Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات مجتمع نازل

بوسكورة.. أسر مهددة والمستقبل الدراسي لأبنائها على المحك

فيصل باغا

مع اقتراب موعد الدخول المدرسي، يعيش عدد من الأسر بمدينة بوسكورة وضعاً اجتماعياً حرجاً بعد هدم منازلهم في عدد من الدواوير، دون أن يتم توفير أي بدائل سكنية أو تعويضات، ما جعلهم في حيرة من أمرهم بشأن مستقبل أبنائهم الدراسي.

السكان يواجهون معضلة حقيقية، حيث أن بعض المناطق التي هُدمت لم تُراع فيها الاحتياجات الأساسية للأطفال، بما في ذلك توفير المدارس ومرافق التعليم، ما يهدد حق الأطفال في الولوج إلى التعليم في هذه السنة الدراسية الجديدة.

عدد من مواطنون عبّروا عن قلقهم العميق من الوضع الراهن، مؤكدين أنهم لم يتلقوا أي توضيح رسمي حول الإجراءات المستقبلية أو حلول سريعة لضمان استقرار أسرهم وأطفالهم.

في هذا السياق، يطلق السكان نداء عاجلاً إلى عامل إقليم النواصر، للمبادرة بتوفير حلول عاجلة ومستدامة، سواء عبر تعويض الأسر أو توفير مساكن بديلة، وضمان تمكين أبنائهم من متابعة الدراسة دون أي عراقيل.

الوضع الراهن يفرض على الجهات المختصة التدخل الفوري لتجنب أزمة إنسانية وتعليمية قد تؤثر على مستقبل الأطفال وأمن المجتمع بشكل عام.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية الواجهة جهات نازل

الخميسات …درك ايت يدين يوقف جانحا خلق الرعب و أعتدى على نادلة بالمقهى

نورالدين بولعكور/ ايت يدين

بتعليمات من رئيس مركز الدرك الملكي بايت يدين السيد حميد حرور تمكنت عناصر الدرك الملكي من توقيف شخص في حالة هيجان خلق الرعب لدى الساكنة وقام بالاعتداء على نادلة وسط مقهى بمركز جماعة ايت يدين.

بعد استنجاد الساكنة بتدخل عاجل للدرك الملكي التي حضر عناصرها في وقت وجيز الى عين المكان حيث تمكنوا من توقيف الجاني واقتياده لمركز الدرك وهو في حالة هيجان .

هذا وقد أثارت هذه العملية الأمنية ارتياحا واسعا في أوساط سكان جماعة ايت يدين كما لقيت إشادة واسعة من فعاليات المجتمع المدني التي نوهت بالكفاءة المهنية والجاهزية العالية لعناصر الدرك الملكي بايت يدين وبالنهج الصارم الذي يعتمده قائد المركز الجديد في تعامله مع القضايا الأمنية .

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات نازل

دراجات 49cc.. بين مطرقة القانون وغياب الرقابة

حسيك يوسف

في مشهد يتكرر كثيرًا بالمغرب، يجد المواطن نفسه مرة أخرى في موقع الضحية بدل أن يكون محميًا بالقانون. هذه المرة، القضية تتعلق بالدراجات النارية الصغيرة من فئة 49cc، التي اقتناها مواطنون من نقاط بيع مرخّصة، ببطائق رمادية رسمية، وباعتقاد كامل أنها قانونية… لكن المفاجأة كانت صادمة: متابعة هؤلاء بتهمة استعمال مركبات “غير مطابقة للمواصفات”.

المفارقة أن المواطن لم يُدخل أي تعديل أو تغيير على دراجته، بل اقتناها كما هي من السوق، ومع ذلك وجد نفسه متّهَمًا وكأنه خارج عن القانون. فكيف يعقل أن تُباع دراجات في محلات مرخّصة، وبوثائق رسمية مختومة، ثم يُعاقَب المشتري بدل محاسبة من أدخلها إلى السوق؟

المسؤولية الموزعة.. والمواطن الحلقة الأضعف

الحقيقة أن المسؤولية مشتركة:

المستوردون الذين جلبوا دراجات لا تحترم المعايير.

إدارة الجمارك التي سمحت بولوجها دون تدقيق كافٍ.

السلطات الوصية التي منحت التراخيص التجارية لنقاط البيع.

مراكز الفحص التقني التي لم تكشف عن الاختلالات.

وبين كل هذه الحلقات، يبقى المواطن المغربي هو الأضعف، يدفع الثمن من جيبه وسمعته، ويتحوّل من “مستهلك حسن النية” إلى “مخالف للقانون”.

أين الشجاعة للاعتراف بالخطأ؟

اليوم، وبعد أن انفجرت هذه القضية، على السلطات الوصية أن تتحلّى بالشجاعة الكاملة، وتعترف بالتقصير في حماية المستهلك المغربي، وتقدّم اعتذارًا رسميًا للمواطنين الذين تعرضوا للظلم. كما يجب أن يُفتح تحقيق وطني شامل يحدد المسؤوليات، ويُحاسب كل من سمح بمرور هذه الدراجات المخالفة إلى السوق المغربي، مع تحميل المستوردين كامل المسؤولية عن التلاعب بالمواصفات والوثائق.

حماية المستهلك أولوية لا تُؤجَّل إن أكبر درس من هذه القضية هو أن المستهلك المغربي بحاجة إلى حماية حقيقية، لا شعارات. حماية تبدأ من التشدد في المراقبة عند الاستيراد، مرورًا بصرامة أكبر مع الباعة، وصولًا إلى تقوية دور جمعيات حماية المستهلك في فضح هذه التجاوزات والدفاع عن حقوق المواطنين.

القانون يجب أن يُطبَّق على الجميع، لكن العدالة تقتضي أن يُحاسب الفاعل الحقيقي، لا أن يُترك المواطن الشريف ضحية لمنظومة رقابية متهاونة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات نازل

خيمة على شاطئ الوطية تكشف الوجه الآخر لسوء استعمال السلطة

تحرير ومتابعة /سيداتي بيدا 

 عضو الاتحاد الدولي للصحافة العربية

تعيش مدينة السمارة، ومعها الرأي العام المغربي، على وقع جدل واسع أثارته حادثة تحمل في ظاهرها بساطة، لكنها في جوهرها تكشف خللًا عميقًا في تدبير السلطة. فقد اضطر الشاب ميسارة الزين رفقة أصدقائه إلى مغادرة حرارة السمارة المفرطة والتوجه نحو شاطئ الوطية، المتنفس الطبيعي لسكان المنطقة، حيث نصبوا خيمة صحراوية تقليدية تجسد عمق الثقافة المحلية وممارسة اجتماعية أصيلة مرتبطة بالهوية الصحراوية.

غير أن هذا الفعل البسيط تحوّل إلى قضية رأي عام بعدما تدخل أحد رجال السلطة بالمنطقة بشكل مفاجئ وأقدم على هدم الخيمة، في خطوة أثارت استياءً واسعًا، واعتبرها العديد من أبناء المنطقة مخالفة للقانون. فالدستور المغربي نصّ صراحة على أن السكن حق مقدس لا يجوز انتهاكه، كما أن القانون الجنائي يُسوي بين البيت والخيمة الصحراوية باعتبارها مأوى وسكنًا لا يُسمح باقتحامه أو هدمه إلا وفق مساطر دقيقة ومشددة.

هذه الواقعة، وفق ما عبر عنه شهود عيان وسكان المنطقة، قد تُدرَج ضمن ما يُصطلح عليه قانونيًا بـ الشطط في استعمال السلطة، وهو مفهوم راسخ في الفقه والقضاء الإداري ويُعتبر خرقًا مباشرًا لمبدأ الشرعية الذي يُلزم الإدارة باحترام الحقوق الدستورية. فالقوانين الإدارية وُضعت لتأطير العمل الإداري وحماية المواطنين، لا لفتح المجال أمام قرارات فردية متعصبة أو متعسفة تمس بمكتسبات الدولة في مجال حقوق الإنسان.

الأمر لا يتوقف عند حادثة محلية، بل يطرح تساؤلات كبرى عن مدى احترام بعض المسؤولين الإداريين للحدود القانونية في ممارسة السلطة. وهنا تكمن الخطورة: تشويه صورة المغرب داخليًا وخارجيًا، خصوصًا وهو مقبل على تنظيم تظاهرات دولية كبرى مثل كأس العالم، حيث ستكون عدسات الإعلام الدولي متجهة إلى تفاصيل الحياة اليومية. فواقعة كهذه قد تُقدَّم على أنها تعكس ازدواجية بين نصوص قانونية رائدة وممارسات ميدانية لا ترقى إلى مستوى تلك النصوص.

 

حادثة الشاب ميسارة الزين تجاوزت حدودها الفردية لتتحول إلى موجة تضامن واسعة، انطلقت من الأقاليم الجنوبية لتشمل مغاربة من مختلف المدن. والرسالة التي يوجهها المواطنون واضحة: المشكل لا يكمن في الدستور أو القوانين، بل في طريقة تنزيلها من طرف بعض المسؤولين الذين يُسيئون فهم السلطة ويستعملونها في غير موضعها.

 

إن ما وقع في الوطية يكشف الحاجة الملحّة إلى إعادة ضبط معايير ممارسة السلطة المحلية وفقًا لروح الدستور والقانون الإداري. المطلوب اليوم هو تفعيل الرقابة الصارمة وربط المسؤولية بالمحاسبة كما نص عليه دستور 2011، حتى لا تُختزل السلطة في قرارات فردية متعصبة قد تُسيء للوطن أكثر مما تخدمه.

وفي الختام، يجدر التذكير بأن ما ورد في هذا المقال يُعبر عن رأي عام محلي واستقراء قانوني عام، أما البت النهائي في مدى قانونية ما جرى فيبقى اختصاصًا أصيلًا للسلطات القضائية المختصة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات نازل

دوار طيبي بمنطقة سيدي معروف أولاد حدو غياب البنية التحتية وتفاقم الاكتظاظ السكني

فيصل باغا

يشهد دوار طيبي الواقع في منطقة سيدي معروف أولاد حدو أزمة حقيقية تتمثل في غياب البنية التحتية الأساسية وتفاقم مشكلة الاكتظاظ السكني، مما يؤثر بشكل مباشر على جودة حياة سكان الدوار ويزيد من معاناتهم اليومية.

تعاني المنطقة من نقص حاد في خدمات الماء والكهرباء والصرف الصحي، حيث تعجز الشبكات المتوفرة عن تلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان الدوار بسبب النمو السكاني السريع. هذا النقص يعرض السكان لمشاكل صحية وبيئية عديدة، ويزيد من صعوبة توفير حياة كريمة للعائلات.

بالإضافة إلى ذلك، يشهد دوار الطيبي اكتظاظًا سكنيًا ملحوظًا نتيجة الزيادة المستمرة في عدد السكان وعدم وجود تنظيم عمراني واضح. غالبية المنازل مبنية بشكل عشوائي، مما يؤدي إلى تضييق المساحات العامة وشوارع ضيقة لا تتناسب مع حجم السكان، ويعرقل حركة المرور ويحد من الوصول إلى الخدمات الأساسية.

ويشير العديد من السكان إلى أن غياب التخطيط الحضري والبنية التحتية المناسبة يزيد من تفاقم المشاكل اليومية، خاصة فيما يتعلق بالصحة والتعليم والنقل. كما يؤثر هذا الوضع على الأطفال والنساء وكبار السن بشكل خاص، الذين يجدون صعوبة في الحصول على الخدمات الضرورية.

وتبقى مطالب السكان محورية، حيث يطالبون السلطات المحلية والجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل لوضع خطة تطوير شاملة تشمل تحسين البنية التحتية، تنظيم الفضاءات السكنية، وتوفير الخدمات الأساسية لضمان حياة كريمة وسليمة لسكان دوار الطيبي.

