Categories
مجتمع

انتحار مروع بمدينة ميسور: شاب ينهي حياته بطريقة مأساوية

عبد الجبار الحرشي

أقدم شخص متزوج على الانتحار بدوار كاع جابر بمدينة ميسور لأسباب لا تزال مجهولة. حيث نفذ الشاب عملية الانتحار المأساوية بشنق نفسه داخل منزله، مستغلاً غفلة أفراد أسرته.

عُثر على جثته هامدة، مما خلف صدمة كبيرة في صفوف عائلته وأقاربه، وأثار استياءً عميقًا بين سكان الدوار. فور تلقي الخبر، انتقلت عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي من المركز الترابي لميسور إلى مكان الحادث، حيث تم فتح تحقيق شامل حول ملابسات هذه الواقعة المؤلمة بتعليمات من النيابة العامة.

نُقل جثمان الهالك إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بميسور، حيث ستستكمل الإجراءات اللازمة للدفن. تُعتبر هذه الحادثة تذكيرًا مؤلمًا بأهمية الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص الذين يواجهون ضغوطات حياتية.

Categories
مجتمع

ابتدائية مراكش: تدين أيت مهدي رئيس تنسيقية ضحايا زلزال الحوز بثلاثة أشهر نافذة

مراكش/ مع الحدث/ مجتمع

أصدرت المحكمة الابتدائية في مراكش، مساء يوم الاثنين، حكماً بالسجن النافذ لمدة ثلاثة أشهر على سعيد أيت مهدي، رئيس تنسيقية ضحايا زلزال الحوز، بالإضافة إلى تغريمه 500 درهم، وتعويض قدره 10 آلاف درهم لصالح الطرف المدني.

وفي الوقت ذاته، حكمت المحكمة ببراءة ثلاثة متهمين آخرين كانوا متابعين في حالة سراح بتهمة “إهانة موظف عمومي”.

تزامناً مع المحاكمة، نُظمت وقفة احتجاجية أمام المحكمة شارك فيها العشرات من ضحايا الزلزال ونشطاء حقوقيون، استمرت من الصباح حتى المساء.

وطالب المحتجون ببراءة أيت مهدي ورفع التهميش عن المتضررين من الزلزال.

وكانت النيابة العامة قد اعتقلت أيت مهدي يوم 23 ديسمبر الماضي، متهمةً إياه بـ”بث وتوزيع ادعاءات كاذبة، التشهير، إهانة هيئة منظمة، والاعتداء على موظفين عموميين أثناء تأدية مهامهم”، على خلفية نشاطه في الحراك الاجتماعي ومنشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي.

Categories
مجتمع

بلاغ..الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع العطاوية تملالت 

مع الحدث متابعة براهيم افندي

 

قضية الاغتصاب الجماعي لقاصر : عقد 3 جلسات بمحكمة الاستئناف بمراكش دون علم الضحية ووليها في إطار متابعة فرع الجمعية لانتهاك الجسيم الذي تعرضت له الطفلة (و.ب) عمرها 13 والتي تنحدر من جماعة اولاد عراض دائرة العطاوية،والتي كانت ضحية اغتصاب جماعي نتج عنه حمل حيث وضعت حملها يوم الجمعة 10 يناير 2025 بمستشفى السلامة بقلعة السراغنة.

تسجل الجمعية أن المشتبه فيهم الثلاث يوجدون رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن الاوداية منذ نهاية شتنبر 2024. وأن القضية عرضت على الغرفة الجنائية الابتداية بمحكمة الاستئناف بمراكش بتاريخ 3 دجنبر 2024 حيث عقدت ثلاث جلسات كلها تم تأجيلها من أجل استدعاء الضحية وولي أمرها.

ومن المقرر عقد جلسة رابعة يوم 22 يناير الجاري.

وعلمنا أن ولي أمر الضحية لم يتوصل بأي اشعار أو استدعاء للمثول وابنته أمام القضاء.

اننا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع العطاوية تملالت إذ نشير إلى المأساة الاجتماعية لأسرة الضحية التي اضطرت إلى مغادرة مقر سكناها الاصلي، وإلى معاناة الطفلة النفسية والعقلية والاجتماعية خاصة أنها تعاني من إعاقة ذهنية.

فإننا نعلن :

■ دعمنا لأسرة الضحية ومؤازرتها أمام القضاء وتنصيب محامي للدفاع عن المطالب المدنية.

■ تنصيب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان كطرف مطالب بالحق المدني.

■ نؤكد على مطالبنا الواردة في رسالتنا المؤرخة ب11 يناير الجاري الموجه للسيد الوكيل العام للملك لذى محكمة الاستئناف، وأساسا إنصاف الضحية واسرتها والمجتمع، والتكفل بالضحية، وعدم التساهل مع المشتبه فيهم في حالة ثبوث الأفعال الاجرامية الخطيرة وذلك بتشديد العقوبات على الجناة تماشيا مع ما ينص عليه القانون والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ذات الصلة.

         عن المكتب

الإثنين 13 يناير 2025

Categories
مجتمع

القافلة التطوعية الخامسة للمركز المغربي للتطوع والمواطنة وجميعة الإنسانية أولا الألمانية

في إطار أنشطته ذات البعد الاجتماعي التضامني التطوعي، واحتفالات بتقديم وثيقة 11 يناير، نظم المركز المغربي للتطوع والمواطنة، وبدعم من جمعية الإنسانية أولا من ألمانيا، حملة دفئ الخامسة التي أنطلقت يوم الثلاثاء 7 يناير 2025 من دار الأمومة تفتاشت بمدينة الصويرة، حيث همت هذه المبادرة تجديد أفرشة وأغطية النوم، لفائدة 15 مستفيدة من دار الأمومة بتفتاشت بالصويرة ووذلك من أجل المساهمة في ولادة أمنة بالنسبة لنساء المنطقة، والمناطق المجاورة التي تحتاج إلى رعاية صحية قبل وبعد الولادة.

لتتواصل القافلة التضامنية الخامسة يومي 8 و 9 يناير بدار الطالب والطالبة بقلعة مكونة، حيث استفاد من هذه المبادرة، حوالي 40 طالب وطالبة تتراوح أعمارهم ما بين 14 و 17 سنة، ويتابعون دراستهم بمختلف الأقسام الإعدادي والثانوي، واللذين ينحدرون من الوسط القروي ومن أسر ذات الدخل المحدود، واللذين يعانون من قسوة ظروف العيش وخاصة في فصل الشتاء الذي يعرف درجات حرارة دنيا قياسية وسقوط تلوح وأمطار بمقاييس غير عادية بهذه المنطقة وخاصة في هذه الأيام.

لتنتهي القافلة يوم 11 يناير بمناسبة الحدث التاريخي تقديم وثيقة الاستقلال بزيارة لجمعية البر بمدينة الدارالبيضاء وتوزيع مجموعة من الكراسي المتحركة على الأطفال في وضعية إعاقة.

وتأتي هذه المبادرة انخراطا من المركز المغربي للتطوع والمواطنة في المبادرات الملكية السامية، التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله وأيده وتتمينا لجهود بلادنا في محاربة الهدر المدرسي وخاصة في صفوف الفتيات بالعالم القروي والحفاظ على صحة الأم والجنين.

 

كما أن هذه القافلة التضامنية الخامسة تأتي إيمانا من المركز بأهمية العمل الجمعوي كقاطرة للتنمية ومكملا لعمل الدولة، وكذلك حرصا منه على ترسيخ ثقافة الفعل التطوعي الجاد وتقوية الحس التضامني الإنساني داخل المجتمع، وتعزيزا لدوره في نشر قيم المواطنة.

كما تأتي انسجاما مع الدبلوماسية التضامنية التي تنهجها المملكة المغربية والمركز مع الجمعيات الصديقة بالدول الصديقة، وخاصة دولة ألمانيا حيث قدمت لوفد جمعية الإنسانية أولا شروحات حول الموروث التاريخي المغربي وتعدد روافده من طنجة إلى الصحراء، وكذاالحدث التاريخي 11 يناير .

Categories
مجتمع

طفلة معاقة ضحية انتهاك عرض: ثلاث رجال في قبضة العدالة بعد اعتداء مروع في قلعة السراغنة

بقلم: عبد الجبار الحرشي

في حادثة مروعة هزت مشاعر المجتمع، تعرضت طفلة معاقة في سن 13 عامًا للاعتداء من قبل ثلاثة رجال تتراوح أعمارهم بين 56 و76 عامًا في قلعة السراغنة. الحادثة، التي وقعت قبل عدة أشهر، أسفرت عن حمل الطفلة التي كانت تعاني من الإعاقة، مما أثار غضب واستنكارًا واسعًا.

وفقًا لمصادر موثوقة، تم توقيف المعتدين في شهر شتنبر الماضي بعدما بلغ حمل الطفلة ستة أشهر. يُظهر هذا الحادث القاسي مدى الانتهاكات التي يمكن أن تتعرض لها الفئات الضعيفة في المجتمع، ويؤكد على الحاجة الملحة لتعزيز الحماية القانونية للأطفال وذوي الإعاقة.

تستدعي هذه القضية ضرورة تحرك المجتمع المدني والسلطات المعنية لوضع آليات فعالة لحماية حقوق الأطفال، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة. إن الاعتداء على أي طفل هو اعتداء على الإنسانية جمعاء، ويجب أن نعمل جميعًا على خلق بيئة آمنة تحمي حقوقهم وتضمن سلامتهم.

يجب أن تكون هذه الحادثة دافعًا للجميع للعمل على تعزيز الوعي بحقوق الأطفال، وتقديم الدعم اللازم للضحايا وأسرهم. إن حماية الأطفال من العنف والاعتداء هي مسؤولية جماعية، ويجب أن نكون جميعًا جزءًا من الحل.

Categories
متفرقات مجتمع

فرقة تيزويت لأطفال دار الشباب أيت سدرات السهل تضيء حفل افتتاح أنشطة إيض سكاس 2975

محمد أوراغ

تحت إشراف جمعية أنازور للإبداع، وبشراكة مع جماعة بومالن دادس والمجلس الإقليمي للسياحة بتنغير، شاركت فرقة تيزويت لأطفال دار الشباب أيت سدرات السهل الغربية في حفل افتتاح أنشطة وفعاليات إيض سكاس 2975. تأتي هذه المشاركة في إطار الجهود المبذولة للاهتمام بالموروث الثقافي والتراث اللامادي للمنطقة، ولتعزيز القيم الثقافية لدى الناشئة في حوض دادس أمكون.

تم تأسيس الفرقة بدار الشباب أيت سدرات السهل الغربية، وتعمل تحت تأطير نادي تيزويت للفن والتراث التابع لجمعية تيزويت العالمية بقلعة أمكونة. وقد سبق للفرقة أن شاركت في ملتقى تيزويت للفن والتراث في نسخته الثالثة، مما يعكس التزامها بالترويج للثقافة الأمازيغية كعنصر رئيسي في الهوية المغربية.

تهدف هذه التظاهرة إلى تعزيز قيم التعايش والانفتاح الثقافي، والترويج لمدينة قلعة مݣونة كوجهة سياحية وثقافية متميزة على المستويين الوطني والدولي.

شكر خاص لإدارة دار الشباب أيت سدرات السهل الغربية، ممثلة بمديرها إدريس أيت الكبير، ولمؤطري الفرقة، الذين يسهمون في إبراز ثقافتنا وتراثنا للأجيال القادمة.

Categories
مجتمع

حملات إنسانية في الحسيمة لإيواء المتشردين

عبد الجبار الحرشي

قامت السلطات المحلية الإقليمية بمدينة الحسيمة بإطلاق حملات إنسانية تهدف إلى إيواء المتشردين الذين يعانون من البرد القارس. تأتي هذه المبادرة في إطار الجهود المبذولة لتقديم المساعدات الطبية والإنسانية اللازمة لهؤلاء الأفراد.

وأوضحت المصادر أن هذه الحملة جاءت بتوجيهات من السلطات الإقليمية، حيث تم استنفار جميع الجهات المعنية لضمان نجاح العملية الإنسانية. تتضمن الحملة توفير المأوى والمساعدات الغذائية والطبية لمساعدة المتشردين على التغلب على الظروف المناخية الصعبة، مما يعكس التزام المجتمع المحلي برعاية الفئات الأكثر ضعفًا.

Categories
مجتمع

وفاة رضيعة في ظروف احتجاز مأساوية بدوار الشنانفة، سيدي بنور

عبد الجبار الحرشي

في حادث مأساوي هز دوار الشنانفة في سيدي بنور، توفيت رضيعة على يد والدها الذي احتجز والدتها بسبب شكوكه في خيانتها. حيث قام الأب، الذي أنجبت منه المرأة طفلة تبلغ من العمر سنة ونصف دون وجود عقد زواج، بمنعها من الطعام والشراب.

رغم تدخل السلطات المحلية لتحرير الأم، إلا أن الأب قاوم بشدة وهدد بإيذاء الرضيعة باستخدام سلاح أبيض داخل المنزل. تصاعدت الأحداث بشكل مأساوي، مما أدى إلى وفاة الرضيعة، مما أثار صدمة واستياء كبيرين في صفوف المجتمع المحلي.والشكر الموصول لرجال الدرك الملكي بطريقة تدخلهم العقلانية لتحرير ان الرضيعة

تسلط هذه الحادثة الضوء على قضايا العنف الأسري وضرورة تعزيز حماية النساء والأطفال. يجب على السلطات والمجتمع العمل معًا لضمان سلامة الأفراد المعرضين للخطر وتوفير الدعم اللازم للضحايا، وذلك من أجل بناء مجتمع أكثر أمانًا وإنسانية.

Categories
مجتمع

ندوة توعوية حول التنمر في النصر أولاد صالح

بقلم: فيصل باغا

نظمت جمعية سند للتنمية البشرية والاجتماعية، بالتعاون مع جمعية آباء وأولياء أمور إعدادية علال الفاسي بالنصر أولاد صالح، ندوة توعوية تحت عنوان “التنمر في الوسط المدرسي”. جاءت هذه المبادرة في إطار تعزيز الوعي بمخاطر التنمر وتأثيره السلبي على التلاميذ.

أقيمت الندوة بمناسبة تقديم وثيقة الاستقلال، حيث استضافت الدكتورة العسري بهيجة، المتخصصة في علم النفس التربوي، والأستاذ عبد اللطيف عطريش، المحامي بهيئة الدار البيضاء. وقدما شروحات حول أسباب التنمر وطرق الوقاية والعلاج داخل المؤسسات التعليمية.

شهدت الندوة حضوراً مميزاً من مدير المؤسسة وأعضاء جمعية الآباء، بالإضافة إلى تفاعل كبير من التلاميذ الذين شاركوا في النقاشات حول كيفية معالجة حالات التنمر. في ختام الحدث، تم توزيع شواهد تقديرية على المشاركين، مما يعكس جهود الجميع في تعزيز بيئة مدرسية آمنة وخالية من التنمر.

Categories
أعمدة الرآي مجتمع

فلسفة الصغر: السيكودراما الكبرى لرئيس بلدية من الطراز الفاسد

بقلم : عبد القادر العفسي

هذا المقال ساخر، ندعوكم إلى رحلة عبر زوايا غريبة للعقل البشري ، حيث يمتزج العبث بالمنطق و الهزل بالواقع في محاولة لاكتشاف الحقيقة الهاربة بين السطور ، لا يسعى هذا النص لأن يكون مرآة لأي شخص أو حدث ، بل هو مجرد انعكاس عشوائي لخيالات عابرة و هواجس ليلية ! و أي تطابق مع الواقع ليس إلا صدفة عبثية تُعبر عن عبثية الوجود نفسه  .

في كتاباته عن “إرادة القوة”، لم يتوقع “نيتشه” أن يُلهم رئيس بلدية منسيًا في بقعة نائية ! غير أن هذا الأخير يعاني من أزمة وجودية مزمنة مرتبطة بحجم “ما لا يُذكر”، أثبت أن فلسفة القوة يمكن أن تتحول إلى كوميديا ساخرة حين تُختزل في محاولة تعويضية عبثية لإثبات الذات، ليس في ميادين العظمة، بل في مقالب الفساد ومسرحيات السوء ،رئيس البلدية هذا العزيز الذي يتربع على عرش الفساد بحرفية منقطعة النظير،كائن ليس ككل الكائنات، أو بالأحرى، كائن يعاني من عقدة أبدية لا تراه عينه ولا يتجاوزها عقله ! نعم، نتحدث هنا عن ذاك الموضوع الذي لا يُقال في العلن: “عقدة الصغر”، لكن لا تستعجلوا ! فالعقدة ليست فقط بيولوجية، إنها فلسفية وسيكولوجية وسياسية بامتياز .

