Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات

تسقيف سن الولوج لمهنة التدريس: الآثار والتداعيات

عبد الله بن أهنية

Age ceiling for entering the teaching profession: effects and repercussions 

في خضم الحراك الذي شهدته بلادنا في الأسابيع الماضية للمطالبة بتحسين وتجويد خدمات قطاع الصحة وكذلك التربية والتعليم والنهوض بهما كي يواكبا وتيرة النمو التي تسير بها قطاعات أخرى، تتعالى أصوات منادية برفع الحيف عن عدد كبير من الشباب وخريجي الجامعات وغيرها كي يجدوا فرصة لولوج مهنة التعليم وغيرها من القطاعات. ويقف قانون تحديد سن الدخول في مباراة ولوج مهنة التربية والتعليم وكذلك بعض المباريات الأخرى، في سن لا تتجاوز الثلاثين، عقبة في وجه من كانوا بالأمس القريب مجدين في دراستهم ومتمنين إيجاد فرصة عمل أو وظيفة بعد التخرج، للخروج من عالم التعاسة والفقر. هؤلاء ليسوا بفئة قليلة محدودة، بل هنالك العديد منهم كان يرى في نفسه الأمل الوحيد لإنقاذ أسرته من الفقر ورد الاعتبار إلى والديه اللذين عانوا الكثير من أجل مساعدة ابنتهم أو ابنهم كي يتم دراسته ويحقق لهم آمالهم. ويتساءل البعض مننهم، ولربما جلهم: كيف يعقل أن البرلماني والوزير، بل وحتى رئيس الحكومة نفسه قد تجاوز سنهم الستين وأحياناَ السبعين سنة ولم يطبق عليهم قانون تسقيف سن الولوج، بينما يقف هذا القانون كعقبة وخرسانة فولاذية في وجه العديد من الشباب ويدفعهم إلى البطالة بلا رحمة ولا شفقة.

 ما المقصود بتسقيف سن الولوج إلى مهنة التعليم وسواها؟:

وبحكم اشتغالي في ميدان التربية والتعليم لمدة طويلة خارج أرض الوطن، فلربما غابت عن ذهني أشياء قد يرى فيها البعض منطقاً آخر أو يكون له رأي مخالف فيما يخص تحديد سن الولوج لمهنة التعليم في سن الثلاثين، ومن تعداها فلا حظ له في تربية وتعليم الأجيال القادمة. غير أنني لحد الآن لم استسغ نتائج هذا القرار، إذ قد يحرم من هم فوق سن الثلاثين ولو ربما بأيام أو شهور معدودة من ولوج مهنة التعليم وضمان مستقلهم. وفي ظل ما حدث في السنوات الأخيرة فيما يتعلق بالإضرابات والتوقف عن الدراسة بين الفينة والأخرى وما لذلك من انعكاسات وتأثير على مردود التلاميذ والطلاب وتحصيلهم الدراسي، تتجه الأنظار مرة أخرى، وخاصة هذه الأيام، إلى دعوة لمراجعة وتجويد شامل لمسار المدرسة العمومية وكذلك المستشفيات العمومية في بلادنا وخاصة ما يتعلق بالبنية التحتية والأطر والمعدات والتجهيزات والخدمات. بل وهنك أيضاَ مناداة لإعادة النظر في المناهج وطرق التدريس في كل من التعليم الابتدائي والثانوي بشقيه، الاعدادي والثانوي وكذلك الجامعات والمدارس العليا. وبالإضافة إلى ذلك، يرى البعض أن الاهتمام يجب أن ينصب أيضاً على تجويد القوانين المتعلقة بمهنة التعليم، وكذلك مراجعة مسألة الرواتب والمكافئات، وأيضاً برامج إعداد وتدريب الأساتذة والمعلمين. ومن باب المنطق، فمن غير المعقول أن يبقى راتب المعلم والأستاذ والمربي قابعاً أو لا يتزحزح من مكانه، وإذا حدث ذلك، فبشكل بطيء فمن خلال سلم الرواتب، بل نجد بأن راتب المعلم الشهري ربما يكون أدنى من الرواتب في مهن أخرى.

وبالنظر إلى ما وصلت إليه أمم أخرى، نلاحظ بأن مهنة التربية والتعليم لا تعتبر مصدر رزق وعيش فقط، بل هي مصدر فخر واحترام وتقدير، ربما تفوق جل باقي المهن الأخرى. ومن حق تلك الأمم إذن أن تطالب بجودة عالية ومخرجات مدرسية يحسد عليها (أنظر إلى المعطيات المتعلقة بسنغافورة أو فنلندا على سبيل المثال لا الحصر). ولذلك تجد هذه الأخيرة قد رصدت أموالا طائلة لتشييد مدارس بجودة عالية وهندسة معمارية جذابة، وفرضت على متخرجي مهنة التربية والتعليم أن يستوفوا شروط ولوج هذه المهنة والخضوع لتداريب جادة وصارمة وبمهنية في منتهى الدقة والجودة والشمولية. ومن ثم فقد اكتسبت مهنة التربية والتعليم احترام وتقدير المجتمع وبلغ بذلك المعلم المكانة المرموقة المشرفة التي أضحت طموحاً لدى شريحة واسعة من تلك المجتمعات. وبالنطر إلى تلك المجتمعات من زاوية أخرى، نجد بأنها لم تحدد سن ولوج مهنة التدريس في الثلاثين ولا حتى الأربعين!!! فما السر وراء تحديد السن في الثلاثين لدينا إذاً؟ وهل اتخذ هذا القرار بناءً على دراسات تربوية واقتصادية واجتماعية دقيقة؟ وهل أخذنا بعين الاعتبار العدد المهول للمتخرجين من شعب مختلفة، بما في ذلك العلوم الإنسانية والاجتماعية، قد تتجاوز أعمارهم الثلاثين بأيام أو شهور قليلة؟ فما مصير أولئك إذاً؟