إن معالجة هذه الإشكاليات ليس فقط حقًا للسكان، بل هو خطوة أساسية نحو تعزيز التنمية المستدامة للمدينة ككل، وتقليل الفوارق بين مختلف أحيائها.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي إقتصاد الواجهة خارج الحدود نازل

حين تُجبرنا الأسعار على الهجرة عكسياً… حتى السفيرة الأوروبية قالت: لا للطائرة

بقلم: حسيك يوسف

في خطوة رمزية تحمل رسائل أقوى من أي بلاغ دبلوماسي، غادرت سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب باتريسيا لومبارت كوساك أرض المملكة عبر الباخرة بدل الطائرة، رغم منصبها ومكانتها، ورغم أن الاتحاد الأوروبي هو من يتحمل نفقات سفرها، لا هي.

السفيرة نشرت صورة لها من على متن باخرة بميناء طنجة، وكتبت:

 “Merci le Maroc! Tu vas tellement me manquer!”

 “شكرًا لك يا مغرب! سأفتقدك كثيرًا”

لكن ما لم تقله بالكلمات، قالته بالرسالة: “ثمن الطائرة مبالغ فيه.. وأنا أقاطع”

فما بالك بالمغاربة المقيمين بالخارج، الذين طالهم الغلاء من كل جهة؟

عائلة من أربعة أو خمسة أفراد تحتاج لأكثر من 40 ألف درهم فقط لشراء تذاكر الطيران ذهابًا وإيابًا!

وقِسْ على ذلك:

أسعار الإقامات السياحية نار

كراء الشقق والفنادق ولّى حلم، وأصبح عبء ثقيل على كل جيب

الملابس نار

الأكل نار

كراء السيارات نار

حتى الماء والخبز ما بقاش فيهم الرحمة

النتيجة؟

الآلاف من مغاربة العالم اختاروا البقاء في ديار الغربة هذا الصيف، لأن “العودة للوطن” أصبحت ترفًا لا يقدرون عليه، في وقت كنا نراهن فيه على هذه الجالية لتنعش الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة، وتدفع بعجلة السياحة نحو الانتعاش.

نخسر اليوم السياح، والمغتربين، والصورة… لأننا ما زلنا نُمعن في الغلاء بلا سبب، ونلهث خلف الربح السريع دون تفكير في العواقب.

متى نفيق؟ متى نكبر؟

حين تكون سفيرة أوروبية أغنى منا، وأكثر قدرة منا، وتقول للطائرة “لا” لأنها ببساطة وجدت الثمن غير منطقي… ألا يدعونا ذلك للتفكير في ما نحن فاعلون ببلدنا؟

ألسنا نحن أولى بالمقاطعة؟

أليس هذا غلاءً يطرد أبناء الوطن قبل أن يطرد السياح؟

كفى.

لقد آن الأوان لأن نعيد ترتيب أولوياتنا.

المغرب بلد جميل، لكن الغلاء لا وطن له.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي إقتصاد الواجهة نازل

غلاء الأسعار بمدينة الجديدة… أين هي أعين الرقابة؟

حسيك يوسف

في الآونة الأخيرة، أصبحت مدينة الجديدة، تلك المدينة الساحلية الجميلة التي كانت قبلة للسياح من الداخل والخارج، تعاني من ظاهرة غلاء غير معقول في الأسعار، مسّت أبسط المواد الاستهلاكية اليومية.
خضر، فواكه، لحوم، مشروبات… الكل ارتفع بشكل لا يُصدق، حتى أن الزيادة أصبحت تتراوح بين 5 إلى 10 دراهم في السلعة الواحدة، وهو ما جعل الكثير من الزوار والمواطنين المحليين يتذمرون، بل ويعزفون عن التبضع، وبعضهم حتى عن قضاء عطلته بالجديدة.

الأغرب من ذلك، أن هذه الأزمة جاءت في صمت تام من الجهات المسؤولة. أين هي اللجان التي كانت تجوب الأسواق في رمضان؟ أين ذهبت تلك الصور التي تظهر المسؤولين بلباس رسمي وهم يقيسون الأسعار ويُطمئنون المواطن عبر وسائل الإعلام؟
هل انتهى دورها بانتهاء رمضان؟ هل دخلت هذه اللجان في “عطلتها الصيفية” وتركت المواطن يواجه الغلاء وحده؟

الجديدة اليوم لا تعاني فقط من غلاء الأسعار، بل تعاني من غياب الرقابة، وتهاون المسؤولين المحليين. لا يمكن لمدينة تعتمد على السياحة أن تستقبل الزائر بأسعار خيالية وسلوك استغلالي من بعض التجار.
الرسالة التي تصل للسائح اليوم، سواء المغربي أو الأجنبي، هي: “ادفع أو ارحل”… وهذه ليست رسالة ترحيب، بل دعوة مباشرة للمغادرة.

