Categories
أخبار امنية خارج الحدود

السيد حموشي في زيارة عمل إلى تركيا لتعزيز التعاون الأمني

مع الحدث الرباط// 20 شتنبر 2025

يجري المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، السيد عبد اللطيف حموشي، زيارة عمل إلى الجمهورية التركية، يقود خلالها وفدا أمنيا رفيع المستوى، وذلك على هامش مشاركته في المنتدى الدولي لتجهيزات الأمن الداخلي والابتكارات التكنولوجية “IGEF 2025” الذي احتضنته العاصمة أنقرة ما بين 18 و20 شتنبر الجاري.

ووفق بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تأتي هذه الزيارة بدعوة رسمية من السلطات التركية، حيث أجرى السيد حموشي مباحثات مع المدير العام لجهاز الشرطة الوطنية التركية، السيد محمود ديميرتاش، تم خلالها استعراض آفاق التعاون الأمني بين البلدين، وبحث السبل الكفيلة بتطوير الشراكة الأمنية المشتركة بما يعزز الاستقرار ويواجه المخاطر والتحديات ذات الاهتمام المشترك.

المحادثات الثنائية شملت أيضا قضايا راهنة، أبرزها التحديات المرتبطة بالهجرة غير النظامية وتقاطعاتها مع شبكات الإجرام المنظم، إلى جانب تطوير آليات التكوين الشرطي والاستثمار في الموارد البشرية لمواكبة رهانات الأمن المستقبلي. كما تم التطرق إلى سبل المساهمة في إنجاح الاستحقاقات الدولية الكبرى التي سيحتضنها المغرب، وعلى رأسها الدورة الثالثة والتسعون للجمعية العامة لمنظمة الأنتربول بمراكش في نونبر المقبل، إضافة إلى كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025 وكأس العالم 2030 بتنظيم مشترك مع إسبانيا والبرتغال.

وأكد المصدر ذاته أن اللقاء اتسم بتطابق في وجهات النظر والرغبة المشتركة في تعزيز التعاون الأمني الثنائي وتبادل الخبرات، بما يرقى إلى مستوى العلاقات المتميزة بين المملكة المغربية والجمهورية التركية.

وفي السياق نفسه، أجرى السيد حموشي لقاءات ثنائية مع عدد من رؤساء الوفود المشاركة في معرض “IGEF 2025”، من بينها وفود المملكة العربية السعودية، المملكة الأردنية الهاشمية، ودولة ماليزيا. وتم خلال هذه اللقاءات بحث آفاق الشراكة الشرطية ومختلف التحديات الأمنية الإقليمية والدولية.

كما قام الوفد الأمني المغربي بزيارة لأروقة المعرض الدولي، حيث اطلع على أحدث التجهيزات والابتكارات في مجال الأمن الداخلي والتكنولوجيات الشرطية المتطورة، التي من شأنها تجويد المنظومة الأمنية وتعزيز فعاليتها في مواجهة التهديدات الإجرامية المستجدة.

وتؤكد هذه الزيارة – حسب البلاغ – حرص المملكة المغربية على تطوير آليات التعاون الأمني الدولي، وتكريس الشراكات الثنائية ومتعددة الأطراف باعتبارها السبيل الأنجع للتصدي لمخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود.

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ خارج الحدود سياسة

المغرب والصين يؤسسان آلية حوار استراتيجي بين دبلوماسيتيهما

مع الحدث: ذ لحبيب مسكر

وقّع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونظيره الصيني، وانغ يي، يوم الجمعة ببكين، على مذكرة تفاهم تهدف إلى إرساء آلية للحوار الاستراتيجي بين وزارتي خارجية البلدين.


وتأتي هذه الآلية لتعزيز الإطار القانوني المنظم للعلاقات الثنائية، حيث تستند في أساسها إلى مضمون الإعلان المشترك للشراكة الاستراتيجية الذي جرى التوقيع عليه في مايو 2016 من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وتهدف المذكرة إلى إعادة هيكلة الحوار رفيع المستوى بين الرباط وبكين، والذي يقوم على أسس متينة من الثقة المتبادلة والتفاهم والاحترام. كما تسعى إلى تعزيز التنسيق والتشاور المستمر بين الدبلوماسيتين حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويات كافة.

