Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات

مدينة آسا تستضيف الموسم الديني والاجتماعي في “ملكى الصالحين

بقلم عابدين الرزكي

احتضنت مدينة آسا، المعقل التاريخي لقبائل آيتوسى، فعاليات الموسم الديني والاجتماعي السنوي في فضاء “ملكى الصالحين” الروحي العريق. تميزت الفعاليات بأجواء من الإيمان والروحانية، وتقاليد ضاربة في عمق التاريخ.

بدأت الفعاليات بنحر ناقة في ساحة المحادية لزاوية آسا، مساهمة من قبيلة امغلاي، بحضور السيد عامل إقليم آسا الزاك يوسف خير والسيد رئيس المجلس الإقليمي رشيد تامك، وعدد من أعيان قبائل آيتوسى المجاهدة. بعد ذلك، زار الوفد الرسمي زاوية آيتوسى والأروقة الزوايا، حيث تعرف على المخطوطات الزاوية في جو يسوده طابع من الإيمان والروحانية.

حضيت زاوية الشرقاوية هذه السنة بضيف شرف، حيث استقبلت الوفد الرسمي في جو روحاني مميز. تميزت الزيارة باطلاع الوفد على المخطوطات الزاوية، مما يعكس الأهمية الثقافية والدينية لهذه الزاوية.

اختتمت الفعاليات في جو من الإيمان والروحانية، حيث تم التأكيد على أهمية الحفاظ على التقاليد والتراث الديني والثقافي لقبائل آيتوسى. يعد هذا الموسم الديني والاجتماعي فرصة سانحة لتعزيز الروابط بين أبناء القبائل وتعزيز الهوية الثقافية والدينية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي المبادرة الوطنية الواجهة ثقافة و أراء جهات متفرقات مجتمع

أبي الجعد.. مدينة بوعبيد الشرقي بين التاريخ والروحانية والحضارة

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

تُعد مدينة أبي الجعد إحدى الحواضر المغربية التي ارتبط اسمها بالتاريخ الروحي والعلمي للمغرب، حيث يعود الفضل في نشأتها إلى الشيخ الصوفي سيدي محمد الشرقي، الملقب بـ”بوعبيد الشرقي”، مؤسس الزاوية الشرقاوية في القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي. وقد شكلت هذه الزاوية عبر القرون فضاءً جامعًا بين التصوف والعلم، الروحانية والاجتماع، التراث والحضارة، مما جعل أبي الجعد حاضرة فريدة في تاريخ المغرب الديني والثقافي.

أصل التسمية وتأسيس المدينة

ارتبط اسم أبي الجعد ارتباطًا وثيقًا بالشيخ الشرقي، إذ يُروى أنه حين استقر في المنطقة التي كانت في الأصل غابات موحشة، عامرة بالذئاب والوحوش، قال قولته الشهيرة: “إني راحل إن شاء الله إلى بلد أمورها في الظاهر معسرة وأرزاقها ميسرة… هذا المحل إن شاء الله محل يمن وبركة…”. ومنذ ذلك الحين غدا الموضع معروفًا بـ”أبي الجعد”، لينمو تدريجيًا حول زاويته حتى تشكلت المدينة كما نعرفها اليوم.


الزاوية الشرقاوية.. إشعاع ديني وعلمي

لم تكن الزاوية الشرقاوية مجرد مركز صوفي للتعبد، بل تحولت إلى جامعة تقليدية بالمعنى الواسع، حيث استقبلت طلبة العلم من مختلف مناطق المغرب. وقد برز من بين خريجيها علماء كبار مثل أبو علي الرحالي، وسيدي العربي بن السائح، والشيخ سيدي المعطي صاحب كتاب ذخيرة المحتاج في الصلاة على صاحب اللواء والتاج.
كما لعبت الزاوية دورًا محوريًا في ترسيخ مبادئ التصوف السني، القائم على الوسطية والاعتدال، ما جعلها تحظى بعناية خاصة من الدولة العلوية، بدءًا من السلطان مولاي إسماعيل مرورًا بالسلطان مولاي سليمان وصولًا إلى السلطان مولاي الحسن الأول، الذين أولوا الضريح والمساجد المجاورة له عناية خاصة.

مدينة العلم والعلماء

مع مرور الزمن، لم تتوقف أبي الجعد عن إنجاب العلماء والمفكرين، بل صارت تعرف بـ”مدينة العلم والعلماء”. فقد ساهمت جذورها الروحية والفكرية في تكوين نخب علمية وأطر عليا برزت في حقول التربية، الفقه، الفكر، والأدب، وأسهمت في إثراء الحياة العلمية والفكرية بالمغرب. وهكذا ظلت أبي الجعد تُقدم كفاءات وطنية وطاقات بشرية عالية المستوى، جعلتها مدينة ذات إشعاع يتجاوز حدودها الجغرافية.

من التراث إلى الحضارة

إن أبي الجعد، بما تختزنه من زوايا ومساجد وأضرحة، ليست مجرد مدينة تاريخية، بل هي تجسيد حيّ للتلاقي بين التراث الروحي المغربي والحضارة الإنسانية. فالموسم السنوي الذي يُقام تخليدًا للولي الصالح بوعبيد الشرقي، يجمع بين الطقوس الصوفية من مديح وسماع وزيارات روحية، وبين المظاهر الحضارية من معارض ثقافية وفنية واقتصادية، فضلاً عن عروض الفروسية “التبوريدة” التي تعكس أصالة الفروسية المغربية.

الحاضر امتداد للماضي

في الحاضر، ما تزال أبي الجعد تحافظ على هويتها كمدينة روحية وثقافية، حيث يشكل موسم بوعبيد الشرقي محطة كبرى لإحياء ذاكرتها الروحية وتعزيز حضورها السياحي والاقتصادي. فهي في الآن ذاته مدينة للتاريخ وللحياة، للتراث وللحضارة، إذ تجمع بين إرثها الصوفي العريق وانخراطها في مسار التنمية والتحديث.

خلاصة

إن الحديث عن أبي الجعد هو حديث عن مدينة ولدت من رحم الروحانية الصوفية، ونمت في أحضان الزاوية الشرقاوية، وازدهرت بفضل علمائها وأطرها العليا، لتغدو اليوم قبلة للزوار، ومنارة للثقافة، ورمزًا حيًا لتلاقي الماضي بالحاضر، والتراث بالحضارة.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات فن

السينما المغربية.. بين التطوير والتحديات

حسيك يوسف

في حوار شامل مع المعطي قنديل، رئيس الغرفة المغربية لتقنيي ومبدعي الأفلام، تناولنا العديد من الموضوعات المتعلقة بالسينما المغربية، بما في ذلك التطوير والتحديات التي تواجهها. كان قنديل صريحًا في آرائه، مؤكدًا على أهمية العمل الجاد والتعاون بين الأطراف المعنية لتحقيق النجاح.

التعديلات الجديدة في القانون المنظم للمركز السينمائي المغربي

بدأنا الحوار بالحديث عن التعديلات الجديدة في القانون المنظم للمركز السينمائي المغربي. قال قنديل إن هذه التعديلات هي خطوة إيجابية، لكن يجب أن نرى كيف ستطبق في الواقع. هناك العديد من الثغرات التي يجب سدها حتى نرى نتائج حقيقية.

“نرحب بالتعديلات، لكن يجب أن نرى كيف ستطبق في الواقع. هناك الكثير من الثغرات التي يجب سدها حتى نرى نتائج حقيقية.” – المعطي قنديل

تطوير السينما المغربية

تحدثنا أيضًا عن تطوير السينما المغربية. أشار قنديل إلى أن تطوير السينما المغربية يتطلب تعاونًا بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الدولة والقطاع الخاص. كما أن هناك حاجة إلى توفير التدريب والتأهيل للتقنيين والمبدعين.

“نحن بحاجة إلى العمل الجاد والتعاون بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق النجاح. يجب أن نطور السينما المغربية من خلال توفير التدريب والتأهيل للتقنيين والمبدعين.” – المعطي قنديل

التحديات التي تواجه السينما المغربية

تناولنا أيضًا التحديات التي تواجه السينما المغربية. أوضح قنديل أن هناك العديد من التحديات، بما في ذلك نقص التمويل وعدم كفاية البنية التحتية. كما أن هناك حاجة إلى تطوير القوانين واللوائح التي تنظم القطاع السينمائي.

“هناك العديد من التحديات التي تواجه السينما المغربية، بما في ذلك نقص التمويل وعدم كفاية البنية التحتية. يجب أن نطور القوانين واللوائح التي تنظم القطاع السينمائي.” – المعطي قنديل

دور الغرفة المغربية لتقنيي ومبدعي الأفلام

تحدثنا عن دور الغرفة المغربية لتقنيي ومبدعي الأفلام في تطوير القطاع السينمائي. قال قنديل إن الغرفة تعمل على توفير التدريب والتأهيل للتقنيين والمبدعين، كما تعمل على تعزيز التعاون بين الأطراف المعنية في القطاع السينمائي.

“نحن نسعى إلى تحسين جودة العمل السينمائي في المغرب من خلال توفير التدريب والتأهيل للتقنيين والمبدعين والمنتجين. كما نعمل على تعزيز التعاون بين الأطراف المعنية في القطاع السينمائي.” – المعطي قنديل

مستقبل السينما المغربية

في الختام، تحدثنا عن مستقبل السينما المغربية. أعرب قنديل عن أمله في أن نرى مستقبلًا مشرقًا للسينما المغربية. نحن بحاجة إلى العمل الجاد والتعاون بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق ذلك.

“أتمنى أن نرى مستقبلًا مشرقًا للسينما المغربية. نحن بحاجة إلى العمل الجاد والتعاون بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق ذلك.” – المعطي قنديل

كان الحوار مع المعطي قنديل ممتعًا ومفيدًا، حيث ألقى الضوء على التحديات والفرص التي تواجه السينما المغربية. نتمنى أن نرى مستقبلًا مشرقًا للقطاع السينمائي في المغرب.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات فن

حوار مع الأستاذ الحسين حنين: قانون السينما الجديد.. نقلة نوعية للصناعة السينمائية المغربية

حسيك يوسف

في حوار خاص، تحدثنا مع الأستاذ الحسين حنين، رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام، حول التعديلات الجديدة في قانون السينما المغربي. كان الحسين حنين حريصًا على مشاركة آرائه حول هذه التعديلات وكيف ستؤثر على الصناعة السينمائية في المغرب.

نقلة نوعية في مسار السينما المغربية

رحب الحسين حنين بالتعديلات الجديدة، معتبرًا إياها “محطة تاريخية في مسار السينما المغربية”. أضاف أن هذه التعديلات لا تقتصر على تغيير بعض البنود، بل تؤسس لإعادة هيكلة شاملة للقطاع وفق رؤية أكثر عصرية وشفافية.

تطوير الصناعة السينمائية

أكد الحسين حنين أن هذه التعديلات ستفتح آفاقًا واسعة أمام تطوير الصناعة السينمائية الوطنية. قال إن القانون الجديد يرسخ مبادئ الحكامة الجيدة ويضع أسسًا واضحة لجلب الاستثمارات الوطنية والأجنبية، مما سيجعل السينما المغربية أكثر قدرة على النمو.

تأثير التعديلات على المهنيين

أوضح الحسين حنين أن القانون الجديد يشكل مكسبًا كبيرًا للمنتجين، حيث يوفر آليات قانونية واضحة تحمي حقوقهم وتنظم علاقتهم بالمؤسسات. أشار إلى أن السجل الوطني للسينما سيضمن توثيق العقود والالتزامات، والرقمنة ستسهل عمل المنتج بشكل غير مسبوق.

أهم النقاط الإيجابية للقانون الجديد

  1. إحداث السجل الوطني للسينما لضمان حماية العقود وضمان الشفافية في المعاملات.
  2. الانتقال نحو الرقمنة لضمان السرعة في اتخاذ القرارات ووضع حد للبيروقراطية.
  3. إعادة هيكلة اللجان، خاصة لجنة الدعم ولجنة المشاهدة، مما يرسخ البعد التربوي للسينما.

مستقبل السينما المغربية

أعرب الحسين حنين عن تفاؤله بمستقبل السينما المغربية، معتبرًا أن هذه التعديلات ستجعل المغرب منصة إقليمية ودولية للإنتاج السينمائي. شدد على أهمية الالتزام بروح القانون لضمان نجاحه.

رسالة للجهات المعنية

في الختام، وجه الحسين حنين رسالة إلى الجهات المعنية، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على الحوار المفتوح بين الوزارة والمركز السينمائي المغربي والمهنيين. أشار إلى أن القوانين وحدها لا تكفي، بل تحتاج إلى تواصل دائم ومواكبة مستمرة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ ثقافة و أراء فن قانون

دخول قانون الصناعة السينمائية الجديد حيز التنفيذ بالمغرب

مع الحدث

دخل، ابتداءً من 1 شتنبر 2025، القانون رقم 18.23 المتعلق بالصناعة السينمائية وبإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي، حيز التنفيذ بعد نشره في الجريدة الرسمية.

يهدف هذا القانون إلى تعزيز جاذبية المغرب للاستثمارات السينمائية الوطنية والأجنبية، وتوفير فرص عمل جديدة، مع ضمان قواعد المنافسة والشفافية، ودعم إشعاع السينما المغربية وطنيا ودوليا.

وقد رافق القانون صدور مجموعة من المراسيم التنظيمية، تخص بالأساس شروط تقييد العقود في السجل الوطني للسينما، وتنظيم أنشطة الإنتاج والتوزيع، وتأشيرات استغلال الأفلام والقاعات السينمائية، إضافة إلى بطاقة المهني السينمائي.

وينص القانون على إلزام المنشآت السينمائية الحاصلة على تراخيص قديمة بالملاءمة مع المقتضيات الجديدة قبل 31 غشت 2026، في حين يتعين على المهنيين الحاصلين على بطاقة تعريف سينمائية ملاءمة وضعيتهم في أجل أقصاه 31 غشت 2030.

وأكد المركز السينمائي المغربي أن الترسانة القانونية الجديدة ستواكب التطورات العالمية في المجال، داعيًا المهنيين إلى الانخراط في تنزيلها لتحقيق نهضة حقيقية للصناعة السينمائية الوطنية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

الجديدة تحتفي بالفروسية: انطلاق الدورة السادسة عشرة لمعرض الفرس بشعار يكرّس الهوية المغربية

مع الحدث/ الرباط – 01 أكتوبر 2025

المتابعة و الصور : ذ. حسن الصياد

تتجه أنظار عشاق الفروسية من المغرب وخارجه نحو مدينة الجديدة، التي تستعد لاحتضان الدورة السادسة عشرة من معرض الفرس في الفترة الممتدة من 30 شتنبر إلى 5 أكتوبر 2025، تحت شعار: “العناية بالخيل، إرث واصل بين ممارسات الفروسية”. حدث سنوي بات علامة فارقة في عالم الفروسية، يجمع بين عبق التاريخ وأحدث الابتكارات في مجال تربية الخيول.

 

المعرض الذي ينظم بمركز المعارض محمد السادس، سيكون بمثابة عرس عالمي للفروسية، يفتح أبوابه أمام جمهور واسع من عشاق الخيل، المهنيين، والباحثين، ليعيشوا تجربة استثنائية تمزج بين الثقافة، الرياضة، والفنون.


وسيحظى الزوار بفرصة مشاهدة عروض مبهرة واستعراضات للفروسية التقليدية والعصرية، إلى جانب مسابقات دولية في القفز على الحواجز، وورشات علمية تسلط الضوء على أحدث تقنيات العناية بالخيول.