في علم النفس التفكيكي (لا أدري إن كان هذا العلم موجوداً، ولكن لا بأس أن ندّعيه لأغراض السخرية)، يُقال إن الإنسان الذي يشعر بالنقص في جانب معين يسعى للتعويض عنه في جوانب أخرى ، وهكذا وُلد رئيس البلدية في تلك البقعة المنسية من حكاياتنا ، مشروع قائد يُخفي خلف ابتسامته البلاستيكية عالماً من القهر الداخلي، كانت أحلامه الكبيرة بصيانة المدينة وصيانة نفسه متقاطعة دائماً مع أزماته النفسية غير المحلولة ، فإذا لم يكن قادراً على تطويل شيء واحد في حياته، قرر أن يطيل من فترة ولايته، بمعنى آخر :لماذا يسعى رفع شعار ترميم الطرقات ؟ لأن الطريق نحو نفسه مليء بالحفر! ولماذا يبني الحدائق السوداء؟ فالزهور في داخله ذابلة أكثر سوادا.

بالتالي ، في قلب كل أزمة سياسية تختبئ أزمة نفسية، ولكن في حالة رئيس البلدية هذا يبدو أن الأزمة أكثر تحديدًا، وأكثر عريًا (معنوياً بالطبع)، “صغر” حجم المنطقة التي لا تطل عليها الشمس ، لم يكن مجرد معلومة بيولوجية بل تحول إلى استعارة فلسفية تحدد كل أفعاله، حيث أصبح هاجسه الأوحد إثبات أنه كبير بما يكفي رغم كل شيء ، ولكن كيف يمكن لكائن يعرف تمام المعرفة حدود حجمه الفيزيائي أن يحيا حياة قائمة على تضخيم ذاته؟ هنا تكمن المأساة الساخرة ! عوضاً عن مواجهة عقدته بشجاعة، اختار طريق السلطة – ذاك المسرح الذي يسمح لأوهام العظمة بأن تحجب عن المرء مرآة الحقيقة .

تنبني المطارحة للفلسفة الوجودية في أنّ الإنسان يُعرّف من خلال أفعاله، لكن ماذا لو كانت كل أفعاله مجرد رد فعل على شعور دائم بالنقص؟ الرئيس هنا قرر أن يعوض عن صغره بأكبر أشكال البذخ السياسي: مشاريع عشوائية بأسماء رنانة، طلبات السند لا تكتمل، وجسور التخادم مع الفساد بتركيبة ممزوجة بالوقاحة و الدناءة ! تأملوا، مثلاً، تلك المنضدة و اللوحة الاشهارية على مكتبه الذي قرر وضع اسمه بشكل كبير بكرسي ضخم ، لماذا ؟ لأنه لا يستطيع منح اسمه لشيء أصغر! كان يعرف أن اللافتة التي تحمل اسمه ستكون شاهدة على وجوده، ولو كان ذلك الوجود محض تضليل .

يبدو أن المشكلة الأساسية لم تكن فقط في سوء الإدارة، بل في شعور دائم بالتهديد، كلما انتقده أحدهم: كان يراه هجوماً شخصياً على “ذكورته السياسية” ولذلك، بدلاً من الرد بعقلانية، كان يطلق مشروعاً وهمياً جديداً ويُحيط نفسه بحاشية من المنافقين بتاريخ زاخر من تراكمات نفسية سوداء عميقة ، فَهم هؤلاء اللعبة سريعاً: امدحه حتى يصبح صوتك موسيقى في أذنيه، ولا تذكر كلمة “صغر” بأي سياق كان  .

