Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة مجتمع

تعزية في وفاة والدة السيد محمد جبيل رئيس مقاطعة مولاي رشيد

مع الحدث

ببالغ الحزن والأسى، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة والدة السيد محمد جبيل، رئيس مقاطعة مولاي رشيد وعضو حزب الأصالة والمعاصرة.

وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم أسرة “مع الحدث” بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى السيد محمد جبيل وإلى كافة أفراد أسرته الكريمة، سائلين الله عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته، وأن يُلهم ذويها الصبر والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة مجتمع

تعزية في وفاة شقيق الصحفي مصطفى البوخاري إثر حادثة سير مفجعة

مع الحدث

بقلوب يعتصرها الحزن، تلقينا في هيئة تحرير جريدة “مع الحدث” نبأ وفاة شقيق زميلنا الصحفي مصطفى البوخاري، إثر حادثة سير مفجعة، خلفت ألماً بالغاً في نفوس الأسرة والأصدقاء وكل من عرف الفقيد.

لقد شكل هذا المصاب الجلل صدمة كبيرة لعائلة الراحل ولكل من عرف دماثة خلقه وطيب معشره. وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم إدارة الجريدة وكافة الزملاء الصحفيين بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة لزميلنا مصطفى البوخاري ولأسرته الكريمة، سائلين الله أن يلهمهم الصبر والسلوان في هذا الظرف العصيب.

نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

Categories
أخبار 24 ساعة الصحة مجتمع

الممرض الياس الشتيوي يولد سيدة بعدما حاصرتها مياه الفيضان بجبل معزول بتغنير

مع الحدث عابدين الرزكي 

في واحدة من صور التضحية والإخلاص التي غالبا ما تمر في صمت، سجل الممرض إلياس الشتيوي، حديث العهد بالمركز الصحي آيت حمو وسعيد (إقليم تنغير)، تدخلا إنسانيا نادرا أنقذ من خلاله حياة سيدة حامل ومولودتها، في منطقة نائية تابعة لإقليم تنغير، بعد أن وجد نفسه وحيدا في مواجهة وضع صحي طارئ وسط ظروف طبيعية قاسية وعزلة شبه تامة.

بدأت تفاصيل الواقعة حين استدعي الممرض إلياس، بعد زوال أمس الأحد، على وجه السرعة إلى منزل سيدة داهمها المخاض في دوار جبلي معزول، في وقت كانت فيه السيول قد قطعت الطرق والمسالك المؤدية إلى أقرب مؤسسة صحية مجهزة.

وبعد محاولات أولية لتقديم المساعدة، تبين أن حالة الحامل معقدة وتستدعي تدخلا متخصصا يتجاوز حدود تكوينه كممرض عام، ما دفعه إلى محاولة نقلها إلى مستشفى القرب ببومالن دادس حيث توجد قابلات مختصات.

وكشف عدد من الممرضين بإقليم تنغير أنه رغم صعوبة الوضع، وغياب التجهيزات الكافية، والضغط النفسي الكبير، استمرت المحاولة لأكثر من ساعة، تكللت في النهاية بولادة طفلة في صحة جيدة حوالي الساعة السادسة والنصف مساء. ولم يتوقف مجهود الممرض عند هذا الحد، بل واصل مراقبة الأم والمولودة عن قرب إلى حين تحسن الأحوال الجوية وتوفير وسيلة آمنة لنقلهما إلى مرفق صحي لاستكمال الرعاية الطبية اللازمة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة طالع مجتمع

الآثار السلبية لظاهرة العنف المدرسي

د. عبد الله بن أهنية

The negative effects of school violence

مما لا شك فيه أن ظاهرة العنف بكل أشكاله ستظل ظاهرة ينبذها المجتمع برمته ويلفظها بفطرته السليمة المعهودة التي تسعى دوماً وعلى مر العصور إلى السلم والتعايش بسلام، ناهيك عن إذا ما كان ذلك العنف يتعلق بالمدرسة ومحيطها. فالمجتمع المغربي الأصيل ينبذ ذلك ويحاربه بشتى الوسائل، بل تكرس الوزارة المعنية العديد من الورشات التحسيسية والبرامج الهادفة إلى توعية الطلبة والمجتمع بالدور المنوط بهم كي تمر العملية التعليمية في أجواء مريحة وهادفة. ولذلك، فقد أصبح الهدف المنشود الآن هو العمل بشكل مكثف وسريع نحو خلق فضاء مدرسي بدون عنف، والحد من الهدر المدرسي وضرورة مراجعة المناهج كي تسمو بأخلاق رواد المؤسسات التعليمية، وتعمل على تحقيق مخرجات تليق بتطلعات آباء وأمهات التلاميذ، وتخدم المجتمع ككل. لكن واقع الأمر قد أظهر بأن تلك الطموحات لازالت تواجه تحديات كبرى تقف كعائق أمام مشروع إصلاح منظومة التربية والتعليم بصفة عامة، ولم تنجح بعد في إيقاف تنامي ظاهرة العنف المدرسي وكذلك الهدر المدرسي، وهما يشكلان في حقيقة الأمر انتكاسة لابد من إيجاد حلول عاجلة لاستئصالها ومعالجتها. ومما لا شك فيه أيضاً أن مثل هذه الظواهر تكون لها انعكاسات سلبية على مردودية الطلاب الأكاديمية ونتائج التمدرس والتحصيل بصفة عامة.

تأثير العنف المدرسي على نتائج التحصيل المدرسي: 

وللإفادة، فقد أوضحت الباحثة مونيكا برافو سانزانا من التشيلي في أحد مقالاتها تحث عنوان: ” التأثير السلبي للعنف المدرسي على الأداء الأكاديمي للطالب: تحليل متعدد المستويات” (31 أكبوير 2021م) بينت من خلال نتائجه أن العنف المدرسي بأشكاله الثلاثة (العنف المباشر والتمييز والتسلط عبر الإنترنت) كان له أثر سلبي على الأداء الأكاديمي. وحسب قولها فقد كانت الكفاءة الذاتية للطلاب والتوقعات التعليمية والرضا عن العلاقات الشخصية مع معلميهم مهمة في تقليل التأثير السلبي للتعرض للعنف. كما أن الأدوار النسبية لسياق المدرسة وعوامل الطالب الفردية تعتبر ذات أهمية خاصة للمعلمين في قياس الأداء الأكاديمي. وحسب رأي الباحثة، فإنه لا يُعرف سوى القليل عن تأثير العنف المدرسي على الأداء الأكاديمي للطالب ورفاهيته. ومن جهة أخرى فقد أكدت نتائج دراسة علمية أخرى قام بها كل من الباحث دانيال ك كورير (Daniel K. Korir) وفليكس كيبكوكومبوا (Felix Kipkemboi) قسم علم النفس التربوي بجامعة موا (Moi University ) بمقاطعة فيهيجا بكينيا، تم نشرها بالمجلة الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية (مجلد 4، عدد 5 (1) سنة 2014م، أكدت الدراسة وأظهرت أن البيئة المدرسية وتأثير الأقران لهما تأثير بالغ على الأداء الأكاديمي للطلاب. وتُعتبر نتائج هذه الدراسة في حقيقة الأمر مفيدة للمعلمين ومديري المدارس والآباء والأمهات للحصول على مزيد من التبصر في العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على الأداء الأكاديمي للتلاميذ والطلاب. كما خلصت الدراسة أيضاً إلى أن النجاح الأكاديمي للتلميذ أو الطالب مرتبط بشكل كبير بنوع المدرسة التي يلتحق بها. وتشمل العوامل المؤثرة للمدرسة كلًا من هيكلها وشكلها الهندسي، ومنظرها الخارجي ومدخلها وفضاءها ومرافقها وحجراتها الدراسية وساحتها وملاعبها وقاعاتها الرياضية وحالة التدفئة أو التكييف وكذا أغراس ونباتات الحديقة والممرات والمناخ المدرسي العام داخل وخارج المدرسة.

وتعتبر ظاهرة العنف المدرسي بشقيه: العنف اللفظي والعنف الجسدي بين الطلاب والمعلمين أيضاً، بالإضافة إلى ظاهرة الهدر المدرسي وكذلك التحرش بشقيه (أي من كلا الطرفين: أساتذة وطلاب وطالبات) أيضاً وقضية المناهج عوائق خطيرة تقف في وجه مشروع إصلاح منظومة التعليم العمومي في مراحله المتقدمة، أي الإعدادي والثانوي والجامعي وبشكل فعال، أما التعليم الابتدائي والتعليم الأساسي فلازالا يعيشان تعثرا مستمرا رغم تغيير المسئولين والوزراء بين الفينة والأخرى. وإذا ما لم يتصدى المجتمع والمسئولين عن هذا القطاع إلى تلك الظواهر والمشاكل المتراكمة بكل مسئولية وصرامة وحزم، فإن نتائج التربية والتعليم في تلك المراحل ستكون لها انعكاسات سلبية على التعليم في كل تلك المراحل وبالخصوص في المرحلة الجامعية، بل قد تكون لها انعكاسات سلبية على المجتمع ككل.

أما فيما يخص قضية المناهج فلا زال الكثير يحن إلى مناهج مقتضبة تفي بالغرض وتتماشى مع متطلبات سوق الشغل مع اكتساب المعرفة اللازمة والمتطورة. ويرى أحد الباحثين على موقع القيادة الإدارية، تطوير المناهج، التعليم المتطور، رؤى المعلم (Admin Leadership, Curriculum Development, Evolving Education, Teacher Insights) بأن هنالك سبعة أسباب تجعل المناهج أكثر أهمية مما تعتقد وهي كالتالي:

1. تخلق المناهج وتعكس الثقافة والهوية.

