Category: ثقافة و أراء
تيزنيت : ابراهيم فاضل
استطاع الفنان عبد اللطيف عاطيف أن يسرق الأضواء وقلوب متتبعي الدورة الثالثة من احتفالية تيفلوين المقامة بمدينة تيزنيت خلال الفترة الممتدة ما بين 11 و14 من شهر يناير الجاري، من طرف المجلس الجماعي للمدينة، من خلال معجبون كثر يقدرون بالمئات من كل الأعمار نساء، رجال، أطفال، يعترضون الفنان عبد اللطيف عاطف لساعات طويل لأخذ صور تذكارية معه عبر شوارع مدينة تيزنيت وأماكن حفل تيفلوين وحتى خلال تناول الفنان لفنجان قهوة بإحدى المقاهي ،
هؤلاء المحبين يجمعهم عشق أدوار الفنان عاطيف خلال مسلسلات و أفلام أمازيغية مغربية شاهدوها من خلال القناة التلفزية أو عبر أشرطة الفيسيدي، وتوحدهم إنسانية الفنان وطيبوبته.

وحرص جمهور تيفلوين من ساكنة وزوار مدينة تيزنيت من المعجبين على التقاط الصور التذكارية مع الفنان عبد اللطيف عاطيف بنظام وانتظام خلال حضور احتفالية راس السنة الامازيغية الجديدة. 
اشتوكن : ابراهيم فاضل
بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975 ، احتضن دوار تلكردوست التابع للجماعة الترابية تسكدلت اقليم اشتوكن ايت باها، أمسية فنية خصصت لتكريم ابن تلكردوست أسطورة مجموعة ناس الغيوان، الفنان عمر السيد الى جانب الدكتور والفاعل المدني السيد عبد الله ازاييم وذلك لمكانته ودوره الفعال في دعم التنمية المحلية بادرار، بالاضافة الى تكريم عدد من الوجوه البارزة على صعيد جماعة تاسكدلت والاقليم.
هذا الحدث الفني الذي تم تنظيمه من طرف جمعية مبادرة تلكردوست، بتنسيق مع التعاونية السياحية أكادير أنومار، حضره العديد من الشخصيات المدنية والامنية، والجمعوية وفنانين، إلى جانب أهل ايدوسكا، شهد فقرات فنية متنوعة، قدمتها كل من مجموعة ناس الغيوان ومجموعة إزنزارن ومجموعة كناوة..وفي ختام الأمسية الفنية، تم تقديم وجبة تاكولا بالطريقة المحلية إضافة إلى تنظيم مسابقة أغورمي.
وللاشارة فلم يحضر الفنان عمر السيد هذا التكريم نظرا لظروف الصحية واكتفى بمكالة هاتفية تم نقلها للحضور عن تقنية الليف، وشكر فيها السيد جميع الحضور وتأسف لعدم حضوره هذا الحفل المقام لاول مرة بمسقط رأسه.
متابعة عبد الصمد عراك
بقلم : إيمان وليب
اختتمت فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته المتميزة التي استضافتها العاصمة العمانية مسقط، بإعلان العرض التونسي “البخارة” للمخرج المبدع صادق الطرابلسي كالفائز بجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي متكامل. القرار جاء من لجنة تحكيم رفيعة المستوى برئاسة الفنان اللبناني القدير رفيق علي أحمد وعضوية نخبة من أبرز الشخصيات المسرحية العربية، منهم الدكتور عبد الكريم جواد.
أكدت لجنة التحكيم في بيانها الختامي أن هذه الدورة مثلت علامة فارقة، حيث أظهرت العروض الـ 15 المشاركة – 10 منها من توقيع مخرجين شباب – رؤى جديدة تنسجم مع تطورات التكنولوجيا والرقمنة، دون إغفال الهوية الثقافية والأصالة التي تميز المسرح العربي. ودعت اللجنة الجيل المسرحي الشاب إلى مواصلة البحث والتجريب لاكتشاف آفاق إبداعية جديدة، مع الحفاظ على القيم السوسيو-ثقافية التي تميز المسرح كفن هادف.
تميزت هذه الدورة بحضور لافت للإبداع النسائي، حيث تضمنت 6 عروض من إخراج مبدعات عربيات طرحت قضايا معاصرة عايشتها مجتمعاتنا، مزجت فيها بين الألم والأمل بمهارة فائقة. وقد أشادت اللجنة بهذه الجهود المبدعة التي تعكس حساسية جمالية وفكرية تسهم في تطور المشهد المسرحي العربي.
في جو من التنافس القوي، تابعت لجنة التحكيم المسرحيات المشاركة باجتماعات مكثفة تضمنت تحليلات نقدية دقيقة لرصد الإبداعات المتميزة في الأداء والإلقاء والبناء الدرامي والمحمولات الفكرية. واعتبرت اللجنة أن كل من تأهل للمشاركة في المهرجان هو فائز بحد ذاته، لما قدموه من رؤى متعمقة تجسد تيارات وعي متجددة.
شهدت النسخة الحالية من المهرجان تنافسًا حاميًا بين خمسة عروض تأهلت للمرحلة النهائية، وهي:
1. “أسطورة شجرة اللبان” (فرقة مزون – سلطنة عمان) إخراج يوسف البلوشي.
2. “سيرك” (الفرقة الوطنية للتمثيل – العراق) إخراج جواد الأسدي.
3. “البخارة” (خطاب المسرح – تونس) إخراج صادق الطرابلسي.
4. “هم” (مسرح أنفاس – المغرب) إخراج أسماء الهوري.
5. “كيف نسامح” (مسرح الشارقة الوطني – الإمارات) إخراج محمد العامري.
بعد تقييم علمي دقيق وموضوعي، أعلنت لجنة التحكيم أن العرض التونسي “البخارة” هو الأكثر تحقيقًا لمتطلبات الفوز، بفضل رؤيته الإبداعية المتكاملة التي جمعت بين العمق الفني والالتزام بالقضايا الاجتماعية والإنسانية.
توجهت لجنة التحكيم برسالة تقدير لجميع المسرحيين والمسرحيات المشاركين، مؤكدة أن هذا المهرجان يمثل منصة تعزز الإبداع، وتدعم تطور المسرح العربي ليظل حيًا ومتألقًا.
عاش المسرح العربي!
ايمان وليب
أكادير : إبراهيم فاضل
أكد منظمو احتفالية تيفلوين ، التي اختتمت فعالياتها ليلة أمس الثلاثاء 14 يناير 2025 بمدينة تيزنيت، أن هذه التظاهرة الفنية المنظمة من طرف المجلس الجماعي لمدينة تيزنيت، بتعاون مع المجلس الإقليمي لتيزنيت، وبمشاركة مع فعاليات المجتمع المدني. تحت شعار ” احتفالية الأرض والهوية ” في أربعون فضاء بالمدينة بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة 2975، انها حققت نجاحا جماهيريا فاق التوقعات، بعدما شهدت الفضاءات الثقافية و الفنية و مختلف الأزقة والساحات العمومية بقلب المدينة القديمة بمدينة تيزنيت على مدى أربعة أيام، فعاليات النسخة الثالثة من احتفالية تيفلوين التي تعد واحدة من أهم التظاهرات الثقافية السنوية على المستوى الجهوي و الوطني، و تحتفي بالموروث الثقافي والفلاحي والاجتماعي والتقليدي للساكنة المحلية.

وخلال 4 ايام احتضن حي إنرارن ندعلي معرض للفن التشكيلي “أزور- آرت”، و ورشات للأطفال، في النحت والرسم والألعاب التقليدية الأمازيغية ” أدغارن ن تازانين “، كما عرف ممر كر المداين معرض صور الدورتين السابقتين للاحتفالية، فيما شهدت باحة الجامع الكبير برنامج ليالي صوفية أطرتها مدارس عتيقة وزوايا دينية محلية واقليمية وجمعيات، وهذه الليلي عبارة عن جلسات ذكر جماعية، تخللتها تلاوات قرآنية، وأمداح نبوية، تعكس أجواءً روحانية، وتعزز الارتباط بالتقاليد الدينية العريقة، أما تيكمي ن تمازيرت وبرجها، فقد احتضنا ورشة لصناعة آلة الرباب والعزف عليها، أسالاي ن أغوليد ” واللوحات الفنية ” تايسي دوكلان”، و” العوايد ن تامغرا”.
وبالمناسبة عرف كذالك مركز تفسير التراث، أروقة متعددة للكتب لجمعيات وكتب حول الثقافة الأمازيغية، و ورشات للقراءة وفنون الخط و فن الأوريكامي، فيما احتضن الفضاء العلوي للمركز ورشات تكوينية موضوعاتية ولقاءات بين الفنانين والمبدعين، اما الفضاء التحت الأرضي للمركز فقد عرف تنظيم معرض ذاكرة تيزنيت ومعرض صور الحلي المحلية.
هذا واستمتعت ساكنة وزوار مدينة تيزنيت بأنشطة ترفيهية للأطفال كل صباح، وحكايات “أومين دو أومين” كل مساءا بالاضافة الى سهرات تراثية ليلا تشكلت من، فنون أحواش ن درست – تيرويسا – تارشاشت وتزنزارت بفضاء مسرح الهواء الطلق أغناج، وكذا فقرات من المديح الصوفي النسائي “أكراو ” ،و بمحاذاة سور القصبة تم تنصب خيام سوق الإبداع ” soukcrea”التي عرضت فيه العديد من الجمعيات و الشباب المبدع إنتاجاتهم الإبداعية وتحفهم العبقرية و يتوسطه مقهى ادبيا شبابيا “cafécrea ” للمناقشة وتبادل الأفكار الإبداعية. 
كما خصص المنظمون فضاء أنوال لتحضير أكلات “تاكلا و أوركيمن ” وتقدم فيه منتوجات الجمعيات النسائية المتخصصة في فن الطبخ النشيطة بالمراكز الثقافية التربوية.
طيلة أيام احتفالية تيفلوين شهدت العديد من الفضاءات عدة أنشطة كعرض الأزياء الأمازيغية، ومعارض ذاكرة أعلام تيزنيت والعين أقديم والهوية البصرية الجديدة للمدينة، و معرض متنوعة من الحرف والمعارف التقليدية.
و بمحاذاة السور الأثري ،من باب تاركا أوسنكار في اتجاه باب الخميس تم تنصيب ما يزيد عن 100 خيمة لمعرض تعاونيات الاقتصاد التضامني الاجتماعي، تقدم منتوجات مجالية متنوعة التي يزخر بها إقليم تيزنيت.و بموازاة يتواجد فضاء للمطعمة لتقديم الاكلات و الاطباق الامازيغية، كما تم تنظم جلسات لاحتساء الشاي بالنعناع التيزنيتي بمزارع واحة تاركا، و فضاء تذوق وجبة تاكلا وأوركيمن بمحاذاة السور الأثري أمام مدرسة الوفاء، كما تم طهي الخبز التقليدي في عدة أفران” إنكان وتفرنوت ” بالساحة الخارجية لباب تاركا مع تقديم لوحات من فنون أحواش.
ومن خلال نسخة هذه السنة فقد تعرف زوار تيزنيت عن قرب على عادات المعروف ن تيسواك الذي تم تحضيره من طرف العائلات بأحياء المدينة و الأكلات التي حملتها النساء في موكب يُعرف بـ”ترزيفت”، في اتجاه العين أقديم وتُرافقهم أهازيج وأغانٍ متصلة باحتفالية إيض يناير.
