Categories
أعمدة الرآي الصحة الواجهة ثقافة و أراء

تافراوت : تلاميذ وتلميذات من مختلف مناطق المغرب يتنافسون في مسابقة وطنية للإملاء بالأمازيغية “أولمبياد تيفيناغ”.                  

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ محمد العزاوي 

انطلقت اليوم الخميس 7 غشت الجاري، فعاليات الدورة السابعة عشر لفستيفال تيفاوين تحت شعار “الانتصار للقرية”، وذلك خلال الفترة الممتدة من 07 إلى 17 غشت 2025، بالفضاءات القروية الرحبة لكل من جماعتي أملن وتافراوت بإقليم تيزنيت ، والمنظم من طرف جمعية فستيفال تيفاوين بتعاون مع جماعتي أملن وتافراوت وبدعم من شركاء مؤسساتيين وخواص.

هذا وتميز اليوم الأول من “تيفاوين” بإعطاء انطلاقة منافسات الدورة 13 للمسابقة الوطنية للإملاء بالأمازيغية ” أولمبياد “تيفيناغ بالمدرسة الجماعاتية أملن، بشراكة مع الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الادارة و المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وأكاديمية جهة سوس ماسة للتربية والتكوين ووزارة التربية الوطنية.

حيث عرفت هذه الدورة مشاركة 9 اكاديميات جهوية ب ” 18 تلميذ وتلميذة “، حيث الغاية من هذه المسابقة المساهمة في إرساء وترسيخ اللغة الأمازيغية بحرفها الأصلي تيفيناغ في نفوس المتعلمين، وكذا إذكاء روح المنافسة بين المتعلمين على غرار باقي الأولمبياد التربوية الأخرى، كما تستهدف إكساب المتعلمين آليات الكتابة السليمة باللغة الأمازيغية عبر تحويل المسموع والمنطوق إلـى مكتوب، واستحضار البنيات الأسلوبية والتركيبية والصرفية.

الى ذلك وتعليقا على المسابقة قال الإطار التربوي حسن أخواض إن هذه النسخة تعتبر امتدادا للتراكم الايجابي والنجاحات التي عرفتها الدورات السابقة ، خصوصا وانها تجرى في اطوارها النهائية بالمجال القروي والجبلي وبالضبط بمنطقة تافراوت سنويا ، حيث عبرت 9 اكاديميات جهوية عن المشاركة هذه السنة في جو تنافسي بين المتعلمين والمتعلمات القادمين من مختلف المناطق المغربية .

تجدر الإشارة إلـى أنه سيتم الاعلان عن نتائج هذه المسابقة يوم الجمعة 8 غشت في حفل فني بهيج .

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء فن

الفن الشعبي بين الرسالة الفنية وجاذبية “الشيخة”: هل انقلبت الموازين؟

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

 

في السنوات الأخيرة، أصبح المشهد الفني الشعبي المغربي يعيش مفارقة مثيرة للجدل: لم تعد الأغنية وحدها هي معيار النجاح، بل صار وجود راقصة (شيخة) تتوفر على “مقومات” معينة، جزءًا أساسيًا من معادلة الانتشار، لا سيما على منصات التواصل الاجتماعي، وتحديدًا تيكتوك.

 

الفنان الشعبي، الذي كان في الماضي يشدّ الجمهور بصوته وكلماته ونبض الحي الذي يأتي منه، صار اليوم يبحث عن وجوه راقصة جذّابة ترافقه في السهرات والحفلات وحتى مقاطع الفيديو القصيرة. وأصبحت “الشيخة” ـ التي لا نقلل من دورها التاريخي ومكانتها في التراث ـ محور العرض، لا فقط مكمّله. أحيانًا، تنقلب الآية: الجمهور لا يسأل عن اسم الفنان، بل عن “من ترافقه؟”.

 

عندما تصبح الجمالية هي أساس التقييم

 

التحول الخطير لا يكمن فقط في “إدخال الرقص” إلى فضاء الأغنية، بل في التركيز على المظهر، والجرأة، والإيحاءات أكثر من الموهبة أو القيمة الفنية. لقد أصبح العرض الفني عند البعض مناسبة لإبراز الشيخة الأكثر إثارة أو الأكثر جرأة، لا للاستماع إلى الكلمة أو التفاعل مع الإيقاع. تيكتوك، ووسائل التواصل عمومًا، زادت من تسريع هذه الظاهرة، وأدخلت الفن في دائرة “الترند اللحظي”، لا الجودة الدائمة.

 

الأطلس… منبع جديد لراقصات “اللوك الشقا”

 

ما يثير الانتباه هو أن فنانين شعبيين من مناطق دكالة والدار البيضاء و خريبكة وغيرها باتوا يتجهون نحو مناطق الأطلس، خاصة خنيفرة، مريرت، تيغسالين والمناطق المجاورة، للبحث عن “شيخات” يرتدين اللباس التقليدي المعروف بـ”الشقة” أو “اللوك الشقا الموزون”، والذي يميز راقصات الأطلس، لما يحمله من رمزية جمالية وهوية فنية خاصة.

 

هذه الشيخات، اللاتي يزاوجن بين الأصالة والحضور الجسدي الجذاب، أصبحن مطلوبات بشدة، لدرجة أن الطلب تجاوز العرض. بل إن البعض بات يُقيّم “قيمة” الشيخة في المنطقة بما تدرّه من مشاهدات وجمهور، لا بما تقدمه من أداء فني أو تراثي.

 

لنكن منصفين، الشيخة ليست عدوة الفن. بل هي جزء من الذاكرة الفنية الشعبية، وكانت دائمًا حاضرة في الأعراس والمواسم. لكن، الخطير اليوم هو استغلال الجسد لا الموهبة، وتحويل الفن إلى وسيلة لجذب الانتباه عبر الإغراء، لا الإبداع. هنا، يصبح من الصعب التمييز: هل نحن بصدد تطوير جديد في فن الأداء؟ أم تدهور في الذوق العام؟

 

الجمهور… ضحية أم شريك؟

 

السؤال الجوهري: لماذا تقبل فئات واسعة من الجمهور هذا التحول؟ لماذا لم يعد الناس يستمتعون بالكلمة واللحن؟ ولماذا صار البعض يخجل حتى من مشاهدة ما يُعرض أمامه، دون أن يستطيع أن يعترف بذلك علنًا؟

الجواب قد يكون في غياب التربية الفنية، وتحوّل المنصات الرقمية إلى مدارس لتشكيل الذوق بدل المؤسسات الثقافية.

 

خلاصة القول : الفن لا يُختزل في الجسد، ولا في عدد المتابعين على تيكتوك، ولا في رقصات مثيرة تُغطي على ضعف الكلمة أو اللحن. وبين فنان يبحث عن الانتشار بأي وسيلة، وجمهور تائه بين ما يُعرض عليه وما يريده حقًا، تضيع القيمة الفنية الحقيقية.

 

ربما آن الأوان أن نطرح السؤال بشجاعة:

هل نريد فنا يُغني الروح والعقل؟ أم عرضًا بصريًا عابرًا يخجل الناس من الحديث عنه جهراً؟

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات

مهرجان أم الربيع بخنيفرة: استحضار حي لتراث “أسون” – من حماية القطيع إلى احتضان الهوية ضمن المهرجان الثقافي

مع الحدث لحسن المرابطي

يمثل مهرجان أم الربيع في إقليم خنيفرة (المغرب) محطة سنوية لا تُحتفى فيها بموسم الطبيعة المتجددة فحسب، بل تُستعاد فيها ذاكرة ترحال عميقة. فمن خلال تأثيثه بـالخيام الأمازيغية التقليدية واستحضار نمط الحياة البدوية لمجتمع أيت اسگوگو الأمازيغية، ينسج المهرجان جسراً رمزياً بين زمنين: ماضي الترحال الجماعي في جبال الأطلس وخاصة منطقة فزاز (الأطلس المتوسط)، وحاضر الاستقرار الذي يعيشه سكان المنطقة اليوم. وتأتي إضافة تنظيم “أسون” (المجموعات الرحل) وهندسة المخيم الدائري لتكشف عن طبقة أنثروبولوجية غنية، تُضفي عمقاً استثنائياً على هذا الاستحضار.

♦️ الزمان والمكان: رحلة موسمية تحولت إلى احتفال ثقافي

▪️ السياق التاريخي (الماضي): مع حلول فصلَي الربيع والخريف، كانت مجموعات الرحل الأمازيغية في منطقة فزاز (وهي جزء من المجال الثقافي الأطلسي المتوسطي) تُنظّم رحلات جماعية موسومة ب”أسون”. كانت الرحلة تتم غالبا عبر البغال كوسيلة نقل أساسية، متجهة صوب “أدرار” (المرتفعات الجبلية) بحثاً عن مراعي صيفية أو “أزاغار” (السهول) لقضاء الشتاء. الهدف كان اقتصادي-معيشي بحت: تأمين الكلأ والماء للمواشي.

▪️ السياق المعاصر (الحاضر): يعتبر المهرجان الأول من نوعه بجماعة أم الربيع، المتاخم لهذه المناطق التاريخية للترحال، احتفاءً بنهر أم الربيع ومنبعه. تحولت الرحلة البدوية من ضرورة بقاء إلى ذاكرة تُستحضر في فضاء احتفالي ثقافي.

♦️ هندسة “أسون”: الدائرة.. حكمة دفاعية وتضامن اجتماعي

كان تنظيم المخيم في الماضي يعكس فلسفة حياة متكاملة:

⏺️ التراتبية المكانية الذكية: تُنصب الخيام بشكل دائري متلاصق، تحيط بـساحة مركزية شاسعة.

⏺️ الوظيفة الحيوية:

▪️ حصانة جماعية: الشكل الدائري يشكل جداراً بشرياً ومادياً يصعب اختراقه، ويوفر رؤية شاملة 360 درجة لرصد الأخطار (هجمات “الأغيار” – القبائل المتنافسة – أو الوحوش المفترسة).

▪️ حماية القلب النابض: توضع زريبات المواشي وحظائر البهائم داخل هذه الساحة المركزية المحصنة. هذا التصميم يؤكد القيمة المحورية للمواشي كمصدر للغذاء (حليب، لحم)، المواد الخام (صوف، جلد)، والنقل (البغال). حمايتها كانت حماية للبقاء.

▪️ فضاء الحياة المشتركة: الساحة لم تكن للبهائم فقط، بل كانت مكاناً لـ:

▪️ اجتماعات القبيلة واتخاذ القرارات.

▪️ المقايضة والأسواق الصغيرة.

▪️ الاحتفالات والطقوس الاجتماعية.

▪️ رمزية عميقة: هذا التنظيم كان تجسيداً مادياً لقيم التضامن الجماعي (“أسون”) والتكافل والحكمة في التكيف مع البيئة والتهديدات.

 

♦️ استحضار “أسون” في المهرجان: تحول الوظيفة.. بقاء الرمز

يُعاد إنتاج هذه الهندسة التراثية في مهرجان أم الربيع، ولكن بطبقة دلالية جديدة:

⏺️ استمرارية الشكل: تُنصب الخيام التقليدية بشكل دائري حول ساحة مركزية واسعة، مستحضرةً الذاكرة البصرية والتنظيمية لـ”أسون”.

⏺️ تحول الوظيفة:

▪️ من حماية المواشي إلى استضافة الزوار: لم تعد الخيام تحمي الأغنام من الذئاب، بل أصبحت فضاءات استقبال دافئة للزوار والسياح، توفر لهم مكاناً للمشاهدة والراحة، وكأنها تحميهم (رمزياً) من الغربة وتذوب الفوارق بينهم.

▪️ من زريبات مواشي إلى مسرح ثقافي: الساحة المركزية لم تعد تضم المواشي، بل تحولت إلى “أغورا” ثقافية، مسرح مفتوح يحتضن:

▪️ العروض الفنية (أحيدوس، إزلان، تامديازت، موسيقى أمازيغية).

▪️ الألعاب التقليدية (“تاكورت”، “شيرا”، “بايسثاي سثانوت”، إيسكور.. ألعاب القوة مثل: “حجّط”، “تاموغزيلت”).

▪️ سرد الحكايات الشعبية والأمثال.

▪️ معارض الحرف التقليدية.

▪️ أي أنها تحولت من مركز الاقتصاد الرعوي إلى قلب الإشعاع الثقافي والهوياتي.

⏺️ الرمزية الجديدة: هذا التحول يرمز إلى:

▪️ البراعة في التكيف: قدرة الثقافة الأمازيغية على الحفاظ على رموزها مع إعطائها دلالات جديدة تلائم العصر.

▪️ تحول مصادر القيمة: من حماية الثروة الحيوانية (المادية) إلى حماية وصون الثروة الثقافية والرمزية (الهوية، التراث).

▪️ الأمن الثقافي: الدائرة لم تعد تحمي من اعتداءات مادية، بل أصبحت فضاءً رمزياً يُحصّن الهوية من النسيان والاندماج، ويوفر شعوراً بالألفة والانتماء للزوار.

 

♦️ الجسر الرمزي: من الترحال بالبغال والجمال والحمير، إلى الاستقرار.. حوار الأزمنة

يستكمل المهرجان حواره بين الماضي والحاضر عبر مقارنات صارخة:

▪️ وسائل النقل: استحضار الترحال عبر البغال (بطئه، مشقته، ارتباطه بتضاريس وعرة) مقابل نقل المنقولات بالشاحنات اليوم (سرعتها، قدرتها، ربطها بشبكة طرقية). يسلط الضوء على سرعة التطور التكنولوجي وتغير مفهوم الزمن والمسافة.

▪️ نمط العيش: استحضار حياة الترحال (حرية وانفتاح لكن مع تقشف وخطر دائم) مقابل حياة الاستقرار (أمان وخدمات لكن مع تحديات التحضر والاغتراب عن الطبيعة). يدفع للتأمل في إيجابيات وسلبيات كلا النمطين وقيمة مكتسبات الحاضر مع الحنين لقيم الماضي (التضامن، الصبر، الارتباط العضوي بالأرض).

 

♦️ أخيرا دائرة نصب الخيام توحد الزمنين

مهرجان أم الربيع بخنيفرة، من خلال استحضاره التفصيلي لتنظيم “أسون” وهندسة المخيم الدائري، لا يقدم مجرد مشهد تراثي. إنه يُجسّد فلسفة حياة كاملة – قائمة على التضامن الجماعي (“أسون”)، الحكمة الدفاعية (الشكل الدائري)، ومركزية المقدرات المشتركة (المواشي سابقاً، الثقافة والهوية اليوم). تحول الوظيفة – من حماية القطيع إلى احتضان العروض ومن استراتيجية بقاء إلى احتفال ثقافي – هو دليل على حيوية التراث وقدرته على التجدّد. الشكل الدائري والساحة المركزية، كرموز مادية، تصبح جسراً يربط حكمة الأجداد في التكيف مع بيئة قاسية والتنظيم الاجتماعي الذكي، مع وعي الأبناء بأهمية الهوية وضرورة الحفاظ عليها في عالم متغير. وهكذا، يصبح المهرجان أكثر من احتفال؛ إنه إعادة بناء حية للذاكرة المكانية والاجتماعية، ودرس عميق في كيف يمكن للماضي، باستعاراته الرمزية القوية، أن يثري الحاضر ويُعزز الانتماء. الدائرة التي كانت تحمي الأغنام أصبحت اليوم تحصن الهوية، مؤكدة أن قيم التضامن والحماية الجماعية تظل الدعامة الأبدية لاستمرار المجتمعات.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

الزمالة في العمل الصحفي: شراكة لا ساحة نزاع

مع الحدث

تحرير ✍️: ذ لحبيب مسكر

 

في عالم الصحافة حيث يسابق الصحفيون الزمن لنقل الخبر وتغطية الأحداث، تظهر قيمة الزمالة المهنية كعنصر أساسي لضمان بيئة عمل سليمة وإنتاج إعلامي مسؤول. فالعمل الصحفي بطبيعته قائم على الجهد الجماعي، والتكامل بين مختلف الأدوار والمهام، وليس على التنافس الفردي الذي يُغذي الأنا ويقضي على روح الفريق.

غير أن بعض السلوكيات التي قد تظهر أحيانًا في المؤسسات الإعلامية تُثير تساؤلات جدية حول المعنى الحقيقي للزمالة. فعندما يُنظر إلى تغطية صحفية متقاربة من طرفين على أنها تنازع أو “سبق مسروق”، بدل أن تُفهم كدليل على يقظة مهنية واهتمام مشترك، فإننا نبتعد عن جوهر المهنة.

إن التشكيك في نوايا الزملاء، أو الامتناع عن الحوار المباشر معهم، أو تحويل النقاش المهني إلى انتقاد شخصي، كلها ممارسات تُضعف الثقة داخل الفريق، وتُحول العمل الجماعي إلى مساحة للتوتر بدل أن تكون منبعًا للإبداع.

الخبر في نهاية المطاف ليس ملكًا لمن نشره أولًا، بل لمن أفاد به الجمهور بدقة وصدق. وما يُميز الصحفي ليس عدد السباقات التي فاز بها، بل قيمته التحريرية، وموضوعيته، وقدرته على الاشتغال ضمن فريق يحترم الاختلاف ويسند بعضه البعض.

الزمالة الحقيقية تعني:

الانتصار للقيم لا للذات.

تغليب روح الفريق على النزعة الفردية.

احترام مجهودات الجميع، دون تسفيه أو تقليل.

في مهنة قائمة على الكلمة الصادقة والصورة النزيهة، من المؤلم أن تضيع الحقيقة وسط خصومات داخلية. لذلك، فإن الحفاظ على جو مهني تسوده الشفافية والاحترام المتبادل ليس خيارًا، بل ضرورة لضمان استمرارية أي مؤسسة إعلامية تطمح للمصداقية والتأثير.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

المساري: الصحافة الأخلاقية كعقيدة

مع الحدث/ ذ يونس مجاهد

 

في يوم 25 يوليوز من السنة الجارية، حلت الذكرى العاشرة لوفاة الصحافي، محمد العربي المساري، الذي تحمل طيلة حياته عدة مسؤوليات، ديبلوماسية ووزارية، غير أن الصفة التي كان يتشبث بها، دائما، هي مهنة الصحافة، التي لم تفارقه حتى عندما كان يشغل المناصب الرسمية، لأنه كان يعتبرها زائلة، بينما الصحافة لا تزول. فكيف كان يفهم المساري هذه الصفة الدائمة؟

منذ أن بدأ المساري في ممارسة هذه المهنة، اعتنقها كعقيدة، لم تكن منفصلة لديه عن التزامه الوطني والنضالي، حيث لم ينظر إليها إلا كأداة لتصريف قناعاته السياسية والفكرية، من أجل مغرب متحرر وديمقراطي، لذلك فالصحافة الأخلاقية، لم تكن بالنسبة له مطية للاغتناء، أو وسيلة للتقرب من أصحاب القرار، أو فرصة ذهبية للحصول على مكاسب مادية.

وحتى عندما تولى حقيبة الإتصال، في حكومة عبد الرحمن اليوسفي، كان الأمر بالنسبة له استمرارا لمنهجيته في الحياة، وهو ما تحدثنا فيه آنذاك، حيث كنت نائبا له في الكتابة العامة للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، قبل أن يغادر هذه المسؤولية للالتحاق بحفل تنصيب الحكومة. وأتذكر كيف كان يحدثني يومها عن البدلة السوداء التي اختارتها له أسرته، بنوع من السخرية، لكن الأهم هو أنه قال لي، أنا ذاهب للحكومة، من أجل الدفاع عن مواقف النقابة.

ويعلم الجميع كيف اصطدم حينها بالسلطة، عندما كان يحاول إدخال إصلاحات على القناة الأولى، ثم كيف تضايق من الإجراءات التي اتخذت ضد بعض الصحف، مما عجّل برحيله عن حكومة التناوب، وعاد إلى صفوف النقابة، يحضر تظاهراتها وفعالياتها كأي عضو من بين الأعضاء.

واصل المساري عمله ككاتب صحافي، متميز، حيث أصدر عدة كتب ودراسات، حول قضايا مغربية، مستعينا بالأرشيف الذي بحوزته، حيث كان حريصا على تخزين الوثائق وتصنيفها، مما سمح له بأن يعتمد على مصادر دقيقة، في عمله العلمي. وكان يجمع في كتاباته بين الأسلوب الصحافي، السهل الممتنع، وبين صرامة الباحث والمفكر. وقد ساعده في عمله ككاتب صحافي، اطلاعه الواسع، الذي هو ثمرة القراءة والبحثـ، المتواصلين.

أما عن أسلوبه في العمل، عندما كان كاتبا عاما للنقابة، فقد اتسم بالتواضع وحسن الإنصات، وبالديمقراطية في إدارته لهذه الهيئة المهنية، حيث كان يعقد اجتماعات أسبوعية، تقريبا، للمكتب الوطني، بجدول أعمال مفصل، عادة ما يتجاوز عشرة نقاط، لأنه كان حريصا على عرض كل ما يهم هذه النقابة من قضايا وإشكالات، بكل شفافية، حتى في بعض القضايا شديدة السرية والحساسية، التي خاطبته السلطة فيها، لكنه كان لا يبقيها سرية، بل يعرضها للتداول.

وطيلة المدة التي رافقناه فيها في قيادة هذه الهيئة، لم يتخذ أبدا أي قرار انفرادي، كما لم يحضر أي اجتماع مع مسؤولين حكوميين أو غيرهم، لوحده، بل كان دائما يصطحب معه وفدا عن قيادة النقابة، وهو الأمر الذي ساهم في تكوين جيل جديد من مسؤولي هذه المنظمة، وساعدهم على قيادتها بعد أن تولى حقيبة وزارة الاتصال. ومن المفيد أيضا أن نشير هنا إلى أنه هو الذي أشرف على تهييئ عملية التحول السلسة، رفقة الكاتب العام الأسبق، محمد اليازغي، في انتقال النقابة الوطنية للصحافة المغربية، تدريجيا من هيئة للناشرينـ إلى نقابة للصحافيين، بعد فترة تم فيها تقاسم الهياكل.

و في الوقت الذي كان يسعى فيه إلى تحضير جيل شاب من الصحافيين لمسؤولية النقابة، كان شديد الوفاء للجيل الذي سبقه من رواد الصحافة الوطنية، الذين اختار من بينهم لجنة آداب المهنة، التي كانت بمثابة هيئة حكماء، اشتغلت رفقته، على وضع أسس احترام اخلاقيات الصحافة، في فترة أخذت تظهر فيها ما سمي ب”صحافة الرصيف”، و في عهدها وُضِعَ أول مختصر لميثاق أخلاقيات، كان يكتب على ظهر بطاقة الانخراط في النقابة، لحث الأعضاء على الالتزام التلقائي و الذاتي، هم قبل أي صحافي آخر، على تقديم نموذج في حسن السلوك تجاه زملائهم وتجاه المجتمع.

وظلت هذه المبادئ الديمقراطية والأخلاقية، وقيم الوفاء والإخلاص، من بين أهم تقاليد هذه النقابة، إلى عهد قريب، مما حافظ على توهجها، إذ كانت المثال في تعايش التيارات السياسية والفكرية والانتماءات القطاعية والجهوية، في إطار جامع متحد، عمل على تشييده جيل الرواد، الذين لم يكن همهم الحصول على المكاسب الصغيرة، بل ناضلوا للدفاع عن حرية الصحافة وعن صناعة وطنية قوية للإعلام، وعن كرامة الصحافيين، وعن أخلاقيات المهنة، التي ما كانوا يتصورون يوما أنها ستنتهك من داخل هذا الإطار التاريخي.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات فن

تهنئة للدكتورة لطيفة أحرار على إنجازها الأكاديمي

بقلم: حسيك يوسف

بكل فخر واعتزاز، تلقينا خبر حصول الفنانة والمخرجة المغربية لطيفة أحرار على شهادة الدكتوراه بميزة “حسن جدًا” في تخصص الدراسات المسرحية، مرفوقة بتوصيات أكاديمية تشيد بمستوى أطروحتها، في لحظة علمية مميزة تُتوج مسارًا حافلًا بالعطاء الفني والثقافي.

لطيفة أحرار، التي يعرفها الجمهور المغربي والعربي من خلال أدوارها المميزة ومبادراتها في المسرح والسينما، أظهرت من جديد وجهها الآخر: الباحثة الجادة، والمثقفة التي لا تتوقف عن تطوير نفسها، رغم مسؤولياتها الكبيرة كمديرة للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي.

هذا التتويج لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة طبيعية لمسار طويل من العمل، الالتزام، والاجتهاد. وكم هو جميل أن نرى فنانة من طينة أحرار تمزج بين الحس الفني والعمق الأكاديمي، في صورة نادرة ومشرّفة للمرأة المغربية.

نيابة عن كل من يؤمن بالعلم والفن، نهنئ الدكتورة لطيفة أحرار بهذا الإنجاز المستحق، متمنين لها مزيدًا من التألق والنجاحات في مسيرتها الفنية والعلمية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

“تاحريشت”… أكلة أمازيغية من قلب الأطلس تسحر الأذواق وتقاوم نيران الغلاء

مع الحدث

تحرير ✍️: ذ لحبيب مسكر

 

من أعماق جبال الأطلس وتحديدًامن مناطق آيت بوحدو وشقير، خرجت أكلة “تاحريشت” لتغزو بطقوسها وروائحها الشهية موائد الأمازيغ في إقليم خنيفرة والمناطق المجاورة، قبل أن تتحول إلى رمز تراثي شعبي، يقف جنبًا إلى جنب مع الطنجية المراكشية في الذاكرة الذوقية المغربية.

ارتبطت “تاحريشت” منذ القدم بالمناسبات الكبرى، وعلى رأسها عيد الأضحى، حين تُستخرج أحشاء الأضحية وتُحضّر بعناية، لتصبح طبقًا مميزًا لا يُقاوم. وهي اليوم، في خنيفرة ونواحيها، لم تعد مجرد وجبة تقليدية، بل أصبحت جزءًا من الهوية المحلية، تُطلب بشغف وتُباع بسرعة، خاصة في مواسم الأعياد والعطل.

وصفة من نار… بنكهة الأطلس

تحضّر “تاحريشت” بأسلوب فريد يجمع بين البساطة والإبداع الشعبي، إذ تُلف شرائح من الرئة، الكرشة، الكبد، الشحم وغيرها من مكونات “الضوارة” على قضيب حديدي طويل، ثم تغلف جيدًا بـالمصارن، قبل أن تُشوى ببطء على نار هادئة من الفحم، ما يمنحها نكهة مشوية فريدة تجعل المتذوق يطلب المزيد.

وتُراعى في تحضيرها الشروط الصحية، إذ تتم مراقبة مكوناتها في المجازر من طرف الأطباء البيطريين، وتخضع لمتابعة يومية من طرف مصالح السلامة الغذائية، مما يرفع من ثقة المستهلك في جودة الطبق.

بين الإقبال الشعبي وارتفاع الأسعار

رغم الإقبال الكبير على هذه الأكلة، إلا أن ارتفاع أسعار اللحوم شكل تحديًا حقيقيًا لممتهني هذا الصنف من الأطعمة التقليدية. فقد اضطر عدد منهم إلى التخلي عن المهنة بسبب غلاء المواد الأولية، وصعوبة رفع الأسعار على الزبناء الذين لا تسمح لهم قدرتهم الشرائية بمجاراة الزيادات.

ويؤكد أحد الباعة أن الطلب على “تاحريشت” ما يزال قويًا، بل إن الزبناء يتوافدون في ساعات المسائية الأولى من أجل الحصول على حصتهم، إلا أن الهوامش الربحية الضئيلة والضغط الاقتصادي قد تدفع بهذه الأكلة إلى الاندثار إذا لم يتم دعمها وتنظيم تسويقها بالشكل المناسب.

تراث في حاجة إلى الاعتراف والدعم

ومع أن “تاحريشت” ما تزال حاضرة بقوة في خنيفرة والمناطق الجبلية المجاورة، إلا أن أصواتًا بدأت ترتفع مطالبة بـتثمين هذا التراث الغذائي، عبر تسويقه في مناطق أخرى من المملكة، وتنظيم مهرجانات للتعريف به، بل ودعمه كمنتوج محلي يندرج ضمن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

في النهاية تبقى “تاحريشت” أكثر من مجرد طبق… إنها حكاية نار وذوق وهوية، تستحق الحفظ والترويج، في وقت تُهدد فيه عواصف الغلاء والأزمات الاقتصادية العديد من جوانب تراثنا اللامادي.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ ثقافة و أراء جهات

موسم مولاي عبد الله أمغار 2025.. دورة واعدة بروح التراث وتجدد التنظيم

متابعة: منير المباشي وحسن الصياد

عقدت اللجنة المنظمة لموسم مولاي عبد الله أمغار ندوة صحفية بسيدي بوزيد مساء الخميس 24 يوليوز 2025 حول دورة موسم مولاي عبد الله أمغار لسنة 2025 والتي ستنظم من 8 إلى 16 غشت المقبل تطرقت فيها لمختلف الجوانب التنظيمية لهذا الملتقى الروحي والتراثي والثقافي والديني والإجابة على تساؤلات الصحفيين وممثلي المنابر الإعلام الوطنية والمحلية.

