Categories
ثقافة و أراء

موسم على حافة الجنون : بين قديس يراقب و عابرين يتيهون 

بقلم عبد الباقي البوجمعاوي

على الخشبة: فضاء مظلم، أصوات طبول تُقرع بعنف، صرخات متقطعة، دخان يملأ المكان. في الوسط أجساد تتمايل بشكل هستيري، بعضهم يضحك ضحكة ممسوخة، وبعضهم يبكي وهو يحتك بجسد الآخر. رجل يجرّ امرأة من شعرها نحو زاوية، بينما شابان يتعانقان وسط الحضرة كمن يبحثان عن خلاص في لحظة عهر جماعي.

الراوي (بصوت قاسٍ، ساخر):

هنا… حيث يُقال إن البركة تنزل.

هنا… حيث يتحدثون عن وليٍّ صالحٍ وكراماتٍ عجيبة.

لكن ما الذي أراه؟!

أجساداً عارية من الروح، غارقة في رجسٍ لا يختلف عن حظائر البهائم.

أهذا ذكر؟ أم مسرح للجسد؟

أهذا توحّدٌ مع الله؟ أم سقوط في حضن الشيطان؟

تعلو الطبول، يصرخ أحد المشاركين وهو يسقط أرضاً، يزحف على بطنه نحو امرأة ترتعش في النشوة.

الراوي (صارخاً):

أهذه زرهون؟! أهذه أرض الأولياء؟!

ما أشد قسوة المفارقة: باسم القداسة تُرتكب الفاحشة، وباسم الذكر تُنتهك الأجساد، حتى المثلية تتسلل بين الصفوف كجرحٍ مفتوح، فلا سلطة تردع، ولا عقل يفيق.

إنه مسرحٌ شيطاني مقنّع… حجابه القداسة، وحقيقته النجاسة.

إظلام… تبقى الطبول تُسمع من بعيد، كأنها صدى جهنم.

هنا، في قلب زرهون، يقام موسم سيدي علي بنحمدوش، احتفال يقال إنه صوفيّ، وإنه تكريم لوليّ عاش قبل قرون، لكنه في الحقيقة ليس سوى مسرح للجنون الجمعي حيث تُباع الأوهام ويُشترى الوهم. علي بنحمدوش، الرجل الذي عاش في زمن آخر، كان صوفياً في سيرته باحثاً عن الله بالذكر والورع، لكن قبره تحوّل إلى مسرح رخيص للشعوذة وذكراه صارت حجة لتبرير طقوس تنتمي أكثر إلى عبادة الظلام منها إلى نور التصوف.

ما يحدث في هذا الموسم ليس تديّناً شعبياً كما يصفه البعض، بل سقوط أخلاقي وروحي. طقوس تُستباح فيها أجساد النساء باسم “العلاج” تُذبح الحيوانات لتُلطّخ دماؤها الرؤوس كما لو أن الدم يطهّر الأرواح، يُباع البخور والزيوت كأنها مفاتيح للخلاص وتتحول ساحة الضريح إلى سوق عكاظ للخرافة. والأخطر أن بعض الخيام تُحوَّل إلى بيوت دعارة مقنّعة، حيث تُمارس الفواحش بما فيها ممارسات مثلية شاذة، يُبرّرها الشيوخ على أنها “حالات خروج عن الوعي” أو “تلبّس من الجن” بينما هي في الواقع انتهاك صريح للكرامة البشرية واستغلال للضعف النفسي والاجتماعي. إنها مشاهد تنتهك الكرامة الإنسانية، وتُكرّس عبودية جديدة للجهل، عبودية يضحك الشيطان ملء فيه وهو يرى البشر يسجدون له بالرقص والنحيب.

لكن، لماذا تستمر هذه الطقوس؟ هنا يحضر البعد الأنثروبولوجي: المجتمع المغربي، مثل مجتمعات أخرى، ورث عبر القرون حاجةً إلى طقوس جماعية تُنفّس عن القلق الوجودي عن الخوف من الموت، عن عجز الإنسان أمام قسوة القدر. موسم سيدي علي بنحمدوش ليس سوى مرآة لهذا العجز. إنه لحظة يتصالح فيها الفرد مع هشاشته عبر الرقص والدم والجنس المحرّم، عبر الانغماس في الجنون الجماعي الذي يخفّف من ثقل الأسئلة الكبرى. الفيلسوف الفرنسي إميل دوركايم تحدث عن الطقوس الجمعية كوسيلة لإعادة إنتاج التضامن الاجتماعي، لكن ما نراه هنا ليس تضامناً بل تفككاً؛ إنه إعادة إنتاج للجهل، وصناعة متجددة للوهم، وإطلاق العنان لرغبات مكبوتة تتخفّى وراء أقنعة الجن.

إنها فلسفة بائسة للوجود: حين يُحرم الإنسان من العلم والتعليم يبحث عن الطمأنينة في أحضان الجن والشهوات. حين تغيب الدولة في مسؤوليتها التربوية، يملأ الفراغ “الشيخ” و”المشعوذ” و”المنحرف”. حين يتخلى المثقف عن دوره، تصبح الطبول هي المعلم، والصرع هو الدرس، والفاحشة هي المتنفس. ما يجري في موسم سيدي علي بنحمدوش هو درس قاسٍ عن مجتمع ترك عقله على قارعة الطريق وراح يعبد شهوة الانفلات.

إن هذا الموسم عار. عار على الدولة التي تتفرج وتسمح لهذه الطقوس أن تتكرر تحت حراسة أمنية صامتة، وكأن وظيفتها أن تضمن سلامة الشيطان وهو يمارس لعبته. عار على المجتمع المدني الذي يملأ الدنيا خطابات عن الحداثة والحقوق ثم يصمت كالميت حين يتعلق الأمر بفضح شعوذة علنية. عار على الإعلام الذي يبيع الموسم كـ”فولكلور” للتسويق السياحي بينما هو في الحقيقة مأتم للعقل.

لا يمكن مواجهة هذا العار إلا بقرارات صارمة: الدولة مطالبة بمنع هذه الطقوس لا التواطؤ معها، والمجتمع المدني الحقيقي لا المزيف ملزم بفضحها لا الصمت عليها، والمدرسة مطالبة بزرع قيم العقل والعلم بدل ترك التلميذ ينشأ على تمجيد الجن. أما التصوف الحق، فهو وحده القادر على إنقاذ الروح من هذا العبث، لأنه ذكر لله لا رقص للشيطان، ولأنه دعوة إلى النور لا استغراق في الظلام.

موسم سيدي علي بنحمدوش ليس إرثاً، بل لعنة. وإذا لم نجرؤ على قول هذا علناً، فإننا شركاء في الجريمة. آن الأوان أن يُسدل الستار على هذه المهزلة، وأن تُدفن الخرافة مع من اخترعها. لأن الدم لا يطهّر والرقص لا يشفي، والمثلية في خيام الليل لا تخلّص من الجن، بل تُثبت أن الشيطان صار هو الوليّ الحقيقي لهذا الموسم

Categories
أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء خارج الحدود طالع متفرقات

القانون الدولي بين الحقيقة والوهم: عدالة الأقوياء وعقاب الضعفاء

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر 

 

يُقدَّم القانون الدولي في الخطاب الرسمي على أنه المرجعية العليا لضمان السلم العالمي وحماية حقوق الإنسان والشعوب. غير أن الواقع يكشف صورة مغايرة تمامًا؛ إذ يتحول هذا “القانون” إلى أداة في يد الأقوياء، يفرضون من خلالها مصالحهم ويُروِّجون لروايتهم الخاصة عن العدالة، بينما يُترَك الضعفاء وحدهم أمام مصير العقوبات والوصم.

 

عمليًا، يبدو القانون الدولي بمثابة الوجه القانوني لسياسة “الكيل بمكيالين”، حيث تُشرعَن الانتهاكات عندما ترتكبها قوى عظمى، بينما تُدان الأفعال ذاتها إذا صدرت عن دول صغيرة أو شعوب مقهورة. إنه مشهد متكرر يعكس اختلالًا صارخًا في موازين العدالة، ويحول النصوص الأممية إلى شعارات للاستهلاك الإعلامي، أكثر من كونها التزامًا فعليًا بالقيم التي تدَّعي الدفاع عنها.

