Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات

وجدة بين جمعيات المجتمع المدني والاحزاب السياسية فأية علاقة

المتابعة ✍️: ذ. ايوب ديدي 

 

عرفت مدينة وجدة الالفية في الاونة الاخيرة مجموعة من الصراعات سواء كانت داخلية،اي دخل حزب سياسي معين او خارجية كعدم ارجاع الثقة للمواطنين والمواطنات في هذه الاحزاب التي اكتفت بالاقوال بعيدا كل البعد عن الافعال.

ان العمل السياسي بمدينة وجدة اصبح مرتبطا بجمعيات المجتمع المدني وبالاخص تلك الجمعيات التي تستفيد دائما من الدعم ومن المنح لانها اكيد ما ستخدم حزبا يترأسه رجل سياسي،اذن ومن هنا يمكننا ان بعض الجمعيات تحتل مراتب معينة لانها تخدم السياسة بعيدة عن المواطنين والمواطنات وبهذا فان العمل الحمعوي بمدينة وجدة اصبح استرزاقا.

فلا يعقل ان حزب سياسي حاصل على مرتبة مثلا في الحكومة الا يعقد لقاءات تواصلية او انشطة تثبت مدى مصداقيته وبالتالي فاننا نلتمس من الجهات المختصة وضع الحد لهذه التلاعبات.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات مجتمع

مدينة وجدة : ساكنة تجزئة لعلج تستنجد بتدخل رجال الامن

المتابعة ✍️: ذ. ايوب ديدي

 

تشهد بعض الأحياء الشعبية بمدينة وجدة في الآونة الأخيرة تفاقم ظاهرة مقلقة تتمثل في تجمعات عدد من الشباب داخل الأزقة، حيث يعمدون إلى خلق البلبلة والفوضى، في مشهد يثير امتعاض الساكنة التي باتت تشعر بانعدام الطمأنينة داخل محيطها السكني.

ولم تقف هذه التصرفات عند حدود الجلوس الجماعي وافتعال الضوضاء، بل تجاوزت ذلك إلى قيام بعض الشباب باستعراض مهاراتهم بدراجاتهم النارية داخل أزقة ضيقة، معرضين أنفسهم والآخرين للخطر، وسط غياب أي رادع حقيقي لهذه السلوكيات.

عدد من المواطنين عبروا عن استيائهم العميق من استمرار هذه الظاهرة التي تسيء إلى صورة الأحياء الشعبية وتعرقل الحياة اليومية للسكان، مطالبين بتدخل عاجل من السلطات الأمنية لوضع حد لهذه الممارسات المتهورة التي تهدد سلامة وأمن المواطنين.

ويرى متتبعون للشأن المحلي أن معالجة الظاهرة لا تقتصر فقط على التدخل الأمني، بل تتطلب أيضاً حلولاً اجتماعية وثقافية تستهدف فئة الشباب عبر توفير فضاءات بديلة للترفيه وممارسة الرياضة، بما يسهم في توجيه طاقاتهم نحو ما هو إيجابي وبنّاء.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات

النقابة الوطنية لموظفي التعليم العالي تؤجل برنامجها النضالي بعد جولة حوار مع الوزير

المتابعة ✍️: ذ. عماد وحيدال

 

أعلنت النقابة الوطنية لموظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، عن تأجيل المرحلة المقبلة من البرنامج النضالي الذي كان مقرراً تنفيذه، وذلك في ضوء مخرجات جولة الحوار الأخيرة مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عزالدين المداوي.

 

وأوضح المكتب الوطني للنقابة، في بلاغ اطلعت عليه جريدة أنفاس بريس، أن القرار جاء بعد اللقاءين اللذين جمعا الطرفين خلال الشهر الجاري، الأول بتاريخ الثلاثاء 16 شتنبر 2025 بحضور نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، خليد هوير العلمي، والثاني يوم الخميس 25 شتنبر 2025 بمقر الوزارة بالرباط، والذي خصص لاستكمال النقاش حول الملفات العالقة.

 

وحسب البلاغ، فقد شكل الاجتماع الثاني فرصة لمناقشة القضايا الآنية التي تهم موظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية، وعلى رأسها مشروع قانون 59.24 المتعلق بتنظيم التعليم العالي. حيث أكد الوزير المداوي لوفد المكتب الوطني أن الصيغة النهائية للمشروع ما زالت قيد التداول والتشاور، مبرزاً استعداد الوزارة لإدماج الملاحظات والمقترحات التي تقدمها النقابة ضمن المسار التشريعي.

 

كما شدد ممثلو النقابة على ضرورة التعجيل بالاستجابة لمطالب الشغيلة، خاصة ما يتعلق بالمسار المهني والترقيات وتحسين ظروف العمل بالأحياء الجامعية.

 

واعتبرت النقابة أن هذه الجولة من الحوار تشكل خطوة مهمة نحو بناء تفاهمات مستقبلية، مما دفعها إلى اتخاذ قرار تأجيل البرنامج النضالي في انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات المقبلة، مؤكدة في الآن نفسه أنها ستظل يقظة وملتزمة بالدفاع عن حقوق ومكتسبات الموظفين.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات

الشبيبة الاتحادية بفرع بوسكورة تعقد ندوة استراتيجية استعداداً للمؤتمر الإقليمي

بوسكورة

المتابعة ✍️: ذ . فيصل باغا 

 

 

احتضن مقر فرع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ببوسكورة، يوم السبت 27 شتنبر 2025، ندوة تأطيرية استراتيجية ترأسها الكاتب الإقليمي للحزب، الأخ المختار بدروي، بحضور ممثل المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية وأعضاء الكتابة الإقليمية إضافة إلى نخبة من أطر الشبيبة الاتحادية على مستوى الإقليم.

تركزت الندوة على الاستعدادات الأخيرة للمؤتمر الإقليمي للشبيبة الاتحادية، في إطار زمني محكم، بهدف ضمان نجاح هذه المحطة التنظيمية الهامة. وقد تم خلال اللقاء تبادل الأفكار والرؤى الكفيلة بتعزيز مكانة الشبيبة كرافعة أساسية للتحديث والتغيير، سواء على المستوى المحلي أو الوطني، مع التأكيد على ضرورة تفعيل دور الشباب في المساهمة في رسم السياسات العمومية والمشاريع التنموية بالمنطقة.

أكد المشاركون أن الاستثمار في التكوين والتأطير السياسي والفكري للشباب يشكل حجر الزاوية لإعداد كوادر شابة قادرة على تحمل المسؤولية والمساهمة الفاعلة في النهوض بالمشروع السياسي للحزب. وقد تم التركيز على تطوير برامج تكوينية تستجيب لحاجيات الشباب، وتمنحهم القدرة على المشاركة بفعالية في النقاش العمومي وصنع القرار المحلي.

خلال الندوة استحضر الحاضرون الإرث النضالي الثري للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي ظل عبر تاريخه مدرسة في النضال من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وأكد المتدخلون أن هذا الإرث يجب أن يكون مرجعاً للأجيال الجديدة من الشباب، باعتباره مصدر إلهام لتطوير قدراتهم التنظيمية والسياسية، وضمان استمرار روح الالتزام والمبادرة التي ميزت الحزب منذ تأسيسه.

أكدت الندوة أن المؤتمر الإقليمي القادم يمثل محطة أساسية لإعادة ترتيب البيت الداخلي للشبيبة، وصياغة برامج عمل شبابية متجددة، ترتكز على قضايا الشباب والتنمية المحلية، مثل التعليم، التشغيل، البنية التحتية، والمشاركة المجتمعية. كما شددت القيادة على أن الشبيبة الاتحادية يجب أن تظل فضاءً لإعداد جيل قيادي قادر على الانخراط في دينامية التغيير الوطني، والمساهمة الفاعلة في بناء مغرب الحداثة والمساواة.

واختتمت الندوة التأطيرية بتأكيد الالتزام بمواصلة العمل على تطوير قدرات الشباب، وتعزيز التواصل مع قواعد الحزب والمجتمع المدني، لتكون الشبيبة الاتحادية رافعة أساسية للتغيير والإصلاح في المنطقة، وضمان استمرارية مسار النضال الديمقراطي للحزب في أفق التنمية الوطنية الشاملة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة طالع

الشباب بين الشارع والأحزاب: أزمة ثقة تهدد المشاركة السياسية

في السنوات الأخيرة، أصبح الشارع المغربي مسرحًا لتعبير الشباب عن مطالبهم المشروعة في الصحة والتعليم والعمل، بينما تكاد تغيب وجوههم عن المشهد الحزبي الرسمي. اللافت أن نسبة كبيرة من هؤلاء الشباب، تُقدّر بحوالي 90%، لا ينتمون لأي حزب سياسي، وهو مؤشر واضح على أزمة ثقة متعمقة بين الأجيال الجديدة والمؤسسات الحزبية التقليدية.

الأحزاب السياسية، التي يُفترض أن تكون منابر للتأطير والمشاركة، فشلت في استقطاب الشباب وتقديم فرص حقيقية لهم. الواقع السياسي الحالي يكشف أن المقاصد الانتخابية غالبًا ما تهيمن على كل شيء، وأن التوريث الحزبي للمقاعد والمناصب أصبح ممارسة شائعة، حيث يتم تمرير المسؤوليات للأبناء والأحفاد، بينما يُهمل الشباب أصحاب الأفكار المستقلة والكفاءات الحقيقية، خصوصًا الذين لا ينتمون إلى دوائر المال والنفوذ داخل الأحزاب. هذا الوضع يعمّق الشعور بالإقصاء ويجعل الانخراط الحزبي تجربة محبطة، بينما يظل الشارع هو الملاذ الوحيد للتعبير عن المطالب الاجتماعية والسياسية.

الأرقام الحديثة تؤكد هذه الصورة: أكثر من 70% من الشباب المغربي لا يثقون في المؤسسات المنتخبة، و86% يعبرون عن عدم رضاهم عن أداء الأحزاب السياسية، بينما لا تتجاوز نسبة الشباب الذين يمارسون السياسة فعليًا 26.5%. هذه البيانات توضح أن المشكلة ليست شعورًا مؤقتًا، بل ظاهرة واسعة الانتشار تهدد السلم الاجتماعي واستدامة المشاركة الديمقراطية.

إن استعادة ثقة الشباب تتطلب إصلاحات عميقة: تجديد النخب داخل الأحزاب، فتح المجال أمام الكفاءات المستقلة، اعتماد الشفافية والمحاسبة، وإشراك الشباب في صناعة السياسات العامة. كما يجب تطوير منصات للتعبير الرقمي، وإعطاء دور حقيقي للمجتمع المدني في الحياة السياسية.

إذا لم تُجر هذه الإصلاحات، ستظل الفجوة بين الشباب والسياسة تتسع، وسيبقى الشارع هو البوابة الوحيدة لإيصال صوتهم، بما يفرض تحديات كبيرة على الاستقرار السياسي والاجتماعي في المغرب.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات

تأخر إصلاح عطب يفضح هشاشة شبكة الماء الصالح للشرب بجماعة الزاك ويشعل غضب الساكنة

#البشير الخريف

#اسا الزاك

تحولت أزمة انقطاع الماء الصالح للشرب بجماعة الزاك إلى مصدر استياء عارم وسط الساكنة، بعد أن ظلت الصنابير فارغة لساعات طويلة بالرغم من التدخل العاجل من الجهات المسؤولة، ولم يعد الماء إلى المنازل إلا في وقت متأخر من الليل، في مشهد اعتبره المواطنون دليلاً صارخاً على رداءة الشبكة وضعف التدبير.

 

الساكنة الغاضبة عبّرت عن امتعاضها من هذا الوضع الذي وصفته بـ”المهين”، معتبرة أن الحرمان من مورد حيوي مثل الماء في عز النهار وفي زمن الحديث عن الحق في الولوج إلى الخدمات الأساسية، يكشف عن تهاون خطير واستخفاف بمعاناة المواطنين.

 

عدد من الأسر اضطر إلى البحث عن بدائل مذلة كتعبئة الدلاء من أماكن بعيدة أو شراء قنينات ماء لسد حاجياتها اليومية، فيما تساءل آخرون عن سبب غياب تواصل واضح وإشعار الساكنة بمدة اصلاح العطب حتى يخفف من وقع الأزمة.

 

الواقعة أعادت إلى السطح النقاش حول هشاشة البنيات التحتية المتعلقة بالماء الصالح للشرب، حيث يرى متتبعون أن الشبكة أصبحت متجاوزة ولم تعد قادرة على تلبية حاجيات الساكنة، مما يستوجب تدخلاً عاجلاً لإعادة تأهيلها بشكل جذري بدل الاقتصار على حلول ترقيعية أثبتت فشلها.

 

وبينما يطالب المواطنون بمحاسبة المسؤولين عن هذا التسيب، يلح آخرون على ضرورة إرساء آليات مراقبة ومتابعة تضمن التدخل الفوري عند وقوع أي عطب، حتى لا يتكرر سيناريو العطش الذي عاشته الساكنة هذه الأيام.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات

وفد أجنبي من المكسيك وألمانيا في زيارة ثقافية إلى العاصمة العلمية السمارة للتعرف على الثقافة الحسانية

تحرير ومتابعة /سيداتي بيدا

حلّ صباح اليوم بمدينة السمارة وفد أجنبي يضم باحثين ومستشرقين من دولتي المكسيك وألمانيا، في إطار زيارة ثقافية وسياحية تهدف إلى التعمق في فهم الثقافة الحسانية والترويج لها على المستوى الدولي.

وقد استقبل الوفد الدكتور محمد مولود أمنكور، الباحث المتخصص في التراث والتنمية السياحية، بمنزل العائلة، حيث أتيحت لهم الفرصة للتعرف عن قرب على ملامح الثقافة الحسانية، من خلال نقاشات موسعة وعرض لكتاب الدكتور أمنكور بعنوان “التراث والتنمية السياحية”، الذي كان أحد الدوافع الرئيسية لقدومهم إلى المدينة.

وأعرب أعضاء الوفد عن إعجابهم الكبير بالحمولة الثقافية التي تزخر بها السمارة، مؤكدين شغفهم بالتعمق في هذه الثقافة الفريدة، مشيرين إلى نيتهم لترويج لها في بلدانهم عبر بعثات ووفود سياحية مستقبلية.

والجدير بالذكر أن معظم أفراد الوفد يتقنون الكلام باللغة العربية واللهجة الحسانية بطلاقة، ما سيسهل عليهم عملية البحث الميداني، وفهم المجتمع الحساني من الداخل، بما يضمن نقل صورة دقيقة وأصيلة عن هذه الثقافة إلى العالم.

تندرج هذه الزيارة في سياق اهتمام دولي متزايد بالثقافات المحلية كرافد أساسي من روافد التنمية السياحية المستدامة، وهو ما يعكس أهمية المؤلفات الأكاديمية في تحفيز البحث والانفتاح على الثقافات الأخرى.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة مجتمع

الأخبار الزائفة واثرها على الانسان

قبل أيام، تلقيتُ رسالة على “واتساب” تُعلن وفاة شخصية عامة، مرفقة بصور وتفاصيل تبدو واقعية. شعرتُ بانقباض داخلي، وكأنّ الموت طرق بابي أنا. دقائق مرتّ في قلق وترقّب… إلى أن تبيّن أن الخبر غير صحيح. تكرّر هذا المشهد كثيرًا. أخبار زائفة تُنشر بسرعة، تُصدَّق بسهولة، وتُخلّف وراءها أثارًا نفسية عميقة قد لا تظهر في حينها، لكنها تنخر في استقرارنا العاطفي بهدوء. هل توقفت يومًا لتسأل نفسك: ما الذي تفعله بنا هذه الأخبار نفسياً؟

لم تعد الأخبار الزائفة مجرّد إشاعات تتداولها المجالس، بل أصبحت صناعة قائمة بذاتها، تتغذّى على سرعة النشر، وضعف التحقق، وحاجة الناس المستمرة إلى استهلاك كل ما هو مثير وصادم. من شائعات الوفاة، إلى أخبار الزلازل الوهمية، إلى وصفات علاجية خطيرة تُقدَّم على أنها “طب بديل”، يعيش كثير من الناس تحت وطأة رسائل يومية تُهدد استقرارهم النفسي، وتزرع في داخلهم الخوف، أو اليأس، أو الغضب… وغالبًا دون أساس من الصحة. في زمن الشبكات الاجتماعية، لم يعد الكذب بحاجة إلى دليل، بل يكفيه “مشاركة” واحدة لينتشر كالنار في الهشيم.

الأخبار الزائفة لا تترك أثرًا في العقل فقط، بل تمتد لتُحدث تشوهات في المشاعر والسلوك وحتى في النظرة إلى الحياة. ولأن النفس البشرية بطبعها تتأثر بالمحيط وبما تتلقاه من رسائل، فإن تدفّق المعلومات الكاذبة يُصبح مصدر ضغط نفسي يومي، يُغذّي مشاعر القلق، ويُربك الإدراك، ويخلق حالة من التوتر الدائم. أول ما تُسببه هذه الأخبار هو القلق الجماعي، حيث يشعر الناس بالخطر حتى دون وجود تهديد حقيقي. يتحدث الجميع عن أمر ما، فتنتشر العدوى العاطفية: خوف، توتر، وقلق بشأن المستقبل. هذا القلق لا يُبنى على منطق، بل على إثارة إعلامية تتلاعب بالعواطف. ثم يأتي الإرهاق الذهني الناتج عن التعرّض المتكرر والمتناقض للمعلومات. في لحظة نُصدق، ثم نُكذّب، ثم نشك، ثم نُنهك. يصبح الدماغ مشغولًا دومًا بالتمييز بين الحقيقة والزيف، مما يؤدي إلى فقدان التركيز، واضطراب النوم، وانخفاض جودة الحياة النفسية. كما تؤدي الأخبار الزائفة إلى فقدان الثقة بالآخرين وبالمؤسسات، بل وحتى بالذات. يبدأ الفرد بالتشكيك في كل شيء، ويصبح أسيرًا لنظريات المؤامرة أو مشاعر العجز. هذه الحالة من انعدام الأمان النفسي تُشكل أرضية خصبة لظهور أعراض القلق، ونوبات الهلع، والاكتئاب أحيانًا.

قد يبدو غريبًا أن نصدق شيئًا لم نتحقق منه، أو نبني مشاعرنا وردود أفعالنا على مجرد عنوان أو صورة… لكن الحقيقة أن العقل البشري لا يعمل دائمًا بمنطق صارم، بل غالبًا ما يتأثر بما يُسمى في علم النفس بـ التحيّزات المعرفية. من أبرز هذه التحيّزات: التحيّز للتأكيد، حيث نميل إلى تصديق ما يتماشى مع أفكارنا المسبقة، حتى لو لم يكن منطقيًا. فالشخص القلق من الأمراض سيُصدق بسهولة إشاعة عن مرض قاتل، فقط لأنها تُغذي قلقه الداخلي. وتأثير التكرار، فكلما تكررت المعلومة، حتى وإن كانت كاذبة، زادت قابليتنا لتصديقها. وهنا تلعب وسائل التواصل دورًا خطيرًا في ترسيخ الكذب على أنه “واقع”. والخوف الجماعي، ففي لحظات الأزمات، يبحث الناس عن أي تفسير، حتى لو كان غير منطقي، لأن الخوف يحتاج إلى إجابة مهما كانت. والأخبار الزائفة تُشبع هذا الاحتياج، وتمنح الناس “شعورًا زائفًا بالتحكم”. كما لا ننسى العامل العاطفي: كلما كانت القصة مؤثرة أو صادمة أو مُخيفة، زادت قدرتها على الانتشار، حتى قبل أن نفكر في مصداقيتها.

