بوجدور : رمضان داخل السوق وجوه مبتمسة وأخرى عابسة
محمد ونتيف
بمجرد أن تدخل “السويقة” بعد صلاة العصر من هذا الشهر الفضيل إلا وتسمع أذناك كلمات نابية مقياسها “من السمطة لتحت” وهو ما يعرف في الوسط المغربي ب “الترمضينة”.
فخلال نهار رمضان داخل “السويقة”، تتفاقم بعض الظواهر، حيث تكثر “المطايفات” أحيانا لأسباب بسيطة بسبب “الترمضينة” التي تعني لهذه الفئة الانقطاع عن تناول بعض المواد التي تسببها “الترمضينة” مثل (السجائر، الحشيش، القهوة..).
هذه الوجوه المكتوب مجازا عليها كلمة “الله يقربلها” ما يعجبك فيها حرصها على سلامة صومها بالإمساك عن الأكل والشرب لكن الإمساك أيضا عن السلوك السيء لا يوجد في قاموسها.
ميزة أخرى تعرف بها تلك الشريحة النادرة “المترمضنة” في نهار رمضان هي الملابس التي ترتديها، فاغلبها يلبس “فوقية أو شورط” مستعملة جوارب بيضاء اللون متسخة تحت “الصندالة”.
الباعة المتواجدون داخل “السويقة” ينتظرون من هذه الشريحة “المرمضنة” أن تشتري منتوجاتهم لكن ٱمالهم تتبخر مع تلك الأجسام الكبيرة والعقول الفارغة، معتبرين هذه الأجسام هامشية بالنسبة لتجارتهم وضرورية لخلق الازدحام والرواج المعنوي.
في نهار رمضان بإقليم بوجدور يكتض السوق المتواجد بحي لالة مريم “السويقة” بوجوه لا تظهر إلا ٌ في شهر رمضان، دورها انعاش السويقة بكلمات “السبان والمعيور” إلى حين أذان صلاة المغرب لتسارع تلك الوجوه إلى الجلوس على موائد الإفطار مرتدين الجوارب البيضاء المميزة والتي ينام بها حرصا على بقاء أقدامهم دافئة نهارا وليلا.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق