Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات مجتمع

مدينة الدروة.. معاناة متواصلة في غياب حلول جذرية

 الدروة مول الحكمة 

تُعد مدينة الدروة الواقعة ضمن النفوذ الترابي لإقليم برشيد، من المدن التي شهدت توسعاً عمرانياً سريعاً خلال السنوات الأخيرة، بفعل موقعها الاستراتيجي وقربها من العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء. غير أن هذا النمو الديمغرافي والعمراني لم يواكبه للأسف تطور على مستوى البنية التحتية والخدمات الأساسية، مما جعل الساكنة تعاني من مشاكل متعددة، دفعتها إلى دق ناقوس الخطر أكثر من مرة.

رغم توسعها الكبير ما تزال مدينة الدروة تعاني من هشاشة واضحة في بنيتها التحتية. شوارع كثيرة تعاني من الحفر والتشققات، والإنارة العمومية ضعيفة أو منعدمة في عدد من الأحياء، الأمر الذي يهدد سلامة المارة ويزيد من الإحساس بانعدام الأمن. كما أن قنوات الصرف الصحي تعرف انسدادات متكررة، تُحدث فيضانات بمجرد تساقط الأمطار.

من أبرز المشاكل التي تؤرق ساكنة الدروة مشكل النقل. فالحافلات غير كافية، ووسائل النقل العمومي لا تفي بحاجيات آلاف المواطنين الذين يتنقلون يومياً إلى البيضاء أو برشيد من أجل العمل أو الدراسة. هذا الخصاص يضطر العديد إلى الاعتماد على سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة التي تعاني هي الأخرى من الاكتظاظ وارتفاع التسعيرة.

تنامي ظاهرة البطالة في صفوف الشباب يوازيه انتشار مقلق لظواهر سلبية مثل ترويج المخدرات و”البوفا”، وهو ما جعل عدداً من الأحياء تتحول إلى بؤر خطيرة تهدد السلم الاجتماعي. ساكنة المدينة توجه نداءات متكررة إلى السلطات الأمنية من أجل تكثيف الحملات واعتقال المروجين الكبار بدل الاكتفاء بصغار المستهلكين.

المدينة تعرف خصاصاً واضحاً في المرافق العمومية التي تُعتبر ضرورية لحياة كريمة. فلا وجود لمركبات ثقافية ورياضية كافية، ولا مستشفى محلي مجهز يمكن أن يستوعب الطلب المتزايد على الخدمات الصحية، مما يضطر المرضى إلى التنقل إلى برشيد أو البيضاء. كما أن المؤسسات التعليمية غير كافية أمام الكثافة السكانية، وهو ما يؤدي إلى الاكتظاظ داخل الأقسام.

يتساءل المواطنون عن السبب وراء تأخر تنزيل مشاريع تنموية موعودة منذ سنوات، خصوصاً أن المدينة أصبحت تستقطب استثمارات عقارية كبرى، في حين تبقى البنيات التحتية في وضعية متدهورة. هذا التناقض جعل الرأي العام المحلي يعتبر أن الدروة تحولت إلى “مدينة للنوم”، يُستغل موقعها الاستراتيجي دون أن تستفيد من عائدات التنمية.

في ظل هذه الأوضاع يجدد سكان الدروة نداءهم إلى عامل إقليم برشيد والسلطات الجهوية، من أجل الالتفات إلى المدينة ووضع برنامج استعجالي لإصلاح بنيتها التحتية، وتعزيز حضور الأمن، وتوفير مرافق اجتماعية وثقافية ورياضية وصحية، بما يواكب التوسع العمراني الكبير.

فمدينة الدروة اليوم تقف أمام مفترق طرق: إما أن تتحول إلى نموذج عمراني فوضوي يزيد من أزمات المنطقة، أو أن يتم إنقاذها عبر رؤية تنموية شاملة تُعيد لها مكانتها وتوفر لساكنتها العيش الكريم.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة فن مجتمع

الدكتور فادي نصر يكشف لـ Et بالعربي “الترند” الأبرز في عالم التجميل.. والإجراءات التي قدمها ل “مهلاقا جابري” قبل زفافها!

متابعة نادية الصبار

يبرز الدكتور فادي نصر الذي يُلقب بـ”طبيب المشاهير” كواحد من ألمع الأطباء في عالم التجميل، حيث يُعرف بقدرته على إبراز جمال النجوم الطبيعي، وهو ما جعله وجهة مفضلة لكثير من الشخصيات الهامة والمشهورة، منهم عارضة الأزياء مهلاقا جابري.

وفي حديث خاص لـ “ET بالعربي”، كشف الدكتور فادي نصر عن تفاصيل زيارة مهلاقا له قبيل زفافها المنتظر في 6 أكتوبر من العام الحالي، موضحاً أن الهدف من هذه الزيارة لم يكن تغيير ملامح مهلاقا، بل التركيز على نقاط القوة لديها والحفاظ على شبابها وإشراقها، مؤكداً على أنها “صديقة عزيزة” وأن جمالها مميز.

وأوضح نصر أنه أجرى لمهلاقا إجراءات تجميلية غير جراحية للتخفيف من إرهاق البشرة الناتج عن التصوير الكثير والمكياج، باستخدام تقنيتين، وهن: تقنية تحفيز الكولاجين وتقنية الفلاش لتغذية البشرة، حيث ساهمت هذه الإجراءات في منح مهلاقا مظهراً أكثر راحة وإشراقًا، مع الحفاظ على ملامحها الطبيعية.

وحول أكثر الإجراءات التي يطلبها النجوم حالياً، أكد نصر أن “الترند” السائد هو الميول للمظهر الطبيعي والاهتمام بجمال ونضارة البشرة وإشراقها.

كم ونصح الدكتور فادي نصر بأكثر ثلاثة إجراءات غير جراحية، وهم:
– تقنية تحفيز الكولاجين، وهي مناسبة لمعظم الأعمار، وتعمل على تجديد شباب البشرة.
– بي جي آل باور غلو ليفت (PGAL Power Glow Lift) وهي تقنية مهمة لمن يعانون من ترهل البشرة بعد فقدان الوزن.
– تقنية الفلاش وتستخدم لتغذية البشرة بعمق ومنحها الحيوية و النضارة، وتساعد على التخلص من المسام الواسع.

كما ورفض نصر اثنين من الإجراءات التجميلية ولم ينصح بهما أبدا، وهما إزالة دهون الخد إذ أنه يسرع من شيخوخة الوجه بشكل كبير، وإهمال التوازن بين الوجه، الرقبة، و اليدين، مؤكداً على أهمية الاهتمام بهذه المناطق معًا للحصول على مظهر متناغم.

وتأتي زيارة مهلاقا جابري للدكتور فادي نصر ضمن استعداداتها لزفافها في السادس من أكتوبر، حيث أعلنت مؤخراً عن خطوبتها، وبدأت بالاعتناء ببشرتها منذ فترة، مختارةً الدكتور فادي نصر ليكون مسؤولاً عن إبراز جمالها في يوم زفافها.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات صوت وصورة فن مجتمع

حوار الفن و المجوهرات حين يلتقي الذهب باللون: عبد الإله الشاهدي يخلّد إبداع حسن عليش على القماش

هند بومديان

في عالم تتقاطع فيه الحرفية العالية مع الإبداع التشكيلي، يولد عمل فني يختصر فلسفة الجمال في أرقى صورها. الفنان التشكيلي المغربي عبد الإله الشاهدي، المعروف بقدرته على تحويل التفاصيل إلى عوالم من الضوء واللون، يقدم لنا اليوم تجربة بصرية استثنائية: لوحة تجسّد إحدى تحف الصائغ المصري العالمي حسن عليش، صانع المجوهرات الراقية وصاحب البصمة المميزة في صياغة الذهب والأحجار الكريمة.

التحفة التي استوقفت الشاهدي لم تكن مجرد قطعة زينة؛ بل كانت سلسلة “كولي” مصنوعة من الذهب الخالص، مرصعة بالزمرد الطبيعي ومحاطة بلمسات من اللؤلؤ، من تصميم عليش وتنفيذ شركة “بلانكا كايرو”، التي تُعد من أبرز الشركات المصرية في عالم صياغة المجوهرات الفاخرة. لكن ما فعله الشاهدي تجاوز حدود الإعجاب ليصبح فعلًا إبداعيًا: أعاد صياغة الكولي في فضاء اللوحة، مانحًا له حياة جديدة بين الألوان والظلال، وحوله من تحفة ملموسة إلى أثر بصري خالد.

هذا الحوار الفني بين الذهب واللون، بين القماش والمعدن، يطرح رؤية جمالية عميقة: الفن لا يقف عند حدود مادته، بل يتجاوزها ليمنحها بعدًا جديدًا من الخلود. فكما يقول النقاد، ما يخلّده الرسم لا يصدأ ولا يزول، لأنه يحوّل اللحظة إلى ذاكرة أبدية.

إن ما قام به عبد الإله الشاهدي ليس مجرد رسم لقطعة مجوهرات، بل هو تجسيد لفلسفة الامتزاج بين الفنون، حيث تتحاور الحرفية الدقيقة مع التشكيل، فيتحول الذهب إلى ظل، والزمرد إلى بريق لوني يلمع في فضاء اللوحة. إنها رسالة بصرية تقول إن الجمال لا يعرف الحدود، وإن الإبداع الحقيقي هو ذاك الذي يجمع بين العوالم، ويوحد بين الخيال والواقع.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات مجتمع

تعزية في وفاة عم مراسل جريدة “مع الحدث” فؤاد الطاهري

مع الحدث

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى، تلقت أسرة جريدة مع الحدث نبأ وفاة المشمول بعفو الله ورضوانه المرحوم جواد الطاهري، عم زميلنا المراسل الصحفي فؤاد الطاهري.

وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم طاقم الجريدة وهيئتها التحريرية بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى الزميل العزيز فؤاد الطاهري، وإلى كافة أفراد عائلته الكريمة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين، ويلهم أهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات مجتمع

الدخول المدرسي.. نهاية العطلة الصيفية وبداية “الكابوس المالي” للأسر المغربية

مع الحدث لحبيب مسكر

مع اقتراب موعد الدخول المدرسي، تنقلب أجواء الراحة الصيفية إلى صداع يومي يثقل كاهل الأسر المغربية. فبينما يستعد الأطفال للعودة إلى مقاعد الدراسة، يجد الآباء والأمهات أنفسهم أمام موسم استثنائي من المصاريف، أشبه ما يكون بـ”الكابوس المالي” الذي يتكرر كل سنة.

الحقائب، الكتب، الزي المدرسي، رسوم التسجيل، والمصاريف الإضافية للنقل والمطاعم.. كلها عناصر تفرض نفسها على ميزانية الأسر، في وقت يشهد السوق ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار. وتزداد حدة المعاناة لدى الطبقة المتوسطة والضعيفة، التي تضطر إلى إعادة ترتيب أولوياتها والتضحية بجزء من مدخراتها لتأمين متطلبات أبنائها الدراسية.

ويزيد من ثقل هذا العبء توجّه أعداد متزايدة من الأسر نحو التعليم الخصوصي، هرباً من أعطاب المدرسة العمومية، وعلى رأسها كثرة الإضرابات وضعف المستوى البيداغوجي. غير أن هذه “الهجرة” لا تخلو من كلفة مضاعفة، إذ تتجاوز الرسوم الشهرية لبعض المؤسسات الخاصة قدرة الكثير من الأسر، لتصبح العملية التعليمية استثماراً مالياً لا يستهان به.

وبينما يروّج الخطاب الرسمي لشعارات تكافؤ الفرص وجودة التعليم العمومي، يجد أولياء الأمور أنفسهم وجهاً لوجه مع واقع مغاير: مصاريف متصاعدة، خدمات غير مستقرة، وقلق دائم حول مستقبل الأبناء.

ومع ذلك، تبقى رهانات الدخول المدرسي بالنسبة للأسر أكبر من مجرد أرقام وميزانيات؛ إنها رهان على مستقبل الأجيال، ومحاولة لانتشال الأبناء من دوامة البطالة وضعف التأهيل التي تعاني منها المدرسة العمومية. وهنا يطرح السؤال بإلحاح: إلى متى سيظل الدخول المدرسي مرادفاً لـ”الكابوس المالي” بدل أن يكون بداية أمل جديد؟

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

مهرجان عين حسون باولاد جرار: احتفالية فنية وثقافية بامتياز

مع الحدث إقليم تيزنيت محمد العزاوي 

اختتمت فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان عين حسون باولاد جرار إقليم تيزنيت، الذي يُعدّ واحدة من أبرز التظاهرات الفنية والثقافية في المنطقة. وقد شهد المهرجان مشاركة مجموعة من الفرق الفنية المحلية والوطنية، بالإضافة إلى تنظيم ندوات ودورات تدريبية متنوعة.

تأتي هذه النسخة من المهرجان لتؤكد على أهمية الفن والثقافة في تعزيز التواصل بين الأجيال وتشجيع المواهب الشابة. وقد لقيت العروض الفنية التي قدمتها الفرق المشاركة استحسان الجمهور، الذي تفاعل مع الألحان والقصائد التي تميزت بها كل فرقة.

إلى جانب العروض الفنية، تضمنت فعاليات المهرجان ندوات فكرية تناولت مواضيع مختلفة ذات صلة بالارض ،التراث والهوية الثقافية، بالإضافة إلى دورات تدريبية في مجالات متعددة تهدف إلى تأهيل الشباب وتمكينهم من مهارات جديدة وتكريم عدد من رجالات اولاد جرار.

المهرجان يعكس روح التضامن والانفتاح على الثقافات المختلفة، ويُعدّ منصة مهمة لتبادل الخبرات وتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع. وقد أكد المنظمون على أهمية استمرار هذه التظاهرة الثقافية ودعمها لما لها من دور في إثراء المشهد الفني والثقافي المحلي.

بفضل نجاح النسخ السابقة ينتظر أن تكون النسخة السادسة من مهرجان عين حسون محطة مهمة في تعزيز مكانة المنطقة كمركز للثقافة والفنون.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات مجتمع نازل

بوسكورة.. أسر مهددة والمستقبل الدراسي لأبنائها على المحك

فيصل باغا

مع اقتراب موعد الدخول المدرسي، يعيش عدد من الأسر بمدينة بوسكورة وضعاً اجتماعياً حرجاً بعد هدم منازلهم في عدد من الدواوير، دون أن يتم توفير أي بدائل سكنية أو تعويضات، ما جعلهم في حيرة من أمرهم بشأن مستقبل أبنائهم الدراسي.

السكان يواجهون معضلة حقيقية، حيث أن بعض المناطق التي هُدمت لم تُراع فيها الاحتياجات الأساسية للأطفال، بما في ذلك توفير المدارس ومرافق التعليم، ما يهدد حق الأطفال في الولوج إلى التعليم في هذه السنة الدراسية الجديدة.

عدد من مواطنون عبّروا عن قلقهم العميق من الوضع الراهن، مؤكدين أنهم لم يتلقوا أي توضيح رسمي حول الإجراءات المستقبلية أو حلول سريعة لضمان استقرار أسرهم وأطفالهم.

في هذا السياق، يطلق السكان نداء عاجلاً إلى عامل إقليم النواصر، للمبادرة بتوفير حلول عاجلة ومستدامة، سواء عبر تعويض الأسر أو توفير مساكن بديلة، وضمان تمكين أبنائهم من متابعة الدراسة دون أي عراقيل.

