد القطيع والذين يقوم بحراستهم خمسة آخرون؛ أقوياء يقومون بحراستهم من الخلف. والذئب الذي يسير خلفهم ويكون آخرهم هو “رئيسهم” كما يقوم بتوجيه القطيع ويتحكم في مسارهم، ويحافظ عليهم في حالة أي هجوم مفاجئ أو اعتداء”. )المصدر السابق .(

وبالعودة إلى موضوعنا، يمكن القول بأن إعادة إدخال الذئاب إلى النظم البيئية حيث تم القضاء على العديد منها سابقًا، واستخدم فروها للتجميل والديكور وبأثمنة باهظة، يكشف عن دورها الذي لا غنى عنه في الحفاظ على الانسجام البيئي. وهكذا، يرى علماء الطبيعة بأن الذئاب تنظم أعداد الفرائس، وتمنع الرعي الجائر وتحافظ على الغطاء النباتي، وبالتالي تعزز التنوع البيولوجي الطبيعي في شتى بقاع الأرض.

وتبعاً لذلك، تشير الدراسات إلى أن غياب الذئاب من بعض البقاع أو الأماكن يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية متتالية، مثل زيادة أعداد الغزلان والأضرار اللاحقة بالنباتات. وبالتالي، فإن استعادة أعداد الذئاب لا يؤدي إلى تنشيط النظم البيئية فحسب، بل يؤكد أيضًا على الترابط بين الأنواع داخلها.

وللإشارة، فقد تمت دراسات لفهم التأثير البيئي للذئاب على النظم البيئية للغابات، وخاصة فيما يتعلق بدورها في السيطرة على تجمعات الحيوانات العاشبة، وبالتالي التأثير بشكل غير مباشر على المجتمعات النباتية، على نطاق واسع. وفي إحدى الدراسات الرئيسية التي سلطت الضوء على هذا الموضوع أجراها علماء البيئة روبرت إل بيشتا وويليام جيه ريبل Robert L. Beschta and William J. Ripple ، ونشرت في مجلة “علم البيئة” Ecology في عام 2012، فقد بحثوا في الآثار البيئية لإعادة إدخال الذئاب إلى حديقة يلوستون الوطنية Yellowstone National Park في عام 2012 بالولايات المتحدة. وقد وجدت الدراسة أن وجود الذئاب أدى إلى سلسلة من التغيرات البيئية، بما في ذلك انخفاض عدد الأيائل أو الغزلان (الفريسة الأساسية للذئاب) والتغيرات اللاحقة في سلوك الرعي للأيائل. وبعبارة أخرى، فإنه نتيجة لانخفاض ضغط الرعي لدى الأيائل أو الغزلان، تغيرت وفرة وتوزيع الأنواع النباتية داخل الحديقة. وعلى وجه التحديد، لوحظ انتعاش أشجار الصفصاف والحور الرجراج، التي كانت الأيائل أو الغزلان ترعى عليها بكثافة في غياب الذئاب. كما سلط هذا البحث الضوء على أهمية تواجد الحيوانات المفترسة مثل الذئاب في الحفاظ على توازن النظام البيئي والتنوع البيولوجي. في حين تم افتراض ودراسة تأثير الذئاب على المجتمعات النباتية قبل هذا البحث، وعلى سبيل المثال، فقد قدمت دراسة يلوستون Yellowstone study أدلة تجريبية قوية على هذه العلاقات البيئية في بيئة العالم الحقيقي.

عالم الحشرات المعقد: حراس التنوع البيولوجي:

تعتبر الحشرات هي الأخرى، والتي غالبا ما يتم استبعادها باعتبارها آفات، مكونات أساسية للنظم البيئية، حيث تساهم في التلقيح، ودورة المغذيات، والتحلل. كما تُظهر الهياكل والسلوكيات المعقدة للحشرات أدوارها المتخصصة في العمليات البيئية. وتسلط أمثلة مثل النحل والفراشات والخنافس الضوء على الطرق المتنوعة التي تدعم بها الحشرات عمل النظام البيئي ورفاهية الإنسان. وبالتالي، فإن الاستخدام الواسع النطاق للمبيدات الحشرية التي نراها اليوم لا يهدد أنواع الحشرات الفردية فحسب، بل يهدد أيضًا الشبكة المعقدة من التفاعلات التي تعتمد عليها النظم البيئية، ناهيك عن إمكانية تسرب مضاعفاتها إلى الخضر والفواكه التي هي مصدر قوت للبشرية. فنحن لا نعلم إلا الشيء القليل عن الأدوار التي تقوم بها الصراصير على سبيل المثال رغم منظرها المقزز. أما النحل، فلا يكفي دوره في مد الإنسان بالعسل الذي في قوت وشفاء للبشرية جمعاء فحسب، بل يلعب النحل دوراً أساسياً في عملية تلقيح المزروعات والأشجار المثمرة أيضاً. ومع كامل الأسف، فإننا نفقد في كل سنة أعداداً هائلة من النحل بسبب المبيدات والسموم التي تُرش بها الحقول الزراعية والأشجار المثمرة.

خلاصة:

تقدم روايات طائر البوم والذئاب والحشرات والنحل رؤى مقنعة حول الترابط بين جميع أشكال الحياة وضرورة الحفاظ على توازن النظام البيئي. وباعتبارنا نحن البشر حراس الأرض، فيتعين علينا جميعاً أن نعيد النظر في علاقتنا مع الطبيعة. وبدلاً من النظر إلى أنواع معينة باعتبارها مصدر إزعاج يجب استئصاله، يتعين علينا أن ندرك قيمتها الجوهرية ومساهمتها في مرونة واستدامة النظم البيئية. ومن خلال تعزيز فهم أعمق وتقدير لشبكة الحياة المعقدة التي أنشئها الله جل وعلا وأحسن خلقها، يمكننا الشروع في طريق نحو التعايش والانسجام مع العالم الطبيعي ومحاولة الحفاظ على كل مقوماته ومكوناته من شجر وحيوانات وطيور وحشرات وزواحف.

ومن جهة أخرى، فإن الروايات التي سردناها وغيرها تقدم غالباً رؤى عميقة حول العلاقة بين الإنسان والطبيعة كما أشرت، وكيف يؤثر تدخلنا في التوازن البيئي على مستقبل الحياة على الأرض، ولكننا لا زلنا في حاجة ماسة إلى المزيد من الدراسات التي ستظهر لنا حقائق مذهلة عن الحكمة وراء تلك العلاقات المعقدة بين كل المخلوقات والطبيعة من أجل إعداد فضاء صحي يخدم الانسان ويساعد في بقاءه. ومن خلال تلك الأبحاث، يمكن للبشر أيضاً أن يكتشفوا الترابط العميق بين جميع أشكال الحياة وضرورة الحفاظ على توازن البيئة. وبعبارة أخرى، فبدلاً من مجرد اعتبار الكائنات الحية كمصدر للإزعاج أو التهديد، يتعين علينا أن نفهم دور كل كائن في النظام البيئي وأهميته في المحافظة على توازنه. وبالتالي، يمكننا نحن كمجتمعات وأفراد أن نستوعب أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي والتعايش بسلام مع الطبيعة بدلاً من تدميرها واقتلاع أشجارها وهد جبالها وهضابها وتلويث بحورها وأنهارها وقتل طيورها وحيواناتها.

فقد دلت نصوص الشرع على أن المسلم يحصل له الأجر بالإحسان على كل شيء وفي كل شيء، وأن الحيوان داخل في هذا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “في كل كبد رطبة أجر.” رواه البخاري. وروى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء.”

وأخيراً، يمكننا أن نقول بأنه لابد من تشجيع الفهم العميق لهذه العلاقة لأن هذا الفهم يمكن أن يساعد في تشجيع التغييرات الإيجابية في سلوكنا تجاه البيئة والمساهمة في بناء مجتمع أكثر استدامة وانسجامًا مع الطبيعة، وحبذا لو استطعنا نشر ثقافة إعادة التدوير لبعض المواد التي تستهلك بكثرة ) (Recycling، وإحياء فكرة وفلسفة اصلاح ما يمكن إصلاحه ) Repairing philosophy ( كما كان يعمل بذلك أجدادنا، بذلا من الاعتماد على شراء الأشياء الجديدة والتخلص منها في فترة وجيزة بمجرد أن تخرب أو تتوقف عن العمل. ومن يدري، فربما من أسباب انتشار بعض الأمراض وتفشيها في مجتمعاتنا اليوم، قد يكون ناتج عن عدم فهمنا الحقيقي للتوازن البيئي الذي تحكمه العلاقات الوطيدة بين المخلوقات والطبيعة في هذا الكون، واسرافنا وافراطنا في استهلاك موارد هذا الكون بدون تكيس ولا تقدير ولا حسن تدبير واهمالنا لشكر النعم….

باحث في مجال التربية والتعليم والثقافة

أحد مؤسسي منصة    3B Golden Gate لتعليم اللغة الإنجليزية والتدريب عن بعد:

https://3b2gelearning.net/

 

Categories
أعمدة الرآي جهات

شفشاون النُّوَّارَة، بين النِّعَم والنِّقَم

بقلم: عبد الإله شفيشو

قالوا ناس زمان زجل مغربي وبكلام موزون: (المْزَوَّقْ منْ برَّا آش خَبَارَكْ منْ دَاخِلٌ) وهذه ليست بمزايدة في حق سادس أجمل مدينة في العالم الشّاون القِدِّيسَة بل هي حقيقة لا بد من الإقرار بها في ظل متابعتي لكل مستجداتها رغم بعدي عنها فهي مسقط رأسي ونشأتي ومشوار حياتي، وفي هذا الصدد يقول “ليون تروتسكي” المفكر والفيلسوف الماركسي: (إن الحقيقة دائما جارحة لكنها ضرورية كوسيلة للإصلاح، أما الكذب فيستخدم لإنقاذ ماء الوجه لكن ليس لتربية الأجيال).

يتميز إقليم شفشاون/الشّاون بخصائص عدة غطاء غابوي كثيف، تساقطات مطرية غزيرة، زراعة القنب الهندي/الكيف وسياحة نشطة وهذه الخصائص تتفاعل فيما بينها لتنتج وضعين متناقضين، 1) فمن جهة وضع سلبي بالنسبة لأبناء الإقليم بحيث أن كل مواطن متهم حتى تثبت براءته، 2) ومن جهة وضع إيجابي بالنسبة للمسؤولين الذين يتقاطرون ويتسابقون على الإقليم من عسكريين ومدنيين فهذين الوضعين كان لهما انعكاس وتأثير كبير على الحالة العامة بالإقليم والمتمثلة في:

الوضع الاقتصادي والاجتماعي: إن هذا الوضع في إقليم شفشاون/الشّاون يظل مفتوحا على كل الإحتمالات خاصة مع سياسة التهميش و الإقصاء التي لازال يعيشها الإقليم و لازال يؤدي ثمنها شباب المدينة في ظل ما كان يعرف بالمغرب النافع و غير النافع فالمشاريع التنموية الكبرى يتم اختيارها بشكل عشوائي بحيث لا يراعى فيها متطلبات الإقليم السوسيو اقتصادية و هذا ينعكس حتما على الحياة الاجتماعية فرغم بعض المشاريع التنموية الترقيعية التزويقية التي تظهر للوجود من حين لآخر تبقى الوضعية كارثية، فحدث و لا حرج إن أغلب الطبقات الاجتماعية تعيش وضعية لا تحسد عليها مع استثناء لبعض المستفيدين من الفساد فلا و جود بالإقليم لشيء إسمه المنافسة لسبب بسيط هو غياب مبدأ المراقبة لدى المسؤولين من سلطة و منتخبين بل أبعد من ذلك تواطؤهم مع لوبي محلي محتكر لكافة المجالات و متحكم في أرزاق العباد من الخضر، السمك، اللحوم، العقار … كما أن الصناعة التقليدية المحلية التي كانت المورد الأساسي لشريحة اجتماعية واسعة من جلابة، بلغة، شاشية، كرزية … تم غزوها بمتوجات غريبة عن طبيعة الإقليم الجبلية الذي يصنف ضمن المناطق السياحية.

الوضع الثقافي والرياضي: تاريخيا وقبل أن ينفجر بركان الحشيش(وليس الكيف) بالإقليم ويتم تدويله كانت المنطقة تعرف حركة ثقافية هادفة ومتواصلة من ملتقيات شعرية وندوات فكرية ومهرجانات موسيقية … مما فتح لأبنائه أبواب التواصل والوقوف على القضايا المطروحة للنقاش وطنيا ودوليا فقد كانت شفشاون/الشّاون القدّيسة بمفردها تُصدّر من مفكرين وشعراء وكتاب وحقوقيين وصحفيين … ما يملؤُ أبناء الإقليم زهوا وفخرا فكم منهم ترك و لازال بصماته في الساحة المحلية والوطنية كل من موقعه أما في الوقت الراهن أصبح البؤس الثقافي ظاهرة جماعية و أصبحت التفاهة الإعلامية هي السائدة في ظل العزوف عن كل ما هو هادف حتى في أوساط المثقفين وهته الوضعية لم تأتي اعتباطية بل كانت نتيجة لسياسة التهميش و القمع للدولة المغربية في المرحلة المعروفة بسنوات الجمر و الرصاص التي تعرض لها الإقليم لأسباب يعلمها الجميع، وهذا ينطبق كذلك على الوضع الرياضي بالإقليم الذي عرف تراجعا خطيرا في السنوات الأخيرة من جهة بسبب إستغلال وضعيته سواء من طرف لوبي المخدرات أو الإنتخابات كل حسب مصالحه و من جهة أخرى طمس للمرافق الرياضة التي كان يتوفر عليها الإقليم فرغم قلتها سيتم السطو عليها لتحويلها إلى مشاريع مربحة من طرف لوبي العقار صاحب الكلمة الأولى و الأخيرة مما نتج عنه سقوط فئة عريضة من شباب الإقليم في براثين المخدرات و الفكر الظلامي.

الوضع السياسي: إن هذا الوضع بإقليم شفشاون/الشّاون لا يختلف في شيء عن باقي ربوع الوطن فالتمثيلية الحزبية من كل الأطياف من يمين ووسط ويسار لكن مجرد مقرات ولافتات لا غير والخطير في الأمر هي أن الأحزاب السياسية التي تتحمل مسؤولية التدبير بالإقليم لا حول ولا قوة لها في إتخاذ القرارات فالآمر الناهي والقابض بزمام الأمور هي السلطة الإقليمية أما المنتخبون فأغلبيتهم وحتى معارضتهم- إن وجدت – فلم يبلغوا سن الرشد بعد فحسب منظور السلطة الإقليمية ليس عليهم من حرج و لا تجوز شرعا ولا قانونا محاسبتهم ما داموا تحت وصايتها وتكون دائما تلك مبرراتهم أثناء مساءلتهم عن الفشل في تدبير الشأن المحلي بالإقليم، فلقد تعودت ساكنة الإقليم على دخول المجالس المنتخبة في غيبوبة و كل مرت كانت تتدخل السلطات الإقليمية و المحلية لإنعاشها لكن يبدو اليوم أن الجميع سلطات و مجالس قد أصيبوا بنفس الحالة و بالتالي ترك المواطنين لمصيرهم مع مشاكلهم بعد أن خلقوا لهم أهدافا ثانوية لا علاقة لها بقضاياهم الأساسية كما خلقوا لشبابها إنتصارات فردية وهمية بعد أن حولوهم إلى أمة من النمل تبحث عن قوتها اليومي لا غير حيث صار شباب القدّيسة يعيشون مغلفون وسط الثّالوث المقدس (الحشيش، الإنتحار، الهجرة).

هذه حقيقة ثابتة لا هروب منها في إقليم شفشاون/الشّاون وإن كانت تنم عن نظرة تشاؤمية للواقع لكن مع وجود تفاؤل قوي للإصلاح لدى أبناء الإقليم الشيء الذي بدأ يتجلى من خلال نشر ثقافة التمسك بالحياة و طرح البدائل في شتى المجالات لوضع حد لحرب الإستنزاف المفروضة عل الإقليم من تهميش و نهب و إحتكار و شطط في إستعمال السلطة، و هذا هو التحدي الحقيقي المفروض مرحليا على كافة الطبقات الإجتماعية خاصة المجتمع المدني الذي عليه تحمل مسؤولية استرجاع للقدّيسة مكانتها كقلعة من قلع التحدي وذلك بالتصدي لتزييف الحقائق عبر تشويه لتاريخها والتطبيل لسياحة بدون بوصلة تخدم مصالح فئة معينة و الكف عن التسابق على المقاعد والمناصب والألقاب المشكوك في مصداقيتها والإسترزاق بآلام ساكنتها وأخص بالذكر شبابها وهو موضوع مقالاتنا القادمة عن تفشي ظاهرة الإنتحار والهجرة وتقنين القنب الهندي(الكيف)بإقليم شفشاون/الشّاون.

Categories
ثقافة و أراء

تظاهرة تالويكاند بأكادير: احتفاء بالثقافة والفنون في حي تالبرجت

بقلم: إبراهيم فاضل

تستعد مدينة أكادير لاستقبال النسخة الثالثة من تظاهرة تالويكاند، التي ستقام في حي تالبرجت التاريخي من 23 إلى 26 يناير 2025. تنظم جمعية أكادير ميموري هذه الفعالية بهدف تأسيس تقاليد فرجوية معاصرة تعكس التنوع الثقافي والفني للمنطقة.

تجمع التظاهرة بين مجموعة من الأنشطة الفنية، تشمل المسرح، والموسيقى، والرقص، وفنون السيرك، مما يتيح للزوار فرصة الاستمتاع بتجارب فنية غنية. كما يُنظم معرض للمنتوجات المجالية، يبرز الموروث الثقافي اللامادي ويعزز التعددية الثقافية.

تعتبر تالويكاند منصة للانفتاح والتواصل بين مختلف الثقافات، حيث يجتمع الزوار وساكنة أكادير في فضاءات عمومية تنبض بالحياة. تسعى الجمعية من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز الهوية الثقافية للمدينة وتحقيق تنمية مستدامة في المجال الفني.

إن تظاهرة تالويكاند تمثل فرصة لتسليط الضوء على الإبداع والفرجة الحية، مما يجعل من حي تالبرجت نقطة التقاء للفنانين والجمهور، ويعزز من مكانة أكادير كوجهة ثقافية مميزة.

Categories
ثقافة و أراء

“خلوة الذئب” للدكتور سعيد منتسب – رحلة إلى أعماق المعرفة والارتياب

حسيك يوسف

يستعد الكاتب المغربي الدكتور سعيد منتسب لإطلاق كتابه الجديد “خلوة الذئب” عن “دار خطوط وظلال” الأردنية، وهو عمل يُعتبر بمثابة رحلة فكرية استثنائية في عالم الأدب والثقافة. هذا الكتاب المنتظر ليس مجرد إصدار أدبي آخر، بل هو دعوة للتفكير النقدي والتأمل في دور القارئ في عصر ما بعد الحداثة.

يأخذنا “خلوة الذئب” في رحلة ارتيابية خاصة حيث يطرح الدكتور منتسب مفهوم “المكتبة” كفضاء متجدد، دائمًا ما يبتكر مياها جديدة للغرق. كما كتب سعيد على حائطه بالفيس بوك: “الكتاب رحلة ارتيابية خاصة في ما تمثله ‘المكتبة’ التي تبتكر دائمًا مياها جديدة للغرق.” هذه الرؤية تعكس تعقيد المعرفة وأبعادها المتعددة، مما يثير تساؤلات حول كيفية تفاعل القارئ مع النصوص وكيف يمكن أن تكون القراءة تجربة غامرة ومتعددة الأبعاد.

في هذا السياق، يُجسد منتسب القارئ كذئب منفرد، يشير إلى قدرته على التحليل والنقد. القارئ هنا هو كائن ما بعد حداثي، يتمتع بمبادرات مستقلة، ويمثل صوتًا معارضًا يدرك أنه لا يستطيع تغيير الواقع، ولكنه يرفض في الوقت ذاته التسوية مع النصوص التي تمارس سلطتها عليه. يصفه منتسب بأنه “القارئ المنشق/ المعارض الذي يدرك أنه لا يستطيع أن يغير أي شيء في واقع الأمر؛ ومع ذلك لا يقيم أي تسوية مع النص الذي يمارس عليه سلطته علانية.”

يميل “القارئ الذئب” إلى كشف الطبيعة الحقيقية للارتياب، حيث يرتبط وجوده بالجوع واشتراطاته المفترسة. يبرز الكتاب أهمية تدمير الكتل الثقافية الصلبة وفضح الأدوات التلاعبية التي تخضع لمركز قوة معين، مما يسلط الضوء على التوترات الموجودة في المؤسسات الثقافية. يقول منتسب: “إن النظرة ليست معنية بالسطوح، بل معنية باختراق حدود النظام، وبتدمير الكتل الثقافية الصلبة، وفضح الأدوات التلاعبية التي تخضع لمركز قوة ما (المؤسسة الثقافية).”

أحد المفاهيم المحورية في “خلوة الذئب” هو فهم “صحيح” لمعنى “الوقوع في الخطأ”. يدعو منتسب القارئ إلى قبول الشعور بالوحدة والتخلي عن العقل والمسؤولية، والاختفاء في الغموض. يوحي بأن “القارئ الذئب” هو اقتراح لفهم طبيعة الخطأ، حيث يتعين على القارئ أن يؤمن بأن الخطأ هو مركز الحقيقة، وبأن جوهر “المكتبة” هو التلاعب بالنظام.

بصدوره قريبًا، يُنتظر أن يُحدث “خلوة الذئب” تأثيرًا كبيرًا في الساحة الثقافية، ويعكس التزام الدكتور سعيد منتسب بإثراء الأدب العربي وتقديم رؤى جديدة تتحدى السائد. إن هذا الكتاب يُعد بمثابة دعوة للجميع لاستكشاف أعماق المعرفة والارتياب، ولتجربة القراءة كرحلة مثيرة ومليئة بالتحديات.

بهذه الطريقة، يفتح منتسب آفاقًا جديدة لفهم العلاقة بين القارئ والنص، مما يجعل “خلوة الذئب” عملاً أدبيًا يستحق القراءة والتأمل.

Categories
جهات خارج الحدود

تعزيز العلاقات بين المغرب وفرنسا: زيارة وفد مجلس الصداقة الفرنسية المغربية

بقلم: عبد الجبار الحرشي

استقبل محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، وفدًا من مجلس الصداقة الفرنسية المغربية بمجلس الشيوخ الفرنسي، في خطوة تعكس الإرادة القوية لتعزيز العلاقات التاريخية بين المغرب وفرنسا. تأتي هذه الزيارة في وقت حاسم، حيث يسعى البلدان إلى تقوية التعاون في مجالات متعددة، تشمل الثقافة، الاقتصاد، والسياسة.

