Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي أنشطة ملكية الواجهة جهات خارج الحدود سياسة طالع

انتصار دبلوماسي جديد للمغرب.. مجلس الأمن يكرس مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد لقضية الصحراء

يشهد ملف الصحراء المغربية اليوم تحولاً تاريخياً يعيد رسم ملامح نهاية نزاع دام نصف قرن، بعدما أكدت مسودة قرار مجلس الأمن الأخيرة أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 تمثل الأساس الواقعي والجاد لأي تسوية مستقبلية.

إنها لحظة فارقة تختزل مساراً طويلاً من العمل الدبلوماسي المتزن الذي قاده صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بحكمة وبعد نظر، ليضع المجتمع الدولي أمام حقيقة واحدة: أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو أسمى تجسيد لتقرير المصير، وأفق نهائي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء.

فالمسودة، التي رحبت باستعداد الولايات المتحدة لاحتضان مفاوضات الحل، ودعت الأطراف إلى التفاوض دون شروط مسبقة، جسدت اعترافاً صريحاً بمكانة المغرب كشريك موثوق ومسؤول في المنطقة، وبمبادرة واقعية تضمن الاستقرار والأمن الإقليميين. كما مددت مهمة بعثة “المينورسو” لعام كامل، في إشارة واضحة إلى استمرار دعم الأمم المتحدة للمسار السياسي الذي ترعاه تحت إشراف أمينها العام.

ويُجمع المتتبعون أن هذا التقدم لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية ملكية استراتيجية جعلت من الدبلوماسية أداة لحماية السيادة وتعزيز التنمية. فمنذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، انتقلت الدبلوماسية المغربية من موقع الدفاع إلى موقع المبادرة، متسلحة بدبلوماسية هادئة وفاعلة، تجمع بين الحزم والذكاء السياسي، وترتكز على مبدإ احترام الشركاء والانفتاح على القوى الدولية الصاعدة.

ولم يكن هذا النجاح حكراً على المؤسسة الرسمية فحسب، بل كان ثمرة تفاعل وطني واسع، شاركت فيه وزارة الشؤون الخارجية باحترافية عالية، إلى جانب الدبلوماسية الموازية التي اضطلعت بها الأحزاب السياسية، والبرلمان، والمجتمع المدني، والإعلام الوطني، وحتى الجالية المغربية بالخارج التي تحولت إلى صوت قوي يدافع عن الوحدة الترابية في المحافل الدولية.

لقد استطاعت المملكة بفضل تماسك جبهتها الداخلية وحنكة مؤسساتها، أن توقف نزيف هذا النزاع الذي استغله خصومها لعقود. وها هي اليوم تحصد اعترافاً دولياً واسعاً، في وقت تتراجع فيه الدبلوماسية الجزائرية التي استثمرت أموالاً طائلة في دعم الانفصال وتأجيج الفتنة، لتجد نفسها أمام إجماع عالمي متنامٍ يعتبر أن “البوليساريو” مجرد كيان وهمي فقد كل شرعية سياسية وأخلاقية، وأن الجزائر تتحمل مسؤولية مباشرة في استمرار معاناة المحتجزين في مخيمات تندوف.

إن هذا القرار الأممي، بما يحمله من مضامين واضحة، ليس مجرد وثيقة تقنية، بل هو تحول سياسي عميق يؤكد أن المجتمع الدولي وصل إلى قناعة راسخة بأن الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية هو الحل الواقعي والنهائي، وأن أي محاولة للالتفاف على هذا المسار لم تعد تجد آذاناً صاغية.

وبهذا الانتصار، يواصل المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله مسيرته بثبات نحو طي هذا الملف نهائياً، وفتح آفاق جديدة للتنمية والاستقرار في الأقاليم الجنوبية التي أصبحت نموذجاً يحتذى في البناء والتقدم.

