Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة خارج الحدود

“جولة ترامب الآسيوية: اتفاق مبدئي مع الصين يعيد التوازن في العلاقات الدولية”

عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى واشنطن بعد جولة آسيوية شملت مشاركته في قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في بوسان بكوريا الجنوبية، اختتمها بلقاء مطول مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. تأتي هذه الجولة في وقت تتصاعد فيه المنافسة بين القوى الكبرى على قيادة النظام العالمي، حيث تهدف واشنطن إلى إعادة ضبط توازناتها الدولية وإعادة تحديد موقعها في مشهد متعدد الأقطاب.

أعلن ترامب عن اتفاق مبدئي مع الصين يتضمن تخفيضاً جزئياً للرسوم الجمركية الأمريكية على بعض الواردات الصينية مقابل التزام بكين باستئناف تصدير المعادن النادرة وتعزيز الرقابة على المواد الكيميائية المستخدمة في إنتاج الفنتانيل. يمثل هذا الاتفاق خطوة عملية لتهدئة التوترات التجارية التي شهدت تصاعداً خلال فترة سابقة من حكم ترامب، ويعكس تحولاً تكتيكياً في السياسة الأمريكية من المواجهة الصريحة إلى مقاربة أكثر براغماتية تهدف إلى حماية سلاسل التوريد العالمية والأسواق المالية. وبالنسبة للصين، يبدو الاتفاق مدروساً بحيث يحقق مكاسب اقتصادية دون التنازل عن استقلاليتها الاستراتيجية، مع الحفاظ على توازنها بين علاقتها بالولايات المتحدة وشراكتها مع روسيا، التي تعتمد على بكين لتجاوز العقوبات الغربية.

تتضح الأبعاد الجيوسياسية للاتفاق في سياق الصراع الأمريكي-الروسي، حيث تسعى واشنطن إلى استثمار نفوذ الصين في الأسواق العالمية والمنظمات الدولية لكسب موقف محايد يخفف الدعم الصيني لموسكو. في المقابل، قد يُنظر إلى التقارب الأمريكي-الصيني على أنه ضغط على روسيا، لكنه لن يؤدي إلى قطع العلاقة بين بكين وموسكو، ما يعكس قدرة الصين على إدارة تحالفاتها بشكل يوازن مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية.

في المجمل، يعكس الاتفاق إعادة تموضع محسوبة لجميع الأطراف: الولايات المتحدة تسعى لتبادل مصالح بدلاً من فرض إملاءات أحادية، الصين تحقق مكاسب اقتصادية مع الحفاظ على استقلاليتها الاستراتيجية، وروسيا تواجه تحديات في ضبط تحالفاتها. وفي عالم متعدد الأقطاب، يشير هذا التطور إلى تراجع جزئي للهيمنة الأمريكية التقليدية مع تصاعد أهمية الدبلوماسية البراغماتية، بينما يظل الاتفاق قابلاً للتغير وفقاً للتطورات الداخلية لكل دولة وتأثيراتها على التوازنات العالمية.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية الواجهة بلاغ جهات نازل

ضربة أمنية جديدة بالفداء مرس السلطان: حجز كميات من “ريفوتريل” والكوكايين والشيرا

في عملية نوعية جديدة، تمكنت مصالح الأمن بمنطقة الفداء مرس السلطان بمدينة الدار البيضاء، في الساعات الأولى من صباح الجمعة 31 أكتوبر، من وضع حد لنشاط شبكة إجرامية متخصصة في ترويج المخدرات والمؤثرات العقلية، بعد توقيف أربعة أشخاص من بينهم زوجان، يشتبه في تورطهم في هذه القضية.

ووفق المعطيات الأمنية، فإن المشتبه فيهم جرى توقيفهم مباشرة بعد وصولهم على متن حافلة قادمة من إحدى مدن شمال المملكة، حيث أسفرت عملية التفتيش الدقيقة عن حجز 1750 قرصاً طبياً مخدراً من نوع “ريفوتريل”، بالإضافة إلى كمية من مخدر الشيرا وجرعات من الكوكايين كانت معدة للترويج في العاصمة الاقتصادية.

وقد باشرت الشرطة القضائية أبحاثها تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد جميع الامتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي، وكشف هوية باقي المتورطين والمشاركين في هذه الشبكة التي تنشط في مجال تهريب وترويج الممنوعات.

وتأتي هذه العملية في إطار الجهود الأمنية المكثفة التي تبذلها المصالح المختصة لمكافحة ظاهرة المخدرات بمختلف أنواعها، وحماية الشباب من مخاطر الإدمان، وترسيخ الشعور بالأمن لدى المواطنين، في وقت تواصل فيه المديرية العامة للأمن الوطني سياستها الاستباقية لضرب أوكار الجريمة والاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي أنشطة ملكية الواجهة جهات خارج الحدود سياسة طالع

انتصار دبلوماسي جديد للمغرب.. مجلس الأمن يكرس مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد لقضية الصحراء

يشهد ملف الصحراء المغربية اليوم تحولاً تاريخياً يعيد رسم ملامح نهاية نزاع دام نصف قرن، بعدما أكدت مسودة قرار مجلس الأمن الأخيرة أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 تمثل الأساس الواقعي والجاد لأي تسوية مستقبلية.

إنها لحظة فارقة تختزل مساراً طويلاً من العمل الدبلوماسي المتزن الذي قاده صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بحكمة وبعد نظر، ليضع المجتمع الدولي أمام حقيقة واحدة: أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو أسمى تجسيد لتقرير المصير، وأفق نهائي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء.

فالمسودة، التي رحبت باستعداد الولايات المتحدة لاحتضان مفاوضات الحل، ودعت الأطراف إلى التفاوض دون شروط مسبقة، جسدت اعترافاً صريحاً بمكانة المغرب كشريك موثوق ومسؤول في المنطقة، وبمبادرة واقعية تضمن الاستقرار والأمن الإقليميين. كما مددت مهمة بعثة “المينورسو” لعام كامل، في إشارة واضحة إلى استمرار دعم الأمم المتحدة للمسار السياسي الذي ترعاه تحت إشراف أمينها العام.

ويُجمع المتتبعون أن هذا التقدم لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية ملكية استراتيجية جعلت من الدبلوماسية أداة لحماية السيادة وتعزيز التنمية. فمنذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، انتقلت الدبلوماسية المغربية من موقع الدفاع إلى موقع المبادرة، متسلحة بدبلوماسية هادئة وفاعلة، تجمع بين الحزم والذكاء السياسي، وترتكز على مبدإ احترام الشركاء والانفتاح على القوى الدولية الصاعدة.

ولم يكن هذا النجاح حكراً على المؤسسة الرسمية فحسب، بل كان ثمرة تفاعل وطني واسع، شاركت فيه وزارة الشؤون الخارجية باحترافية عالية، إلى جانب الدبلوماسية الموازية التي اضطلعت بها الأحزاب السياسية، والبرلمان، والمجتمع المدني، والإعلام الوطني، وحتى الجالية المغربية بالخارج التي تحولت إلى صوت قوي يدافع عن الوحدة الترابية في المحافل الدولية.

لقد استطاعت المملكة بفضل تماسك جبهتها الداخلية وحنكة مؤسساتها، أن توقف نزيف هذا النزاع الذي استغله خصومها لعقود. وها هي اليوم تحصد اعترافاً دولياً واسعاً، في وقت تتراجع فيه الدبلوماسية الجزائرية التي استثمرت أموالاً طائلة في دعم الانفصال وتأجيج الفتنة، لتجد نفسها أمام إجماع عالمي متنامٍ يعتبر أن “البوليساريو” مجرد كيان وهمي فقد كل شرعية سياسية وأخلاقية، وأن الجزائر تتحمل مسؤولية مباشرة في استمرار معاناة المحتجزين في مخيمات تندوف.

إن هذا القرار الأممي، بما يحمله من مضامين واضحة، ليس مجرد وثيقة تقنية، بل هو تحول سياسي عميق يؤكد أن المجتمع الدولي وصل إلى قناعة راسخة بأن الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية هو الحل الواقعي والنهائي، وأن أي محاولة للالتفاف على هذا المسار لم تعد تجد آذاناً صاغية.

وبهذا الانتصار، يواصل المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله مسيرته بثبات نحو طي هذا الملف نهائياً، وفتح آفاق جديدة للتنمية والاستقرار في الأقاليم الجنوبية التي أصبحت نموذجاً يحتذى في البناء والتقدم.

إنها معركة دبلوماسية تُدار بالعقل لا بالصوت العالي، وبالإنجاز لا بالشعارات، لتبرهن أن المغرب بلد سيادة، وعدالة، وتاريخ، يعرف أين يضع خطواته وكيف يصنع مستقبله بثقة ومسؤولية.

Categories
أخبار 24 ساعة متفرقات

بوجدور : مشاريع تنموية بجماعتي اجريفية ولمسيد احتفالا بذكرى المسيرة الخضراء

في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، أشرف والي جهة العيون الساقية الحمراء، السيد عبد السلام بيكرات، بمعية عامل إقليم بوجدور ابراهيم بن ابراهيم مرفوقا بالمسؤولين العسكريين و المدنيين وكذا رئيس المجلس الإقليمي لبوجدور احمد خيار صحبة رؤساء المجالس المنتخبة و البرلمانيين صباح يوم الخميس 30 أكتوبر 2025، على إعطاء الانطلاقة الرسمية لعدد من المشاريع التنموية بإقليم بوجدور، ترسيخًا لمسار التنمية الشاملة الذي يشهده الإقليم ومواكبة للتحولات العمرانية والاقتصادية التي تعرفها الجهة.

وانطلقت الزيارة من جماعة المسيد بحضور رئيسها علي خيا، حيث أعطى الوفد الرسمي المكون من إشارة انطلاق أشغال تهيئة ساحة عمومية بمركز الجماعة، مع تقديم مشروع بناء مقر جديد لقيادة المسيد. كما أشرف الوفد على تدشين مشاريع مهيكلة بقرية الصيد سيدي الغازي، من أبرزها مشروع تهيئة وتوسيع الطريق غير المصنفة الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 1 وقرية الصيد على مسافة 2.3 كيلومتر، بغلاف مالي بلغ 5 ملايين درهم، بهدف تحسين الولوج إلى قرى الصيد وتسهيل حركة التنقل للساكنة والمهنيين ودعم الدينامية الاقتصادية بالمنطقة.

كما تم بالمناسبة تقديم مشروع بناء ملعبين للقرب بقرية الصيد سيدي الغازي، بشراكة مع مجلس إقليم بوجدور، في إطار برنامج تنمية المرافق الرياضية، لتمكين شباب المنطقة من فضاءات ملائمة للممارسة الرياضية وتعزيز التماسك الاجتماعي.

ومن تراب جماعة المسيد، انتقل الوفد الرسمي إلى تراب جماعة الجريفية، بمنطقة النويفض و بحضور رئيس الجماعة فراجي دابدا، حيث تم إطلاق مشاريع جديدة تندرج ضمن برنامج تأهيل المراكز القروية، وتشمل تهيئة البنيات الأساسية، وتوسيع الشبكة الطرقية، وتقوية الإنارة العمومية، إلى جانب مشاريع اجتماعية تروم تحسين جودة الخدمات المقدمة للساكنة ودعم البنية التحتية المحلية.

وتندرج هذه المشاريع ضمن الرؤية التنموية المتكاملة لإقليم بوجدور، التي تهدف إلى تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية وتعزيز الاندماج الاقتصادي بالمناطق القروية.

كل هذه الاوراش تأتي تخليدا لهذه الذكرى الوطنية الغالية، بما يعكس العناية الخاصة التي توليها السلطات المحلية ببوجدور و منتخبي الإقليم لنهوض بالجماعات الترابية وتعزيز التنمية المستدامة.

Categories
أخبار 24 ساعة متفرقات

اتفاقيات جديدة لدعم الحرفيين وتعزيز تسويق منتجات الصناعة التقليدية بجهة الدار البيضاء سطات

أعلن المندوب الجهوي للصناعة التقليدية لجهة الدار البيضاء سطات خلال الدورة العادية لشهر أكتوبر لغرفة الصناعة التقليدية عن مجموعة من الاتفاقيات الجديدة التي تهدف إلى تسهيل تسويق وإنتاج المنتجات الخاصة بالصناعة التقليدية. تُعتبر هذه الإجراءات جزءًا من استراتيجية دعم الحرفيين والمنتجين التقليديين وتعزيز الاقتصاد المحلي، حيث تستهدف تحسين وضعية الصانع التقليدي وتوسيع آفاق نشاطه الاقتصادي والاجتماعي في عدة مجالات، ومنها:

1. **مجال التأمين والحماية الاجتماعية**: تهدف الاتفاقيات إلى توفير برامج تأمين مناسبة للحرفيين، مما سيعمل على تحسين الأمان الاجتماعي لهم وتعزيز قدرتهم على مواجهة التحديات الاقتصادية. وقد تم توقيع اتفاقية إطار وإتفاقيتين خاصتين مع التعاضدية المركزية للتأمين بشراكة مع كتابة الدولة وجماعة غرف الصناعة التقليدية وجمعية الاعمال الإجتماعية والهدف منها تمكين الصناع التقليديين موظفي القطاع من عروض تأمينية تفضيلة تشمل التأمين على السيارات والتأمينوعلى حوادت الشغل والأمراض المهنية وتأمين السكن والصحة

2. **مجال النقل والتنقل**: يشمل هذا المجال وضع تعرفات مناسبة لنقل المنتجات التقليدية، بما يسهل على الحرفيين توزيع منتجاتهم والوصول إلى أسواق جديدة، مما يسهم في تطوير أعمالهم وزيادة مبيعاتهم. من خلال تعزيز الخدمات اللوجيستيكية وتطوير التجارة الإلكترونية من خلال توقيع اتفاقية إطار وإتفاقيتين خاصتين مع شركة ستيام إرساليات لتوفير عروض تفضيلية في نقل الطرود والخدمات البريدية مع مواكبة الصناع في دعم تسويق منتوجاتهم رسميا ودعم ولوجهم الى التجارة الرقمية

3. **مجال التكوين والتجهيز**: يتضمن هذا الجانب تقديم برامج تدريبية للحرفيين، وتزويدهم بالمعدات والآلات اللازمة لتحسين جودة إنتاجهم وزيادة كفاءتهم، مما سيساهم في تنمية مهاراتهم وتطوير منتجاتهم.

كدلك تم توقيع اتفاقية مهمة مع شركة بريكوما bricoma لتمكين الصناع من إقتناء الصناع ادوات وتجهيزات بأسعار تفضيلية مع الإستفادة من خبرة أطر هذه الشركة في الإستفادة من دورات تكوينية في مجالات التجارة والكهرباء والسباكة والصباغة.

هذه الاتفاقيات تعكس التزام الجهات المعنية بدعم الصناعة التقليدية، مما يسهم بشكل مباشر في تعزيز مكانة الحرفيين وتحسين ظروف عملهم، وبالتالي تعزيز الاقتصاد المحلي.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود سياسة

من المسيرة الخضراء إلى المسيرة الدبلوماسية: الصحراء المغربية تُكتب فصول نصرها الأخير

 

تمرّ ذكرى المسيرة الخضراء هذه السنة، والمغرب على أعتاب تحول تاريخي في واحد من أطول النزاعات الإقليمية التي عرفتها القارة الإفريقية. فبعد ما يقارب نصف قرن من التفاوض والمناورة والمراهنة على الزمن، يبدو أن قضية الصحراء المغربية تقترب من لحظة الحسم، ومن سدل الستار على فصل الصراع المفتعل، بفوز الدبلوماسية المغربية بالرهان الذي خاضته منذ 2007، حين قدمت المملكة مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي للنزاع.

 

الدبلوماسية المغربية: هدوء القوة ونتائج الصبر

 

منذ سنوات، اختار المغرب أن يغيّر أدوات المواجهة: من صراع ميداني وسياسي متعب إلى معركة دبلوماسية ذكية، تسير بخطى ثابتة وهادئة، تراكم الاعترافات وتبني التحالفات وتستثمر في الميدان قبل المنبر.

اليوم، تقف هذه السياسة أمام اختبارها الأخير، داخل أروقة مجلس الأمن، حيث تتجه الأنظار نحو قرار أممي جديد تؤكد مسوداته أن العالم بدأ يتحدث بلغة المغرب: الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، لا الانفصال ولا الجمود.

 

إن ما كان يُعتبر مجرد مبادرة مغربية قبل سنوات، بات اليوم المرجعية الوحيدة التي يلتف حولها المجتمع الدولي، بفضل ما يسميه المتتبعون “الذكاء الهادئ” للديبلوماسية المغربية، التي نجحت في نقل النقاش من سؤال “من له الشرعية؟” إلى سؤال “من يملك الحل؟”.

 

 منطق الواقع يغلب منطق الشعارات

 

لقد أدركت القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، أن استمرار النزاع يخدم الفراغ الأمني والإرهاب والانقسام الإقليمي، وأن مقترح الحكم الذاتي ليس مجرد مبادرة سياسية، بل مشروع استقرار وتنمية يمتد أثره إلى الساحل الإفريقي برمّته.

من هنا، لم يعد الحديث عن “تقرير مصير الشعوب” بالمعنى الانفصالي يجد له مكاناً في خطاب الأمم المتحدة، بل تحول إلى تقرير مصير داخلي، يمكّن الساكنة من تدبير شؤونها تحت راية المملكة المغربية، وهو ما يعني بلغة الدبلوماسية: نهاية أطروحة الانفصال.

 

عزلة الجزائر وواقعية المغرب

 

وفي مقابل هذا الصعود المغربي المدروس، تعيش الجزائر عزلة دبلوماسية واضحة. فبعد سنوات من محاولات التأثير على القرار الأممي، تجد نفسها اليوم في موقع المتفرج الغاضب، بعدما فشلت في إقناع أي طرف بتعديل جوهر النص أو تأجيل التصويت عليه.

إن تراجع صوت الجزائر في مجلس الأمن ليس صدفة، بل نتيجة طبيعية لسياسة مغربية تقوم على الهدوء بدل الصدام، والبرهان بدل الادعاء.

 

 نحو نهاية صراع وبداية مرحلة

 

إذا ما صادق مجلس الأمن على القرار المنتظر، فسيكون المغرب قد أغلق فعلاً أحد أطول ملفات القارة السمراء، لا بالقوة العسكرية، بل بـقوة الشرعية والتاريخ والرؤية.

وسيدخل الملف من مرحلة النزاع إلى مرحلة التفعيل، حيث يتحول الحكم الذاتي من ورقة تفاوض إلى إطار مؤسساتي للحكم المحلي والتنمية الجهوية.

 

من المسيرة الترابية إلى المسيرة الدبلوماسية

 

قبل خمسين عاماً، خرج آلاف المغاربة في المسيرة الخضراء مردّدين “الله الوطن الملك”، حاملين القرآن بدل السلاح. واليوم، تسير الدبلوماسية المغربية على الخطى نفسها، ولكن بأدوات العصر: الحوار، الشراكة، والاعتراف الدولي.

فالمسيرة لم تتوقف يوماً؛ إنها فقط غيّرت طريقها من الرمال إلى القاعات، ومن الحناجر إلى القرارات الأممية.

 

إن المغرب اليوم لا يحتفل فقط بذكرى تاريخية، بل يحتفل بثمار رؤية ملكية بعيدة المدى، آمنت أن الدفاع عن الأرض لا ينتهي بتحريرها، بل يبدأ ببنائها وتنميتها وترسيخ سيادتها في الوعي العالمي.

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات قانون نازل

المحكمة تصدر أحكامها في أحداث “جيل زد” بوجدة

عرفت عدد من المدن المغربية خلال الأسابيع الماضية ما سُمّي باحتجاجات “جيل زد”، التي جاءت تعبيراً عن الغضب من واقع قطاعي التعليم والصحة.