هذه المفارقة تجعل من القانون الدولي مسرحية طويلة الأمد، تُعاد إخراجها كل مرة بأشكال مختلفة، لكن بنفس النص المُعدّ سلفًا: حق للأقوياء في صياغة القواعد، وواجب على الآخرين الخضوع لها دون نقاش. هكذا يبقى القانون الدولي، في عيون منتقديه، مجرد “كلمات تخفي أوجاعًا”، وخطابًا جميلًا يُجمِّل واقعًا مليئًا بالظلم، يُكتَب بلغة التزييف والتضليل التي تحوِّل التاريخ إلى رواية رسمية لا تعكس الحقيقة.

 

إن استمرار هذا الوضع لا يمثل مجرد خلل عابر، بل يؤكد قناعة عالمية بأن القانون الدولي، في صيغته الحالية، ليس سوى أداة لإدامة الهيمنة وإعادة إنتاج الفجوات بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب. إنه “وهم العدالة” الذي لا ينكشف إلا عند التطبيق الميداني، حيث يتبين بوضوح أن العدالة فيه نسبية، تُقاس بميزان القوة لا بميزان الحق.

Categories
أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

الكرسي الذي لا يُغادر.. حتى لو احترق صاحبه

متابعة سيداتي بيدا

في دول العالم المتقدم، يُنظر إلى المنصب السياسي كوسيلة لخدمة الناس، وفرصة للمساهمة في تطوير الوطن، ومجال يُكافأ فيه المجتهد ويُحاسب فيه الفاشل. أما في عالمنا، فالأمر مختلف تمامًا. هنا، الكرسي ليس مجرد مقعد… بل هو “قدر”، “مصير”، وربما “حياة أو موت”.

المنتخبون عندنا – وما أكثرهم – لا يأتون للمسؤولية بل يأتون للجلوس. يجلسون ثم يتشبثون، ثم يذوب الكرسي في أجسادهم إلى درجة أن فصله يحتاج إلى عملية جراحية معقدة، أو جرافة، أو ثورة شعبية إن أمكن! أما التنازل الطوعي، فهو من علامات الساعة الصغرى.

يتحول الكرسي إلى قطعة أثرية مقدسة، لا تُلمس، ولا تُسأل، ولا يُقال عنها “كفى”. بعضهم لا يكتفي بولاية أو اثنتين، بل يصاب بـ”متلازمة الخلود السياسي”. وتبدأ المسرحية: تعديل قوانين، تبرير الفشل، تحميل المعارضة المسؤولية، ثم ترشيح جديد. وهكذا، في كل دورة انتخابية، يعود نفس الوجه ونفس الخطاب ونفس الوعود التي لم تُحقق منذ التسعينات.

اللافت في الأمر أن هذا التمسك لا يأتي من وفرة في الإنجازات، بل من ندرة في الضمير. بعضهم يخسر سمعته، رصيده، ثروته، وربما حتى عائلته، لكنه لا يُفكر لحظة في ترك الكرسي. يغامر بكل شيء… إلا المنصب. بعضهم يُصاب بوعكة صحية، يدخل المستشفى، وربما العناية المركزة، ثم يُخرج من هناك بيانًا يؤكد فيه “استمراره في أداء مهامه الوطنية”، وكأن الوطن سيتوقف إن توقف هو!

والأطرف من ذلك، أن بعضهم بدأ فعليًا في التفكير في التوريث. لا يهم إن كانت الديمقراطية ترفض ذلك، فالعائلة أولى بالميراث. الابن مستعد، الزوجة جاهزة، وابن العم في الانتظار. شعار المرحلة: “الكرسي لا يُغادر العائلة”!

وهكذا، تتحول الانتخابات من فرصة للتغيير إلى مسرحية إعادة تدوير نفس الوجوه، ويصبح الكرسي غاية في حد ذاته، لا وسيلة لخدمة الناس. والمحصلة؟ وطن يشيخ، مؤسسات تترهل، وكفاءات تُقصى… فقط ليبقى سيادة “المنتخب” فوق الكرسي، حتى وإن تحول الوطن كله إلى رماد.