و للإشارة فان هذه الاحتفالية السنوية تأتي انسجاما مع القرار التاريخي السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بجعل يوم 14 يناير من كل عام يوم عطلة رسمية مؤدى عنها، وهو ما يشكل بكل فخر واعتزاز منعطفا جديدا يجسد العناية المولوية بالثقافة واللغة الأمازيغية، سواء باعتبارها أحد مكونات الهوية المغربية، أو باعتبارها لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، فضلا عن دورها المحوري في دينامية الهوية والانتماء، الأمر الذي سيعزز حضور الثقافة الأمازيغية ضمن خارطة التظاهرات الثقافية بربوع وطننا الحبيب، و سيساهم في تقوية مكانتها ضمن الهوية المغربية الأصيلة والغنية بتعدد روافدها.
وتهدف احتفالية تيفلوين إلى التأكيد على مكانة الثقافة الأمازيغية وحضورها الفاعل والمؤثر في عبر التاريخ والحضارة المغربية، كما تهدف تيفلوين إلى المساهمة في جعل اقتصاد المعرفة والصناعة الثقافية قاعدة لتحسين التنافسية الاقتصادية والترابية لإقليم تيزنيت، وترسيخ الترابط التاريخي بين “بساتين تاركا” كمتنفس بيئي يمتد على عشرات الهكتارات، والمدينة العتيقة كواحدة من أعرق المدن على الصعيد الوطني، كما تسعى احتفالية تيفلوين في نسختها الثالثة إلى المساهمة في التعريف بالموروث المادي واللامادي لمدينة تيزنيت، عبر وتنظيم ورشات حرفية تمتح من التقاليد التراثية للذاكرة الجماعية، المرتبطة أساسا بالدورة الزراعية و الفلاحية والصناعات التقليدية المختلفة، بالإضافة إلى استعراض تيفلوين خلال هذه الدورة أشكال ثقافية وفنون أصيلة منفتحة على التعبيرات الحداثية والعصرية، و استحضار تنوعها وضرورة تشجيع وتثمين المنتوجات المحلية المجالية والبيولوجية.
إعداد: أحمد طنيش مسؤول مركز المؤتمرات الصحفية
بمساعدة: سيف الجابري، وسعيد العزري
متابعة عبد الصمد عراك
عاش مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة عشر والمنظم بمسقط عاصمة سلطنة عمان، مهرجان واحد في مهرجانات متكاملة ومتداخلة ومتعددة الهويات والتيمات، بدء من العروض المسرحية بلجن تحكيمها وتواصلها وتلقيها على مستوى التواصل والإبداع والحوار وباقي الجلسات الفكرية والتواصلية والإبداعية منها المبرمجة والمدرجة داخل البرنامج العام، ومنها الأخرى التلقائية والتي عقدت هنا وهناك عبر فضاءات العاصمة مسقط الجميلة والمبتسمة والرحبة بقلب يسعنا جميعا، هي فضاءات تذكرنا بالمربد وسوق عكاض والفضاءات العربية التاريخية التي أسست للمؤتمرات العربية قبل زمن انطلاقتها، في هذا الإطار شهدت مسقط ولادة عدة مشاريع سترى النور في الأوطان العربية والإعلام العربي والذهنية العربية باتساع حلمها ورقعتها، هذه الذهنية التي لها الانفتاح على العالم من خلال الذات، وقد وصلت الآن والهنا، إلى تأكيد هذه الذات.
موقع المؤتمرات الصحفية:
للمهرجان تعدد الوجهات والمقترحات، خدمة واحتفاءً بالعرض المسرحي أساسا، هذا العرض القادم من أوطان وثقافات ومرجعيات خاصة وعامة، لذا خص لهذا العرض المسرحي ثلاثة محطات تواصلية رئيسية، وللإشارة فمنطلق تعاقد هذا المهرجان مع كل فعالياته وجمهوره يكمن في العروض المسرحية القادمة من تأهيل قطري ومرورها بتقييم لجنة المشاهدة والاختيار تم تأهيلها لأحد المسارين الأول أوالثاني، وفي حضرة العرض المسرحي هناك المحطة القبلية مع المؤتمرات الصحفية، والمحطة البعدية من الندوات النقدية التطبيقية.
تنطلق المحطة الأولى صباح اليوم المهرجاني بالمؤتمر الصحفي لتقيد العرض من وجهة وتصور خارج العرض أطلقنا عليها اسم ميتا عرض، وطبيعة هذه المحطة تقديمية خدمة للعرض من خارج العرض من خلال صناعة، بمعنى أن الخط التحريري للمؤتمر الصحفي يركز على أن يقترب من صناع العرض وأهله والتعرف على المرجعيات والتأثيرات وصولا إلى التعرف على المرجعية الجغرافية العربية المتعددة وفق كل قطر عربي على حدى، هذه المحطة التي أغنتنا وعرفت تجاوبا وتداولا صنع أفق انتظار مواز للعرض المسرحي، لذا نتخذ المشترك والتقاطع مدخلا لإعداد هذا البيان الذي توصل إلى مخرجات هي خلاصات تركيبية عامة مشتركة بين كل ضيوف هذه المؤتمرات الصحفية الممثلة للأجيال والإبداعات والحساسيات الثقافية العربية من هنا ومن هناك من الماء للماء.
مخرجات المؤتمرات الصحفية
تحققت لنا في هذه المؤتمرات جغرافيات متعددة، على مستوى الهويات والإبداع والمجايلات الفنية، وعبر هذا التلاقي الذي ترقى إلى مؤتمر مسرحي عربي فوق العادة، كان الترافع فيها حول نقاط الاختلاف والائتلاف تم التقاطع والتباعد إلى جانب الجديد والمتجدد، التي هي سبب هذا التلاقي العربي المسرحي، وقد جاءت التخريجات التي تضم مشروعها وشرعيتها كالتالي:
– أتبت اللقاءات ذاك الحضور القوي لأسئلة الأمس واليوم والغد حول النص والممثل، ومن خلال جدلية التواصل لامسنا أنه ما زالت هناك أصوات تميل إلى النص بمعناه القوي حضورا وفعلا وتفاعلا وليس شذرات، وهناك من يعتد بالنص ما بعد الشفهي وأنه متمثل في نصوص أخرى موازية قوية قد تكون اشارات او تلميحات او جسد إلى غيره، كما أن للممثل حضوره القوي لأنه كان وسيبقى ويضل سيد الخشبة ومرسل خطابها.
– في حضرة المجايلات الفنية هناك جيل مع المسرح بوجهة نظر جيله ومسرح جديد متجدد ينظر للمستقبل في تحاور مع تقنيات جديدة وخلق شراكة إبداعية مع الذكاء الاصطناعي، ومع أي تطوير وجديد يكمل رسالة هذا المسرح، وبالمناسبة هذا التحاور التواصلي تزامن مع أحد محاور الندوة الفكرية عن الذكاء الاصطناعي.
– أكدت الأجيال المسرحية أنها مواكبة وتواكب أسئلة واقعها ومستجيبة للنبض العربي والكوني، من خلال ما طرح من مواضيع وقضايا واشكاليات دعمها انفتاح هذا الدورة الجديدة حتى على العروض المعدة من إبداعات عالمية.
– الوقوف على ضرورة التكوين واعادة التكوين والتكوين المستمر، وهو سر تواجد الورشات التكوينية في برمجة المهرجان.
وعليه،
يعلن مهرجان المسرح العربي نجاح الدورة الخامسة عشر، ويعلن نجاحه قبل إعلان نتائجه، ومن ثم نقترح باسم كل فعاليات المؤتمر الصحفي، من منظمين ومسيرين وحضور ومشاركين، أن هذه المحطة خادمة للعرض المسرحية وهي أرضية أمام الدارس بثلاثي الجوانب، حيث يتم الافتحاء بالعرض المسرحي بدء من صناعه تم إبداعه وبعد ذلك تلقيه وتأويله؛ لذا نعتبر أن المؤتمرات الصحفية محطة يشارك ويساهم فيها صناع العرض والمبدعون والنقاد والدارسون وأهل الإعلام وعموم الجمهور نحو مشروع توثيق للتجارب والخبرات المسرحية عبر جغرافياتها المسرحية.





نساء لوركا.. نساء المسرح العربي
متابعة عبد الصمد عراك
من اعداد ايمان وليب
في قلب الإبداع المسرحي العربي، تبرز “نساء لوركا” كعمل درامي يستنطق الألم ليصنع منه شعلة أمل. المسرحية، التي أبدعتها الكاتبة والمخرجة العراقية الدكتورة عواطف نعيم، تمثل رحلة فريدة من التحدي والمقاومة الفنية. هي ليست مجرد عرض مسرحي، بل رسالة إنسانية تجسد معاناة المرأة العراقية في ظل الظلم والقهر، وتُبرز قوتها الكامنة التي قد تتحول إلى طوفان يغيّر الواقع.
عام 2007، قدمت الدكتورة عواطف نعيم “نساء لوركا” لأول مرة على خشبة المسرح العراقي، ثم أُعيد تقديمها عام 2008، في خطوة تعكس رغبة ملحّة في طرح تساؤلات وجودية عن القهر والاستبداد وتأثيرهما على الإنسان. استلهمت الكاتبة العمل من شخصيات الشاعر الإسباني الكبير فيديريكو غارثيا لوركا، حيث اختارت “يرما” و”مريانا” و”العروس”، لتكون رموزاً معبّرة عن نساء العراق الجريحات في حقبة مريرة من تاريخهن.
تطرح المسرحية سؤالاً عميقاً: “هل يمكن للظلم المتوحش أن يحول الإنسان المسالم إلى مستبد؟”، وكأنها تعيد صياغة معادلة الحياة في ظل القمع، حيث يتحول الألم إلى غضب قد يصنع طاغية من قلب المظلوم.
فريق العمل: حينما يجتمع الإبداع بروح الجماعة
لأن المسرح فعل جماعي، فقد استعانت الدكتورة عواطف بفريق من أبرز المبدعين والفنانات العراقيات، ممن شكّلوا أعمدة العرض المسرحي. كان من بينهن:
فاطمة الربيعي: التي عادت إلى خشبة المسرح بعد غياب طويل، حاملةً شغفها وحبها للمسرح العراقي.
الدكتورة إقبال نعيم: المسرحية الملتزمة التي عُرفت بدقتها وانضباطها في إدارة الأعمال الفنية.
الدكتورة شذى سالم وسمر محمد: اللتان أضفن طابعاً خاصاً من الرقي الفني.
بالإضافة إلى ذلك، شارك الفريق الفني أسماء لامعة مثل سهيل البياتي وعلي السوداني وعصام كاظم، الذين عملوا جميعاً بتناغم وانسجام لتحقيق الرؤية الإبداعية.
لم يكن “نساء لوركا” مجرد عرض مسرحي محلي، بل استطاع أن يعبر حدود العراق ليصل إلى الجزائر وتونس، وحتى إلى ألمانيا وهولندا. في كل محطة، تكيّف العمل مع طبيعة المكان، من المسارح المفتوحة إلى المغلقة وحتى العروض على سفن ثقافية. أظهرت المسرحية مرونة كبيرة في تقديم رسائلها، مؤكدةً قدرة المسرح على محاورة الأمكنة والجمهور على حد سواء.
اعتبرت الدكتورة عواطف المسرح فضاءً للحوار والتعبير عن المخاوف والأحلام. ومن خلال “نساء لوركا”، نقلت حكايات النساء العراقيات اللواتي صرن رموزاً للنضال والصمود. في الوقت نفسه، كان المسرح وسيلة لطرح قضايا سياسية واجتماعية شائكة، مثل الدكتاتورية والقمع. أكدت المسرحية أن الفن يمكن أن يكون مرآة تعكس أوجاع الشعوب، ووسيلة لتحدي الصمت وإعادة صياغة المصير.
في مهرجان الهيئة العربية للمسرح، الذي جمع مبدعين من أنحاء العالم العربي، كانت “نساء لوركا” محطة مميزة ضمن 11 عرضاً مسرحياً تنافست بقوة. الملفت أن الحضور النسائي كان بارزاً، حيث قادت ست نساء عربيات أعمالاً استثنائية، في تأكيد على دور المرأة كمبدعة ومناضلة في المسرح العربي.