ويُعدّ إطلاق هذه الآلية المؤسساتية لبنة جديدة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين والشريكين الاستراتيجيين، كما ستمهد الطريق لترسيخ الروابط التاريخية التي تجمع بين الرباط وبكين.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود طالع متفرقات

تحالفات تتبدل وخرائط تتغير: الشرق الأوسط على أعتاب توازنات جديدة

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

يشهد الشرق الأوسط موجة متسارعة من التحولات تعيد رسم موازين القوى الإقليمية، وتكشف عن بداية مرحلة مختلفة في التحالفات التقليدية. فخلال ساعات قليلة برزت أربع محطات مفصلية: اتفاقية دفاعية تاريخية بين السعودية وباكستان، افتتاح فيجي لسفارتها في القدس، تبادل رفيع للأوسمة بين مصر وإسبانيا، وزيارة أمير قطر إلى الأردن في سياق تضامن عربي غير مسبوق.


الاتفاق الدفاعي بين الرياض وإسلام آباد يعد أبرز هذه التطورات. فهو ينص على أن أي اعتداء على أحد البلدين يعد اعتداءً على الآخر، ما يفتح المجال أمام تعاون عسكري واسع وقد يوفّر للسعودية غطاءً نووياً بحكم امتلاك باكستان لهذا السلاح. هذه الخطوة تعكس قلقاً خليجياً من تراجع الحماية الغربية، خصوصاً بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة، كما تضع الرياض أمام تحدي موازنة علاقاتها مع الهند.

في القدس، جاء افتتاح فيجي لسفارتها ليعزز المساعي الإسرائيلية لفرض أمر واقع باعتبار المدينة عاصمة موحدة لإسرائيل، في وقت تتحرك فيه قوى غربية كبرى مثل بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا للاعتراف بالدولة الفلسطينية. هذا التناقض يبرز حجم الاستقطاب الدولي حول مستقبل القدس ويزيد من تعقيد مسار حل الدولتين.

على الضفة الأخرى من المتوسط، حمل تبادل الأوسمة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الإسباني فيليبي السادس دلالات دبلوماسية قوية، إذ يعكس رغبة البلدين في تعزيز شراكتهما الاقتصادية والسياسية، ويمنح القاهرة ثقلاً إضافياً في محيطها المتوسطي.

وفي عمان، حملت زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رسالة تضامن واضحة مع الأردن عقب الهجوم الإسرائيلي على الدوحة. المباحثات تناولت سبل وقف إطلاق النار في غزة، إدخال المساعدات، والتنسيق حول الملف السوري، مع توقعات بزيادة الاستثمارات القطرية في الاقتصاد الأردني.

هذه التطورات المتلاحقة تشير إلى أن المنطقة تدخل مرحلة إعادة تموضع عميقة، حيث تنسج العواصم العربية شبكات أمان جماعية وتقلص اعتمادها على القوى الغربية، بينما يتصاعد الدور الباكستاني كضامن أمني جديد. وفي موازاة ذلك، يتكرس الانقسام الدولي بشأن القضية الفلسطينية، ما يهيئ الشرق الأوسط لمرحلة توازنات جديدة قد ترسم ملامح المشهد الجيوسياسي لعقود مقبلة.

Categories
خارج الحدود

ناشطة أمريكية يهودية تدعو الدول العربية لوقف التطبيع ومحاسبة إسرائيل على إرهابها من غزة إلى اليمن وقطر

اتهمت الناشطة اليهودية الأمريكية ميديا بنجامين، في مقال نشرته العديد من المنصات التقدمية من بينها “كومن دريمز” المجتمع الدولي بالعجز أمام ما وصفته بـ”إرهاب الدولة الإسرائيلي”، مؤكدة أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الدوحة يمثل دليلًا جديدًا على إفلات تل أبيب من أي مساءلة. 

وقالت بنجامين، وهي مؤسسة مشاركة لحركة “كود بنك”، إن مجلس الأمن الدولي اكتفى في 10 سبتمبر/ أيلول الجاري ببيان إدانة “باهت” بعد استهداف إسرائيل لمفاوضين من حركة حماس في قطر، دون أن يذكر اسم إسرائيل صراحة، وهو ما اعتبرته دليلًا على “رد فعل دولي بائس أمام جريمة كبرى”.

وأضافت أن إسرائيل، على مدى نحو عامين، ارتكبت انتهاكات واسعة: تدمير غزة، وتوسيع الاستيطان، وضمّ الضفة الغربية، وتهديد دول عدة بينها لبنان وسوريا واليمن وإيران، إلى جانب قصف سفن الإغاثة ومخيمات اللاجئين واغتيال المفاوضين. وبرأيها، فإن “قصف الدوحة لم يستهدف أشخاصًا فحسب، بل استهدف الدبلوماسية نفسها”.

وانتقدت بنجامين الموقف الأمريكي، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لعبت “لعبة مزدوجة”، حيث فرضت إنذارات على حماس، لكنها سمحت لإسرائيل بقصف المفاوضين الذين تستضيفهم قطر. واعتبرت أن واشنطن ليست مجرد متفرّج، بل “شريك متواطئ” في الجرائم.

وأشارت الكاتبة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تفاخر بما سمّاه “ضربة دقيقة” في الدوحة ضد “قادة إرهابيين”، لكنها شددت على أن العملية كانت “إرهاب دولة سافرًا” هدفه تعطيل فرص وقف إطلاق النار، مضيفة أن نتنياهو “أثبت مرارًا أنه لا يريد سلامًا، بل حربًا بلا نهاية”.

وحول ردود الفعل الدولية، ذكرت أن دولًا أوروبية حليفة لإسرائيل مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أدانت الهجوم، وكذلك الصين وروسيا، بينما أثار الهجوم غضب عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين اتهموا نتنياهو بالتضحية بفرص التوصل إلى اتفاق.

أما في العالم العربي، فقد وصفت قطر الهجوم بأنه “إرهاب دولة”، فيما اعتبرته السعودية “عدوانًا غير مقبول على دولة عربية”، وأكدت الأردن أنه “تصعيد خطير”، بينما أعربت الإمارات عن “قلق بالغ”. غير أن بنجامين رأت أن هذه المواقف لا تتجاوز حدود البيانات، مؤكدة أن “الكلمات بلا أفعال لن توقف العدوان”.

ودعت الكاتبة الدول العربية، خصوصًا تلك التي طبّعت مع إسرائيل بموجب “اتفاقات أبراهام”، إلى إعادة النظر في علاقاتها مع تل أبيب ووقف أي مسار للتطبيع، معتبرة أن أقل ما يمكن فعله هو “إلغاء الاتفاقات وفرض عقوبات جماعية على إسرائيل”.

كما أشارت إلى أن قطر تستعدّ لعقد قمّة عربية-إسلامية طارئة للمطالبة بردّ جماعي يتجاوز حدود الإدانات، داعية إلى حملة منسقة لقطع العلاقات التجارية وفرض عزلة سياسية على إسرائيل.

واعتبرت أن الأزمة ستنتقل قريبًا إلى أروقة الأمم المتحدة، حيث يعرقل الفيتو الأمريكي قرارات مجلس الأمن، داعية الجمعية العامة إلى تفعيل قرار “الاتحاد من أجل السلام”، بما يشمل: إرسال قوة حماية دولية لإيصال المساعدات وحماية المدنيين، فرض عقوبات شاملة وحظر توريد السلاح لإسرائيل، سحب اعتمادها في الجمعية العامة، تفعيل آلية مكافحة الفصل العنصري وإنشاء محكمة لجرائم الحرب.

وختمت بنجامين بالقول إن قصف الدوحة يجب أن يكون “النقطة الفاصلة” التي تدفع المجتمع الدولي للتحرك، مؤكدة أن “العالم يراقب، وملايين الناس يطالبون بوقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وعلى الأمم المتحدة أن تثبت أن القانون الدولي ليس مجرد كلمات على الورق”.

وميديا بنجامين ناشطة أمريكية بارزة في قضايا السلام وحقوق الإنسان، وهي المؤسسة المشاركة لحركة “كود بنك” (CODEPINK: Women for Peace) ومنظمة Global Exchange. أصدرت عدة مؤلفات تتناول السياسة الدولية والتدخلات العسكرية الأمريكية، من بينها: Inside Iran (2018)، Kingdom of the Unjust (2016)، وDrone Warfare (2013)، إلى جانب كتاب War in Ukraine: Making Sense of a Senseless Conflict (2022) الذي شاركت في تأليفه مع نيكولاس ديفيز. وتُعرف بنجامين بمواقفها النقدية تجاه السياسات الأمريكية والإسرائيلية، ودفاعها عن العدالة والسلام.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات خارج الحدود متفرقات

د. طارق عناني: رؤية عملية لمكافحة الهجرة غير الشرعية وبناء جسور للتعاون الدولي

حسيك يوسف

في زمن تتعقد فيه ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتتشابك خلفياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، يبرز اسم الدكتور طارق عناني، الأمين العام للجمعية النرويجية الدولية للعدالة والسلام، كأحد الأصوات الجادة التي تسعى إلى تقديم حلول عملية تتجاوز الخطابات التقليدية.

من المرتقب أن يقوم الدكتور عناني بزيارة إلى المغرب قريبًا، حيث سيبحث سبل التعاون في ملف الهجرة غير الشرعية مع مختلف الشركاء والفاعلين. بالنسبة له، فالقضية لا يمكن اختزالها في المعالجة الأمنية وحدها، بل تحتاج إلى مقاربات تنموية واقعية تتيح للشباب بدائل كريمة وآفاقًا واضحة داخل أوطانهم.

“الهجرة غير الشرعية ليست مجرد أرقام أو قوارب في عرض البحر، إنها صرخة شباب يبحث عن الأمل”، بهذه العبارة يلخص الدكتور عناني رؤيته. لذلك، ينخرط في مشاريع تعاون إقليمي مع شركاء من مصر ودول الشمال وأوروبا وأفريقيا والعالم العربي، لبناء أرضية مشتركة تتقاطع فيها التنمية مع العدالة والسلام.

وإلى جانب نشاطه الحقوقي والإنساني، يخوض الدكتور عناني غمار السياسة من خلال ترشحه لمقعد المصريين بالخارج في انتخابات 2025 عن حزب مصر المستقبل. ترشحٌ لا يراه مجرّد طموح شخصي، بل التزامًا بخدمة قضايا الجالية المصرية في الخارج، وتحسين أوضاعها، والدفاع عن مصالحها أينما وُجدت.

رؤيته المستقبلية تقوم على بناء جسور قوية بين مصر وأبنائها في الخارج، وتعزيز مكانة مصر عالميًا عبر مبادرات عملية تُعطي للأمل معنى، وتحوّل التحديات إلى فرص. فهو يدرك أن مكافحة الهجرة غير الشرعية لا تعني فقط إغلاق المنافذ، بل فتح نوافذ أوسع للتعليم، والتشغيل، والعدالة الاجتماعية.

بهذا التصور، يضع الدكتور طارق عناني نفسه في قلب النقاش الدولي حول واحدة من أكثر القضايا حساسية، جامعًا بين صوت الحقوقي الذي يؤمن بالإنسان أولًا، ورؤية السياسي الذي يسعى إلى حلول مستدامة تعود بالنفع على الأوطان والشعوب.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود نازل

جامعة الدول العربية: سبعة عقود من الخطابات النارية.. والواقع بلا نتائج

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر 

 

يبدو أن العرب يجتمعون فقط كي يثبتوا لأنفسهم أنهم ما زالوا يجتمعون. غداً في الدوحة، ستعقد قمة عربية إسلامية طارئة لبحث تطورات العدوان الإسرائيلي على قطر، قمة تنضاف إلى سجل طويل من اللقاءات التي غالباً ما تنتهي بنفس النتيجة: بيانات حماسية، عناوين قوية، ووعود لا تكتمل. فمنذ تأسيس جامعة الدول العربية قبل ثمانية عقود، ظل السؤال يتكرر: هل الجامعة مؤسسة لصناعة القرارات أم مجرد ماكينة لإنتاج البلاغات؟

 

جامعة الدول العربية تأسست في 22 مارس 1945، حين اجتمعت سبع دول تحت المظلة البريطانية، وكان الهدف المعلن هو تنسيق السياسات وصون استقلال الأعضاء. لكن منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، ظلت المؤسسة أشبه بعملاق سياسي بأقدام طينية، عاجزة عن فرض قرارات ملزمة أو لعب دور فعّال في القضايا المصيرية. فقراراتها لا تملك قوة القانون، والفيتو المتبادل بين الدول الأعضاء يجعل أي إجماع أمراً مستحيلاً.

 

على امتداد تاريخها، انكشفت هشاشة الجامعة في محطات كثيرة: طرد مصر عام 1979 بعد اتفاقية كامب ديفيد، عجزها عن منع غزو العراق للكويت عام 1990، ثم انقسامها الحاد بعد ثورات 2011 بشأن التدخل في ليبيا والموقف من سوريا. وحتى القمم التي رفعت شعارات قوية لم تترجم على الأرض؛ فقمة الخرطوم عام 1967 رفعت “اللاءات الثلاث”، لكن العرب خرجوا من الحرب بهزيمة قاسية، بينما مبادرة السلام العربية سنة 2002 بقيت مجرد وثيقة بلا تنفيذ.

 

الجامعة لم تفشل فقط بسبب الانقسامات، بل لأنها رهنت قراراتها دائماً بحسابات النفوذ والمال. الدول النفطية الكبرى، خصوصاً السعودية وقطر والإمارات، تمول الجزء الأكبر من ميزانيتها، ما جعل استقلالية القرار العربي الجماعي مجرد وهم. أما في علاقاتها مع القوى الكبرى، فقد وصف المفكر عبد الوهاب المسيري الجامعة بأنها لم تكن سوى أداة للسياسة البريطانية أولاً، ثم الأمريكية لاحقاً.

 

ومع ذلك، لم تخل مسيرتها الطويلة من لحظات نادرة حاولت فيها أن تكون فاعلة، مثل المقاطعة العربية لإسرائيل لسنوات طويلة أو الدعم الدبلوماسي للقضية الفلسطينية داخل الأمم المتحدة. لكن هذه النجاحات الجزئية لم تغيّر حقيقة العجز البنيوي.

 

واليوم، وبينما تتهيأ الدوحة لاحتضان القمة الطارئة، تبدو النتيجة معروفة سلفاً: بيانات مطبوخة على نار هادئة، عناوينها محفوظة “نندد، نستنكر، ندين، ونرفض”، أما الأفعال فتظل مؤجلة إلى إشعار غير مسمى. وكأن جامعة الدول العربية، بعد سبعة عقود من الاجتماعات، لم تتقن سوى لغة البلاغات، فيما الواقع يزداد قسوة يوماً بعد يوم.

 

 

 

 

Categories
أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء خارج الحدود طالع متفرقات

القانون الدولي بين الحقيقة والوهم: عدالة الأقوياء وعقاب الضعفاء

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر 

 

يُقدَّم القانون الدولي في الخطاب الرسمي على أنه المرجعية العليا لضمان السلم العالمي وحماية حقوق الإنسان والشعوب. غير أن الواقع يكشف صورة مغايرة تمامًا؛ إذ يتحول هذا “القانون” إلى أداة في يد الأقوياء، يفرضون من خلالها مصالحهم ويُروِّجون لروايتهم الخاصة عن العدالة، بينما يُترَك الضعفاء وحدهم أمام مصير العقوبات والوصم.

 

عمليًا، يبدو القانون الدولي بمثابة الوجه القانوني لسياسة “الكيل بمكيالين”، حيث تُشرعَن الانتهاكات عندما ترتكبها قوى عظمى، بينما تُدان الأفعال ذاتها إذا صدرت عن دول صغيرة أو شعوب مقهورة. إنه مشهد متكرر يعكس اختلالًا صارخًا في موازين العدالة، ويحول النصوص الأممية إلى شعارات للاستهلاك الإعلامي، أكثر من كونها التزامًا فعليًا بالقيم التي تدَّعي الدفاع عنها.

هذه المفارقة تجعل من القانون الدولي مسرحية طويلة الأمد، تُعاد إخراجها كل مرة بأشكال مختلفة، لكن بنفس النص المُعدّ سلفًا: حق للأقوياء في صياغة القواعد، وواجب على الآخرين الخضوع لها دون نقاش. هكذا يبقى القانون الدولي، في عيون منتقديه، مجرد “كلمات تخفي أوجاعًا”، وخطابًا جميلًا يُجمِّل واقعًا مليئًا بالظلم، يُكتَب بلغة التزييف والتضليل التي تحوِّل التاريخ إلى رواية رسمية لا تعكس الحقيقة.