ما نحتاجه اليوم هو عودة اللجان الخاصة بمراقبة الأسعار بشكل فوري وفعّال، وتفعيل آلية تسقيف الأثمنة أو على الأقل ضبطها، خصوصاً في فصل الصيف الذي يُعدّ موسماً سياحياً حيوياً.

إذا كنا نطمح إلى إنعاش السياحة وتحسين صورة بلادنا، فلا يمكن أن نغض الطرف عن أبسط حقوق المواطن والمستهلك: القدرة على اقتناء ضروريات الحياة دون ابتزاز.

Categories
أخبار 24 ساعة مجتمع نازل

المسبح البلدي بوجدة.. معلمة منسية تنتظر قرار الإنقاذ

مع الحدث وجدة

وسط حديقة للا عائشة، القلب النابض لمدينة وجدة، يرقد المسبح البلدي كجسد بلا روح، تحيط به أسوار الذكرى وتغلفه حسرة التهميش. قبل سنوات، كان هذا الفضاء متنفسًا حقيقيًا لساكنة المدينة، وملاذًا للأطفال والشباب خلال أشهر الصيف الحارقة. أما اليوم، فهو صامت، مغلق منذ 2019، كأن الزمن توقف بين جدرانه.

المسبح الذي عرف تأهيلاً ملكياً سنة 2008، ظل نموذجاً لمرفق عمومي ناجح، يجمع بين الرياضة والترفيه، ويُسهم في محاربة الإقصاء الاجتماعي عبر أسعار رمزية لا تتجاوز قدرة الأسر البسيطة. كان مشهد الأطفال وهم يتعلمون السباحة، والشباب وهم يتبارون في الرياضات المائية، جزءاً من الحياة اليومية لوجدة في صيفها الطويل.

لكن هذه الصورة لم تدم طويلاً. فقد أدى تآكل البنية التحتية، وظهور تسربات مائية ضخمة، إلى إغلاقه. ومع انتهاء عقد التدبير، دخل المسبح نفق الإهمال. مشاريع إعادة التأهيل طُرحت، وميزانيات خُصصت، لكن التنفيذ بقي مؤجلاً، يُجهضه الصراع داخل المجالس المنتخبة أو غياب إرادة حقيقية لإنقاذ هذا الفضاء العمومي.

أكثر من خمس سنوات مرت، والمسبح لا يزال مغلقًا. في كل صيف، تتكرر التساؤلات: إلى متى سيظل هذا المرفق رهين الحسابات السياسية؟ وهل يليق بمدينة بحجم وجدة أن تفتقر لمسبح عمومي يليق بتاريخها وساكنتها؟

اليوم، المطلب واضح: إعادة الحياة إلى هذا المرفق ليست ترفًا، بل ضرورة اجتماعية ورياضية وإنسانية. فالمسبح البلدي ليس مجرد حوض ماء، بل مرآة لكرامة المواطن الوجدي، وحقه في الترفيه والتكوين. فهل من مستجيب؟

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات مجتمع نازل

فاجعة بوسكورة: غرق قاصر في منشأة غير مؤمنة يفتح النقاش حول إهمال أوراش التهيئة

فيصل باغا

في حادث مأساوي جديد، شهدت جماعة بوسكورة بإقليم النواصر، يوم الخميس 22 ماي، وفاة طفل يبلغ من العمر 16 سنة غرقًا داخل بحيرة مائية مؤقتة، ناتجة عن ورش إصلاح وتهيئة وادي بوسكورة. البحيرة، التي يفترض أنها مؤمنة كجزء من منشأة في طور الإنجاز، تحولت إلى مصيدة مميتة في غياب تام لأي وسائل حماية أو إشارات تحذيرية.

الورش الذي يشرف عليه مقاولون يفترض فيهم الالتزام بتأمين محيط المنشأة، ترك مكشوفًا دون أسوار أو مراقبة، رغم القوانين التي تفرض إجراءات احترازية صارمة. وفي مشهد يتكرر في العديد من الأوراش بالمغرب، تحوّلت المياه الراكدة إلى نقطة جذب للأطفال في منطقة آهلة بالسكان، ما يُبرز الخلل الكبير في ثقافة الوقاية والرقابة.

السلطات المحلية وجدت نفسها في مرمى الانتقادات، وسط تساؤلات حادة من السكان حول غياب المراقبة وتقصير الجهات المعنية في حماية أرواح المواطنين، خاصة القاصرين الذين يدفعون ثمن الإهمال غالبًا بأرواحهم.

وتطالب الساكنة بفتح تحقيق جدي وسريع لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين في هذا الإهمال المؤسف، مؤكدين على ضرورة تسييج كل المنشآت المشابهة، وإطلاق حملات توعية استباقية لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث.

حادث بوسكورة ليس الأول، لكنه يجب أن يكون الأخير. فقد آن الأوان لإعادة النظر في معايير السلامة داخل الأوراش المفتوحة، حفاظًا على أرواح الأبرياء، وضمانًا لحق الجميع في فضاءات آمنة ومحروسة.

Categories
أخبار 24 ساعة الصحة مجتمع نازل

وفاة مسنّ بحي بوليكوما تكشف غياب الطبيب المكلف بالمعاينة واحتقان وسط الساكنة

مع الحدث بوسكورة فيصل باغا

شهد حي بوليكوما الرميلية بجماعة بوسكورة مساء اليوم، حالة وفاة طبيعية لرجل مسن داخل منزله على الساعة الرابعة زوالا ، ما خلّف حالة من الحزن في صفوف أسرته وسكان الحي. وكما جرت العادة في مثل هذه الحالات، سارع الجيران إلى إشعار المصالح المختصة من أجل مباشرة الإجراءات القانونية اللازمة لدفن الجثمان وفق ما تنص عليه القوانين المعمول بها.

غير أن الحادثة سرعان ما تحولت إلى مصدر استياء واسع، بعدما فوجئ ذوو المتوفى ومعهم عدد من ساكنة الحي، بغياب الطبيب المكلف بمعاينة الجثة، وهي الخطوة الإدارية الأساسية التي لا يمكن بدونها استصدار شهادة الوفاة، وبالتالي مباشرة إجراءات الدفن.

وحسب شهادات متطابقة استقتها الجريدة من عين المكان، فقد اضطر أفراد الأسرة إلى الانتظار لساعات طويلة وسط حالة من الحزن والذهول، دون أي تواصل واضح من الجهات المعنية لتفسير سبب الغياب أو تحديد وقت قدوم الطبيب، وقال أحد الجيران: “ما حدث اليوم أمر غير مقبول. انتظار طويل لحضور الطبيب لليوم الموالي في ظروف إنسانية صعبة، وكل ذلك بسبب غياب طبيب يُفترض أن يكون متاحاً على مدار الساعة في مثل هذه الحالات.” انطلاقا من مبدإ إكرام الميت دفنه.

وقد أعاد هذا الحادث تسليط الضوء على إشكالية تأخر أو غياب الأطر الطبية في حالات الوفيات المنزلية، خاصة في الأحياء الشعبية التي تفتقر أحياناً إلى حضور دائم للمصالح الصحية أو قنوات تواصل فعالة مع السكان.

وطالب عدد من سكان الحي السلطات المحلية والصحية بضرورة إعادة النظر في آليات التدخل، من خلال توفير تغطية طبية استعجالية لمثل هذه الحالات، وتخصيص أرقام طوارئ فعالة لضمان التكفل السريع بالجوانب القانونية والإدارية المرتبطة بالوفاة، وذلك صوناً لكرامة المتوفين وتيسيراً على أسرهم.

يُذكر أن شهادة المعاينة الطبية للوفاة تُعد وثيقة أساسية قانونياً، ولا يمكن دفن أي جثمان من دونها، وهو ما يجعل توفر الطبيب المكلف أمراً حيوياً في مثل هذه الحالات.