Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

إصلاحات على الورق.. و طرقات تئن!

إصلاحات على الورق.. و طرقات تئن!

 

✍️ هند بومديان

 

منذ أن فتحنا أعيننا على هذه الحياة، ونحن نرى نفس المشهد يتكرر: طرق تُحفر، آلات تُركن، عمال يتحركون ليوم أو يومين، ثم تختفي الوجوه، وتبقى الحفر شاهدة على عبثية الإصلاح. كل مرة يُعلن عن مشروع إصلاح البنية التحتية، نستبشر خيرًا، ونقول: لعل وعسى يكون هذه المرة مختلفًا، لكن سرعان ما يتبدد الأمل، وتعود الحفر لتبتلع العجلات، وتهدد الأرواح.

 

الطرقات في بلادنا أصبحت مرآة تعكس وجع المواطن، لا تقل عن معاناته مع غلاء المعيشة، أو الصحة أو التعليم. من طنجة إلى الكويرة، ومن المدن الكبرى إلى القرى المنسية، لا يكاد يخلو شارع من تشقق، أو حفرة، أو قنوات مكشوفة. وكأننا في بلد لا يعرف معنى الجودة، أو أن مفهوم “المراقبة والمحاسبة” قد طواه النسيان.

 

أين تذهب الميزانيات؟

 

السؤال الذي يطرحه كل مواطن بسيط يمر من طريق محفوف بالمخاطر هو: إذا كانت الملايين تُصرف سنويًا على مشاريع إصلاح الطرق، فأين هي النتائج؟ هل نحن أمام سوء تدبير؟ أم أن الفساد والتلاعب في الصفقات وراء هذا الواقع البئيس؟

 

الأرقام الرسمية تتحدث عن استثمارات ضخمة في مجال البنية التحتية، لكن الواقع يفضح الكواليس. شركات تتعاقد ثم تنفذ أعمالاً هشّة لا تصمد لأشهر، بل أحيانًا تُترك الطرق دون إتمام، وكأن الهدف ليس خدمة المواطن، بل تمرير الفاتورة فقط.

 

المحاسبة الغائبة

 

المشكل ليس في إصلاح الطرقات، بل في غياب المحاسبة. من يحاسب المقاولات التي لا تلتزم بالمعايير؟ من يُتابع جودة الأشغال؟ ومن يُعيد للمواطن حقه حين يتعرض لحادث بسبب حفرة لم تُردم أو طريق لم تُعبد كما يجب؟ الصمت الرسمي أحيانًا يبدو وكأنه تواطؤ، أو على الأقل، تساهل لا يليق بدولة تسعى للتقدم والعدالة المجالية.

 

ما الحل؟

 

الحل يبدأ من تفعيل آليات المراقبة الحقيقية، ومنح الصفقات لشركات محترفة لا لشركات “الولاءات”. ويبدأ من إشراك المواطن في تقييم المشاريع، وجعل تقارير الجودة علنية. لا يمكن أن نواصل ترقيع الواقع ونحن ندفن رؤوسنا في الإسفلت المهترئ.

 

فإصلاح الطرقات لا يكون فقط بالجرافات، بل بإصلاح الضمير أولًا. حين تُعبد نوايا المسؤولين بالصدق، حينها فقط، ستمتد الطرق فعلاً نحو المستقبل.

Categories
أخبار 24 ساعة مجتمع

إغلاق السوق الأسبوعي للخرفان بأزرو وتشديد المراقبة بعد قرار إلغاء عيد الأضحى

مع الحدث أزرو أنوار المسعودي

تنفيذاً للتعليمات الصادرة عن السلطات العليا بشأن إلغاء الاحتفال بعيد الأضحى لهذه السنة، قامت السلطات المحلية بمدينة أزرو بإغلاق السوق الأسبوعي المخصص لبيع الخرفان، وذلك كإجراء استباقي للحد من أي محاولات لاقتناء الأضاحي خارج الإطار القانوني والرسمي.

وشهد محيط السوق حضوراً مكثفاً للسلطات المحلية، وعناصر الأمن الوطني، والقوات المساعدة، التي عملت على تأمين المنطقة ومنع أي نشاط غير مشروع متعلق ببيع المواشي.

كما تم تعزيز المراقبة على مستوى الطرقات والمداخل المؤدية إلى السوق، من خلال إقامة حواجز أمنية.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات مجتمع

إقليم بولمان يحتفي بـ 20 سنة من التميز في خدمة التنمية البشرية

بقلم: عبد الجبار الحرشي

احتفاءً بالذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، نظم إقليم بولمان، يوم الأربعاء 21 ماي 2025، لقاء تواصلياً مميزاً بمقر العمالة، تحت شعار: *”20 سنة في خدمة التنمية البشرية”*، استعرض خلاله الفاعلون حصيلة منجزات هذه المبادرة الملكية الرائدة.

وترأس اللقاء عامل إقليم بولمان، بصفته رئيس اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، بحضور رؤساء اللجن المحلية والجماعات الترابية، وممثلي السلطة القضائية والمصالح الأمنية، ومديري القطاعات الحكومية، إلى جانب عدد من جمعيات المجتمع المدني وشركاء التنمية.

اللقاء كان فرصة لتسليط الضوء على حصيلة 20 سنة من المشاريع التي ركزت على تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، وتحسين البنيات التحتية، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، والنهوض بالرأسمال البشري، خاصة لدى الأجيال الصاعدة. كما تم عرض شريط وثائقي أبرز التحولات التي عرفها الإقليم بفضل المبادرة.

وفي إطار الاحتفالات، نظمت بمدينة ميسور كرنفالية الطفولة، بشراكة مع المجتمع المدني والمؤسسات التربوية، بمشاركة 320 تلميذا وتلميذة، انطلقت من مركز الرفع من قدرات الشباب في اتجاه ساحة مديرية التجهيز،

وسط أجواء احتفالية نشّطتها فرقة موسيقية من مدينة مكناس، مما أضفى على المناسبة طابعاً بهيجاً يجسد ثمار العمل التشاركي في خدمة التنمية، الذي يدخل في إطار سلسلة الأنشطة الوطنية المنظمة عبر ربوع المغرب احتفالًا بهذه الذكرى، وتميز هدا الكرنفال بتأمين محكم وتنظيم جيد بفضل المجهودات الجبارة التي بذلتها السلطات المحلية، التي حرصت على توفير كل شروط السلامة والنجاح للكرنفال.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات مجتمع

وفاة الشيخ الجليل عبد العزيز الگرعاني

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي 

 

قال الله تعالى :” يا أيتها النفس المطمئنه ارجعي الى ربك راضيه مرضيه” صدق الله العظيم

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى، تلقّينا نبأ وفاة الشيخ الجليل المقرئ عبد العزيز الگرعاني ، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد صراع مرير مع مرض عضال ، بعد حياة حافلة بالعطاء والعلم والإصلاح في رحاب القرٱن الكريم

لقد كان الشيخ الگرعاني حاملا كتاب الله ، حيث يعتبر من رجالات العلم والدعوة وواحدًا من أهل الفضل الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الدين والوطن، نشرًا للخير، وتعليمًا للناس، وإصلاحًا لذات البين. كان مثالًا يُحتذى في التواضع والخلق الكريم، وقد ترك أثرًا طيبًا في كل من عرفه أو تتلمذ على يديه أو استمع إلى مواعظه ونصائحه الحكيمة.

إن فقده ليس فقدًا لأسرته وطلابه ومحبيه فحسب، بل هو خسارة لعموم المغاربة ، لما كان له من مكانة دينية واجتماعية مرموقة، ودور فعّال في تعزيز القيم والمبادئ الأصيلة.

نتقدّم بأحرّ التعازي وأصدق المواساة إلى أسرته الكريمة، وذويه، وأهله، وكل من عرفه وأحبه، سائلين المولى عز وجل أن يتغمّده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يُلهم أهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.

“إنا لله وإنا إليه راجعون”
اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنّا بعده، واغفر لنا وله، واجمعنا به في مستقر رحمتك.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات مجتمع

حين تولد الطفولة في العراء

✍️ هند بومديان

 

حين تُولد الطفولة في العراء

 

في مدنٍ تزدحم بالضجيج وتفتقر إلى الإنصات، يولد بعض الأطفال دون أن يحتفل أحد بقدومهم، ويمرّ بهم الزمن دون أن يسألهم أحد: “كيف حالكم؟”. لا مقاعد دراسية تنتظرهم، لا ألعاب، لا دفء، ولا حلم. يولدون ليجدوا أنفسهم في الشارع، يتعلمون البقاء بدل الطفولة، ويكبرون قبل الأوان، كأن الزمن قد اختصر معهم مسافات الحياة.

هؤلاء ليسوا مجرد “أطفال الشوارع” كما نسميهم ببرود، بل أطفال بلا شارع حقيقي، بلا بيت، بلا مستقبل واضح. بعضهم ضاع بين زوايا الأحياء الشعبية المكتظة، وبعضهم لفظه بيت لم يعرف معنى الحنان. هم انعكاس صارخ لانهيار أسس الأسرة، لتقاعس المجتمع، ولعجز الدولة عن احتضان أبنائها في لحظة احتياجهم القصوى.

لا يكفي أن نشير إليهم عند تقاطع الطرق، أو نحوق عليهم عند إشارات المرور. لا يكفي أن نُصدم من مشهد طفل نائم على الرصيف، ملفوفًا ببطانية متسخة تحت برد قارس. هؤلاء الأطفال لا يحتاجون الشفقة العابرة، بل يحتاجون العدالة. نعم، العدالة. لأن الطفولة في الشارع ليست قدرًا، بل نتيجة واضحة لفشل في السياسات الاجتماعية، التعليمية، والاقتصادية.

نربّي أبناءنا على حفظ حقوق الطفل، في حين يفقد هؤلاء حقهم في أبسط مقومات الحياة. نُدرّس مفهوم “المواطنة”، بينما هم لا يجدون في هذا الوطن مكانًا يتّسع لهم. نُكثر من التصريحات حول التنمية والعدالة الاجتماعية، ثم نغض الطرف عن آلاف الأطفال الذين تكبر ملامحهم في العراء، وتتشكل شخصياتهم على هامش المجتمع.

المقاربة الأمنية وحدها، وإن غلّفت بالنيات الحسنة، لن تصنع حلًا دائمًا. ما يحتاجه هؤلاء الأطفال هو برامج شاملة، تبدأ من الوقاية وتنتهي بالدمج. يحتاجون إلى مدارس تُعيد إليهم الثقة في العلم، إلى مربين يزرعون فيهم الأمل، إلى مراكز حقيقية لا لإيوائهم فقط، بل لإعادة بناء ذواتهم.

أليس من المؤلم أن يُولد طفل في الشارع، ويكبر فيه، ثم يموت فيه دون أن يشعر أحد بفقدانه؟ أليس من الظلم أن يتحول الشارع إلى حضن وملجأ وساحة قتال في آن واحد؟ هؤلاء الأطفال لا يريدون سوى فرصة… فرصة واحدة فقط لنكون أكثر إنسانية.

وفي النهاية، ربما لا نحتاج إلى لجان جديدة ولا استراتيجيات معقدة، بل فقط إلى ضمير حي. ضمير يجعلنا نؤمن أن الطفولة يجب أن تُعاش في أحضان الأمان، لا في أزقة الإهمال. لأن المجتمعات التي تسمح بتشرد أطفالها، هي مجتمعات تمشي بثقل نحو الخراب، وإن زُيّنت شوارعها.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات مجتمع

فرقة أحفاد الغيوان.. عرض فني يحيي روح الغيوان بلمسة جديدة في سطات

 

فرقة أحفاد الغيوان.. عرض فني يحيي روح الغيوان بلمسة جديدة في سطات

✍️ هند بومديان

في ليلة استثنائية من ليالي الفن والوفاء للتراث، يستعد المركز الثقافي بسطات لاحتضان عرض موسيقي متميز تحييه فرقة أحفاد الغيوان، وذلك يوم السبت 31 ماي على الساعة السابعة مساءً.

هذا العرض المرتقب يُعدّ تكريمًا نابضًا بالحياة لواحدة من أهم الظواهر الموسيقية في المغرب: مجموعة ناس الغيوان، التي طبعت الذاكرة الجمعية المغربية والعربية بروحها الثائرة وكلماتها العميقة وألحانها الروحية. لكن هذه المرة، سيكون الجمهور على موعد مع الجيل الجديد من عشّاق هذا التراث، فرقة أحفاد الغيوان، الذين يحملون المشعل ويعيدون تقديمه بأسلوب معاصر دون أن يمسوا بروحه الأصيلة.

فرقة أحفاد الغيوان ليست مجرد فرقة موسيقية، بل هي جسر بين الأجيال، بين الماضي والحاضر، بين الكلمة الصادقة والنغمة المتمردة، بين عشق لا يموت وثقافة تُبعث من جديد. العرض يجمع بين الموسيقى، الأداء الحي، والرسائل الفنية التي ما زالت تُلامس وجدان الجمهور المغربي.

إنه دعوة مفتوحة لكل من أحبّ ناس الغيوان، ولكل من يؤمن بأن الفن يمكنه أن يوحد، أن يداوي، وأن يُذكّرنا بهويتنا الثقافية العميقة.

لا تفوتوا هذه الأمسية الغيوانية المتفرّدة!
السبت 31 ماي، على الساعة السابعة مساءً، بفضاء المركز الثقافي بسطات.
كونوا في الموعد مع فرقة أحفاد الغيوان.. وذكريات لا تُنسى.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود متفرقات مجتمع

فرنسا تثير الجدل بتقرير حول “الإخوان المسلمين”: انقسام سياسي وتحذيرات من استهداف الجالية المسلمة

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر

 

أثار تقرير حكومي فرنسي حديث، يتناول ما سمّاه “تأثير جماعة الإخوان المسلمين”، موجة جدل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، وسط تباين في الآراء بين من يعتبره خطوة ضرورية لحماية الأمن القومي، ومن يرى فيه محاولة سياسية لاستقطاب الناخبين وتشديد الضغط على الجالية المسلمة.

 

أعدّ التقرير عدد من المستشارين الرئاسيين، وناقشه مجلس الدفاع والأمن الوطني برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون. وقد وُجهت إليه انتقادات حادة، تتعلق خصوصًا باستعماله لمصطلحات مبهمة مثل “الإسلام السياسي”، ما أثار مخاوف من تغذية الصور النمطية السلبية عن المسلمين.

 

 

يأتي نشر التقرير في سياق سياسي حساس، إذ تستعد فرنسا لخوض انتخابات رئاسية مرتقبة. ويرى بعض المحللين أن توقيت التقرير ليس بريئًا، ويهدف إلى صرف الانتباه عن قضايا داخلية ضاغطة مثل ارتفاع كلفة المعيشة وتباطؤ الاقتصاد.

 

مواقف متباينة داخل الطبقة السياسية

 

رئيس الوزراء غابرييل أتال رحّب بالتقرير، مؤكدًا أنه يندرج في إطار “الدفاع عن المبادئ الجمهورية”.

 

زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان اعتبرت التقرير غير كافٍ، مطالبة بإجراءات أكثر تشددًا ضد ما وصفته بـ”التغلغل الإسلامي”.

 

أما زعيم اليسار جان لوك ميلانشون، فاعتبر التقرير “تعبيرًا واضحًا عن عداء للإسلام”، داعيًا إلى احترام التعددية الثقافية والدينية في البلاد.

 

 

منظمات إسلامية فرنسية أعربت عن تخوفها من أن يُستغل التقرير لتمرير قوانين جديدة قد تقيّد الحريات الدينية، وعلى رأسها مشروع قانون “مكافحة الاختراق الإسلامي” المنتظر عرضه قريبًا على البرلمان.

 

أكاديميون وخبراء أبدوا تحفظاتهم بشأن المنهجية المعتمدة في إعداد التقرير، معتبرين أنه يفتقر إلى المعايير العلمية والموضوعية. كما حذّروا من أن التعميم في اتهام المسلمين قد يُعرقل جهود الاندماج ويعزز مناخ التوتر داخل المجتمع الفرنسي.

 

أمام هذا الجدل المتصاعد، يطرح مراقبون تساؤلات جوهرية حول مدى قدرة فرنسا على تحقيق توازن فعلي بين حماية الأمن والدفاع عن الحريات، دون الوقوع في فخ التمييز أو المس بحقوق الأقليات، وفي مقدمتها الجالية المسلمة التي تمثل مكونًا أساسيًا من النسيج المجتمعي الفرنسي.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

د. نادية عبادي … سيدة الألوان التي توثق الذاكرة المغربية

د.ن


ادية عبادي… سيدة الألوان التي توثق الذاكرة المغربية

✍️ هند بومديان

في قلب العاصمة المغربية الرباط، وُلدت الفنانة التشكيلية د.نادية عبادي، التي عانقت الفن من دون موعد، لتكتب قصتها مع الريشة واللون بصدق التجربة وصفاء الروح. هي أستاذة في اللغة والأدب الفرنسي، حاصلة على شهادة الدكتوراة في الأدب الفرنسي المقارن، برسالة موسومة بـ”الاقتباس بين الأجناس الأدبية”، غير أن مسارها الفني لم يكن نابعًا من تخصصها الأكاديمي، بل من فطرة حرة وشغف دفين رافقها منذ الطفولة.

كان للرسم حضور دائم في حياة د.نادية، حتى قبل أن تدرك أن الفن يمكن أن يكون مسارًا متكاملًا. بدأت رحلتها الفعلية حين اشترت أدوات للرسم لفتياتها وأحفادها، ثم وجدت يدها ترتجف شوقًا لملامسة الألوان، فانطلقت في مغامرة لم تكن مدروسة، لكنها كانت صادقة. لم تكن هناك لحظة ولادة واحدة، بل توالي من اللحظات التي أيقظت الفنانة الكامنة بداخلها، لتنتج أولى أعمالها: رأس حصان، كان عنوانًا لبداية مسار لا رجعة فيه.

رغم غياب التكوين الأكاديمي في الفنون، وجدت د.نادية في التعلم الذاتي مجالًا رحبًا للتطور، مستفيدة من توجيهات الفنان رضا أجير، الذي لعب دورًا محوريًا في صقل رؤيتها. تأثرت بالمدرسة الواقعية، لما فيها من صدق تعبيري يلامس الداخل ويترجم تفاصيل الحياة. وقد انعكس هذا التوجه في مسيرتها، إذ بدأت بلوحات يغلب عليها الحزن والبرودة اللونية، قبل أن يتجه أسلوبها تدريجيًا نحو الإشراق والبهجة.

تعتمد نادية أسلوبًا تشخيصيًا تصويريًا، وتميل إلى توثيق الموروث الثقافي المغربي، خصوصًا الحرف التقليدية، في محاولة لإعادة بث الحياة في ذاكرتنا.

تشتغل غالبًا بالألوان الزيتية على القماش، لما توفره من مرونة في الاشتغال، وتستلزم عزلة شبيهة بالمحراب، حيث تعيش لحظة الإبداع في هدوء وتأمل.

