في خطوة نادرة داخل المملكة، أطلق مواطنون سعوديون حملة تدعو إلى مقاطعة منتجات الألبان والمقاهي؛ احتجاجاً على الزيادة الحادة في أسعار السلع في السعودية، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 1 يونيو/حزيران 2022.
إذ إنه في مايو/أيار، تضاعفت أسعار الدجاج والبيض والزبادي والجبن والحليب في المملكة السعودية تقريباً، مما أثار رد فعل عنيفاً كبيراً ضد شركات الألبان.
ارتفاع الأسعار يُقلق السعوديين
وفقاً لجمعية حماية المستهلك السعودية، ارتفع سعر 80 منتجاً من أصل 89 في أبريل/نيسان، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
أضافت الجمعية في بيان لها، أن “الجمعية تؤمن بأن للمستهلك دوراً مهماً في الحد من ارتفاع الأسعار، ويمثل قوة يمكنها التحكم في ذلك عندما يجتمع المستهلكون”، داعيةً السعوديين إلى مقارنة الأسعار والبحث عن بدائل تلبي احتياجاتهم، قبل الشراء.
فيما نشر سعوديون على تويتر صوراً لمنتجات لم تُمَس، من إنتاج شركة المراعي، أكبر شركات الألبان بالمملكة، قابعةً في ثلاجة أحد المتاجر بعد إطلاق حملة المقاطعة.
كما قاموا بالتغريد على تويتر؛ من أجل مقاطعة شراء البيض لمدة شهر، قائلين: “دعوها تفقس”.
حيث استخدم السعوديون الهاشتاغات للتغريد عن مقاطعة “المراعي” و”مقاطعة البيض والدجاج” و”شركات الدجاج الجشعة”؛ من أجل “تأديبهم”. وزعم البعض أن مقاطعتهم “واجب وطني”.
إذ كانت شركة المراعي في السابق مستهدفةً من قبل حملة مقاطعة في عام 2021، بسبب زيادة سابقة في الأسعار.
كما غرد بعض السعوديين بأن زجاجة الحليب بسعة 1.85 لتر تكلف الآن 11 ريالاً (نحو 3 دولارات)، بينما في الكويت المجاورة ودول الخليج الأخرى، سيكلف المنتج نفسه أربعة ريالات.
بينما قاطع السعوديون المقاهي بسبب زيادة سعر فنجان القهوة، الذي يمكن أن يصل إلى 40 أو 50 ريالاً سعودياً (10-13 دولاراً)، في بلد تقل أعمار 75% من سكانه عن 30 عاماً.
هل تنجح حملات المقاطعة في السعودية؟
حققت حملات المقاطعة بعض النجاح بالمملكة السعودية في السنوات الأخيرة.
كتب أحد مستخدمي تويتر من دولة خليجية، يقول: “من أكثر الشعوب اللي حقيقة أشوفهم على يد واحدة في مقاطعة المنتجات الغالية حتى وإن كانت محلية، هم الشعب السعودي… وللأسف إحنا تنقصنا هذه الثقافة”.
وفق موقع “ميدل إيست آي”، يبلغ معدل التضخم في المملكة السعودية الآن 2.3%.
بينما أشارت وكالة Bloomberg الأمريكية إلى أن الهجوم الروسي على أوكرانيا أضر بالقطاع غير النفطي في المملكة، على الرغم من أن اقتصادها يتوسع بأسرع وتيرة له منذ أكثر من عقد.
فقد زادت تكاليف النقل بنسبة 4.6%، مما أدى إلى زيادة عامة بنسبة 4.3% في أسعار المواد الغذائية والمشروبات.
كما اضطرت الشركات السعودية غير النفطية إلى تخزين المخزونات؛ لتجنب الارتفاع الحاد في أسعار المواد، والناجم عن الهجوم الروسي الحالي على أوكرانيا.
مع ذلك، فإن قطاع النفط السعودي في ازدهار، مما أدى إلى أسرع نمو منذ أكثر من عقد.
إذ سجلت شركة أرامكو قفزة بنسبة 82% في أرباح الربع الأول، مدفوعة بارتفاع أسعار النفط العالمية، مما جعلها الشركة الأكثر قيمة في العالم. وارتفع صافي دخل أرامكو، البالغ 39.5 مليار دولار، من 21.7 مليار دولار مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، مدفوعاً بارتفاع أسعار النفط الخام.
Share this content:
إرسال التعليق