أثار تحديد سن التدريس: 

كما سبق وأن أشير إليه، فقد شهد المغرب في الآونة الأخيرة تحولا كبيرا في سياساته التعليمية، خاصة فيما يتعلق بسن دخول الأفراد إلى مهنة التدريس. ومما لا شك فيه، فقد أثار هذا القرار، أي قرار تحديد سن الالتحاق بمهنة التدريس في ألا يتجاوز عمر المرشح أو المرشحة ثلاثين سنة نقاشات بين جميع شرائح المجتمع وكذلك المهتمين بقطاع التربية والتعليم وصناع القرار والسياسات العمومية وأطر التدريس في البلاد. غير أن العديد من تلك الفئات قد أعربت بطرق شتى عن استياءها لأنها تعتقد بأن هنالك مخاوف وآثارا سلبية لهذه القيود العمرية على مهنة التدريس، وبما أن الأمر يمس فئة عمرية وطبقة الشباب الراغبين في تكوين حياة مهنية واستقرار اقتصادي واجتماعي ، فلا بأس من أن نستمد رؤى من الأدبيات ذات الصلة، وبعض آراء علماء التربية والتعليم في ذلك، ووجهات نظر مختلفة لكي نبين مدى تأثير هذا القرار على فئات جد مهمة من المجتمع.

الخبرة مقابل العمر:

لقد ناقش علماء التربية والتعليم منذ فترة طويلة ما إذا كان العمر يرتبط بشكل مباشر بفعالية التدريس، وأبانوا عن آراء مختلفة. وهكذا فقد أشارت دراسة أجراها سميث وجونسون (2019) إلى أن الخبرة، وليس العمر، هي مؤشر أكثر موثوقية لقدرات المعلم. وبذلك قد يؤدي تقييد الدخول على أساس العمر إلى إغفال المعلمين المحتملين الذين اكتسبوا خبرة قيّمة في المجالات ذات الصلة. فهل من المعقول التخلي عن مجموعة من الأشخاص قد اكتسبوا خبرة إما في مدارس تكوين أو غيرها من الميادين وقرروا ولوج مهنة التعليم. كيف لا وقد تشبعوا بتجارب ومهرات اكتسبوها إما عن طريق المطالعة والممارسة، وإما علمتهم إياها الحياة بكل أطيافها وخباياها. إذن، يمكن القول بأن اكتساب الخبرة لا يأتي من فراغ، بل إنه يتم بطريقة تراكمية مكتسبة من العار أن تذهب سدى، بل يجب منح حامليها فرصة لتلقينها وتمريرها للأجيال الصاعدة.

التنوع في التدريس:

أكد البحث الذي أجراه براون ومارتينيز (2020) على أهمية التنوع في مهنة التدريس. وحسب قولهما، فقد يؤدي تقييد الالتحاق بمهنة التربية والتعليم على أساس العمر إلى الحد عن غير قصد من تنوع وجهات النظر والخبرات داخل القوى العاملة في التدريس، مما يعيق القدرة على تلبية الاحتياجات المتنوعة للطلاب. ومما لا شك فيه أن القدرات الذهنية والقدرة على الادراك أو الاستيعاب تختلف من شخص لآخر، كما أن القدرة على توصيل المعلومة تختلف من شخص لآخر أيضاً، وبالتالي كما تختلف طرق الاستيعاب، تختلف طرق التلقين حسب شخصية المتلقي والمعلم نفسه. وحسب رأي هؤلاء الباحثين، فإننا إن حددنا العمر الذي يمكن صاحبه من ولوج مهنة التربية والتعليم، فإننا بذلك سنكون قد حرمنا فئة كبيرة من التلاميذ والطلاب من تجارب ومشارب معرفية لدى شريحة واسعة من هواة ومحبي مهنة التربية والتعليم.

الاتجاهات العالمية الحديثة: 

تشير الدراسات الدولية، مثل الدراسة الاستقصائية الدولية للتعليم والتعلم (TALIS) التي أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى أن أنظمة التربية والتعليم الناجحة هي تلك التي بدون شك تعطي الأولوية لتوظيف مجموعة متنوعة من الأفراد ذوي الخبرات والخلفيات المختلفة وبأعمار مختلفة. فحسب هؤلاء الباحثين، قد يؤدي تحديد سن الالتحاق إلى قوة تعليمية من طرف فئة عمرية محددة وأكثر تجانسًا من غيرها، إلى عواقب وخيمة مما قد يحد من قضية الابتكار والقدرة على التكيف في مواجهة التحديات التعليمية المتطورة والمختلفة في آن واحد.

ومن خلال المناقشات مع المعلمين والمربين في هذا الميدان، فلا نستغرب حين نجد الكثيرين منهم قد أعربوا عن مخاوفهم بشأن القيود العمرية المفروضة على المعلمين المحتملين. كما يقول البعض، “ليس من العدل استبعاد الأفراد الذين ربما طوروا مهارات أساسية في مهن أخرى وجلبوا منظورًا جديدًا إلى الفصل الدراسي”. ويرى في ذلك آخرون إحباطا فعليا: “من خلال تحديد سن الالتحاق، فإنهم يغلقون الباب أمام الأفراد المتحمسين الذين يريدون حقاً المساهمة في التعليم. وهذا محبط للشباب”.

الآثار السلبية للقيود العمرية:

يرى العديد من المفكرين والمهتمين بميدان التربية والتعليم بأن حصر ولوج هذه المهنة في فئة محددة من الشباب دون آخرين قد يؤدي إلى نتائج قد لا ترضي الكثيرين ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

1. انخفاض الابتكار: يرى بعض الباحثين على أن تحديد سن الالتحاق بمهنة التربية والتعليم قد يؤدي إلى نقص الابتكار في طرق التدريس. غالبًا ما يجلب المعلمون من مختلف الفئات العمرية أفكارًا جديدة ومختلفة أيضا ويشجعون طلابهم حتى يكونوا أكثر استعدادًا للتجربة، مما يعزز البيئة التعليمية ويجعلها أكثر ديناميكية وجذابة.