إنها معركة دبلوماسية تُدار بالعقل لا بالصوت العالي، وبالإنجاز لا بالشعارات، لتبرهن أن المغرب بلد سيادة، وعدالة، وتاريخ، يعرف أين يضع خطواته وكيف يصنع مستقبله بثقة ومسؤولية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود

المغرب.. قوة استقرار إفريقية بدعم دولي متنامٍ للوحدة الترابية

مع الحدث :ذ لحبيب مسكر

يشهد الموقف المغربي بخصوص قضية الوحدة الترابية زخماً متزايداً على الصعيد الدولي، حيث برزت اليوم إشادات على منصة التواصل الاجتماعي “X” تؤكد المكانة التي باتت تحظى بها المملكة كقوة استقرار في القارة الإفريقية.

ففي تدوينة حديثة، اعتبر الخبير الأمريكي بوبي ديكسون (@TheBobbyDixon) أن “المنطقة والعالم يستفيدان من توحيد المغرب الكامل والاعتراف به”، مؤكداً أن المملكة تمثل “قوة مستقرة في إفريقيا، وهو أمر إيجابي للعالم وللشعب الأمريكي”.

ومن جانبه، شدّد روبرت غرينواي، مدير مركز أليسون للأمن الوطني بمؤسسة Heritage Foundation على أن ما يتحقق في الأقاليم الجنوبية للمغرب يعكس متانة الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الولايات المتحدة وصاحب الجلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي، مذكّراً بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دجنبر 2020 القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء.

وتأتي هذه المواقف في سياق الدعم الدولي المتنامي للمبادرة المغربية الخاصة بالحكم الذاتي، والتي تعتبرها الولايات المتحدة وعدد من الدول الكبرى خياراً جاداً وذا مصداقية لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

ويواصل المغرب، في ظل هذا الزخم، تعزيز موقعه كشريك استراتيجي في محيطه الإقليمي والدولي، من خلال شراكات سياسية واقتصادية واسعة النطاق، مع جعل الدفاع عن وحدته الترابية أولوية وطنية ثابتة.

وتُعد هذه الإشادات الرقمية والسياسية مؤشراً إضافياً على مكانة المغرب المتقدمة في محيطه الإفريقي والدولي، وترسيخاً لصورته كفاعل رئيسي في دعم الاستقرار والتنمية المستدامة.

 

Categories
أخبار 24 ساعة خارج الحدود

واشنطن تجدد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية

مع الحدث: ذ لحبيب مسكر 

جددت الولايات المتحدة الأمريكية، على لسان كبير مستشاريها لشؤون إفريقيا، دعمها الواضح والصريح لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية باعتباره “الحل الوحيد الواقعي والقابل للتطبيق” للنزاع الإقليمي حول الصحراء.

جاء ذلك خلال لقاء جمع المسؤول الأمريكي بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، حيث أكد أن “الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل العملي والوحيد الممكن لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء”.

وأضاف المستشار الأمريكي أن المباحثات تناولت أيضًا الدور المحوري الذي تقوم به بعثة الأمم المتحدة “المينورسو” في استتباب الأمن والاستقرار بالمنطقة، إلى جانب بحث السبل الكفيلة بتعزيز فرص السلام الإقليمي.

وشدد على أهمية مواصلة التنسيق بين واشنطن والأمم المتحدة في أفق النقاشات المقبلة المقررة داخل مجلس الأمن الدولي، مجددًا امتنانه للمبعوث الأممي على جهوده المتواصلة.

اللقاء، الذي عكس متانة الموقف الأمريكي بخصوص القضية الوطنية، يأتي في سياق دينامية دولية متصاعدة لدعم المبادرة المغربية كأرضية جدية وذات مصداقية لإنهاء نزاع دام لعقود وأعاق جهود التنمية والتكامل في المنطقة المغاربية.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات خارج الحدود

البوليساريو تستهدف بعثة المينورسو في تيفاريتي وسط توتر متصاعد بعد دعم أممي للمغرب

بقلم عبد الجبار الحرشي

في تطور خطير وغير مسبوق، أقدمت ميليشيات جبهة البوليساريو، المدعومة من النظام الجزائري، على تنفيذ هجوم مباشر استهدف بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية “المينورسو”، بمنطقة تيفاريتي الواقعة داخل المنطقة العازلة.

مصادر دبلوماسية وصفت هذا الاعتداء بـ”الاستفزازي والإرهابي”، في خرق سافر لقرارات الأمم المتحدة، وسعي مكشوف لتأجيج الوضع في المنطقة. وحاولت الجبهة الانفصالية التملص من المسؤولية، عبر اتهام القوات المسلحة الملكية المغربية بتنفيذ العملية، في مناورة فاشلة اعتادت عليها في مثل هذه المناسبات.

ويأتي هذا التحرك العدائي في توقيت دقيق، ساعات قليلة بعد تسريب تقرير أممي جديد يؤكد بوضوح دعم مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل واقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء. وهو ما اعتُبر ضربة موجعة لجبهة البوليساريو التي تعاني من عزلة دبلوماسية وتآكل دعمها داخل أروقة المنتظم الدولي.

هذه العملية الإرهابية تكشف، بحسب متابعين، عن حالة من التخبط واليأس داخل الجبهة الانفصالية، بعد فقدانها لأهم أوراقها التفاوضية والدبلوماسية، خصوصًا في ظل تعاظم الزخم الدولي المؤيد للمبادرة المغربية واعتبارها الحل الوحيد القابل للتطبيق.

في ظل هذا التصعيد، تتجه الأنظار إلى مجلس الأمن الدولي وموقفه من هذا الاعتداء على بعثة أممية يفترض أن تحظى بالحماية والاحترام.

Categories
جهات خارج الحدود

الجزائر وصناعة الأزمات

بقلم حسيك يوسف

في خضم التوترات المتزايدة في المنطقة، تتجلى بوضوح محاولات الجزائر للعب دور محوري في صراعات غير متناسبة، حيث تسعى لاستضافة ما يسمى بـ”دولة الريف المزعومة”. هذا الحدث ليس مجرد استعراض سياسي، بل هو تعبير عن نوايا الجزائر الحقيقية وتوجهاتها الاستفزازية تجاه المغرب.

على الرغم من الضجيج الإعلامي الذي يرافق هذه الاستضافات، إلا أن الجزائر تظل عاجزة عن استقطاب دعم حقيقي من دول ذات وزن على الساحة الدولية. فعندما يظهر في الصورة برلماني من موزمبيق وكاتب دولة سابق من جنوب أفريقيا، يتضح أن الجزائر ليست قادرة على جذب الحلفاء المؤثرين لدعم قضيتها، مما يعكس عزلتها الدبلوماسية.

إن الجزائر، من خلال محاولتها لإشعال فتيل الصراع حول ملف الريف، تكشف عن نواياها في دعم الفتنة والتفرقة، في الوقت الذي تسعى فيه دول أخرى لدعم الحكم الذاتي في الصحراء المغربية. يبدو أن الجزائر تفضل زعزعة الاستقرار على تعزيز الحوار والتعاون، مما يضعها في موقف ضعيف على الساحة الدولية.

تُظهر هذه الأحداث أن الجزائر ليست فقط تفعل ما في وسعها لإثارة الفوضى، بل تعكس أيضًا رغبتها في التأثير السلبي على الوحدة الوطنية المغربية. إن الأزمات التي تفتعلها الجزائر قد تفضح، في نهاية المطاف، عدم قدرتها على تحقيق أهدافها، مما يجعلها في موقف محرج أمام المجتمع الدولي.

في الختام، رغم قسوة الأحداث التي تشهدها المنطقة، يمكن اعتبارها فرصة للمغرب لإظهار قوته ووحدته أمام هذه الاستفزازات. الجزائر قد تظن أنها قادرة على تغيير المعادلات، لكنها في الحقيقة تكشف عن نفسها كداعية للتفرقة، مما يضعها في موقع غير مؤاتٍ على الساحة الدولية.

Categories
جهات

باراغواي تعزز دعمها للمغرب بخطوة تاريخية فريدة من نوعها

بقلم: حسيك يوسف

في سابقة تاريخية لا مثيل لها في الساحة الدولية، صادق مجلس الشيوخ في باراغواي على قرار يدعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية، متبنيًا رؤية تدعو إلى الحكم الذاتي كحل شامل ودائم لقضية الصحراء. خلال الجلسة العامة، أكد أعضاء المجلس على أهمية التفاوض السلمي كوسيلة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

هذا القرار ليس مجرد تصريح سياسي، بل يعكس تحولًا نوعيًا في العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وباراغواي. فهو يعزز السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية في المحافل الدولية، ويعتبر خطوة بارزة نحو توطيد العلاقات الثنائية، خاصة في مجالات التعاون الاستثماري والثقافي.

من اللافت أن هذا القرار تم إحالته مباشرة إلى رئيس جمهورية باراغواي، السيد سانتياغو بينيا، والسيد بدر عبد المومني، سفير المغرب في أسونسيون، مما يعكس جدية الحكومة الباراغوانية في اتخاذ خطوات فعالة. ويُعتبر هذا الدعم الأول من نوعه من مجلس الشيوخ، مما يبرز أهمية هذه الخطوة في سياق تعزيز الوحدة الترابية للمغرب.

إن قرار باراغواي ليس فقط علامة على الصداقة بين البلدين، بل هو أيضًا دعوة لبقية الدول في العالم لتبني مواقف مشابهة تعزز من قيم السلم والاستقرار. في عالم يتسم بالتحديات، تمثل هذه الخطوة مثالًا حيًا على كيف يمكن للدول أن تتعاون من أجل تحقيق العدالة والاعتراف بحقوق الشعوب.

Categories
أعمدة الرآي

لفهم أكثر لما جاء به المبعوث الأممي ديميستورا

ذ / الحسين بكار السباعي

محام وباحث في الهجرة وحقوق الإنسان

مترافع مدني عن قضية الصحراء المغربية.

موقف ديميستورا ياسادة ومقترحه تقسيم الصحراء ، قد يبدوا نشازا في واقع مكتسبات قضيتنا الوطنية ،لذلك لابد من التدقيق في ما جاء في قصاصة وكالة الآباء البريطانية رويترز ، فالمبعوث الأممي تحدث عن فكرة العودة لطرح سابقه جيمس بيكر ، وفي ذات الفقرة من الإحاطة إلى رفض فكرة الاقسيم مع إشارته “رغم قبول بعض الأطراف بها.”
إن موقف ديميستورا اليوم ،يبدوا مشابها لموقف جيمس بيكر ،موقف علينا أن نسائل فيه الأمم المتحدة ، خاصة في ظل مكتسبات قضيتنا الوطنية والإجماع الدولي على مقترح الحكم الذاتي ، أن نسائها عن خبرة وكفاءة وجدية مبعوثيها للنزاع المفتعل من قبل الجزائر. ولفهم أكثر لابد من الإجماع أن لكل موقف سياسي عدة معاني، فقد يكون ظاهره شيئا آخر غير باطنه، ومسار الموقف ليس المقصود به اللحظة الراهنة للحدث، أو صورته الأخيرة الظاهرة فقط، بل المقصود به المعرفة والإلمام التاريخي، والوقائع الراهنة ذات الارتباط، بالإضافة إلى الإدراك بطبيعة الشخصيات والدول الفاعلة ذات الصلة بالحدث أو الظاهرة محل التحليل.
ومنهنا وجب الانتباه إلى الإحاطة المقدمة من المبعوث الأممي ديميستورا وليس فقط الوقوف على مجرد تصريح بموقع إخباري دولي .
فإحاطة مبعوث الأمم المتحددة في الصحراء ، ضمن فيها أبعاد الخطاب الملكي الذي تقدم به جلالته أمام البرلمان و الذي خصصه للصحراء ، وذكر بالموقف المغربي الرافض لأي مقترح خارج مبادرة الحكم الذاتي ، كما أشار إلى لقاءه بوزير الخارجية المغربي ، وهذا ما تضمنه الفقرات الأخيرة من إحاطته بخصوص النزاع الإقليمي المفتعل بالصحراء المغربية.

إن كل تحليل السياسي ياسادة ، في حقل العلاقات الدولية وأدوار مبعوثي الأمم المتحدة لمختلف نقاط النزاعات والصراعات الدولية ، يتضمن شقين أساسيين، يجيب كل واحد منهما على سؤال رئيسي، ولا يمكن وضع تصور سياسي لا يجيب عنهما فلأول مرتبط بالفهم الدقيق لمسار الأحداث، الثاني مرتبط بإدراك الأسباب الدافعة لهذا الحدث.
و تتركز هذه الأدوات في إدراك البيئة السياسية الدولية ببعديها الداخلي والخارجي وما يتحكم فيها من مفاهيم وآليات تصيغ الأحداث وتُنشأ القرارت بكافة أنواعها لاسيما ما يتعلق منها بالبحث عن الحلول السياسية التوافقية للنزاعات الإقليمية .
الأمم المتحدة إستفادت من نظرية تسمى التغيير المفهومي، اي تغيير المفاهيم لدى أدمغة الناس في اطار البنية المفهومية، وبذلك قدمت لنا الأمم المتحدة ترسانة من المصطلحات، شكلت الإطار النظري الناظم لكل ما له علاقة بالصراع في الصحراء المغربية، بل أصبحنا نقرأه من خلال شبكة المصطلحات التي أرستها منظومة الأمم المتحدة، وألزمت الأطراف بالتصرف والسلوك وفقها، دون تحمل عناء مساءلتها وتمحيصها على ضوء واقعنا الحي المباشر.
من هنا سنقف على مدى توفر رغبة حقيقية لدى هيئة الأمم المتحدة لإنهاء مشكل الصحراء المغربية المفتعل ، فبالعودة لبنية الأمم المتحدة الداخلية ، فإننا نجد أن المستفيد الرئيسي من هذا الصراع الذي طال امده هي الدول الخمسة الدائمة العضوية، مع ملاحظة التطور الحاصل في الملف خاصة بعد إعتراف عضوين من مجلس الأمن بسيادة المغرب على صحرائه ،الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ، وطرف آخر يتصور أنه المستفيد من تمطيط أمد النزاع وهو الجزائر، وهنا أحيلكم أعزائي على المقولة الشعبية التي تقول : ” الفايق حاضي العايق والدمدومة قاضي غراض” وإذا ما أسقطناها في دهاليز الصراع فإننا نترجمها كتالي المغرب حاضي الجزائر والأمم المتحدة قاضية غراض.
ليقودنا السؤال عن دور مبعوثي الأمم المتحدة بالصحراء ؟و أي تأثير لهم في القرارات الصادرة عن مجلس الأمن بخصوص النزاع المفتعل .
الجواب ياسادة ، على السؤوالين يقتضي منا الوقوف على ثلاث مراحل تميز تعاطي المبعوثين الأمميين ، مع النزاع بالصحراء المغربية، أولهما المرحلة التأسيسية أو “جس النبض”، وهي المرحلة الفعلية لمسار المفاوضات والتي بدأت مع تعيين جيمس بيكر ، الذي قدم مشروع الاتفاق الإطار الشهير بــ”مخطط بيكر الأول” في يونيو 2001 واقترح أيضا مخطط السلام “مخطط بيكر الثاني”، وبعدها “بيكر الثالث” أو ما يطلق عليه في سحلات الأمم المتحدة “بالحل الثالث”، والذي ثم سحبه لعدم إمكانية إعتماده كأساس للتفاوض حول هذا النزاع.
لتتبعها المرحلة الثانية، والتي إتسمت بالواقعية والعقلانية والتي بدأت مع المبعوث الأممي بيترفان فالسوم ، والذي أكد و بعد مفاوضات و اتصالات مع أطراف النزاع ، أمام مجلس الأمن في سنة 2008، أن استقلال الصحراء ليس خيارا واقعيا وهدف لا يكمن تحقيقه .
والملاحظة فإن ماخلص إليه مجلس الأمن أعلاه من خلال طرح بيترفان فالسون أتخد كتوصية تبناها مجلس الأمن في قراره رقم 1813، حيث أكد على دعمه للجهود التي يبذلها الأمين العام ومبعوثه الشخصي، ودعا الأطراف إلى مفاوضات مكثفة وجوهرية والتحلي بالواقعية .
لتأتي مرحلة كريستوفر روس، الذي سحبت منه الرباط الثقة بعد انحيازه الواضح وغير المسبوق ودعمه الأطروحة الانفصالية.
وليحل محله المبعوث الأممي هورست كوهلر، لكن وفي أقل من سنة تقريباً على تعيينه ،إرتكب بدوره خطأ عدم إلتزام الحياد ،الأمر الذي عجل بتقديم إستقالته والتي إعتبرها البعض أنها كانت أقرب إلى الإقالة.
ديميستورا وقع في نفس خطأ سابقيه ليس فقط في عدم إلتزام الحياد حينما زار جنوب إفريقيا ، بل أعادنا سنوات إلى الوراء،من تاريخ نزاع الصحراء المغربية المفتعل ، وتقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن الحالة في الصحراء الصادر بتاريخ 19 فبراير 2002، والذي أفاد بأن الجزائر وجبهة البوليساريو مستعدتان للمناقشة والتفاوض حول تقسيم الإقليم كحل سياسي للنزاع على الصحراء، أي خلال فترة المبعوث الأممي جيمس بيكر ،المقترح المرفوض طبعا والمستحيل التنزيل على واقع النزاع .

ختاما يا سادة ، يشكل بعد الصراع السياسي الإقتصادي ، من خلال الإستعراض السابق لمبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة ، وإحاطة ديميستورا ، ومواقف سابقيه من نزاع الصحراء ،وطبيعة علاقتهم بأطراف النزاع ، ومحيطه العام الإقليمي والدولي ، جزءا مهما فيما يقع اليوم في الأمم المتحدة، وقد يكون المحرك الرئيسي في المد التوسعي أو في إشعال فتيل الحروب و هو بعد الإقتصاد السياسي.
ومع ذلك فإن حصر التحليل السياسي على جانب الإقتصاد السياسي، دون غيره من أدوات التحليل يعتبر خللا سياسيا ، فثمة دوافع أخرى تحرك الإنسان فضلا عن الإقتصاد ، خاصة عند النظر لسياسات الدول الكبرى التي تتحرك بحزمة من الدوافع والمؤثرات.
فمع كون محرك الإقتصاد السياسي حاضرا في الأحداث إلا أن هذا لا يعني أن يكون هو الذي يحدد الموقف النهائي في التحليل السياسي ، فالأحداث السياسية قد يتحكم فيها الموقف المصلحي السياسي ، والصراع تتقاسمه عدة محركات، منها الإقتصاد ومنها الإرتباط التاريخي وغير ذلك من الدوافع.
وبالجمع بين البيئة الداخلية للأمم المتحدة والبيئة الدولية، وإسقاطهما في قالب المنطقة والأطراف المعنية، فإننا نقف على أن تقرير المصير سائر في طريق حكم ذاتي يمنح للمغاربة الصحراويين على إقليم الصحراء ، و في إطاره سيتمكنون من تدبير شؤونهم المحلية في مختلف المجالات،تحت سيادة المملكة المغربية.
هذا التصور على “أيديولوجيا الوحدة الترابية”، وعلى أساسه يتحقق التفاف شعبي، يحافظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني المطلوب .