2. إنها تواكب العالم المتغير.

3. تجعل المناهج القوية التعلم (والتدريس) متسقًا.

4. تفتح المناهج القوية أبواب التعاون.

5. توفر المناهج القوية المال للمدارس.

6. تساعد المناهج القوية المعلمين على التوافق.

7. توفر المناهج القوية أهدافا قابلة للقياس.

ويمكن أن نستخلص من كل ما ذكر بأننا عندما نتحدث عن المناهج القوية، فإن العبرة في الكيف وليست في الكم. وبعبارة أخرى، فإن معاناة الصغار اليوم من كثرة الكتب والدفاتر والمقررات التي لا يسمح الوقت بإتمامها في معظم الأحيان قد أصبح أمرا مؤرقاً، وأن ذلك لم يعد يطاق، أضف إلى ذلك الأسعار الملتهبة والتي هي في تصاعد شبه دائم.

العنف المدرسي والهدر المدرسي: هل ثمة أي علاقة؟:

مما لا شك فيه أن العنف المدرسي هو نتيجة لتراكمات اجتماعية ونفسية وليدة مجتمع قد تفشت فيه اختلالات جوهرية فيما يخص السلوك السوي ومكارم الأخلاق وبات الكلام النابي والشتم علانية يمر على مرأى ومسمع الجميع وكأنه أمر عادي. والمتتبع للشؤون التربوية والتعليمية منذ أوائل الاستقلال، قد يلاحظ هذا التراجع أو التقهقر فيما يتعلق بالأخلاق، إذ لم تعهد الأجيال السابقة تدني في الأخلاق والسلوك بهذا المستوى. فهل كان أحد ما يجرأ على تعنيف أستاذه فيما مضى؟ بل هل كان يقدر على تعنيف حتى أحد زملائه بهذا الشكل الوحشي الذي نشهده اليوم؟ قد تكون هناك مناوشات محدودة هنا وهناك بين الأقران أو أبناء الحومة أو الدرب، لكنها لم تكن تصل إلى تلك الدرجة من العنف والقساوة أو البشاعة كما نراه اليوم. وتفيد دراسات متعددة ومختلفة بأن هنالك عدد من حالات مغادرة الدراسة كان السبب المباشر فيها أحياناً هو العنف، فقد يغادر المدرسة من قام بالتعنيف أو من وقع عليه ذلك. ويبقى الخوف والتخوف هما السائدان في مثل تلك الحالات. ورغم معالجة بعض الحالات بتدخل من الوالدين أو المؤسسة، فهنالك إمكانية استمرار التبعات والآثار النفسية المترتبة عن ذلك، بل هناك من أضطر إلى مغادرة المدرسة وظلت تلك الآثار السلبية ترافقه طوال حياته بحيث لربما كانت هي السبب المباشر في انقطاعه عن الدراسة وعدم حصوله على وظيفة لائقة ومناسبة، ناهيك عن ضعف في المستوى المعرفي. قد تبدو هذه المقاربة غريبة شيئاً ما، لكنها حقيقة لا بد من الإشارة إليها، إذ نرى اليوم عدداً كبيراً من الأسر غير راضية عن مخرجات هذه المنظومة، بل قد تصل بها إلى درجة السخط خاصة لما ترى تلك الأعداد المهولة من أبناء وبنات المجتمع تغادر عالم التمدرس في سن مبكرة، إذ تشير الدراسات إلى أن 13% فقط من أولئك الذين حصلوا على شهادة البكالوريا يصلون إلى مرحلة إنهاء التعليم الجامعي. رقم مخيف حقاًّ مقارنة مع الأموال الطائلة التي تُصرف على هذا القطاع. وعلينا أن نستوعب حقيقة لا بد من ذكرها وهي أن المدرسة تعتبر البيئة المؤسسية التي تُحدد من خلالها معالم تجربة التعلم لدى الطالب، ولذلك فهي تواجه المزيد من المساءلة العامة حول الأداء الأكاديمي للطالب، إذ يُفترض أن تحافظ على مستوى انجاز عالي لجميع الطلاب كي تضمن سمعتها وبقائها وكذلك رضا المجتمع. وقد أجريت بحوث كثيرة حول العوامل المؤثرة في أداء التلميذ أو الطالب بما في ذلك مهارات التدريس والمناخ والفضاء المدرسي، والحالة الاجتماعية والاقتصادية لأسرة المتعلم، مثل ما ورد في أعمال هوي، كوتكامب، و رافيرتي،(2003). وقد أكد الباحثان أنه اعتمادا على تلك العوامل، يمكن للمدارس أن تفتح أبوابها أو تغلقها أمام الجمهور، لأن هذا الأخير لا يقتنع إلا بالأداء الأكاديمي الجيد. أما باري،(2005)، وكذلك كروسنو،(2004)، وآخرون، فيرون أن القطاع المدرسي (العام أو الخاص) يعتمد على مقومات أو مكونات المدرسة من حيث الإعتمادات المادية. وهكذا نرى مثلا أن المدارس الخاصة تميل إلى الحصول على تمويل أفضل رغم أن لديها في بعض الأحيان أحجاما أصغر من المدارس الحكومية مما قد يجعلها متميزة، وتنجح في جلب المزيد من الزبناء. كما أن التمويل الإضافي للمدارس الخاصة يؤدي إلى تحسين الأداء الأكاديمي لديها وزيادة فرص الحصول على الموارد مثل الحواسيب التي يرى إيمون،(2005) بأنها قد أثبتت أنها تعزز بالفعل التحصيل الأكاديمي، إلى جانب المعلم والخبرة اللذان يُعتبران مؤشرين آخرين على الأداء الأكاديمي الناجع للطلاب. فعلى سبيل المثال، هنالك دراسات أثبتت أن الطلاب الذين يلجون المدارس التي تتوفر على أعلى عدد من المعلمين الذين لديهم مؤهلات كاملة وعالية، يميلون إلى أداء أفضل والعكس بالعكس (بالي، وألفيرز،2003). ووفقاً لكروسنو وآخرون (2004)، فإن الفضاء المدرسي يرتبط ارتباطا وثيقا بالعلاقات الشخصية بين الطلاب والمعلمين، ونحن نقول أيضاً أن بناء تلك العلاقة الطيبة من شأنه أن يحد من ظاهرة العنف في المدارس، والتي تعتبر ظاهرة دخيلة على كل المجتمعات وبدون استثناء. فالفضاء أو المناخ العام المدرسي هو في حقيقة الأمر الجو العام للمدرسة، وهو مؤشر السعادة أو الإحباط لدى رواد المدرسة وذويهم. وهكذا إذا فإن بناء الثقة بين التلاميذ أو الطلاب والمعلمين هو اللبنة الأولى للعملية التعليمية ومؤشر نتعرف من خلاله -وبكل سهولة- عما إذا كانت المدرسة تشجع العمل الجماعي بداخلها وتخطو نحو بناء الثقة بين المعلمين والتلاميذ والمجتمع أيضاً.

 المحيط الخارجي السيئ أحد أسباب تفشي ظاهرة العنف المدرسي والتحرش:

المدرسة ليست بمعزل عن باقي مكونات المجتمع، بل هي جزء لا يتجزأ من ذلك الفسيفساء الذي يميز شوارع أحيائنا عن غيرها. فبناية المدرسة لها مكانتها داخل نفوس أهل الحي وهي معلمة ومرجعية للمجتمع تهوي إليها أفئدة أبنائنا منذ نعومة أظافرهم وتربطها بآبائهم وأمهاتهم وأولياء أمورهم روابط وطيدة لأنها هي التي ترسم معالم توجهاتهم وتحدد مساراتهم المستقبلية. والمحيط الخارجي للمدرسة لا يضم فقط الشكل الهندسي الخارجي لها، ولا البوابة الكبيرة ذات السلاسل الضخمة والأقفال النحاسية الكبيرة والمخيفة، بل هو ذلك المحيط الذي يضم النباتات والأغراس والرصيف والشارع والفضاء الواسع أمام المدرسة وعلم بلادنا، والرسوم الجميلة على سور المدرسة، ويضم العنصر البشري (من المجتمع المدني) المتواجد أمام وعلى حافة أسوار المدرسة وقارعة الطريق أيضاً.

خلاصة:

يمكننا القول بأن المجتمع المغربي ككل، بما في ذلك الشق المدني والعسكري أو السلطات المحلية بزيها الرسمي تساهم في تشكيل المحيط الخارجي للمدرسة، كما أن جميع السلطات المحلية بما في ذلك الإدارة العمومية والسياسيون والمنتخبون ورجال ونساء الأمن الوطني والقوات المساعدة والدرك الملكي والوقاية المدنية وجمعيات المجتمع المدني هي جزء من ذلك المحيط، فإن هي تدخلت وساهمت بقوة (وبمقاربة تشاركية) في الحفاظ على سلامة ونظافة المحيط المدرسي من كل أنواع السلوك المشين والقضاء على ظاهرة بيع المخدرات والحبوب المهلوسة والسجائر وساعدت في محو كل مظاهر انتشار المخدرات والعنف والتحرش والجريمة والسرقة وكل أنواع الموبقات، وكذلك القضاء على ظاهرة التلفظ بالكلام الفاحش علانية والمشاحنة والسب والقدح وقلة الحياء، وإن هي تدخلت بجميع الوسائل والسبل المتاحة وبشكل علني، فلاشك أن ذلك من شأنه أن يبعث بالشعور بالارتياح والطمأنينة لدى كل شرائح المجتمع، ويرفع من جمالية ونقاء المحيط المدرسي. ومن جهة أخرى، يجب ألا ننسى الدور الإيجابي الذي كانت تقوم به الكتاتيب القرآنية في تهذيب نفوس الأطفال منذ الصغر، وكذلك دورها الفعال في صقل شخصية المتعلم منذ الصغر وحثه على الأخلاق الحميدة وتدريبه على السلوك السوي منذ نعومة أظفاره، ناهيك عن تنشئته في رحاب جو روحاني وتدريبه على الطهارة والصلاة منذ الصغر، وصقل مهاراته اللغوية من خلال تحفيظ القرآن الكريم. وقد أكدت دراسات كثيرة أن من تربى في كنف دور تحفيظ القرآن الكريم قد لا يجد صعوبة في التعامل مع العلوم الأخرى أو اللغات الأجنبية نظراً لضبطه مخارج الحروف العربية الصحيحة في سن مبكر. ومما لا شك فيه أيضاً أن من تربى في الكتاتيب القرآنية قبل سن التمدرس القانوني، غالباً ما يكون مواطناً صالحاً متشبثا بمبادئ دينه وهويته وتراثه الثقافي واللغوي والاجتماعي، كونه قد تعود على مكارم الأخلاق والسلوك السوي ونبذ كل أشكال العنف والفوضى منذ الصغر.

