Categories
أخبار 24 ساعة الثقافة وفن الواجهة ثقافة و أراء جهات فن مجتمع

“الصرخة”.. عرض مسرحي يفتح جراح الإدمان على الخشبة بتطوان

في مبادرة فنية وإنسانية نوعية، احتضن المركز الثقافي بتطوان يوم الأحد 28 شتنبر 2025 عرضًا مسرحيًا بعنوان “الصرخة”، نظمته جمعية التعايش للثقافة والفن.
العمل، الذي يصنف ضمن المسرح الدرامي النفسي، تناول واحدة من أكثر القضايا المعاصرة إيلامًا وتعقيدًا: الإدمان وانعكاساته النفسية والاجتماعية على الفرد والمجتمع، مستعينًا بتقنيات السيكو دراما التي تجعل من المسرح وسيلة علاجية وتطهيرية.

العرض، الذي جسده سبعة فنانين باحترافية عالية، حمل توقيع المخرج خليل كطناوي، أحد الرواد في توظيف المسرح كأداة علاجية وتأهيلية. وأوضح كطناوي أن المسرحية استلهمت عناصرها من مدرسة السيكو دراما التي أسسها جاكوب ليفي مورينو، مبرزًا أن الهدف من هذا النوع من العروض هو إعادة بناء التوازن النفسي والاجتماعي للأشخاص الذين عاشوا تجارب قاسية بسبب الإدمان.

من جانبه، وصف الناقد المسرحي عزيز حديم، رئيس جمعية فرقة نجوم الأوبرا، العمل بأنه أول تجربة سيكودرامية في العالم العربي، معتبرًا أنه خطوة جريئة حولت الخشبة إلى مساحة علاج جماعي وتفكير إنساني عميق. وأضاف أن التجربة المغربية في هذا المجال يجب أن تُحتذى بها، لأنها تفتح أفقًا جديدًا للاستثمار الثقافي في فئات تعيش على هامش الاهتمام الفني.

 

من الإدمان إلى الإبداع.. مسارات تطهير

 

وفي سياق متصل، نظمت جمعية التعايش للثقافة والفن يوم الاثنين 15 شتنبر 2025 لقاءً مفتوحًا مع الفنان محمد سعيد العلوي تحت شعار “من الإدمان إلى الإبداع بالفن.. أروي قصتي”.
اللقاء، الذي أدارته الشاعرة والفنانة سعيدة أملال، جاء ضمن برنامج “تطهير”، وهو برنامج تكويني وتأهيلي يهدف إلى بناء القدرات وتطوير المهارات لدى فئة المتعافين من الإدمان عبر الممارسة الفنية والمسرحية.

وخلال اللقاء، استعرض الفنان محمد سعيد العلوي تجربته الشخصية مع العلاج بالمسرح، مبرزًا كيف تحولت معاناته السابقة إلى قوة إبداعية مكنته من الاندماج من جديد في الحياة الفنية والاجتماعية.

كما أكد المتحدث على أهمية الدعم النفسي والجماعي لمرافقة هذه الفئات نحو التعافي والاستقرار.

اللقاء عرف حضور عدد من الشخصيات والفاعلين، من بينهم المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة، ورئيس جمعية الوقاية من أضرار المخدرات – فرع تطوان، إلى جانب أساتذة جامعيين ومهنيين في مجالات العلاج النفسي والاجتماعي.

 

واختُتم اللقاء بتوصيات عملية دعت إلى تعزيز التنسيق بين مختلف المتدخلين لإعطاء هذه التجربة بعدًا جهويا ووطنيا، يمكّن من تعميم النموذج على مراكز علاج الإدمان بالمملكة.

 

“الصرخة” و“تطهير”.. وجهان لرسالة واحدة من خلال العمل المسرحي “الصرخة” واللقاء المفتوح ضمن برنامج “تطهير”، تؤكد جمعية التعايش للثقافة والفن بتطوان أن الفن يمكن أن يكون علاجًا بقدر ما هو إبداع، وأن المسرح حين ينفتح على الألم الإنساني، يصبح مساحة للتطهير والتغيير، ومختبرًا لإعادة الأمل إلى النفوس المنكسرة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الثقافة وفن الواجهة ثقافة و أراء جهات فن مجتمع

بوجمعة البطيوي.. من دار الشباب تاونات إلى أضواء السينما العالمية

يواصل الممثل بوجمعة البطيوي مساره الفني بثباتٍ وتميّز، مثبتًا أن الموهبة الحقيقية قادرة على تجاوز الحدود مهما كانت البدايات بسيطة. فمن دار الشباب القديمة بتاونات، حيث تشكّلت أولى ملامح عشقه للمسرح، إلى الشاشة السينمائية التي فتحت له أبواب العالمية، ظل البطيوي وفيًّا لجذوره ومخلصًا لفنه.

انطلقت مسيرته من الخشبة المحلية، وسط مجموعة من الشباب المتحمسين الذين رأوا في المسرح وسيلة للتعبير والتغيير. ومع مرور السنوات، استطاع البطيوي أن يصقل موهبته بالمشاركة في عروضٍ جهوية ووطنية، ليغدو أحد الأسماء التي فرضت حضورها بأداءٍ صادقٍ وعمقٍ إنساني لافت.

اليوم، يطلّ ابن تاونات في فيلمٍ قصير بطابعٍ عالمي، شارك فيه إلى جانب طاقمٍ فني محترف، مقدّمًا أداءً نال إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء. وفي إحدى لقطاته، نطق البطيوي بكلمةٍ بسيطةٍ تركت أثرًا كبيرًا:
“Va s’y” — هيا بنا.

كلمة تختصر رحلة فنانٍ آمن بنفسه وبقدرته على تجاوز الصعاب، وتحمل في طيّاتها رسالة جيلٍ كامل من الشباب التاوناتي الطامحين إلى إثبات ذواتهم في عالم الإبداع.

تجربة بوجمعة البطيوي لا تمثل نجاحًا فرديًا فحسب، بل تعكس أيضًا قدرة تاونات على إنجاب طاقاتٍ فنية متميزة، رغم ضعف الإمكانيات وغياب البنيات الثقافية الحاضنة. فهي قصة فنانٍ خرج من الهامش ليصل إلى الضوء، دون أن ينسى المدينة التي احتضنت أولى خطواته فوق الخشبة.

إن صعود البطيوي اليوم يشكل مصدر فخرٍ لكل من يؤمن بأن الفن رسالة، وبأن الطريق نحو التميز يبدأ من الإيمان بالحلم، كما يلهم الشباب المغربي عامة وشباب تاونات خاصة بأن الفرصة ممكنة متى وُجد الشغف والإصرار.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء فن

الناقد عبدالرحيم الشافعي من مهرجان طنجة: النقد الصريح مكروه والنفاق السينمائي تجارة مربحة

من داخل أروقة الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، يتصاعد النقاش من جديد حول تقييم الأفلام خاصة إن كان المخرج صديقا، ولا صداقة بين ناقد ومخرج ولا بين صحفي وفنان، والنقد في المشهد الثقافي المغربي ودوره بين من يراه شريكًا في بناء الوعي الفني، ومن يعتبره عدوًا يكشف العورات الفنية.

وفي هذه الأجواء قدّم الناقد السينمائي عبدالرحيم الشافعي تصريحًا قويًّا يبرز حجم التوتر القائم بين الخطاب النقدي الصادق وبين واقع فني يتغذى على المجاملة والنفاق.

قال الشافعي: النقد الجاد والصريح لا يحبه أحد، لأن الصراحة تجرح من تعوّد على التصفيق، وتكشف هشاشة الأعمال التي بُنيت على ضباب العلاقات وليس على صلابة الإبداع. “صارح مخرجًا وسيشتمك، وصارح ناقدًا وسيطعنك، وصارح ممثلاً وسينفر منك”. وأضاف: “رحم الله امرئًا أهدى إلينا عيوبنا، لكن في هذا المجال، من تصارحه يرد عليك بالعداء، ومن تنصحه يتهمك بالغيرة، ومن تكشف له ضعفه يراك خصمًا لا شريكًا”.

ويشدد الشافعي على أن النقد الصادق لا مكان له وسط علاقات ملغومة تغلب فيها المصالح الشخصية على القيمة الفنية. ويرى أن بعض من يحيطون بالساحة السينمائية “حولوا المهرجانات إلى فضاءات للولائم والهدايا والشراب بدل أن تكون مختبرًا حقيقيًا لتقوية الصناعة السينمائية. ويعتبر أن النفاق السينمائي تجارة سوق مريحة، لأنها لا تُغضب أحدًا، بينما الصراحة تفتح على صاحبها أبواب الكراهية.

ويكشف الناقد عن استيائه العميق من سلوك بعض الحاضرين في المهرجانات الذين يتعاملون بازدواجية صارخة، إذ يقول: أمقت أولئك الذين يصفقون في وجه صانع الفيلم أو الممثل ويغدقون عليه عبارات الإعجاب أمام الجمهور، ثم يدمدمون خلف ظهره بكلمات لاذعة وتقييمات جارحة. هذا السلوك نفاق يقتل الثقة ويقزم قيمة الكلمة.

ويؤكد الشافعي أن “النقد الحقيقي يُقال أمام الجميع وبمنتهى الوضوح. لانه مرآة صافية تُبرز مواضع القوة والضعف في العمل السينمائي دون خوف أو مصلحة.

ويضيف: العلاقات السامة بين النقاد الحقيقيين وبين من اعتادوا على المحابات تجعل من قول الحقيقة مغامرة شخصية ومهنية. لأنك حين تنتقد بصدق، تصبح هدفًا للتهجم والاتهام، وكأنك ارتكبت جرمًا لا يُغتفر.

كما يشير إلى أن السينما الوطنية لن تتطور إذا ظلت رهينة للمجاملات الرخيصة والصفقات الجانبية. ويؤكد أن الناقد ليس عدوا للفنان، لانه شريك صادق في تطوير الوعي الجمالي والدرامي، شريطة أن تكون العلاقة مبنية على الاحترام المتبادل لا على شراء الذمم أو تكميم الأفواه.

قال الشافعي: بدأت أتأكد أن الوقوف مع ذاتك بأفكارك وآرائك، مهما كان الثمن، أفضل بكثير من سرطان النفاق الفني والإعلامي. فحاشا لله أن نأكل مال الحرام أو نبيع الكلمة تعبر فقط عن رأينا وليس رأي غيرنا.

ويختم الناقد السينمائي عبدالرحيم الشافعي تصريحه قائلاً: السينما فن كبير، والنقد النزيه ضرورة لبنائها، لا خصمًا لها. من لا يحتمل النقد لا يستحق أن يقف تحت الأضواء. أما من يصنع الفن بصدق، فهو أول من يفرح بمن يشير إلى مواضع ضعفه، لأن النقد الحقيقي ليس كراهية، بل حب من نوع مختلف.

ويكرر مبدأه قائلا: لا توجد علاقة صداقة بين الناقد والصحفي والفنان والمخرج، وإن وجدت تخفي معالم الحقيقة الفنية.

Categories
الواجهة ثقافة و أراء جهات فن

من التكوين إلى الإبداع:صايب المسرحي لي فيك يرسخ تقاليد الممارسة المسرحية بسلا

مع الحدث : منصف الخمليشي

 

تنظم جمعية إستطيقا للتنمية الفنية والثقافية، بشراكة مع مركب التنشيط الفني والثقافي تابريكت – سلا، الدورة الثانية من التكوين المسرحي “صايب المسرحي لي فيك”، خلال الفترة الممتدة من 20 إلى 26 أكتوبر 2025.

وهي مبادرة فنية تهدف إلى تمكين الشباب من أدوات التعبير المسرحي، واكتشاف الفنان الكامن داخل كل فرد.

تحمل هذه المبادرة عنوانًا دالًّا يدعو إلى البحث في الذات الإبداعية، فـ“صايب المسرحي لي فيك” تعني ببساطة “ابحث عن المسرحي الذي يسكنك”، لأن في داخل كل واحد منا مبدعًا ينتظر أن يُكتشف.

وفي هذه الدورة، قررت الجمعية تكريم الفنان الكوميدي محمد عزام المعروف بـ**“بهلول”**، اعترافًا بمسار فني متنوع تجاوز ثلاثة عقود. ووفق ما صرح به رئيس الجمعية، المسرحي منصف الإدريسي الخمليشي، فإن “هذا التكريم يهدف إلى تذكير الجمهور بنوستالجيا التلفزيون المغربي الذي كبرنا على مشاهدته ونحن أطفال، وهو خطوة عرفان لفنان شاب لكنه موسوعي، أعطى الكثير في مجالات المسرح، السينما، التلفزة، الإذاعة والموسيقى.”

وأوضح الخمليشي أن التكريم سيُقدَّم في شكل عرض ممسرح فرجوي، يجسد محطات من حياة الفنان المكرم عبر خمس شخصيات رئيسية تمثل مراحل من مساره: أحمد الطيب العلج، أم عزام، شخصية بهلول، عزام الأكاديمي، وزوجاته، تؤديها مجموعة من مؤطري الورشات.

وستتولى منشطة شابة الربط بين هذه الشخصيات من خلال مشاهد تجمع بين الحوار، الفكاهة، والموسيقى، لتقريب الجمهور من التجربة الإنسانية والفنية لبهلول في عرض يستمر ساعتين.

ويأتي هذا التكريم في ختام أسبوع فني وتكويني حافل بالورشات التي تمتد من الاثنين 20 أكتوبر إلى الجمعة 24 أكتوبر 2025، تليها فعاليات الحفل الختامي والعرض الفرجوي يوم الأحد 26 أكتوبر 2025.

وسيتناوب على تأطير الورشات نخبة من الفنانين المغاربة من مجالات متعددة:

في اليوم الأول، ستنطلق ورشة الكتابة المسرحية من تأطير الفنان منصف الإدريسي الخمليشي من الساعة الحادية عشرة صباحًا إلى الواحدة زوالًا، تليها ورشة المسرح التربوي من تأطير أسامة مقبول من الرابعة إلى السادسة مساءً.

أما يوم الثلاثاء 21 أكتوبر، فسيكون مخصصًا لورشة علاقة صناعة المحتوى بالمسرح من تأطير أيوب حمداني صباحًا، ثم ورشة التعبير الجسدي من تأطير الكوريغراف عثمان السلامي مساءً.

وفي الأربعاء 22 أكتوبر، ستُقام ورشة تقنيات التنشيط الإذاعي من تأطير رجاء الفقير في الفترة الصباحية، تعقبها ورشة الارتجال المسرحي من تأطير الفنان أسامة ريضا بعد الزوال.

ويوم الخميس 23 أكتوبر سيشهد تنظيم ورشة الإخراج والمسرح الغنائي من تأطير الفنان محمد عزام (بهلول) في الصباح، ثم ورشة إعداد الممثل: مهارات وتقنيات التشخيص المسرحي في المساء.

أما الجمعة 24 أكتوبر، فسيُختتم البرنامج بورشتين مميزتين: ورشة فن الحكواتي من تأطير الفنان عادل محيمدات صباحًا، وورشة “من الذات إلى الدور” السيكودرامية في الإحساس المسرحي من تأطير عبد الباقي البوجمعاوي مساءً.

وفي ختام هذا الأسبوع الفني، ستنظم الجمعية حفلًا احتفاليًا يوم الأحد 26 أكتوبر 2025، يتوج مجهودات المستفيدين بتوزيع الشواهد التقديرية بطريقة مسرحية مبتكرة، إلى جانب العرض الفرجوي المخصص لتكريم الفنان بهلول.

بهذه المبادرة، تؤكد جمعية إستطيقا للتنمية الفنية والثقافية أن “صايب المسرحي لي فيك” ليست مجرد دورة تكوينية، بل فضاء لاكتشاف الذات، وتكريس ثقافة الاعتراف، واستعادة ذاكرة الفن المغربي بروح شبابية متجددة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء فن

تالكَيتارت.. أكادير تعزف أنغامها الإفريقية في مهرجان القيتارة الدولي.

مع الحدث / أگادير

المتابعة✍️: ذ. إبراهيم الفاضل 

تشهد مدينة أكادير من 23 إلى 25 أكتوبر 2025 تظاهرة فنية كبرى تعيد للمدينة بريقها الموسيقي وتؤكد مكانتها كجسر حضاري بين المغرب وإفريقيا، من خلال فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للقيتارة “تالكَيتارت”، الذي ينظمه منتدى أكادير ميموري بشراكة مع عدد من المؤسسات المحلية والجهوية والوطنية. وتحتضن ساحة ولي العهد وساحة سينما الصحراء وشارع علال بن عبدالله عروضاً موسيقية متنوعة يحييها فنانون من المغرب وعدد من الدول الإفريقية، في مشهد احتفالي يمزج بين الإيقاع والروح والجمال، ويجعل من الفن مساحة للقاء والتسامح والتبادل الثقافي.

يتزامن هذا الحدث الفني مع احتضان مدينة أكادير لفعاليات بطولة كأس إفريقيا، في مبادرة نوعية تهدف إلى توحيد نبض الرياضة والموسيقى في تظاهرة واحدة تملأ المدينة حياةً وفرحاً وإشعاعاً. وسيكون جمهور مدينة أكادير وزوارها على موعد مع لحظات موسيقية تحتفي بالإنسان في بعده الجمالي والروحي، وتستعيد جذور القيتارة في عمقها الأمازيغي والمغربي والإفريقي، في امتدادٍ يجعل الفن لغة للتواصل الإنساني العابر للحدود.

مهرجان تالكَيتارت ليس مجرد عروض موسيقية، بل هو تجربة ثقافية وجمالية تستمد أنساقها من ذاكرة المدينة وموروثها الرمزي، ومن متخيلها الأمازيغي الذي يعكس روح أكادير وعبقها التاريخي. ففضاءات المدينة، بأحيائها العريقة وعلى رأسها حي تالبرجت، تتحول إلى مسارح مفتوحة للجميع على الفرح والإبداع، حيث تتداخل الأصوات والإيقاعات والحركات لتشكل لوحة فنية نابضة بالحياة، تمتزج فيها الموسيقى بالرقص، والصوت بالجسد، والإيقاع بالبوح الإنساني.

ومن خلال هذا المهرجان تؤكد أكادير مجدداً أنها مدينة الفن والذاكرة، وأنها قادرة على تحويل تراثها الأمازيغي وإرثها الثقافي إلى طاقة خلاقة في خدمة التنمية السياحية والترويج للوجه الإنساني للمدينة. فالمهرجان يسهم في إبراز غنى الموروث المحلي وتنوّع التعبيرات الفنية والروحية التي تمتد جذورها في عمق القارة الإفريقية، ويعيد الاعتبار للعلاقة الأصيلة بين الإنسان والمكان والزمان والموسيقى.

تالكَيتارت بما يحمله من رمزية موسيقية وإنسانية، يُعيد صياغة علاقة الأكاديريين بمدينتهم، حيث تتعالى أصوات القيتارة لتنساب مع زرقة السماء، وتملأ الفضاءات العامة نغماً وبهجة. إنها لحظة انبعاثٍ لروح المدينة التي لا تنطفئ، ولذاكرتها التي تظل حية في أزقتها ودروبها وممراتها، كما تظل محفورة في وجدان ساكنتها.

وقد تمكن المهرجان منذ انطلاق دورته الأولى، من ترسيخ مكانته ضمن أبرز التظاهرات الموسيقية بالمغرب وإفريقيا، بفضل اختياراته الفنية المتميزة التي تؤمن بالحوار والتعدد والانفتاح، وتعكس قدرة الموسيقى على بناء الجسور بين الشعوب والحضارات. وفي كل دورة، يجدد تالكَيتارت احتفاءه بالقيم الكونية وبالإبداع الإنساني، في انسجام تام مع التحولات العمرانية والجمالية التي تعرفها المدينة.

ويرجع نجاح هذه التظاهرة إلى انخراط مؤسسات عديدة في دعمها، من بينها ولاية جهة سوس ماسة، ومجلس الجهة، والجماعة الترابية لأكادير، والمعهد الفرنسي، إلى جانب شركاء وفاعلين إعلاميين ومؤسسات راعية ومجتمع مدني منخرط بفعالية في إنجاح هذا الحدث الثقافي الكبير.

وفي ختام بلاغه عبّر المنظمون عن امتنانهم لجمهور أكادير وزوارها داخل المغرب وخارجه، لما أبدوه من حب وتفاعل ووفاء لحدث تالكَيتارت في مختلف دوراته، مجددين الدعوة إلى لقاء فني وإنساني جديد من 23 إلى 25 أكتوبر 2025، حيث ستعزف أكادير مرة أخرى سيمفونية الحياة والإبداع في قلب القارة الإفريقية.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة فن

انطلاق “مختبر أورا”.. فضاء شبابي جديد للتجريب والإبداع المسرحي بالرباط

مع الحدث/ الرباط

المتابعة ✍️: ذة. فاطمة الزهراء الصابري

 

تعلن جمعية الجوهرة للتنمية الثقافية والفنية يوم فاتح أكتوبر 2025 بمقرها بحي المحيط بالرباط، أشغال مختبر أورا الفني، وهو فضاء شبابي جديد للتجريب والتكوين المسرحي والفني.

المختبر يهدف إلى تمكين الشباب من خوض تجارب إبداعية حيّة، والانفتاح على مختلف تقنيات المسرح والفنون الأدائية. ويُرتقب أن يشكّل المختبر محطة سنوية تُراكم التجارب وتفتح المجال أمام ابتكارات جديدة تعكس طاقات الشباب.

الخطوة تعكس رغبة الجمعية في خلق فضاء دائم للعمل الفني، حيث لا يقتصر النشاط على العروض النهائية فقط، بل يمتد ليشمل عمليات البحث، التدريب، والورش العملية. وهو ما يضع الشباب في صلب العملية الإبداعية ويمنحهم فرصة التعبير عن ذواتهم بشكل مستمر.

للتسجيل والاستفسار: 0714159929/0655525896

صفحة التواصل الاجتماعي: (جمعية الجوهرة للتنمية الثقافية والفنية )

للاطلاع على المزيد من المعلومات  يمكنكم زيارة صفحة الجمعية على الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء فن مجتمع

رامي تاج الدين يتألق بأغنيته الجديدة «دقّة ساعة البرهان»

 

✍️ هند بومديان

رامي تاج الدين يتألق بأغنيته الجديدة «دقّة ساعة البرهان»

 

أطلق الفنان رامي تاج الدين عمله الغنائي الجديد بعنوان «دقّة ساعة البرهان»، ليضيف بذلك إبداعًا آخر إلى رصيده الفني المتنوع. وقد لاقت الأغنية منذ طرحها على المنصات الرقمية، وخاصة على موقع يوتيوب، صدى إيجابيًا واسعًا بين المتابعين الذين أشادوا بكلماتها القوية وأدائها المميز.
العمل الجديد يتناول موضوعًا حساسًا يلامس وجدان المستمع، إذ يسلط الضوء على الخيانة والغدر وما تتركه من أثر عميق في النفوس، بأسلوب فني مؤثر يجمع بين قوة الكلمة وروعة اللحن. وقد حرص رامي تاج الدين على تقديم الأغنية برؤية فنية متكاملة، ما يعكس إصراره الدائم على تطوير أدواته وصقل تجربته الغنائية.
ويُحسب للفنان أيضًا المجهود الكبير الذي بذله في التحضير والإعداد لهذا الإصدار، من اختيار النصوص، إلى الاشتغال على التوزيع الموسيقي والأداء الصوتي، وهو ما جعل الأغنية تأتي متناسقة وقادرة على الوصول بسرعة إلى قلوب المستمعين.
بهذا الإصدار، يواصل رامي تاج الدين مساره الفني بثبات، مؤكّدًا أنه من الأصوات الصاعدة التي تراهن على الكلمة الصادقة والرسالة الهادفة، ليضيف «دقّة ساعة البرهان» إلى قائمة أعماله التي تحمل بصمته الخاصة وتفتح أمامه آفاقًا جديدة في الساحة الغنائية.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء فن

 فيلم “لامورا: الحب في زمن الحرب”.. آخر بصمات المخرج الراحل محمد إسماعيل

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

 

تواصل السينما المغربية تقديم أعمال تجمع بين البعد التاريخي والإنساني، ومن أبرزها فيلم “لامورا: الحب في زمن الحرب”، آخر إبداعات المخرج الراحل محمد إسماعيل، الذي لم يسعفه القدر ليشهد خروج فيلمه إلى القاعات السينمائية المغربية، حيث بدأ عرضه ابتداءً من 24 شتنبر.

الفيلم يعيد فتح صفحة منسية من تاريخ المغرب خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تتقاطع قصص الحب مع قسوة الاحتلال والحروب، في توليفة تجمع بين الرومانسية والدراما والتاريخ. وتتمحور أحداثه حول روزا، شابة إسبانية من أصول مغربية، عاشت بعيدة عن جذورها وعن أسرتها التي ظلت علاقتها بها مطبوعة بالغموض. وفي لحظة مفصلية تقرر العودة إلى المغرب للبحث عن حقيقة ماضيها، لتجد نفسها أمام مواجهة الذات والتاريخ والحب، وسط سياق صعب يطغى عليه الصراع والدمار.

 

العمل جمع بين فنانين مغاربة وإسبان، ليعكس طابعه المتعدد الثقافات، حيث شارك في بطولته فرح الفاسي، المهدي فولان، هاجر بوعيون، عبد الإله رمضان، صلاح الدين ديدان، فاروق أزنابط، محمد أمزاوغي، محمد بوغلاد، عبد السلام الصحراوي، إلى جانب الأسماء الإسبانية خوانا راموس وتيرما أييربي.

 

السيناريو والحوار كتبه مصطفى الشاعبي ومحمد أمزاوغي، بينما ساهمت عناصر التصوير، الأزياء والديكور في نقل المشاهد إلى أجواء أربعينيات القرن الماضي بكل تفاصيلها. وقد تميز الفيلم أيضاً بلمسة إخراجية خاصة تعكس خبرة محمد إسماعيل الطويلة، إذ استطاع أن يمزج بين التوثيق الفني والبعد الإنساني في سرد القصة.

 

في هذا السياق، أكدت جميلة صادق، زوجة المخرج الراحل، أن الفيلم تم تقديمه بمزيج من الفخر والحنين، قائلة إن “لامورا” لم يكن مجرد مشروع سينمائي بالنسبة لزوجها، بل كان حلماً كبيراً ورسالة أراد أن يتركها للأجيال، رسالة عن الهوية والانتماء والحب الذي يتجاوز المسافات والجراح. وأضافت أن حضور روحه بدا واضحاً في كل مشهد من الفيلم، ليبقى شاهداً على وفائه العميق للفن السابع.

 

وهكذا، يشكّل فيلم “لامورا: الحب في زمن الحرب” أكثر من مجرد قصة رومانسية في زمن مضطرب، فهو شهادة فنية وإنسانية على مرحلة صعبة من تاريخ المغرب، ووصية سينمائية يتركها محمد إسماعيل لجمهوره ولتاريخ السينما المغربية، تؤكد أن الحب قادر دائماً على الصمود في وجه الحرب والخراب.

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء فن مجتمع

محمد أولاد ملوك: ريشة تُجسّد البصمة البصرية في «ريشة الذاكرة وظلال الفن»

✍️ هند بومديان

محمد أولاد ملوك: ريشة تُجسّد البصمة البصرية في «ريشة الذاكرة وظلال الفن»

في الإصدار النقدي التوثيقي «ريشة الذاكرة وظلال الفن»، يبرز اسم محمد أولاد ملوك كأحد الفنانين التشكيليين الذين يُجيدون تحويل اللوحة إلى فضاء بصري نابض، تُحاكي فيه الريشة الذاكرة، وتُعيد تشكيلها برؤية تشكيلية تنبض بالرمز والدلالة.

 

الكتاب، الذي أعدّته الكاتبة والباحثة هند بومديان، يجمع بين النقد الفني والسير الذاتية لـ 23 فنانًا وفنانة، ويُسلّط الضوء على أعمال أولاد ملوك من خلال قراءة نقدية دقيقة، تكشف عن حسّه الفني المتأمل، وقدرته على بناء تكوينات تشكيلية تُعبّر عن الذات والواقع بأسلوب بصري ناضج.

 

في تحليلها للعمل، تتوقف هند بومديان عند تفاصيل التكوين، وتوظيف اللون والفراغ، لتُبرز كيف ينسج أولاد ملوك عوالمه الفنية من خلال ريشة واعية، تُزاوج بين التجريد والرمزية، وتُعيد تشكيل الوجدان في قالب بصري متفرّد، يُخاطب العين والذاكرة معًا.

 

أما السيرة الذاتية المرفقة، فتُضيء جوانب من مسار الفنان، من مشاركاته في المعارض الوطنية والدولية، إلى تطوره الفني عبر مراحل متعددة، مما يمنح القارئ فرصة لفهم الخلفية الثقافية والتقنية التي تُغذي أعماله، ويُبرز حضوره كفنان مغربي يُجيد التعبير عن الذاكرة الجماعية بأسلوب شخصي متفرّد.

 

وتأتي مشاركة محمد أولاد ملوك في هذا الإصدار لتُكرّس مكانته في المشهد التشكيلي المغربي، كفنان يُسهم في بناء ذاكرة بصرية حيّة، تُخلّد التجربة وتُثري مسارات التوثيق الفني المعاصر.

 

الكتاب صدر عن مطبعة النجاح بالرباط، ويُعدّ مرجعًا فنيًا وثقافيًا يُثري المكتبة المغربية، ويُكرّس الاعتراف بالتجارب التشكيلية التي تُضيء دروب الإبداع في صمتٍ وعمق.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء صوت وصورة فن مجتمع

ياسين الشرقاوي: ريشة تُعيد تشكيل الذاكرة في «ريشة الذاكرة وظلال الفن»

✍️ هند بومديان

ياسين الشرقاوي: ريشة تُعيد تشكيل الذاكرة في «ريشة الذاكرة وظلال الفن»

 

في الإصدار النقدي التوثيقي «ريشة الذاكرة وظلال الفن»، يبرز اسم ياسين الشرقاوي كأحد الفنانين التشكيليين الذين يُجيدون تحويل اللوحة إلى فضاء سردي بصري، تُحاكي فيه الريشة الذاكرة، وتُعيد تشكيلها برؤية تشكيلية تنبض بالرمز والدلالة.

الكتاب، الذي أعدّته الكاتبة والباحثة هند بومديان، يجمع بين النقد الفني والسير الذاتية لـ 23 فنانًا وفنانة، ويُسلّط الضوء على أعمال الشرقاوي من خلال قراءة نقدية دقيقة، تكشف عن حسّه الفني المتأمل، وقدرته على بناء تكوينات تشكيلية تُعبّر عن الذات والواقع بأسلوب بصري ناضج.

في تحليلها للعمل، تتوقف هند بومديان عند تفاصيل التكوين، وتوظيف اللون والفراغ، لتُبرز كيف ينسج الشرقاوي عوالمه الفنية من خلال ريشة واعية، تُزاوج بين التجريد والرمزية، وتُعيد تشكيل الوجدان في قالب بصري متفرّد، يُخاطب العين والذاكرة معًا.

أما السيرة الذاتية المرفقة، فتُضيء جوانب من مسار الفنان، من مشاركاته في المعارض الوطنية والدولية، إلى تطوره الفني عبر مراحل متعددة، مما يمنح القارئ فرصة لفهم الخلفية الثقافية والتقنية التي تُغذي أعماله، ويُبرز حضوره كفنان مغربي يُجيد التعبير عن الذاكرة الجماعية بأسلوب شخصي متفرّد.

وتأتي مشاركة ياسين الشرقاوي في هذا الإصدار لتُكرّس مكانته في المشهد التشكيلي المغربي، كفنان يُسهم في بناء ذاكرة بصرية حيّة، تُخلّد التجربة وتُثري مسارات التوثيق الفني المعاصر.

الكتاب صدر عن مطبعة النجاح بالرباط، ويُعدّ مرجعًا فنيًا وثقافيًا يُثري المكتبة المغربية، ويُكرّس الاعتراف بالتجارب التشكيلية التي تُضيء دروب الإبداع في صمتٍ وعمق.