هل نلومهم؟ ربما. لكن الأهم أن نسأل: من يزرع فيهم هذا الإحساس بالخلود؟ أليس هو صمت الناس، وضعف المحاسبة، وغياب التداول الحقيقي للسلطة؟ الكراسي لا تلتصق إلا إذا كان الجو العام يسمح بذلك.

أما الحل؟ فربما في إعادة تعريف المنصب كـ”تكليف لا تشريف”، وأن يُكتب على كل كرسي في البرلمان والمجالس المحلية والوزارات: “هذا المقعد يُغادر طوعًا أوقسرا

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء

استعدادات مكثفة للدورة السادسة عشرة لمعرض الفرس للجديدة

متابعة حسن الصياد

مع اقتراب موعد افتتاح الدورة السادسة عشرة لمعرض الفرس للجديدة، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ما بين 30 شتنبر و5 أكتوبر 2025، قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد أحمد البواري بحضور السيد امحمد العطفاوي، عامل إقليم الجديدة، رفقة الدكتور الحبيب مرزاق، مندوب المعرض وأعضاء من جمعية معرض الفرس، يوم 09 شتنبر 2025، بزيارة لمركز المعارض محمد السادس بالجديدة للوقوف على مدى تقدم الاستعدادات. حيث شكلت مناسبة لتتبع مستوى تقدم التحضيرات اللوجستيكية والتقنية لهذا الحدث.

همت الزيارة البنيات التحتية الأساسية التي توجد طور الإنجاز: حلبات المباريات، اسطبلات إيواء الخيول، فضاء العارضين، مسارات الزوار، فضاءات السينوغرافيا وكذلك مختلف المرافق الترفيهية.

يعد معرض الفرس للجديدة من أبرز تظاهرات الفروسية على الصعيد القاري. وتسعى دورة

2025، المنظمة تحت شعار «العناية بالخيل، رابطة وصل بين ممارسات الفروسية»، إلى

فتح نقاش واسع حول شروط تربية الخيول وتدريبها والعناية بها، وكذا استعمالات الفرس في مختلف الاختصاصات.

و بهذه المناسبة، شدد السيد أحمد البواري على أن التحضيرات تتقدم بشكل مرضٍ، ما يضمن تنظيم معرض يرقى إلى مكانة هذا الحدث الذي أصبح مرجعا مهما في قطاع الخيول. وأبرز الوزير أهمية اختيار شعار الدورة، الذي يعكس الرغبة في تحديث وتطوير القطاع، مع تثمين تقاليده وقيمه الأخلاقية. كما أشاد بالدور البارز لجمعية معرض الفرس وبتعبئة الشركاء العموميين والخواص لضمان نجاح هذه التظاهرة.

من جهته، أعرب مندوب المعرض، الدكتور الحبيب مرزاق، عن تقديره للسلطات والشركاء على دعمهم المستمر. وذكر بأن معرض الفرس، إلى جانب مكانته الثقافية والرياضية، يساهم

بشكل فعال في تعزيز الإشعاع الدولي للمملكة، من خلال استقباله سنويا لمشاركين قادمين من أكثر من أربعين دولة.˝

كما سيقدم المعرض هذه السنة، برنامجا غنيا ومتنوعا يشمل مباريات مرموقة، منها الجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للتبوريدة، والجائزة الكبرى لصاحب الجلالة

الملك محمد السادس للقفز على الحواجز، إضافة إلى مباريات خاصة بالخيول البربرية

والخيول العربية-البربرية و الخيول العربية الأصيلة.

كما يتضمن برنامج المعرض إلى جانب المباريات، سلسلة من المحاضرات من تأطير خبراء، ستمكن من تبادل الأفكار حول الابتكارات، والمستجدات، وأفضل الممارسات في مجال تربية

الخيول و العناية بها. كما سيتم تخصيص برامج للجمهور الناشئ من خلال أنشطة معرفية

وترفيهية. بالإضافة إلى تقديم أمسيات لعروض الفروسية بمشاركة مجموعة من الفرق الوطنية والدولية رفيعة المستوى.

نبذة عن جمعية معرض الفرس

تم إحداث جمعية معرض الفرس في 20 ماي 2008، بناء على تعليمات ملكية سامية، وتخضع هذه الجمعية لأحكام الظهير الشريف رقم 376-58-1 الصادر في 3 جمادى الأولى 1378 15) نوفمبر (1958 المتعلق بتنظيم حق تأسيس الجمعيات، كما تم تعديله وتتميمه بموجب الظهير الشريف رقم 288-73-1 الصادر في 6 ربيع الأول 1393 14) أبريل .(1973 وفي سنة 2010، تم الاعتراف

بها كمؤسسة ذات منفعة عامة، بموجب المرسوم رقم 505-10-2، ويترأسها الشريف مولاي عبد الله العلوي.

 

وتتلخص مهام الجمعية فيما يلي:

● تنظيم معرض الفرس للجديدة

● العمل على إنشاء قنوات للتعاون والتواصل مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص

والمجتمع المدني والمعارض المماثلة في المغرب والخارج

● تشجيع أي نشاط يهدف إلى تطوير وتعزيز قطاع الخيول، ولا سيما من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية للعالم القروي

● إبراز التراث الثقافي الوطني الغني المرتبط بالفرس وكذلك تقاليد الفروسية في المملكة

● تشجيع المهن والحرف المرتبطة بالفرس

 

 

Categories
ثقافة و أراء

الدكتور المنصوري يوقع كتابه” “جوانب من المشهد الصوفي بزاوية آسا بالجنوب المغربي”

طانطان عابدين الرزكي 

على هامش ندوات علمية نظمت أمس الأحد بالموسم الديني السنوي ملكي الصالحين. جرى حفل توقيع كتاب “جوانب من المشهد الصوفي بزاوية آسا بالجنوب المغربي” ، في إطار فعاليات الموسم الديني ملكى الصالحين، للدكتور حسان المنصوري وهو مدير اقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة بطانطان تحت عنوان: “جوانب من المشهد الصوفي بزاوية آسا بالجنوب المغربي”.

الكتاب يعتبر إضافة نوعية للمكتبة المغربية، حيث تناول بالدراسة و التحليل الدور التاريخي و الروحي لزاوية آسا باعتبارها إحدى الحواضر الصوفية البارزة في الجنوب المغربي، و مركز إشعاع ديني و علمي ارتبطت بالتصوف المغربي و امتداداته الإفريقية ، و العالمية.

هذا الحفل حضره رئيس المجلس الإقليمي لاسا الزاك السيد رشيد التامك و عدد من اعضاء المجلس و رئيس المجلس الجماعي لاسا السيد عبا محمود و عدد من الباحثين في الصوفية و طلاب عدد من المدارس العتيقة بربوع المملكة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ ثقافة و أراء جهات فن مجتمع

وفاة المعلم مصطفى باقبو: محطة فارقة في مسيرة فن الكناوة

حسيك يوسف

توفي اليوم الإثنين 8 سبتمبر 2025، المعلم مصطفى باقبو، أحد أبرز وجوه فن الكناوة، عن عمر ناهز 72 عامًا. يُعدّ باقبو فنانًا كناويًا مشهورًا عالميًا، وقد ساهم في إشعاع هذا الفن محليًا ودوليًا.

ولد مصطفى باقبو في مراكش عام 1953، وترعرع في أحضان زواياها الصوفية الكناوية. تعلم فن “كناوة” الأصيل على يد والده “المعلم” العياشي باقبو.

في السبعينيات، انضم باقبو إلى المجموعة الغنائية الرائدة “جيل جيلالة”، وشارك في حركة “الفولك” التي ازدهرت آنذاك.

شارك في العديد من التظاهرات الفنية الكبرى بأمريكا وآسيا وأوروبا، وعمل مع فنانين عالميين كبار مثل ماركوس ميلر وبات ميثني ولويس بيرتينياك.

ساهم باقبو في تعزيز مكانة فن الكناوة على الساحة الفنية العالمية، وتميز بأسلوبه الفريد الذي جمع بين الأصالة والحداثة. وقد أكدت مشاركاته في التظاهرات الموسيقية الوطنية والدولية على مكانته كأحد أهم رواد الفن الكناوي.