الدكتورة عواطف نعيم أبدت فخرها بالعمل ضمن هذا المحفل الذي يعدّ منصة للفنانين العرب للتعبير عن تطلعاتهم وهمومهم. وبالنسبة لها، المسرح ليس مجرد خشبة، بل فضاء للحلم الذي يتحول إلى واقع ملموس من خلال الإبداع.
بعد سنوات من تقديمها، تبقى “نساء لوركا” علامة بارزة في المسرح العراقي والعربي، إذ جمعت بين الفن الراقي والرسائل العميقة. المسرحية لا تكتفي بعرض الألم، بل تُبرز دور المرأة كمبدعة ومناضلة، قادرة على إحداث تغيير في واقعها. هذا العمل يذكرنا بأن المسرح ليس مجرد ترف، بل هو أداة للتعبير عن الذات والجماعة، وشعلة تضئ عتمة الواقع.
هكذا، تظل “نساء لوركا” شهادة حية على أن الفن، مهما كان بسيطاً، يمكن أن يغير العالم حين ينبع من قلوب تحمل أحلاماً لا تعرف حدوداً.
من اعداد ايمان وليب
بقلم: فيصل باغا
نظمت جمعية آباء وأولياء أمور بأعدادية علال الفاسي حفلاً احتفاليًا بمناسبة رأس السنة الأمازيغية، حيث شهد الحدث مشاركة واسعة من التلاميذ وأعضاء الهيئة التربوية. جاء هذا الاحتفال ليعكس عمق التراث الأمازيغي وأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية.
تضمن الحفل مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية، بما في ذلك عروض موسيقية وشرح تاريخي لمظاهر رأس السنة الأمازيغية، مثل “إيض يناير”. وقد قدمت رئيسة الجمعية، مونية أمجيد، طبقًا تقليديًا، مما أضفى طابعًا أصيلاً على الفعالية.
تفاعل الحضور بشكل إيجابي مع الأنشطة، مما ساهم في تعزيز الوعي الثقافي بين التلاميذ. في ختام الحفل، تم تقديم الشكر للأطر التربوية وأعضاء الجمعية، حيث أكد الجميع على أهمية الاحتفال بالتراث الثقافي في تعزيز الوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية.
ابراهيم فاضل
في خطوة تعكس تقديرا كبيرا لإسهامات الشعراء في الحفاظ على الثقافة الأمازيغية، تم تكريم الشاعرين جمال أكوماض وحنان كحمو خلال الحفل الختامي للدورة الثانية من احتفالات رأس السنة الأمازيغية “أوسان إيض إيناير 2975″، الذي أقيم يوم الأحد 12 يناير 2025 بمدينة الدشيرة الجهادية.
وقد نال الشاعران تكريما خاصا في الحفل الذي نظمته جماعة الدشيرة الجهادية بتنسيق مع ماستر المغرب في إفريقيا – تاريخ وتراث، وذلك تقديرا لإسهاماتهما المتميزة في إثراء المشهد الثقافي الأمازيغي، من خلال قصائدهما التي تعكس عمق التراث الأمازيغي وجمالياته، حيث استخدم الشاعران كلماتهم في التعبير عن الهوية والذاكرة المحلية، مؤكدين على دور الشعر كأداة للحفاظ على التاريخ واللغة الأمازيغية.
وقد عبّر الحضور في هذا الحفل عن إعجابهم الكبير بما قدمه الشاعران من أعمال متميزة، حيث تم الإستماع إلى بعض من قصائدهما التي تحاكي القضايا الاجتماعية والثقافية، وتسلط الضوء على الهوية الأمازيغية.
هذا التكريم يعكس التزام جماعة الدشيرة الجهادية بتعزيز دور المثقفين والفنانين في إحياء التراث الأمازيغي وتعزيزه، وتقديرا للإبداع الذي يساهم في حفظ الذاكرة الثقافية المحلية.