مول الحريرة إلى الفساد: صرخة الضمير للعدالة

 مول الحكمة

في واقعة تُثير الاستياء والغضب، يبدو أن مول الحريرة قد عاد إلى سلوكياته القديمة بعد انتقاله إلى موقع جديد. ومرة أخرى، تحولت منطقة بوليكوما إلى مكان للمخدرات والقمار، حيث يسود الفساد وسط غياب تام للرقابة والعدالة.

ما يثير الدهشة هو كيف تمكن مول الحريرة من التسلل إلى المجتمع مرة أخرى دون تدخل فعّال من السلطات المحلية. وهذا يطرح تساؤلات حول مدى فاعلية التدابير الأمنية والرقابية في منطقتنا.

وما يجعل الأمر أكثر صدمة هو التقارب المشبوه بين بعض العناصر من الجندارم ومول الحريرة، مما يعطي انطباعًا بأن العدالة تباع وتشترى. فكيف يمكن للمجتمع أن يثق في نظام يفشل في حمايته من المجرمين والفاسدين؟

لذا، يجب أن تكون هذه العودة إلى الفساد نقطة تحول في مسارنا نحو تحقيق العدالة والنزاهة. يجب على السلطات المحلية أن تتحمل مسؤوليتها وتتخذ إجراءات فورية لوقف هذه الأنشطة غير القانونية ومحاسبة المسؤولين عنها.

وعلى المجتمع المدني أيضًا أن يظل متصوِّرًا ويعارض بقوة هذه الأنشطة غير القانونية، وأن يطالب بإصلاحات جذرية في نظام العدالة وتعزيز الرقابة على السلطة.

إنه الوقت لصوت الضمير للعدالة والنزاهة، ولن يُسمح للفساد بالانتشار في مجتمعنا دون مقاومة.

تحديات مدينة بن احمد: البحث عن حلول مستدامة لمشكلة المتشردين والمتسولين

بقلم: عماد وحيدال

يواجه سكان مدينة بن احمد بإقليم سطات تحديًا كبيرًا يتمثل في ازدياد أعداد المتشردين والمتسولين في شوارع المدينة. يُعَدُّ الترحيل الجماعي للمتشردين والمختلين عقليًا من مدينة الدار البيضاء إلى مدخل مدينة ابن أحمد خطوة غير فعالة في التعامل مع هذه المشكلة المتفاقمة.IMG 20240503 WA0005

يتزايد القلق بين السكان المحليين جراء تحويل مدينة ابن أحمد إلى ملاذ للمتسكعين والمتشردين، مما يستدعي التدخل والتفكير الجاد في سبل معالجة هذه الظاهرة الاجتماعية.

IMG 20240503 WA0006

تشهد المدينة تحولًا مؤلمًا في معالجة هذه المشكلة، حيث يبدو قائد المقاطعة الثانية متحمسًا لتنفيذ إجراءات جادة لجمع المتشردين وإيوائهم بدار المأوى. ومع ذلك، يثير هذه النهج تساؤلات حول فعاليته وإنسانيته، وتجعل من الضروري البحث عن حلول أكثر شمولًا وتفكيرًا.IMG 20240503 WA0003

ينبغي على المجتمع أن ينظر إلى جذور المشكلة، مثل البطالة ونقص الإسكان ونقص الدعم الاجتماعي والصراعات العائلية، لفهم السبب الرئيسي وراء وجود المتشردين والمتسولين. من الممكن اعتماد نهج شامل يشمل توفير فرص العمل، والإسكان الميسر، والدعم النفسي والاجتماعي للأفراد المتضررين، بالإضافة إلى توفير الخدمات الصحية والتعليمية.IMG 20240503 WA0002

بدلاً من الاعتماد على إجراءات مؤقتة، يجب على مدينة بن احمد البحث عن حلول أكثر إنسانية وفعالية لمعالجة جذور المشكلة. ينبغي أن يكون التواصل مع المجتمع المدني عنصرًا أساسيًا في تطوير الحلول، مع مشاركة المنظمات غير الحكومية والمتطوعين في العملية.IMG 20240503 WA0004

بناء حلول إنسانية لمشكلة المتشردين والمتسولين يتطلب التفكير الجاد وتبني استراتيجيات شاملة تضمن العدالة الاجتماعية وتوفير الفرص لجميع أفراد المجتمع. إن العمل المشترك والإرادة الحقيقية يمكن أن تحقق تغييرًا إيجابيًا يعيد الكرامة والاستقرار إلى حياة المتشردين والمتسولين وتعزز تطور مدينة بن احمد نحو المستقبل.

الصحافة في المغرب: بين الواقع والتحديات

مع الحدث حسيك يوسف

في الثالث من مايو من كل عام، نحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو مناسبة تُذكِّرنا بأهمية دور الصحافة في توجيه الرأي العام ونقل الحقائق.

وبالمملكة المغربية، تأخذ هذه الذكرى طابعًا خاصًا، حيث تواجه الصحافة مجموعة من التحديات والفرص.

يعتبر المغرب محطة هامة في عالم الإعلام العربي، فهو يضم عددًا كبيرًا من الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية، التي تعمل على تغطية الأحداث ونقل الأخبار بمهنية وموضوعية.

لكن مع هذا التطور الإعلامي، تواجه الصحافة المغربية تحديات كبرى.

تتمثل أحد التحديات الرئيسية في الممارسات التضييقية على حرية التعبير وحرية الصحافة، حيث يتعرض الصحفيون والناشطون الإعلاميون لضغوط وتهديدات ، مما يؤثر على قدرتهم على تقديم تقارير مستقلة وموضوعية. بالإضافة إلى ذلك، تعاني بعض وسائل الإعلام من مشاكل مالية وتداخلات سياسية تقيِّد قدرتها على تقديم تغطية شاملة وموضوعية للأحداث.

على الرغم من هذه التحديات، فإن هناك جهودًا مبذولة لتعزيز دور الصحافة بالمملكة المغربية، من خلال الإصلاحات التشريعية والدعم المالي للمؤسسات الإعلامية المستقلة. ومع اعتراف الحكومة بضرورة تعزيز حرية الصحافة وحرية التعبير، يمكن أن تشكل الإصلاحات المستمرة في قانون الصحافة والإعلام خطوة هامة نحو توفير بيئة أكثر إشراقًا لممارسة الصحافة.

في الختام، فإن اليوم العالمي لحرية الصحافة يذكرنا بأهمية الصحافة كركيزة أساسية في المجتمع، ويدعونا لدعم وتشجيع جهود الصحفيين في نقل الحقيقة وتوجيه الرأي العام، وذلك من أجل بناء مجتمع إعلامي حر ومتطور بالمملكة المغربية.

فريد حفيض الدين:هاذي فهامتي و هذا جهدي * *من دون لغة خشب*

فريد حفيض الدين

من دون لغة خشب وحسب تقديري الخاص ، أعتبر هجوم بعض الفصائل الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل ، مغامرة غير محسوبة العواقب ، بل عملية انتحارية من طرف المقاومة. كل الظروف الذاتية التي تخص الفلسطينيين انفسهم ، والموضوعية التي تخص الوضع الجيو سياسي لم تكن لتسمح بهكذا مقامرة. النتيجة ، مقتل بضعة عشرات الإسرائيلين ، وأسر بعض الرهائن ، وخسائر مادية طفيفة لم تكلف إسرائيل الشيء الكثير ، ماسمح لها من اجتياح لقطاع غزة. هنا الشهداء بالآلاف ، وبنية تحتية مدمرة بالكامل ، ناهيك عن عشرات الآلاف من الجرحى والمعطوبين ، جلهم من النساء والشيوخ والأطفال.

باالمحصلة ، خراب القطاع وتهجير سكان غزة ، ولم يتبقى لإسرائيل سوى مدينة رفح لكي تنهي مهمتها التي بدأتها بذريعة الدفاع عن شعبها.

لدي هنا سؤالين لم أجد لهما لا تبريرا ولا جوابا.

الأول يخص المقاومة الفلسطينية وتقديرها أو استشرافها لما يمكن أن تكون عليه ردة فعل اسرائيل لما أسمته هذه المقاومة “طوفان الأقصى “. وراينا ورأى العالم كيف كان ” تسونامي إسرائيل ” مقارنة بطوفان الاقصى . وفي نفس الوقت مخرجا لإفلات نتنياهو من محاكمته بتهم فساد ، وإرضاء لليمين اليهودي المتطرف ، وبقاء حكومة نتنياهو في الحكم.

السؤال الثاني والذي طرحه أكثر من محلل ، وهو هل كانت إسرائيل على علم مسبق بعملية طوفان الأقصى من عدمه. هنا كذلك يبدو أن كل شيء تم الترتيب له لجر فصائل المقاومة للقيام بتلك العملية. الدليل على ذلك ، هي الترسانة الأمنية والاستخباراتية المتطورة التي تمتلكها اسرائيل ، وهي التي تتفوق في إستخدام احدث تكنولوجيا المواصلات والتواصل عن طريق الأقمار الصناعية ، مدعومة باستعمالها للذكاء الاصطناعي. إضافة إلى دعم ومساعدة غربية وامريكية غير مشروطة لها.

