جسور الامل بالمحمدية… حملة نفسية مجانية في اليوم العالمي للصحة النفسية

فاطمة الحرك

في العاشر من أكتوبر واحتفالاً باليوم العالمي للصحة النفسية نظمت رابطة أخصائيي الصحة النفسية والعقلية حملة إنسانية مجانية بمدينة المحمدية، حملت في طياتها الكثير من الأمل والإصغاء والدعم النفسي

هذه الحملة لم تكن مجرد نشاط عابر بل كانت جسراً من الإنسانية امتد بين الأخصائيين النفسيين والمواطنين الذين توافدوا بكثرة بحثاً عن راحة وعن كلمة تفهمهم أو حتى عن لحظة دفء في عالم يمضي بسرعة ولا يُنصت بما يكفي

عرفت الحملة إقبالاً ملحوظاً من فئات متنوعة من الساكنة، من شبابٍ يبحث عن التوازن في مساره الدراسي والمهني، إلى أمهاتٍ يحملن أعباء الحياة بصمت مروراً بكبار السن الذين وجدوا في جلسات الإصغاء فرصة لاسترجاع أنفاسهم والتعبير عن مشاعر طال احتباسها.

كانت الأجواء إنسانية بامتياز يسودها الاحترام والتعاطف والوعي الجماعي بأهمية الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من الكرامة الإنسانية فالصحة النفسية ليست رفاهية، بل هي حقٌّ أساسي وركيزة لكل من يسعى لحياة متوازنة وسعيدة.

وقد أكد الأخصائيون المنخرطون في الحملة على أن مثل هذه المبادرات ليست فقط لتقديم الدعم النفسي بل أيضاً لتكسير حاجز الصمت والخوف من الوصم الذي ما زال يرافق الحديث عن الاضطرابات النفسية في مجتمعاتنا.

إن هذه المبادرة كانت بمثابة نداء للقلوب قبل العقول، ورسالة تقول لسنا وحدنا في معاركنا الداخلية وإن الإصغاء قد يكون أول خطوة نحو الشفاء.

تحية تقدير لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذه الحملة، ولكل من آمن بأن الإنسان بحاجة إلى أن يُرى ويُسمع ويُفهَم قبل أن يُعالَج

عن رابطة أخصائيي الصحة النفسية والعقلية

تُعد رابطة أخصائيي الصحة النفسية والعقلية قوة ميدانية وإنسانية تعمل بروح الفريق لخدمة الفرد والمجتمع، هدفها نشر الوعي النفسي وترسيخ ثقافة الرعاية النفسية في كل بيت. تؤمن الرابطة بأن الصحة النفسية هي أساس التنمية البشرية وأن الوقاية والدعم والإصغاء هي مفاتيح بناء مجتمع متوازن وسليم.

من خلال برامجها وحملاتها ولقاءاتها الميدانية، تضع الرابطة الإنسان في صُلب اهتمامها، وتعمل على تقريب الخدمات النفسية من الجميع، في المدن كما في القرى دون تمييز أو مقابل، إيماناً منها بأن العلاج النفسي رسالة قبل أن يكون مهنة، وإنسانية قبل أن يكون تخصصاً.

كلمة شكر وتقدير

كل الشكر والتقدير للأطباء والأخصائيين النفسانيين، ولكل العاملين بالمركز الصحي بالمحمدية على تعاونهم، إنسانيتهم، وحضورهم الميداني الفعّال. لقد شكلوا جميعاً نموذجاً راقياً في روح الفريق والعمل الإنساني، وأسهموا في إنجاح هذه المبادرة التي أعادت الثقة والأمل في نفوس الكثيرين.

شكراً لكل من منح من وقته وجهده ليقول للآخرين نحن هنا .

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)