إذا تسللنا إلى عوالم الميتافيزيقا وقمنا باستنزال روحاني و استدعينا روح “فرويد” فسنجده يهز رأسه مبتسمًا وهو يكتب: “لقد وجدت عقدة “أوديب” مكانها في السياسة لأنها تخفي الدستور الخفي ! في اللاوعي السياسي! لرئيس البلدية هذا الذي تخضعونه لعملية جراحية ” مدينته التي تم تعينه بها ! كلها انعكاسًا لرغبته الدفينة في التعويض، أراد أن تكون الشوارع الطويلة صورة لإطالة مجازية لما هو قصير، وأن تصبح أعمدة الإنارة الشاهقة رموزًا لما كان يتمناه يومًا ، لكن ككل مسرحية عبثية، فإن المحاولة تفشل دائمًا: الشوارع الطويلة مليئة بالحفر، والأعمدة تنحني تحت ثقل الإهمال، والمباني التي تخالف كل القوانين تُكمل مهمتها في تمثيل المأساة: الفراغ في الداخل و الصمود .

في علم النفس السياسي (علم اخترعناه للتو كما يبدو)، يُقال إن القادة الذين يأتون إلى السلطة مدفوعين بعقد شخصية ينتهون بإلحاق تلك العقد بمجتمعاتهم وهكذا، أصبحت مدينة رئيس البلدية مرآة عاكسة لعالمه الداخلي: فساد ممتد كطرقها المتهالكة، ونقص ينعكس في كل زواياها الضيقة، وعجز يتجلى في وعوده الكاذبة التي لا تنتهي ، والمثير للسخرية أن رئيس البلدية هذا في قرار نفسه، يعلم تماماً أن المشكلة ليست في حجم مدينته أو حجم مشاريعه الوهمية ، بل في حجمه هو! ولذلك، كان شعاره الداخلي غير المعلن: ” إذا لم أستطع أن أكبر، فلأجعل كل شيء حولي يبدو صغيرًا بما يكفي ليشعرني بالعظمة “.

وفي كل مرة يهمس حيث يسميها هو خطاب ، الناس يهمسون في سرهم: “هذا الكائن الذي لا يستطيع إدارة حتى مظلة صغيرة، كيف يدير مدينة بأكملها؟ بالفعل ، مدينة هذا الرئيس العزيز باتت مرآة لعقده النفسية، شوارع ضيقة أكثر ، أبنية قصيرة و أخرى طويلة حسب الدفع المسبق ! وأعمدة إنارة تبدو وكأنها مجرد ديكور لمسرحية كوميدية! حتى الأشجار، تلك الكائنات التي تعكس الطبيعة، بدت وكأنها تئن تحت وطأة الصراخ و البكاء ، لكن إذا كان ثمة شيء يدعو للدهشة، فهو قدرته على البقاء! كيف استطاع كائن بهذا الكم من القصور إدارة مدينة بهذا الكم من المشاكل ؟ ربما لأن النظام السياسي ذاته مبني على عقد نفسية مشابهة .

هناك فكرة قديمة تقول : “إن الإنسان يصنع العالم وفقًا لصورته” وإذا كانت هذه الصورة مشوهة أو مجزأة، فإن العالم الذي يبنيه سيكون انعكاسًا لذلك التشوه، وهكذا صنع رئيس البلدية مدينته : تصورها صغيرة من حجم حاشيته المارقة ،المرتزقة ،متعاطي الممنوعات …على الرغم من أحلامها الكبيرة، وجعلها انعكاسًا حرفيًا لعقدته ، فحتى عندما حاول أن يثبت عكس ذلك، كانت محاولاته أشبه بمحاولة فرد أرجله القصيرة على أريكة طويلة: “الكل يرى الجهد، والكل يضحك على النتيجة “

في نهاية المطاف، يمكننا القول إن رئيس البلدية هذا ليس إلا انعكاساً للمجتمع الذي أنتجه، إنه نتاج نظام سياسي فاسد يسمح للصغار في كل شيء بأن يعتلوا المناصب الكبيرة، بينما يراقب المسك بتلابيب القرار من بعيد وهم يكتفون بالضحك والتهكم ! لكن بدلاً من ذلك، اختار هذا الرئيس أن يجعلنا جميعًا أسرى لعقدة صغيرة بحجمها، كبيرة بآثارها ، ربما لو واجه عقدته بشجاعة لأصبحت المدينة أكثر اتساعاً وأكثر رحابة ! وهكذا، تستمر الدراما الساخرة: رئيس صغير في كل شيء ! في مدينة أصغر، يحاول إثبات عظمة ليست إلا وهماً في ذهنه، ومأساة في الواقع .