محطات تاريخية لمؤتمرات حزب الاستقلال بين استعراض القوة الشخصية وضرورة التفكير الاستراتيجي

أبريل27,2024
IMG 20240427 202148Oplus_131072

حسيك يوسف

ظاهرة “الفيدورات” التي طبعت المشهد السياسي في المؤتمر الوطني الثامن عشر لحزب الاستقلال. بدلاً من تقديم رؤى سياسية وأفكار مبتكرة، تحول المؤتمر إلى منصة لاستعراض القوة الشخصية والحراسة الشخصية.

نستعرض هنا  بعض المحطات الخالدة للحزب و مقارنتها بالمؤتمر 18:

1. تأسيس الحزب (1944): يُعتبر تأسيس حزب الاستقلال في العام 1944 خطوة هامة في تاريخ المغرب، حيث جمع الحزب مجموعة متنوعة من النخب المغربية والمناضلين من أجل الاستقلال.

2. مؤتمر المهدية (1959): تمثل مؤتمر المهدية نقطة تحول في مسار الحركة الوطنية المغربية، حيث تم التأكيد فيه على رفض المغرب للتقسيم الإداري الذي فرضته الاحتلالات الفرنسية والإسبانية.

3. مؤتمر فاس (1974): شهد مؤتمر فاس إعلان حزب الاستقلال استراتيجيته لتحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي، بما في ذلك إقرار الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

4. مؤتمر الرباط (1996): تمحورت نقاشات مؤتمر الرباط حول مسائل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأُعلن عن التزام الحزب بتعزيز الحريات الفردية وتعزيز دور المرأة في المجتمع.

5. مؤتمر الدار البيضاء (2012): شهد مؤتمر الدار البيضاء إطلاق استراتيجية جديدة للحزب تتناسب مع التحولات السياسية العالمية والإقليمية.

الوضع الحالي (2024):

في ظل الصراعات القبلية واستعراض العضلات، يجد حزب الاستقلال نفسه متقاطعًا مع تحديات جديدة تهدد وحدته واستقراره. يتعين على الحزب اليوم تجاوز الانقسامات الداخلية والتركيز على تحقيق أهدافه السياسية الأصيلة بدلاً من الانشغال بالصراعات القبلية والاستعراضات العقيمة.

من الضروري أن يتمسك الحزب بقيمه الأساسية للديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وأن يسعى جاهدًا لتحقيق التوافق والتضامن بين أفراده بدلاً من التفرقة والانقسام. يتعين عليه أيضًا العمل على إيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها المجتمع المغربي، والعمل على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.

تعد ظاهرة “الفيدورات” واستعراض العضلات في المؤتمرات السياسية غير صحية لعدة أسباب:

1. تشتيت الانتباه: يُلهي هذا النوع من الاستعراضات الشخصية الانتباه عن المواضيع والقضايا السياسية الجوهرية التي ينبغي مناقشتها في المؤتمرات الحزبية.

2. تقويض الصورة السياسية: يمكن أن يؤدي التركيز الزائد على العضلات والشخصية إلى تقويض صورة الحزب وتقليل مصداقيته أمام الناخبين.

3. تفاقم الانقسامات الداخلية: قد يؤدي التركيز على الشخصيات القوية واستعراض العضلات إلى تعزيز الانقسامات الداخلية داخل الحزب، مما يقلل من فعالية عمله السياسي.

4. تقليل التركيز على السياسات: يمكن أن يشغل هذا النوع من الاستعراضات الانتباه عن المناقشات السياسية الهامة حول السياسات والبرامج الحزبية.

لذا، يجب على الحزب أن يكون حذرًا ويتجنب هذه السلوكيات الغير صحية، ويعمل بدلاً من ذلك على تعزيز النقاش البناء وتركيز الانتباه على القضايا السياسية المهمة التي تهم المواطنين والمجتمع.

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *