Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

الإنسان بين التسيير والتخيير: قراءة في فلسفة ألبير كامو

متابعة ليلى الصحراوي

يبقى السؤال الأزلي: هل الإنسان مخيَّر في مسار حياته أم مسيَّر بخطوط القدر؟ سؤال تفرّعت حوله مدارس الفكر والفلسفة، وحاول الكثيرون سبر أغواره دون الوصول إلى إجابة قاطعة. لكن تأملات الفيلسوف الفرنسي ألبير كامو تقدّم رؤية فريدة، تمزج بين التسيير والتخيير، من خلال مفهومه المحوري: “اللامعقول”.

يرى كامو أن الإنسان يعيش في عالم تحكمه الضرورات والمكتوب، أي القدر الذي يبدو في كثير من الأحيان غير مفهوم، بل صادماً للعقل. فحين تتكالب المصائب والأحداث على الفرد، يجد نفسه عاجزاً عن إدراك الحكمة من ورائها. وهنا ينشأ التناقض: رغبتنا في البحث عن المعنى، مقابل صمت الكون عن منحنا إجابة واضحة.

هذا الوضع وفق كامو يجسّد “التسيير”: فالإنسان لا يستطيع الهروب من قدره، ولا الانفلات من مساره المكتوب. ومع ذلك، فإن مساحة الحرية تظل قائمة في شكل آخر: حرية الموقف والاختيار. فهو مُخيَّر بين الاستسلام لما هو قائم، أو الثورة عليه.

الثورة هنا ليست بالضرورة صراعاً مادياً أو عنفاً، وإنما فعل مقاومة معنوية ووجودية ضد عبثية الحياة. فكما يقول كامو: “التمرد هو ما يمنح الحياة قيمتها”، إذ يصبح رفض اللامعقول والبحث عن معنى بديل فعلاً وجودياً يثبت إنسانيتنا.

ولعل الواقع المعاصر يقدّم أمثلة حيّة على هذا الطرح. ففي فلسطين، يواجه الشعب واقعاً مأساوياً: حصار، قمع، وتشريد، في مشهد يفوق قدرة العقل على استيعاب معناه. هو قدر يبدو “غير معقول”. ومع ذلك، يختار الفلسطيني المقاومة، مفضّلاً الثورة على الاستسلام، ليجعل من فعله هذا تحدياً للقدر الجائر وتجسيداً لإرادة الحياة.

من هنا نستخلص أن الإنسان مسيَّر بقدرٍ لا يستطيع الفكاك منه، لكنه في الوقت ذاته مُخيَّر في كيفية التعامل معه: بين خضوع خانع أو مقاومة كريمة. إنها مساحة الحرية التي تترك للإنسان بصمته ومسؤوليته.

فالخيار في نهاية المطاف، ليس وهماً، بل هو ما يحدد مصيرنا، وما يجعلنا بشراً قادرين على صناعة المعنى رغم عبثية الوجود.

وكما يقال: “في كل تسيير، اختيار، وفي كل اختيار مصير.”

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

ملݣى الصالحين بأسا… إشراقة روحية وموعد يتجدد مع الوفاء لذكرى المولد النبوي الشريف 

 ٱسا زاك لبشير لخريف

تستعد مدينة أسا لاحتضان واحد من أعرق المواسم الدينية بالصحراء المغربية، موسم زاوية اسا الديني الذي بات يعرف بمَلْكَى الصالحين، الذي سينظم ما بين 04 و07 شتنبر 2025. تخليداً لذكرى المولد النبوي الشريف، في أجواء مفعمة بالدين، ومليئة بالقيم الإسلامية الأصيلة التي ميزت الزوايا المغربية عبر العصور.

هذا الموعد الديني الكبير يشكل محطة سنوية جامعة، يلتقي فيها هذا العام العديد من علماء الدين والفقهاء والمتصوفة مع القبائل الصحراوية والوفود القادمة من مختلف جهات المملكة وخارجها، ليجعل من أسا قبلة للصالحين، وفضاءً لترسيخ قيم التضامن، وصلة الرحم، والمحبة في الله. وفرصة لتجديد ايات وفروض البيعة والولاء لأمير المؤمنين.