 

إن استمرار هذا الوضع لا يمثل مجرد خلل عابر، بل يؤكد قناعة عالمية بأن القانون الدولي، في صيغته الحالية، ليس سوى أداة لإدامة الهيمنة وإعادة إنتاج الفجوات بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب. إنه “وهم العدالة” الذي لا ينكشف إلا عند التطبيق الميداني، حيث يتبين بوضوح أن العدالة فيه نسبية، تُقاس بميزان القوة لا بميزان الحق.

Categories
أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود

احتجاجات شبابية تُسقط الحكومة في نيبال بعد حظر مواقع التواصل

متابعة سيداتي بيدا

اندلعت احتجاجات عنيفة في نيبال خلال الأيام الماضية بعد أن فرضت الحكومة حظرًا على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك ويوتيوب وتويتر، في خطوة قالت إنها تهدف لـ”حماية الأمن القومي”.

لكن القرار قوبل بغضب شعبي واسع، خاصة من فئة الشباب، وخرج الآلاف في مظاهرات عارمة تحولت إلى صدامات دامية أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى.

المتظاهرون اقتحموا شوارع العاصمة كاتماندو، وأحرقوا مبانٍ حكومية، من بينها مقر البرلمان. وانتشر على وسائل الإعلام مشهد لوزير المالية بيشنو بوديل وهو يتعرض للطرد من الشارع من قبل محتجين.

تحت ضغط الشارع، أعلن رئيس الوزراء كي. بي. شارما أولي استقالته، وأعلنت الحكومة المؤقتة التراجع عن قرار الحظر وفتح تحقيق في الأحداث.

ورغم هذه الخطوات، لا تزال المظاهرات مستمرة، وسط دعوات لإصلاحات سياسية شاملة وإنهاء الفساد.

الأزمة سلطت الضوء على هشاشة الحريات الرقمية في نيبال، وأثارت ردود فعل دولية تطالب باحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود متفرقات

رقعة الشطرنج العالمية: لعبة بلا نهاية والقواعد يكتبها الأقوياء

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

 

العالم اليوم يشبه رقعة شطرنج كبرى، رقعة تتحرك فيها الحدود وتتغير فيها ألوان المربعات حسب مصالح القوى الكبرى. هذه اللعبة أعقد بكثير من الشطرنج التقليدي، فالقواعد لا تُحترم دائماً، بل تُعاد صياغتها باستمرار وفق من يملك النفوذ والقدرة على فرض إرادته. كل حركة محسوبة بتوازنات دقيقة، وكل خطوة تعيد ترتيب الرقعة بشكل يجعل النهايات مستحيلة.

 

القطع على هذه الرقعة تجسد أدواراً مختلفة. الملك يمثل الدولة العظمى أو الزعيم الذي تمثل حركته المحدودة ثقلاً هائلاً، فسقوطه يعني اهتزاز النظام كله. الوزير أو الملكة هو القوة الأكثر تأثيراً، سواء تحالف عسكري، تكتل اقتصادي، أو شركة تكنولوجية عملاقة، تتحرك في كل الاتجاهات وتعيد رسم مسار اللعبة. القلاع تمثل القوى الاقتصادية والعسكرية الصلبة، تتحرك بخطوط واضحة وتكشف نواياها سريعاً، أما الأفيال فهي الدول الصغيرة التي تلعب بالدبلوماسية وتتحرك قطرياً بعيداً عن المواجهة المباشرة. الخيول هي القوى الإقليمية التي تقفز بخطوات غير متوقعة وتُربك الجميع، فيما تظل البيادق هي الشعوب والدول النامية والحركات الاجتماعية، غالباً ما تُضحّى بها في البداية، لكنها تملك القدرة على قلب الطاولة إن وصلت إلى الضفة الأخرى.