2. فقدان الأفراد المؤهلين: قد يتم تثبيط المهنيين ذوي الخبرة من المجالات الأخرى الذين يرغبون في الانتقال إلى التدريس بسبب القيود العمرية المفروضة. وقد يؤدي ذلك إلى فقدان الخبرات القيمة التي لا تقدر تجربتها وقدراتها الفكرية وخبرتها بثمن، والتي يمكن أن تعزز جودة التعليم وترفع من قدرات المتعلمين وترفع من مكانة المدرسة العمومية ومخرجاتها.

3. أزمة البطالة: يرى الكثيرون من المتتبعين أن فرض حد سن الثلاثين لولوج مهنة التربية والعليم يؤدي، وبدون شك، إلى تفاقم أزمة البطالة بين الشباب. ومع محدودية فرص العمل، قد يواجه المعلمون الطموحون الذين يتجاوزون الحد العمري صعوبات في العثور على عمل، مما يساهم في قضية البطالة بين الشباب على نطاق أوسع، علماَ أن هذا الميدان كان دوما يشكل طوق نجاة ومصدر كسب القوت للكثير من الأسر. ماذا سيفعل شاب بلغ الواحد وثلاثين أو حتى الأربعين وهو مؤهل وقادر أن يدرس ولكن القانون الوضعي أغلق الأبواب في وجهه! من أين سيعول ويساعد أبويه وإخوانه، وكيف سيبني أسرة؟ كيف لا يحس بالإحباط والافلاس منذ البداية؟!!!

توصيات مقترحة ومفيدة:

كثيراً ما نسمع أن المرء أو حتى الأمم تستفيد من أخطائها. ومن هذا المنطلق، لا بأس من أن نعيد النظر في أولويات الإصلاح الخاصة بالمدرسة العمومية ومحاولة النهوض بها كي ترقى إلى متطلعات الأسر وتنتج لنا عقولاَ مفكرة وأفراداَ مؤهلين وقادرين على تحمل المسؤولية في بيئة صحيحة من كل الأسقام وسليمة من كل أشكال العنف والعش والفساد والجريمة. نتمنى من كل أعماقنا أن نخطو خطوات سليمة وصحيحة من أجل اصلاح جيد وبناء لمنظومة التربية والعليم، ونقترح ما يلي:

إعادة تقييم معايير العمر:

يجب إعادة النظر في معايير السن لدخول مهنة التدريس، مع التركيز على المؤهلات والخبرة بدلاً من الحدود العمرية التي قد تفوت الفرصة على الكثير من الشباب وتؤدي إلى تضخم معدل البطالة.

نهج مسارات الدخول المرنة:

تقديم مسارات دخول مرنة تعترف بالتجارب المتنوعة وتقدرها، وتنهج التشبع بالعلم والمعرفة من كل مشاربها. يمكن أن يشمل ذلك تقييم المرشحين بناءً على المهارات والمؤهلات ذات الصلة والشغف الواضح بالتعليم.

برامج التطوير المهني والتدريب الموازي: 

محاولة تنفيذ برامج التطوير المهني والتكوين الشاملة، وبإشراف جدي محكم ومعايير الجودة المعترف عليها، للمعلمين من جميع الأعمار لضمان التعلم المستمر والتكيف مع الاتجاهات التعليمية المتطورة. كما يجب الحرص على برامج وورشات التدريب المصاحب أو الموازي لضمان استمرار الجودة ومواكبة العصر، مع احترام تكافئ الفرص ومكافئة وتشجيع المنخرطين والمتميزين.

تشجيع برامج الإرشاد: 

إنشاء برامج إرشادية تسهل تبادل المعرفة والمهارات بين المعلمين ذوي الخبرة والمبتدئين، مما يعزز مجتمع التدريس الداعم. كما يجب خلق نوادي افتراضية وفضاءات للقراءة والنقد الأدبي كي نربي في الأجيال الصاعدة حب القراءة والانغماس في الأدب والفنون بجميع أطيافها الهادفة.

تعزيز التنوع الفكري والأدبي: 

العمل بنشاط على تعزيز السياسات التي تشجع التنوع في مهنة التدريس، مع الاعتراف بقيمة العلوم الدينية والإنسانية وفضلها في تهذيب الفرد وسقل مهاراته وبناء شخصيته وتربيته على مكارم الأخلاق والتسابق في فعل الخير والإحسان. كما يجب التشجيع على احترام اختلاف وجهات النظر والخلفيات المتنوعة في حدود المعقول ودون المس بمبادئ الأمة وثوابتها، وذلك من أجل إنشاء نظام تعليمي قوي وجذاب.

معالجة البطالة بشكل كلي:

من أجل مكافحة البطالة بين الشباب، يجب على صناع السياسات والقرارات اعتماد نهج شامل يتضمن خلق المزيد من فرص العمل في ميادين مختلفة، وتعزيز برامج التدريب المهني والتدريب المصاحب أو الموازي، ودعم مبادرات ريادة الأعمال، وفتح مجالات واسعة في مجال التربية والتعليم وكذلك في مجال الصحة لاستقطاب شرائح واسعة من الشباب والتخفيف من حدة ظاهرة البطالة في المجتمع.

خلاصة:

وفي الختام، فإن تحديد سن الالتحاق بمهنة التدريس في المغرب في ألا يتجاوز عمر المرشح أو المرشحة ثلاثين سنة يشكل تحديات كبيرة وعواقب سلبية. وبالاستناد إلى رؤى علماء التربية والتعليم، وآراء بعض ممن يهمهم هذا الميدان، والأدبيات الدولية، فمن الواضح أن مثل هذه القيود يمكن أن تعيق الابتكار، وتؤدي إلى فقدان الأفراد المؤهلين وتفويت فرصة الاستفادة من خبرات من تجاوزت أعمارهم الثلاثين. وبدون شك فإن تحديد سن الالتحاق بمهنة التدريس قد تساهم في قضية تفشي البطالة الأوسع بين الشباب والدفع بهم إلى العزوف عن الزواج نظراَ لظروفهم المادية. إن مشروع اصلاح منظومة التربية والتعليم منوط بإعطاء الأولوية لنهج أكثر شمولا ومرونة مع ادماج أكبر عدد من المرشحين الشغوفين بولوج مهنة التربية والتعليم، وذلك من أجل تكافئ اجتماعي مثمر ومن أجل اعداد فرد صالح ومؤهل، مع الحث على تهج مقاربة تشاركية وعدالة مجالية تأخذ بعين الاعتبار المناطق الجبلية والمناطق النائية في القرى والمدن على حد سواء، واعداد بيئة مدرسية جذابة وسليمة، تضاهي تلك التي توجد في بعض المؤسسات الخاصة، وتجعل المعلم والمتعلم في صلب الموضوع، وتحترم جميع معايير الجودة والسلامة وتعيد للمعلم مكانته المرموقة في المجتمع.،،،

والله ولي التوفيق،،،

كاتب وباحث في مجال التربية والتعليم والثقافية

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات سياسة

محمد ادموسى برلماني اقليم الحوز،يشيد بمضامين الخطاب الملكي السامي الموجه للبرلمان

براهيم افندي

قال محمد ادموسى عضوالفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب وبرلماني اقليم الحوز ، بإن الخطاب الملكي السامي، الذي وجهه الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، إلى أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الخامسة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، يشكل توجيها ملكيا واضحا، يرسم معالم المرحلة المقبلة، من خلال دعوة الملك إلى مضاعفة الجهود بروح من الجدية والمسؤولية خلال السنة التشريعية من هذه الولاية.

وأضاف ادموسى ، في تصريح اعلامي بهذه المناسبة، أن الملك شدد في هذا الخطاب على أهمية تسريع وتيرة إنجاز المشاريع المهيكلة والبرامج الاجتماعية، وعلى ضرورة تحقيق التكامل بين مختلف الأوراش التنموية، لأن “الهدف الأسمى هو تنمية البلاد، وتحسين ظروف عيش المواطن المغربي في جميع الجهات الترابيةللمملكة المغربية الشريفة”.

 

وأضاف ادموسىبأن الملك أكد في هذا الخطاب على البعد الاجتماعي والإنساني في العمل العمومي، من خلال دعوة جميع المؤسسات، حكومة وبرلمان، أغلبية ومعارضة، إلى الانخراط الفعلي في الدفاع على القضايا الكبرى للوطن، والعمل على ترسيخ العدالة الاجتماعية والمجالية، وتسريع مسيرة المغرب الصاعد نحو تنمية مستدامة.في خدمة كافة الشرائح الاجتماعية داخل الوطن،

 

وأكد ادموسى في هذا السياق، أن مجلسي النواب و المستشارين مطلوب منهما تبني التوجيهات الملكية الواردة في هذا الخطاب، كخارطة طريق لعملهما خلال هذه السنة التشريعية، سواء في “مجال التشريع أو في مراقبة العمل الحكومي أو في تقييم السياسات العمومية”.فضلا عن تعزيز حضورهما في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، من خلال ديبلوماسية برلمانية مسؤولة تنبني على روح الاجتهاد والفاعلية، تنفيذا للتوجيهات الملكية، من أجل خدمة القضايا العليا للوطن وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية للمملكة، بما “يرسخ صورة المغرب الصاعد والمتضامن على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد ادموسى في ذات التصريح بصفته برلمانيا استقلاليا،يمثل اقليم الحوزداخل الغرفة الأولي للبرلمان المغربي ،بانه انخرط منذمدة،في الدفاع عن القضايا الكبرى للوطن ،ومقدساته الوطنية،بالتزامن مع الترافع على التنميةالبشرية والمجالية،وانتظارات المواطنين والمواطنات،ذات البعد الاجتماعي والخدماتي وفي مقدمتها خدمات الصحة والتعليم والشغل،والعيش الكريم،باقليم الحوز وباقي الجهات الترابية للمملكة المغربية.بدليل المكتسبات الكميةوالنوعيةالتي تحققت ميدانيا باقليم الحوزالمتضرر من كارثة الزلزال،بفضل التعاون والتنسيق المثمر مع رشيد بنشيخي،عامل إقليم الحوز،كمنسق للقطاعات الحكومية بالاقليم ،

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات

بالصور:مديراكاديميةمراكش،وشركاء الوزارة يحتفون بالمتفوقين بمراكز “الفرصة الثانية”

ابراهيم افندي

في أجواء تربوية متميزة، نظّمت الجمعيات الشريكة والمشرفة على مراكز الفرصة الثانية الجيل الجديدبمدينة مراكش، بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش-آسفي، والمديرية الاقليمية لمراكش،والتنسيقية الجهوية للتعاون الوطني و الجماعةالحضرية لجليز ،صباح اليوم،الخميس، حفلاً تربويًا مميزًا، خصّص للاحتفاء بالمتعلمين المتفوقين في الموسم الدراسي الماضي بمراكز “الفرصة الثانية”، واعطاء الانطلاقة الرسمية للموسم التربوي الجديد الخاص بالتمدرس الاستدراكي، في إطار تنزيل المشاريع الإصلاحية الكبرى التي تشهدها منظومة التربية والتعليم بالمملكة.

وياتي هذا الحدث الهام تنفيذًا للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى جعل التربية والتكوين في صلب المشروع المجتمعي التنموي الجديد، وانسجامًا مع مقتضيات القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وخارطة الطريق 2022-2026 التي وضعتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والهادفة إلى تقليص نسب الهدر المدرسي بنسبة الثلث،من خلال مؤسسات الريادة التي تروم تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص وضمان الحق في التعليم باعتباره حقًا دستوريًا مكفولًا للجميع .

وقد شهد الحفل تتويج عدد من التلميذات والتلاميذ المتفوقين بمختلف مراكز “الفرصة الثانية، الجيل الجديد”، وسط أجواء من الفخر والفرح، بحضور ممثلي السلطات المحلية، والمنتخبين، وجمعيات المجتمع المدني الشريكة في مجال التمدرس الاستدراكي،ويتعلق الامرب ( جمعية مسار ، جمعية الحسنى، جمعية مبادرات وتنمية، جمعية النصر ، جمعية العهد الجديد، جمعية باراكا إدمان)إلى جانب ممثلي التعاون الوطني وعدد من الشركاء المؤسساتيين.

وفي كلمته بالمناسبةة، نوّه عبد اللطيف شوقي، مدير الأكاديمية الجهوية، بالمجهودات المبذولة من طرف كل الفاعلين التربويين، معبّرًا عن اعتزازه بما تحقق من إنجازات ملموسة في مجال محاربة الهدر المدرسي وإعادة إدماج التلاميذ المنقطعين، مبرزًا أن هذا الحدث ليس مجرد تتويج، بل محطة رمزية تعبّر عن نجاح رؤية جماعية في صون الحق في التعلم.”

كما تخلّل اللقاء إعطاء الانطلاقة الرسمية لبرنامج “قافلة التعبئة المجتمعية” لإرجاع التلميذات و التلاميذ غير الملتحقين إلى مقاعد الدراسة، وتعزيز وعي الأسر بأهمية التمدرس في تكوين جيل مؤهل للمستقبل.

اذيعتمدهذا البرنامج على مقاربة تشاركية بين الأكاديمية ومكونات المجتمع المدني، تقوم على الزيارات الميدانية والتوعية المجتمعية، بغية تحقيق “مدرسة منفتحة على محيطها” كما تنص على ذلك الرؤية الاستراتيجية 2015-2030.

الحدث شكل أيضًا مناسبةً للتعبئة والتحسيس بأهمية التعليم الاستدراكي كرافعة للإنصاف الاجتماعي، وكمسار موازٍ يمنح فرصة ثانية للمتعلمات والمتعلمين الذين انقطعوا عن الدراسة لأسباب اجتماعية أو اقتصادية.

واختتم الحفل باجماع كل المتدخلين والشركاء،على الدورالمحوري و التزام الأكاديمية الجهوية بمواصلة العمل من أجل الرفع من جودة التعليم، وتوسيع قاعدة المستفيدين من برامج التمدرس الاستدراكي، تحقيقًا للأهداف الوطنية الرامية إلى مدرسة مغربية دامجة، منصفة، وذات جودة، تستمد روحها من التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى جعل التعليم رافعة أساسية للتنمية الشاملة والمستدامة.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية الواجهة جهات

إحباط عملية تهريب “الذهب” غير مسبوقة في ميناء طنجة المتوسط

تحرير ومتابعة،/ سيداتي بيدا

في مشهد يعكس مدى الجرأة التي بات يتصف بها المهربون، ويُجسد في الوقت ذاته اليقظة الاستثنائية لأعوان الجمارك، تمكنت مصالح الجمارك بميناء طنجة المتوسط من إحباط محاولة تهريب مثيرة لكمية من الذهب قُدرت بـ1.7 كيلوغرام، في واحدة من أغرب الطرق التي شهدها المعبر البحري في الآونة الأخيرة.

العملية وقعت خلال عملية مراقبة روتينية للمسافرين القادمين عبر الخط البحري الرابط بين ألمانيا والمغرب، حيث أثار أحد المسافرين مغربي يحمل صفة “مقيم بالخارج” شكوك عناصر الجمارك نتيجة سلوكه المرتبك ونظراته القلقة. وبينما لم يُسفر تفتيش سيارته رباعية الدفع عن أي شيء مشبوه، فإن الإصرار المهني للمفتشين قادهم إلى خطوة حاسمة: تفتيش المسافر نفسه.

وكانت المفاجأة!

فخلال هذا التفتيش الدقيق، تم الكشف عن مصوغات ذهبية ثمينة ملفوفة بإحكام حول ساقيه وتحت ملابسه، في محاولة تمويه ذكية لكنها لم تصمد أمام فطنة رجال الجمارك.

المضبوطات، التي تُقدر قيمتها بمئات آلاف الدراهم، تم حجزها فورًا، فيما جرى فتح تحقيق رسمي مع المشتبه به الذي أُحيل إلى الشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وسط ترجيحات بوجود شبكة تهريب دولية تقف وراء العملية.

مصادر مطلعة أكدت أن هذه المحاولة ليست الأولى من نوعها، لكنها تكشف عن تطور نوعي في أساليب التهريب، التي باتت تراهن على الحيلة والتمويه بدل التهريب التقليدي داخل المركبات. وتُعد هذه العملية واحدة من عدة محاولات تم إحباطها مؤخرًا بميناء طنجة المتوسط، الذي تحول إلى جبهة متقدمة في الحرب على التهريب بشتى أنواعه.

الذهب، كسلعة خاضعة لمراقبة صارمة، يُمنع استيراده أو تصديره دون تصريح قانوني دقيق، يشمل تحديد المصدر والقيمة، ما يجعل أي عملية تهريب له جريمة جمركية خطيرة تمس بالاقتصاد الوطني وتُخل بقواعد المنافسة المشروعة.

وتُواصل الجمارك المغربية، مدعومة بالتكنولوجيا والتكوين المستمر، تكثيف عمليات التفتيش والرصد، في معركة مفتوحة ضد كل أشكال التهريب والتلاعب بثروات البلاد.

Categories
أخبار 24 ساعة الصيد البحري الواجهة جهات

بوجدور : إعادة إسكان بحارة افتيسات ثمرة جهود السلطة المحلية وجماعة اجريفية

محمد ونتيف

في خطوة تحسب لجماعة اجريفية بإقليم بوجدور بمعية السلطات المحلية بعمالة إقليم بوجدور عملت هذه الجهات على إعادة إسكان قاطني قرية الصيد أفتيسات.

هذه العملية استهدفت الساكنة المحلية المستقرة التي مارست ولا تزال تمارس نشاط الصيد البحري داخل القرية بصفة دائمة، والذين يشكلون النواة الأساسية للنسيج المهني والاجتماعي بالمنطقة.

 

المقاربة التي اتخدتها السلطات المحلية بإقليم بوجدور والجماعة الترابية اجريفية هدفت إلى تحسين ظروف هؤلاء البحارة وأسرهم الذين ارتبطوا بهذه القرية منذ سنوات طويلة، ويساهمون بشكل مباشر في تنشيط الاقتصاد المحلي وتنمية قطاع الصيد البحري بها، ومن ثم فإنهم يمثلون الفئة المستفيدة بالدرجة الأولى من هذه العملية.

 

وتجدر الإشارة إلى أن قرية الصيد افتيسات تحتضن اليوم أكثر من 600 قارب صيد، تشتغل بها فئة واسعة من البحارة المحليين إلى جانب عدد من العمال الموسميين. وقد تم اعتماد معيار الاستقرار الدائم كأساس لتحديد المستفيدين، حيث تم منح الأولوية للأسر والبحارة المقيمين بصفة مستمرة في القرية، في حين أن اليد العاملة الموسمية لا يمكن إدراجها ضمن المستفيدين نظرًا لطبيعة عملها المتنقلة وغير الدائمة.

 

وبناءً عليه، فإن أن عملية إعادة الإسكان تمت وفق معايير موضوعية وشفافة تراعي الاستقرار الدائم والانتماء المهني الفعلي للمنطقة، بما يضمن العدالة الاجتماعية ويخدم التنمية المحلية المستدامة وتنزيل الرؤية الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله لتجويد الخدمات المقدمة لساكنة العالم القروي وهي الأهداف التي وضعته السلطات المحلية بمعية المجلس الجماعي لجماعة اجريفية قصد تحقيقها.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات رياضة

الداخلة.. عاصمة الكايت سورف تحتضن أبطال العالم في أجواء رياضية استثنائية

تحرير ومتابعة/ سيداتي بيدا

في لوحة طبيعية تجمع بين زرقة المحيط وسكون الصحراء، رسّخت مدينة الداخلة، جنوب المغرب، مكانتها كوجهة عالمية لرياضة الكايت سورف، باستقبالها لنسخة جديدة من منافسات كأس العالم لهذه الرياضة المثيرة، وسط حضور نخبة من أبطال العالم وأجواء رياضية احترافية تحبس الأنفاس.

احتضنت المدينة خلال الأسبوع المنصرم الدورة الرابعة عشرة من كأس العالم للكايت سورف، إلى جانب النسخة الثالثة من بطولة العالم للوِينغ فويل، بمشاركة أزيد من 70 رياضيًا من 17 دولة تمثل القارات الخمس. وقد تحوّلت شواطئ الداخلة إلى مسرح طبيعي لعروض رياضية مذهلة، حيث تلاعب المحترفون بالأمواج والرياح في استعراضات جمعت بين المهارة، الجرأة، والدقة التقنية.

 

الفائز بلقب هذه النسخة في فئة الرجال هو الأسترالي جيمس كارو، الذي أبهر الحضور بأداء استثنائي يعكس خبرته العالية. وفي فئة السيدات، خطفت كيسياني رودريغيز من البرازيل الأضواء بتتويجها المستحق، فيما تألق الأمريكي كاش بيرزولا والإسبانية إيلينا مورينو في منافسات الوينغ فويل، ليتوجا بلقبي الرجال والسيدات على التوالي.

 

هذا الحدث الرياضي الدولي نُظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبتنسيق بين جمعية خليج الداخلة للتنمية الرياضية والتنشيط الثقافي، وبتعاون مع الجامعة الملكية المغربية للشراع. ويأتي في سياق استراتيجي يعكس حرص المملكة على جعل الداخلة منصة دولية للسياحة الرياضية، خاصة في الرياضات البحرية.

 

وفي تصريحات إعلامية، عبّر عدد من المشاركين عن إعجابهم الكبير بجمالية الداخلة، وظروفها المناخية المثالية، معتبرين المدينة واحدة من أفضل الوجهات العالمية لممارسة الكايت سورف على مدار العام، بفضل استقرار الرياح وجودة البنية التحتية.

 

من خلال هذا الحدث، تؤكد الداخلة مجددًا قدرتها على استقطاب كبريات التظاهرات الدولية، معززة مكانتها ليس فقط كعاصمة مغربية للرياضات البحرية، بل كجسر حضاري وسياحي بين الشمال والجنوب، يختزل قيم الانفتاح، والتنمية، والاستدامة.

Categories
أخبار 24 ساعة إقتصاد الواجهة جهات

مقال:بائعي السمك بسوق باب سيدي عبد الوهاب يحتجون

ايوب ديدي

شهدت ساحة مقر ولاية جهة الشرق صباح يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، على الساعة العاشرة، وقفة احتجاجية حاشدة نظمها بائعو السمك بسوق باب سيدي عبد الوهاب التاريخي بمدينة وجدة، للتعبير عن رفضهم القاطع لمحاولة ترحيلهم من هذا الفضاء العريق إلى هامش المدينة، وللتنديد بما وصفوه بسياسة الإقصاء والتهميش التي تستهدف أحد أقدم المرافق التجارية بالجهة.