والله ولي التوفيق،،،

باحث في مجال التربية والتعليم والثقافة

 

Categories
أخبار امنية قانون مجتمع

تنغير .. 29 سيارة ميدانية جديدة و375 عنصراً من الحرس الإقليمي

محمد اوراغ 

ترأس السيد عامل إقليم تنغير، صباح اليوم الجمعة 11 أبريل، مراسيم رسمية لتسليم مفاتيح 29 سيارة ميدانية مجهزة بأحدث التقنيات لفائدة وحدات القوات المساعدة، وذلك بحضور وفد أمني رفيع المستوى من المفتشية العامة للقوات المساعدة – المنطقة الجنوبية.

وقد شهدت هذه المراسيم حضور ممثلي مختلف المصالح الأمنية، إلى جانب رجال السلطة، من سادة باشوات ورؤساء الدوائر والقياد، تنغير .. 29 سيارة ميدانية جديدة و375 عنصراً من الحرس الإقليمي إلى السيد وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتنغير.
الوفد الأمني للقوات المساعدة تألف من عقيدين عن المفتشية العامة للقوات المساعدة بالمنطقة الجنوبية، ما يعكس أهمية هذا الحدث على الصعيد الأمني والتنظيمي.

وعلى هامش هذه المراسيم، ترأس السيد العامل اجتماعاً رسمياً نُظم على شرف الوفد الزائر، تم خلاله تقديم عرض مفصل حول المخطط التنظيمي لجهاز القوات المساعدة، مع إبراز الدور الحيوي الذي تضطلع به هذه القوات في تعزيز الأمن والحفاظ على النظام العام، وذلك بتنسيق محكم مع السلطات المحلية والترابية. كما تم التأكيد على أهمية التنسيق القائم بين النيابة العامة ورجال السلطة، بصفتهم ضباط الشرطة القضائية، وكذا على الدور الفعال للحرس الإقليمي في التدخلات الميدانية لضمان الأمن والاستقرار بمختلف الوحدات الترابية.

عقب هذا الاجتماع، توجه الحضور إلى الساحة الكبرى لعمالة الإقليم، حيث أشرف السيد العامل شخصياً على مراسيم تسليم المفاتيح إلى السادة القياد، بحضور رؤساء وحدات الحرس الإقليمي لكل وحدة ترابية. وقد تم تسليم 29 سيارة أمنية جديدة مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية لضمان فعالية أكبر في الميدان.

ويُذكر أن هذا الدعم الأمني شمل أيضاً تعزيز الموارد البشرية عبر تعبئة 375 عنصراً إضافياً من أفراد القوات الإقليمية، إلى جانب توفير 114 جهاز اتصال لاسلكي من الجيل الجديد نتعدد الاستخدامات، ما يُجسد التزاماً واضحاً بتقوية البنية الأمنية للإقليم ورفع جاهزيتها.

وتأتي هذه التعزيزات الأمنية تماشياً مع الدينامية التي يشهدها إقليم تنغير، خاصة في ظل الاستعداد لتنظيم عدد من التظاهرات الكبرى، وعلى رأسها مهرجان المضايق المزمع تنظيمه من 2 إلى 4 ماي، يليه المعرض الدولي للورد العطري الذي سينعقد بين 5 و8 ماي. وتُشكل هذه المناسبات الثقافية والسياحية محطات بارزة تستدعي تعبئة شاملة لضمان أمنها ونجاحها، مما يُبرز أهمية هذه الخطوة الاستباقية في تعزيز المنظومة الأمنية بالإقليم.