الأيادي الخفية هي من يضع القوانين، يشرّع اليوم التدخل العسكري باسم “الأمن العالمي”، ويؤكد غداً على قدسية “السيادة الوطنية”. هذه الأيادي لا تكتفي بالمواجهة المباشرة، بل تستخدم أدوات غير تقليدية، مثل الحروب بالنيابة، حيث تتحرك البيادق وتتصارع بينما اللاعبين الكبار يراقبون من بعيد، ليختبروا حدود النفوذ ويعيدوا صياغة الرقعة دون أن تدخل القوى الرئيسية مباشرة في المعركة.

 

في هذه الرقعة، السيطرة على المركز تمثل الهيمنة على مناطق استراتيجية مثل الشرق الأوسط والممرات البحرية، والتضحية بالبيادق تعني ترك دول أو شعوب تواجه أزماتها وحدها لحماية مصالح الكبار. التحالفات تشبه التبييت، تحركات دفاعية هجومية مؤقتة قد تتحول لاحقاً إلى خيانة، والمفاجآت على شكل “الشوكة” تسمح لقوى إقليمية أو ناشئة باستغلال تناقضات الكبار لصالحها.

 

في خضم هذه التحولات، يبرز المغرب كقوة صاعدة تعرف كيف توظف موقعها الجغرافي كبوابة بين إفريقيا وأوروبا، وتستثمر في استقرارها السياسي ودبلوماسيتها النشيطة لبناء حضور متنامٍ في القارة السمراء وعلى ضفاف المتوسط. المغرب لم يعد مجرد بيدق يتحرك بإملاءات، بل صار أقرب إلى حصان يناور بخطوات ذكية، وأحياناً إلى قلعة تدافع عن مصالحها بثبات. في زمن التحولات العالمية، تزداد مكانة المغرب كوسيط في النزاعات، وكشريك موثوق في قضايا الأمن والطاقة والهجرة، ما يجعله جزءاً من معادلات أكبر من حدوده الجغرافية.

 

لكن هذه اللعبة لا تعرف النهاية، فلا سقوط ملك أو إعلان فوز يحسم الأمور. فإذا انهارت قوة عظمى، يولد نظام بديل، وإذا انتهت جولة بدأت أخرى. الرقعة تُعاد صياغتها باستمرار، والقواعد تكتب من جديد مع كل تحول.

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي القضية الفلسطينية الواجهة خارج الحدود

إسبانيا تغلق مجالها الجوي أمام الطائرات المحملة بالأسلحة إلى إسرائيل وتمنع رسو السفن العسكرية

مع الحدث : سيداتي بيدا

 

في خطوة غير مسبوقة، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن حزمة إجراءات جديدة تهدف إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية، في ظل استمرار التصعيد في الأراضي الفلسطينية. وأكد سانشيز في مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم، أن إسبانيا قررت إغلاق مجالها الجوي أمام جميع الطائرات التي تنقل أسلحة أو ذخائر إلى إسرائيل، كما ستمنع السفن والطائرات العسكرية المرتبطة بإمداد الجيش الإسرائيلي من الرسو أو التوقف في الموانئ والمطارات الإسبانية

 

نرفض أن تكون أراضينا جزءًا من سلسلة التوريد العسكرية التي تساهم في معاناة المدنيين في غزة. من منطلق التزامنا بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، اتخذنا هذا القرار الأخلاقي والسيادي.”

 

تأتي هذه الخطوة في إطار تصعيد دبلوماسي أوسع من قبل الحكومة الإسبانية، التي كانت من أكثر الحكومات الأوروبية انتقادًا لنهج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة فيما وصفه سانشيز بـ”الاستخدام المفرط للقوة في غزة وارتكاب انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين”.

 

وشملت الإجراءات الإسبانية الإضافية:

 

زيادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية والأونروا.

 

حظر استيراد المنتجات المصنّعة في المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية في الضفة الغربية.

 

منع دخول مسؤولين إسرائيليين متورطين في الانتهاكات إلى الأراضي الإسبانية.

 

في المقابل، أدانت الحكومة الإسرائيلية هذه القرارات بشدة، ووصفتها بـ”العدائية”. وردًا على الخطوات الإسبانية، أعلنت إسرائيل منع دخول وزيرة العمل الإسبانية يولاندا دياز، ووزيرة الشباب سيرا ريغو، إلى أراضيها، متهمة الحكومة الإسبانية بـ”التحريض السياسي المتعمد ضد إسرائيل”.