ينطلق الموسم بجلسات الذكر والمديح النبوي، قبل أن تتوالى فقراته الغنية بندوات علمية ومحاضرات رصينة، يشارك فيها ثلة من العلماء،

كما سيكون الزوار على موعد مع أمسيات للسماع والمديح بمشاركة فرق ومجموعات صوفية عريقة، تضفي على الأجواء نفحات رفيعة تلامس القلوب، تجعل من الموسم فضاءً يجمع بين الذكر والعلم وتغدية الروح.

لا يتوقف بريق الموسم عند الجانب الروحي فقط، بل يمتد ليشمل العديد من المعارض التي ستكون مفتوحة في وجه الزوار طيلة أيام الملݣى. وهو ما يجعل من الموسم مناسبة جامعة بين الأصالة والمعاصرة، بين الروح والفكر، وبين العلم والتاريخ. وصلة وصل بين الماضي و الحاضر.

بهذا المعنى فإن موسم ملݣى الصالحين ليس مجرد تظاهرة دينية، بل هو عرس روحي واجتماعي، ومناسبة لإحياء القيم النبوية السامية في المحبة والسلام، ولمّ شمل الأرحام، وتثبيت السكينة الروحية.

البرنامج العام للموسم، الممتد على أربعة أيام، يزخر بفقرات متعددة، أبرزها:

ـ أمسيات السماع والمديح، بمشاركة فرق وطنية متميزة، .

ـ ندوات فكرية وعلمية، يشارك فيها علماء ومشايخ كبار وأساتذة وباحثون، يناقشون قضايا الهوية الروحية ودور الزوايا في مواجهة تحديات العصر.

ـ معارض متنوعة تعكس تصور المنظمين في تغدية الذوق العام للزوار.

ـ أنشطة موازية تشمل مسابقات جهوية ووطنية في حفظ القرآن الكريم وتجويده، إلى جانب ورشات تربوية وثقافية.

ولعل من أبرز مميزات دورة هذه السنة استضافة الزاوية الشرقاوية كضيف شرف، في مبادرة تعكس عمق الروابط الروحية بين الزوايا المغربية، وتعزز إشعاع المرجعية الدينية للمملكة القائمة على الوسطية والاعتدال.

ومن أبرز محطات الموسم هذه السنة، محاضرة سيؤطرها فضيلة الدكتور سعيد الكملي، أحد أعلام الفكر والفقه بالمغرب، تحت عنوان: “صلة الرحم، تعزيز للروابط في زمن التحديات”، وذلك مساء الجمعة 05 شتنبر. وهي محاضرة ينتظرها الحضور بشغف، لما يتميز به الشيخ الكملي من أسلوب بليغ يجمع بين عمق العلم وحرارة الإيمان، في زمن باتت فيه الروابط الإنسانية مهددة بتيارات التفكك والاغتراب

إن موسم “ملكى الصالحين” ليس مجرد تجمع ديني أو ثقافي، بل هو موعد حضاري جامع يربط الماضي بالحاضر، ويؤكد أن الزوايا المغربية ما زالت تؤدي رسالتها الخالدة في إشاعة قيم المحبة والوصل والرحمة، وفي ترسيخ اللحمة الوطنية التي كانت ولا تزال صمام أمان للمجتمع المغربي.

هكذا يظل موسم زاوية أسا “ملكى الصالحين” حدثاً استثنائياً، حيث تلتقي الروحانية بالعلم، والتاريخ بالحاضر، والوجدان بالهوية، في مشهد بديع يجسد العمق الحضاري والروحي للمغرب

بقلم الطالب بمعهد العالي لصحافة والاعلام بالدار البيضاء : لبشير لخريف

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء فن

أصيلة تحتضن الملتقى الوطني لرفاق جمعية “أميج” المحتوى الرقمي المغربي ورهان القيم

محي الدين البكوشي

من 21 إلى 31 غشت 2025، تحتضن مدينة أصيلة فعاليات الملتقى الوطني لرفاق الجمعية، الذي تنظمه مدرسة رفاق الجمعية التابعة للجمعية المغربية لتربية الشبيبة “أميج”، في إطار المرحلة الخامسة من البرنامج الوطني “العطلة للجميع”. ويقام الملتقى تحت شعار: “المحتوى الرقمي المغربي ورهان القيم”، بمشاركة 200 شاب وشابة من مختلف فروع الجمعية.

اعتبر مدير الملتقى الوطني لرفاق الجمعية، محمد باهمو، أن انعقاد هذا اللقاء يأتي استمرارا لنجاح سلسلة المخيمات الصيفية التي نظمتها “أميج” لفائدة الأطفال واليافعين عبر عدد من مراكز التخييم بالمغرب. وأكد أن الدورة التكوينية الحالية ستكون بمثابة “مشتل” لتبادل الرؤى والأفكار، عبر ورشات تكوينية حول المهارات الناعمة، الرقمنة والذكاء الاصطناعي، الفضاء الرقمي وحقوق الإنسان، إلى جانب لقاءات مفتوحة مع رئيس الجمعية ومؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي.

أما على المستوى الفني والترفيهي، فسيعيش المشاركون تجارب متنوعة تشمل ورشات الموسيقى والتعبير الجسدي والرقص والمعامل اليدوية، إضافة إلى حصص الترفيه والسباحة والألعاب الشاطئية وألعاب التحدي.

خلال الجلسة الافتتاحية، أوضح رئيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة محمد كلوين أن استمرار “مدرسة رفاق الجمعية” منذ ثمانينات القرن الماضي هو ثمرة رهان الجمعية على هذه الفئة من اليافعين باعتبارها العصب الرئيسي للجمعية ومستقبلها. وأبرز أن الجمعية تعمل عبر برنامجها التربوي والبيداغوجي على بناء شباب متشبعين بقيم المواطنة والأخلاق الرفيعة ومبادئ النوع الاجتماعي، في انسجام تام مع أهداف الجمعية ورسالتها التربوية.

من جهته، أكد المشرف العام على الملتقى سفيان ناسور أن مدرسة رفاق الجمعية تراهن منذ تأسيسها على اليافعين باعتبارهم “الخزان الحقيقي” الذي يغذي الأجهزة واللجان والنوادي داخل الفروع، والمشتل الذي يمد الجمعية بأطر مؤمنة بقيمها وأهدافها. وأضاف أن برنامج الملتقى صيغ بعناية ليزاوج بين الفكر والترفيه، مع استضافة مؤطرين ومتخصصين قادرين على تعزيز قدرات المشاركين وتنمية مهاراتهم، مع مراعاة حاجياتهم وأشكال تعبيرهم المتنوعة والمتجددة.

🔹 وبهذا تؤكد جمعية “أميج” من جديد ريادتها في التأطير والتكوين، عبر ترسيخ قيم المواطنة والابتكار لدى أجيال المستقبل، وجعل فضاء الملتقى الوطني بعاصمة الثقافة أصيلة عرسا تربويا وفنيا بطابع متميز.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء فن

كوكبة من النجوم تفتتح مهرجان أنموكار للسينما بورزازات

ورزازات : إبراهيم فاضل

احتضن المركب الثقافي محمد السادس بمدينة ورزازات مساء أمس الثلاثاء 26 غشت الجاري حفل الافتتاح الرسمي لمهرجان أنموكار للسينما في نسخته الاولى، وعرف حفل الافتتاح مشاركة فرقة موسيقية من إنجلترا، مع تقديم لوحات فنية قدمتها كل من فرقة أحواش المنطقة و فرقة الركبة خلال استقبال الضيوف و المشاركين في المهرجان المنظم تحت شعار السينما جسر الحضارات، من طرف جمعية مغرب الثقافات والأعمال الاجتماعية بورزازات، بشراكة مع جمعية ورزازات إفنتس، وبتعاون مع المديرية الإقليمية للثقافة.

وخلال كلمته بالمناسبة قال مدير المهرجان السيد عبد الكريم حابرا، أن هذا الحدث الفني والثقافي، الذي تحتضنه ورزازات ، مدينة الضوء والعدسة، التي لطالما كانت فضاء عالمياً للإنتاج السينمائي، تشعل اليوم شمعة جديدة في مسارها الفني، عبر مهرجان يراهن على الإبداع الحوار والانفتاح، وأضاف عبد الكريم حابرا أن الفن السابع ليس مجرد وسيلة للتسلية، بل هو لغة كونية، قادرة على بناء جسور بين الشعوب، وتكريس قيم التعايش، والانفتاح والتنوع الثقافي، كما تمثل هذه المناسبة كذلك فرصة للترافع الفني من أجل الحفاظ على هوية ورزازات السينمائية التي تعرف بـ”هوليود إفريقيا”، وكذا تجديد روحها الإبداعية، عبر دعم المبادرات الثقافية، وتشجيع الإنتاج المحلي، وفتح المجال أمام الشباب والهواة لصقل مواهبهم والمشاركة في المسابقات الرسمية للفيلم القصير والوثائقي.

يتضمن برنامج المهرجان مسابقة للفيلم القصير وعروضاً سينمائية على الهامش و ورشات ماستر کلاس ، ولقاءات فنية وزيارات ميدانية لأهم القصبات ، بالإضافة إلى استضافة نخبة من المخرجين والممثلين المغاربة الدين لبو نداء ميلاد مهرجان أنموكار للسنيما، كالمخرجة فاطمة علي بوبكدي التي تترأس لجنة التحكيم، والمخرج ادريس صواب، والمبدع والفنان محمد الرداني، والمنتج بوشتى الابراهيمي، و الفنانة المغربية زهور السليماني التي تم تكريمها خلال حفل الافتتاح، بالاضافة، الى أسد الشاشة المغربية الفنان الحسين برداوز والفنان عبد اللطيف عاطيف، وفنانين غنائيين من داخل الوطن وخارجه، في تظاهرة تعيد لورزازات نبضها الثقافي، وتكريسها كمنصة حقيقية للإبداع السينمائي.

وبدوره قال السيد خالد أسليل رئيس جمعية مغرب الثقافات والأعمال الاجتماعية في كلمته خلال حفل الافتتاح ان أنموكار للسينما سيفتح آفاق واسعة للمدينة الانفتاح أكثر على العالم الفني والثقافي في الساحة العالمية كما يعتبر فرصة لبعث الروح والنفس الجديد في المجال الاقتصادي للمدينة وكذا فرصة للتعريف بثقافة الجنوب الشرقي.

و للإشارة فقد قام الفنانين والمخرجين ضيوف المهرجان بزيارة قصبة تيفولتوت، وقدم الأستاذ الباحث السيد حمد حابرا لزوار القصبة نظرة على التاريخ المعماري والثقافي لهذه القصبة الجميلة، التي تقع على تلة تطل على المناظر الخلابة، وتحدث حمد حابرا على عائلة الكلاوي في القرن السابع عشر التي تعتبر من أكثر العائلات نفوذا وأهمية في جنوب المغرب، حيث كانت القصبة منزل العائلة ومركز حكم تتحكم في المناطق المحيطة بها وكانت معقلا عسكريا حيويا، وخلال برنامج المهرجان قدمت بصريات النخيل فحوصات طبية للكشف عن ضعاف البصر وأمراض العيون التكفل المجاني لجميع ضيوف المهرجان .

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

مهرجان عين حسون باولاد جرار: احتفالية فنية وثقافية بامتياز

مع الحدث إقليم تيزنيت محمد العزاوي 

اختتمت فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان عين حسون باولاد جرار إقليم تيزنيت، الذي يُعدّ واحدة من أبرز التظاهرات الفنية والثقافية في المنطقة. وقد شهد المهرجان مشاركة مجموعة من الفرق الفنية المحلية والوطنية، بالإضافة إلى تنظيم ندوات ودورات تدريبية متنوعة.

تأتي هذه النسخة من المهرجان لتؤكد على أهمية الفن والثقافة في تعزيز التواصل بين الأجيال وتشجيع المواهب الشابة. وقد لقيت العروض الفنية التي قدمتها الفرق المشاركة استحسان الجمهور، الذي تفاعل مع الألحان والقصائد التي تميزت بها كل فرقة.

إلى جانب العروض الفنية، تضمنت فعاليات المهرجان ندوات فكرية تناولت مواضيع مختلفة ذات صلة بالارض ،التراث والهوية الثقافية، بالإضافة إلى دورات تدريبية في مجالات متعددة تهدف إلى تأهيل الشباب وتمكينهم من مهارات جديدة وتكريم عدد من رجالات اولاد جرار.

المهرجان يعكس روح التضامن والانفتاح على الثقافات المختلفة، ويُعدّ منصة مهمة لتبادل الخبرات وتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع. وقد أكد المنظمون على أهمية استمرار هذه التظاهرة الثقافية ودعمها لما لها من دور في إثراء المشهد الفني والثقافي المحلي.

بفضل نجاح النسخ السابقة ينتظر أن تكون النسخة السادسة من مهرجان عين حسون محطة مهمة في تعزيز مكانة المنطقة كمركز للثقافة والفنون.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات

مهرجان أجدير إيزوران 2025 بخنيفرة يرسخ مكانته الثقافية

لحسن المرابطي

اختتمت بخنيفرة فعاليات الدورة الخامسة من المهرجان الدولي أجدير إيزوران (21–23 غشت 2025)، المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس. وقد تميزت هذه الدورة بالتنظيم المحكم والانفتاح الثقافي، حيث جمعت بين عروض أحيدوس محلية، وفرقة فلامينغو إسبانية، ومجموعة إفريقية متعددة الجنسيات، مما أضفى طابعاً فنياً يجمع بين الأصالة والانفتاح على العالم.

كما احتضن مقر جماعة خنيفرة ندوة وطنية ناقشت “الجهوية المتقدمة وسؤال التنمية: أي موقع للمناطق الجبلية؟”، بمشاركة باحثين وأكاديميين قدموا توصيات تركز على ضرورة إدماج البعد البيئي والثقافي، وتحقيق عدالة مجالية تستجيب لانتظارات الساكنة.

الدورة شهدت أيضاً تكريم وجوه بارزة مثل الإعلامي إدريس عزيم والفنانة حادة أوعكي، في لحظة اعتراف بعطائهما الفني والإعلامي.

بهذا، واصل مهرجان أجدير إيزوران ترسيخ مكانته كموعد ثقافي بارز، يسعى إلى جعل خنيفرة قطباً فنياً وفكرياً يحتفي بالهوية ويواكب رهانات التنمية.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات متفرقات مجتمع

زاوية أسا تحتفل بالمولد النبوي الشريف وتستضيف ضيف الملكي للزاوية الشرقية

مع الحدث : عابدين الرزكي

في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان والتقاليد العريقة، تحتضن مدينة أسا فعاليات الموسم الديني السنوي لزاوية أسا إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف لعام 1447 هـ / 2025 م، بمشاركة واسعة من العلماء، وطلبة الزوايا، والفعاليات الدينية والثقافية.

 

وتتميز الدورة هذا العام باستضافة ضيف الملكي للزاوية الشرقية، مما يضفي على الموسم طابعًا رسميًا متميزًا ويعكس الدعم الملكي المستمر للأنشطة الدينية والثقافية في المملكة.

 

ووفق البرنامج المعلن، فقد انطلقت الاحتفالات يوم الخميس 4 شتنبر 2025 برحاب زاوية أسا، مع فعاليات تشمل إحياء ذكرى المولد النبوي، وصلات السماع والمديح، بالإضافة إلى عروض من مجموعة مواجد للتراث الصوفي والمجموعة الربانية لمدح خير البرية.

 

ويستمر الموسم على مدى أربعة أيام متتالية، شملت على امتدادها محاضرات علمية ودروس دينية، وورشات للطلبة في حفظ القرآن الكريم وتعليماته، ومسابقات في السيرة النبوية، فضلًا عن مسيرة قرآنية بمشاركة مدارس عتيقة وطنية وزوايا صوفية. كما تضمن البرنامج توقيع كتب علمية وموسيقية وفعالية ثقافية للأطفال لتعريفهم بالموروث الإسلامي الأصيل.

 

ويُذكر أن الموسم يسعى إلى إبراز التراث الروحي والمادي للإسلام في المنطقة، وتعزيز قيم التسامح، والتواصل بين الزوايا الصوفية والعلماء، كما يكرم المتميزين في مسابقات القرآن الكريم والثقافة الدينية.

 

وتأتي هذه الفعاليات تحت إشراف مؤسسة زاوية أسا، ومؤسسة أسما الزاك، وبتعاون مع السلطات المحلية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في حدث يُعد من أبرز المواسم الدينية في جنوب المغرب، ويستقطب المشاركين من مختلف أقاليم المملكة.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء فن مجتمع

قراءة نقدية للوحة الفنان التشكيلي عبد الإله الشاهدي…تروس الفكر”موت العفوية في زمن البرمجة” .

اللوحة للفنان التشكيلي عبد الإله الشاهدي

القراءة النقدية بقلم هند بومديان

عنوان اللوحة

تروس الفكر.. موت العفوية في زمن البرمجة

هذه اللوحة تمثل عمق التوتر بين الإنسان ككائن حي والإنسان كآلة خاضعة للتفكيك وإعادة البرمجة. الألوان هنا ليست عشوائية؛ الأزرق الذي يكسو الوجه يوحي بالبرودة، بالمسافة، وبالهدوء الظاهر، لكنه يخفي خلفه عاصفة من التلاعب والسيطرة. الأحمر الذي يلون الأيدي ليس مجرد لون، بل هو صرخة السلطة، إشارة الدم، والسيطرة المطلقة على مصير الكائن الأزرق. هنا، العقل ليس فضاءً للحرية، بل مصنع للتروس، ميكانيزم مفرغ من الروح.

الأيدي الحمراء تقوم بعملية جراحية ميكانيكية على الدماغ المفتوح، وكأنها تزرع أفكارًا، أو تنتزع قناعات لتضع غيرها. هذه الصورة تحمل دلالات فلسفية قوية: من يتحكم في عقل الإنسان؟ هل هو ذاته، أم قوة خارجية تعيد برمجته؟ هنا يختفي مفهوم “الفردانية”، ليحل محله مفهوم “التحكم” و”الإخضاع”.

التروس المعدنية التي تتساقط من الرأس وتتحول إلى أقراط، ترمز إلى تحوّل الفكر إلى زينة شكلية، وإلى استهلاك المعرفة كديكور اجتماعي فارغ. لم تعد الأفكار قوة حية، بل مجرد مسننات تدور في فلك السلطة والتقنية.

الوجه في اللوحة، بثبات نظراته، يوحي بالاستسلام أو ربما بالوعي الصامت بما يحدث داخله. عيون واسعة، كأنها تسأل: أأنا إنسان أم مجرد آلة تم ضبطها لتعمل وفق إرادة الآخر؟

الدلالات الفلسفية والجمالية:

اللون الأزرق: يرمز إلى العمق النفسي، إلى البعد الوجودي، وربما إلى الحزن البارد الذي يكتسح الذات حين تُسلب منها حرية التفكير.

الأيدي الحمراء: تجسيد للهيمنة، للعنف الناعم الذي يمارس على الفكر، وللقوة التي تتحكم في صناعة العقل.

التروس والآليات: إلغاء الطابع العضوي للعقل لصالح التصنيع الميكانيكي، ما يطرح إشكالية العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، وبين الروح والمادة.

التوقيع والتاريخ: يذكرنا أن هذه الفكرة ليست بعيدة عن حاضرنا، بل هي قراءة جريئة لزمن أصبح فيه العقل ميدانًا للتلاعب.الرسالة الرمزية:

اللوحة تطرح سؤالًا وجوديًا مخيفًا: هل ما نفكر فيه نابع منّا أم مُبرمج فينا؟ نحن أمام عمل نقدي للواقع المعاصر حيث يُعاد تشكيل العقل وفق مقاييس السوق، السياسة، والإعلام.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

أسرع طريق للانفصال الزوجي: تفتيش هاتف الزوج او الزوجة

مع الحدث سيداتي بيدا 

تتسلل الشكوك أحيانًا إلى صدور الزوجين، فتبدأ رحلة البحث عن أدلة تبرر المخاوف، وفي كثير من الأحيان يكون تفتيش هاتف الزوج أو الزوجة أحد أساليب التعبير عن هذه الهواجس. لكن هل تعلم أن هذه الممارسة قد تكون أسرع طريق نحو الطلاق والانفصال؟

في آية قرآنية كريمة جاء فيها:

*”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءِ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسْؤكُمْ”* (سورة المائدة، الآية 101)،

يقدم الله تعالى تحذيرًا واضحًا من التطفل والتدخل المفرط في خصوصيات الآخرين، وهو درس ثمين ينطبق بوضوح على العلاقات الزوجية.

إنّ التفتيش المستمر في هواتف الزوج أو الزوجة، ومحاولة البحث عن أدق التفاصيل والرسائل، لا يعزز العلاقة، بل على العكس، يزرع بذور الشك والفتن بين الطرفين. هذه السلوكيات تؤدي عادة إلى تدهور الثقة والاحترام، وهما الركيزتان الأساسيتان لأي علاقة زوجية ناجحة.

الفضول الزائد والشكوك التي تسيطر على بعض الأزواج تدفعهم إلى المراقبة الدائمة، وكأنهم يبحثون عن مبرر لكل سوء ظن لديهم، وهذا الاستمرار في تفتيش الخصوصيات يجهد العلاقة أكثر مما ينفعها، وقد يؤدي إلى الانفصال حتى قبل معرفة الحقيقة.

نجاح الزواج لا يقوم على التجسس أو المراقبة، ولكن على الثقة المتبادلة، والاحترام الكامل لخصوصيات الطرف الآخر. فالطمأنينة الزوجية لا تبنى على خوف أو شكوك، بل على صدق الحوار، والشفافية في التعبير عن المشاعر بما يحفظ كرامة كل طرف.

الأفضل من البحث المستمر عن الأخطاء في الهاتف والرسائل، هو بناء جسر من الصراحة والثقة والحوار المفتوح. إذا كان هناك مشكلة أو شكوك، فالكلام الصريح يعد مفتاح الحل، وبدء الحوار برؤية مشتركة بدلاً من المراقبة المستمرة.

التدخل المفرط في خصوصيات الشريك، وخصوصًا تفتيش الهاتف، ليس فقط يُضعف روابط الزواج، بل قد يفسد القلوب على نحو يصعب إصلاحه، لذا فإن الثقة والصراحة خير من جاسوسية تزعزع استقرار الحياة الزوجي.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء

مهرجان الوطية الصيفي النسخة الرابعة عشر يسدل الستار بحضور رسمي رفيع المستوى

#عابدين الرزكي
#طانطان

أسدل مهرجان الوطية الصيفي 2025 تحت شعار “التنوع الثقافي والفني رافعة أساسية لتنمية السياحية ” مساء الأمس الستار على فعاليات دورة استثنائية دامت على مدى اسبوع حافل ،حملت معها أنشطة متنوعة وبرامج ثقافية وفنية وترفيهية أمتعت ضيوف الوطية وزوارها. وجاء الحفل الختامي للمهرجان ليؤكد مكانة هذا الحدث الثقافي كأحد أهم التظاهرات الثقافية والسياحية بإقليم طانطان وجهة كلميم وادنون.

وحضر هذا الحفل الختامي عامل صاحب الجلالة على إقليم طانطان رفقة كاتب عمالة طانطان و شخصيات مدنية وعسكرية وفعاليات المجتمع المدني، إضافة إلى رئيس المجلس الجماعي للوطية وعدد من المنتخبين والفاعلين المحليين. وقد تميز الحفل بعرض شريط توثيقي شامل لأهم الأنشطة التي عرفتها هذه الدورة .مبرزاً الدينامية التي أضفاها المهرجان على المجال والاقتصادي والسياحي للمدينة.

وفي كلمة مختصة وللشاملة للمهرجان أشاد رئيس جماعة الوطية بالجهود المبذولة لإنجاح هذه النسخة ، مؤكداً أن المهرجان أصبح موعد سنوي يبرز المؤهلات السياحية والاقتصادية للوطية، ومتنفساً ثقافياً يرسخ قيم الانفتاح والتواصل. كما شهد الحفل رفع برقية ولاء وإخلاص إلى سدة العالية بالله مولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ، مع الدعاء لجلالته بدوام الصحة والعافية والنصر والتمكين.

السهرة الختامية للمهرجان تحمل معها أجواء احتفالية خاصة، حيث يستمتع الجمهور بعروض فنية وموسيقية مبهرة، تجسد غنى التراث المغربي وتنوعه، وتجعل ختام المهرجان مناسبة استثنائية تعكس روح الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية.

ويأتي نجاح هذه الدورة ليكرس مكانة مهرجان الوطية الصيفي هذه السنة موعدا يعزز الإشعاع السياحي والثقافي للمدينة، ويحفز الاستثمار المحلي والوطني عبر استقطاب آلاف الزوار والسياح، فضلاً عن إسهامه في دعم الحرفيين والفاعلين الاقتصاديين المحليين.

بهذا، يواصل مهرجان الوطية الصيفي دوره كجسر للتواصل بين الأجيال، ومنصة للتعريف بثراء التراث المغربي، وتجسيداً لرؤية المملكة في تعزيز التنمية المستدامة عبر الثقافة والفن.