إن مواجهة الأخبار الزائفة لا تتطلب فقط تقنيات لكشفها، بل أيضًا مناعة نفسية تحمينا من تأثيراتها العاطفية والعقلية. الحل يبدأ من الوعي، ويمتد إلى المسؤولية المشتركة بين الأفراد، والمؤسسات، ووسائل الإعلام. على المستوى الفردي، يجب تحقّق الأخبار قبل مشاركتها، وطرح أسئلة منطقية عن مصدر الخبر ومصداقيته، وتقليل التعرض للصفحات التي تغذي القلق، وتدريب النفس على التفكير النقدي والتمييز بين الخبر والرأي. وإذا أثرت الأخبار على الحالة النفسية، من المهم أخذ استراحة لإعادة التوازن. على المستوى الاجتماعي، ينبغي للمدارس والجامعات إدخال دروس عن الثقافة الإعلامية والمناعة النفسية، وللأسرة دور كبير في تنبيه أفرادها، خاصة الأطفال وكبار السن، إلى مخاطر تصديق كل ما يُتداول. كما أن للأخصائيين النفسيين دورًا مهمًا في حملات التوعية وورش العمل حول التأثير النفسي للأخبار الزائفة. أما على مستوى الدولة والمؤسسات، فيتوجب وضع قوانين تجرم نشر الأخبار الكاذبة، ودعم منصات التحقق المستقلة، وإشراك المختصين النفسيين في فرق إدارة الأزمات الإعلامية لتقييم الأثر النفسي لأي خطاب عام.

الأخبار الزائفة ليست مجرد كلمات تُنشر على الشاشة، بل هي سموم نفسية تتسلل بهدوء إلى عقولنا وقلوبنا، تزرع الخوف والشك والاضطراب، وتُهدد سلامنا النفسي والاجتماعي. لكن الوعي هو درعنا، والمسؤولية المشتركة هي سلاحنا. لا يمكن لأي فرد أو مجتمع أن ينجح في مواجهة هذا التحدي إلا عندما نُدرك أن لكل منا دورًا في الحفاظ على الحقيقة، وفي حماية عقولنا من الانزلاق في دوامة الأكاذيب. لنكن نحن التغيير الذي نريد رؤيته: فاحصين للمعلومة، حذرين من الانجرار وراء الإثارة، وحافظين على إنسانيتنا وسط زخم الأخبار المتلاطمة. في النهاية، العقل السليم في القلب السليم، ولن يزدهر إلا ببيئة إعلامية واعية ونفسية صامدة

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ جهات

ولاد تايمة.. توقيع اتفاقية شراكة لتكوين وتأهيل في مجال الأمن الخاص

شهدت مدينة أولاد تايمة يوم السبت 27 شتنبر 2025 توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين شركة الصقر للخدمات الأمنية وإدارة المرافق ومنظمة الهلال المغربي للإغاثة والإنقاذ ومركز جنى سيرفيس تايم وأكاديمية ساموراي سوس للرياضة، بهدف تطوير برامج تكوين وتأهيل في مجال الأمن الخاص وحماية الشخصيات.

الاتفاقية تنص على تصميم مسارات تدريبية احترافية تجمع بين التأطير القانوني والمهارات الميدانية، وتشمل محاور مثل بروتوكولات الحماية القريبة، تقييم المخاطر، الحركة الآمنة، الدفاع القريب، والإسعافات الأولية، مع اختبارات لقياس الكفاءة ومنح شهادات معتمدة.

وتعتمد هذه المبادرة على تكامل خبرات الشركاء: التكوين الميداني لشركة الصقر، قدرات منظمة الهلال المغربي في الإغاثة والتأطير، دعم مركز جنى سيرفيس تايم في التشغيل، إضافة إلى التأطير الرياضي والدفاعي لأكاديمية ساموراي سوس.

وسيتم الإعلان لاحقًا عن مواعيد التسجيل والانتقاء وفق معايير اللياقة البدنية وخلوّ السوابق والالتزام بأخلاقيات المهنة، مع احترام مقتضيات القانون رقم 27.06 المنظم لأعمال الحراسة ونقل الأموال.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الصحة الواجهة طالع مجتمع نازل

من أجل بيئة صحية آمنة: طريقنا إلى تجويد المنظومة الصحية

For a Safe and Healthy Environment: Our Path to Enhancing the Healthcare System

مقدمة:

في ظل ما تشهده وسائل التواصل الاجتماعي من انتقادات حادة لواقع المستشفيات وظروف البيئة الصحية داخلها، يبرز موضوع نظافة المرافق الطبية كقضية محورية تمس بشكل مباشر سلامة المواطنين وثقتهم في المنظومة الصحية. ورغم الجهود المتواصلة التي تبذلها الوزارة المعنية لإصلاح الاختلالات وتكريس مبدأ “الصحة للجميع”، فإن النقاش العمومي حول جودة الخدمات والنظافة يكشف حجم التحديات المطروحة، ويؤكد أن تحسين البيئة الصحية ليس مطلبًا عابرًا، بل ركيزة أساسية لضمان الحق في العلاج في ظروف تصون كرامة الإنسان. وبحكم تجربتي في الإشراف على برامج تدريب لعدد كبير من الأطباء والممرضين والممرضات في مجالي اللغة والتواصل بالشرق الأوسط، وجدت من المناسب أن أشارك بعض الأفكار التي أتمنى أن تسهم في خدمة هذا القطاع الحيوي.

أهمية البيئة الصحية:

ورد عن فلورنس نايتنجيل (1910-1820 ، مؤسسة التمريض الحديث) أن “أول شرط في أي مستشفى هو ألا يُلحق أي ضرر بالمريض.” ومما لا شك فيه أن الشريعة الإسلامية أكدت على ذلك، وقد حرّم الإسلام الضرر بكل أنواعه، وكذلك الضرار بكل صوره، وجميع أشكاله، حتى حرّم الإضرار بالآخرين منذ ولادتهم إلى حين وفاتهم، بل وبعد موتهم، فحرّم إضرار الأم بولدها، كما قال الله تعالى } : لا تضار والدة بولدها { ( البقرة : 233 ) ، وحرّم تغيير الوصية بعد سماعها أو تلقيها، وحرّم إضرار الموصي في وصيّته ، وحفظ لكل مخلوق حقوقه، وللأموات حقوقهم حتى حرّم سب الأموات. عن أبي سعيد سعد بن سنان الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: )لا ضرر ولا ضرار ( ، حديث حسن رواه ابن ماجة والدارقطني وغيرهما.

ومما لا شك فيه أن الإهمال أو التقصير في خدمات المستشفيات والمستوصفات الطبية هو نوع من الاضرار بمصالح الناس وبأرواحهم. وفي كتاباته المتعلقة بالطب والاستشفاء، شدّد أبقراط (460-370 قبل الميلاد، وهو كما يقال “أبو الطب”) على أهمية بيئة أماكن الاستشفاء حيث قال بأنه: “يجب أن يكون الطبيب قادرًا على استبصار الماضي، ومعرفة الحاضر، والتنبؤ بالمستقبل… وأن يكون لديه هدفان خاصان فيما يتعلق بالمرض، وهما: فعل الخير أو عدم إلحاق الضرر.”

وكما أبرز “أبو الطب الاجتماعي” كما يقال، رودولف فيرشو (1821-1902 وهو طبيب ألماني)، الدور الاجتماعي للطب وضرورة أن تُعالج المستشفيات مشكلة عدم المساواة في الرعاية الصحية: “الطب علم اجتماعي، والسياسة ليست سوى طب على نطاق أوسع.” وقد جادل هذا الأخير بأن المستشفيات يجب أن تكون أماكن لعلاج المرضى، ولكن أيضًا للوقاية من الأمراض من خلال توفير ظروف صحية لائقة.

الصحة والرعاية الصحية أولاً:

لطالما كنا نردد ونحن صغار في المدارس الابتدائية مقولة “العقل السليم في الجسم السليم”، بل كانت توضع على شكل لوحة تزين جدران مدرستنا في البراري. كنا نردد تلك المقولة ولم نستوعب حقيقتها إلا لاحقاً، إذ أصبحنا نرى مرضى ومجانين ومشردين في الشوارع، وأدركنا بأن اهمال الجسم وتركه عرضة للأوساخ لا يولد سوى الأمراض والخروج بالعقل عن الصواب. ولذلك فقد سبقت الفطرة والادراك العقلي الصائب حقيقة الطهارة والنظافة وما تجلبه من سعادة للفرد والمجتمع. أدركنا أيضاً أن الإهمال لا يولد سوى الفوضى والفتن. والدليل على ذلك، فإن المجتمع قد يصبر على نوع من الفوضى لفترة، ولكن لا يمكنه أن يسكت عنها إلى الأبد. وهكذا رأينا في الآونة الأخيرة أن الجميع أصبح يهتف بأن “الصحة أولاً” نظراً لتردي خدمات بعض المستشفيات والمستوصفات، ونقص ملحوظ في الأطر والمعدات والوسائل. كما يشدد البعض على أهمية بيئة أماكن الاستشفاء وضرورة إعادة النظر فيها وتطويرها كي تتماشى مع “مغرب اليوم”، ويرتبط هذا المبدأ ارتباطًا مباشرًا بالحفاظ على المستشفيات في ظروف تحمي المرضى وتصون كرامتهم ولا تؤذيهم، وحتى لا تجرف موجة الخصخصة مرافق الصحة العمومية.

مغرب الريادة:

لا يمكن بأية حال من الأحوال انكار ما تم إنجازه فيما يخص بناء مستشفيات كبيرة وأخرى جامعية، لكن الغاية المنشودة هي أن تبنى وأن تعطى أهمية قصوى وبنفس الوثيرة التي تم بها تشييد الملاعب الكبرى والطرق ومحطات القطار والسكك الحديدية والموانئ، لأن مغرب اليوم لابد وأن يتسم بالشمولية ومراعاة كل القطاعات وبمقاربة مبنية على المساواة فيما بخص وتيرة التشييد والاهتمام.