ورغم انطلاقها في أجواء سلمية، فإن بعض الوقفات سرعان ما انحرفت عن مسارها، لتتحول في بعض المناطق إلى أعمال شغب وتخريب، خاصة بمدينة وجدة، حيث سُجلت حالات سرقة وإتلاف لممتلكات عامة وخاصة.

وقد تمكنت عناصر الشرطة القضائية من توقيف المتورطين وتقديمهم أمام العدالة. وبعد استكمال مسطرة التحقيق، أصدرت المحكمة بمدينة وجدة أحكامها في هذه القضية، وجاءت على الشكل التالي:

إدانة أربعة متهمين بسنة ونصف حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 500 درهم لكل واحد منهم.

إدانة متهمين اثنين بسنة واحدة حبسا نافذا وغرامة مماثلة.

إدانة ثلاثة آخرين بثلاثة أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 1200 درهم.

كما صدرت أحكام موقوفة التنفيذ تراوحت بين شهرين وأربعة أشهر في حق متهمين آخرين.

فيما قضت المحكمة ببراءة 15 شخصاً بعد ثبوت عدم تورطهم في أعمال التخريب.

وتؤكد هذه الأحكام أن اللجوء إلى العنف والتخريب لا يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن المعاناة أو للمطالبة بالحقوق، بل إن الحوار المسؤول والالتزام بالسلمية يظلان السبيل الأنجع لبناء مجتمع يحترم القانون ويصون

كرامة الجميع.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات

توقيع مسرحية “لوزيعة” للحسين الشعبي يضيء أجواء المعرض الجهوي للكتاب بالرباط

شهد فضاء ساحة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، مساء اليوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025، واحدة من أبرز لحظات الدورة الخامسة عشرة من المعرض الجهوي للنشر والكتاب بالرباط، من خلال حفل توقيع كتاب “مسرحية لوزيعة” للكاتب والصحافي والناقد الحسين الشعبي، في أجواء ثقافية حافلة بالحضور والتفاعل.

اللقاء الذي قدّمه الفنان والناقد المسرحي الدكتور مسعود بوحسين، عرف نقاشًا عميقًا حول التجربة المسرحية للحسين الشعبي، حيث تناول بوحسين بالتحليل الجوانب الدرامية والفكرية التي تتخلل نص “لوزيعة”، مبرزًا ما يحمله العمل من نقد اجتماعي لاذع وسخرية فنية راقية تسائل الواقع المغربي بلغة تجمع بين العمق والجمال.

وأشاد الحاضرون بما تميز به اللقاء من دفء إنساني وتلقائية ثقافية، جمعت بين الكاتب وجمهوره من المثقفين والمبدعين والطلبة والمهتمين بالفن المسرحي، الذين أثنوا على تجربة الناقد و الكاتب الحسين الشعبي باعتباره واحدًا من أبرز الأقلام المغربية التي استطاعت أن تجعل من النص المسرحي فضاءً للتعبير الحر والالتزام الفكري والجمالي.

وتندرج هذه الفعالية ضمن البرنامج الثقافي الغني الذي يؤثث فعاليات المعرض المنظم من طرف المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بجهة الرباط سلا القنيطرة، بدعم من مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات، وبتعاون مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، تحت شعار “القراءة.. مسيرة متجددة”، خلال الفترة الممتدة من 25 إلى 30 أكتوبر 2025.

ويأتي توقيع “لوزيعة” ليعزز الحضور القوي للمسرح المغربي داخل المشهد الثقافي الوطني، وليؤكد أن الكتابة المسرحية ما زالت تنبض بالحياة، وتستمد قوتها من الواقع ومن نبض الإنسان المغربي، في دورةٍ يحتفى فيها كذلك بالكاتب الراحل محمد بهضوض وبالذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء.

هذا و يواصل المعرض الجهوي للكتاب بالرباط ترسيخ مكانته كفضاء حيوي للتبادل الثقافي، يجمع بين الفكر والإبداع، ويحتفي بالكتاب والقراءة كمسيرة متجددة في الوعي المغربي المعاصر.

