(هذي فهامتي ) عدد: 40 19/12/2022 بالمختصر شكرا قطر
بقلم فريد حفيض الدين.
نعم هو مونديال قطر بامتياز. كل ظروف النجاح توفرت فيه ، بما فيها اجواءه التي لبست ثوبا عربيا… قطر برغم انتقادات بعض المنظمات الغربية والتي لم يعجبها أن يكون للعرب هكذا سبق في تنظيم أكبر التظاهرات الكروية العالمية ، أظهرت للعالم أن للعرب كلمتهم لو توفرت الإرادة ، قبل الأموال.
كل أجواء هذا المونديال كانت عربية قطرية ، مرورا بالهندسة المعمارية للملاعب التي كانت عبارة عن جزء من التراث المادي واللامادي لقطر ، والساحات العمومية ، وأجواء الاحتفالات ، بطقوس عربية ، ومتاحف وأسواق تمثل جزءا من التراث العربي ، الخليجي ، القطري. كل هذا في مناخ لا وجود فيه للمشروبات الكحولية ، والمخدرات ، وكل السلوكات اللااخلاقية ، والشاذة.
قطر والحمد لله فرضت على زوارها إحترام تقاليدها ، وخصوصياتها كبلد ينتمي للأمة العربية والإسلامية. وكأن لسان حالها يقول” نحن هكذا واللي ما عجبو حال…..”
إلى جانب هذا التميز الذي فرضته قطر ، هناك شيء آخر فرضه هذا المونديال ، وخاصة ما يتعلق بإنجازات المغرب الغير مسبوقة عربيا وافريقيا. رأينا جميعا كيف التأم صف الشعوب العربية ، وتوحدت من محيطها إلى خليجها في تشجيع المغرب ، والتعاطف مع منتخبه. وهكذا….
× عشناحتى رأينا كل العواصم العربية تخرج إلى الشارع لهدف واحد ، وهو الإحتفال بإنجاز المغرب….
× عشنا حتى رأينا ، كيف وحدت انجازات المغرب كل الفصائل الفلسطينية ، واجتمعت لأول مرة على موقف واحد ، وهو تشجيع المغرب والاحتفال مع الشعب المغربي. هذه الفصائل التي لم تتفق حتى على المشروع الفلسطيني ومساراته بحكم اجندات خارجية تتحكم فيها
× عشنا حتى رأينا عرب إسرائيل أو عرب 1948 يحتفلون إلى جانب الجماهير الإسرائيلية في نفس المكان ، ويحملون الاعلام المغربية….
× عشنا حتى رأينا حركة طالبان المصنفة عالميا كحركة إرهابية تشجع المنتخب المغربي ، وهي التي تصنف لعبة كرة القدم ضمن المحرمات….
× عشنا حتى رأينا مسلمي إندونيسيا يشجعون المنتخب المغربي وهم يقرؤن القرآن ، ويدعون لنا بالفوز….
× عشنا حتى رأينا الشيعة يشجعوننا نحن السنة ، ويدعون لنا بالفوز ، حين شجع بعض الإيرانيين منتخب المغرب…
× عشنا حتى رأينا الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتذر للزعماء الأفارقة الحاضرين في منتدى اقتصادي أمريكي افريقي ، حيث خرج من القاعة وذهب لمتابعة مقابلة المغرب وفرنسا صحبة رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش..
ارجو ان يكون هذا الحدث درسا وعبرة لحكام العرب ، ليتأكدوا أن جمع الشمل العربي لا يتم من خلال شعارات سياسوية شعبوية، تفقد مفعولها مباشرة بعد نهاية مؤتمراتهم وقممهم العبثية…
من حق الشعوب العربية أن تكون لها حدود مفتوحة تسمح بتنقل البشر والسلع ، واقتصاد متكامل ، من دون حواجز جمركية ، وقوات دفاع مشتركة على شاكلة حلف الناتو الغربي ، وعملة موحدة ، ولما لا إتحاد عربي على غرار الإتحاد الأوروبي…
هو مشروع حلم عربي ، للأسف يراه بعض الحكام العرب كابوسا يزعج نومهم.
هذي فهامتي!!!!
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق