Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات مجتمع

عندما يتحدث الأثر عن نفسه مؤسسة “مجيد” إرث إنساني ومسار عائلي من العطاء، أيقونة وقدوة في التضامن الإنساني والتطوع المجتمعي

مع الحدث/ الدارالبيضاء 

تحرير ✍️: مجيدة الحيمودي 

 

 

في زمن تتسارع فيه وتتشابك فيه المصالح الشخصية، تظل بعض المبادرات الإنسانية المضيئة بمثابة منارات تذكرنا بأهمية القيم النبيلة والمبادئ الراسخة، وعلى رأسها ثقافة العطاء والعمل التطوعي. ومن بين هذه المبادرات الرائدة، تبرز مؤسسة “مجيد” كأيقونة متميزة في مجال العمل الإنساني، وكنموذج يحتذى به في غرس روح التكافل الاجتماعي وخدمة الإنسان دون انتظار مقابل.

تُدار مؤسسة “مجيد” تحت إشراف رئيسها السيد أبو سفيان القابوس، الذي يسير على نهج والده الراحل محمد مجيد، أحد رموز العمل الإنساني في المغرب، والذي كان له الفضل في غرس أولى لبنات التآلف والتضامن والعطاء التطوعي، في وقت كانت فيه مثل هذه المبادرات نادرة. وقد واصل أبو سفيان هذا المسار، بإيمان راسخ بأن العيش الكريم حق لكل مواطن، لا سيما الأسر المعوزة والمحرومة، واضعاً نصب عينيه هدفاً نبيلاً: توسيع رقعة العمل الاجتماعي والخيري ليشمل مختلف ربوع المملكة.

بفضل رؤيته القيادية والتزامه الإنساني، استطاع السيد أبو سفيان تحويل المؤسسة إلى نموذج حي لعمل جمعوي منظم، يعتمد على التخطيط، والشفافية، والمهنية في الأداء.

لطالما كانت ثقافة الخير والعطاء جزءاً من الموروث المغربي الأصيل، حيث يتجسد التضامن بين الأفراد والجماعات في مختلف المناسبات الاجتماعية والدينية، وتترسخ قيم التراحم والإيثار في السلوك اليومي للمواطنين. غير أن العمل التطوعي المنظم والمؤسساتي هو ما يعطي لهذا العطاء بعده التنموي ويضمن استمراريته وفاعليته.

فالعمل التطوعي كما تؤمن به مؤسسة “مجيد”، ليس مجرد مبادرة عابرة أو ردة فعل مؤقتة أمام الأزمات، بل هو ثقافة مجتمعية أساسية تسهم في خلق جسور من المحبة والتعاون، وتزرع في النفوس روح الانتماء والمسؤولية الجماعية.

لا تقتصر جهود المؤسسة على تقديم المساعدات الظرفية، بل تتعداها إلى برامج التنمية المستدامة والتمكين الذاتي. وقد حرصت على الجمع بين العمل الإغاثي العاجل والتدخل التنموي طويل الأمد، من خلال:

قوافل طبية وإنسانية تصل إلى القرى النائية والمناطق المعزولة.

حملات توزيع الألبسة والمواد الغذائية خلال مواسم البرد والمناسبات الدينية.

مشاريع تعليمية وتكوينية للأطفال المنقطعين عن الدراسة.

برامج دعم الأرامل وتمكين النساء اقتصادياً عبر مشاريع مدرة للدخل.

مبادرات بيئية وتوعوية تغرس لدى الأجيال الناشئة قيم المحافظة على الطبيعة.

ما يميز مؤسسة “مجيد” عن غيرها، هو روح الفريق والعمل الجماعي التي تسود داخلها. فقد نجحت في استقطاب المئات من المتطوعين الشباب، من مختلف التخصصات والمجالات، الذين اختاروا أن يكونوا جزءاً من هذا الحلم الجماعي الجميل.

ويجد المتطوعون في المؤسسة فضاءً للتعبير عن قدراتهم وتفجير طاقاتهم، كما يتلقون تكوينات ميدانية تؤهلهم للمساهمة بفعالية في الأنشطة الميدانية والبرامج التنموية. وهكذا، أصبحت “مجيد” مدرسة حقيقية في المواطنة الفاعلة، تزرع في نفوس الشباب معاني التضحية والانخراط في قضايا المجتمع.

ليس أدلّ على نجاح مؤسسة “مجيد” من الشهادات الحية التي يرويها المستفيدون منها. ففي كل قرية نائية، وكل زنقة مهمّشة، وكل مستشفى أو دار أيتام، ستجد أثراً واضحاً لأنشطة المؤسسة. وستسمع حكايات عن كرامة استعادت، وعن دموع فرح سكنت عيوناً لطالما تجرعت القهر والتهميش.

وقد حظيت المؤسسة بفضل شفافية عملها ونزاهة أهدافها، بعدد من التكريمات الوطنية والدولية، كما باتت نموذجاً تحتذي به مؤسسات مشابهة في مختلف مناطق المغرب.

في عالم تتغير فيه الأولويات وتضعف فيه أحياناً القيم، تأتي مؤسسات مثل “مجيد” لتؤكد أن العطاء لا يحتاج ثروة، بل قلباً نابضاً بالإيمان بالآخر. وأن التطوع ليس ترفاً، بل مسؤولية وواجب إنساني.

تحية تقدير واحترام لرئيس المؤسسة السيد أبو سفيان القابوس، ولكل من آمن برسالتها وساهم في إشعاعها، سواء بفكرة، أو بوقت، أو بجهد، أو حتى بدعاء صادق. ومزيداً من التألق والريادة لمؤسسة “مجيد”، التي باتت بحق رمزاً في المنفعة العامة و العطاء الإنساني الخالص وقدوة في صناعة الأمل.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء

بوشعيب الطالعي.. حين يترجم عُمراً فوق الركح إلى كتاب

حسيك يوسف

في زمن كثرت فيه الإصدارات وقلّت فيها الجودة، يطل علينا الأستاذ والمسرحي القدير بوشعيب الطالعي بعمل يليق بتاريخه الطويل في حقل الفن والتربية: “المسرح وأسس فن التمثيل المسرحي”، كتاب صدر حديثاً عن مطبعة بلال بفاس، في 175 صفحة أنيقة من القطع المتوسط.

الطالعي، الذي قضى أربعة عقود في تعليم وتكوين أجيال من الممثلين بمعهد الدار البيضاء، اختار أن يقدّم ثمرة تجربته العريقة، في صيغة دليل مبسط وعميق لهواة ودارسي المسرح، بل وحتى للأساتذة والمربين.

الكتاب مقسم إلى خمسة محاور رئيسية، تغوص بالقارئ في جذور الفن المسرحي، تطوره، تقنياته، ومناهجه، مزين بصور ووثائق نادرة، ورسومات بخط يد المؤلف، تشهد على وفائه لتفاصيل “أب الفنون”.

وقد حظي هذا العمل بمراجعة علمية للأستاذ الدكتور أحمد أمل، وبتقديم نقدي رصين من الباحث سالم اكويندي، ما يعزز قيمة هذا الإصدار ويمنحه بعداً أكاديمياً وفنياً فريداً.

ولأن الطالعي ليس مجرد مدرّس أو مخرج، بل صانع ذاكرة مسرحية حقيقية، فإن هذا الكتاب ليس فقط مرجعاً، بل رسالة محبة وعرفان لفن عشقه حتى النخاع.

فليقرأه كل عاشق للمسرح، وكل من مرّ يوماً من القاعة رقم 8 بشارع باريس، حيث يُصنع المجد المسرحي في صمت.

\#المسرح #بوشعيب\_الطالعي #فن\_التمثيل #إصدارات\_جديدة #ثقافة #دار\_البيضاء #أب\_الفنون

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

التعليم في المغرب بين تحديات الواقع ورهانات المستقبل

مع الحدث

تحرير ✍️: ذ. لحبيب مسكر

 

مع حلول العطلة الصيفية، وإغلاق المدارس لأبوابها، تتجدد الأسئلة الكبرى حول واقع التعليم في المغرب، وتُفتح ملفات بقيت مؤجلة طوال السنة الدراسية. في الوقت الذي ينعم فيه التلاميذ ببعض الراحة، يُستأنف النقاش بين الأسر، والفاعلين التربويين، وصناع القرار، حول مدى قدرة المدرسة المغربية على مواكبة التحولات السريعة التي يعرفها العالم، خاصة في ظل الطفرة التكنولوجية، وصعود الذكاء الاصطناعي الذي أصبح اليوم جزءاً من المعارف الأساسية التي يجب إدماجها منذ السنوات الدراسية الأولى.

 

فإلى متى سيبقى التعليم المغربي حبيس الإصلاحات المتعثرة؟ وكيف يمكن للمنظومة التربوية أن تنتقل من مرحلة التشخيص إلى لحظة التحول الحقيقي الذي يواكب رهان التحديث ورقمنة المعرفة؟

 

1. اختلالات هيكلية تُعيق مواكبة العصر الرقمي

 

رغم مرور عقود من الإصلاحات، ما زالت المدرسة المغربية ترزح تحت وطأة تحديات مزمنة، تجعلها عاجزة عن مسايرة روح العصر:

 

ضعف الجودة التعليمية: لا تزال بلادنا تحتل مراكز متأخرة في التقارير الدولية، أبرزها نتائج برنامج “بيزا”، حيث جاء المغرب في المرتبة 75 من أصل 79 دولة، ما يعكس ضعف الكفايات الأساسية لدى المتعلمين.

 

تفاوتات ترابية صارخة: لا تزال المناطق القروية تعاني من نقص في البنيات الرقمية، وغياب المختبرات والتجهيزات التكنولوجية الضرورية، مقابل تركيز الموارد في المراكز الحضرية.

 

مناهج متجاوزة: تفتقر المقررات الدراسية إلى إدماج المهارات الرقمية والبرمجة والذكاء الاصطناعي، التي أصبحت من أساسيات التعلم عالميًا، حيث لا يزال الحفظ والاستظهار يهيمنان على أساليب التدريس.

 

الهدر المدرسي: آلاف الأطفال ينقطعون عن الدراسة سنويًا، في غياب دعم اجتماعي وبيئة مدرسية محفزة، ما يضيع على البلاد طاقات بشرية كان يمكن أن تُستثمر في الاقتصاد الرقمي الناشئ.

 

2. إصلاحات محدودة الأثر في زمن التحول التكنولوجي

 

رغم الخطط الوطنية الطموحة، من “الميثاق الوطني للتربية والتكوين” إلى “الرؤية الاستراتيجية 2015–2030″، لم تُحقق هذه المشاريع القفزة المنتظرة. ويعود ذلك إلى:

 

ضعف الحوكمة التربوية: رغم أن قطاع التعليم يستهلك أكثر من ربع الميزانية العمومية (26.3%)، إلا أن النجاعة في تدبير الموارد تبقى دون المستوى، وتُغيب الأولويات الرقمية.

 

تقلبات السياسات العمومية: غياب الاستمرارية وتناوب الحكومات على تبني رؤى متناقضة، يُنتج إصلاحات مُجزأة لا تصمد أمام التحديات الواقعية.

 

فضائح تُقوّض الثقة: استمرار قضايا مثل “الاتجار في النقط” و”الشهادات مقابل المال أو الجنس”، يضرب في عمق مصداقية المؤسسة التربوية، ويحول دون انخراط مجتمعي حقيقي في الإصلاح.

 

تأخر في الرقمنة: في الوقت الذي تُخصص فيه دول متقدمة برامج لإدماج الذكاء الاصطناعي والتقنيات الذكية في التعليم الأولي، لا يزال المغرب يراوح مكانه في تعميم اللوحات الرقمية أو تحسين جودة الإنترنت داخل الفصول.

 

3. من أجل تعليم يستشرف المستقبل الرقمي

 

لكي يتمكن المغرب من بناء مدرسة قادرة على تكوين أجيال قادرة على الاندماج في الاقتصاد الجديد، لابد من:

 

تجديد المناهج التربوية: إدراج البرمجة، والذكاء الاصطناعي، والروبوتيك، والأمن السيبراني، ضمن المقررات، وتدريسها تدريجيًا ابتداءً من المرحلة الابتدائية.

 

تكوين المدرسين رقميًا: اعتماد برامج تكوين مستمر في التعليم الرقمي، وتزويد الأساتذة بالكفايات التكنولوجية الحديثة، مع تحفيزهم ماديًا ومعنويًا.

 

توفير بنية تحتية ذكية: تجهيز المؤسسات التعليمية بخوادم، وألواح ذكية، وربط مستمر بالأنترنت، مع تمكين المدارس القروية من الوصول المتكافئ للتكنولوجيا.

 

تعزيز الشراكات الدولية: الانفتاح على تجارب الدول الرائدة في التعليم التكنولوجي، وعقد شراكات مع شركات رائدة في الذكاء الاصطناعي لتطوير المحتوى التعليمي.

 

تأهيل الأطفال لاقتصاد المعرفة: لم يعد التلميذ بحاجة إلى الحفظ فقط، بل إلى امتلاك مهارات التفكير التحليلي، والتعلم الذاتي، والقدرة على التعامل مع الخوارزميات والبيانات الضخمة.

 

خاتمة: مدرسة المستقبل تبدأ اليوم

 

العطلة الصيفية ليست وقتًا لتأجيل النقاش، بل فرصة لإعادة التفكير الجاد في مآل المدرسة المغربية، في ظل عالم يتغير بسرعة مذهلة بفعل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. إذا لم تتحرك السياسات التعليمية في هذا الاتجاه، فإننا نخاطر بتخريج أجيال من “الأميين الرقميين”، في عالم يقيس الكفاءة بمدى القدرة على الابتكار، لا على عدد الشواهد.

 

فهل نملك الشجاعة والجرأة لنبدأ التحول الآن؟

Categories
ثقافة و أراء رياضة

اختتام فعاليات مهرجان التراث والفلكلور في دورته الثانية بلقاءات علمية ووصلات فنية لفرق اسبانية وبرتغالية

مديونة محمد الحساني

اختتمت امس، فعاليات النسخة الثانية لمهرجان التراث والفلكلور المنظم تحت إشراف عمالة إقليم مديونة، و جمعية أصدقاء الرياضة والثقافة مديونة، وبشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال والرياضة، قطاع الرياضة، والذي نظم بساحة القصبة الاسماعيلية ، فضلا على المركب الثقافي لمديونة خلال الفترة ما بين 14 و 20 يوليوزالجاري.

حيث استضافت هذه التظاهرة كل من دولتي اسبانيا والبرتغال كضيفي شرف الدورة، من خلال مشاركتهما في معرض المنتجات المجالية المنظم بنفس الساحة وذلك بعرض المنتجات المحلية لذات الدولتين الضيفتين، حيث عرف هذا الرواق توافد المئات من الزوار الراغبين في التعرف على الثقافة الأوروبية من خلال منتوجاتهم التقليدية.

كما شهد برنامج هذه السنة عدة عروض فنية وموسيقية من ذات الدولتين ، استمتع بها وتجاوب معها الحاضرون، الى جانب عقد ندوات فكرية وعلمية.

– ندوة ” كأس العالم، الرهانات الاقتصادية ومؤشرات التنمية “،

وهو لقاء علمي وتواصلي سلّط الضوء على رهانات كأس العالم 2030، نظم يوم الثلاثاء 15 يوليوز 2025، اشرف على تسييره الصحفي المقتدر يوسف الساكت، و يهدف إلى إثارة النقاش حول الأبعاد المتعددة لتنظيم المغرب المشترك لكأس العالم 2030 رفقة كل من إسبانيا والبرتغال، تحت شعار:

“Yalla Vamos 2030”.

حيث ناقش المتدخلون كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والرياضية، والاعلامية.

وفي هذا السياق، قدم محمد الشقير “مؤلف وباحث” مقاربة تحليلية حول الخلفيات التاريخية والتنموية لهذا الحدث العالمي، حيث قالفي هذا الصدد، قال ، إن “تنظيم تظاهرات كأس العالم أصبح مجالا للتنافس بين الدول، لما لذلك من انعكاس على صورتها الخارجية، وكذا مكانتها السياسية في المنتظم الدولي”.

مضيفا ” ان إدراك المغرب المبكر للأهمية السياسية لتنظيم هذه الكأس العالمية، واعتباره أن ذلك يدخل ضمن القوة الناعمة للدول، هو ما دفع جلالة الملك الراحل الحسن الثاني إلى الترشح لتنظيم كأس العالم منذ أكثر من عقدين”.

وتابع المتحدث: “وعلى الرغم من عدم النجاح في هذه الترشيحات، فإن ذلك لم يثن المغرب عن مواصلة الترشح، إلى أن نجح في إحراز شرف تنظيم كأس العالم لسنة 2030، بمشاركة كل من إسبانيا والبرتغال” ، مشرا الى ان هذه المشاركة ستعزز التعريف بالمغرب كبلد عريق وقوة إقليمية في شمال إفريقيا ومنطقة المتوسط، مذكرة بتاريخه الحضاري ضمن هذه المنطقة. كما ستكشف عن قدراته اللوجستية في الاستضافة، مما سيكرس دوره الإقليمي وإشعاعه السياسي كقوة مستقرة في منطقة إفريقية تعاني من مظاهر عدم الاستقرار السياسي والأمني,

ومن جانب آخر، يرى شقير أن المشاركة في هذا التنظيم ستكسب المغرب ورقة سياسية للدفع بضرورة الطي النهائي لنزاع الصحراء”، موضحا أن تنظيم هذا الحدث يتطلب نزع فتيل أي مشاكل قد تؤثر على أمن تظاهرة ستجلب ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم.

من جانبه تناول عبد الفتاح مؤمن رئيس تحرير ميداني بقناة 2M، البعد الإعلامي ودور الصحافة في مواكبة مثل هذه التظاهرات الكبرى، من خلال الصحافة الرياضية سواء المرئية او المكتوبة او الإلكترونية، مؤكدا ان الحديث عن الرهانات الرياضية ليس شعارات فضفاضة ، وإنما هي مقاربة تروم بناء ملاعب رياضية، او بنيات تحتية، وبنيات طرقية، وعلاوة على تحسين المناخ الاستثماري، لخلق فرص العمل، مع التفكير في خلق عدالة اجتماعية للمدن التي لا تحتضن فعاليات كأس العالم، باستفادتها من عائدات هذه التظاهرة العالمية، ناهيك عن الصناع التقليدين الذين كما شاهدتهم يتسائلون عن موقعهم وعن كيفية الترويج لمنتجاتهم المحلية، مثمنا مثل هذه النداوت التي تشكل ارضية مفيدة وفرصة لبعث توصيات لبعض المسؤولين، من جعل هذه التظاهرة العالمية مشروع مجتمعي وليس،فقط مشروع حكومي، الكل يساهم والكل يستفيد.

عصام اسمر مدير مهرجان التراث والفلكلور

أوضح في ذات السياق، ان المغرب اليوم في قلب الحدث العالمي، مبرزا ان هذا المهرجان يأتي في سياق الاستعدادات المكثفة التي يشهدها المغرب من أجل استضافة ناجحة وفعّالة لنهائيات كأس العالم 2030، بما يعكس مكانته الإقليمية والدولية وقدرته على تنظيم تظاهرات كبرى وفق المعايير العالمية.

كما يروم يستطرد مدير المهرجان توعية الرأي العام بأهمية الحدث الكروي وما يحمله من فرص اقتصادية واستثمارية، وخلق جسور التواصل بين المختصين في الإعلام والرياضة والاقتصاد.

– ندوة حول التراث الأثري بالمغرب.

– وهو لقاء عقد يومه الاربعاء 15 يوليوز الجاري ، خصص لتسليط الضوء على دور الثقافة والفن في دعم الرؤية المستقبلية للمغرب. على اعتبار أن هذاالمهرجان ليس،فقط للتبضع او الاستمتاع بالموسيقى، بل محطة لنقاش، وفضاء فكري يربط بين الثقافة والرياضة والتنمية، كما يعكس رؤية مستقبلية تجعل من كأس العالم منصة للنهوض بعدة قطاعات موازية.

الدكتور مجيدي عبد الخالق استاذ باحث في علوم ما قبل التاريخ بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، نفض في عرضه الغبار عن الفن الصخري الذي يزخر به التراب الوطني، مكسرا العقيدة التي رسخها باحثون فرنسيون في عهد الاستعمار من كون الفن الصخري لصيق بالمجال الترابي الممتد بين توبقال وطنجة، والحال ان تراب المملكة ككل عرف مجتمعات محلية تركت بصماتها عبر النقوش الصخرية بدليل ان المغرب اليوم يتوفر على 800 موقع للنقوش الصخرية بعد ان كانت إبان الاستعمار لا تتجاوز 250 موقعا بحسب قوله، وذلك راجع الى مساهمة كليات الآداب بعدة مدن مغربية في تكوين باحثين من عيار كبير وإحداث المعهد الوطني لعلوم الآثار.

من جهته قال موسى مسرور باحث في كلية العلوم قسم الجيولوجيا بجامعة ابن زهير خلال عرضه حول دور المتاحف في التنشيط الثقافي المحلي: حالة متحف الجيولوجيا بآنزا، إن هذه المعلمة العلمية تحافظ على التراث الطبيعي وعلى المواقع الجيولوجية للمدينة وضواحيها، كما تعمل على تبسيط المعرفة العلمية بهذا المجال لجميع المغاربة، مبرزا ان اكتشاف موقع اثار اقدام الديناصورات في منطقة انزا سنة 2017، ساهم في انشاء متحف للتاريخ الطبيعي لاكادير، كمعلمة علمية اضحى اليوم عالميا، كما سيشكل فضاء بيداغوجيا للتعرف على جيولوجيا الأطلس الكبير الغربي ، بفضل شراكة تجمع شبابي من المغرب وتونس وفرنسا في اطار منظمة شباب الضفتين للتبادل الثقافي تحت إشراف الجمعية المغربية للتوجيه والبحث العلمي التي قامت بتنفيذ الجوانب الإدارية

يشار أن هذا المتحف يتضمن آثار متنوعة للديناصورات ومستحاثات عمرها اكثر من 500 مليون سنة ، واخرى عمرها 120 مليون سنة كما تم تزويد المتحف بمجموعة من المستحاثات التي لا توجد بالمغرب.

– عرض لفرقة موسيقى الفادو البرتغالية

موسيقى الفادو.. روح البرتغال القديمة

في اطار فعاليات المهرجان، احتضن المركب الثقافي لمديونة حفلا موسيقيا لموسيقى الفادو، وهي موسيقى تكشف عن العاطفة الهادرة والإيمان بالقدر في عمق العقل الجمعي البرتغالي.

بالعودة إلى التاريخ القديم، نجد أن موسيقى الفادو رمز موسيقي للثقافة والتقاليد البرتغالية، ويكشف هذا النوع الكئيب من الموسيقى عن العاطفة الهادرة والإيمان بالقدر في عمق العقل الجمعي البرتغالي.

و معنى الفادو في اللغة اللاتينية “القدر”، وهي موسيقى برتغالية قديمة بدأت في لشبونة، ثم انتشرت في أماكن مختلفة من البرتغال بأشكال متعددة، وظهرت الفادو في أوائل القرن 19 خلال لقاءات ثقافية متنوعة، لذلك هناك العديد من الإسقاطات المختلفة حول ظهورها.

– دعم الطاقات الغنائية الشابة

الهدف الأسمى من هذه التجربة الفنية ليس تحقيق الشهرة الشخصية كمغن، بل هو دعم الطاقات والمواهب المغربية الشابة ومنحها فرصة للظهور. كما صرح مدير الدورة“هدفي هو دعم شباب آخرين ومنحهم دفعة ليفجروا طاقاتهم.

واضاف عصام اسمر مدير مهرجان التراث والفلكلور” لدينا مواهب كثيرة في المغرب تحتاج فقط لمن يدفع بها إلى الأمام لتصنع بدورها حفلاتها الخاصة وتساهم في دفع تراثنا”، مضيفا أن

“التجربة تطورت وأصبح فيها تنوع أكبر. هدفنا أن يعيش من يحضر حفلاتنا شيئاً استثنائياً، لذا نفكر دائماً في الجديد وفي الإبداع، والإبداع لا حدود له”.

الى ذلك، تم تخصيص فضاء خاص بالصناعة التقليدية والتعاونيات بشراكة مع اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ضم عارضين من المغرب والدول المستضيفة.

كما عرف برنامج الدورة الثانية، عروضا للأزياء المغربية والاسبانية، علاوة على معرض تشكيلي لعدد من الفنانين.

وقد شكل هذا المهرجان، قبلة لساكنة مديونة والأحياء المجاورة لها، على غرار السنة الماضية، حيث عرف هذا الاخير اقبالا كبيرا.

Categories
أعمدة الرآي ثقافة و أراء

تزكيات انتخابية أم صفقات سياسية؟؟ …. عندما تهمّش الكفاءات لصالح الأميين والانتهازيين

مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، تشتد النقاشات داخل الأحزاب السياسية حول لوائح المرشحين، وتُطرح مجددًا أسئلة جوهرية حول معايير التزكية، ومدى احترامها لمبادئ الديمقراطية الداخلية، وروح المسؤولية، وخدمة الصالح العام.

وللأسف لا تزال ظاهرة تزكية الأميين والانتهازيين وأصحاب المصالح الذاتية تطغى على المشهد الانتخابي في عدد من المناطق، في تغييب واضح للكفاءات والمناضلين الحقيقيين، وفي تجاهل صريح لتوجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي لطالما دعا في خطاباته إلى تحمّل المسؤولية بنزاهة، وربط العمل السياسي بخدمة المواطن، لا بخدمة الأجندات الفردية.

ما الذي يحدث داخل الأحزاب؟

بدل أن تكون التزكية وسيلة لترشيح الكفاءات الوطنية النزيهة والمشهود لها بغيرتها على الوطن، تحوّلت في كثير من الأحيان إلى أداة لإعادة تدوير الوجوه المستهلكة، وتصفية الحسابات الداخلية، وتكريس الولاءات الضيقة، كما لو أن المناصب الانتخابية غنائم توزَّع لا مسؤوليات تُؤدى.

لقد أصبح من المألوف أن نرى مرشحين يفتقرون إلى أبسط مقومات الفهم القانوني أو الإداري، وأحيانًا لا يملكون حتى الحد الأدنى من التعليم، يتم تزكيتهم فقط لأنهم “يموّلون الحملة” أو يمتلكون قاعدة انتخابية تم بناؤها على الزبونية والمصالح، لا على البرامج والإقناع.

تنبيهات ملكية لم تجد آذانًا صاغية

في خطاب افتتاح البرلمان سنة 2016، قال جلالة الملك:

“إن التوجه الحقيقي يجب أن يكون نحو الكفاءات، وتحمل المسؤولية بصدق ونزاهة، بعيدا عن منطق الولاءات الضيقة، والبحث عن المصالح الشخصية.”

كما أكّد في خطاب العرش سنة 2017 على أن:

> “المسؤول الحقيقي هو الذي يضع المواطن فوق أي اعتبار، ويحرص على خدمة مصالحه، بكل صدق وأمانة.”

لكن رغم هذه التوجيهات السامية، لا زلنا نشهد في كل موسم انتخابي عودة نفس الأسماء، بنفس الأساليب، مع تغييب تام لروح المحاسبة الداخلية، ولامبالاة بمصداقية العمل الحزبي، وكأن همّ البعض هو “الترشح فقط”، لا تمثيل المواطن فعليًا.

الكفاءات تُقصى والمناضلون يُهمشون

من غير المعقول أن يُقصى المناضلون الحزبيون الحقيقيون، أولئك الذين تدرجوا داخل هياكل أحزابهم، وتحمّلوا المسؤولية التنظيمية، وتشبعوا بالمرجعية الفكرية والأيديولوجية للحزب، ويملكون تصورًا واضحًا لتنزيل البرامج على أرض الواقع، لصالح مرشحين لا يربطهم بالحزب سوى موسم الانتخابات.

هؤلاء المناضلون هم الأجدر بالثقة والتزكية، لأنهم يُدركون معنى العمل السياسي ويؤمنون بأنه التزام ومسؤولية، لا سلّم للوصول إلى الامتيازات.

رسالة إلى المواطن المغربي

في خطاب العرش لسنة 2020، وجّه جلالة الملك دعوة مباشرة للمواطنين:

“إن المشاركة الواسعة في الانتخابات، واختيار المرشحي الأكفاء والنزهاء، هي الوسيلة الوحيدة لتغيير الوضع إلى الأفضل.”

وهنا نُحمّل المواطن أيضًا جزءًا من المسؤولية. فالصوت الانتخابي أمانة، واختيار المرشح المناسب مسؤولية وطنية. التغيير لن يتحقق طالما استمر بعض الناخبين في التصويت بدافع القرابة أو العاطفة أو المصلحة الآنية.

نحو تصحيح المسار

إذا أرادت الأحزاب أن تستعيد ثقة المواطن، فعليها أن تعيد الاعتبار لمناضليها الحقيقيين، وأن تجعل من الكفاءة، والنزاهة، والقدرة على التواصل والترافع عن قضايا الساكنة، معايير رئيسية للتزكية. كما يجب أن تُمارس نقدًا ذاتيًا حقيقيًا، وتقطع مع منطق الريع الانتخابي، لأن الوطن لم يعد يحتمل مزيدًا من الارتجال والرداءة.

أما المواطن فله أن يُدرك أن لحظة التصويت هي لحظة سيادة، وأن حسن الاختيار اليوم، هو ضمان لمستقبل أفضل غدًا.

الأستاذ محمد المزابي

Categories
ثقافة و أراء

نوستالجيا حين يستنطق التاريخ: منصف الادريسي الخمليشي 

مع الحدث ثقافة وفن.

بين أسوار شالة العتيقة، حيث تتكلم الحجارة بعبق الماضي، انبعثت أرواح عظماء صنعوا مجد هذا المكان: يوبا الثاني، بطليموس بن يوبا، لوكيوس كايوس ألبينوس، ماركوس فاليريوس فيرون، شخصيات خلدت في ذاكرة المغرب الكبير، تعود إلينا اليوم في عرض مسرحي يحمل عنوان “نوستالجيا – عاطفة الأمس، روح شالة”، تحت إشراف المخرج المسرحي أمين ناسور.

اعتمد العرض على توظيف جمالي لفنون الفرجة ومهن المسرح، جامعا بين السيرك، والسينوغرافيا (الديكور، الموسيقى، الأزياء)، بروح بريشتية تنهل من أسلوب التغريب، لتصوغ رحلة فنية تسافر بنا بين الأزمنة. من العصر الروماني ننتقل بسلاسة إلى العصر المريني، حيث نكتشف وجوها من التاريخ المغربي المشرق: السلطان الأسود أبو الحسن علي المريني، ابنه أبو عنان فارس، العالم لسان الدين بن الخطيب، المؤرخ ابن خلدون، وشمس الضحى زوجة السلطان.

الفرجة المغربية كانت وستظل غنية، بتاريخ يؤهلنا للريادة الثقافية والفنية. وهذا ما تسعى وزارة الشباب والثقافة والتواصل إلى تجسيده ميدانيا من خلال مشاريع كبرى كـ”نوستالجيا”، الذي يعتمد مقاربة تشخيصية هادئة، تتجلى في إشارات ركحية تجعل من الحركة قصة، ومن القصة فعلا، ومن الفعل سلوكا.

لا يمكننا إغفال الجهد الكبير الذي بذل لإنجاز هذا المشروع، الذي يمثل خطوة رائدة في استثمار التراث الثقافي، وإعادة استنطاق الذاكرة الجماعية، وتوريثها للأجيال الجديدة.

إنني، وأنا أكتب هذه الكلمات، أشعر أنني واحدا من تلك الأرواح التي عاشت زمن شالة. وما مسرحة المواقع الأثرية سوى دليل على أن المغرب يحمل تاريخا زاخرا لا يقل أهمية عن أي حضارة أخرى. إن كان لهم الإسكندر الأكبر، فلنا مولاي إدريس، وأبو الحسن المريني، ويوسف بن تاشفين…

ماذا لو استثمرت الثقافة المحلية و التاريخ في خدمة الفن سواء المسرح أو السينما؟

المسرح والسينما قادران على إحياء شخصيات مثل محمد بن عبد الكريم الخطابي، الزرقطوني، وغيرهم من رموز المقاومة الذين مارسوا طقوس التأمل، وانغمسوا في عوالم التصوف ليبلغوا ذروة النشوة والتحرر. أولئك الأبطال، إذا ما جسدت سيرهم في عروض فنية، ستشكل اعترافا صريحا بسلف بنى ركائز الدولة، و ضمانا لاستمراريتها، دفعا لحركية ثقافية واقتصادية حقيقية.

إن إدماج هذا الوعي في تكوين خريجي المدارس والمعاهد الفنية سيخلق جيلا مثقفا، مبدعا، مرتبطا بجذوره، سواء في المسرح أو السينما أو الفنون التشكيلية.

في ختام هذه الرحلة، لا يسعني إلا أن أوجه شكري العميق لكل من ساهم في إنجاح هذا العمل الفني المتكامل.

الشكر للمخرج الأستاذ أمين ناسور، مهندس هذا المشروع، الذي جمع تفاصيله بدقة كالفسيفساء.

الشكر للفنان عبد الفتاح عشيق، وفريد الركراكي، وعثمان السلامي المشرف على إحدى قطع هذا العمل الضخم، والذي كان لي الشرف أن أكون جزءًا منه.

كما أحيي الفنان أنوار الزهراوي وطاقمه الذي أبدع في تصميم الأزياء وإلباس الطاقم الضخم، فكان عنصرًا بصريا مكمّلًا لروح العرض.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء طالع فن

“نوستالجيا 2025”.. حين يستعيد المسرح ذاكرة الروح بروح فنية جديدة

بقلم ذ.حسيك يوسف
عندما يلتقي الحنين الصادق بفن مسرحي ناضج، تكون النتيجة لحظة مسرحية نادرة من حجم “نوستالجيا 2025″، عمل استثنائي استطاع أن يُوقظ الذاكرة، ويمنح المسرح المغربي دفقة جديدة من الحياة، ويدعو الجمهور إلى التأمل في الذات، والعودة إلى تلك اللحظات التأسيسية التي شكّلت وعينا الجمعي وهويتنا الثقافية والاجتماعية.


جاء العرض في إطار استثنائي وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهو ما أضفى عليه هالة من الاهتمام الوطني، وزخماً ثقافياً يليق بتاريخه ومضمونه.


ما ميّز هذا العمل المسرحي ليس فقط موضوعه الأخّاذ الذي استدعى الماضي بروح معاصرة، بل أيضًا طريقة تقديمه المتقنة، التي جمعت بين البساطة الجمالية والعمق الرمزي. لقد كان “نوستالجيا” دعوة مفتوحة إلى السفر عبر الزمن، لا بغرض الحنين العاطفي فقط، بل كمحاولة لفهم الذات وتفكيك الأسئلة القديمة والجديدة التي يسكننا صداها.


الرؤية الإخراجية حملت توقيع المبدع أمين ناسور، الذي أكّد مرة أخرى أنه لا يصنع الفرجة لمجرد الفرجة، بل يعتبر المسرح أداة فكرية وإنسانية عميقة. عبر نسجه لعرض بصري وشعري، أبان ناسور عن وعي مسرحي حداثي، يمزج بين الرمزية والواقعية، وبين الحكمة الفنية والجرأة الإبداعية.


وفي قلب هذا العمل، تألقت الفنانة فاطمة الزهراء أحرار، فراشة المسرح المغربي، في دور “تيفيوين”، الشخصية الأمازيغية التي جسدتها بحضور آسر، يفيض شعراً وصدقاً. لم تكن أحرار تؤدي دوراً عادياً، بل كانت تعيش الشخصية وتسكب فيها من قلبها الفني وروحها المسرحية، ما جعلها تتجاوز حدود الأداء إلى مرتبة التعبير الصادق. حضورها لم يكن مجرد تمثيل، بل تجلٍّ حقيقي لأنوثة راسخة، وهوية مقاومة، وذاكرة تتكلّم.
الطاقم التمثيلي بدوره لم يكن أقل تألقًا، فقد قدم كل فنان أداءً منسجماً مفعماً بالصدق والالتزام، بأسلوب جماعي متناغم يشي بمستوى عالٍ من التدريب والحس المسرحي. كل شخصية حملت عمقها الخاص، وتفاعلت مع العرض بروح فنية عالية.


أما الجانب التقني، فقد اشتغل في صمت لكنه أضاء العرض بكل ما في الكلمة من معنى. من الإضاءة إلى الملابس (بتصميم أنور الزهراوي ورفاقه)، إلى المؤثرات البصرية والصوتية، إلى السينوغرافيا… كان كل تفصيل مرسوماً بعناية، يخدم النص والحدث والرسالة.
ولا يمكن إغفال البصمة الإبداعية التي قدمها المنتج والمخرج نورالدين دوڭنة، الذي دعم العمل من خلف الستار، فكان جزءًا أصيلًا من هذه التجربة، إلى جانب الأسماء اللامعة الأخرى مثل فريد الرگراگي وعشيق، وغيرهم من العناصر الإدارية والتقنية التي اشتغلت بتفانٍ وانضباط.


“نوستالجيا 2025” ليست مجرد مسرحية ناجحة، بل هي علامة مسرحية فارقة تستحق أن تُدرس وتُشاهد أكثر من مرة. لقد أعادت الاعتبار للمسرح بوصفه فعلاً حياتياً، لا يتقاطع فقط مع الذكرى، بل يتصل بوجدان الأمة.
ما عشناه خلال هذا العرض كان لحظة صفاء فني وامتنان صادق للفن والمسرح، ولتلك الأسماء التي لا تزال تؤمن بأن المسرح رسالة، وأن الخشبة ليست أرضاً للعرض فقط، بل فضاء للبوح، وللتأمل، وللثورة أيضاً.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

حضور مغربي مميز في مهرجان AgitÁgueda 2025 بمشاركة خريجي ISADAC

مع الحدث/ أگدا- البرتغال

بقلم ✍️: ذ لحبيب مسكر 

 

حلّ خريجو المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي (ISADAC) ضيوفاً على مدينة أغدا بالبرتغال، ضمن إقامة فنية استثنائية في إطار فعاليات مهرجان AgitÁgueda 2025، وهو مهرجان دولي ينظم على مدى عدة أسابيع، ويتميز ببرمجة فنية وثقافية غنية ومتنوعة ترعاها بلدية المدينة.

 

 

وتتخلل هذه الإقامة خمسة عروض فنية ستُقام في فضاءات مختلفة من حديقة مدينة أغدا، وذلك يومي 12 و13 يوليوز 2025، في موعد فني مفتوح على الجمهور المحلي والدولي.

 

وقد تم تنظيم هذه الإقامة بدعم من بلدية أغدا، وبشراكة مع سفارة البرتغال في المغرب، في إطار رؤية فنية تسعى إلى خلق فضاء للتبادل والتقاطع بين الفنانين من مختلف بقاع العالم. فهذه التجربة ليست فقط مناسبة لاستكشاف التنوع الثقافي والتفاعل مع رؤى مختلفة، بل تُعدّ أيضاً فرصة ثمينة لنمو الفنان وتوسيع آفاقه، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني.

 

 

وترى الجهة المنظمة أن الأداء الفني يمكن أن يكون وسيلة لتجاوز حدود الذات والانفتاح على كيان كوني أوسع، حيث لا يسعى الفنان إلى السيطرة على المشاعر والأفكار، بل يسمح لها بأن تعبّر عن نفسها بحرية، وتتدفق عبره كوسيط خلاق.

 

 

هذه الإقامة الفنية تمثل بحق مساهمة مغربية مميزة في المشهد الفني الدولي، وتكرّس حضور خريجي ISADAC كفاعلين ثقافيين وفنيين منفتحين على العالم.

Categories
أخبار 24 ساعة ثقافة و أراء

زيارة ميدانية للمدير الإقليمي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الشباب لمخيم سيدي كاوكي

صويرة متابعة براهيم افندي 

في إطار تتبع وتنزيل برنامج العرض الوطني للتخييم لصيف 2025، قام السيد محمد الدريوش، المدير الإقليمي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب بالصويرة، بزيارة ميدانية هامة إلى مخيم سيدي كاوكي، الذي يحتضن عددًا من الجمعيات المشاركة في المرحلة الأولى من هذا البرنامج الوطني.

وقد حظي السيد المدير الإقليمي باستقبال حار من طرف الأطر الإدارية والتربوية العاملة بالمخيم، وعلى رأسهم أطر وزارة الشباب والثقافة والتواصل، الذين سهروا على توفير كافة الظروف الملائمة لنجاح المخيم وتنفيذ برامجه في أحسن الظروف.

تميزت الزيارة بلقاءات مباشرة مع الجمعيات المخيمة داخل الفضاء، حيث استمع السيد الدريوش إلى انشغالات وأفكار الأطر التربوية، واطلع على نماذج من الأنشطة اليومية المقدمة للأطفال واليافعين، والتي تتنوع بين الورشات التكوينية، الألعاب التربوية، الأنشطة الفنية والرياضية والترفيهية.

وقد عبرت جمعية آمال الشباب للطفولة والتخييم، إلى جانب جمعيات نشيطة وطموحة أخرى مشاركة في هذه المرحلة، عن بالغ ترحيبها بالزيارة، واعتبرتها دعما معنويا كبيرا للأطر التربوية، وفرصة لتعزيز جسور التواصل بين الإدارة المركزية والمجتمع المدني.

وتهدف هذه الزيارات الميدانية إلى تقوية الحكامة الجيدة، وتثمين مجهودات الجمعيات النشيطة في ميدان التنشيط التربوي، وكذا التأكيد على أهمية دور المخيمات الصيفية في ترسيخ قيم المواطنة والإبداع والعمل الجماعي في صفوف الناشئة.

وقد اختُتمت الزيارة بتأكيد المدير الإقليمي على التزام الوزارة بمواكبة أنشطة الجمعيات ودعم مجهوداتها التربوية، ومواصلة تطوير فضاءات التخييم لتكون فضاءات آمنة، دامجة، ومُحفّزة على التعلم والنمو.

Categories
أخبار 24 ساعة ثقافة و أراء

تزنيت تستعد للاحتفاء بصياغتها الفضية من خلال مهرجان تيميزار في دورته الـ13

مع الحدث محمد العزاوي 

شهدت قاعة الندوات بفندق “إيدو تزنيت”، مساء الخميس 10 يوليوز 2025، تنظيم ندوة صحفية خصصتها جمعية تيميزار للإعلان عن انطلاق النسخة الثالثة عشرة من مهرجان تيميزار للفضة، الحدث الثقافي السنوي الذي تحتضنه المدينة.

وحضر اللقاء عدد من الشخصيات المحلية، من بينها رئيس جماعة تزنيت الحاج عبد الله غازي، ورئيس المجلس الإقليمي محمد الشيخ بلا، إلى جانب المدير العام والمدير الفني للمهرجان، وثلة من الإعلاميين وممثلي الصحافة الوطنية والجهوية.

وخُصصت هذه الندوة لتقديم الخطوط العريضة لبرنامج هذه الدورة، التي تسعى إلى إبراز غنى التراث الحرفي المحلي، وخاصة فنون صياغة الفضة، التي تشكل ركيزة من ركائز الهوية الثقافية لمدينة تزنيت.

وفي كلمتهما بالمناسبة، أكد كل من رئيس الجماعة ورئيس المجلس الإقليمي على أهمية التعاون بين مختلف المتدخلين لإنجاح هذه التظاهرة، مشددَين على أن مهرجان تيميزار أصبح يشكل محطة سنوية بارزة تساهم في تنشيط الحياة الثقافية ودعم السياحة والاقتصاد المحلي.

من جهته، أشار رئيس جمعية تيميزار إلى أن دورة هذه السنة ستعرف برمجة فنية وثقافية متنوعة، تشمل معارض للصياغة التقليدية، وعروضًا فنية وسهرات موسيقية، بالإضافة إلى ورشات مفتوحة للعموم، تهدف إلى تقريب الزوار من أسرار حرفة الفضة وتقنيات ممارستها.

واختتمت الندوة بتفاعل إيجابي بين المنظمين والصحافيين، حيث تمت الإجابة عن مختلف التساؤلات التي طُرحت، في جو من التفاؤل بنجاح هذه الدورة الجديدة، التي تُمثل مزيجًا بين المحافظة على التراث والانفتاح على الابتكار.

ويُعد مهرجان تيميزار أحد أبرز التظاهرات الثقافية التي تُعرف بها مدينة تزنيت، حيث يسهم في تعزيز مكانتها وطنياً ودولياً كعاصمة للفضة.