ورفع المحتجون خلال هذه الوقفة شعارات تعبّر عن تشبثهم بالسوق التاريخي الذي يُعدّ جزءًا من ذاكرة وجدة وهويتها الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدين أن الدفاع عنه هو دفاع عن تاريخ المدينة، وعن مصدر رزق مئات الأسر التي توارثت هذه الحرفة منذ أكثر من ثمانية عقود.

وأكد ممثلو بائعي السمك في كلماتهم أن السوق لا يحتاج إلى ترحيل، بل إلى تأهيل شامل يشمل إصلاح البنية التحتية وتحسين ظروف النظافة والتنظيم، مع توفير شروط السلامة وجودة الخدمات، معتبرين أن نقلهم إلى أطراف المدينة لن يحلّ الإشكالات القائمة، بل سيؤدي إلى خنق نشاطهم التجاري وضرب استقرارهم الاجتماعي.

كما شددوا على أن أي قرار يُتخذ دون إشراك المهنيين وممثليهم الشرعيين يُعدّ إجراءً أحاديًّا مرفوضًا، مؤكدين تمسكهم بالحوار الجاد والمسؤول كخيار وحيد لإيجاد حلول منصفة تحفظ كرامة المهنيين وتصون السوق التاريخي الذي يشكل ذاكرة جماعية وموروثًا اقتصاديا للمدينة.

وقد مرت الوقفة في أجواء سلمية ومسؤولة، أبان خلالها بائعو السمك عن وعي نضالي رفيع، وإصرار قوي على الاستمرار في الدفاع عن حقوقهم المشروعة بكل الأشكال القانونية والنضالية المشروعة، إلى حين الاستجابة لمطالبهم العادلة والمتمثلة في صون السوق التاريخي لباب سيدي عبد الوهاب من الترحيل والإهمال.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي أنشطة ملكية الواجهة جهات سياسة طالع

الملك محمد السادس نصره الله:دعوة متجددة للجدية وتعبئة شاملة من أجل العدالة الاجتماعية

حسيك يوسف

جاء الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس نصره الله أمام أعضاء مجلسي البرلمان، بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للسنة التشريعية الأخيرة من الولاية الحالية، كرسالة واضحة المعالم، قوية في مضمونها، دقيقة في توجيهاتها، تؤكد على أن المغرب في مرحلة مفصلية تتطلب من جميع الفاعلين — حكومة وبرلمان وأحزاب ومجتمع مدني وإعلام — التحلي بروح الجدية والمسؤولية.

فالخطاب الملكي لم يكن بروتوكولياً أو تقليدياً، بل خارطة طريق جديدة لاستكمال المشاريع المفتوحة، وتسريع وتيرة الإصلاحات، ومواصلة تنزيل النموذج التنموي الجديد بروح من الالتزام الوطني الصادق.

أبرز ما شدد عليه جلالة الملك هو أن العدالة الاجتماعية والمجالية ليست شعاراً مؤقتاً، بل خيار استراتيجي ومصيري يجب أن يحكم كل السياسات العمومية. وهو توجيه يعكس عمق الرؤية الملكية التي ترى أن التنمية لا يمكن أن تكون شاملة إلا إذا شملت كل الفئات والمناطق، من القرى إلى الحواضر، ومن الجبال إلى السواحل.

كما دعا جلالته إلى تجاوز النظرة الضيقة التي تفصل بين المشاريع الكبرى والبرامج الاجتماعية، مؤكداً أن الهدف الأسمى هو واحد: تنمية البلاد وتحسين ظروف عيش المواطنين.

وفي بعد آخر بالغ الأهمية، أولى الخطاب مكانة خاصة للإعلام، باعتباره ركيزة من ركائز الدولة الحديثة، وشريكاً أساسياً في توعية المواطنين وتأطيرهم، والتعريف بالمبادرات العمومية والقوانين التي تمس حياتهم اليومية. وهنا يضع الملك مسؤولية مضاعفة على عاتق الإعلام الوطني ليلعب دوره في بناء الثقة وتعزيز المشاركة المواطنة.

كما أشار جلالة الملك إلى أهمية التنمية الترابية المتوازنة، داعياً إلى إعطاء الأولوية للمناطق الهشة والجبلية، وتأهيل المراكز القروية وتطوير السواحل، في إطار رؤية مستدامة توازن بين الاستثمار وحماية البيئة.

الخطاب الملكي لهذا العام هو استمرارية لنهج واضح قوامه الجدية والإنجاز والالتزام، ويأتي في مرحلة دقيقة تسبق استحقاقات سياسية جديدة، مما يجعله بمثابة تذكير للفاعلين السياسيين بأن خدمة الوطن مسؤولية لا تنتهي بانتهاء الولاية، وأن التنمية الحقيقية لا تقوم إلا على النزاهة ونكران الذات.

إنه خطاب يرسخ من جديد فلسفة الملك محمد السادس في الحكم: لا مجال للتهاون، ولا وقت للانتظار، فالمغرب مقبل على تحولات كبرى تتطلب تعبئة كل الطاقات، واستحضار المصلحة العليا للوطن والمواطنين قبل أي اعتبار آخر.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي أنشطة ملكية الواجهة جهات سياسة طالع

الإعلام.. صوت الجدية ومواكبة التحول التنموي بالمغرب

حسيك يوسف

في خطاب سامٍ موجّه إلى الأمة، خلال افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، أكد جلالة الملك محمد السادس على ضرورة العمل بروح الجدية والمسؤولية لاستكمال المخططات التشريعية وتنفيذ المشاريع التنموية المفتوحة، معتبراً أن رهان المرحلة يتمثل في تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية عبر تعبئة كل الطاقات الوطنية.

ولم يكتف الخطاب الملكي بدعوة المؤسسات السياسية والحكومية إلى مضاعفة الجهود، بل شدّد على أهمية إشراك جميع القوى الحية في معركة التنمية، وفي مقدمتها وسائل الإعلام الوطنية التي نوه بها جلالته، باعتبارها جسراً أساسياً بين الدولة والمواطن، وأداة توجيه وتنوير وتعبئة مجتمعية مسؤولة.

فالإعلام، كما أراده الملك، ليس مجرد ناقل للخبر أو صوت الشارع، بل هو فاعل وطني يحمل رسالة التوعية والتأطير، ويساهم في تعزيز الثقة بين المواطنين ومؤسساتهم، من خلال شرح السياسات العمومية، وتبسيط القوانين الجديدة، وتسليط الضوء على المشاريع والمبادرات التنموية، خاصة تلك التي تهم الفئات الهشة والمناطق القروية والساحلية التي أشار إليها جلالته.

إن المرحلة الحالية تفرض على الإعلام المغربي أن يكون في مستوى اللحظة التاريخية، بالتحلي بالموضوعية والمهنية، والانخراط الإيجابي في شرح مضامين النموذج التنموي الجديد، ومواكبة تنزيله على أرض الواقع بلغة قريبة من المواطن، وبأسلوب يزرع الثقة والأمل في مستقبل أفضل.

كما أن خطاب الملك يشكّل دعوة صريحة لوسائل الإعلام العمومية والجهوية والمستقلة إلى الانتقال من إعلام ردّ الفعل إلى إعلام الفعل والمبادرة، عبر تقارير ميدانية، وبرامج تحسيسية، ومحتوى رقمي مسؤول، يساهم في إنجاح الأوراش الكبرى التي يقودها المغرب.

فالجدية التي تحدّث عنها جلالة الملك ليست شعاراً، بل هي نهج عمل يقتضي أن يكون الإعلام الوطني مرآة صادقة لتحديات التنمية، ورافعة لمواكبة الإصلاح، وضمانة لتماسك الجبهة الداخلية، في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والجهوية.

وبذلك، يضع الخطاب الملكي اليوم أمام الجسم الإعلامي مسؤولية تاريخية: أن يكون قوة اقتراحية وتعبوية في خدمة الوطن، وأن يتحول من ناقل للحدث إلى شريك في

صناعة التغيير.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي إقتصاد الواجهة جهات

تقاعد البرلمانيين والوزراء.. امتياز سياسي أم عبء على ميزانية الدولة؟

حسيك يوسف

تعيش المملكة المغربية اليوم واحدة من أكثر اللحظات الاقتصادية حساسية، في ظل ضغط متزايد على الميزانية العامة وارتفاع حاجيات المواطنين في مجالات أساسية كالصحة والتعليم والشغل. وفي خضم هذا الواقع، يبرز من جديد النقاش القديم المتجدد حول تقاعد البرلمانيين والوزراء، باعتباره أحد رموز الامتيازات السياسية التي لم تعد منسجمة مع منطق العدالة الاجتماعية ولا مع روح الدستور الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة.

فالبرلماني، في الأصل، ليس موظفًا في الدولة ولا أجيرًا عندها، بل هو ممثل للأمة تم اختياره بشكل مؤقت للقيام بمهام تشريعية ورقابية لفترة محددة، ثم يعود بعدها إلى وضعه الطبيعي كمواطن عادي. من هذا المنطلق، يصبح من غير المنطقي أن يستفيد البرلماني من تقاعد دائم لمجرد أنه شغل مقعدًا تحت القبة لبضع سنوات، في حين أن آلاف الأطر والكفاءات المغربية تقضي عقودًا في الخدمة العامة دون أن تضمن لنفسها معاشًا كافيًا.

أما الوزراء، فهم بدورهم يتحملون مسؤولية تنفيذية في مرحلة محددة، في إطار حكومة يتم تشكيلها من الحزب أو التحالف الذي يحصل على أعلى عدد من المقاعد البرلمانية، وفق ما ينص عليه الدستور المغربي. وتنتهي مهامهم بانتهاء ولايتهم الحكومية. فكيف يُعقل أن تستمر الدولة في صرف معاشات شهرية سخية لهم بعد مغادرتهم مناصبهم، في وقت تعاني فيه فئات واسعة من المغاربة من ضعف الخدمات الصحية والتعليمية وغلاء المعيشة؟

الواقع أن ميزانية تقاعد البرلمانيين والوزراء، وإن بدت في ظاهرها محدودة أمام أرقام الإنفاق العمومي الكبرى، إلا أنها تحمل رمزية ثقيلة في وعي المواطن المغربي. فهي تعكس فجوة الثقة بين الشعب ومؤسساته، وتغذي شعورًا عامًا بعدم المساواة أمام القانون.

إن المرحلة الراهنة تفرض على الدولة وقفة جرأة ومصارحة: فالعدالة الاجتماعية لا تتحقق بالشعارات، بل بإصلاح جذري للبنية المالية والسياسية التي تمنح امتيازات غير مستحقة. ومن شأن إلغاء تقاعد البرلمانيين والوزراء أن يشكل خطوة رمزية قوية لإعادة الاعتبار لقيم التطوع والخدمة العامة، وترسيخ ثقافة “المنصب تكليف لا تشريف”.

المغرب اليوم بحاجة إلى كل درهم يُستثمر في بناء المدارس وتجهيز المستشفيات ودعم المقاولات الصغيرة، لا إلى معاشات سياسية تُثقل كاهل ميزانية الدولة دون مبرر. فالإصلاح الحقيقي يبدأ من رأس الهرم السياسي، حين يقتنع من يتولون المسؤولية أن خدمة الوطن لا تحتاج إلى تقاعد، بل إلى ضمير حي وواجب وطني.