كل هذا يؤكد علم إسرائيل بمخططات المقاومة. هذه المقاومة التي ارتهن للأسف زعمائها بأجندات خارجية تركية ، قطرية وخاصة إيرانية. هذه الأخيرة والتي تتقاطع مصالحها في المنطقة مع مصالح إسرائيل ويقال” إذا ظهر السبب ، بطل العجب ”

أسئلة وأخرى سيجد العالم لها الإجابات الصحيحة. وسيعرف الجميع ، كيف ومن خطط ، ومن تآمر ، ومن تخادل ، ومن استفاد ، ومن باع الوهم للفلسطينيين…

وحكيم من قال “مائة تخميمة وتخميمة ولا ضربة بالمقص ”

   هاذي فهامتي و هذا جهدي

عيد الشغل وواقع اليد العاملة اليوم

بقلم : قديري سليمان

يعد فاتح ماي من كل سنة بمثابة عيد العمال، وهنا نسجل بالملموس خروج العديد من النقابات ببيانات من خلالها تطرح قضايا متعددة، وهي في حد ذاتها مرتبطة بهذه الشريحة الاجتماعية، علما أن هذه الحقوق اضحت في خبر كان ؟!
كما أن الغرض من طرحها هو التسوية، مع ربطها بحقوق اليد العاملة المهضومة، لتبقى الوزارة الوصية على القطاع مطالبة بمناقشة، ومراجعة هذه المطالب التي تطرحها بعض النقابات على الحكومة، والوزاراة معا
وبالتالي : عندما نسمع بعيد العمال، يتبادر إلى الأذهان وكأننا نحتفل بأشياء جميلة تحققت داخل دار لقمان،رغم أن هذه الدار لاتزال على حالها.؟!
واذا تصفحنا البعض من هذه الحقوق، فإننا نسجل واقع الأجور الهزيلة كقضية تستدعي المعالجة ، مقارنة مع الإرتفاع المرتبط بالمواد الاستهلاكية، وبالتالي تبقى المقاربة غائبة كليا، إنه الصراع من اجل العيش”
ولا نعيش لنأكل، بل نأكل لنعيش ”
هذه هي حقيقة الأمر المعاش بين العامل، بصفته المتضرر بغياب الحقوق التي يناضل من اجلها، وذلك لشيء واحد هو البقاء فقط، لأنه صار مهددا بالموت، والناجم عن عدم قدرته على اقتناء ضروريات الحياة، في زمن الإرتفاع الصاروخي للمواد الاستهلاكية ؟؟
إن الأجور الهزيلة، وغياب المقاربة بين الحد الأدنى للأجور الذي ينعم به العامل البوم، مقارنة مع واقعه المعيشي يسجل فراغا كبيرا، بات يهدد سلامة مجموعة كبيرة ، من مهظومي الحقوق داخل العديد من المؤسسات الخصوصية ببلادنا.

المعلمة الثقافية :سينما النهضة بين الاهمال والنسيان

عابدين.طانطان

إطلالة وتوجيه لانريد البكاء على الاطلال بقدر ما نبحث عن حلول
1983/2021 المعلمة الثقافية سينما النهضة لازالت على حالها اكبر و احسن قاعة سينمائية بالمملكة (سينما النهضة) تلك المعلمة التي يرجع الفضل لبنائها و تجهيزها باحدث المعدات و اجود الافلام السنمائية و الوثائقية للمرحوم نبيه لحسن (رحمه الله )سليل الامجاد والبطولات الذي ساهم بشكل كبير في نشر الثقافة و فتح نافدة مهمة للساكنة بجميع اطيافها لاكتشاف العالم الاخر
فقد كان فعلا رمزًا و شخصية من الطراز النادر، فمشروع من هذا الحجم و بهذه التكاليف لو استغل في اي مجال اخر في تلك الفترة لكانت عائداته بملايير الدولارات
ذاكرة مدينة الطنطان تستحق منا نحن ابنائها ان نراجع انفسنا و ان نحدوا حدوى المرحوم نبيل لحسن وعائلته
و نقدم لها ما تستحقه من مبادرات تنموية تنمي الفكر وبناء الانسان وليس الحجر وجمع المال العام
اليوم بات من المؤكد الانخراط في عملية استرجاع ذاكرة الامجاد التي خلت بإنخراطنا في ايجاد السبل الكفيلة لتسطع نور الشمس على قاعة سينما النهضة وهنا أذكر لا للحصر :
عائلة واقارب واصدقاء المرحوم صانع الامجاد نبيه لحسن
عمالة إقليم طانطان
المجلس الاقليمي طانطان
المجلس الجماعي طانطان
مجالس الجماعات الترابية والقروية
برلماني الامة
المندوبية الجهوية للثقافة
مؤسسة اموكار
القطب الجمعوي
جمعية لأجل الطنطان
طانطان مبادرات
الذاكرة الرياضية طانطان
أبناء طانطان بربوع المملكة وبديار المهجر
الأدباء والشعراء والمثقفين والمفكريين والكتاب والموسقيين والمسرحيين والفنانين والمنشطين والمبدعين والاساتذة والدكاترة وصناع القرار وأصحاب المناصب العليا
اعلام محلي جهوي ووطني
اليوم الكل مطالب نساء ورجال بكل أعمارهم للوقوف لحظة تأمل بهذه المعلمة والترافع لاجلها التي سترى النور بالسواعد ارحموا طانطان….

نقص سيارات الإسعاف يهدد حياة المواطنين: نداء للتدخل الفوري

فيصل باغا

في منطقة بوسكورة، يواجه المواطنون مشكلة خطيرة تتمثل في غياب سيارات الإسعاف، مما يضع حياتهم في خطر.

وبعد فترة طويلة من التجاهل والإهمال، وجد المواطنون أنفسهم يواجهون مأزقاً لا يحمل إلا المجهول.

ويرجع سبب هذا الوضع إلى تقاعس المسؤولين عن تلبية احتياجات المواطنين.

وتتزايد المخاوف بسبب عدم وجود سيارات الإسعاف وتأخر وصولها في الوقت المناسب، بسبب بعد المسافة و الطرق الغير معبدة والضيقة جدا.

حتى سيارة الإسعاف التابعة للمجلس الجماعي لبوسكورة لا تفي بالغرض نظراً لكثرة احتياجات السكان وندرة الوسائل.

لذا،دعت الساكنة الجهات المعنية إلى التدخل الفوري لحل هذه الأزمة وتوفير سيارات إسعاف إضافية لتلبية احتياجات المواطنين وضمان سلامتهم وحمايتهم في حالات الطوارئ.

معاناة سكان أولاد بن عمر الدحامنة بوسكورة: وعود فارغة وتجاهل مستمر

فيصل باغا

معاناة سكان أولاد بن عمر الدحامنة بوسكورة متواصلة، حيث لا يزالون يعانون من نقص حاد في توفير الكهرباء، رغم وعود متكررة من الجهات المسؤولة.

بينما يلتزم سكان الدحامنة بالواجبات المواطنية، يظلون يواجهون التجاهل والحرمان من الخدمات الأساسية، مما يثير استياءً واستنكارًا شديدين.

وتناشد السكان الجهات المسؤولة بضرورة التدخل العاجل لتوفير الكهرباء للمنطقة، والتخلص من معاناتهم الطويلة والمؤلمة.

و ينبغي على الجهات المحلية والمسؤولين تحمل مسؤولياتهم تجاه السكان وتقديم الحلول الفعّالة والمستدامة لهذه المشكلة العاجلة.

و تتساءل الساكنة عن عدالة توزيع الخدمات، وعن سبب تفضيل الدواوير المجاورة على حسابهم، مما يشعل موجة جديدة من الاستياء والغضب.

و مع وعود فارغة وتجاهل مستمر، يبقى السؤال المحوري حول مصير سكان أولاد بن عمر الدحامنة، ومتى ستنتهي معاناتهم ويحصلون على حقوقهم الأساسية بشكل عادل ومنصف.

فساد وتقاعس: تحديات ملحقة إدارية أرمل الهلال تتفاقم

فيصل باغا

الملحقة الإدارية أرمل الهلال تشهد تفاقمًا مثيرًا للقلق بسبب  انتشار  الفساد الإداري والتقاعس في  تطبيق القانون، حيث يبدو أن بعض الأعوان الذين خولت لهم السلطة هذه الصلاحية يشاركون في عمليات البناء العشوائي لمصلحتهم الشخصية دون مراعاة للمعايير والضوابط القانونية.

رغم تكرار خطابات صاحب الجلالة حول ضرورة محاربة هذه الظاهرة، إلا أن الإجراءات الفعالة تبدو مفقودة، مما يثير استياء المواطنين ويزيد من انعدام الثقة في السلطات المحلية.

ما يزيد القلق هو استمرار بعض الأعوان ذوي السمعة السيئة في مناصبهم دون تغيير، على الرغم من معرفة الجميع بتورطهم في الفساد والتقاعس عن الواجبات الرسمية.