Categories
أخبار 24 ساعة مجتمع

أمينة الخبيزي: صوت واعد من تاونات يتألق في سماء الإبداع والتجويد

تاونات بقلم محي الدين البكوشي 

في قلب إعدادية “2 مارس” بعين كداح، مديرية تاونات، تبرز موهبة مغربية استثنائية، هي الشابة أمينة الخبيزي، التي لم تتجاوز بعد عامها السادس عشر، ولكنها استطاعت أن تحقق حضورًا متميزًا في الساحة الأدبية والدينية، بما يجمع بين روح القرآن الكريم وجمال الكلمة.

طالبة في السنة الثالثة إعدادي، حائزة على أكثر من مائتين من الشهادات التقديرية في مجالات متعددة، تسلط الضوء على مسيرة استثنائية في عالم الإبداع والتميّز. فقد تمكّنت أمينة من تحقيق المركز الأول في مسابقة التجويد الدولية التي نظّمها المركز الدولي للتدريب All4one ضمن فعالية “مجلس الصوت طفل العربي”. إن هذا الإنجاز البارز يبرهن على قوة التزامها، وموهبتها الفريدة في فنون التلاوة وحسن الأداء.

ورغم هذا التتويج المتميز، يعد هذا الإنجاز مجرد فصل من رحلة حافلة بالاجتهاد والعمل الدؤوب. أمينة ليست مجرد متفوقة في مجال التجويد، بل هي أيضًا كاتبة مبدعة تتقن الشعر والقصص القصيرة والمقولات. وتجد في اللغة متنفسًا داخليًا يعبر عن مشاعرها وتطلعات جيلها، حيث تقول: “أكتب لأن الكلمات تسكنني، ولأن الورق هو المرآة التي أرى فيها ذاتي بوضوح.”

في أوقات فراغها، تكرس أمينة جهدها للقراءة والاطلاع على أعمال عظماء الشعراء، وتشارك بفعالية في الورش الأدبية التي تساهم في تطوير أسلوبها الأدبي وتغذية خيالها. من بين المصادر التي تستلهم منها أفكارها نجد شعراء مثل محمود درويش وفلاسفة مثل سقراط وأفلاطون. الكتب بالنسبة لها هي نافذة واسعة تفتح أمامها عوالم جديدة، تعزز من معرفتها وتنمي وعيها.

وعلى الرغم من التحديات الدراسية والاجتماعية، تؤمن أمينة بأن الإبداع لا يولد في الرفاهية، بل في المعاناة والتحدي. وفي هذا الصدد، توجه رسالة إلى المواهب الشابة تقول فيها: “لا تخافوا من التعبير عن أنفسكم، فكل تجربة تُنضج الحرف، والثقة تأتي بالممارسة.”

في عصرنا هذا، الذي تزداد فيه الحاجة إلى القدوات الشابة، تثبت أمينة الخبيزي أن التميز لا يتطلب سنوات طويلة من العمل، بل يكفي شغف حقيقي وروح لا تعرف المستحيل.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات مجتمع

“حين تصرخ الأنثى في صمت.. ويختبئ الذكر خلف قناع السلطة”

هند بومديان

 

“حين تصرخ الأنثى في صمت.. ويختبئ الذكر خلف قناع السلطة”

في مجتمعاتٍ تلبس ثوب الحداثة وتنام على وسادة التخلف، ما زال الصوت الأنثوي يُخنق بألف طريقة، وما زال الذكر يتوهم أن السلطة هي امتداد لرجولته، وأن السيطرة تمنحه اكتمالًا ما. لا أحد يربح في هذه المعادلة المختلّة. المرأة تُجلد بنار الصمت، والرجل يُساق كالأعمى خلف صورة مشوّهة لرجل لا يتألم، لا يتراجع، لا يتكسر.

تَربَّينا على أن الذكر قائد بالفطرة، وأن الأنثى تابِعة بطبعها. وتَشرَّبنا وهمًا قديماً يقول: “الرجل عقلٌ والمرأة عاطفة”. لكن الواقع يكشف هشاشة هذا التصنيف، ويُعرّي كذبة “الفطرة” التي صيغت بمداد من خوف وعُقد.

الأنثى بين عبودية الطاعة وثورة الصمت

الأنثى في هذا المجتمع لا تحتاج إلى سلاسل في قدميها كي تُستعبد، فالنظرات، والأحكام، والتوقعات الاجتماعية كافية لشلّ حركتها. تعلّمت أن تبتسم وهي موجوعة، أن تربي وتُضحي وتُكافح، دون أن تُطالب بشيء. أن تسكت حين تُهان، وأن تُسامح حين تُكسَر. لكن في داخلها صرخة… صرخة لا يسمعها أحد، لأنها تأتي بهدوء، في الليل، حين تُطفأ الأضواء وتبقى وحدها مع جراحها.

الذكر المزيّف… حين تخنقه رجولته

والرجل؟ الرجل تائه في صراعات لا يفهمها. يعتقد أن الهيمنة قوة، وأن السيطرة حب. يخشى أن يُظهر ضعفه فيُتهم بأنه ليس “رجلاً كفاية”. فيُكابر، ويُمارس القمع، ويكتم حزنه، ويغرق في صمته، حتى يصبح قناع الرجولة سجنه الأبدي.

هذا الذكر ليس حرًّا. إنه عبد لصورة صُنعت له، لا من روحه، بل من تاريخٍ متخم بالخوف من النساء.

المجتمع الخاسر الأكبر

حين تُقصى المرأة من القرار، يخسر المجتمع نصف عقله. وحين يُجبر الرجل على أن يكون جلادًا، يفقد المجتمع نصف قلبه. لا المساواة تحققت، ولا العدالة وجدت طريقها. نحن نعيش بين التناقضات، نُحرّك الكلمات الكبيرة في المؤتمرات، بينما نُمارس أبشع أشكال التمييز في البيوت، في المؤسسات، في الأحلام التي نزرعها في عقول الصغار.

نحو وعي جديد

لسنا بحاجة إلى امرأة تُقلّد الرجل، ولا إلى رجل يُملي على المرأة كيف تعيش. نحن بحاجة إلى إنسان جديد. إنسان يُربّى على أن القيادة لا تُقاس بالجنس، وأن الكرامة لا تحتاج إلى تفويض، وأن الحب لا يعني الهيمنة.

حين تصرخ الأنثى في صمت، فإنها تُعلن نهاية صبرٍ لم يُقدّر. وحين يختبئ الذكر خلف قناع السلطة، فهو لا يقود، بل يهرب من مواجهة نفسه.

وما لم نكسر هذا القناع، ونحرّر الصرخة، سيظلّ كل طرف يجرّ الطرف الآخر نحو الهاوية… باسم الرجولة، وباسم الأنوثة، بينما تُذبح الإنسانية في المنتصف.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة حوادث خارج الحدود مجتمع

غزة… حيث يذبح الأطفال و تغتال الكرامة على مذبح الصمت العالمي

 

“غزة… حيث يُذبح الأطفال وتُغتال الكرامة على مذبح الصمت العالمي”

في غزة، لا يحتاج الموت إلى مواعيد، ولا يستأذن من أحد، هو ضيف ثقيل دائم، يحوم فوق الرؤوس، ويتنقل بين البيوت دون استئذان. في غزة، حيث الهواء ملوث برائحة البارود، والأرض مفروشة بجثث الأطفال، والسماء شاهدة على جرائم مكتملة الأركان، يُعاد تعريف المفاهيم: الإنسانية تصبح ترفًا، والعدالة نكتة باهتة، وحقوق الإنسان حبرًا تافهًا على ورق ممزق.

غزة تُباد.
هكذا دون مواربة.
مدن تُهدم فوق رؤوس أهلها، مستشفيات تُقصف، مدارس تتحول إلى مقابر جماعية، ومساجد تُمحى من الوجود. يُقتل الطفل وهو نائم في حضن أمه، تُباد العائلة كاملة، ولا يتحرك ساكن في هذا العالم المُدّعي للتحضر.

الصمت المطبق من المؤسسات الدولية، من أنظمة تدّعي الدفاع عن الإنسان، من نُخب ثقافية وحقوقية لم يعد يعني سوى شيء واحد: تواطؤٌ مفضوح مع القاتل، وخيانةٌ مكشوفة للضحية.
لم يعد هناك مجال لتجميل الواقع، فالعالم لا يصمت فقط، بل يُبرر، ويُشرعن، ويمنح القاتل وقتًا إضافيًا لسفك المزيد من الدماء.

في غزة، يُقتل الطفل مرتين: مرة بصاروخ، ومرة بصمت العالم.
الطفولة هناك لا تعرف سوى الركام، ولا تتعلم الحروف إلا من خلال كتابات على جدران مهدّمة. صرخة الطفل ليست نداء استغاثة فقط، بل صفعة في وجه الإنسانية الساكنة.

ومع كل هذا الخراب، يُصر الشعب الغزّي على الحياة.
يُصر على التشبث بالأمل، على زرع زهرة في ركام، على تعليم الأطفال تحت الخيم، على دفن شهدائه بكرامة، وعلى ترديد النشيد الوطني في جنازات الصغار.

غزة لا تركع، رغم جراحها.
لا تسكت، رغم النزف.
لا تموت، رغم محاولات محوها.

لكن إلى متى؟
إلى متى ستظل غزة تُذبح كل يوم والعالم يعدّ القتلى ويقلب القنوات؟
إلى متى سنكتفي بالبكاء والتنديد دون تحرك؟
هل أصبحنا فعلاً شعوبًا لا تغضب، لا تثور، لا تبكي إلا على الأطلال؟

غزة اليوم مرآةٌ لنا جميعًا، تعكس قبح هذا العالم، واختناق القيم، وموت الضمير.
من لا يشعر بألمها، فليتحسس قلبه… فقد يكون قد مات.

Categories
أخبار 24 ساعة مجتمع

سطات تحتضن مهرجان اليتيم في دورته الثامنة تحت شعار “جود بلا حدود”

سطات عماد وحيدال..

تعيش مدينة سطات على وقع حدث إنساني مميز، يتمثل في تنظيم النسخة الثامنة من مهرجان اليتيم من طرف مؤسسة السلام للإنماء الاجتماعي – فرع سطات، وذلك في الفترة الممتدة من الجمعة 11 إلى الأحد 13 أبريل الجاري، تحت شعار “جود بلا حدود”.

ويهدف هذا المهرجان السنوي إلى تسليط الضوء على قضايا الأيتام وتحسيس المجتمع بأهمية التكفل بهم، من خلال خلق فضاء ترفيهي وتربوي وثقافي يساهم في إدماجهم النفسي والاجتماعي، ويعزز قيم التضامن والتآزر داخل المجتمع.

وتتضمن فعاليات المهرجان فقرات متنوعة، من بينها عرض شريط وثائقي يوثق لإنجازات المؤسسة، وتدشين معرض خاص بالمهرجان يضم أروقة تعريفية بأنشطة الجمعية ومنتوجات يدوية، بالإضافة إلى سهرات فنية يشارك فيها فنانون داعمون للملتقى، إلى جانب حضور شخصيات بارزة من مجالات مختلفة.

كما سيخصص جزء كبير من الأنشطة للأطفال الأيتام عبر ورشات تفاعلية وتربوية كـ:

ورشة الرسم والتلوين ورشة المسرح والتعبير الفني ورشة الحكي والقراءة ورشة الأشغال اليدوية

ومن أبرز فقرات المهرجان، سهرة فنية من تقديم الأطفال الأيتام أنفسهم، تتضمن فقرات غنائية واستعراضية ومسرحية، بالإضافة إلى عروض ألعاب بهلوانية تدخل البهجة والسرور على قلوبهم.

ويُسدل الستار على هذا العرس التضامني بتنظيم “سباق التضامن على الطريق”، بمشاركة الصغار والكبار، في مبادرة ترمز إلى السير نحو مجتمع متماسك ومتعاطف، يحمل الأمل في مستقبل أفضل للأيتام.

إن مهرجان اليتيم بسطات هو أكثر من مجرد تظاهرة فنية أو ترفيهية، بل هو رسالة حب وعطاء، تسعى من خلالها مؤسسة السلام للإنماء الاجتماعي إلى زرع البسمة في وجوه الأطفال الأيتام، ودعوة مفتوحة لجميع مكونات المجتمع لمواصلة دعم هذه الفئة الهشة نحو غدٍ مشرق.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية أعمدة الرآي الواجهة بلاغ ثقافة و أراء خارج الحدود سياسة مجتمع

غزة تحت الرماد: حين يصبح الصمت خيانة

  1. هند بومديان

غزة تحت الرماد: حين يصبح الصمت خيانة

في الركن المنسي من هذا العالم، حيث لا تُسمع سوى دوي القنابل وصرخات الأطفال، تقف غزة، مدينة الأرواح المثقوبة، شاهدة على جريمة مكتملة الأركان تُرتكب في وضح النهار.
ليست مجرد حرب… إنها إبادة تُبثّ على الهواء مباشرة، تحت أنظار صامتة، وأنظمة صمّاء، وضمائر باردة.

غزة لا تموت فقط بالقصف، بل بصمت العالم.
البيوت هناك لا تهدم فقط، بل تُقتلع من الذاكرة، من الجغرافيا، من التاريخ.
الأمهات لا يبكين فقط، بل يُغتَصَب منهنّ الحلم، يُجتثّ من صدورهن الأمل، ويُدفن مع أولادهن تحت الركام.

أي قلب لا يهتز أمام مشهد طفل يُنتشل أشلاءً من تحت الردم؟
أي عين لا تدمع حين ترى مستشفى يتحوّل إلى مقبرة؟
أي ضمير لا يرتعد حين تُقصف المدارس والمخابز والمآذن في وقت واحد؟

غزة تُباد… نعم، إبادة لا تحتاج إلى وثائق، فكل حجر هناك يشهد، وكل شجرة تعرف، وكل وجه محفور بالألم يروي الحكاية.

لكن الصدمة ليست فقط في القصف، بل في التواطؤ.
في صمت الدول، في عجز الشعوب، في الاكتفاء بالهاشتاغات والدعوات، بينما يُذبح شعب بأكمله.
الصمت هنا لم يعد حيادًا، بل خيانة.
كل من سكت شريك.
كل من تواطأ بالصمت قاتل.

غزة لا تحتاج إلى دموعنا، بل إلى موقف.
لا تحتاج إلى رثاء، بل إلى يقظة.
فمن نجا من القصف، لن ينجو من الخذلان.

يا غزة، عذراً إن سكتنا، عذراً إن خذلنا الصوت…
لكن صوتك سيبقى، كألم خالد، كندبة في جبين هذا الكوكب البارد.