متابعة محمد نجاري
في مشهد غريب وعجيب بتجزئة العمران بالهراويين، وتحت ظل محطة النقل العمومي المخصصة إما للطاكسيات أو الحافلات، لا ندري فالمنظر لا يظهر سوى محطة لإنتظار المواطنين تحولت لزريبة حمير، إستغل أصحاب الحمير ظل هذه المحطة لتنعم حميرههم بظلها، و آستغلوا أعمدتها لربطها، في منطقة يغيب فيها ربط المسؤولية بالمحاسبة، تاركين المواطنين ينتظرون تحت حر الشمس ولهيبها في شهر رمضان الأبرك.
منظر بعيد جدا عن كل مظاهر الحضارة التي تحاول الدولة جاهدا إظهارها للعالم، وبعيدة عن جهود المملكة لنقل عقليات دور الصفيح التقليدية وساكنتها، إلى عقليات المدينة الجديدة والعمارة العصرية المتحضرة.
إن ما تعيشه منطقة العمران بالهراويين الجديدة لا يبتعد كثيرا عن ما تعيشه البوادي، فالطريق التي تطرقنا لموضوعها سابقا “نسبة إمتلاء حفر العمران مائة بالمائة” ولم يحرك معها المسؤولون ساكنا، رغم أن الموضوع كان مهما وقيما ويحمل في طياته دلائل وقرائن على سوئها وعبثها وضررها بالساكنة ومصالحها وممتلكاتها، ويأتي هذا المقال ليكون تتمة لسلسلة من المقالات التي أخذنا على عاتقنا التطرق إليها في ظل غياب مخاطب ومستمع لهموم ومشاكل الساكنة، والتي تم نقلها من دور صفيح الحي المحمدي، لفضاء آخر لا يفتقر لمظاهر “الكاريان” ليصبح بما يشهده من مشاكل “كاريان” آخر لكن بدور من إسمنت وليست من صفيح.
فهل سيأتي الدور على هذه المنطقة أيضا بأن تشهد زيارة للوالي الجديد الذي لم يعد المسؤولون بالبيضاء يحملون هما إلا له، للوقوف عن كثب لحجم العبث التي تعيشه المنطقة، أم أن الأمر فعلا يحتاج لثورة أخرى للمعارضة لحمل شعارات “إرحل” في وجه المسؤولين من الأغلبية بهذه الجماعة، بعد أن أزالوها من أمام مقر الجماعة في الشهور السابقة.
فهل ستبقى المحطة المخصصة للنقل العمومي للمواطنين في ملكية صاحب الحمير؟ أم أن من سيبقى في الإنتظار سوى الحمار؟ أم أن الأمور ستعود لطبيعة المسار؟ وإلى مقال آخر سنبقى جميعا في الإنتظار….