كانت أولى تجاربها في العرض الفني بالمكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني، حيث لقيت أعمالها استحسانًا لافتًا، شكل دافعًا قويًا لمواصلة المسار. شاركت في عدد من المعارض الوطنية، من بينها معرض Imagaleries في أبريل 2024، معرض بالمركز الثقافي بدائرة سيدي بليوط في ماي 2024، والمهرجان العالمي للفن التشكيلي بتطوان في أكتوبر من السنة نفسها، بالإضافة إلى معرضها الفردي المميز “لحظات” برواق النادرة بالرباط، الذي لاقى اهتمامًا إعلاميًا وجماهيريًا واسعًا، وملتقى فاس-مكناس الوطني للفنون التشكيلية في ربيع 2025، ثم معرض جماعي مع Plumart في ماي 2025.

رغم عدم خوضها لتجارب خارجية بعد، تتطلع د.نادية عبادي إلى عرض أعمالها في المحافل الدولية، وتحلم بأن تحظى بلقب سفيرة الفن التشكيلي المغربي الأصيل. ورغم التحديات المادية واللوجستية، كضيق الفضاء أو صعوبة نقل اللوحات، فإنها تواصل طريقها بإصرار وعشق عميق لما تفعل.

ترى د.نادية في الفن أداة لتوثيق الذاكرة، وللتفاعل الحيّ مع التراث. وترى في التكنولوجيا وسيلة مساعدة لا بديلًا عن اللمسة اليدوية. وبهذا الموقف، تعبّر عن انتمائها لفن ينبع من القلب، ويُترجم عبر الأصابع والأحاسيس.

د نادية عبادي ليست فقط فنانة تشكيلية، بل هي مؤرخة حسية للذاكرة المغربية، تعيد رسم ما قد يُنسى، وتُحيله إلى لحظة ضوء نابضة بالأمل والجمال. بين الأكاديمية والموهبة، تسلك دربها بخطى هادئة وواثقة، نحو عالم تعرف جيدًا أنها تنتمي إليه منذ البدء: عالم الفن.

Categories
أخبار 24 ساعة الصحة المبادرة الوطنية مجتمع

الكاتب العام لعمالة النواصر يشرف على إعطاء انطلاق أشغال بناء مركز الترويض الطبي والوظيفي بدار بوعزة

مع الحدث النواصر بوشعيب مصليح 

أشرف السيد الكاتب العام لعمالة إقليم النواصر، صباح يوم 26 ماي 2025، على إعطاء الانطلاقة الرسمية لأشغال بناء مركز الترويض الطبي والوظيفي بجماعة دار بوعزة، في خطوة تهدف إلى تعزيز العرض الصحي بالإقليم، وتحسين ظروف التكفل بالمرضى.

و من المرتقب ان ينجز هذا المركز، الذي يعد ثمرة شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم النواصر، وجمعية دمج الإعاقة في ظرف 18 شهرا، على مساحة 2200 متر مربع، بقيمة مالية يقارب 19 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم النواصر بما قدره 324 600 18 درهما، ان يستقبل أزيد من 1000 مستفيد، ستوفر لهم خدمات طبية متخصصة في الترويض والعلاج الوظيفي، مع طاقة استيعابية تصل إلى 36 سريرا مخصصة لمرحلة الاستشفاء.

هذا، وسينجز المشروع على ثلاث مراحل:

الطابق الأرضي: سيضم مركز الاستقبال ومحطة الترويض الطبي.

الطابق الأول: سيخصص لخدمات التمريض.

الطابق الثاني: سيكون مجهزا بالكامل لتوفير فضاءات الترفيه والدعم النفسي للمرضى خلال فترة العلاج.

وتُقدّر تكلفة المشروع بأزيد من 18 مليون درهم، على أن يتم الانتهاء من أشغال البناء خلال 18 شهرًا، بتمويل ومساهمة من مجموعة من الشركاء، من بينهم جماعة دار بوعزة وجمعيات فاعلة في المجال الصحي والاجتماعي.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

ليلى مرودي.. حين تُزهر الحقول لوحات

 

ليلى مرودي.. حين تُزهر الحقول لوحات

✍️ هند بومديان

في مدينة خريبكة، وتحديدًا في قلب جهة بني ملال خنيفرة، وُلدت المبدعة ليلى مرودي، والتي اختارت أن تُوقّع أعمالها الفنية بالاسم الرمزي Laila Art، اسمٌ بات يحمل في طيّاته نضجًا تشكيليًا وتجربة إنسانية رفيعة، جمعت بين الفرشاة والرسالة التربوية، وبين اللون والهوية.

 

أستاذة تعليم وفنانة بالفطرة رغم حصولها على إجازة جامعية وعملها أستاذةً في قطاع التعليم، إلا أن الفن كان دومًا يسكنها، يرافقها كظل صامت حتى انفجر ذات يوم وسط الطبيعة. كانت بداية الرحلة حين التحقت بالعالم القروي، حيث كانت تتنقل بدراجتها النارية بين الحقول. هناك، وسط الألوان الزاهية للطبيعة، شعرت بانتماء عميق لعالم الرسم، وبدأت تتفتح في داخلها زهرة الفن.

 

لم تتلقَّ تكوينًا أكاديميًا صارمًا، بل كانت رحلتها نابعة من الموهبة، تطورت عبر الممارسة اليومية واحتكاكها بالأطفال والجداريات التربوية، وازدادت عمقًا بفضل دورات تكوينية على يد فنانين وأساتذة محترفين، مكنت تجربتها من التبلور ضمن مشروع تربوي فني متكامل.

 

أسلوبها.. حيث التلقائية تلتقي بالرمزية

 

تُعرَف أعمال ليلى مرودي بأسلوبها التلقائي، المستوحى من عالم الطفولة والبيئة القروية. تمزج بين الألوان الزاهية والخامات المتنوعة مثل النحاس، الكولاج، الخيش، والطباشير. هي ابنة المدرسة الفطرية التي تمثلها أيقونة الفن الشعبي المغربي الراحلة الشعيبية طلال، وتستمد من المدرسة الانطباعية والتجريدية بُعدًا تعبيريًا وروحيًا.

 

تعكس لوحاتها حكايات الأنوثة، الأناقة، الأصالة، والطفولة، وتغوص في الهوية المغربية بكل مكوناتها، من التراث إلى الزي، من الدقة المراكشية إلى فرق كناوة، ومن الذاكرة الجماعية إلى الحلم الإنساني.

 

معارض داخلية وعالمية بنَفَس تربوي

 

شاركت الفنانة في عدد من المعارض التربوية والفنية، محليًا في مؤسسات تعليمية وأندية ثقافية، ووطنيًا عبر احتفالات ومبادرات ثقافية متنوعة. لكن حضورها الدولي كان لافتًا من خلال مشاركات في روما، إسبانيا، الأردن، حيث عرضت أعمالها في سياق مبادرات موجهة للأطفال، فجمعت بين الفن والتربية، وبين الجمال والرسالة.

 

تلقت عدة شواهد تقديرية وأدرع تكريمية من مؤسسات عمومية، وهي بالنسبة لها حوافز معنوية تؤكد أن الفن رسالة قبل أن يكون منتجًا استهلاكيًا.

 

الحلم القادم.. فن للأطفال ومن أجلهم

 

تحلم ليلى بتوسيع مشروعها “المدرسة العقلية الإبداعية”، ليصل إلى كل المناطق المهمشة، وتطمح لإنشاء متحف خاص بأعمال الأطفال، يُعترف فيه بعطائهم البصري وطاقاتهم الكامنة. كما تؤمن بأن التكنولوجيا قد تكون جسرًا مهمًا لنقل الفن إلى الشرائح الأكثر تهميشًا.

 

في كلمة واحدة، الفن بالنسبة لها هو: الحياة.