Categories
جهات

تعيين محمد ولد الرشيد على رأس مجلس المستشارين: السياق والدلالات

مع الحدث

في لحظة تاريخية من تاريخ المغرب الحديث، انتخب محمد ولد الرشيد رئيسًا لمجلس المستشارين في الثاني عشر من أكتوبر الجاري، ليصبح بذلك أحد أبرز الوجوه السياسية التي تعكس الروح الجديدة للقيادة في البلاد. حصل ولد الرشيد على 94 صوتًا من أصل 104، مما يعكس توافقًا قويًا بين الفرق النيابية وإجماعًا حول كفاءته وقدرته على تحمل المسؤولية.

تأتي هذه الانتخابات في وقت حاسم، حيث يعيش المغرب مرحلة من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولد الرشيد، الذي ينحدر من قبيلة الشرفاء الركيبات السواعد، يمثل الجيل الجديد من نخبة الصحراء المغربية، وهو ليس مجرد سياسي، بل هو أيضًا رجل أعمال ناجح يشغل منصب الرئيس المدير العام لمجموعة اقتصادية مهمة. هذه الخلفية تمنحه فهماً عميقاً للتحديات التي تواجه البلاد، خاصة في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

لقد كان انتخاب ولد الرشيد بمثابة استجابة للتوجيهات الملكية التي أكدت على ضرورة تعزيز الدبلوماسية البرلمانية في كسب المزيد من الاعتراف بمغربية الصحراء. في كلمته بعد الانتخاب، أعرب ولد الرشيد عن عزيمته على جعل القضية الوطنية في صدارة أولويات مجلس المستشارين، معترفًا بأهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه البرلمان في تعزيز مكانة المغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي.

إن انتخاب شخصية من الأقاليم الجنوبية مثل محمد ولد الرشيد لرئاسة مجلس المستشارين يحمل دلالات عميقة. فهو يُعزز من فكرة أن الصحراء المغربية ليست مجرد منطقة جغرافية، بل هي جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني المغربي. يأتي هذا في وقت يتزايد فيه التأييد الدولي لمشروع الحكم الذاتي كحل دائم وواقعي لقضية الصحراء، مما يجعل من الضروري أن يكون هناك تمثيل فعال وواعٍ لأبناء المنطقة في أعلى هرم السلطة.

مع توليه هذا المنصب، يواجه ولد الرشيد تحديات كبيرة، ليس فقط في مجال الدبلوماسية البرلمانية، بل أيضًا في تحسين أداء مجلس المستشارين وتعزيز دوره في العملية التشريعية. يتطلب ذلك منه العمل على تحديث الإدارة البرلمانية وتعزيز كفاءة موظفي المجلس، بالإضافة إلى إعداد فرق عمل متخصصة في قضايا الصحراء المغربية.

في الختام، يمثل انتخاب محمد ولد الرشيد خطوة هامة نحو تعزيز الديمقراطية المغربية، ويعكس قدرة البلاد على تجديد قياداتها بما يتماشى مع تطلعات المواطنين. إن التحديات التي تنتظر ولد الرشيد تتطلب منه رؤية واضحة وقيادة حكيمة، لكنه بالتأكيد يحمل معه الأمل والتفاؤل لمستقبل مشرق للمغرب.

Categories
جهات

خطاب الموقف الحازم والثابت

ذ/ الحسين بكار السباعي

محام وباحث في الهجرة وحقوق الإنسان

قال تعالى : “يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”. صدق الله العظيم.
إنها الآية ياسادة ،التي إختتم بها جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، افتتاح السنة التشريعية بإعتبارها حدث دستوري وسياسي وإجتماعي واقتصادي يتسم بدلالات وأبعاد وطنية ودولية.
إفتتاح السنة التشريعية وبمقتضى الفصل 65 من الدستور المغربي، يعد في نظرنا المتواضع الحدث الهام في ظل تطورات مكتسبات قضيتنا الوطنية .

ووككل جمعة ثانية من شهر أكتوبر ، جلالة الملك يفتتح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة في الولاية الحالية11، والتي تبتدئ الجمعة الثانية من أكتوبر، أي يوم 11 من الشهر الجاري.
افتتاح الدورة الحالية والذي يأتي في سياق دولي ووطني خاص .
فجلالته حفظه الله يشيد بموقف الجمهورية الفرنسية ورئيسها الداعم والمؤيد لمغربية الصحراء.
كما أن جلالته اليوم وأمام ممثلي الأمة المغربية ، تقدم بالشكر للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الخطوة التاربخية التي إتخدتها فرنسا من أجل الإعتراف بمغربية الصحراء وإعتبار أقاليم المملكة جزء لا يتجزأ عن باقي تراب المملكة.
وليؤكد من جديد حلالته أن مبادرة الحكم الداتي هي الأساس لأي تفاوض .
كما شيد جلالته بدول عظمى كأمريكا وإسبانيا ودول عربية وإفريقية على دعمها وإعترافها بمغربية الصحراء وآعتبار مبادرة الحكم الذاتي هي أقصى مايمكن تقديمه لطي المشكل المفتعل لمغربية الصحراء.
خطاب جلالته وأمام ممثلي الأمة كان مناسبة للإشادة بدول عظمى كأمريكا وإسبانيا ودول عربية وإفريقية على دعمها وإعترافها بمغربية الصحراء وآعتبار مبادرة الحكم الذاتي هي أقصى مايمكن تقديمه لطي المشكل المفتعل لمغربية الصحراء.
ليختتم جلالته أعزه الله خطابه أمام البرلمان أن المغرب سيظل دائما حازما في موقفه، وفيا لنهج الانفتاح على محيطه المغاربي والجهوي، بما يساهم في تحقيق التنمية المشتركة، والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.

إن خطاب جلالته اليوم كان مناسبة لاستعراض مكاسب الديبلوماسية المغربية وكذلك التأكيد على عزم المملكة الشريفة التصدي لكل التحديات التي تلوح في الأفق والمتعلقة بقضية الصحراء المغربية ونزاعها المفتعل. هو خطاب بمتابة درس يجب على الفاعل السياسي والمدني أن يتلقفه في تفعيل أدواره الديبلوماسية الترافعية أمام كل المنتديات الإقليمية والدولية ،فلا حل ولا خيار توافقي ، إلا من خلال مبادرة الحكم الذاتي ، والتي تلتقي فيها كل المساعي الدولية و السبل الكفيلة للمضي قدما في المسار الصحيح لإنهاء المشكل الفتعل بخصوص عدالة قضيتنا الوطنية .
كما كان مناسبة تحمل رسالة رسالة ضمنية ، وكما يقال اللبيب بالإشارة يفهم ،الى برلماني الأمة والى النقابات والمجتمع المدني الى ضرورة ، تحمل ادواره في الترافع عن قضيتنا العادلة وجميع قضايا الوطن وإنتظارات المواطنين ، والى تجاوز الخلافات الحزبية والسياسية واللهت وراء المال العام ،وإلى تعزيز الجبهة الداخلية وعمل المؤسسات الحزبية والبرلمانية في الدبلوماسية، بدل التركيز على الخلافات السياسية الهدامة وتسخير القوى لاعداء الوحدة الترابية .

Categories
متفرقات

إعلان مشترك 》إسبانيا تجدد موقفها الذي يعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع

الرباطمع الحدث :

 

أكد إعلان مشترك صدر عقب اشغال الدورة ال 12 للاجتماع رفيع المستوى المغرب إسبانيا المنعقد اليوم الخميس بالرباط أن إسبانيا تجدد موقفها بخصوص قضية الصحراء، والذي ورد في الإعلان المشترك بتاريخ 7 أبريل 2022، عقب اللقاء بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز.

 

وجاء في الإعلان المشترك ل 7 أبريل الماضي أن إسبانيا تعتبر أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل النزاع حول الصحراء.

 

كما أن إسبانيا اعترفت في الإعلان المشترك ل 7 أبريل 2022، بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، وبالجهود الجادة وذات المصداقية للمغرب في إطار الأمم المتحدة لإيجاد حل متوافق بشأنه.