من المنتظر أن يوارى جثمان الفقيد الثرى بمقبرة باب أغمات بمدينة مراكش بعد صلاة العصر.

سيبقى المعلم مصطفى باقبو في ذاكرة محبي الفن الكناوي، وستستمر مسيرته الفنية في إلهام الأجيال القادمة من الفنانين.

Categories
ثقافة و أراء مجتمع

كرنفال “أهل الله” ختام فعاليات “ملكى الصالحين”

مع الحدث عابدين الرزكي 

شهدت ساحة محمد السادس بمدينة آسا، مساء الأحد 7 شتنبر 2025، تنظيم كرنفال “أهل الله” الذي ترأسه السيد يوسف خير، عامل إقليم آسا الزاك، إلى جانب وفد رسمي، وذلك في إطار فعاليات اختتام الموسم الديني والثقافي لزاوية آسا “ملكى الصالحين”.

وجرى هذا الحدث البهيج في أجواء روحانية واحتفالية، خصصت لتكريم حملة كتاب الله وأهل القرآن الكريم، في مبادرة تعكس عمق ارتباط ساكنة المنطقة بالزاوية وبتراثها الصوفي العريق.

ويُعد كرنفال “أهل الله” من المحطات البارزة في البرنامج الختامي للموسم، لما يحمله من رمزية دينية واجتماعية، تعكس المكانة الرفيعة التي يحظى بها القرآن الكريم في نفوس سكان آسا وزوارها، وما يجسده من وفاء للتقاليد الروحية الأصيلة التي تميز المنطقة منذ قرون.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

أمسية روحانية لجمعيات المجتمع المدني بعمالة الدار البيضاء أنفا إحتفاء بالمولد النبوي الشريف وسط أجواء عائلية في رحاب الأمداح النبوية

مع الحدث/ الدارالبيضاء

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي

 

 

في ليلة إيمانية أضاءت سماء الدار البيضاء، نظّمت جمعيات المجتمع المدني بتراب عمالة أنفا، مساء الأحد 7 شتنبر 2025، حفلاً دينياً مميزاً بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وذلك بقاعة رحال التاريخية بالمدينة القديمة ، وسط حضور متميز جسّد مكانة هذه المناسبة في قلوب المغاربة.

وقد حضر هذا الحفل البهي رئيس مقاطعة أنفا السيد الحاج محمد الشباك، والسيد عبد الواحد رحال السلامي، اللذان أضافا بحضورهما دفئاً خاصاً وأجواءً عائلية عكست روح التضامن بين المسؤولين وأبناء المنطقة.

الأمسية تميزت بعروض روحانية قدمتها مجموعة الإشراق للسماع والمديح، التي أبدعت في إنشاد المدائح النبوية والأناشيد الصوفية، مما خلق أجواءً من السكينة والصفاء الروحي، وجعل الحاضرين يعيشون لحظات خشوع وتأمل في سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وأكد المنظمون أن هذا اللقاء يهدف إلى ترسيخ قيم المحبة والسلام التي جاء بها الإسلام، وإحياء روح الانتماء للهوية المغربية المتجذرة في عمقها الديني والثقافي، مؤكدين أن ذكرى المولد النبوي تمثل فرصة سنوية لتعزيز روابط الأخوة والتآزر بين مكونات المجتمع.

إختتمت الأمسية بحفل شاي الله الحضور  بالدعاء الصالح، لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وللشعب المغربي بالأمن والاستقرار، وسط أجواء من الفرح الروحي التي تركت في قلوب الحاضرين أثراً لا يُنسى.

 

 

 

Categories
ثقافة و أراء

صدور رواية “بين ترادم وأندلسيا” للكاتب ياسين باهي

أعلن الكاتب ” ياسين باهي عن صدور روايته الجديدة “بَيْنَ ترَادم وأَنْدَلُسْيا” خلال شهر شتنبر الحالي، و قد بين ياسين باهي عبر صفحته الرسمية على فايسبوك أن الرواية ستذهب بالقارئ في رحلة تجمع بين الصمت والبوح، الحب والحنين، الدفاع عن الأرض والهوية، والغوص في أعماق النفس البشرية عبر الفلسفة والتحليل النفسي.