حضر أطوار هذه كل من السادة مولاي المهدي الفاطمي رئيس مولاي عبد الله والمدير العام للشركة المنظمة للموسم FILAT DISTRIBUTION السيد عبد الجبار بالحرشة والسيد سعيد غيث رئيس الاتحاد الإقليمي للتبوريدة وممثلي الشركات المستشهرة والداعمة على رأسها المكتب الشريف للفوسفاط وعدة مؤسسات اقتصادية وصناعية، بحيث تم تقديم البرنامج العام للموسم في محاوره الدينية والثقافية والسهرات الفنية التي سيحييها عدد من أبرز نجوم الأغنية الشعبية المغربية بالإضافة إلى فعاليات التبوريدة التي سيعيش معها الجمهور الغفير الذي يزور الموسم والذي يتراوح طيلة فترة الموسم بين3 و 4 ملايين زائر من داخل وخارج الوطن والذي يتزايد سنة بعد أخرى علاوة على الحراك والرواج الاقتصادي الذي يحدثه الموسم والذي تستفيد منه عدة فئات وفضاءات ألعاب الأطفال والألعاب الشعبية “الحلقة” التي يحتضنها المحرك الرئيسي مباشرة بعد انتهاء عروض التبوريدة التي تستمر إلى ما بعد صلاة المغرب ةسط هتافات الجماهير وتفاعلها الكبير خصوصا عند القرصات الماصة التي تشنف أسماعهم من طرف السربات المشاركة والتي تمثل عدة طرق وتجتهد لكي تبدع وتمتع.

كما أن الموسم سيعرف كعادته مشاركة جمعية لقواسم للصيد بالصقور والتي تقدم عروضا جميلة تحظى بإعجاب الحاضرين من جميع الفئات العمرية والاجتماعية بالإضافة إلى تكريم عدة شخصيات وفعاليات بمناسبة هذه الدورة.

تمت الإشادة بجهود الدرك الملكي الذي يسهر على استثباب الأمن خلال مدة الموسم والتعامل باحترافية ومهنية مع كل الحالات التي تعرض عليهم وكذا تنظيم حركة المرور التي تعرف اكتظاظا كبيرا بسبب عدد السيارات التي تتوافد على المسوم وكذا شكر المصالح بولاية الجديدة والإعلاميين الذي يواكبون الموسم ويساهمون في نقل أنشطته بشكل يضفي عليه قيمة مضافة وكذا التنبيه للهفوات التنظيمية والخصاص الذي قد يحصل في البنيات التحتية أو الأمور الطارئة التي قد تحصل أثناء الموسم.

وفي الأخير تم التأكيد على التأكيد على ضرورة تعاون جميع المتدخلين من أجل إنجاح هذه الدورة ومساهمة كل الأطراف منظمين وسلطة وإعلاميين للرفع من قيمة الموسم لكي يحظى بالتصنيف ضمن التراث العالمي والترحيب بكل المقترحات التي من شأنها تطوير أداء الموسم خلال هذه الدورة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء فن

لجنة الإعلام واللجنة المنظمة لمهرجان إفران الدولي في نسخته السابعة

مع الحدث / إفران

تحرير ✍️: ادريس المجدوب

 

شهدت مدينة إفران انطلاق فعاليات النسخة السابعة من مهرجان إفران الدولي وسط أجواء احتفالية مبهرة وتنظيم محكم، جسّد نجاحًا جديدًا يُحسب للجنة المنظمة ولجنة الإعلام على حدّ سواء، واللتين تستحقان كل الثناء والتقدير.

 

فمنذ اللحظات الأولى للإعداد لهذا الحدث الثقافي والفني البارز، أبانت اللجنة المنظمة عن احترافية عالية وروح جماعية جعلت من مهرجان إفران موعدًا سنويًا ينتظره الجمهور بشغف. لم يكن التنظيم محصورًا في الجانب اللوجستي فقط، بل تعداه إلى الإبداع في البرمجة، الحرص على التنوع الثقافي، وضمان الجودة في كل تفصيلة من تفاصيل المهرجان، ما ساهم في تقديم صورة مشرّفة تعكس مكانة المدينة وتطلعاتها.

 

أما لجنة الإعلام التي يترأسها محمد الخولاني وعبد العزيز الفلاح، فقد أدّت دورًا محوريًا في مواكبة مختلف فقرات المهرجان، وساهمت بشكل لافت في نقل الأجواء عبر تغطيات دقيقة واحترافية، مكنت الجمهور الواسع، داخل المغرب وخارجه، من متابعة الحدث. لقد كانت اللجنة جسرًا فعّالًا بين المهرجان والجمهور، وأثبتت مرة أخرى أن الإعلام شريك أساسي في نجاح كل تظاهرة ثقافية.

 

إنه لحق علينا أن نرفع القبعة لهذه اللجان النشيطة، التي اشتغلت في صمت وبعزيمة، وكان همّها الأول هو إنجاح هذا الحدث الدولي الذي أصبح مفخرة للمدينة وللثقافة المغربية عمومًا.

 

فشكرًا للجنة المنظمة، وشكرًا للجنة الإعلام، على الجهد والتفاني والإخلاص. وبفضل عملكم المتقن، سيبقى مهرجان إفران علامة مضيئة في سماء الفن والثقافة، ومنارة إشعاع حضاري لسنوات قادمة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات مجتمع

Fondation “MJID”un héritage humain et un parcours familial d’engagement, une icône du don de soi et du bénévolat solidaire

Maalhadet /Casablanca 

Rédaction ✍️ : Majida Elhaimoudi 

Dans un monde où les intérêts personnels prennent souvent le pas sur les valeurs communes, certaines initiatives lumineuses viennent rappeler la noblesse des principes humains, tels que le don, l’altruisme et l’engagement solidaire. Parmi ces élans remarquables, la Fondation MJID se distingue comme une référence inspirante dans le domaine de l’action sociale et humanitaire, incarnant à la fois la mémoire d’un parcours familial exemplaire et la promesse d’un avenir plus juste.

Placée sous la présidence de Monsieur Abou Soufiane Elkabous, la Fondation perpétue la vision de son défunt père Mohammed Majid, pionnier de la solidarité active au Maroc. Ce dernier avait semé dès les premières années، les graines d’un volontariat authentique, à une époque où l’engagement désintéressé était encore marginal. Fort de cet héritage, Abou Soufiane a su tracer une voie claire, faisant du droit à une vie digne pour les familles vulnérables une priorité inébranlable, et étendant le champ d’action de la Fondation à travers toutes les régions du Royaume.

Grâce à une vision stratégique, un sens élevé de l’éthique et une gestion transparente, la Fondation MJID est aujourd’hui un modèle de gouvernance associative moderne, conciliant rigueur professionnelle et chaleur humaine.

Une culture du don enracinée dans l’identité marocaine

La générosité et la solidarité sont depuis toujours des valeurs intrinsèques à la société marocaine. Mais la Fondation Majid va au-delà du simple geste charitable : elle inscrit l’acte de donner dans une dynamique de développement durable et d’impact réel, capable de transformer des vies et de redonner espoir là où il s’est éteint.

Pour la Fondation le bénévolat n’est pas une réaction ponctuelle aux crises, mais un pilier fondamental du tissu social, un levier d’émancipation et de responsabilisation. Le bénévolat devient ici une culture, une école de citoyenneté, une force tranquille au service de l’humain.

Des actions concrètes et continues sur le terrain

Loin de se limiter à des aides d’urgence, la Fondation Majid œuvre sur plusieurs fronts à travers des programmes intégrés et structurés, notamment :

Des caravanes médicales et humanitaires dans les zones enclavées .

Des campagnes de distribution de vêtements et de denrées alimentaires en périodes hivernales et lors des fêtes religieuses .

Des projets éducatifs et de réinsertion scolaire pour les enfants déscolarisés .

Des initiatives de soutien aux veuves et d’autonomisation économique des femmes à travers des microprojets .

Des programmes environnementaux et de sensibilisation écologique auprès des jeunes générations.

Une école du bénévolat pour la jeunesse marocaine

Ce qui fait la singularité de la Fondation, c’est l’esprit collectif et la mobilisation de la jeunesse. Des centaines de volontaires, venus de divers horizons, y trouvent un espace propice à l’apprentissage, au dépassement de soi et à l’action solidaire. Ces jeunes reçoivent des formations pratiques, participent activement aux missions de terrain et deviennent à leur tour des ambassadeurs de la solidarité et de l’engagement social.

Ainsi la Fondation Majid devient non seulement un acteur de terrain mais aussi un catalyseur d’un mouvement citoyen porté par une nouvelle génération.

Des témoignages qui en disent long

Les marques de gratitude des bénéficiaires sont nombreuses. Chaque village reculé, chaque foyer en détresse, chaque hôpital ou centre d’accueil pour orphelins porte l’empreinte tangible de la Fondation. Des histoires de dignité retrouvée, de sourires redonnés, de vies transformées par une simple main tendue.

La reconnaissance ne s’est pas fait attendre : plusieurs distinctions nationales et internationales ont salué la transparence, la persévérance et l’impact humanitaire de la Fondation. Elle est aujourd’hui un exemple à suivre pour d’autres structures associatives qui souhaitent conjuguer efficacité et humanité.

Une ode au don sincère et au service désintéressé

Dans un contexte où les repères se brouillent et où l’individualisme gagne du terrain, la Fondation MJID nous rappelle que le véritable engagement ne nécessite ni fortune ni notoriété, mais simplement un cœur habité par la foi en l’autre. Que le bénévolat n’est pas un luxe, mais un devoir de conscience et un acte de foi en l’humanité.

Un hommage appuyé revient à Monsieur Abou Soufiane ElKabous, pour sa vision ,son dévouement et sa fidélité à la mémoire de son père. Un salut chaleureux également à tous ceux qui, de près ou de loin, font vivre cette belle aventure : par un geste, une idée, un sourire, ou une prière.

La Fondation MJID est bien plus qu’un institution : c’est un symbole vivant du don sincère, un creuset d’espoirs partagés, une source d’inspiration dans la construction d’un Maroc solidaire, humain et responsable.