Categories
ثقافة و أراء

المسرح في سلطنة عمان نحو رؤى وآفاق جديدة في إطار مهرجان المسرح العربي الدورة 15

متابعة عبد الصمد عراك
بقلم : رحاب رحيم

في إطار مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة عشرة، الذي أُقيم في مسقط، سلطنة عمان في يناير 2025، انعقد المؤتمر الفكري تحت عنوان “المسرح في سلطنة عمان. رؤى وآفاق جديدة”، وهو حدث بالغ الأهمية جمع عددًا من المفكرين والمسرحيين العرب لمناقشة مستقبل المسرح في المنطقة. وكان التركيز في المؤتمر على ضرورة تطور المسرح العربي، بما يتناسب مع طبيعة المجتمعات العربية واحتياجاتها الثقافية.

مسرح عمان: رؤية جديدة نحو المستقبل

توزع المؤتمر الفكري إلى قسمين رئيسيين، تناول الأول “المسرح في سلطنة عمان” وركز على الأفق المستقبلي لهذه الفنون، متطرقًا إلى التأثيرات المعاصرة والاحتياجات التطويرية الخاصة بالمسارح العمانية. أما القسم الثاني فناقش العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والمسرح، وكيف يمكن لهذا المجال التكنولوجي أن يسهم في تجديد طرق التعبير المسرحي مستقبلاً.

الموضوع الذي توحدت حوله كافة المناقشات كان إبراز أهمية المسرح كأداة حية تنبع من الواقع العربي، بعيدًا عن التنظيرات الغربية التي لا تعكس هويتنا الثقافية ولا تنغمس في طبيعة الحياة في المنطقة العربية. أثيرت في هذا السياق أهمية العمل على مسرح يعكس الواقع الشعبي ويقاوم المظالم الاجتماعية، مسرح ينبض بالصدق ويكون مرآة للمجتمع بكل تحدياته.

التطور الكبير للمسرح العماني

استهل الدكتور عبد الكريم جواد، المتحدث الرئيسي في المؤتمر، حديثه عن تجربته الشخصية في مجال المسرح العماني، التي تمتد على مدار 45 عامًا. بدأ مع تأسيس “مسرح الشباب” عام 1980، ليضع اللبنة الأولى لمسيرة مسرحية عمانية معاصرة. تحدث عن تحديات البدايات وصعوبات التأسيس، كما استعرض أبرز المحطات التي شهدها المسرح العماني، ومنها تطور العديد من الفرق المسرحية العمانية التي وصلت اليوم إلى أكثر من 60 فرقة على مستوى السلطنة.

كما سلط الضوء على مشروع “المسرح الوطني العماني” الذي يمثل خطوة كبيرة نحو تأصيل الثقافة المسرحية في عمان، مشيرًا إلى ضرورة وجود إدارة شابة ذات كفاءة تقود هذا المشروع نحو أهدافه المستقبلية، بالإضافة إلى الاهتمام بالذكاء الاصطناعي كمحور رئيسي لتطوير الأداء المسرحي في المستقبل.

المسرح وتحديات التحديث: مواجهة التنظيرات الغربية

خلال النقاشات، عبّر العديد من المشاركين عن قلقهم من هيمنة التنظيرات الغربية على المسرح العربي، معتبرين أن هذه النظريات قد تكون بعيدة عن واقع المجتمعات العربية. أكدوا على ضرورة أن ينبثق المسرح من داخل البيئة العربية، ليكون أكثر التصاقًا بالقضايا المحلية ومعبرًا عن حياة الإنسان العربي في مختلف مناطق العالم العربي.

كما أشار المتحدثون إلى أن المسرح لا بد أن يكون قوة تحفز الإبداع وتوجه الشباب نحو التفاعل مع واقعهم الثقافي والاجتماعي، وأنه يجب أن يبقى بعيدًا عن النظريات البراقة التي لا تمس جوهر المجتمع العربي.

أصوات شبابية: المستقبل يبشر بالخير

تجدر الإشارة إلى أن المهرجان شهد مداخلات من عدة شخصيات فاعلة في المجال المسرحي العربي، منهم غادة كمال الإعلامية المصرية التي تساءلت عن توثيق تجربة مسرح الشباب العماني، وهي نقطة كانت محط تقدير من الدكتور عبد الكريم، الذي أكد على أهمية توثيق هذه التجارب الرائدة في مسرح الشباب العماني، والتي تعد مصدرًا غنيًا للفكر المسرحي العربي.

وفي ختام الجلسة، شدّد المشاركون على أهمية دعم المؤسسات الشبابية وإفساح المجال لهم لإبراز أفكارهم وتجاربهم على خشبة المسرح، مؤكدين أن المستقبل سيكون مشرقًا إذا استمرت الجهود في هذا الاتجاه.

Categories
ثقافة و أراء

سهرة فنية امازيغية تضامنية ريعها للتغطية الصحية للفنانين ذوي الإمكانيات المحدودة

أكادير: ابراهيم فاضل

بحضور جماهيري وازن من فعاليات اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية في كل ارجاء المملكة وخارجها ، احتضنت احدى القاعات الكبرى بمدينة الدشيرة الجهادية عمالة انزكان ايت ملول نساء يوم أمس السبت 11 يناير 2024 ، سهرة فنية تضامنية كبرى في إطار الاحتفال براس السنة الامازيغية 2975 ، الذي تنظمه جمعية تاليلت للمساعدة الطبية للفنانين.

وتميزت هذه السهرة الفنية، بمشاركة كل من مجموعة ازنزارن إكوت عبد الهادي ، و سمفونية الروايس براسة الفنان لحسن اد حمو ، و مجموعة العربي امغران ، و الرايس العربي احيحي ، و الرايسة فاطمة تحيحيت تيتريت، ومجموعة الفنانة زورا تانيرت، بالاضافة  للفكاهي الفنان بوشعيب ابعمران .

وحضر هذه الامسية الفنية التي سيخصص ريعها لمجموعة من الفنانين الذين يعانون ظروفا صعبة، ضيوف الشرف كالاستاذ محمد المستاوي و الاستاذ حسن اد بلقاسم، كما عرف الحفل تكريم كل من الفنان محمد بن الشيخ قائد مجموعة تيتار ، و الفنانتين مينة تيويريت و فاطمة بوشان، بالإضافة الى الفنان عبد الرحمان بورحيم ، والرايس محمد بيسموموين، والشاعر عمر برغوت.

و للإشارة ، فقد شكل موضوع التغطية الصحية للفنانين محور اهتمامات جمعية تاليلت للمساعدة الطبية للفنانين منذ تأسيسها سنة 2008، حيث عملت بكل الوسائل الممكنة للعناية بالفنانين بمختلف تخصصاتهم الفنية وفي كل المدن المغربية.

وتقوم تاليلت بتوجيه العديد من الفنانين صحيا والتكفل بمصاريف علاجهم، كما تؤدي كل سنة مصاريف انخراط الفنانين المحتاجين التعاضدية الوطنية للفنانين من أجل ضمان حصول الجميع على ما يلزمهم من الخدمات الصحية من دون مكابدة ضائقة مالية.

وطيلة السنوات الماضية تمكنت الجمعية من سداد مصاريف انخراط وتجديد انخراط عدد كبير من الفنانين تجاوز1264  بكثير في التعاضدية الوطنية للفنانين ولم يسبق للجمعية أن تخلت على أحد الفنانين الذي طرق بابها ووضع الوثائق التي تطلبها التعاضدية.

وقد سبق للجمعية أن قامت بتكريم مجموعة من الوجوه الفنية والاعلامية … كالمجموعة الرائدة أيت لمزار، الرايس الحاج المهدي بنمبارك، الفنانة صفية أولتلوات، الفنانة فاطمة تلكريشت، الممثلة خدوج أنضام والمرحوم الفنان الساخر ابراهيم أوسي، الرايس محمد أكيلول، الرايس امبارك أمكرود، والفنان الهواري العربي الحمري، الرايس محمد أجوجكل ، الرايسة فاضنة تزكيت ،إضافة إلى الفنان حسن العاتي ،الرايس مولاي احمد إحيحي ،الكاتب و الرسام عبد الله أوريك ،الأستاذ محمد أكناض ،الفنان حسن باديدة والرايس الحسين الباز، الفنان عبد اللطيف عاطف ، الشاعر محمد بنضاج والمخرج عبد العزيز أوسايح والفنان إبراهيم رابلا والرايسة فاطمة تلبنانت والمايسترو الحسن بلمودن عبد الله الطالب علي، وأيضا الفنان بلعيد العكاف وحسن أوريد…. واخرون..

Categories
ثقافة و أراء جهات

إسدال ستار الدورة الثانية لايض سكاس في بومالن دادس

محمد اوراغ

في إطار الأنشطة الاحتفالية التي تنظمها جمعية أنازور للإبداع، وبدعم من جماعة بومالن دادس والمجلس الإقليمي للسياحة بتنغير، تم يوم الأحد 12 يناير 2025 إسدال ستار الدورة الثانية لايض سكاس، تخليدًا لرأس السنة الأمازيغية 2975، وذلك خلال أمسية ثقافية مميزة في الفضاء الثقافي ببومالن دادس.

افتتحت الأمسية بكلمة شكر من منشطيها أحمد زرير وإلهام أورير، حيث استعرضا برنامج الفعالية. تلا ذلك ترديد النشيد الوطني، ليبدأ بعد ذلك عرض الفقرات الثقافية، التي شملت مقاطع موسيقية من التراث الأمازيغي قدمتها المجموعة الغنائية المحلية “إفراحن ن دادس”، تلتها فرقة “تزويت” العالمية برقصة النحلة الشهيرة.

كما تم تكريم عدد من الشخصيات البارزة، منهم الأستاذ عمر درويش والأستاذ محمد أغانيم، تقديرًا لمساهماتهم القيمة في خدمة ساكنة المنطقة. وفي إطار الأنشطة المخصصة للطفولة، أبدع الأستاذ نور الدين أوماد بأغنية “راب بالأمازيغية” بعنوان “ddonit”، وأحيت مجموعة “تفسا نيمال” حفلاً غنائيًا مميزًا بأغانيها التربوية الهادفة.

اختتمت فعاليات ايض ناير بتكريم السيد عبد العزيز البكري، وكلمة ختامية من السيد حسن إبراهيم، رئيس جمعية أنازور للإبداع، الذي شكر الحضور والشركاء والداعمين وكل وسائل الإعلام المتواجدة.

Categories
ثقافة و أراء

جمعية تزويت الأصلية تنظم مسابقة في فن أحيدوس ضمن ملتقى تزويت للمحافظة على التراث الامازيغي العريق 

محمد اوراغ 

في إطار فعاليات “ملتقى تزويت للمحافظة على التراث” نظمت جمعية تزويت الأصلية يوم السبت مسابقة مميزة في فن أحيدوس، شهدت مشاركة واسعة من الفرق المحلية التي أبهرت الجمهور بعروضها الفنية التي تبارت على لقب هذه الدورة.

وتهدف هذه المسابقة حسب المنظمين إلى تسليط الضوء على فن أحيدوس، أحد أعرق الفنون التراثية المغربية، والذي يعكس غنى وتنوع الثقافة المحلية، كما تسعى الجمعية من خلال هذه التظاهرة إلى تشجيع الأجيال الجديدة على التمسك بتراثهم الثقافي وتعزيز وعيهم بأهمية الحفاظ عليه كجزء من الهوية الوطنية.

وتجدر الإشارة ان أجواء المسابقة شهدت تنافسا حماسا بين الفرق المشاركة، التي قدمت لوحات فنية استعراضية امتزجت فيها الإيقاعات الموسيقية بالكلمات الشعرية والحركات الإبداعية التي تعكس التناغم بين أعضاء الفرق. وقد تنوعت العروض بين التقليدي الأصيل واللمسات الإبداعية التي أضفت طابعا خاصا على المسابقة.

حيث أنه تناوب على منصة المركز الثقافي قلعة مكونة فرق من قبيل فرقة تزويت الأصلية، حركوس برئاسة موح أمكون ، أحيدوس ايت عطا ايت اوزين، احيدوس امزيلن وفرقة أحيدوس ايت مسعود.

فضلا عن ذلك ، فقد حضر المسابقة جمهور غفير من عشاق فن احيدوس، الذين تفاعلوا بحرارة مع العروض المقدمة، كما كانت المناسبة فرصة للتواصل بين الأجيال، مما خلق أجواء مفعمة بالاعتزاز بالتراث.

كما اشار رئيس جمعية تزويت الأصلية السيد ابراهيم ادرى في كلمته الإفتتاحية أن هذه التظاهرة ليست فقط مسابقة فنية، بل رسالة ثقافية تهدف إلى تعزيز الانتماء والاعتزاز بالهوية الامازيغية كما اضاف ان الجمعية ستواصل جهودها في تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تبرز أهمية التراث كأداة للتواصل بين الأجيال ووسيلة لتعزيز القيم الثقافية.

واختتمت المسابقة بأجواء من الفرح والتفاءل بين المشاركين والجمهور، وسط إشادة واسعة بدور جمعية تزويت الأصلية في تنظيم هذا الحدث الناجح، ولا شك أن هذه المبادرة ستظل محفورة في أذهان المشاركين والحاضرين كحدث يعكس جمال وأصالة التراث الثقافي خاصة فن احيدوس.

احتفضت اللجنة المنظمة ومعها لجنة التحكيم بقرار الإعلان عن نتائج المسابقة إلى يوم غد الأحد ، حيث ستنظم سهرة فنية ومن خلالها سيتم الإعلان عن النتائج النهائية للمسابقة.

Categories
ثقافة و أراء

المسرح في عُمان: حيث تلتقي الظلال بالضوء

متابعة: عبد الصمد عراك
تحرير :ايمان وليب

على أرض سلطنة عُمان، تلك التي تنام على صوت البحر وتستيقظ على أنين الجبال، يُولد المسرح كل يوم في أعماق الروح الثقافية للأمة. إنه فنٌ يشبه قصيدة معلقة، تروي قصة الناس والأرض، وتحاكي أحلام المستقبل. وفي عالم المسرح العُماني، تتشابك خيوط الماضي بآمال الحاضر، لتصنع رؤى جديدة وآفاقاً أكثر رحابة.
البداية: حلم الضوء في أرض الأصالة

كان المسرح في عُمان أشبه ببذرة زرعت في أرض خصبة، حيث استقت ماءها من ينابيع التاريخ العريق. بدأت الرحلة الأولى مع المدارس السعيدية في أربعينيات القرن الماضي، حينما كانت تلك المدارس أكثر من مؤسسات تعليمية؛ بل ساحاتٍ لتشكيل الوعي وإشعال جذوة الإبداع في قلوب الشباب.
تلك البدايات لم تكن مجرد خطوات عابرة، بل كانت ولادة لرؤية جعلت من المسرح أداةً للتعليم والتواصل الثقافي. ومن هنا، بدأت التجربة تتوسع لتشمل مسارح الأندية الثقافية ومسرح الشباب، حيث كان العرض المسرحي لقاءً بين القلوب قبل أن يكون مجرد فنٍ على الخشبة.
المسرح: مرآة الماضي وعدسة المستقبل

منذ نشأته، حمل المسرح العُماني هاجس الجمع بين الحفاظ على التراث والبحث عن الحداثة. العروض المسرحية الأولى كانت تنبض بروح الأصالة، تعكس قصص الصحراء وملامح الحياة اليومية، وتحاكي أمجاد الماضي العريق.
لكن مع مرور الوقت، أدرك المسرحيون العُمانيون أن المسرح لا يجب أن يبقى أسيراً للماضي. كان لابد من الانطلاق نحو مستقبل يتكئ على التراث، لكنه يفتح نافذة على العالم. وهكذا، بدأت الحركة المسرحية في السلطنة تأخذ منعطفاً جديداً، تسعى فيه لدمج التراث المحلي بالتقنيات الحديثة، لتقدم للجمهور تجربة مغايرة تستلهم الأصالة وتحتفي بالإبداع المعاصر.
الرؤية العمانية للمسرح: دروبٌ نحو التجديد

المسرح العُماني اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة، يتطلع فيها إلى العالمية دون أن يتخلى عن هويته. أعمال كثيرة شهدناها في السنوات الأخيرة قدمت تجربة بصرية ومضمونية فريدة، مثل تلك التي استلهمت قصائد الشعراء العُمانيين، أو التي استعانت بالتكنولوجيا لإضفاء أبعاد جديدة على العروض.
في مهرجان المسرح العربي الأخير، الذي استضافته السلطنة، أُثيرت تساؤلات مهمة حول كيفية تحقيق التوازن بين الهوية المحلية والانفتاح على الحداثة. المشاركون أجمعوا على أن المسرح العُماني قادر على المنافسة عربياً وعالمياً، إذا ما واصل الاستفادة من التقنيات الحديثة مثل السينوغرافيا الرقمية، وأبدع في تقديم النصوص التي تعكس الواقع المعاصر بأسلوب ممتع وهادف.
المرأة العُمانية: شريكة المسرح وصانعته

في أعماق المسرح العُماني، هناك صوتٌ آخر يعلو، هو صوت المرأة التي تركت بصمتها الواضحة في مسيرة هذا الفن. لم تكن المرأة العُمانية مجرد متفرجة أو داعمة للمسرح، بل كانت حاضرة كممثلة وكاتبة ومخرجة، تشارك في صنع القصص التي تسرد أحلام المجتمع وطموحاته.
حضور المرأة في المسرح العُماني كان انعكاساً لرؤية السلطنة في دعم المساواة الثقافية وتشجيع المرأة على الإبداع. وقد أثمرت تلك الجهود عن أسماء نسائية بارزة ساهمت في تشكيل ملامح المسرح الحديث، وأسهمت في إثراء الحوارات الفنية من خلال وجهات نظر مختلفة وغنية.
المسرح والرقمنة: رحلة نحو المستقبل

في زمن تسود فيه التكنولوجيا وتتحكم فيه السرعة، يقف المسرح العُماني أمام تحدٍ كبير: كيف يمكنه أن يظل قريباً من قلوب الناس في عصر العروض الرقمية؟
لقد أدرك المسرحيون في السلطنة أن التكنولوجيا ليست عائقاً، بل يمكن أن تكون أداة لفتح آفاق جديدة. خلال المؤتمرات وورش العمل، قُدمت مقترحات عديدة لتوظيف الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع الافتراضي في العروض المسرحية.
تخيل عرضاً مسرحياً يبدأ في قاعة العرض، لكنه يمتد إلى هواتف الجمهور، حيث يمكنهم التفاعل مع الشخصيات من خلال تطبيقات ذكية. أو تخيل سينوغرافيا تستبدل الديكور التقليدي بتقنيات ثلاثية الأبعاد، تجعل كل مشهد أقرب إلى لوحة فنية حية.
المسرح كجسر بين الثقافات

لم يكن المسرح العُماني يوماً حبيس حدود الجغرافيا. على العكس، كان دائماً جسراً يربط عُمان بالعالم. من خلال المشاركة في المهرجانات العربية والدولية، استطاع المسرح العُماني أن يُعرّف العالم بقصصه وحكاياته، ويجلب تجارب جديدة تغني حركته الفنية.
في مهرجان المسرح العربي، تكرست فكرة أهمية التعاون بين الفرق العُمانية ونظيراتها العالمية. هذا التعاون لا يقتصر على تبادل النصوص والعروض، بل يمتد ليشمل ورش العمل المشتركة وتبادل الخبرات في مجال الإخراج والتمثيل والتقنيات.
توصيات: خطوات نحو النهضة

ختاماً، كان المؤتمر الفكري الذي نُظم ضمن مهرجان المسرح العربي بمثابة خريطة طريق نحو مستقبل أكثر إشراقاً. خرج المشاركون بتوصيات عدة، أبرزها:
تأسيس أكاديميات متخصصة للفنون المسرحية تتيح للشباب تعلم أصول هذا الفن.
دعم النصوص المسرحية التي تستلهم قضايا المجتمع العُماني.
تعزيز الإنتاج المشترك مع الفرق العربية والدولية.
تبني التكنولوجيا الحديثة كوسيلة لإثراء العروض المسرحية.
دعم المبادرات التي تعزز دور المرأة في المسرح.
ختام بألوان الأمل

المسرح في عُمان ليس مجرد فن، بل هو نبض أمة وقصة أرض. إنه فضاء تلتقي فيه الأصوات والظلال، ليصنع حواراً ممتداً بين الماضي والمستقبل.
وفي رحلة الضوء التي يسلكها المسرح العُماني، ستظل السلطنة منارةً تُضيء الدروب، حاملةً على خشباتها حلم الإنسانية ورسائل الجمال والسلام.
ولكن يبقى السؤال: كيف يمكن للمسرح العُماني أن يبقى رائداً في ظل التغيرات السريعة في عالم الفن والثقافة، محافظاً على هويته ومرحباً بكل جديد؟

Categories
ثقافة و أراء

المؤتمر الفكري لمهرجان مسقط للمسرح يقتحم عالم الذكاء الاصطناعي

متابعة: عبد الصمد عراك

تحتضن العاصمة العمانية مسقط خلال الفترة الممتدة بين 9 و 15 يناير 2025 فعاليات الدورة الخامسة عشرة من مهرجان المسرح العربي ، ففي كل سنة تكون عاصمة عربية على موعد مع ابي الفنون و مع مهرجان خاص بالمسرح تسهر على تنظيمه ” الهيئة العربية للمسرح “، و في العاشر من يناير من كل دورة يتم اختيار شخصية تلقي كلمة اليوم العربي للمسرح الذي يصادف نفس التاريخ، هذه السنة وقع الاختيار على الفنان الفلسطيني ” فتحي عبد الرحمن” كي يلقي الكلمة خلال الدورة 15 لمهرجان المسرح العربي بالعاصمة العمانية ” مسقط” .

المهرجان يعتبر حدثا فنيا و ثقافيا مهما على المستوى العربي و العالمي، حيث أنه يربط حبل الود بين عشاق الثقافة و الفن العربيين بأبي الفنون ” المسرح” هذا الجنس الأدبي و المجال الفني الذي كلما غاب عن الواجهة زاد تعلق المتابع به، و كلما زاد الحنين إليه، غير ان مهرجان المسرح العربي، لازال محافظا على هذه العادة الحميدة من خلال لم شمل عشاق الركح و الأداء فوقه في عادة سنوية تساعد مسرحيي الدول العربية على تبادل الخبرات و تعزز الروابط الثقافية بين دول وطننا العربي.

من بين ما يميز الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي بمسقط ” المؤتمر الفكري”، هذا المؤتمر الذي يشارك فيه تلة من جهابدة البحث المسرحي و قامات فكرية و ثقافية ذات مكانة عالية تناقش مواضيع ذات صلة بالمسرح، و تربط بين الثقافة و الفن داخل حلقات نقاش جدي و مثمر.

هذه السنة اختار القيمون على المهرجان موضوع ( المسرح و الذكاء الاصطناعي بين صراع السيطرة و ثورة الإبداع الانساني)، موضوع يواصل نقاش العالم و جداله حول الطفرة التكنولوجية و خصوصا مع غزو الذكاء الاصطناعي لكل مجالات الحياة بما فيها المجالات الفنية، و المسرح ليس استثناءا، لذلك اختار المسؤولون على المهرجان هذا الموضوع من أجل ذلك أيضا اختاروا ان يناقش الموضوع في المؤتم الفكري متخصصون عرب و آخرون صينيون، و الكل سيدلي بدلوه في هذا الصدد حسب تخصصه المسرحي ” سينوغرافيا / إضاءة / كتابة مسرحية …”، و لا شك أن كل هذه التخصصات نالت نصيبها من تدخل الذكاء الاصطناعي، و تأثرت بشكل أو بٱخر بتطوره و امتداده.

الدورة الخامسة عشرة من المهرجان العربي للمسرح بمسقط ستكون مميزة على جميع المستويات ، وخصوصا على مستوى المؤتمرات الفكرية التي اختارت هذه الدورة اقتحام مجال الذكاء الاصطناعي.

Categories
ثقافة و أراء

اغنية جديدة للفنان خالد الوعباني بمناسة راس السنة الامازيغية الجديدة  2957.

مع الحدث 

تعود مجموعة خالد الوعباني إلى التراث الامازيغي في رحلة فنية تجديدية قادتها من إيقاع تاكروبيت الى ايقاع احواش من خلال اغنيتها الجديدة بعنوان “إفرح أولينو” و التي سيتم إطلاقها يوم 13 يناير بمناسبة دخول رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975 ، على الساعة السادسة مساءا، على القنوات الرسمية للوعباني على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما اختارت المجموعة هذه المرة اغنيتها المذكورة التي تعكس جمال التراث السوسي في كل تفاصيلها بايقاع تقليدي سوسي إلى كلماتها العميقة،حيث قدمتها بلمسة فنية و موسيقية مأخوذة من التراث الامازيغي و بصوت دافئ و متميز يأسر القلوب و يتمحور موضوع الأغنية عن قصة حب و الفراق المؤلم و التي يعيش الناس كثيرا منها في حياتهم او يعيشها بعض الأشخاص المقربون منا و التي نسمع عنها كثيرا ، كما تجسد التقاليد الأمازيغية و تعزيز الهوية الثقافية السوسية.

و كتب كلمات الأغنية”حميد الصويري” و قام بتلحينها” خالد الوعباني” و تم التسجيل داخل احدى الاستوديوهات بالجهة، كما قام أيضا بالتوزيع للاغنية نفسه رضوان على الله ، فيما التنسيق الإعلامي يعود إلى الإعلامية “خديجة اشبرو”، وتتطلع مجموعة “خالد الوعباني” الى تحقيق نجاح اخر عبر بوابة الأغنية الأمازيغية السوسية،  وذلك بعدما لقيت اخر أعمالها صدى طيبا من لدن عشاقه و خاصة اغنية ” الزين ن سوس” كذلك اغنية

“tefit lkhater”

“wali tra tasano”…

Categories
ثقافة و أراء

سميرة سعيد تتذكر بدايتها الفنية…

عرضت المطربة المغربية سميرة سعيد مقطع فيديو نادر على موقع «انستغرام» استعادت فيه شريط طفولتها حيث بدت وهي تغني منذ صغرها بشغف وحب وانسجام على المسرح أغنية طربية إلى جانب فرقة موسيقية.
وأعربت عن فرحتها لدى مشاهدة نفسها وكأنها مطربة متمكنة، كما جاء في تعليق لها «كلما أشاهد نفسي وأنا صغيرة، أبتسم وأنا أراقب حركاتي بعين طفلة تأخذ الأمر بمنتهى الجدية وكأنها مطربة متمكنة تحاول أن تثبت للناس أنها ليست مجرد طفلة». واشارت في الوقت عينه إلى أن براءتها في حينه تجعلها تضحك: «تلك البراءة الممزوجة بالشغف تجعلني أضحك على بساطة البدايات وروعتها».
وتفاعل المتابعون مع هذا الفيديو للنجمة سميرة سعيد المعروفة بـ»ديفا الغناء العربي»، مشيدين بموهبتها وشغفها الفني منذ نعومة أظفارها.
وتجدر الاشارة إلى أن سعيد بدأت مشوارها الفني في العاشرة من عمرها لدى مشاركتها في برنامج للمواهب في التلفزيون المغربي وخطفت الانظار بعد غنائها لكوكب الشرق «أم كلثوم».

Categories
ثقافة و أراء مجتمع

ذكرى رحيل مبارك أولعربي: فنان القضية الأمازيغية

بقلم: محمد أوراغ

في مثل هذا اليوم، 9 يناير، نستحضر بقلوب مليئة بالحزن رحيل الفنان الأمازيغي مبارك أولعربي، المعروف بـ “نبأ”. وُلِد عام 1982 في قرية “أمّلّعب” بإقليم الراشيدية، وحقق شهرة واسعة بفضل موسيقاه التي عكست هموم الشعب الأمازيغي وقضاياه.

أسس نبأ مجموعة “صاغرو باند” التي قدمت أغانٍ تحمل رسائل قوية عن الحرية والعدالة. من خلال ألبوماته، مثل “تيليللي” و”أوْسي إ تالا”، أصبح صوتًا للمعاناة والأمل، وقدم نداءات للحق والكرامة.

رحيله المفاجئ عام 2011 كان خسارة كبيرة للثقافة الأمازيغية، لكن إرثه الفني لا يزال حيًا، يستلهم منه فنانون وناشطون. اليوم، نُذكّر بمسيرته وأفكاره التي تظل تلهم الأجيال الجديدة في نضالهم من أجل الهوية والحرية.

رحم الله مبارك أولعربي، فنانًا، مناضلًا، ومصدر إلهام لا يموت.

Categories
ثقافة و أراء

باريس تحتضن حفل توقيع كتاب “كلام الغيوان بالنوتة”

بقلم: حسيك يوسف

في مناسبة فريدة، ستشهد مدينة باريس يوم 11 يناير المقبل حفل توقيع كتاب “كلام الغيوان بالنوتة”، احتفالًا بمرور أكثر من نصف قرن على تأسيس مجموعة ناس الغيوان. الحفل، الذي سيقام في قاعة زينيت ابتداءً من الساعة الثامنة مساءً، سيجمع بين مجموعة ناس الغيوان علال والفنانة نجاة عتابو والإعلامي محمد الريصاني، مما يضمن سهرة فنية غنية.

هذا الكتاب، الذي يتضمن أشهر أغاني المجموعة مترجمة إلى الفرنسية، يعتبر نتيجة تعاون مثمر بين الفنانين عاريف رضوان ريفق ومراد المهوري، وأستاذ التربية الموسيقية عبد الكريم جلال، والرسام محمد دكير، تحت إشراف المايسترو علال يعلــى. يهدف الكتاب إلى توثيق الموروث الغيواني، وفتح آفاق جديدة للتواصل مع ثقافات مختلفة.

في تصريح له، أكد الفنان عاريف رضوان أن العمل يسعى إلى جعل هذا التراث متاحًا لكل فناني العالم، مع التركيز على أهمية الدراسة الأكاديمية للموسيقى لضمان استمراريتها. كما أشار إلى أن الكتاب سيعقبه ترجمات بلغات متعددة، مما يعكس رغبة المجموعة في الانفتاح على الثقافات المتنوعة.

تجدر الإشارة إلى أن جمعية اللمة للفن والثقافة هي التي تكلفت بانجاز الكتاب، بدعم من شركة فاسيفون ميوزك بلجيكا في شخص مديرها العام عبد الناصر بنجلون. هذا الحدث الفني يعد فرصة لتعزيز الوعي بالموروث الثقافي المغربي وإيصال صوته إلى العالم.