خلال الاجتماع، تم التأكيد على أهمية تعزيز الروابط الثنائية وتبادل الخبرات بين البرلمانيين، مما يسهم في فهم أفضل للقضايا المشتركة وتعزيز الحوار. وقد أبدى الوفد الفرنسي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز الشراكة مع المغرب، الذي يعد شريكًا استراتيجيًا في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

إن هذه الزيارة تمثل خطوة إيجابية نحو بناء مستقبل مشترك قائم على التعاون والتفاهم، مما يعزز من مكانة البلدين على الساحة الدولية. من المؤكد أن تعزيز العلاقات مع فرنسا سيعود بالنفع على كلا الطرفين، ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.

Categories
ثقافة و أراء

طارق لخالدي: شخصية السنة 2024 في استفتاء “وليدات الحي”

حسيك يوسف

أعلنت صفحة “وليدات الحي” عن اختيار الفنان طارق لخالدي كـ”شخصية السنة” لعام 2024، وذلك خلال الاستفتاء الذي نظمته في نسخته الرابعة. يهدف هذا الاستفتاء إلى تسليط الضوء على الشخصيات التي كان لها تأثير ملحوظ في الأنشطة الفنية والثقافية والجمعوية.

طارق لخالدي، المعروف بإبداعه ومساهماته القيمة، استطاع أن يترك بصمة واضحة في المشهد الفني المغربي، حيث ساهم في الارتقاء بالثقافة والفنون خدمة للصالح العام. يُعتبر هذا التكريم تقديرًا لجهود الفنانين في تعزيز القيم الثقافية والاجتماعية في المجتمع، ويعكس التزام “وليدات الحي” بدعم المبدعين وتحفيزهم على المزيد من الإبداع.

Categories
جهات

باراغواي تعزز دعمها للمغرب بخطوة تاريخية فريدة من نوعها

بقلم: حسيك يوسف

في سابقة تاريخية لا مثيل لها في الساحة الدولية، صادق مجلس الشيوخ في باراغواي على قرار يدعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية، متبنيًا رؤية تدعو إلى الحكم الذاتي كحل شامل ودائم لقضية الصحراء. خلال الجلسة العامة، أكد أعضاء المجلس على أهمية التفاوض السلمي كوسيلة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

هذا القرار ليس مجرد تصريح سياسي، بل يعكس تحولًا نوعيًا في العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وباراغواي. فهو يعزز السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية في المحافل الدولية، ويعتبر خطوة بارزة نحو توطيد العلاقات الثنائية، خاصة في مجالات التعاون الاستثماري والثقافي.

من اللافت أن هذا القرار تم إحالته مباشرة إلى رئيس جمهورية باراغواي، السيد سانتياغو بينيا، والسيد بدر عبد المومني، سفير المغرب في أسونسيون، مما يعكس جدية الحكومة الباراغوانية في اتخاذ خطوات فعالة. ويُعتبر هذا الدعم الأول من نوعه من مجلس الشيوخ، مما يبرز أهمية هذه الخطوة في سياق تعزيز الوحدة الترابية للمغرب.

إن قرار باراغواي ليس فقط علامة على الصداقة بين البلدين، بل هو أيضًا دعوة لبقية الدول في العالم لتبني مواقف مشابهة تعزز من قيم السلم والاستقرار. في عالم يتسم بالتحديات، تمثل هذه الخطوة مثالًا حيًا على كيف يمكن للدول أن تتعاون من أجل تحقيق العدالة والاعتراف بحقوق الشعوب.

Categories
جهات

المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية يشارك في الدورة الرابعة للمعرض الجهوي للزيتون بجرسيف وسط إقبال كبير من الفلاحين

رشيد كداح

يشارك المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية من 15 إلى 19 نونبر الجاري، بمدينة جرسيف، في الدورة الرابعة للمعرض الجهوي للزيتون ، والذي سينظم، تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بتنسيق مع عمالة جرسيف وبشراكة مع الغرفة الفلاحية لجهة الشرق و المديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية لجهة الشرق، تحت شعار “شجرة الزيتون، رهانات التنمية المجالية المستدامة وتحديات المناخ”.


وبهاته المناسبة قام السيد الوالي مرفوقا برئيس جهة الشرق وعامل عمالة جرسيف بزيارة لرواق المكتب، حيث قدم السيد المدير الجهوي للمكتب بجهة الشرق كافة الشروحات حول الخدمات التي يقدمها فضاء الاستشارة الفلاحية طيلة فترة المعرض من خلال شباكيه، كما تطرق لأهمية ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺮﻱ ﻟﺘﺤﺴﻴﺲ ﻭﺗﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﻦ ﻭﻣﺴﺘﻌﻤﻠﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺮﻱ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺗﺮﺷﻴﺪ ﻭﻋﻘﻠﻨﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ عليها ﺑﻬﺪﻑ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﺔ ﻭﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺑﺒﻼﺩﻧﺎ ﺗﻤﺎﺷﻴًﺎ ﻣﻊ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ”ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻷﺧﻀﺮ 2020-2030″.


وفي تصريح للسيد بلبصير عبدو المدير الجهوي للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية بجهة الشرق أكد أن مشاركة المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية تتمحور من خلال إقامة فضاء للاستشارة الفلاحية ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻮﺿﻊ ﺷﺒﺎﻛﻴﻦ ﺭﺋﻴﺴﻴﻴﻦ، ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺪﻡ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﻭﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻭ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ، ﻭﺳﺒﻞ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻭﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ المتدخلين.


ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ يقول ذات المسؤول ﻓﻴﺮﻛﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺮﻱ ﻟﺘﺤﺴﻴﺲ ﻭﺗﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﻦ ﻭﻣﺴﺘﻌﻤﻠﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺮﻱ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺗﺮﺷﻴﺪ ﻭﻋﻘﻠﻨﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﻭﺁﻟﻴﺎﺕ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﻭﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ، كما سيقوم المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية بتوفير دعامة إلكترونية تفاعلية لعرض المنصة الرقمية “أرضنا” و “face agri”.


وأضاف السيد بلبصير في ذات التصريح أن المكتب سيشارك في البرنامج العلمي الموازي للمهرجان من خلال تنظيم ورشات نقاش تتناول ريادة الأعمال الفلاحية، سلاسل الإنتاج والممارسات المقاومة للتغيرات المناخية، والاقتصاد في مياه الري.
وفي ختام الزيارة اطلع الوفد الرسمي على الوحدة المتنقلة للاستشارة الفلاحية الخاصة بتقديم النصائح في مجال جودة زيت الزيتون، وذلك باستخدام معدات تحليل الحموضة.
جدير بالذكر أن رواق المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية عرف صبيحة اليوم الأول من المعرض توافد العديد من الفلاحات والفلاحين للاستفادة من خدماته.

Categories
ثقافة و أراء

معرض هبة خمليشي رقم 100 في فندق موفنبيك منصور الذهبي بمراكش

ابراهيم افندي

يستضيف فندق موفنبيك منصور الذهبي بمدينة مراكش، المعرض المائة للفنانة هبة خمليشي، كجزء من فعالية WE ARTY. يعكس هذا الحدث التزام الفندق بدعم الإبداع وتعزيز التبادل الثقافي، حيث يسلط الضوء على الفنانين الحضريين والمعاصرين من مختلف أنحاء العالم.

سيُفتتح المعرض يوم 1 نوفمبر 2024، في الساعة 6 مساءً، في قاعة الميزانين للفنون. يهدف المعرض إلى تقديم فرصة فريدة للجمهور لاكتشاف أعمال هبة خمليشي، التي بدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة وتشتهر بأسلوبها الفريد “عبادة”.

كما يعكس فندق موفنبيك منصور الذهبي التزامه بتوفير تجارب فريدة ومريحة للعملاء، ويعزز مكانته كمكان يجمع محبي الفن والثقافة. ندعوكم للاحتفال بالذكرى المئوية لهبة خمليشي معًا في هذا الحدث المميز.