– مع الحدث _ إبراهيم أفندي:
واصل مختبر “الماء في تاريخ المغرب” بشعبة التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة القاضي عياض حصد ثمار جهوده بمناقشة أطاريح طلبته بسلك الدكتوراه.
فابتداء من الساعة التاسعة من صباح يوم أمس الجمعة 6 نونبر، التأم أساتذة هذا المسلك لمناقشة إحدى المواضيع الهامة، والموسومةبـ “المناخ والمجمتع: إسهام في دراسة انعكاسات الأزمات المناخية على السلوك والذهنيات بمغرب القرنين 16 و17م.
الأطروحة من إنجاز الطالب الباحث “كريم العرجاوي”، أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي بإقليم الصويرة، ومن إشراف الاستاذ عبد العالي الفقير، وناقشتها لجنة علمية برئاسة الاستاذ محمد توفيق لقبايبي والاساتذة: أحمد مهدرها، وعبد الكريم مدون، ومحمد الخداري، كأساتذة مناقشين.
وسعى من خلالها الباحث إلى تناول تاريخ المغرب من منظور تقاطع الحدث المناخي (جفاف/سيول) مع الحدث الأنساني، عبر مساءلة تاريخ المغرب من زاوية حضور هذه الأزمات وانعكاساتها المتصلة بالسلوك والذهنيات، مرورا بدراسة وقعها الديمغرافي والاقتصادي، حيث وظف الباحث في ذلك مقابات منهجية تنهل من الحقول المعرفية الاخرى، بما فيها المقاربة الاحصائية والتاريخ بالعدد القائم على تقديم إحصائيات حول تواتر هذه الازمات وأرقام عن الوفيات الناتجة عنها، إضافة إلى مفاهيم علم النفس الاجتماعي والسلوكي قصد فهم بعض الانفعالات الحسية خاصة الاحساس بالخوف من الجوع ومن الموت، والمواقف الذهينة والإفرازات السلوكية الناتجة عن التطرفات المناخية.
نال الطالب الباحث ميزة مشرف جدا مع تنويه وتوصية لجنة المناقشة بالنشر، بعدما اقتنع الأساتذة المناقشون بمجهودات الطالب الباحث، والذي استطاع إظهار الدور الذي لعبة العامل الطبيعي (المناخ) في توجيه السلوكات من قبيل تقابلات سلوكية مهمة، ميزت المغاربة عبر تاريخهم: كالادخار والتخزين، والنهب والسلب، والفتن والتمردات…، فضلا عن التحولات التي عرفها السلوك الغذائي خلال فترات الندرة والخصاص… ومن خلال التوقف عند المواقف والتمثلات الذهنية في تفاعلها مع الحدث المناخي، وصورة الأزمة في المخيال المغربي، والتي يتم تمثلها كعقاب إلهي مستحق عن الخطايا المرتكبة، دون إغفال الحديث عن المقدس الصوفي وتفاعل الخطاب المناقبي مع حالات التطرف المناخي.
Share this content:
إرسال التعليق