Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة حوادث

اختناق 170 عاملة في معمل “كابلاج” بالقنيطرة بسبب تسرب غاز.. حالات متفاوتة وتجمهر للعائلات أمام المستشفى

مع الحدث/ القنيطرة 

 

في حادث مروع، تعرضت حوالي 170 عاملة داخل وحدة صناعية لصناعة الكابلاج بمدينة القنيطرة، اليوم أمس، لحالات اختناق جماعي إثر تسرب غاز غامض داخل المعمل، ما استدعى تدخلاً عاجلاً للسلطات الصحية والأمنية.

وحسب مصادر محلية، فإن الحادث وقع في الساعات الأولى من العمل داخل الوحدة الصناعية الواقعة بالمنطقة الصناعية ، حيث بدأت العاملات يشعرن بضيق في التنفس ودوار، قبل أن تنتشر حالات الإغماء بشكل سريع، مما أحدث حالة هلع داخل الورش.

تم نقل المصابات على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي بالقنيطرة، حيث لا تزال الطواقم الطبية تسابق الزمن لتقديم الإسعافات، وقد وصفت حالات بعض العاملات بـ”الحرجة”، في حين استقرت حالة أخريات بعد تلقي الإسعافات الأولية.

الحادث خلف موجة من الغضب والاستياء في صفوف عائلات العاملات، حيث تجمهر العشرات منهم أمام المستشفى مطالبين بالكشف عن حقيقة ما وقع وضمان سلامة بناتهم داخل أماكن العمل.

من جانبها، فتحت السلطات الأمنية تحقيقًا عاجلًا لتحديد أسباب الحادث، وسط ترجيحات بكون تسرب مادة كيميائية مستعملة في الإنتاج وراء الواقعة.

جدير بالذكر أن هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة النقاش حول شروط السلامة داخل المعامل الصناعية، وضرورة فرض مراقبة صارمة لضمان احترام شروط الصحة والسلامة المهنية

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات مجتمع

أشتوكة ايت باها: فيدرالية جمعيات ذوي الإحتياجات الخاصة تنظم حفلا نسائيا كبيرا

مع الحدث/ أشتوكة أيت باها

المتابعة ✍️: فؤاد الطاهري

بمناسبة عيد المرأة و اليوم الوطني للاشخاص في وضعية إعاقة ، نظمت فيدرالية جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة اشتوكة ايت باها ، فرع سيدي بيبي بشراكة مع جمعية النخبة و بتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني بسيدي بيبي ، حفلا كبيرا لفائدة 450 إمرأة.

تخلل الحفل عدة فقرات فنية و كذا توزيع الهدايا على بعض  المكرمات .

 

إختتم النشاط بحفل شاي للدعوات

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات سياسة

“بوسكورة على أبواب نهاية الانتخابات… والتنمية المستدامة لا تزال حلماً بعيد المنال”

مع الحدث/ بوسكورة 

المتابعة ✍️: فيصل باغا

 

مع اقتراب نهاية فترة الانتخابات المحلية، يعود السؤال الأهم ليطرح نفسه بقوة في أذهان ساكنة بوسكورة: أين هي التنمية المستدامة التي وُعدنا بها؟ فالوعود التي أطلقها رئيس المجلس الجماعي طيلة ثلاث ولايات متتالية لا تزال حبراً على ورق، فيما تزداد معاناة المواطنين أمام واقع يفتقر لأبسط مقومات التقدم والعيش الكريم.

منذ أكثر من عقد، يتربع نفس الشخص على كرسي رئاسة المجلس، وسط وعود متكررة بإصلاح البنية التحتية، توفير المرافق العمومية، تحسين النقل، وتوفير فرص الشغل للشباب. لكن الواقع في بوسكورة يعكس صورة مغايرة تماماً: طرق متدهورة، نقص في الإنارة، ضعف الخدمات الصحية والتعليمية، وانعدام برامج واضحة للتنمية البيئية والاجتماعية.

يتحدث الجميع عن التنمية المستدامة، لكن دون خطوات ملموسة على الأرض. لا مشاريع بيئية حقيقية، ولا استثمار فعلي في الطاقات المتجددة أو تحسين جودة الحياة للسكان. الأحياء الهامشية لا تزال تعاني من الإقصاء، والمراكز الحضرية تعيش تحت ضغط التوسع العمراني غير المنظم دون بنية تحتية مرافقة.

يشعر العديد من المواطنين في بوسكورة بخيبة أمل كبيرة، خصوصًا الشباب الذين يرون فرصهم تتلاشى في ظل غياب رؤية حقيقية للنهوض بالمنطقة. وفي ظل تكرار نفس الوعود الانتخابية، أصبح جزء كبير من السكان يرى في الخطاب السياسي مجرد وسيلة للوصول إلى السلطة، لا لتحقيق مطالبهم الأساسية.

الساكنة اليوم لا تطالب بالمستحيل، بل تطالب بتنفيذ أبسط الوعود: طرق صالحة، مستشفى لائق، مدارس محترمة، فرص عمل، بيئة نظيفة، ومشاريع تخلق الأمل في المستقبل. هذه المطالب ليست ترفاً، بل حقاً مشروعاً.

مع نهاية فترة الانتخابات، يأمل المواطنون أن تُفتح صفحة جديدة عنوانها الصدق والشفافية والعمل الفعلي على أرض الواقع. بوسكورة تستحق تنمية حقيقية لا شعارات انتخابية، وتستحق مسؤولين يحملون همّ المواطن، لا كرسي المسؤولية فقط.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة حوادث متفرقات

“ضعف الإنارة العامة في منطقة أولاد بن عمر دحامنه بوليكوما ببوسكورة نداء عاجل للجهات المسؤولة”

مع الحدث/ بوسكورة

المتابعة ✍️: فيصل باغا

تعاني منطقة أولاد بن عمر دحامنه بوليكوما ببوسكورة من مشكلة كبيرة تتمثل في ضعف الإنارة العامة التي تؤثر سلبًا على حياة السكان وتزيد من معاناتهم، خاصة في فترة الليل. يشكو الكثير من المواطنين من تدهور الوضع الذي يهدد سلامتهم الشخصية ويحد من قدرتهم على القيام بأنشطتهم اليومية بكل أمان وراحة.

تعتبر الإنارة العامة من أهم عوامل ضمان الأمان في الأحياء السكنية، ولكن في منطقة أولاد بن عمر دحامنه بوليكوما، أصبحت الإضاءة ضعيفة جدًا أو غائبة تمامًا في بعض الشوارع. هذا الوضع يخلق بيئة غير آمنة، حيث يصبح التنقل ليلاً محفوفًا بالمخاطر، ويزيد من احتمالية وقوع حوادث السرقة والاعتداءات.

مع تفاقم المشكلة، بات من الضروري أن تتدخل الجهات المعنية بشكل عاجل لإيجاد حلول جذرية لهذا الوضع. فمن غير المقبول أن تبقى المنطقة بهذا الوضع المزري في ظل وعود سابقة لم يتم الوفاء بها. يحتاج المواطنون إلى تحسين الوضع بشكل ملموس عبر صيانة الأعمدة الكهربائية، تركيب أضواء جديدة، وضمان توفير إنارة قوية ومستدامة في جميع الأرجاء.

إن تحسين الإنارة العامة في أولاد بن عمر دحامنه بوليكوما لا يعد مطلبًا فحسب، بل هو حق أساسي للمواطنين. فالبنية التحتية الجيدة توفر بيئة آمنة وصحية، مما يساهم في تحسين جودة الحياة اليومية للمواطنين. نداءنا اليوم موجه إلى المسؤولين من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أن تصبح الإنارة العامة في هذه المنطقة ملائمة للاحتياجات الفعلية للسكان.

إن تأمين الإنارة العامة المناسبة في منطقة أولاد بن عمر دحامنه بوليكوما هو جزء من مسؤولية السلطات المحلية لتوفير حياة كريمة وآمنة للسكان. نحن على أمل أن يتم الاستجابة لهذا النداء في أقرب وقت ممكن، وأن نشهد تحسنًا ملموسًا يعكس التزام المسؤولين تجاه المواطنين.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي إقتصاد الواجهة متفرقات

“مقاولو العقارات في بوسكورة: المدينة تحت سيطرتهم والمرافق والبنية التحتية مفقودة”

مع الحدث/ النواصر

المتابعة ✍️: فيصل باغا

 

 

في مدينة بوسكورة، يسيطر عدد من المقاولين العقاريين على المشاريع التنموية ويعتبرون المدينة ملكاً لهم، في ظل تزايد المشاريع السكنية التي يتم تنفيذها دون مراعاة للضوابط والاشتراطات المنصوص عليها في دفتر التحملات. فبدلاً من أن تكون المدينة بيئة حيوية تتسم بالتوازن بين التوسع العمراني وتوفير المرافق العامة والبنية التحتية، نجد أن هذه المشاريع تفتقر بشكل واضح إلى مرافق عمومية ضرورية، ما يجعل من المدينة مكانًا يعاني من نقص كبير في الخدمات.

 

 

 

يستمر العديد من المقاولين في مدينة بوسكورة في تنفيذ مشاريع ضخمة دون مراقبة صارمة من الجهات المعنية، ودون مراعاة لمتطلبات التخطيط العمراني السليم. ما يحدث اليوم أن المدينة تتحول إلى مجمعات سكنية مغلقة، تفتقر إلى أبسط احتياجات السكان من مرافق صحية، مدارس، ومناطق ترفيهية. هذه المشاريع تُنفذ على حساب المواطنين الذين يظلون محرومين من بيئة عيش متكاملة.

 

 

 

العديد من المقاولين في بوسكورة يحصلون على تراخيص لبناء مشاريع سكنية بشكل يبدو غير منطقي، خاصة وأنها تأتي دون الالتزام بشروط دفتر التحملات الذي ينظم كيفية تنفيذ هذه المشاريع بشكل يحترم المصلحة العامة. وعلى الرغم من هذه الانتهاكات الواضحة، إلا أن بعض المشاريع تُنفذ دون أي محاسبة أو رقابة حقيقية من قبل الجهات المسؤولة.

 

 

 

إذا نظرنا إلى الكثير من المشاريع السكنية في بوسكورة، نجد أنها تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لتوفير الحياة الكريمة للسكان. الطرقات غير صالحة، والمرافق العمومية غائبة، ولا توجد مرافق اجتماعية أو ثقافية تسهم في تحسين نوعية الحياة للمواطنين. هذه المشاريع، التي ينفذها المقاولون العقاريون بشكل متسارع، تُترك دون اكتراث لاحتياجات السكان، ما يجعل الوضع أكثر تعقيداً.

 

 

 

 

 

 

إزاء هذا الوضع المتفاقم، يوجه المواطنون والمجتمع المدني نداء إلى السيد عامل إقليم النواصر بضرورة فتح تحقيق عاجل في المشاريع العقارية التي تُنفذ في مدينة بوسكورة. يجب الوقوف على حقيقة ما يجري من تجاوزات وعدم احترام للقوانين، والعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف المشاريع المخالفة وضمان أن يتم تنفيذ المشاريع القادمة وفقًا للمعايير القانونية التي تضمن توفير حياة كريمة وآمنة للمواطنين.

 

 

 

مدينة بوسكورة تستحق أكثر من كونها مجرد مشروع عقاري ضخم بلا مرافق. يجب أن يكون هناك توازن بين التوسع العمراني وتوفير الخدمات والمرافق العامة اللازمة. إننا نأمل أن تتدخل السلطات المختصة لوقف هذا الفوضى وتوجيه بوصلة التنمية نحو تحقيق مصلحة المواطن أولاً وأخيرًا.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات

كارثة بيئية تهدد غابة تالكجونت بإقليم تارودانت بسبب رمي نفايات زلزال 8 شتنبر

مع الحدث/ تارودانت

المتابعة ✍️ : فيصل باغا

تعيش غابة تالكجونت، الواقعة في تراب جماعة تالكجونت بإقليم تارودانت، على وقع كارثة بيئية حقيقية، نتيجة استمرار الجماعة المحلية في رمي بقايا نفايات وأتربة زلزال 8 شتنبر 2023 وسط المجال الغابوي، في تجاهل تام لما تمثله هذه الغابة من أهمية بيئية وثراء طبيعي، وكذا في خرق صارخ للقوانين المنظمة لحماية البيئة.

وتشير مصادر محلية إلى أن السلطات الجماعية تجاهلت نداءات المجتمع المدني والساكنة، التي دعت إلى وقف هذا التعدي الخطير على البيئة، مطالبة بإيجاد حلول بديلة للتخلص من مخلفات الهدم دون الإضرار بالمجال الطبيعي.

الغابة، التي تُعدّ رئةً طبيعية للمنطقة ومتنفسًا سياحيًا وسكانيًا، أصبحت اليوم مهددة بالتدهور، بسبب الأتربة والنفايات المتراكمة، ما يُنذر باندثار الغطاء النباتي، وتلويث التربة، وتأثيرات سلبية محتملة على التنوع البيولوجي.

وفي هذا السياق، يطالب عدد من الفاعلين الجمعويين والبيئيين بـتدخل عاجل لعامل إقليم تارودانت من أجل وقف هذه الممارسات، وفتح تحقيق شفاف حول أسباب استمرار هذا الوضع رغم التنبيهات، وتفعيل القوانين المؤطرة لحماية البيئة.

ويبقى السؤال المطروح: إلى متى ستستمر هذه التجاوزات دون محاسبة؟ وهل ستتحرك الجهات المسؤولة قبل أن تضيع غابة تالكجونت إلى الأبد؟

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

مداخل تنزيل مبادرة الحكم الذاتي المغربية بالصحراء (الجزء الأول)  المدخل الأممي: المرجعية القانونية، الآلية الراعية، وتحديات الوساطة في بيئة متوترة

مع الحدث

المتابعة ✍️ : الدكتور مولاي بوبكر حمداني
رئيس مركز التفكير الإستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية

عرف ملف الصحراء، أحد أطول النزاعات الإقليمية في فترة ما بعد الاستعمار، في الشهور القليلة الأخيرة ديناميكية متسارعة على الصعيدين الدبلوماسي والأممي، ألقت بظلالها على مسار البحث عن حل سياسي دائم ومقبول من الأطراف، وقد أبرز المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي، ملامح هذا السياق المتغير، مشيراً إلى تطورين ثنائيين بارزين: المحادثات المغربية-الأمريكية رفيعة المستوى في واشنطن، والاتصالات الفرنسية-الجزائرية في الجزائر.

ومن الثابت أنه ورغم أن هذين التحركين، الصادرين عن دولتين فاعلتين ودائمتي العضوية في مجلس الأمن، يعكسان “اهتماماً متجدداً بالفرص والمخاطر” في المنطقة، إلا أنه في نفس الوقت لا ينفي وجود قلق أممي إزاء استمرار بل وتفاقم التوتر في العلاقات بين المغرب والجزائر والتي اعتبر دي ميستورا تحسنها “شرطاً أساسياً لتفادي مخاطر اندلاع نزاع إقليمي” سيكون ذا تداعيات وخيمة على الاستقرار الإقليمي وعلى البيئة التي تسعى فيها الأمم المتحدة لتيسير الحل السياسي.

وفي قلب هذه الديناميكية، برزت ثلاث رسائل مركزية نقلها المبعوث الأممي عن الإدارة الأمريكية، والتي لربما تحدد لنا بعض ملامح مقاربة واشنطن للملف بل وتعكس توجهات دولية أوسع، أولى هذه الرسائل هو ضرورة أن يكون أي نظام الحكم الذاتي المقترح “حقيقياً” (Genuine)، مما يستدعي، وفقاً لدي ميستورا، الحاجة الى جهود مغربية لتقديم “توضيحات أكثر تفصيلاً” للآليات العملية للمبادرة المغربية للحكم الذاتي وصلاحياتها الملموسة، وثانياً التأكيد على مبدأ “الحل المقبول من الطرفين” (Mutually Acceptable Solution)، مع الإشارة إلى أن تحقيقه يتطلب “مفاوضات فعلية” يجب أن تشمل “في الوقت المناسب، شكلاً موثوقاً من أشكال تقرير المصير”، وهي صياغة تفتح نقاشاً حول كيفية ممارسة هذا الحق ضمن إطار الحكم الذاتي المتفاوض عليه، وثالثاً وأخيرا إعلان الإدارة الأمريكية عن عزمها “الانخراط مباشرة في تسهيل التوصل إلى حل متفق عليه”، وهو ما قد يمثل قوة دفع جديدة للمسار الأممي، خاصة مع تزامن ذلك مع الذكرى الخمسين عام 2025، لإدراج القضية في المسار الأممي مما يضفي “إحساساً بالإلحاح” دائما وفق تعبير المبعوث الاممي.

في مستهل هذا التحليل وضمن هذا المشهد الدولي والإقليمي المعقد، تظل “المبادرة المغربية للتفاوض بشأن نظام حكم ذاتي لجهة الصحراء”، المقدمة رسمياً سنة 2007، الخيار السياسي الأكثر بروزاً وجدية على طاولة المفاوضات، حيث حظيت باعتراف متكرر من مجلس الأمن بوصفها أساساً “جاداً وذا مصداقية” للتوصل إلى حل، لكون هذه المبادرة تستند إلى فهم معاصر لمفهوم “الحكم الذاتي” والذي تطور بشكل كبير في القانون الدولي والممارسة السياسية.

ولا مراء في أنه بعد ما ارتبط تاريخياً بحقبة تصفية الاستعمار وتحقيق “تقرير المصير الخارجي” (External Self-determination) غالباً عبر الاستقلال، أصبح الحكم الذاتي يُنظر إليه بشكل متزايد كآلية لتجسيد “تقرير المصير الداخلي” (Internal Self-determination)، أي حق مجموعة سكانية معينة ضمن دولة قائمة في تدبير شؤونها الخاصة والحفاظ على خصوصيتها الثقافية، مع الحفاظ على وحدة الدولة وسيادتها، الشيء الذي جعله يمثل حلاً عملياً للمعضلة التي تواجه العديد من الدول في التوفيق بين ضرورات الوحدة الوطنية وتطلعات الديمقراطية والحكم المحلي.

تأسيساً على ما سبق فإن الانتقال من الإطار النظري لهذه المبادرة الواعدة إلى واقع عملي على الأرض يتطلب تجاوز المقاربات الجزئية وتبني مسارات متكاملة، تستند إلى تفعيل متزامن ومنسق لمجموعة من المداخل الأساسية اللازمة لتنزيل المبادرة المغربية، خاصة منها القانونية والدستورية والسياسية والدبلوماسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وفي هذا الشأن تهدف هذه المعالجة إلى تقديم تحليل لهذه المداخل مع الأخذ بعين الاعتبار التطورات المفاهيمية والدبلوماسية الحديثة والتحديات العملية المصاحبة، وذلك بهدف استجلاء متطلبات بناء حل سياسي واقعي ودائم لنزاع الصحراء، حيث سنعمل من خلال هذا التحليل، على استكشاف وتفصيل هذه المداخل المتعددة والمتكاملة، باعتبارها الآليات الأساسية لتنزيل مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء في هذه الفترة التي تتزامن مع اقتراب الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء التي شكلت محطة مفصلية في مسار استكمال الوحدة الترابية للمملكة وحقبة جديدة في تاريخ الأقاليم الجنوبية.

المدخل الأممي:

المرجعية القانونية، الآلية الراعية، وتحديات الوساطة في بيئة متوترة

لا جدال في أن الإطار الأممي يعتبر بلا منازع حجر الزاوية والمرجعية القانونية والسياسية العليا للجهود الدولية الرامية إلى تسوية نزاع الصحراء، فمنذ إدراج القضية على جدول أعمالها، اضطلعت الأمم المتحدة، وبشكل خاص مجلس الأمن بموجب الفصلين السادس والسابع من الميثاق، بالمسؤولية الرئيسية عن حفظ السلم والأمن في المنطقة وتيسير التوصل إلى حل سياسي.

وبالعودة إلى قرارات مجلس الأمن المتعاقبة، لاسيما تلك الصادرة بعد تقديم المبادرة المغربية سنة 2007، نجدها قد شكلت الإطار المعياري الذي يوجه العملية السياسية بدءاً بالقرار 1754 (2007) وصولاً إلى القرار 2756 (2025)، كرس المجلس لغة محددة تؤكد على ضرورة التوصل إلى “حل اقعي وبراغماتي ودائم وقائم على التوافق “، داعياً الأطراف (المغرب، الجزائر، موريتانيا، وجبهة البوليساريو) إلى مواصلة المفاوضات تحت رعاية الأمين العام، برعاية مبعوثه الشخصي.

بيد إن الإشارة المتكررة والواضحة في هذه القرارات إلى المبادرة المغربية للحكم الذاتي بوصفها “جدية وذات مصداقية” (Serious and Credible) لا يمكن قراءتها إلا كتوجيه سياسي وقانوني ضمني من قبل الجهاز التنفيذي للأمم المتحدة، يحدد أساساً متيناً وواقعياً للمفاوضات، متجاوزاً بذلك المقاربات السابقة التي أثبتت عدم قابليتها للتطبيق، وعلى رأسها خطة الاستفتاء الكلاسيكية التي تعثرت بسبب استحالة تحديد الهيئة الناخبة، هذا الموقف الأممي المستقر يمنح المبادرة المغربية شرعية دولية معتبرة ويوجه مسار البحث عن حل.

في هذا السياق لطالما اضطلع المبعوث الشخصي للأمين العام بدور محوري كوسيط نزيه وميسر للحوار بين الأطراف، وهو دور يزداد تعقيداً في ظل البيئة الإقليمية المتوترة التي وصفها ستيفان دي ميستورا بـ”غياب أي تحسن في العلاقات المغربية-الجزائرية، بل على العكس فقد اعتبر هذا التوتر عائقاً أساسياً أمام التقدم السياسي، وتبقى إحاطات المبعوث الاممي الدورية لمجلس الأمن تشكل أداة هامة لتقييم الوضع، وتحديد العقبات واقتراح السبل للمضي قدماً، وفي هذا الصدد اشارت إحاطته الأخيرة إلى محاولة استثمار “الاهتمام المتجدد” للقوى الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا) في المنطقة، وتحويله إلى زخم إيجابي يدفع نحو “خفض التصعيد الإقليمي” و”إعادة تنشيط خارطة طريق نحو حل نزاع الصحراء”.

وبالتحول إلى الرسائل الأمريكية الثلاث التي نقلها الوسيط الاممي (الحكم الذاتي “الحقيقي”، الحل “المقبول من الطرفين” المتضمن لـ”شكل موثوق من تقرير المصير”، والانخراط الأمريكي “المباشر” في تيسير الحل) نجدها تحمل في طياتها إمكانات وفرص لكنها تتطلب أيضاً إدارة حكيمة لتجنب أي سوء فهم أو زيادة في الاستقطاب، فالتركيز على “حقيقية” الحكم الذاتي قد يدفع نحو تعميق النقاش حول تفاصيل الصلاحيات والضمانات، وهو أمر إيجابي إذا تم في إطار بناء، أما الإشارة إلى “شكل موثوق من تقرير المصير”، فيجب تأطيرها ضمن فهم القانون الدولي الذي لا يحصر تقرير المصير في الاستقلال فقط، بل يرى في الحكم الذاتي المقبول ديمقراطياً من الساكنة المعنية تجسيداً لهذا المبدأ في سياق “تقرير المصير الداخلي”، كما أن الانخراط الأمريكي المباشر يمكن أن يكون فعالاً إذا تم بالتنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة ودون تجاوز لدورها المركزي كراعٍ للعملية.

من ناحية أخرى على الصعيد العملياتي تستمر بعثة المينورسو التي أنشئت أصلاً لمراقبة وقف إطلاق النار وتنظيم استفتاء لم يتم، في لعب دور حيوي في مراقبة الوضع الميداني والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار النسبي، رغم التحديات الأمنية واللوجستية والمالية، وقد أكد كل من دي ميستورا ورئيس البعثة، ألكسندر إيفانكو، على أهمية استمرار دعم المجلس للبعثة، مشيرين إلى دورها المحتمل في “دعم المرحلة الأولى من أي حل متفق عليه”.

وتجدر الإشارة إلى إن تقييم إيفانكو للوضع العسكري، الذي يؤكد محدودية قدرة جبهة البوليساريو على تغيير الوضع الراهن عسكرياً ويشير في الان ذاته إلى “ضبط النفس” المغربي، يعزز الحجة القائلة بأن الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسياً، ويؤيد هذا التفسير ان استمرار نجاح المدخل الأممي رهين بتوفر الإرادة السياسية لدى جميع الأطراف الفاعلة، وقدرة المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، على ممارسة دبلوماسية فعالة تتجاوز لغة الإدانة أو التوصيف نحو بلورة آليات عملية لتشجيع التوافق، مع التأكيد المستمر على مركزية المبادرة المغربية كإطار واقعي ومتقدم لتحقيق حل يضمن الاستقرار الإقليمي ويستجيب لتطلعات السكان في إطار السيادة المغربية، والتي لن تتحقق الا بالتناغم بين جهود الوساطة الأممية والديناميكيات الدبلوماسية للقوى المؤثرة، وقدرتها مجتمعة على خلق بيئة مواتية لمفاوضات جوهرية بناءة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود سياسة متفرقات

سياسة الهجرة الجديدة تثير المخاوف بشأن مصير المهاجرين المغاربة والأفارقة في فرنسا

مع الحدث

المتابعة ✍️: لحبيب مسكر

 

أثارت الإشادة التي وجهها بريس أورتوفو، وزير الداخلية الفرنسي الأسبق، إلى برونو روتايو بسبب مقترحاته حول “سياسة جديدة للهجرة”، ردود فعل غاضبة من المعارضة، التي حذّرت من أن هذه التوجهات قد تُجهز على ما تبقى من حقوق آلاف المهاجرين، خصوصاً المنحدرين من دول المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء.

 

وترى أحزاب اليسار والجمعيات الحقوقية أن السياسات المقترحة، والتي توصف بأنها “صارمة وضيقة الأفق”، تستهدف فئات بعينها، وعلى رأسها الجاليتان المغربية والإفريقية، اللتان تعانيان أساساً من الهشاشة الاجتماعية والتمييز المؤسساتي.

 

وفي تصريح لإحدى نائبات حزب “فرنسا الأبية”، أكدت أن “الحديث عن تنظيم الهجرة لا يجب أن يكون ذريعة لتشديد الإجراءات ضد فئات دأبت على لعب أدوار مهمة في النسيج الاقتصادي والاجتماعي الفرنسي”، مشيرة إلى أن المغاربة والأفارقة غالباً ما يكونون أول المتضررين من مثل هذه السياسات، سواء تعلق الأمر بشروط الإقامة أو التجنيس أو فرص العمل.

 

وفي المقابل، ترى منظمات مثل “تحالف من أجل كرامة المهاجرين” أن السياسات الجديدة تسعى لتقنين التمييز وتكريس الهشاشة القانونية، داعية إلى “مقاربة إنسانية تراعي الحقوق الأساسية للمهاجرين بغض النظر عن أصلهم أو وضعهم القانوني”.

 

ويخشى مراقبون أن تتحول هذه التوجهات إلى قوانين تُشرّع الإقصاء، وتدفع نحو مزيد من التهميش، في وقت تعاني فيه الجالية المغاربية والإفريقية من تحديات يومية في مجالات السكن، التعليم، والاندماج المهني.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية أعمدة الرآي الواجهة

توقيف “بيدوفيلي’ بجماعة اهديل إقليم شيشاوة

مع الحدث

المتابعة ✍️: براهيم افندي

تمكنت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي يومه السبت 03 ماي الجاري، من توقيف شخص سبعيني من دوار القفافرة بجماعة اهديل إقليم شيشاوة يشتبه في تورطه في قضية تتعلق بالتغرير واستدراج طفل قاصر وهتك عرضه وتعريضه لاعتداءات جنسية متكررة.

وكانت دركية سيدي المختار قد فتحت بحثا قضائيا على خلفية شكاية تقدمت بها والدة الطفل القاصر البالغ من العمر 11 سنة، تتهم فيها شخصا تربص بولدها واستدرجه وعرضه لاعتداءات جنسية متكررة، اكتشفت آخرها عندما أخبرها طفل آخر بأن الشيخ السبعيني يصطحب ابنها بشكل متكرر إلى منزل مهجور.
وبعد الأبحاث والتحريات المنجزة في هذه القضية تم الانتقال إلى منزل المشتبه فيه عدة مرات لكنه تعمد الاختفاء عن رجال الدرك إلى أن تمكنوا من اقناعه بتقديم نفسه.

وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وكذا تحديد الخلفيات الحقيقية وراء ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.
وعلمت الجريدة من مصادر موثوقة ان قاضي التحقيق لدى المحكمة الإستئنافية بمراكش قرر بعد تقديم المتهم أمامه بايداعه المركب السجني بلوداية في انتظار محاكمته من أجل المنسوب إليه.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

5 ماي ذكرى ميلاد كارل ماركس… فيلسوف الثورة وصوت المقهورين

مع الحدث

المتابعة ✍️ : لحبيب مسكر

تحلّ اليوم الذكرى 207 لميلاد كارل ماركس (1818 – 1883)، الفيلسوف وعالم الاجتماع الألماني، الذي شكّل حجر الزاوية في الفكر النقدي الحديث، وأحد أبرز من تصدّوا لبنية الظلم والاستغلال في المجتمعات الرأسمالية. وعلى الرغم من مرور أكثر من قرن على وفاته، لا يزال فكر ماركس يثير الجدل ويغذي النقاشات حول العدالة الاجتماعية والتحرر الإنساني.

وُلد ماركس بمدينة ترير الألمانية في أسرة يهودية تحوّلت إلى البروتستانتية تفادياً للتمييز الديني. تأثر بوالده المحامي المستنير وبفلاسفة التنوير الأوروبي، وبدأ مبكراً في التعبير عن روح نقدية حادة تجاه المجتمع والسلطة.

بعد دراسته في جامعتي بون وبرلين، حيث تأثر بفكر هيجل، بدأ ماركس مسيرته كصحفي ناقد في جريدة “راينيش تسايتونج”، قبل أن ينقله المنفى إلى باريس، حيث انخرط في الفكر الاشتراكي، وهناك التقى برفيق دربه الفكري والسياسي فريدريك إنجلز.

في عام 1848، أصدر ماركس وإنجلز “بيان الحزب الشيوعي”، الذي افتتح بجملة أصبحت أيقونية: “شبحٌ يخيّم على أوروبا – شبح الشيوعية”، واختتم بالنداء التاريخي “يا عمال العالم، اتحدوا!”، واضعين بذلك الأسس النظرية لأول حركة أممية تدعو إلى تغيير النظام الطبقي القائم.

من أشهر ما قاله ماركس:
“الدين هو تنهيدة الإنسان المقهور، هو القلب لعالم لا قلب له. إنه أفيون الشعب.”
تحليل ماركس لم يكن موجهاً ضد الإيمان بذاته، بل ضد استعمال الدين كوسيلة لتهدئة معاناة الشعوب عوض العمل على تغيير الواقع. هذه الرؤية النقدية تفسّر ضمن سياق نقده للبنيات السياسية والاقتصادية التي تشرعن القمع باسم السماء.

تشريح الرأسمالية: “ركض لا ينتهي”

ماركس انتقد بشدة المنظومة الرأسمالية، واعتبر أنها تُدخل الإنسان في دوّامة “ركض متواصل” لا يُترك فيها المجال للراحة أو التأمل:
“الرأسمالية ستحوّل الحياة إلى عملية ركض متواصل، ينسحق فيها تحت الحشود من يتوقف ليلتقط أنفاسه.”
في كتابه الضخم “رأس المال”، فصّل كيف أن هذه المنظومة تقوم على استغلال الطبقة العاملة، من خلال ما أسماه بـ”القيمة الفائضة”، وتوقع أزمات بنيوية متكررة نتيجة هذا التناقض الجذري.

توفي ماركس في لندن عام 1883، ولم يكن يملك سوى القليل، لكنه ترك تراثاً نظرياً شكّل قاعدة للحركات الاشتراكية والثورية في القرن العشرين، من روسيا إلى أمريكا اللاتينية، مروراً بأفريقيا وآسيا.

في سياق عالمي يتسم بأزمات اقتصادية، واختلالات اجتماعية، وتفاوت طبقي متفاقم، يعود الكثير من المفكرين اليوم إلى ماركس، لا كأيقونة سياسية، بل كمفكر ناقد يملك أدوات تحليل ما زالت قادرة على قراءة تعقيدات الحاضر.

كارل ماركس لم يكن مجرد منظر أيديولوجي، بل مفكر حاول أن يُجيب على سؤال مركزي: كيف نمنح الإنسان كرامته؟
في ذكرى ميلاده، يتجدّد النقاش حول أفكاره، وتُطرح مجدداً عبارته الخالدة:
“لقد فسّر الفلاسفة العالم بطرق مختلفة، ولكن المهم هو تغييره.”