الرواية تسبر أغوار الذاكرة الفردية والجماعية، متكئة على تقاطعات التاريخ والأنثروبولوجيا، ومستلهمة موروث “ترادم” حيث يُعتبر كتمان الحب والوفاء من ركائز الحشمة والعفاف والطهارة والوقار، وهي عادة متأصلة الجذور في الشعر والأدب والحكايات الشعبية.
وتستحضر فضاءات “أندلسيا” بروح الغريب المندهش أمام حضارة عريقة، ليعيد وصل الصلة بين تقاليد وأعراف ” ترادم” بما تحمله من مشاهد للتاريخ الحي، وبين البعد الأندلسي الغني بالثقافة والفن.

من خلال هذا المزج، تطرح الرواية أسئلة عميقة حول المعنى، والهوية، والانتماء، وتدعو القارئ إلى التأمل وإعادة التفكير في جدلية البوح والكتمان، الماضي والحاضر، الفرد والجماعة….

ويأمل الكاتب أن تشكل روايته الجديدة إضافة نوعية إلى المكتبة العربية، وأن تفتح نقاشات نقدية وثقافية حول قضايا الحب والذاكرة والتاريخ والهوية.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات متفرقات مجتمع

الحذر من الأخبار الزائفة: استغلال جنازة الزفزافي لصناعة الوهم والفتنة

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

لم يعد المتابع المغربي في مأمن من سيل الأخبار الزائفة والمغلوطة التي تغزو المنصات الرقمية بشكل يومي، حيث تحوّلت بعض الأحداث الوطنية والإنسانية إلى مادة خام لصناع الوهم والباحثين عن نسب المشاهدة والانتشار، ولو كان الثمن هو المتاجرة بآلام الناس أو الإساءة لصورة الوطن.

خروج ناصر الزفزافي الاستثنائي لحضور جنازة والده، كان مناسبة إنسانية خالصة، غير أن بعض المنابر الإعلامية المقرّبة من دولة مجاورة حاولت استغلالها بشكل مغرض، من خلال نشر مقاطع فيديو مركبة وتعليقات مفبركة لا تعكس الواقع، بل تسعى إلى خلق البلبلة وبث الفتنة بين المواطنين.

الأخطر من ذلك، أن أطرافاً محسوبة على جهات خارجية لم تتردد في استغلال الازدحام الكبير الذي عرفته الجنازة لافتعال أعمال شغب وصلت إلى رشق الحجارة، بهدف تأزيم الوضع وصناعة صورة زائفة عن الأحداث. وقد استدعى الأمر تدخلاً فورياً لرجال السلطة من أجل حماية السكان والحفاظ على النظام العام، غير أن هذا التدخل صُوِّر بشكل مغاير للحقيقة وتم تزييف معطياته عبر تعليقات مغرضة لتشويه صورة المؤسسات.

كما أكد ناصر الزفزافي في تصريحات واضحة حبه الكبير للوطن من صحرائه إلى شماله، ومن غربه إلى شرقه، مشدداً على أن الريف جزء لا يتجزأ من المغرب، وأن سكان الحسيمة يرفضون بشكل قاطع أي تشويش أو محاولة ركوب على الموجة باسمهم، كما يعارضون كل محاولات بث الفتنة وتقسيم الصف الوطني.

إن ما وقع يكشف بجلاء أن الهدف من هذه الحملات الإعلامية التضليلية ليس سوى زرع الشك وضرب الثقة بين المواطن ومؤسساته، في وقت يحتاج فيه الوطن إلى وحدة صف وتماسك داخلي. ومن هنا، تبرز مسؤولية الإعلام الوطني والمجتمع الرقمي النزيه في كشف هذه الأكاذيب والتصدي للأخبار المضللة، مع تكريس ثقافة التحقق والتثبت قبل مشاركة أي محتوى.

فالمغرب في حاجة إلى وعي جماعي يحمي الحقيقة ويدافع عن الإنجازات، لا إلى جيوش رقمية تصنع الضجيج وتزرع الشكوك خدمة لأجندات خارجية.