إن محاسبة المخالفين وتطبيق العقوبات اللازمة لهم أمر ضروري لإعادة الثقة في السلطات المحلية وضمان تنفيذ القانون بشكل عادل ومتساوٍ. وعلى الجهات المعنية، بما في ذلك وزارة الداخلية، أن تتخذ إجراءات جادة لمعالجة هذه الظاهرة وضمان حماية حقوق المواطنين ومكافحة الفساد بكل حزم وشفافية.

إن عدم اتخاذ الإجراءات المناسبة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع وزيادة الاستياء العام، لذا فإن الوقت قد حان للتحرك بقوة وحزم لمعالجة هذه الأزمة قبل فوات الأوان.

محطات تاريخية لمؤتمرات حزب الاستقلال بين استعراض القوة الشخصية وضرورة التفكير الاستراتيجي

حسيك يوسف

ظاهرة “الفيدورات” التي طبعت المشهد السياسي في المؤتمر الوطني الثامن عشر لحزب الاستقلال. بدلاً من تقديم رؤى سياسية وأفكار مبتكرة، تحول المؤتمر إلى منصة لاستعراض القوة الشخصية والحراسة الشخصية.

نستعرض هنا  بعض المحطات الخالدة للحزب و مقارنتها بالمؤتمر 18:

1. تأسيس الحزب (1944): يُعتبر تأسيس حزب الاستقلال في العام 1944 خطوة هامة في تاريخ المغرب، حيث جمع الحزب مجموعة متنوعة من النخب المغربية والمناضلين من أجل الاستقلال.

2. مؤتمر المهدية (1959): تمثل مؤتمر المهدية نقطة تحول في مسار الحركة الوطنية المغربية، حيث تم التأكيد فيه على رفض المغرب للتقسيم الإداري الذي فرضته الاحتلالات الفرنسية والإسبانية.

3. مؤتمر فاس (1974): شهد مؤتمر فاس إعلان حزب الاستقلال استراتيجيته لتحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي، بما في ذلك إقرار الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

4. مؤتمر الرباط (1996): تمحورت نقاشات مؤتمر الرباط حول مسائل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأُعلن عن التزام الحزب بتعزيز الحريات الفردية وتعزيز دور المرأة في المجتمع.

5. مؤتمر الدار البيضاء (2012): شهد مؤتمر الدار البيضاء إطلاق استراتيجية جديدة للحزب تتناسب مع التحولات السياسية العالمية والإقليمية.

الوضع الحالي (2024):

في ظل الصراعات القبلية واستعراض العضلات، يجد حزب الاستقلال نفسه متقاطعًا مع تحديات جديدة تهدد وحدته واستقراره. يتعين على الحزب اليوم تجاوز الانقسامات الداخلية والتركيز على تحقيق أهدافه السياسية الأصيلة بدلاً من الانشغال بالصراعات القبلية والاستعراضات العقيمة.

من الضروري أن يتمسك الحزب بقيمه الأساسية للديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وأن يسعى جاهدًا لتحقيق التوافق والتضامن بين أفراده بدلاً من التفرقة والانقسام. يتعين عليه أيضًا العمل على إيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها المجتمع المغربي، والعمل على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.

تعد ظاهرة “الفيدورات” واستعراض العضلات في المؤتمرات السياسية غير صحية لعدة أسباب:

1. تشتيت الانتباه: يُلهي هذا النوع من الاستعراضات الشخصية الانتباه عن المواضيع والقضايا السياسية الجوهرية التي ينبغي مناقشتها في المؤتمرات الحزبية.

2. تقويض الصورة السياسية: يمكن أن يؤدي التركيز الزائد على العضلات والشخصية إلى تقويض صورة الحزب وتقليل مصداقيته أمام الناخبين.

3. تفاقم الانقسامات الداخلية: قد يؤدي التركيز على الشخصيات القوية واستعراض العضلات إلى تعزيز الانقسامات الداخلية داخل الحزب، مما يقلل من فعالية عمله السياسي.

4. تقليل التركيز على السياسات: يمكن أن يشغل هذا النوع من الاستعراضات الانتباه عن المناقشات السياسية الهامة حول السياسات والبرامج الحزبية.

لذا، يجب على الحزب أن يكون حذرًا ويتجنب هذه السلوكيات الغير صحية، ويعمل بدلاً من ذلك على تعزيز النقاش البناء وتركيز الانتباه على القضايا السياسية المهمة التي تهم المواطنين والمجتمع.