الوضع الراهن يفرض على الجهات المختصة التدخل الفوري لتجنب أزمة إنسانية وتعليمية قد تؤثر على مستقبل الأطفال وأمن المجتمع بشكل عام.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات مجتمع

محمد موافق… من الميدان إلى رئاسة مصلحة المخيمات … مسار ابن بار لقطاع الشباب

حكيم السعودي

البرنامج الوطني للتخييم ليس فقط عبارة عن أرقام وأفواج ومخيمات موسمية بل ورش وطني استراتيجي يستهدف الاستثمار في الرأسمال البشري منذ الطفولة. وفي خلفية هذا الورش تقف أسماء ووجوه جعلت من التخييم رسالة أكثر منها وظيفة ومن بينهم يبرز اسم محمد موافق كأحد أبناء قطاع الشباب الذين صنعوا نجاح هذا البرنامج بإخلاص ويقظة ومثابرة.

محمد موافق ليس طارئاً على عالم التخييم ولا وافداً جديداً على الإدارة بل هو ثمرة مسار طويل بدأ من القاعدة، من قلب المخيمات نفسها حيث مارس العمل التربوي مدرباً خلال سنوات دراسته بالمعهد ثم إطاراً مشرفاً على التداريب التكوينية الخاصة بمدربي المخيمات الصيفية. تدرج في مختلف محطات العمل الميداني ليقود عدداً من المخيمات كمدير قبل أن ينتقل إلى المسؤولية المركزية حيث تقلد منصب رئيس مصلحة المخيمات بوزارة الشباب والثقافة والتواصل.إن هذا المسار ليس مجرد تسلسل وظيفي بارد بل هو تدرج طبيعي فرضته تجربة غنية بالاحتكاك المباشر بالفاعلين الجمعويين والمنظمات التربوية. لقد جعلت سنوات المخيمات محمد موافق يعرف التفاصيل الدقيقة لكل مرحلة، من إعداد البرامج والأنشطة إلى تدبير الموارد البشرية واللوجستيكية، مروراً بمتابعة الأطفال والمربين والإداريين وهو ما منحه قدرة استثنائية على قراءة المشهد التخييمي برمته.

ويجمع الذين اشتغلوا إلى جانبه أن سر نجاحه يكمن في اليقظة الدائمة والتتبع اليومي لكل صغيرة وكبيرة، إلى جانب معرفته المسبقة بشبكة المخيمات والجمعيات التي تشكل العمود الفقري للبرنامج الوطني للتخييم. فهو لا يكتفي بإدارة الملفات من وراء مكتب بل يظل متصلاً بالميدان، يتابع التقارير، يستمع لشهادات الأطر ويعاين التحديات عن قرب. هذا الحضور الميداني الدائم جعله في نظر الكثيرين من أكثر الأطر قدرة على ضمان استمرارية البرنامج وصون توازنه.ولعل ما يميز محمد موافق أكثر هو أنه ابن بار لقطاع الشباب؛ فقد نشأ بين أروقة هذا القطاع الذي كان والده أحد موظفيه حتى بلوغه سن التقاعد. هذه الخلفية الأسرية صنعت علاقة وجدانية بالمجال وأدخلت في وجدانه قناعة بأن خدمة الطفولة والشباب ليست وظيفة عابرة بل التزام أخلاقي ممتد عبر الأجيال.

 

إن شخصية محمد موافق تجمع بين الهدوء والقدرة على الحسم وبين المعرفة النظرية والتمرس الميداني. فحين يُطرح ملف معقد لا يسارع إلى الانفعال أو إصدار قرارات متسرعة بل يعالجه بمنطق التحليل الهادئ الذي يوازن بين الإمكانات المتاحة والانتظارات الواقعية وهو ما يجعله قادراً على كسب ثقة مختلف الشركاء.ويؤكد متخصصون في علم الاجتماع التربوي أن القيادة في فضاءات مثل المخيمات تحتاج إلى شخصية متوازنة تمتلك الذكاء العاطفي إلى جانب القدرة التنظيمية أي شخصية تعرف كيف تدير الأفراد وتحفزهم وتحتوي النزاعات الصغيرة قبل أن تتحول إلى أزمات. ولعل هذا ما يجعل مسار موافق نموذجاً حياً لمفهوم “القائد الميداني” الذي تحدث عنه علماء الإدارة الحديثة مثل “جون كوتر” الذي يرى أن القيادة الفعالة تقوم على الرؤية والتواصل وبناء الثقة أكثر مما تقوم على الأوامر والتعليمات.