أكادير: إبراهيم فاضل

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات مجتمع

العثور على رجل جثة هامدة داخل كوخ بأزرو.. وفاة طبيعية تخلف حزناً في حي تيبوقلال

عاش حي تيبوقلال بمدينة أزرو، عشية اليوم، على وقع صدمة بعد العثور على رجل خمسيني يعيش وحيداً منذ سنوات، جثة هامدة داخل كوخ بسيط اتخذه مسكناً له.

وحسب مصادر محلية، فقد قام أحد الجيران، الذي اعتاد تزويده بالطعام يومياً، بإبلاغ السلطات بعدما لاحظ غيابه عن الرد كعادته. لتنتقل المصالح الأمنية والوقاية المدنية إلى عين المكان، حيث جرى اكتشاف الجثة.

المعطيات الأولية تشير إلى أن الوفاة طبيعية، وتم نقل الجثمان إلى المستشفى الإقليمي لإخضاعه للتشريح الطبي بأمر من النيابة العامة المختصة.

وخلف هذا الحادث حزناً عميقاً في صفوف سكان الحي، الذين عرفوا الراحل بعزلته وطيبوبته وحسن أخلاقه.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات

بين هوية معلنة واسم مستعار… حين يتحدث القلم بوجهين

في عالم الكتابة الرقمية، لم يعد القلم مجرّد أداة للتعبير، بل أصبح مرآة تعكس هوية الكاتب، ووسيلة تكشف عن شخصه أو تخفيه خلف ستارٍ من الغموض. وبين من يدوّن باسمه الحقيقي وصورته المعروفة، ومن يختار التواري خلف اسمٍ مستعار وصورة رمزية، يمتدّ فضاءٌ واسع من الفوارق النفسية والفكرية والاجتماعية، تستحق التأمل والحديث.

 

الكتابة بهوية حقيقية تشبه الوقوف على منصةٍ مضاءة؛ حيث كل كلمة تنطلق منك تُقاس بميزان الوعي والمسؤولية. أنت حينها لا تكتب فقط لتعبّر، بل لتُمثّل نفسك، بيئتك، وربما فكرك بأكمله. إنك تضع بصمتك في العلن، وتقول للعالم: ها أنا ذا، هذه أفكاري، وهذا وجهي الذي يواجهكم بها. في تلك اللحظة، يصبح الحرف مسؤولية، ويغدو الصدق شرطًا أساسًا لأي كلمة تُقال.

 

أما حين تختار الكتابة خلف اسمٍ مستعار، فأنت تمنح نفسك فسحة من الحرية قد لا يتيحها الظهور العلني. تتحدث بلا قيود، تعبّر دون خوفٍ من ردود الفعل، وتغوص أعمق في أعماق الذات دون حسابٍ لمجتمعٍ يراقب أو بيئةٍ تحاكم. لكن هذه الحرية ليست دائمًا نقية؛ فحين يغيب الاسم، قد يغيب معه الانتماء، وحين تغيب الملامح، قد تبهت ملامح الصدق أيضًا.

 

ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن التخفي أحيانًا ضرورة، لا خيارًا. هناك من يكتب من خلف الأقنعة ليحمي نفسه من مجتمعٍ لا يتسامح مع الرأي المختلف، أو ليعبّر عن قضايا لا تجد منبرًا آمنًا في العلن. في تلك الحالات، يصبح الاسم المستعار صوتًا شجاعًا، لا قناعًا جبانًا.

 

في النهاية، ليست القضية في الصورة أو الاسم، بل في النية التي تقف خلف الكلمة. فالكاتب الحقيقي هو من يكتب ليُضيف، لا ليُخفي، من يسعى للتأثير لا للتهجم، من يجعل من الحرف رسالةً لا وسيلة هروب.

 

تذكّر دائمًا: الكتابة مسؤولية قبل أن تكون موهبة، وشرف قبل أن تكون شهرة. سواء كتبت باسمك الحقيقي أو المستعار، اجعل كلماتك تليق بك… وتليق بالضمير الذي يوجّهها.