“دهاليز الأحد : أربعينية تفوقني بعشر “
عبد الرحيم الشافعي
عمري ثلاثون سنة وعمرها أربعون…
عشر سنوات من الفرق…
يشعرها بالحرج…يشعرني بالاشمئزاز…
نحن عشيقان…؟
لا
صديقان ؟
لا
في الاحتياط للطوارئ …لعلي أحقق نشوة، أو أشبع عاطفة…
هي متزوجة، وأنا أوعد خمس فتيات من أجيال مختلفة، أوزعهن على أيام الدراسة في الكلية من الاثنين إلى الجمعة…و أترك لها أيام السبت والأحد…
الكثير من الاهتمام…
الكثير من الرسائل … مليئة بالغزل و الدفء…
باسم الحب فعلت ذلك …وأنا بين أحضان فتاة من جيلي…
أراسل تلك الأربعينية اللعينة…
عندما أراها في الجامعة تبدو فاتنة…
كلما كبرت في السن كلما…صار السرير أكثر دفئا…
حنينة في المنام…
عند التنزه…تشعرني بالاشمئزاز…
ولدت عام 1977، العام الذي توفي فيه العندليب عبد الحليم حافظ ، وبدأت فيه الحرب الفيتنامية الكمبودية…
اللعنة على الحرب النفسية التي عشتها معك…
هذا حقا لا يهم، لقد ولدت في سنة الحرب و الموت وهذا يكفي…
لم أتوقع أن أخرج مع امرأة متزوجة ومطلقة أو هما معا…لا أعلم فهي لا تخبرني بالحقيقة حتى تبقى رسائل الغزل مستمرة…
تسد فراغها العاطفي…
تسرح بزهوها إلى حين…
و حتى الآن مزال الأمر مثيرا للشفقة…
أربعينية تشبه في مشاعرها جبال الجليد…
لا يهمني…
فعلى الجانب الأخر أنا مع فتاتي التي تبلغ من العمر 23 سنة، بينما أنا متكئ بين أحضانها، و أنظر في عينيها…
يقول أصدقائي المتزوجون بالإجماع، إن الفتيات الأربعينيات مملات…جامدات… فكل ما يتحدثن عنه من كوكب الألم و الحسرة، و استجابتهن مبتذلة، ورغم معرفتهن بهذه الحقيقة، مزالت الأربعينيات تستغلهم في تحقيق رغباتهم الجنسية أو المادية…
انتقاما لما عاشوه مع الرجال من جيلهم …
تعويضا لما فاتهم من سنون…
أسوأ شيء على الإطلاق ممارسة الجنس مع إمرأة تكبرك بعشر سنوات…
شعور مقزز… !!!
اللعين !
لا يعلم أنه لا يستفيد شيئا من مضاجعة امرأة أربعينية…
هي المستفيد الوحيد…
تصبح شابة…فتشيخ أنت…
الحقيقة أن القدر عظيم، بينما يتمتعن من أعماق قلوبهن بلعبة معقدة تتحول فيها المشاعر والأحاسيس اليافعة، الى مشاعر جامدة…ينصف القدر الطيب من الخلق ولو بعد حين…
سألتني :
ماذا تريد مني ؟ هل تتمنى لو أنك من جيلي…؟
أجبتها : لا
و لا توجد مؤخرة تقنعني بذلك, و ليس هناك مبلغ من المال يمكنه إقناعي بأن أكون في الأربعين من عمري…
مشاعر وأحاسيس عالقة في محيط الجليد…وقلب يسبح في بحر ميت…
هكذا أنت…
لا أحد يتمناك أو يتمنى أن يكون معك…
الهروب منك يدعمه القدر…و تحميه الملائكة…
لم يبدو انها فهمت قصدي …فسألتني لاحقا…
فقلت : لا
لماذا ؟
أحب ما أنا عليه الآن…
أحب القضاء…
أحب القدر…
لقائي بك في الجامعة لم يكن نعمة …
كان نقمة…
الحياة مع امرأة من جيلي…
تكذب…
من الأفضل أن تصدقي…
إنه شيء جميل أن تكون محبا، صادقا، يافعا…أليس كذلك ؟
أعتقد هذا …
إذن لماذا تفضل من أنت عليه ؟
لا أحب الأشياء المستعملة …
شباب و كفى…كل شيء جديد في حياتي…
الخردة البالية تباع في سوق النخاسة…
هل نمت مع الفتيات…؟
بين الفينة و الأخرى …و لكن أخفقت كثيرا مع الاربعينيات…
كم عدد الفتيات التي نمت معهن ؟
لا أحصيهن …
هل يكون الأمر ممتعا لو كنت في العشرين من عمرك و تواعد فتاة في الثالثة و العشرين ؟
سألتها: هل فكرت أنت من قبل أن تعودي إلى سن العشرين ؟
قالت لا !
قلت كيف تتجرئين على النوم مع رجل أصغر منك بعشر سنوات…و أنت متزوجة … !
آه عفوا مطلقة… !
عالقة بين الأمرين…؟
علقت معك يوم تركت الحياة مع فتيات من جيلي…طمعا في مؤخرتك اللعينة …
أتضح أنها مؤخرة مزيفة ومصطنعة مثل وجهك تماما…
لا شيئ طبيعي…
لا شيئ حقيقي…
واقعك…
أربعينية مزيفة…
واقعي..فتاة عشرينية من جيلي…
هذا حصاد ما زرعت…
طفلين توأمين وزوجة عشرينية…
Share this content:
إرسال التعليق