وتؤكد اللجنة المنظمة أن دورة هذه السنة ستكرّس مكانة المغرب كوجهة رائدة في عالم الفروسية، من خلال برنامج غني يتضمن ندوات متخصصة، لقاءات مهنية، ومعارض للفنون المرتبطة بالخيل، إضافة إلى تسليط الضوء على دور الفروسية في تعزيز السياحة والمحافظة على التراث المغربي الأصيل.

 

ومع توقع حضور آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم، يواصل معرض الفرس بالجديدة ترسيخ مكانته كمنصة عالمية للحوار وتبادل الخبرات، وموعد سنوي يحتفي بعلاقة المغاربة الفريدة بالحصان رمز الأصالة والفروسية.

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات متفرقات مجتمع

مقال:ذكرى المولد النبوي الشريف بين الاحتفال بالمفرقات والذكر والمديح

مع الحدث : ايوب ديدي

مع اقتراب مولد خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم ،يأتي يوم الاحتفال بهذه الذكرى التي نحييها كل سنة نحن المسلمين.ولعل ما يسوقنا الحديث عنه هو مايقوم به جل الشباب والأطفال بحيث يقدمون على شراء المفرقعات والمتفجرات بغية كما يظنون الاحتفال بهذه الذكرى وهذا هو الخطأ الكبير الذي يرتكبه جل الاباء عندما يقتنون لاولادهم ذلك.

ومع هذه الظواهر تنتشر الاصابات في صفوف الاطفال وغيرهم بفعل هذه المفرقعات.

ان ذكرى المولد النبوي الشريف هي ذكرى نعتز ونفتخر ومن الواجب علينا احيائها ولكن بالذكر والتكبير والتهليل وتلاوة القران الكريم بعيدين عن كل ظاهرة تخلق الرعب في النفوس

ولهذا فإننا نطلب من الجهات المختصة التصدي لكل من يبيع او يشتري هذه المفرقعات للحفاظ على سلامة المواطنين والمواطنين.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات مجتمع

الإشاعة.. تجارة الوهم وسلاح الضعفاء

هند بومديان

لم تعد الإشاعة مجرّد خبر عابر يتناقله الناس في الظلام، بل تحوّلت إلى صناعة كاملة الأركان، يقودها محترفون في التلاعب بالعقول، يتغذّون على الفضائح، ويقتاتون من سمعة الآخرين. اليوم، صارت الإشاعة سلعة تُباع وتُشترى، ومصدر رزقٍ لمن لا يملكون من القيم سوى الخيانة، ومن الأخلاق سوى التهشيم.

في زمنٍ طغت فيه السرعة على الدقّة، أصبح الناس يستهلكون الأخبار كما يستهلكون الوجبات السريعة، دون تمحيص أو تدقيق. وكلما كانت الإشاعة أكثر إثارة، كانت أرباحها أكبر. من هنا، وجد تجّار الوهم فرصتهم الذهبية: يكذبون، يلفّقون، يدمّرون حياة أشخاص أبرياء، مقابل بعض الإعجابات والمشاهدات، أو حفنة من الأموال التي لا تساوي شيئًا أمام كرامة إنسان.

الخطر لا يكمن فقط في ناشر الإشاعة، بل في جمهورٍ يصفّق، يشارك، ويضيف وقودًا إلى نار الكذب. هؤلاء، دون أن يشعروا، يتحوّلون إلى أدوات في جريمة أخلاقية، تُرتكب كل يوم في حقّ الحقيقة.

الإشاعة ليست مجرّد كلمات، بل هي خنجر مسموم، يطعن الصدق، ويشوّه السمعة، ويترك جراحًا لا تندمل. كم من شخص فقد عمله، كم من عائلة انهارت، كم من حياة تحطّمت بسبب جملة ملفّقة خرجت من فمٍ خبيث أو من لوحة مفاتيح مرتزقة.

الكرامة ليست موضوعًا للتفاوض، والصدق ليس بضاعة للترويج. فليتذكّر كل من يقتات من الكذب أن المال يزول، لكن العار يبقى، وأن التاريخ لا يرحم من باعوا ضمائرهم بثمن بخس.

اليوم، نحن بحاجة إلى ثورة ضد ثقافة التشهير. إلى أن نعيد للقيم اعتبارها، ونرفع راية الحقيقة في وجه هذه الحرب القذرة. لأن الإشاعة ليست حرية تعبير، بل جريمة أخلاقية تُسجَّل في سجل كل من ساهم في نشرها.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

السيد محمد جودار يشرف على الاستعدادات النهائية لمهرجان التبوريدة بابن امسيك

 إبن مسيك

وقف النائب البرلماني ورئيس مقاطعة ابن امسيك السيد محمد جودار، على آخر الترتيبات الجارية لتنظيم مهرجان التبوريدة بالمنطقة، الذي ينتظر أن يشكل موعدا احتفاليا بارزا يعكس عمق التراث المغربي الأصيل.

وتابع جودار عن قرب مختلف مراحل الإعداد، بدءا من تهيئة الفضاءات المخصصة للعروض، وصولا إلى الجوانب التنظيمية واللوجستية، مؤكدا على ضرورة توفير الظروف الملائمة لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية ذات البعد التراثي والاجتماعي.

ويهدف المهرجان الذي يجمع بين فرسان الفروسية التقليدية وعشاق التبوريدة، إلى إبراز الموروث الثقافي المغربي وتعزيز الإشعاع الفني للمنطقة، فضلا عن كونه فرصة لتنشيط الحركة الثقافية والاقتصادية بمقاطعة ابن امسيك.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات صوت وصورة فن مجتمع

حوار الفن و المجوهرات حين يلتقي الذهب باللون: عبد الإله الشاهدي يخلّد إبداع حسن عليش على القماش

هند بومديان

في عالم تتقاطع فيه الحرفية العالية مع الإبداع التشكيلي، يولد عمل فني يختصر فلسفة الجمال في أرقى صورها. الفنان التشكيلي المغربي عبد الإله الشاهدي، المعروف بقدرته على تحويل التفاصيل إلى عوالم من الضوء واللون، يقدم لنا اليوم تجربة بصرية استثنائية: لوحة تجسّد إحدى تحف الصائغ المصري العالمي حسن عليش، صانع المجوهرات الراقية وصاحب البصمة المميزة في صياغة الذهب والأحجار الكريمة.

التحفة التي استوقفت الشاهدي لم تكن مجرد قطعة زينة؛ بل كانت سلسلة “كولي” مصنوعة من الذهب الخالص، مرصعة بالزمرد الطبيعي ومحاطة بلمسات من اللؤلؤ، من تصميم عليش وتنفيذ شركة “بلانكا كايرو”، التي تُعد من أبرز الشركات المصرية في عالم صياغة المجوهرات الفاخرة. لكن ما فعله الشاهدي تجاوز حدود الإعجاب ليصبح فعلًا إبداعيًا: أعاد صياغة الكولي في فضاء اللوحة، مانحًا له حياة جديدة بين الألوان والظلال، وحوله من تحفة ملموسة إلى أثر بصري خالد.

هذا الحوار الفني بين الذهب واللون، بين القماش والمعدن، يطرح رؤية جمالية عميقة: الفن لا يقف عند حدود مادته، بل يتجاوزها ليمنحها بعدًا جديدًا من الخلود. فكما يقول النقاد، ما يخلّده الرسم لا يصدأ ولا يزول، لأنه يحوّل اللحظة إلى ذاكرة أبدية.

إن ما قام به عبد الإله الشاهدي ليس مجرد رسم لقطعة مجوهرات، بل هو تجسيد لفلسفة الامتزاج بين الفنون، حيث تتحاور الحرفية الدقيقة مع التشكيل، فيتحول الذهب إلى ظل، والزمرد إلى بريق لوني يلمع في فضاء اللوحة. إنها رسالة بصرية تقول إن الجمال لا يعرف الحدود، وإن الإبداع الحقيقي هو ذاك الذي يجمع بين العوالم، ويوحد بين الخيال والواقع.