 

من زاوية أخرى يعكس مساره كذلك حكمة مقولة جون ديوي: “التربية ليست استعداداً للحياة بل هي الحياة نفسها”. فمحمد موافق مارس التربية بمعناها العملي من قلب المخيمات وجعل منها مدرسة لبناء ذاته أولاً ثم لقيادة الأجيال اللاحقة عبر برنامجه الوطني.

ولا يخفى أن البرنامج الوطني للتخييم ظل على امتداد سنوات يواجه تحديات مالية ولوجستيكية وتنظيمية لكنه صمد واستمر بفضل أطر جمعوا بين الرؤية والخبرة وكان محمد موافق واحداً من أعمدتهم. لقد أثبت أن الإدارة حين تكون متصلة بالميدان وقريبة من تفاصيله تصبح قادرة على الإنجاز رغم الصعوبات.

 

إن قراءة مسار محمد موافق تكشف أن نجاحه لم يكن صدفة بل ثمرة لتدرج عقلاني وإخلاص مهني وحضور ميداني. لقد صنع لنفسه مكانة بين أكثر الأطر قدرة على ضبط تفاصيل ورش وطني حيوي وضمان استمراريته وجعل من تجربته الشخصية تجسيداً لفكرة أن التخييم فعل تربوي ورؤية استراتيجية ورسالة إنسانية قبل أن يكون مجرد موسم صيفي للأطفال.

 

يظل مسار محمد موافق نموذجًا حيًا للفاعل الجمعوي والإطار التربوي الذي يدمج بين الرؤية الاستراتيجية والخبرة الميدانية. نجاح البرنامج الوطني للتخييم لم يكن وليد الصدفة بل نتيجة يقظة دائمة ومتابعة حثيثة لكل التفاصيل وارتباط عميق بالميدان وبالأطر الجمعوية والشبابية. إن مساهمته تؤكد أن القيادة الحقيقية في الفضاءات التربوية ليست مجرد إدارة للبرامج بل قدرة على بناء الثقة واحتواء الاختلافات وتحويل التحديات إلى فرص للنمو والتعلم. محمد موافق لم يكن مجرد موظف أو مدير بل رمز للعطاء المستمر وجسر يربط بين النظرية والتطبيق وبين الرؤية الوطنية والواقع الميداني مما يجعل تجربته مصدر إلهام لكل من يسعى إلى خدمة الشباب والمجتمع بإخلاص ومهنية.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات متفرقات مجتمع

زاوية أسا تحتفل بالمولد النبوي الشريف وتستضيف ضيف الملكي للزاوية الشرقية

مع الحدث : عابدين الرزكي

في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان والتقاليد العريقة، تحتضن مدينة أسا فعاليات الموسم الديني السنوي لزاوية أسا إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف لعام 1447 هـ / 2025 م، بمشاركة واسعة من العلماء، وطلبة الزوايا، والفعاليات الدينية والثقافية.

 

وتتميز الدورة هذا العام باستضافة ضيف الملكي للزاوية الشرقية، مما يضفي على الموسم طابعًا رسميًا متميزًا ويعكس الدعم الملكي المستمر للأنشطة الدينية والثقافية في المملكة.

 

ووفق البرنامج المعلن، فقد انطلقت الاحتفالات يوم الخميس 4 شتنبر 2025 برحاب زاوية أسا، مع فعاليات تشمل إحياء ذكرى المولد النبوي، وصلات السماع والمديح، بالإضافة إلى عروض من مجموعة مواجد للتراث الصوفي والمجموعة الربانية لمدح خير البرية.

 

ويستمر الموسم على مدى أربعة أيام متتالية، شملت على امتدادها محاضرات علمية ودروس دينية، وورشات للطلبة في حفظ القرآن الكريم وتعليماته، ومسابقات في السيرة النبوية، فضلًا عن مسيرة قرآنية بمشاركة مدارس عتيقة وطنية وزوايا صوفية. كما تضمن البرنامج توقيع كتب علمية وموسيقية وفعالية ثقافية للأطفال لتعريفهم بالموروث الإسلامي الأصيل.