الاستفادة من اليد العاملة الفلبينية:

لا شك أن تبادل الخبرات والمعارف يثري الوسط الثقافي والاجتماعي داخل المستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية. وبما أن لدينا أطر وكوادر طبية من ذوي المستويات العالية، فلماذا لا يتم جلب يد عاملة من الخارج لتساند وتساهم في بناء منظومة صحية متكاملة وبمواصفات عالمية؟

وعلى سبيل المثال، وبحكم التجربة، حيث اشتغلت جنباً إلى جنب مع مختلف الفئات والتخصصات من الفلبين في إحدى أكبر المدن الطبية في الخليج، يمكنني القول أن من أبرز المزايا التي قد يستفيد منها المغرب عند الاستعانة بالممرضين والممرضات والكوادر الطبية من الفلبين ما يلي:

الكفاءة العالية والتكوين الجيد:

فالكوادر الطبية الفلبينية مشهود لها عالميًا بجودة تكوينها الأكاديمي والعملي، إذ أن الفلبين تُعد من الدول المصدّرة للكوادر الصحية المؤهلة للعمل في أمريكا، أوروبا، والشرق الأوسط.

إتقان اللغة الإنجليزية:

يمكن الجزم بأن معظم الممرضين الفلبينيين يتقنون الإنجليزية، مما يسهل اندماجهم في النظام الصحي المغربي ويعزز التواصل مع الأطباء الأجانب والمرضى من جنسيات مختلفة.

الخبرة الدولية:

هناك نسبة كبيرة من الممرضين الفلبينيين عملوا في بلدان مختلفة، ما يمنحهم خبرة عملية واسعة ومتنوعة في التعامل مع حالات وأمراض متعددة.

الأخلاقيات المهنية والانضباط:

يشتهر الممرضون الفلبينيون بالجدية والانضباط، إضافة إلى التعاطف والقدرة على التعامل الإنساني مع المرضى، وهي صفات تزيد من جودة الخدمة الصحية.

تغطية العجز في الموارد البشرية:

لا شك أن المغرب يعاني من خصاص في الكوادر الطبية والتمريضية، ولذلك فإن الاستعانة بالفلبينيين سيخفف الضغط عن المستشفيات والمراكز الصحية، كما سيغطي العجز الحاصل في الأماكن النائية والقرى والبوادي غبر كل جهات المغرب.

نقل الخبرة وتبادل المهارات:

ولا شك أن وجودهم قد يشكل فرصة لتبادل الخبرات مع الممرضين المغاربة وتطوير معايير التمريض والرعاية الصحية محليًا.

المرونة في العمل والتأقلم:

يمتاز الفلبينيون بسرعة الاندماج في بيئات العمل المختلفة وقدرتهم على التأقلم مع ثقافات وأنظمة جديدة، مع سمعتهم الطيبة في اتقان العمل.

عامل اللغة ونظام التشغيل:

فيما يتعلق بالجانب الإداري–التشغيلي فإن لذلك وبدون شك تأثيراً مباشراً على القطاع الصحي وخدماته.

ويبقى السؤال المطروح هو: هل يمكن للمنظومة الصحية في بلدنا الانتقال من الاعتماد على الفرنسية إلى الإنجليزية في أنظمة التشغيل والمواعيد؟ ولما لا، فقد يحمل ذلك مجموعة من الفوائد، لكن لا يمكن إنكار حقيقة أن هناك أيضًا تحديات.

الفوائد المحتملة:

تسهيل الاستعانة بالكوادر الأجنبية

أغلب الكفاءات الطبية الدولية، خاصة من الفلبين والهند ودول إفريقيا وآسيا، تتقن الإنجليزية أكثر من الفرنسية، ما يسهل دمجهم بسرعة في النظام الصحي المغربي.

تعزيز التوافق مع المعايير العالمية:

بما أن الإنجليزية هي اللغة السائدة في المجال الطبي والبحث العلمي، فبالتالي استخدام أنظمة تشغيل ومواعيد بالإنجليزية يجعل المغرب أقرب إلى المعايير الدولية.

جذب الاستثمارات الطبية الأجنبية:

قد يساعد ذلك في تسهيل التعامل مع شركات دولية مصنعة للأدوية، الأجهزة الطبية، والمختبرات التي تعتمد الإنجليزية في عقودها وأنظمتها.

تطوير التكوين الطبي المستقبلي:

الطلبة والأطباء المقيمون سيتدربون أكثر على الإنجليزية الطبية Medical English، مما يسهل مشاركتهم في المؤتمرات الدولية والوصول إلى أحدث الأبحاث.

دعم السياحة العلاجية:

بما أن المغرب يسعى ليكون وجهة إقليمية للعلاج، فاعتماد الإنجليزية ربما سيسهل التواصل مع المرضى الأجانب غير الناطقين بالفرنسية.

التحديات:

سبق وأن أشرنا إلى أن قضية الانتقال من لغة إلى أخرى قد لا يتم بتلك السهولة التي نتصور، لكن بما أن ادماج اللغة الإنجليزية أصبح وارداً في مجالات عدة، فبالإمكان خوض هذا التحدي مع التركيز على اتقان اللغة العربية والحفاظ على الهوية المغربية بكل أطيافها ولهجاتها. وفيما يلي بعض التحديات التي لابد من مواجهتها بحزم:

الانتقال التدريجي صعب:

أغلب الأطر الطبية الحالية والمرضى معتادون على الفرنسية، مما قد يخلق فجوة في التواصل إذا تم التحول بشكل سريع.

تكاليف إضافية:

تغيير البرمجيات الطبية، الوثائق، والسجلات إلى الإنجليزية يحتاج إلى استثمار مالي وبشري.

التدريب وإعادة التأهيل:

سوف يحتاج الأطباء والممرضون المغاربة إلى تكوين إضافي في الإنجليزية الطبية لتفادي الأخطاء.

خلاصة:

يمكننا القول بأن “مغرب اليوم” قد أثبت للعالم بأنه قادر على التحديات الكبرى بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، وأنه مقبل على تحولات شاملة في معظم القطاعات والمجالات، لكن الإرادة المجتمعية تلح على أن قاعدة التطوير هذه لابد أن ترتكز على ثلاثة محاور وهي:

الصحة

التعليم

تنمية العقل البشري

تلك حلقات متماسكة ويتأثر بعضها ببعض. فكما قلنا في بداية هذا المقال “العقل السليم في الجسم السليم”، ولتحقيق ذلك، لابد من تطوير شامل لمنظومة الصحة في بلدنا والعمل على تطوير الأطر والكفاءات وتدريبها على اتقان العمل والتواضع أمام المريض واستحضار الوازع الديني وما أوصى به ديننا الحنيف في ذلك وصون وحفظ كرامة المريض والحفاظ على أسراره، مستحضرين في ذلك بأن الله عز وجل قد كرم بني آدم، وأوصى بالحفاظ على الروح.

نعم، ربما سيستفيد المغرب على المدى الطويل من الانتقال إلى الإنجليزية في أنظمة التشغيل والمواعيد الطبية، خاصة إذا كان هدفه جذب الكفاءات الأجنبية وتدويل قطاع الصحة، لكن يبقى الحث والتدريب على اتقان العمل والمحاسبة الحقة وتوفير التدريب الموازي (Parallel Training) وتكافؤ الفرص، عوامل يجب اتخاذها بعين الاعتبار وبكل جدية وحزم. لكن من الأفضل أن يتم ذلك بشكل تدريجي، عبر اعتماد نظام ثنائي (فرنسي–إنجليزي) في البداية، ثم التحول التام بعد فترة انتقالية.

وكما أوصى الطبيب الكندي ويليام أوسلر (1849- 1919، وهو أحد مؤسسي مستشفى جونز هوبكنز)، بالحفاظ على نظافة المستشفيات وتجويد الخدمات، فقد ربط في آن واحد بين تصميم المستشفيات ونظافتها وأساليب التدريس، حيث قال بأن: “الطبيب الجيد يعالج المرض، أما الطبيب العظيم فيعالج المريض المصاب به.” كما دعمت فلسفته تلك فكرة أن تكون المستشفيات أكثر من مجرد مبانٍ، بل يجب أن تكون بيئات تعليمية جيدة التنظيم وذات طابع إنساني. وما أحوجنا لمثل تلك الآراء التي تضع نصب أعينها مبدأ العدالة الاجتماعية والحق في التطبيب والعلاج لكل فرد بغض النظر عن أي شيء.

وكما أشرنا أعلاه، فحلقات التنمية يرتبط بعضها بالآخر: فلا يمكن تطوير منظومة الصحة دون اصلاح شامل لمنظومة التعليم ورد الاعتبار للمدرسة العمومية وللمعلم، ولا يمكن اصلاح هذين القطاعين دون التركيز على تنمية العقل البشري. فلابد من الاستثمار في المدرسة العمومية وتطويرها بشكل لافت، والعمل على اعداد كوادر وكفاءات طبية تربت وترعرعت في بيئة تعليمية سليمة من كل الشوائب، وذات صلة بمورثها الديني والثقافي والفلسفي والاجتماعي. وإذا تحققت العدالة الاجتماعية والمجالية في تلك القطاعات الثلاث، فإن ذلك من شأنه أن يضمن تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة تضمن للفرد حقوقه وتصون عقيدته ومبادئه وكرامته وهويته، ولا قيمة لذلك أن نحن فرطنا في مكارم الأخلاق وحسن التعامل والتراحم بيننا، وحري بنا أن نقف على أبيات الشاعر أحمد شوقي حيث قال:

إنّما الأمم الأخلاق ما بقيَتْ

فَإِنْ هُمُ ذهبَتْ أخلاقهمْ ذهبوا

وقال غيره:

مَنْ يزرعِ الخيرَ في نفسٍ سيحصدهُ

لن يحصدَ الشّوكَ مَنْ في أرضهِ العِنَبُ

والله ولي التوفيق،،،

باحث في مجال التربية والتعليم والثقافة