 

ويُذكر أن الموسم يسعى إلى إبراز التراث الروحي والمادي للإسلام في المنطقة، وتعزيز قيم التسامح، والتواصل بين الزوايا الصوفية والعلماء، كما يكرم المتميزين في مسابقات القرآن الكريم والثقافة الدينية.

 

وتأتي هذه الفعاليات تحت إشراف مؤسسة زاوية أسا، ومؤسسة أسما الزاك، وبتعاون مع السلطات المحلية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في حدث يُعد من أبرز المواسم الدينية في جنوب المغرب، ويستقطب المشاركين من مختلف أقاليم المملكة.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء فن مجتمع

قراءة نقدية للوحة الفنان التشكيلي عبد الإله الشاهدي…تروس الفكر”موت العفوية في زمن البرمجة” .

اللوحة للفنان التشكيلي عبد الإله الشاهدي

القراءة النقدية بقلم هند بومديان

عنوان اللوحة

تروس الفكر.. موت العفوية في زمن البرمجة

هذه اللوحة تمثل عمق التوتر بين الإنسان ككائن حي والإنسان كآلة خاضعة للتفكيك وإعادة البرمجة. الألوان هنا ليست عشوائية؛ الأزرق الذي يكسو الوجه يوحي بالبرودة، بالمسافة، وبالهدوء الظاهر، لكنه يخفي خلفه عاصفة من التلاعب والسيطرة. الأحمر الذي يلون الأيدي ليس مجرد لون، بل هو صرخة السلطة، إشارة الدم، والسيطرة المطلقة على مصير الكائن الأزرق. هنا، العقل ليس فضاءً للحرية، بل مصنع للتروس، ميكانيزم مفرغ من الروح.

الأيدي الحمراء تقوم بعملية جراحية ميكانيكية على الدماغ المفتوح، وكأنها تزرع أفكارًا، أو تنتزع قناعات لتضع غيرها. هذه الصورة تحمل دلالات فلسفية قوية: من يتحكم في عقل الإنسان؟ هل هو ذاته، أم قوة خارجية تعيد برمجته؟ هنا يختفي مفهوم “الفردانية”، ليحل محله مفهوم “التحكم” و”الإخضاع”.

التروس المعدنية التي تتساقط من الرأس وتتحول إلى أقراط، ترمز إلى تحوّل الفكر إلى زينة شكلية، وإلى استهلاك المعرفة كديكور اجتماعي فارغ. لم تعد الأفكار قوة حية، بل مجرد مسننات تدور في فلك السلطة والتقنية.

الوجه في اللوحة، بثبات نظراته، يوحي بالاستسلام أو ربما بالوعي الصامت بما يحدث داخله. عيون واسعة، كأنها تسأل: أأنا إنسان أم مجرد آلة تم ضبطها لتعمل وفق إرادة الآخر؟

الدلالات الفلسفية والجمالية:

اللون الأزرق: يرمز إلى العمق النفسي، إلى البعد الوجودي، وربما إلى الحزن البارد الذي يكتسح الذات حين تُسلب منها حرية التفكير.

الأيدي الحمراء: تجسيد للهيمنة، للعنف الناعم الذي يمارس على الفكر، وللقوة التي تتحكم في صناعة العقل.

التروس والآليات: إلغاء الطابع العضوي للعقل لصالح التصنيع الميكانيكي، ما يطرح إشكالية العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، وبين الروح والمادة.

التوقيع والتاريخ: يذكرنا أن هذه الفكرة ليست بعيدة عن حاضرنا، بل هي قراءة جريئة لزمن أصبح فيه العقل ميدانًا للتلاعب.الرسالة الرمزية:

اللوحة تطرح سؤالًا وجوديًا مخيفًا: هل ما نفكر فيه نابع منّا أم مُبرمج فينا؟ نحن أمام عمل نقدي للواقع المعاصر حيث يُعاد تشكيل العقل وفق مقاييس السوق، السياسة، والإعلام.